الثلاثاء، 28 فبراير 2012

الدار تحاور الموسيقار بشير عباس من داخل مستشفي البراحة حول رحيل العملاق وردي





ما لا يعرفه الجميع هو أنني المستشار الفني لفنان افريقيا الأول منذ ستينيات القرن الماضي
هذه قصة ابنتي مع تشييع جثمان وردي ووفاة شقيقتي في نفس اليوم
طفل صغير يشبه وجهه الدكتور الفنان محمد وردي بـ (خريطة السودان ) !!
بحري : سراج النعيم : تصوير مصطفى حسين
برغم أن الموسيقار بشير عباس مستشفياً بالبراحة التخصصي بالخرطوم بحري إلا أنه كان حريصاًُ غاية الحرص على سبر أغوار أعمق وابعد في تجربة العملاق محمد وردي ..وفي هذا المناخ الجاد الصارم دخل عباس في موجة بكاء .. بينما لم يستطع ان يحبس دموعه التي انهمرت مدراراً .. وهو يقول : اعتقد أنه يمكن إيجاز علاقتي القوية مع وردي ولكن كنت باستمرار أرى فيه أنه وظف منتوجه الإبداعي منذ البداية كفنان محترف لا يغفل عن تطويع الكلمات التي تمتاز بالبساطة في الطرح والتناول والتنوع الذي استمر فيه متفوقاً فيما اخططه لنفسه حتى أنه كان مضرب مثل في القدرة على أداء الوان وفنون غنائيه متعددة وبإحساس بالغ الثراء الفني حتى الآن ..ويمكن  أن أوتار آلة العود في غناء وردي لـ (نور العين) تفضح عشق الشاعر إسماعيل حسن وبالتالي تبقي هذه الأغنية ذات وقع خاص في نفسه ..لذلك وقع اختياره لها لكي يشدو بها في مطار الخرطوم بعد عودته من هجرته المتصلة ثلاثة عشر عاماً.
وعندما قدم تحفته الفريدة (جميلة ومستحيلة) للشاعر محجوب شريف كانت تمثل بالنسبة له مرحلة النضوج والاستقرار وبها استقر به المقام مع نجوم القمة الغنائية في السودان حتى أن تجاربه مع اسحق الحلنقي وعمر الطيب الدوش والتجاني سعيد وصلاح أحمد إبراهيم واخرين تحمل بين طياتها الأعتزاز والافتخار وكأنهم كانوا يأطرون ما بين الشوق والحنين .. وما بين الكبرياء وعزة النفس الأبية . وظهر ذلك جلياً في النصوص الغنائية التي كتبوا كلماتها ووضع الموسيقار وردي الحانها وهي تمتاز بالتحريض الواضح للقلب والبحث عن الانتصار بعيداً عن التراجع في المباديء الغرامية التي تؤدي في الغالب الأعمَّ إلى الأنهزام . هكذا تجاوز منعطف الألحان التقليدية من خلال اصطناع ضروب لحنية من الاتساق بين اللحن والأداء والكلمة المغناة التي صورها برؤية تكاد تحقق الإنتشار كلياً للأغنية السودانية .. بل قل أنه تحقق فعلياً .. ومن هنا نقلنا إلى مستويات راقية عبر الجوانب اللحنية ثم ما يليها من عمق في الأداء المؤثر في المتلقي .. وهذا جعله يحس بالدور المتعاظم الملقي على عاتقه وبدوره الكامن للإسهام الإيجابي . لذلك طرق كل الأبواب الموصدة في بلدان مجاورة لاختراق هذه الأمبراطوريات الكبرى وكان ذلك بمثابة مهاد سخي لبقية الفنانين.
