الثلاثاء، 28 فبراير 2012

بالصور: القصة المؤثرة لوفاة عثمان غرقاً في ظروف غامضة بنهر النيل الحلقة الأخيرة



محاكمة جارة المتوفى بتهمة الإزعاج والمطالبة بضم ملفها للقضية بالتحقيقات الجنائية
الأسرة تتطالب بنبش الجثمان للتحقق منه والتشريح للمرة الثانية
القضية يكتنفها الكثير من الغموض والغرابة والتشريح الأولي كشف عن تحلل الجثة
الخرطوم : سراج النعيم
وتبقي قضية وفاة الشاب السوداني عثمان الحسين عبدالقادر البالغ من العمر (40 عاماً) والحاصل أيضاً على الجنسية الكندية تحمل بين طياتها الكثير من الغموض . إذ أنه توفي عقب عودته من الاغتراب الطويل مباشرة وذلك يعني ببساطة شديدة أنه علينا غربلة (المرافئ القديمة ) وإعادة قراءة سيناريوهاتها الغامضة حتي نستطيع فك طلاسمها خاصة وأن أسرته دخلت  في حيرة من أمرها .. وهي حزينة غاية الحزن لهذا الرحيل المفاجئ الذي جعل شقيقه الأكبر يركض وراء كل خيط يمكنه أن يصل من خلاله إلى حقيقة تجعلهم يغلقون هذا الملف الساخن نهائياً.
وفي الجزء الأخير من هذه القضية قال عوض الحسين عبدالقادر الشقيق الأكبر للمتوفي (عثمان) : لا اعرف بالضبط كيف بدأت تداعيات هذه الحكاية الواقعية الموغلة في الغموض والغرابة ومكمن الغموض والغرابة في أنه خرج من منزلنا بالثورة الحارة (12) قاصداً إحدى المراكز الصحية لشعوره ببعض الآلام الخفيفة . ومنذ تلك اللحظة اختفي عن الانظار دون أن يترك أثراً يقود إلى مكانة إلى أن تم إخطارنا بوجود جثمانه داخل مشرحة الطب الشرعي بالخرطوم . وبعد استلام نتيجة التشريح . قمنا بمواراته الثرى إلا أن تشريح الطبيب الشرعي اشار إلى ان الجثة منتفخة ومتسخة ومتحللة جداً وتفوح منها رائحة التحلل الأيدي والأرجل بها كرمشة شديدة نتيجة الغمر بالماء . الوجه متحلل جداً ومسود علامة التحلل وعمق الزرقة بمنطقة الشفتين وتحت العينين وهما جاحظتان إلى الخارج ... إلخ.
تحلل جثمان شقيقي الأصغر عثمان
وأضاف : لا اخفي شكوكي وظنوني وحزني للحقيقة التي كشفها لنا تقرير الطب الشرعي الذي بما لا يدع مجالاً للشك أن حالة تحلل جثمان شقيقي الأصغر (عثمان) وجد فيها اللسان معضوض بين الفكين من الأمام وعلامة الأسنان موجودة في اللسان من الأمام كما يوجد بعض الطمي القليل في قاعدة اللسان وفي المجاري التنفسية العليا . أما العنق فهو منتفخ .. هكذا أزال هذا التقرير الطبي القناع الكاذب الذي أوهمنا به أنفسنا .. ولكننا سنكتب المزيد عن هذه القضية المؤثرة جداً  في تفاصيلها . سنكتب ريثما تطلق لنا الحياة سراح هذه الفكرة .. فنحن شرعنا في الطلب من وكالة النيابة المختصة السماح لنا بنبش جثمان المرحوم عثمان الحسين عبدالقادر حتى نعيد عملية تشريح الجثمان مرة أخرى نسبة إلى أن التشريح الأول أكد ان اسباب الوفاة (اسفيكسيا الغرق) وهي الأسباب التي وقفنا عندها كثيراً ولم تشعرنا بالدفء . الإنساني الذي ظللنا ننعم وفقه بالأمان في منزلنا الذي ما أن غادره شقيقي إلا ولحقت به والدته حزناً عليه .. وكلما تذكرت قطار ذكرياتها معه يهرول امامي أجد أنه عليّ السعي بكل ما املك لإماطة اللثام عن هذه القصة المثيرة جداً . وحينما امشي فيها خطوات للأمام يكاد الاحباط يسلبني انفاسي .. اتذكر أن والدتي قبل وفاتها وضعت فيَّ كل الثقة لاسترداد حقوق شقيقي (عثمان) كاملة لا منقوصة .. مهما كلفني ذلك .. وواصل الطبيب الشرعي وصف الجثة كما يلي : (الجثة) لذكر أسمر اللون فروة رأسه محكمة والشعر ممتلئ بالشيب وبه كميات كبيرة من الطمي والطين وبعض الأعشاب له لحية دائرية الشكل بها شيب يرتدي بنطلون جينز به حزام اسود يوجد جيب صغير ونقش رمادي ينتعل جوارب ممتلئ بالرمل والطمي وحذاء اسود برباط طول الجثة 195 سم ساعة التشريح التاسعة صباحاً يوم 3/7/2010م وبما هذا التقرير افرد مساحات شاسعة للتساؤلات التي جالت بذهني منذ العثور على شقيقي (عثمان) على تلك الهيئة ؟؟
