....
*جلس إليه : سراج النعيم*
....
كشف الموسيقى الشهير (خالد زوم) تفاصيل حزينة حول اختطاف الطائرة السودانية (سودانير)، وداخلها الفنان الكبير عبدالكريم الكابلي، زوجته والفرقة الموسيقية من الأجواء المصرية إلى العاصمة البريطانية (لندن) بواسطة (٧) ضباط يتبعون إلى الجيش العراقي.
*في البدء من هو خالد زوم؟*
أطلق على والداي اسم (خالد) علي إبراهيم تيمناً بالصحابي الجليل خالد بن الوليد، وتعود جذوري إلى حي (الرديف وسط) بمدينة (الأبيض) حاضرة ولاية شمال كردفان الواقعة غرب السودان، وفيها تعلمت العزف على الايقاعات من خلال فرقة (فنون كردفان)، ومن ثم انخرطت في الحركة الفنية محترفاً للمهنة في سبعينيات القرن الماضي.
*مع من عزفت من الفنانين؟*
بدأت العزف على الايقاعات مع كبار الفنانين، أمثال موسى ابا، عبدالرحمن عبدالله، صديق عباس وام بلينا السنوسي.
*ماذا بعد أن جئت من (الأبيض) إلى (الخرطوم)؟*
واصلت العزف على الايقاعات مع الفنانين الكبار أمثال عبدالوهاب الصادق، النور الجيلاني وآخرين، ومن ثم
أصبحت عضواً باتحاد الفنانين، ومن خلاله عزفت مع الفنان العملاق عبدالكريم الكابلي، والذي شددت معه الرحال إلى أوروبا وعدد من الدول العربية، كما عزفت مع عدد كبير من الفنانين واخرهم القيصر معتز صباحي.
*ما هي قصة اختطاف الطائرة السودانية من الأجواء المصرية إلى عاصمة الضباب؟*
تشير القصة تفصيلاً إلى أن الفنان الكبير عبدالكريم الكابلي، زوجته والفرقة الموسيقية وأنا عضواً فيها شددنا الرحال إلى الأردن، ومنها إلى سوريا لإحياء
حفلات، عموماً أقلعت بنا الطائرة السودانية (سودانير) من مطار الخرطوم الدولي إلى مطار القاهرة، وأثناء ما الطائرة في الأجواء المصرية تم اختطافها من قبل (٧) ضباط عراقيين، وهؤلاء الضباط تم ايفادهم إلى السودان لتدريب أفراد من القوات المسلحة السودانية، وأثناء وجودهم في الخرطوم قرر الرئيس العراقي الراحل صدام حسين إعدامهم لأسباب تتعلق بقانون القوات العراقية، وعليه طلب من نظام الرئيس المخلوع عمر البشير تسليم أولئك الضباط للحكومة العراقية، فلم يكن أمام الضباط العراقيين حلاً غير أن يختطفوا الطائرة السودانية، والتي
كان معظم ركابها من المرضى الذين يودون تلقى العلاج بالمملكة الأردنية الهاشمية.
*كيف عرفتم بأن الطائرة تم اختطفها؟*
من خلال كابتن شيخ الدين الذي كان يقودها، إذ قال لنا عبر المايكرفون (مكبر-صوت) داخلي : إن الطائرة ستهبط في مطار الملكة (علياء) بالأردن بعد (١٠) دقائق إلا أنه لم تمر دقائق إلا وعادة الطائرة إلى التحليق في الأجواء مرة أخرى، وكان هذا الارتفاع إلى أعلى مفاجئاً للركاب الذين كانوا مندهشين، إلا أن الدهشة لم تستمر طويلاً، لأنها كانت بداية الاختطاف، والذي قال حوله كابتن شيخ الدين
في العام 1996م : إن الطائرة التي تقلنا في هذه الأثناء في حالة اختطاف، لذلك أرجو من الركاب الإستجابة إلى الخاطفين البالغ عددهم (7) ضباط من القوات العسكرية العراقية، ويوجد أحدهم دخل (كابينة) قيادة (الإيرباص)، أي أنهم توزعوا داخل الطائرة، ويحملون أسلحة بيضاء عبارة عن (سكاكين) و(مشارط)، وأثناء ذلك ظهر ضابطاً عراقياً من الامام، وهو يحمل في يده شيئاً مستديراً، ثم قال بصورة هيستيرية : (والله العظيم إذا تحرك أي شخص من مكانه، فإنني سوف افجر الطائرة)، وهذا المشهد أدخل الخوف الشديد في نفوس الركاب، ولم يمر كسر من الثانية إلا وتفاجأ الركاب بظهور ضابطاً عراقياً آخراً من مؤخرة الطائرة، وهو يحمل في يده ذات الشيء المستدير الذي يحمله سابقة، وهو يقول لزميله بصوت عال : (دعني افجر هذه الطائرة أنا)، هكذا أدخل الضباط العراقيين الخوف في نفوس الركاب بالإرهاب المستمر لساعات طوال، والذي على إثره استسلم الركاب تماماً، ثم جاء ضابطاً عراقياً من خلف الطائرة، وهو ممسكاً بإحدى المضيفات، ويضع (سكيناً) على رقبتها، ويبدو أنها قاومته، لأن دماً كان يظهر على رقبتها، كما أنها صرخت صرخة مدوية، وهذه الصرخة لفتت بها إنتباه الركاب إليها، ما قاد الموسيقى المعروف زكي علي عازف البيز، وفرد من أفراد الأمن الاشتباك مع الضباط العراقيين، مما قادهم إلى تقييد الموسيقى زكي علي وفرد الأمن على مقاعد الطائرة.