{ وفاة وردي صادفت وفاة شقيقتي:
وكشف الموسيقار بشير عباس السر الذي جعله يعزف للفنان محمد وردي آلة العود في ستينيات القرن الماضي .. إذ قال : كانت فكرته فيما ذهبت إليه تنحصر في أنه كان يرغب في التركيز على الأداء دون الانشغال بالعزف ومن ساعتها أصبحت المستشار الفني له اسوة بالفنان الكبير محمد عبدالوهاب .. الذي أحببت عبقريته وأغانيه .. فيما احب وردي كل ما هو أصيل في الموسيقى .. وهو كان – عليه الرحمة – ذو ذوق (محافظ) في هذا الحقل .. ولكل هذه الصفات تجد قلبي يخفق طرباً له . فهو كان مدهشاً وعظيماً .. لأنه جعل الفنانين الموجودين في باطن الأرض خيراً من اولئك الذين يمشون عليها .. وأن كنت لا أقصد بأي حال من الأحوال تقليل شأن الآخرين بقدرما انني أثق في أن وجهت نظري هذه هي نفسها وجهت نظرهم.
ومن الأشياء التي وقفت عندها لحظة تشييع جثمان الدكتور محمد وردي .. أنه صادف وفاة شقيقتي ..وفي تلك الأثناء تلقيت اتصالاً هاتفياً من أبنتي الدكتوره الحان التي تعمل في إحدى مستشفيات أمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة .. وهي تقول ليّ ياوالدي: الآن اشاهد في التلفاز الذي ينقل مراسم تشييع الفنان محمد وردي بمقابر فاروق .. وتسترسل في وصف المشهد دون أن تدري أن عمتها توفيت إلى رحمة مولاها .. وكان جُل تفكيرها منحصراً في تعزيتي على فقدنا للفنان العظيم محمد وردي وكنت لحظة ظهور اسمها على شاشة هاتفي الجوال اظن أنها تود تعزيتي في وفاة شقيقتي .. فقلت لها : رغما عن أن التعزية تتعلق بالأخ والصديق محمد وردي إلا أنها صادفت هواً في نفسي للعلاقة العميقة التي جمعتني به طوال السنوات الماضية .. وقد استطاعت أن تترجم شعورها في وفاة عمها فنان افريقيا والوطن العربي .. لأنه فنان (ماساهل) .. وحقيقة فقدته كثيراً جداً ..ثم انخرط في البكاء عليه.
{عودة العملاق لاحضان الوطن:
وبدموع الفراق قال عباس : يكفي وردي أنه كان مشدود بحبه للوطن .. الذي يأتي إليه ويقدم روائعه ويقف قليلاً مع أحاسيس ومشاعر جماهيره العريضة ..وقد أتضح ذلك لدي عودته قادماً من الولايات المتحدة الامريكية عبر مطار القاهرة في يوم الأربعاء الثاني والعشرين من مايو 2002م . حيث استقبلته امواج بشرية متلاطمة بباحة مطار الخرطوم .. وبذلت الشرطة السودانية بكل مسمياتها جهوداً مقدرة في تهدئة هذه الحشود التي ظلت بانتظار صعود العملاق حقاًَ محمد وردي إلى خشبة المسرح ومضت الساعات والجمهور يعبر عن حبه واعجابه بترديد روائعه وقد تناقلت هذا الحدث مجالس المدينة والوسائط الإعلامية بمسمياتها المختلفة وفي تمام الساعة التاسعة مساء صعد هو إلى المسرح وسط عاصفة من التصفيق .. فيما ارتفعت الأصوات وهي تهتف (بالروح بالدم نفديك ياوردينا) .. ولم يتمالك هو نفسه وسالت دموعه مدراراً لرؤيته هذا الكم الهائل من أبناء السودان الأوفياء يسعدون بعودته..حينها امسك المايكروفون وغني أغنية (يانور العين) للشاعر الراحل إسماعيل حسن وبعدها صدح باغنية (يابلدي ياحبوب) للشاعر سيد احمد الحردلو .. وكان الملفت للأنظار في تلك اللحظة اؤلئك الذين نقلوا الحفل عبر الهواتف السيارة إلى اهلهم ومعارفهم وأصدقائهم الذين لم يحضروا لظروف حالت دون ذلك.
