الخميس، 3 ديسمبر 2020

*سراج النعيم يكتب : انعكاسات (سالبة) على الناس والمجتمع*



..... 

من الملاحظ أن البعض يحاول جاهداً مصادرة حقوق مشروعة لمن يخالفونه وجهات النظر ظناً منهم أنهم  يمارسون حقاً من حقوقهم في الحياة، ناسين أو متناسين أن ما يمارسونه في ذلك السياق يندرج في إطار انعكاسات (سالبة) على الناس والمجتمع الذي يبحث في إطاره البعض عن حياة خالية من الإدعاءات الكاذبة، والتي غالباً ما يتم تطويعها لتصب في صالح توجهات سياسية أو طائفية، وأمثال هؤلاء أو أولئك يدّعون زوراً وبهتاناً مراعاتهم للمصلحة العامة، وأن كنت لا أري صدقاً فيما يذهبون إليه، ولا أري إيماناً بقضية أو قيم وأخلاق، وبالتالي يتجهون إلى إدعاء الإنسانية زيفاً، وهم في الحقيقة أبعد ما يكونون منها.

إن الإنسانية الحقيقية لا تحتاج إلى تسليط الأضواء، لأنها بأي حال من الأحوال تروج لنفسها بما يتوافق مع حاجة الآخرين بعيداً عن الإعلان عما قام به رجل الأعمال هذا أو ذاك، فالاتجاه على هذا النحو لا يدع للإنسان مساحة لتنمية الأخلاق الحميدة، والدفاع عن الإنسانية بكل قيمها وأخلاقها، خاصة وأن الراهن يشير بوضوح إلى أن الأعمال الإنسانية آنياً ما هي إلا أعمال أريد بها (باطلاً)، وهو لوحده كفيل بأن يبطل مفعولها مهما كانت الجاذبية القائمة على شعارات رنانة وبراقة.

إن الأعمال الإنسانية المعلنة تقضي على القيم والأخلاق الإيجابية، لأن ممارسة البعض لسلوكيات من هذا القبيل منافية للعادات والتقاليد السودانية السمحة والمتأصلة في قلب وعقل كل سوداني بلا استثناء، إلا أن الأوضاع الاقتصادية لعبت دوراً في أن تتلاشي بعضاً من تلك القيم والأخلاق، لم يعد هنالك صدق أو أمانة.

مما ذهبت إليه تنعكس القيم الأخلاق في حياة الإنسان من خلال تصرفاته بشكل وإذا غاب في ظلها الوعي والإداراك، فإن الانعكاس يكون سالباً، وربما يكون غير إرادياً من هذا أو ذاك الشخص الذي يلجأ إليه، وعندما يكون المرء غير مدركاً للانعكاسات السالبة في طريقة تفكيره وتصرفاته، فإنه يكون قد قاد نفسه نحو إلى دون أن يشعر إلى الانعكسات السالبة، وبالتالي يحرق إحترام الناس له بجهله لتلك الحقيقة.

في كثير من الأحيان نجد أناساً يعتقدون أنهم اذكاء، وفي مقدورهم (خداع) الآخرين، ولكن سرعان يكتشون المخدعون تلك الخدعة، والتي يغيرون على إثرها طريقة تعاملهم مع من خدعهم، وهنالك من لا يكتفون بذلك، بل يحذرون من يتعامل معه بأن لا يفعلوا، ولا سيما فإنه أمثاله يفتقرون للقيم والأخلاق السامية!.

وبالمقابل يجب أن يتصالح الإنسان مع ذاته قبل أن يفكر مجر التفكير في (خداع) الآخرين، والتصالح الذي اعنيه مراجعة أخطاء يرتكبها في حق الناس والمجتمع، وأن يلجأ إلى مبدأ محاسبة النفس قبل أن يحاسبه القانون الذي شرعه البشر، فالتصالح مع النفس يقود كل مخطيء إلى المسار الصحيح، ومن لا يستطيع فإنه سيجد نفسه يدور في إطار سالب لا يدع له مجالاً لكي يعبر بصورة إيجابية، فضلاً عن أن ورؤيته لما يدور في محيطه قد تكون قاصرة على عدم الخروج من مستنقع اثن، وعليه يحتاج الإنسان إلى أن يعي جيداً أن ما يحمله من أفكار سالبة أو إيجابية تحدد له مسار حياته، وكيفية التعامل مع الآخرين، فأي تفكير في ارتداء الأقنعة الزائفة يدعه متقوقعاً في إطار السالب.

من المعلوم للجميع بأن الإنسان يخرج للحياة مخيراً، ومن ثم يبدأ في اختيار الطريق الذي يرغب فيه، وذلك من حلال نشأته وترعرعه في بيئة ربما تلعب دوراً كبيراً في تشكل شخصيته من الناحية السلبية أو الإيجابية، لأن الإنسان لوحده الذي لديه المقدرة لرسم صورته في أذهان الآخرين. 

يوُلدت الإنسان بسجل خال من الخطيئة إلا أنه ومع مرور الأيام، الشهور والسنين يجد نفسه محكوماً وفق ظروف استثنائية، وهذه الظروف تطلب فيه أن يكون إيمانه قوياً حتي يتمكن من تجاوز السلبية المتصلىة بالأوضاع الاقتصادية، والتي تحتاج إلى صبر وجلد لإدارة أزماتها المندرجة في إطار الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...