كأي إنسان أبحث عن الحقيقة
وكما ترى فإن حكاية شقيقي (عثمان) – عليه الرحمة – لا تشابه أي حكاية من الحكايات التي يمكن أن تجد لها بداية ونهاية ثم يسترسل... أعتقد أنني مدين لهذه القضية التي كنت دوماً ولازلت اعود إليها لأجرها من الظلام إلى النور غير أبه بجراح روحي ونزفي الداخلي تماماً كأي إنسان يبحث عن الحقيقة بينما كنت أعي أهمية هذه القضية التي لست على استعداد لأن اخسرها. فقدرتي على التخلي عن كل ما احب في هذه الدنيا كبيرة جداً وذلك بفضل الصورة الحزينة والمؤلمة التي خلفها لنا ما لم يكن في الحسبان .. لقد تعلمت من هذه القضية الصبر ثم الصبر نسبة إلى إيماني المطلق بإن الإنسان لا يستطيع أن يمتلك كل شيء دفعة واحدة ولا يستطيع ان يقبض بيديه جيداً على أكثر من شيء واحد في الحياة.. لقد اخترت من بين كل هذه الأشياء خوض غمار هذه القضية حتى آخر رمق من عمري.
بلاغ جنائي بطرف قسم الشرطة
ويستطرد : وفي سياق متصل رفعت شقيقتي عريضة دعوى جنائية ضد إحدى الجارات فتح بموجبها بلاغ جنائي بطرف قسم شرطة الثورة الحارة (11) تحت المادتين (160) و (159) من القانون الجنائي بتاريخ 25/7/2011م بالرقم 1341 تفيد فيه أن المشكو ضدها اقتحمت منزلنا وهي ثائرة في خصوص التحقيق مع (سلمي) في البلاغ الذي فتحته ضدها وآخرين كانت لهم إتصالات هاتفية بشقيقي (عثمان) قبيل اختفائه ثم العثور عليه غريقاً في نهر النيل بالخرطوم ..وفقاً لهذه التطورات حولت الإجراءات القانونية سالفة الذكر إلى المحكمة التي وجهت فيها إليها التهمة تحت المادتين (160) و (77) من القانون الجنائي وأصدر قاضي المحكمة حكمه القاضي بإدانة جارة المتوفي عثمان بتغريمها 500 جنيه فيما طالبت الشاكية شقيقة عثمان بضم القضية الي قضية المتوفي لدي التحقيقات الجنائية.
رفع عريضة دعوى جنائية
فيما عاد عوض إلى اصل الحكاية قائلاً : ومن وراء كل هذه التطورات نزلت دموعي مدراراً .. فالاخ المتوفي في هذه الظروف الغامضة جداً كان باراً بوالديه إلى أن توفاهما المولي عز وجل . وكان قريباً جداً اليّ شخصياً الامر الذي حدا بي أن ارفع عريضة دعوى جنائية اطلب من خلالها نبش جثمان عثمان الحسين عبدالقادر إلا أن وكالة نيابة التحقيقات الجنائية رفضت الطلب في الدعوى المقيدة بالرقم 2036 تحت المادة 51 إجراءات جنائية بعد أن تقدم الاستاذ معاوية خضر الامين المحامي بهذا الطلب بالإنابة عنا.. ورغماً عن هذا الرفض إلا أننا وكما ذكرت فقد شرعنا في تجديد هذا الطلب لتحلل فتحت المريء وصولاً إلى المعدة ..وتوجد مادة سوداء اللون بكميات كبيرة سائلة تقدر بحوالي 150 س.س وعالقة من فتيلين بلاستكيين إلى المخبر الجنائي المثانة البولية فارغة ولاسيما أن التشريح أكد أن اسباب الوفاة (اسفيكسيا الغرق) وبالتالي  لم تجري كثيراً من اختبارات العينات لقطع الشك باليقين بأنه توفي نتيجة الغرق دون تدخل عوامل خارجية في هذه الوفاة ... علماً بان شقيقي المتوفي كان يتحدث مع شخص ما قبل العثور عليه غريقاً في نهر النيل بالخرطوم .. وعندما نلتمس من السلطات الرسمية نبش الجثمان بعد دفنه .. ربما أنها لا تعود لنفس جثة شقيقي .. الذي نطالب بالتحقق من كيفية موته بالبحث العلمي باعتباره أدلة جنائية متطورة في عملية البحث  والكشف عن هذه الجريمة أو تلك.
رسالة الي الجهات المختصة
وبعث عوض الشقيق الأكبر لـ (عثمان) برسالة مؤثرة جداً إلى الجهات المختصة بالتحري في هذه القضية مفادها : أرجو شاكراً من سيادتكم مساعدتي في كشف غموض وغرابة وفاة شقيقي عثمان الحسين عبدالقادر غرقاً في نهر النيل خاصة وأنني اتبعت الإجراءات القانونية في وقائع هذه القضية. التي اظنك تلتمس بجلاء الخوف والقلق الذي يسيطر علينا بشكل كامل .. لأن الأحاسيس والمشاعر السالبة بدأت تأخذ مكانها بصورة لا يمكن احتمالها بأي حال من الأحوال لأننا في المقام الأول والأخير فتحنا بلاغاً جنائياً بموجب عريضة دعوى جنائية خاطب في إطارها مولانا معاوية عيسى عثمان وكيل نيابة التحقيقات الجنائية بتاريخ 23/12/2010م قسم شرطة الثورات جنوب في موضوع معروضات البلاغ.
قصة جهاز الموبايل الخاص بالمتوفي
ومن هنا أناشد السلطات ذات الصلة بهذه القضية أن تقف إلى جوارنا في هذه القضية التي مضي عليها ردحاً من الزمن دون الوصول في خصوصها إلى حقيقة يمكنها أن يمسح عنا هذه الحزن العميق الذي لم يبرح مكانة قيد أنملة .. خاصة وأن المخاطبات الرسمية أشارت إلى ان المعروضات عبارة عن (جهاز جوال مع الشريحة الخاصة به .. وبطاقة شخصية .. وجنسية كندية .. ومحفظة بمحتوياتها ) فيما ردت إحدى شركات الاتصالات الهاتفية على خطاب مدير دائرة التحقيقات الجنائية بتاريخ 15/12/2010م وأفادت بخمسة شرائح مختلفة الأرقام وجاء في ردهم للسلطة القانونية مايلي : (نرجو أن نفيد سيادتكم أن البيانات أعلاه مستخرجة وفق ما هو متوفر في النظام دون أدنى مسئولية على الشرطة في حالة عدم تطابق هذه البيانات مع بيانات حامل البطاقة الفعلى لأسباب تداول البطاقة أو استخدامها بوساطة شخص آخر أو الخطأ في تسجيل بياناته).
توفي في ظروف غامضة
من جهة أخري كان عوض شقيق عثمان المتوفى في ظروف غامضة بنهر النيل قد كشف في حلقتين سابقتين التفاصيل الكاملة للاختفاء المثير للدهشة والاستغراب ومن ثم العثور علي الجثمان بمشرحة الطب الشرعي ففي هذا السياق يستأنف عوض حديثه : ومن واقع هذا الألم وهذا الحزن تجدنا قد  افتقدنا الوعي والإدراك بما يدور من ملابسات  منذ بداية قضية شقيقي الراحل وحينما اطرق لها علي هذا النحو فإن الأمر يتمثل عندي كجزء من دعوتي لسبر أغوار الغموض المحيط بها من كل ناحية .. حتى أتمكن من الوصول إلى الحقيقة المتوارية خلف دهاليز الظلام. بحيث أصبحت هذه القضية سلبية السيناريو من حيث إلمامنا بكل كبيرة وصغيرة ضف إلي ذلك أنها  بدأت تنمو وسط هذا المناخ الذي سمائنا ضبابية فيه والتي لم ولن تنقشع إلا في حال اتفقنا على مفهوم صادق لا تشوبه أية شائبة من الرياء .. ورغماً عن ذلك تجدني أسأل نفسي هل هذا ممكن .. أم أن هذه القضية ستظل تحمل بين طياتها كل هذا الغموض الذي القي بظلاله السالبة على الأسرة؟؟ ونحن كأسرة للمتوفى (عثمان ) نعرف جيداً أنه يمتاز بكل الصفات الحميدة والإنسانية .... وعندما اختفي كنت قلقاً عليه بحكم أنني عايشت معه اللحظات الأخيرة من حياته التي صاحبها في تلك الأيام خوف وقلق شديدين .. لماذا؟ لم يكن يكشف ليّ تداعيات ما يدور من حقائق كاملة ومع هذا وذاك كنت اعتصر الألم ..إلى أن باءت محاولاتي بالفشل الذريع في إماطة اللثام عن هذا الواقع المذري الذي يركن له شقيقي.
الاتهام طال بعض الأشخاص:
ويواصل عوض روايته الغامضة جداً قائلاً: هذا الرحيل لن نملك إلي الآن  أجوبة نهائية بخصوص قضية شقيقي (عثمان ) القضية الإنسانية التي حيرتنا حيرة شديدة ورغماً عن ذلك كله إلا أننا نبحث وننقب عن الحقيقة مهما كانت مؤلمة وقاسية بالنسبة لنا .. لأنه لا توجد قصة بلا نهاية مقنعة .. أو إجابة شافية للتساؤلات التي ظلت ومازالت قائمة   .. الأمر الذي جعل حياتنا عبارة عن جحيم لا نعرف له نهاية .. مع التأكيد بان هذه الحياة تسكنها الآهات .. والأسي.. والحزن .. وهي جميعاً سكبت فينا عذاباً نوعياً لا يألو في أن يزيد من هذا العذاب.. وهذا الحزن.. وهذا الألم  ومزق قلوبنا بالأنين . نعم لاشيء غير هذه الأحاسيس الصادقة يسيطر علينا ..وحتى تفارقنا لابد من تغادرنا الجراح المكتوية بها القلوب النازفة .. دون أن تندمل.. وهي في ظني لم ولن تفعل طالما أنها مازالت تمارس الغموض القاسي جداً علينا .. بالرغم من أننا وجهنا الاتهام إلى بعض الأشخاص الذين من بينهم من كانوا مع شقيقي في إحدى دول المهجر إذ تربطه بهم أواصر صداقة .. إلا أنه لم يكن مطمئناًَ منذ أن عاد من كندا لأحضان الوطن. لذلك كنت أوجه له الأسئلة باستمرار . ولكن دون جدوى . لأنها لم تكن إلا أسئلة حائرة في ذهني ؟؟ ومن هنا بدأ يطل الحزن العميق في حياة شقيقي المتوفى (عثمان) لأنه كان خائفاًَ وبالتالي هناك أكثر من سيناريو في هذه القصة المؤثرة جداً حول وفاة الشاب عثمان الحسين عبد القادر غرقاً في ظروف غامضة والعثور على الجثمان في نهر النيل.
شخصيات معنية بفك طلاسم هذه القضية
وقال عوض الحسين عبد القادر في قضية شقيقة (عثمان) : لنكن أكثر واقعية في هذه القصة المتشعبة الواقعية والملموسة في حاضرنا اليوم .. حيث أنها فرضت علينا جدلاً واسعاً في أوساطنا .. لأن المتوفى كان طبيعياً جداً في حياته وليست لديه ميولات سياسية . ولذلك نحن نتهم بعض الأشخاص لكشف هذا الغموض لارتباطهم بالمرحوم .. ففي الأيام التي سبقت اختفائه ثم العثور عليه غريقاً في نهر النيل جاءت إلينا إحدى الشخصيات المعنية بفك طلاسم هذه القضية وطرقت باب منزلنا .. ففتحت أنا شخصياً لها الباب . فسألتني عن (عثمان) هل هو موجود ؟ فقلت لها : نعم موجود .. فدار بينهما حواراً كنت شاهداً عليه حول أمر ما يخص إحدى الأجنبيات ذات الصلة بهم .. وكان أن تحدث إليها شقيقي المتوفى (عثمان) عبر الهاتف السيار الذي كانت تحمله الشخصية طارقة الباب .. وبعد أن استمع إليها عكس وجهة نظره إليها .. ثم خرجت من منزلنا .. وما أن مر يومين على هذه التداعيات .. ألا ووصلت على الهاتف النقال لشقيقي رسالة من شخصية أخرى أدخلت المرحوم في حالة تنشنة ..فسألته يا أخي ما الذي أصابك؟ فقالي لي: جاءتني رسالة . فقلت له : ما هو الخصوص الذي أرسلت لك به ؟ .. فقال لي : بخصوص الأجنبية التي سبق وتحدثت معها عبر الموبايل الخاص بالشخصية التي حضرت إلينا في المنزل بالثورة الحارة (12).. فقلت له : هل هنالك من يهددك ؟؟ وإذا افترضنا جدلاً أن يهددك لاتنسي أن البلد فيها قانون .. فقال لي .. لو عاد هذا الشخص من الخارج فإنه ستكون هنالك مشكلة .. فقلت له : يجب أن تشرح لنا الأمر بشفافية .. حتى نساعدك . لكنه لزم الصمت .لاشيء غير الصمت العجيب والرهيب.
هرولت المتوفى ناحية بعض الأصوات:
وواصل عوض شقيق المتوفى عثمان الحسين عبد القادر سرد الرواية التي تحمل بين طياتها الكثير من الغموض قائلاً: ونحن على تلك الحالة التي تطرقت لها مسبقاً جاء إلى السودان الشخص الذي قال عنه المرحوم أنه إذا وطأت قدماه أرض الوطن فإن مشكلة ما ستقع .. وبالفعل بدأ السيناريو بمناداة (عثمان) – عليه الرحمة من قبل هؤلاء الأشخاص . فما كان منه إلا وأن هم بالخروج من المنزل فسألته ماذا هناك؟ فلم يرد علىّ . وهرول ناحية الأصوات حافياً .. الشيء الذي استدعاني اللحاق به فكان أن وجدنا الشخص إياه عائداً من دولة المهجر ..وفي اليوم التالي جاء إلينا في منزلنا .. فوجد (عثمان) مع والدتنا يحمي فيها.. ولم يسلم علينا ورمقه بنظرة ثم خرج من المنزل دون أن يفتح عليه الله – سبحانه وتعالى بكلمة واحدة .. ورغماً عن هذا المشهد المثير للدهشة . إلا أن المرحوم عثمان ظل صامتاً ..وهكذا تتواصل السلوكيات والتصرفات الغريبة دون أن نجد إجابة شافية للتساؤلات التي تدور في أذهاننا ..لأنه لو كان تحدث لنا بصراحة حول هذه الملابسات المصاحبة له منذ مقدمة من كندا وحتى وفاته في ظروف غامضة .. كنا استطعنا أن نزيل ذلك الغموض الذي طوقنا به شقيقنا المتوفى .
وكيل نيابة التحقيقات الجنائية:
ولكنني لم أكن أدري ماذا يخفي في داخله من سر لا يود أن يبوح به .. هكذا استمر عوض شقيق المرحوم عثمان الحسين عبد القادر قائلاً: ومن ملاحظاتي أنه كان يتحدث عبر الهاتف السيار مع إحدى الشخصيات لفترات زمنية طويلة جداً من خارج البلاد.. وبالتالي جاء رد شركة الاتصالات الهاتفية على السيد وكيل نيابة التحقيقات الجنائية على النحو الآتي:
(الموضوع الهاتف السيار رقم (...).. بوافر الاحترام والتقدير مشيرين لخطابكم بالنمرة 41/ب/أ والمؤرخ بتاريخ 4/10/2010م نعتذر عن الإفادة المطلوبة إذ أن الشركة ولاعتبارات تتعلق بسعة برامج التخزين بالنظام ولا تحتفظ بتفاصيل المكالمات الصادرة والواردة لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر سابقة لتاريخ أي طلب ).
أما الشركة الاتصالية التالية فردت على مدير دائرة التحقيقات الجنائية بتاريخ 15/ديسمبر /2010م بما يلي :
(الموضوع الشرائح بالأرقام (...) و (...)و (...) و(...) بالإشارة للموضوع أعلاه ولخطابكم بتاريخ 12/12/2010م نفيدكم بأن الشريحة بالرقم (...) ومن واقع سجلاتنا قد تم بيعها للسيد (...) وعنوانه(...) .. وأما الشريحة بالرقم (...) ومن واقع سجلاتنا قد تم بيعها للسادة بائع متجول بالخرطوم بحري .. وأما الشريحة بالرقم (...) ومن واقع سجلاتنا قد تم بيعها للسيد (...) وعنوانها أمدرمان .. وأما الشريحة بالرقم (...) ومن واقع سجلاتنا قد تم بيعها للسيد (...) وعنوانه الثورة الحارة 12.