{ قصة وردي مع أغنية (ما في داعي):
ويواصل الموسيقار بشير عباس عكس تلك اللحظات التي امتزج فيها الفرح بالدموع قائلاً: وما ان انتهي وردي من اداء الأغنيتن سالفة الذكر إلا وقال : إن ظروف الطيران هي التي حالت دون وصولي السودان حيث كان يفترض أن اشارك زملائي وابنائي احتفالاتهم باليوبيل الذهبي لإتحاد الفنانين . واضاف : أنا في غاية السعادة أن يكون بعض مستقبلي من النشء والشباب ومن المشاهد والمواقف التي مرت عليه أي وردي وسمعته يرددها بنفسه هي قوله : ( كنت أغني في مدينة بورتسودان عام 1961م . وفجأة توقف صوتي نهائياً .. فقمت بتأجيل الحفل حتى تم علاجي من الألتهاب الحاد ومن ثم أقمت الحفل للمرة الثانية).
ووردي له قصة مع إذاعة ركن السودان فعندما أراد تسجيل أغنيته الجديدة التي تحمل عنوان (مافي داعي) فما أن بدأ العازفين في العزف إلا وتفاجأ بانقطاع التيار الكهربائي مما جعله ينتظر حتى طال انتظاره ولكن لارتباط العازفين باعمال أخرى تاجل التسجيل لليوم التالي .. وفي الزمان والمكان المحددين جاء وردي ومعه فرقته الموسيقية . وأيضاً تكرر نفس المشهد ولكنه في هذه المرة لم يطل كثيراً . فبعد دقائق  معدودة جداً عاد التيار الكهربائي إلى مساره الطبيعي ..وعلى بركة الله –سبحانه وتعالى – استعد مهندس الاستديو والفرقة الموسيقية . وما هي إلا دقائق وتوقفت ماكينة التسجيل حيث حدث لها عطب طاريء لم يكن في الحسبان .. حينها لم يتمالك وردي نفسه وكان حاضراً معه الفنان الراحل حسن عطيه .. فما كان منهما إلا وقالا بصوت واحد (مافي داعي) نسجل الأغنية اليوم على الأقل .
{ نقل استقبال وردي بالهواتف السيارة :
ويشير الموسيقار بشير عباس إلى أبلغ ما قاله وردي الذي قال : من الابعاد المهمة لاحاديث وردي وأقواله التي لها اثرها في عكس التقدم المأمول فيما يتمتع به الفنان من ثقافة هائلة أنه قال : ( لو لم اكن فنانا لتمنيت أن أصبح فناناً .. كما تمنيت أن اقدم نشيد وطني للأستاذ محمد عبدالوهاب).
وعن الواقع الجديد والمكانة التي حازها في نفوس الجماهير السودانية والأفريقية والعربية قوله : ( في أول مرة اواجه فيها الجمهور شعرت بالرهبة إلى أن انسجمت مع الجمهور وزالت رهبتي) وعندما يستقبلني الجمهور بالدموع والفرح كذلك ابادله نفس الشعور فأنا منه وإليه وهم حبي وحياتي وفني وطمبوري وكثرة المشغوليات تحول بيني وبين الرد على المعجبين لانني ليس لدي سكرتير.
ويضيف بشير عباس : الأحاسيس والمشاعر عند الدكتور الفنان محمد وردي تعتمد على القدرات والملكات الذاتية والتي يختلف في توظيفها عن الآخرين في إحياء روح الحب وله رؤية تؤكد بمالا يدع مجالاً للشك رهافة حسه: (لولا الحب ماكنت فناناً وموسيقاراً ..فأنا أحب الله .. الوطن .. أهلي .. أسرتي وجمهوري وأحب الذي عمق في داخلي هذه المعاني في كيفية الوصول للقمة واسهامي في التقدم الحضاري للامة.. واستطعت بالجهد والعرق وحب فني وجمهوري بالتواجد في القمة.. ومع هذا وذاك تمثل الثقافة للفنان صمام الأمان للاستقرار والعطاء  المميز.