*إلى أين كان يريد الضباط العراقيين أن تتجه الطائرة السودانية؟*
طلبوا من كابتن شيخ الدين تغيير مسار الطائرة إلى العاصمة البريطانية (لندن)، إلا أن كابتن شيخ الدين أكد لهم بأن (الوقود) لا يوصل الطائرة إلى عاصمة (الضباب)، ولكن سيتزود بالوقود في الطريق إليها، ولم نتزود بالوقود إلا في (قبرص) حوالي الساعة الواحدة صباحاً، إذ رفضت معظم الدول هبوط الطائرة السودانية المختطفة في أراضيها، المهم ما أن تم تزويدنا في (قبرص) إلا واقلعت بنا الطائرة نحو (لندن)، وحطت رحالها بالمطار البريطاني في اليوم التالي في تمام الساعة التاسعة صباحاً تقريباً، وتم انزالنا من الطائرة وسط حراسة أمنية مشددة في مجموعات وكل مجموعة تتكون من (10) أشخاص، وكل شخص يرفع يديه إلى أعلى، لأن المطار تم تطويقه من قبل الأجهزة الأمنية، هكذا تم إدخالنا إلى صالة المطار بالعاصمة البريطانية، وأجريت الإسعافات الأولية للمرضى، ومن ثم وفروا الأطعمة والمياه الصافية والغازية، ثم تحرت معنا الأجهزة الأمنية البريطانية، ومن ثم نقلتنا من المطار إلى فندق (هيلتون)، وواصلت السلطات الإنجليزية تحريتها مع ركاب يومياً، هكذا إلى أن امضينا في الفندق (5) أيام تقريباً، فيما تم وضع الضباط العراقيين الخاطفين للطائرة السودانية في مركز الاحتجاز الأمني، ومعهم بعض النساء، وسيدتين كبار في السن.
*وماذا؟*
منحت السلطات البريطانية الكابتن السوداني شيخ الدين تاج عمدة مدينة (لندن)، بالإضافة إلى الجنسية البريطانية لايصاله الطائرة بسلام، والحفاظ على أرواح ركابها.
*وماذا بعد ذلك؟*
أقلعت بنا الطائرة من مطار لندن إلى مطار الأردن، وغني الفنان عبدالكريم الكابلي في المسرح (الروماني) بالمملكة الهاشمية، وفي اليوم الثاني سافرنا إلى سوريا، وغني الكابلي في العاصمة (دمشق)، ثم عدنا إلى الخرطوم.
*هل تم تعويضكم نظير الاختطاف الذي تعرضتم له؟*
لم نكن نضع في حساباتنا أي تعويض مقابل الاختطاف، إلا بعد مرور عام على الحادث تقريباً، إذ عرفنا بالصدفة بأن هنالك تعويضات لركاب الطائرة المختطفة بواسطة الضباط العراقيين، فالطائرة المعنية (سودانير) لديها تأمين في بريطانية، وكان أن كتب كل واحداً منا المبالغ المناسبة مع الضرر الذي سببه له اختطاف الطائرة، وعلى خلفية ذلك حزت على مبلغ مالي كبير اشتريت من خلاله منزلاً، سيارة وتزوجت والحمدلله.
ما هو احساسكم في لحظات الاختطاف؟
حقيقة عشنا أوقاتاً عصيبة جدأ، وسيطر علينا الخوف تماماً خاصةً بعد إعلان الضباط العراقيين تفجيرهم للطائرة في حال عدم الاستجابة إلى مطلبهم، وهو ما أدى إلى أن تشهد الطائرة حالات إغماء وسط الركاب.
*وماذا؟*
نجي من حادث الاختطاف الموسيقى الراحل محمدية، والذي تخلف عن الرحلة، لأنه كان لديه عمل في الخرطوم، ومن ثم لحق بنا فيما بعد في الأردن.
*من هم الموسيقيين الذين كانوا معك داخل الطائرة المختطفة؟*
خالد الفحيل، زكي علي، علاء الدين الحاج، سيف ليقو، مكائيل الضو ومجدي العاقب.
*ما هو موقف الفنان عبدالكابلي من اختطاف الطائرة؟*
عندما تعرف الضباط العراقيين على الفنان عبدالكريم الكابلي بدأوا يعتذرون له على اختطاف الطائرة، مؤكدين أنهم ارتكبوا هذا الجرم غصباً عنهم بسبب الرئيس العراقي صدام حسين الذي قرر اعدامهم دون ذنب، لذلك قصدوا بالاختطاف عدم تسليم أنفسهم إلى الحكومة العراقية، وأصبحوا يتجاذبون أطراف الحديث مع الكابلي والفرقة الموسيقية، وسمحوا لنا بالتعاطي مع السجائر، وتناول الأكل وشرب الشاي والقهوة.
🛑 Awtar Alaseel news https://www.facebook.com/groups/sraj2222/
🛑 alarisha news
http://alarisha.net/wp-admin/customize.