وصول ملف قضية وفاة عثمان :
وما ذهبت إليه مسبقاً حقيقة لابد من ذكرها لأنها وردت في مكاتبات رسمية بين شركات الاتصالات ومدير دائرة التحقيقات الجنائية ..ثم أردف عوض شقيق المتوفى (عثمان) قائلاً : للدار : وصل ملف هذه القضية إلى التحقيقات الجنائية التي قامت باستدعاء الأشخاص الذين وجهت لهم الاتهام ومن بينهم احدي الشخصيات المقيمة في الخارج.
وبالعودة إلى وقائع هذه الوفاة المثيرة جدا للاستغراب والدهشة معا نجد أن شقيقي المتوفى عثمان الحسين عبد القادر خرج من منزل الأسرة بالثورة الحارة 12 يوم الخميس الساعة الثامنة والنصف مساء حيث انه كان يشعر بألم في (حلقه) فقلت له: دعني احضر لك من الصيدلية دواء يزيل هذا الألم فقال لي: لا سوف اذهب إلى محطة الرومي لمقابلة الطبيب بالمركز الصحي ومن هناك سأذهب إلى الفاتح الذي لديه محل عقارات في ذات المكان لكي آتي معه عائدا إلى المنزل حوالي الساعة الحادية عشر مساء نفس اليوم وعندما تأخر عن هذا التوقيت أجريت اتصالا هاتفيا به فجاءني الرد من الطرف الأخر (هذا المشترك لا يمكن الوصول إليه حاليا) الأمر الذي زاد من قلقي عليه فما كان مني إلا وكررت المحاولة مرة أخري فكانت المفاجأة بأنني وجدت استجابة منه فقلت له أين أنت الآن ولماذا اغقلت هاتفك السيار؟.؟ فقال لي: انا في المستشفي وقد أعطيت فيه (درب) فقلت له: كيف تم ذلك وأنت تشتكي من ألم في (الحلق)؟.. والى هنا انقطع الاتصال به إلى أن وصلنا نبأ وفاته غرقا في نهر النيل
مسجيء في مشرحة الطب الشرعي
ومن هنا قمنا بمراجعة احدي شركات الاتصالات لمعرفة هل هذه المكالمة كانت في المكان الذي خرج من اجله من المنزل أم في منطقة جغرافية أخري المهم أنني تحركت على عجلة من أمري لمحطة الرومي وبدأت اسأل عنه هناك إلا أن المركز الصحي نفي لي نفيا قاطعا أن يكون شقيقي المتوفى (عثمان) قد جاء إليهم وقاموا بإسعافه ومن هذه النقطة بدأنا رحلة البحث عنه إلى أن تم تحديد المكالمة الهاتفية في منطقة الوابورات بالخرطوم بحري ذهب إليها كيف الله اعلم؟! وفي تلك الأثناء كنت ابحث عنه في جزيرة توتي التي يوجد بها عمنا الذي كتب خطابا لابنه المغترب بإمارة ابوظبي التي كان سيمر بها بالمرحوم في طريقه إلى كندا بينما عثر علي جثمانه في نهر النيل بالخرطوم بالأزياء التي خرج بها من المنزل وفي جيبه وجدوا هاتفه الجوال وبالبحث في الأرقام اتصلت الشرطة بخالنا فرد عليهم مؤكدا انه موجود في مدينة بور تسودان وهو بدوره اجري مكالمة هاتفية بابنته (ماجدة) المقيمة في مدينة كسلا وهي اتصلت بي وقالت لي أن شقيقك عثمان الحسين عبد القادر بطرف قسم شرطة الخرطوم شمال ومن هناك توجهت مباشرة إلى القسم الذي أشارت علي به وكنت معتقداً انه تشاجر مع احدهم ولم أضع في رأسي وفاته من قريب أو بعيد فسألت أين هو الآن؟ فقالوا لي: أن شقيقي المتوفى (عثمان) مسجي في مشرحة الطب الشرعي بالخرطوم حيث أننا عثرنا عليه غريقا في نهر النيل فقلت لهم من أين جاء جثمانه؟!
فقالوا من الوابورات بالخرطوم بحري أي أن التيار جرفه من تلك المنطقة إلى الاسكلا بشارع النيل.



ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...