وجهه يشبه خريطة السودان
ويسترسل عباس: وبما ان كل الصفات المميزة اجتمعت في الموسيقار وردي فهي كانت المعبر الحقيقي الذي تسلح به كفنان احترم الفن وقدر المتلقي ولاسيما ان من أصعب الاشياء التحدث عن زميل ولكن وردي كان واضحا وصريحا حيث قال في حق الموسيقار محمد الأمين: (الفنان محمد الأمين قمة من قمم الغناء في السودان) وعن ماهو المنظور الذي جعله يستنتج ان تجاعيد وجهه تشبه (خريطة السودان) قال: (ان طفل صغير التقاني  ذات مرة ومعه والدته جاءا  لتحيتي والسؤال عني فظل ذلك الطفل يحدق في وجهي بشكل جعلني أقف عنده كثيرا وسرعان ما قال  الطفل لأمه: ان وردي وجهه يشبه (خريطة السودان) يكفي هذا ان يجعلني أكثر الناس سعادة لأنني مسكون لدرجة الجنون بالسودان هذا الوطن الذي منحني كل الحب والتقدير وجعلني بحب ابنائه رمزاً من رموزه لذلك افخر كثيرا به وبأهله).
 وكانت هجرته لاجل علو اسم السودان بين الدول الأفريقية والعربية فكانت أول زيارة له للقاهرة في صيف عام 1959م وهناك احي حفلا ساهرا كبيرا بمفرده على مسرح أوديون بالعاصمة المصرية وقد قامت اذاعة (ركن السودان) بتسجيل الحفل كاملا وكان ان استمع اليه المتلقي عبر برنامج (ليالي السودان) وذلك في نفس التاريخ واغلب الأغنيات التي تغني بها كانت من كلمات الشاعر الراحل اسماعيل حسن باستثناء الأغنية الوحيدة النوبية وهي بالرطانة (الليلة أويلا) تحيه منه لابناء المنطقة الشمالية وقد برع في أغنية ( القمر بوبا) التي اعاد كل مقطع من مقاطعها أكثر من مرة.
جاء باول حالة رفض في الحب
ويذكر الموسيقار بشير عباس بأن الدكتور الفنان محمد وردي من الفنانين الذين ظلوا قابضين على جمر الفن ويعمل من اجل رفعة الغناء والمحافظة على كيان الفنانين وقد قدم عددا من الالحان  لبعض الفنانين اشهرها والله مشتاقين للدكتور الفنان عثمان مصطفي  و أيامك للفنان صلاح بن البادية ولعل آخر ألحانه قدمها  للفنان الشاب طه سليمان بعنوان الدموع للشاعر اسحق الحلنقي .
ووردي عرف عنه عشقه للآلة الشعبية آلة الطمبور التي يزين بها جدار منزله وسبق ان قال في خصوصها: هي الالة الوحيدة التي احملها في كل رحلاتي الخارجية والداخلية وادندن بها لاطرب بها نفسي. وتوقف عباس كثيرا في أغنية (بعد ايه) قائلا: هذه الأغنية كانت أول حالة رفض في دنيا الغناء اذ قال  عنها  النقاد انذاك ان الحالة في تلك الفترة  كان معروف عنها الاستسلام والاستكانة تماما للمحب ولكن وردي واسماعيل حسن في (بعد ايه) كانا مميزين وهي تكاد تحكي قصة في ارض الواقع هكذا  عشنا خيال شاعر وهكذا عشنا مع اللحن والاداء المميز
وردي نقله نوعية في الحركة الفنية
ويقول بشير عباس: كانت الاذاعة السودانية قد قدمت لنا مطربا جديدا وبنموذج فريد فكان هو محمد وردي الذي اطل من بين وسط عمالقة ذلك العصر الفنانين ابراهيم الكاشف واحمد المصطفي والتاج مصطفي وعثمان حسين وابراهيم  عوض  مختصرا المسافات في طرح الجديد وبفكرة مبتكرة تحمل في حناياها مضمونا ومعني عميق وبعدها صار وردي مستقلا ذاتيا بالوجود الدائم بالاعمال الغنائية الجديدة التي تجد طريقها مباشرة الى قلوب معجبيه فكان كالزلزال الذي احدث تغييرا كبيرا في المحيط الغنائي بصورة عامة متمحورا بعيدا عن عناصر التكوين القابع في مكانه محدثا نقلة نوعية في الحركة الفنية وبالتالي نجح في يوليو من العام 1957م في خلق ارضية متينة  وجديدة في الفن عموما راسما تاريخا جديدا بادوات غرس الأحاسيس والمشاعر وبتميز صوته عن غيره وصل الى أسمي مكانه والى درجة كبيرة من  الفهم في  التجويد والتنوير واخذ يغوص في عوالم لا يستطيع غيره التطرق لها في اختيار النصوص الغنائية وفي الالحان وفي طريقة الاداء فكل ماقدم عملا جديدا يكون اضافة لرصيده  الفني ويكتسب به جمهورا جديدا وخبرة وقد تجلي في قوننتها.
عربا نحن حملناها ونوبه
وختم الموسيقار عباس بقوله لقد استوعب وردي درس النجاح جيدا خاصة وانه ذاق مرارته وحلاوته حيث عمل له في هدوء تام كما ظل هو دائما حيث قال : هذا النجاح يشعرني بأنني محمولا على ريح بجناحيها لا تدور في بحر من الفراغ لانني كنت اسبح في الاتجاه الصحيح واسعي لتجويد فني قبل ان يري النور ومن هنا نلتمس انه لا يعرف سوي النجاح الذي يغري احساس الفنان الذي يقدر ويحترم نفسه وجمهوره وفنه بالبذل والعطاء وهما كانا قناعة في رؤيته الثاقبة التي استطاع بها الاندماج في ايقاع الفن المتطور والمتزن ليكتسب ايقاعه عنفوانا جارفا لا ينجو منه احد وأكثر ما توقفت عنده هي المقدمة الموسيقية للمقطع الشعري الذي يقول فيه الشاعر الراحل مرسى صالح سراج: -
حين خط  المجد في الأرض دوربه
عزم ترهاقا وايمان العروبه
عربا نحن حملناها ونوبه
فهذا الايقاع راقص يتحرك فيه الرجال في شكل دائري متماسكين على الكتوف وحركة الارجل تضرب برفق على الأرض.

نقل بشير عباس للمستشفي
وكانت الدار قد سجلت أمس الأول زيارة للموسيقار بشير عباس بالمستشفي وقفت علي الحالة الصحية للموسيقار بشير عباس بعد ان تم اسعافه علي جناح السرعة الي مستشفي البراحة بالخرطوم متأثراً بالاتربة التي ظللت سماء الخرطوم في غضون الايام الفائتة مما ادي ذلك الي تعرضه لضيق في التنفس صادف انه لديه ماء في الرئة اصلاً بالاضافة الي ان ضربات القلب لم تكن منتظمة الامر الذي قاد الي ادخاله غرفة العناية المكثفة.
وفي سياق متصل قال الموسيقار بشير عباس من داخل مستشفي البراحة للدار احب في بداية حديثي لكم ان اطمئن الجميع بان حالتي الصحية بدات في الاستقرار تدريجياً بعد ان اجري لي الاطباء الفحوصات والتحاليل المعملية التي اكدت نتائجها بما لايدع مجالا للشك ان ضربات قلبي غير منتظمة بالاضافة الي انني اعاني من نقص الاوكسجين بينما ان كل هذه المستجدات طرأت علي في ظل وجود ماء في الرئة الشئ الذي حدا بالاسرة نقلي الي المستشفي التي بدورها ادخلتني غرفة الانعاش لمدة يومين من تاريخه ثم اخرجت منها مباشرة الي الغرفة رقم 410 الا ان انبوب التنفس الاصطناعي ظل ملازماً لي ورغماً عن ذلك فان حالتي الصحية مستقرة والحمد لله علي كل حال.
وبحزن عميق ودموع منهمرة واصل الموسيقار بشير عباس الحديث الذي خص به الدار امس: بالرغم من ان وفاة العملاق محمد وردي صادفت وفاة شقيقتي الا ان حزني علي الاول كان عميقاً ولازال مسيطراً علي تفكيري للعلاقة الوطيدة التي تربطني به طوال السنوات الماضية خاصة في ستينيات القرن الماضي حيث عزفت معه الة العود اذ اكد لي ان رغبته هذه نابعة من تركيزه تركيزاً شديداً علي الأداء.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...