.......
مما لا شك فيه، فإن الإصابات والوفيات بجائحة (كورونا) تزايد ازدياد كبير وتشكل خطيراً على حياة الإنسان، فالإحصائيات الحقيقية لـ(كوفيد- 19) أكثر بكثير مما يتم الإعلان عنه، وهذا يعود إلى أن التقارير الطبية ربما تجاوزت إصابات ووفيات حدثت بعيداً عن مراكز العزل الصحية المنتشرة هنا وهناك، وهو الأمر الذي أشارت له تقارير طبية عالمية، وأبرزها التقرير الذي أصدره فريق الاستجابة لـ(COVID-19) في (إمبريال كوليدج) بالعاصمة البريطانية (لندن)، والذي أجري بالتعاون مع شركاء متعددين، إذ أنه أكد عن الإبلاغ عن (2 ٪) من وفيات (COVID-19) في الخرطوم- السودان، إلا أنهم قدروا الوفيات بحوالي (16،090) حالة وفاة، ووفقاً لما ذهب إليه الباحثون فإنهم وجدوا نسبة (38.0٪) من سكان الخرطوم مصابين بفيروس (كورونا) المستجد، وأكدوا أن عدم إرتفاع نسب الوفيات يعود إلى مستويات المناعة المكتسبة لدي السودانيين، وبما أن المناعة عالية جداً فإن حجم الإصابات والوفيات في الموجة الأولى لم يكن بالحجم الذي شهدته دولاً كثيرة بما فيها الدول العظمي، وذلك وفقاً لتقارير عن الإصابات والوفيات بـ(COVID-19)، مع التأكيد بأن الإحصائيات المعلنة في الموجة الأولى رسمت واقعاً مريراً، ولكن الموجة الثانية سترسم واقعاً أمر من سابقه، وذلك لعدم إدراك البعض خطورة (الوباء) في فصل الشتاء، لذا يجب أن يأخذ الناس الحيطة والحذر الشديدين، لأن الفيروس سيشهد تزايداً بصورة لا يمكن تصورها.
إن عدم وعي البعض بخطورة فيروس (COVID-19) قد يؤدي إلى انتشاره بصورة مخيفة ومرعبة في الاوساط السودانية، فالاستهتار به ربما يقود إلى حدوث إصابات ووفيات وسط الأشخاص الأصحاء الذين قد تنتقل لهم العدوى عبر أشخاص مصابين لديهم مناعة عالية جداً، مع التأكيد الجازم بأن (الوباء) ينتقل سريعاً من شخص لآخر، وفي الغالب الاعم يؤدي ذلك إلى إرتفاع حالات الإصابات والوفيات إلى مستويات ربما تفوق كل التصورات، وهو ما بدأ فعلياً من خلال إصابات ووفيات لعدد من مشاهير ونجوم المجتمع السوداني أبرزها وفاة الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي، والدكتور الفنان حمد الريح، وغيرهما، بالإضافة إلى إصابة الشاعر الكبير أزهري محمد علي وآخرين، مما يؤكد أن الموجة الثانية ستبلغ ذروتها، وستحصد الكثير من الأرواح، لذلك من المتوقع أن تفوق نسبة الإصابات والوفيات في الموجة الثانية نسب الموجة الأولى، خاصة وأن الانتشار السريع يأتي في ظل نظم صحية متدهورة جداً، وأوضاع الاقتصادية بالغة التعقيد، وسبق أن قادت أسراً لبيع الآثاثات المنزلية والملابس وأغراض آخري مقابل شراء السلع الغذائية، وذلك بسبب الإغلاق الجزئي والكامل الذي طبقته السلطات الصحية.
إن الموجة الثانية تكمن خطورتها في أن البعض من السودانيين يستهترون بها، ولا يلتزمون بالتدابير الاحترازية، ومع العلم أنه لا يوجد علاج ناجع، ولا توجد أوبئة مماثلة للفيروس، مما يجعل أمره أكثر تعقيداً، فيما يحاول البعض إخفاء الإصابات والوفيات بـ(COVID-19) خوفاً من وصمة المجتمع الذي يتعامل مع المرض بـ(جهل)، مما يؤكد أن التقارير الصحية ربما تكون غير دقيقة لأنها لا تشمل إصابات ووفيات خارج مراكز العزل الصحي، وبالتالي فإن المعدل قد يكون أكبر بكثير، لذا سيظل الفيروس في إنتشار، ولن تنخفض نسبة الإرتفاع لأن المناعة تقل تدريجياً، ولن تكون في قوتها خاصة بعد إلغاء إجراءات الإغلاق الجزئي والشامل، وهذه الخطورة دفعت علماء للتحذير من مغبة من الموجة الثانية، خاصة وأن الظروف الصحية سيئة جداً، لذلك يجب أن تكون التدابير الاحترازية أكثر صارمة، لأن نسب الإصابات والوفيات في تزاديد.
بينما قال الدكتور أوليفر واتسون : لقد أصبح واضحاً ومحزناً بشكل متزايد مدى تمكن (COVID-19) من الانتشار في بعض أجزاء العالم، لذلك نأمل أن تعزز نتائج توصلت إليها دراسة طبية حماية الأفراد ذوي المخاطر العالية، فيما أوضحت الدكتورة ميسون دهب من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي : (لا تعتبر عمليات الإغلاق خياراً ضد الموجة الثانية في السودان، وهناك فرصة حرجة للمجتمعات لإنقاذ الآلاف من الأرواح الأكثر ضعفاً بينهم من خلال دعمهم للحماية من خلال الذروة الثانية لهذا الوباء)، بينما تم عرض العمل في أحدث تقرير صادر عن المركز المتعاون مع منظمة الصحة العالمية لنمذجة الأمراض المعدية داخل مركز MRC لتحليل الأمراض المعدية العالمية، معهد جميل (J-IDEA)، إمبريال كوليدج (لندن) بالتعاون مع كلية لندن للصحة والطب المداري ، مجموعة أبحاث COVID-19 في السودان، وشبكة تعليم الأقران لشباب السودان، ومدرسة هارفارد تي إتش تشان للصحة العامة.