*وقف عندها : سراج النعيم*
......
أطلقت كلتوم ابوشلوخ عبدالله حمدان بائعة مشروبات ساخنة اسم الفريق أول محمد حمدان دقلو الشهير بـ(حميدتي)، نائب رئيس مجلس السيادة، مؤسس قوات الدعم السريع على اسم مولودها الحديثة، وذلك بعد أن فاجأها الأول بتسديد تكاليف إنجاب طفلها بمستشفي (الشيخ علي فضل).
تعتبر (كلتوم) من قلائل النساء اللواتي صبرن على العمل في مجال بيع المشروبات الساخنة بمدينة الشاطيء (السرحة) سابقاً، وعليه ظلت تكافح من أجل تربية بناتها وأولادها بـ(صبر) و(جلد) رغماً عن أن عملها شاق، والذي ظلت فيه إلى ما يربو عن الـ(17) ربيعاً، وخلال هذه السنوات يكبر صغارها يوماً تلو الآخر، وتكبر معهم أحلامهم وأشواقهم، ورغماً عن ذلك كله إلا أنها إنسانة متفائلة، ولكنها بعد إنجابها صغيرها (حميدتي) تأمل في تغيير حياتها في ظل أوضاع اقتصادية قاهرة، والتي تأمل في إطارها أن تمتلك منزلاً يأويها وأسرتها، خاصة وأنها الآن تقيم في مساحة ضيقة جداً، وليس لديها مقدرة للإيجار لأن ميزانيتها محدودة، وما تتحصل عليها من بيع المشروبات الساخنة يرسم لها خارطة طريق حياتها المعيشة اليومية.
تحكي كلتوم التي تعود جذورها إلى منطقة (وادي) بمدينة كادقلي قصة كفاحها المؤثرة، وقصتها مع الفريق أول حميدتي قائلة : تفاجأت به يتكفل بدفع تكاليف إنجاب إبني (حميدتي) بمستشفي (الشيخ على فضل) بمدينة امدرمان، علماً بأنني تزوجت عدة مرات، وأنجبت عدداً من الأولاد والبنات، وأخرهم (حميدتي) الطفل الذي مازال رضيعاً، لذلك أكون مضطره للخروج من المنزل في الصباح الباكر للعمل كبائعة للمشروبات الساخنة حتي أتمكن من الإنفاق على نفسي وأبنائي.
واضافت : أطلقت أسم الفريق أول حميدتي على اسم ابني، لأنني في الأساس معجبة بشخصيته، وهذا الإعجاب نابع من أنه يحس بمعاناة المواطن السوداني، ويعمل جاهداً لتخفيفها من خلال أعمال الخير، وبما أنه يحب الخير للآخرين، لم اتواني ولو لكسر من الثانية في تسمية صغيري عليه، وهذه القناعة بدأت تتأصل في دواخلي من شهر رمضان الماضي حيث أنه منحني (كيساً للصائم)، وها هو المشهد المشهد الإنساني يتكرر عندما اسعفت إلى مستشفي (الشيخ علي فضل) والذي انجبت فيه مولودي (حميدتي)، والذي دفع له الفريق أول (حميدتي) تكاليف الولادة، لذلك قررت أطلقت اسمه على اسم إبني.
واسترسلت : دائماً ما الحظ أن صغيري (حميدتي) يتفاعل مع أغنية (حميدتي نار الضلع) بصوت احدي المغنيات، وهو ظل يفعل ذلك منذ خروجنا من المستشفي، وتزامن خروجنا منه أداء (دقلو) لواجب العزاء في وفاة حدثت مدينة النيل.
وأردفت : هكذا واصلت كفاحي الذي تخرجت في إطاره ابنتي (زحل) من الجامعة قبل أسبوع، إلا إنني لدي المزيد من الأولاد والبنات الذين يدرسون في مراحل دراسية مختلفة، ويحتاجون إلى مأوي ومصرفات يومية، بالإضافة على الإنفاق على البيت من ناحية المأكل والشرب، وهم جميعاً يعتمدون على عتماداً كلياً، والدخل الذي يعود على لا يكفي لأن أمزق به كل الفواتير الموضوعة على منضدتي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق