تحقيق : سراج النعيم
......كشف السودانيون العالقون بالأراضي المصرية داخل وخارج السجون تفاصيل مثيرة حول معاناتهم بسبب الإجراءات والقرارات الاحترازية الوقائية المتخذة من البلدين للحد من انتشار فيروس (كورونا) المستجد الذي أدخل الهلع والخوف في جميع أنحاء العالم، والذي قالت في سياقه العالقة السودانية فاطمة أمجد مدني (ام مظفر) : سافرت إلى (القاهرة) بغرض إجراء عملية جراحية لوالدتي، والمتعلقة باستئصال (بؤر كهربائية)، ليس لنا ذنباً في ظهور، وانتشار فيروس (كورونا) حتى نعاني معاناة تفوق طاقة الإنسان، والذي مهما تحمل مما يجري معه فإن طاقته المحدودة سوف تنتهي أن طال بها الزمان أو قصر، وهكذا شد السودانيين الرحال إلى مصر لأغراض متعلقة بطلب العلم أو الدراسة أو التجارة أو العلاج وهم الأغلبية العظمي، ونسبة المرضي تفوق الـ(70%) بالأراضي المصرية، والذين شاءات إرادة الله سبحانه وتعالي تكتشف (القاهرة) إصابة حالات بفيروس (كورونا) المستجد، وصادف ذلك وجودنا بها، مما جعل التدابير الاحترازية الوقائية والقرارات المندرجة في هذا الإطار تقف عائقا أمام عودتنا منها إلى السودان، فهنالك من هم عالقين في صحراء (السباعية)، وهنالك من هم خلف القضبان، وكل السودانيين العالقين يمرون بمآسي لا حصر لها ولا عد، وأقلها عدم توفر المأكل والمشرب، بالإضافة إلى انعدام الأدوية للمرضي الذين سافروا إلى مصر بحثاً عن الاستشفاء، وهؤلاء أو أولئك يتعرضون إلى موجات برد قارص كلما أرخي الليل ستوره، وكما أنهم يتعرضون للسخانة كلما انتصفت الشمس في وسط السماء نهارا، فدرجات الحرارة العالية تفعل فعلها السالب بالجميع، لذا على السلطات السودانية الإسراع بالتدخل، وإيجاد الحلول الناجزة والعاجلة جداً، خاصة وأن هنالك تقصيرا من السفارة السودانية بالعاصمة المصرية (القاهرة) تجاه رعاياها، وأن كانوا على علم تام بأن وزارة الخارجية ووزارة الصحة السودانيتين تعملان في الجوانب الإنسانية منذ ظهور حالات في الخرطوم مشتبه فيها الإصابة بفيروس (كورونا)، والذي على إثره تم إدخال البعض من العالقين السودانيين الحجر الصحي، وبعد ظهور النتائج المؤكدة عدم إصابتهم بفيروس (كورونا)، تم إخلاء سبيلهم، ومن ثم تحركنا من القاهرة بتاريخ 18/3/2020م، وظللنا عالقين حتى الآن.
وأضافت : هنالك من هم يعانون الأمرين في منطقه (السباعية) المصرية، وهنالك من هم متواجدين في كافتريا واحدة تبلغ مساحتها (150/150) متر مربع.
واستطردت : لا يوجد دستور في أي دولة من دول العالم يمنع رعايا الدول الأخرى من دخولها مهما كانت الأسباب، بل تسعي كل دولة إلى إجلاء مواطنيها بأسرع ما يمكن خاصة في ظل الأزمات، الكوارث والأوبئة المتخذة في ظلها البلدان التدابير الاحترازية الوقائية، والقرارات القابلة للتطويع وفقا للحالات الإنسانية، كالذي يحدث آنيا مع ظهور وانتشار فيروس (كورونا) في معظم أنحاء العالم.
وأردفت : لم تجد قضيتنا اهتماماً من السلطات السودانية، ولم يزورنا الدبلوماسيين العاملين في السفارة السودانية بمصر، فهنالك من هم عالقين بمنطقة قريبة من مدينة (أسوان) المصرية، وأوضاعهم الإنسانية سيئة جداً، ويصل عددهم إلى ما يربو عن الـ(1080) شخصاً.
وتابعت : نحن في حاجة ماسة إلى عكس معاناتنا عبر وسائل الإعلام المرئي، ومسموع والمقروء والبديل من خلال الشبكات والقروبات الكبيرة.
ومضت : ودعني أورد جزء من أسماء ركاب الرحلة رقم (113) المتجهة إلى الخرطوم عبر شركة طيران تاركو، بتاريخ 2020/3/12م، وهم سلمي محمد علي، محمد عثمان عبد الرحمن، الهام أحمد حسن، فاطمة أمجد مدني، صالح حسن قرشي، مودة حمدان المأمون، يوسف صالح حسن، يزن صالح حسن، عمر ابراهيم عبدالباقي، محمد المصطفي إبراهيم عبدالباقي، مني عبدالباقي، نون مجدي سليمان، بخيت محمد بخيت علي، نور مجدي سليمان، أحمد عبدالعزيز خليفة، درية عبدالعزيز حمزة، علي عبدالرازق عباس، مروة صلاح الدين البدوي، رضا علي عبدالرازق، صلاح الدين البدوي مصطفى، فاطمة السماني مصطفى، جعفر سلمان إبراهيم، إسحاق سلمان إبراهيم، محمد جعفر سلمان، حليمة خضر، عباس الشيخ حسين، أحمد عاصم الهادي، نيفين عبد المنعم رحمة الله، عاصم أحمد عاصم، عبد المنعم أحمد عاصم، باسل أحمد عاصم، نجوى عبد الحليم إسماعيل، خالدة محمد الحاج، مصعب بشير عبد القادر، علي عبد الله عمر، سهام محمد سعيد، نجوي مصطفي سعيد، زينب حسن محمد أحمد، نون حسن الزبير، فادية عبد المحمود علي البشري، سلوي عبد المحمود الذين، هبة محمد إسماعيل، ياسمين كامل، وائل عمر، عمار الصادق الهد، الطيب الصادق الهد، الصديق كردمان، أحمد كردمان الصديق، اشويل اشويل دينق، امونة مايولاك، ابين اشويل دينق، محمد عباس خضر، رشا عبيد محمد، صفاء علي محمد جميل، رماز جلال محمود، ليلي محمد مختار، مجدي جبريل مهنا، الصادق ماهر علي صالح، محمد أشرف صابر على، أنور صديق أحمد محمد، رحاب أحمد محمد محمد، آيه أنور صديق أحمد، محمد أنور صديق أحمد، لجين أنور صديق أحمد، محمد رحمة الله بابكر عبدالله، ساريا محمد رحمة الله بابكر، عبير سيد على ابراهيم شاهين، عبد الرحمن عثمان عبد الله، عصام الدين بله محمد، عائشة محمد علي، دار الجلال كرم الله أحمد، شرف عبدالمنعم عبد الفضيل، عوض يوسف الزين، إسماعيل ضرار صبار، أمير إدريس عثمان، عثمان إدريس عثمان، مهند حاتم محمد أحمد.
فيما أعلن سودانيين عالقين بميناء أرقين من ناحية الأراضي المصرية عن اعتصامهم إلى أن تقرر السلطات السودانية في أمرهم، وأثناء اعتصامهم هتفوا في وجه السلطات المصرية التي تمنعهم العبور من أراضيها إلى الأراضي السودانية قائلة : (الصبة هنا سنة) في إشارة منهم إلى أنهم سيبقون في مكانهم إلى أن تحل مشكلاتهم القائمة على التدابير الوقائية من الإصابة بفيروس (كورونا)، والذي أصبح مع مرور الأيام (جائحة)، وتفسيرها (المصيبة) أو (الكارثة)، ويؤكد الخبراء أن الفرق بين (الجائحة) وفيروس (كورونا) هو أن الأخير ينتشر سريعاً، ويستقر فى بلد واحد، فتصبح مبوءة، ويسمى الوباء ب(الجائحة)، وعندما ينتشر في بقاع آخري، فإنه يتطلب في العالم أجمعه وضع التدابير الاحترازية الوقائية لمكافحة والقرارات الحافظة للإنسان من انتقال العدوي إليه، ولا يهم أن كان الفيروس قويا أو ضعيفا، المهم الحد من سرعة انتشاره، لذلك أصبح (وباء) كورونا (جائحة) تؤرق مضاجع مجتمعات العالم عموماً.
بينما قال أحد العالقين : نحن على أهبة الاستعداد للبقاء شهر كاملاً بعد أن نقطع معبر (أرقين) في أي حجر صحي تقرره السلطات السودانية، وخلاله إذا وجدوا واحداً منا يحمل فيروس (كرورنا) فليحرقونا بالنار، لكن لا يجب أن لا يدعونا هكذا مشردين في الأراضي المصرية، وهو الأمر الذي قاد البعض إلى الاستغناء عن الجوازات، والبعض الآخر طالب تدخلا عاجلاً من الأمم المتحدة، فنحن الآن يبلغ عددنا أكثر من ألف سوداني، فهل الحكومة السودانية سوف تتخلي عنهم في هذه الظروف الإنسانية؟.
وواصل السودانيون هتافهم من خلال وقفتهم الاحتجاجية قائلين : (يا سفير أنت الآن في فتيل.. يا سفير أنت الآن في فتيل)، وتسألوا هل يقنع الشعب السوداني من سودانيين عالقين بالأراضي المصرية، وما هو المنطق الذي يجعل الحكومة تترك رعاياها في الصحراء، وهل يجوز أن يخاطب المعبر مصري المعبر السوداني في هذا الشأن البالغ التعقيد؟، الإجابة لا لأن مخاطبات من هذا القبيل تتم عبر السفارة السودانية بالقاهرة ووزارة الخارجية، فنحن عددنا (1080) سودانياً، كانوا يستقلون (27) بصاً سياحياً، بالإضافة إلى (4) سيارات نقل ميكروباص، وقالت لنا السلطات المصرية أنه لا سفر لأي سوداني من أراضيها إلا أن تأمر بذلك السلطات السودانية.
واسترسل السودانيين العالقين بالأراضي المصرية قائلين : عدد السودانيين العالقين بمنطقة (السباعية) شبه الصحراوية بالأراضي المصرية كبير جداً، وهي تبعد عن مدينة أسوان (125) كيلو متر، واتخاذ التدابير الاحترازية الوقائية، والقرارات القاضية بإغلاق المطارات الجوية، والمواني والمعابر البرية نتج عنه معاناة العالقين كبار السن، النساء، والأطفال وحديثي الولادة والمرضي، ورغماً عن ذلك لم تحرك الحكومة السودانية ساكنا، فلا السفير جاء إلينا، ولا أرسل مسئولاً من السفارة السودانية بالقاهرة.
وتساءلوا لماذا لم يتم إجلائنا كما تم إجلاء الطلاب السودانيين العالقين في مدينة (ووهان) الصينية بؤرة فيروس (كورونا) المستجد الذي انتشر منها في كافة بقاع العالم، وإذا عقدنا مقارنة بين الصين ومصر فإن فرق المسافة شاسع، فمصر تبعد سويعات عن السودان، ورغماً عن ذلك كله لا مانع لدينا من دخول الحجر الصحي.
واستمروا في طرح الأسئلة على السلطات السودانية : أليس من مهام الحكومة الانتقالية إجلاء مواطنيها من المناطق الموبوءة كما تفعل كل دول العالم حرصاً منها على أمن وسلامة رعاياها في أي بقعة في العالم.
فيما بعث السودانيين العالقين بالسجون المصرية برسالة إلى السلطات السودانية المختصة مفادها أنهم استطاعوا إدخال هاتف ذكي لإيصال رسالتهم إلى السفارة السودانية بالقاهرة، وأكدوا من خلالها أنهم يقبعون خلف القضبان منذ ثلاثة أشهر فما دون، وكلهم يعانون الأمرين بعد أن وضعتهم السلطات المصرية في حراسة بمنطقة (السلوم) وقالوا : يفترض أن يوضع في تلك الحراسة من هم محكوم عليهم بالإعدام، وليس من هم في حالتنا، فنحن منذ شهور نعيش في بيئة تفتقر لكل مقومات الحياة الآدمية، فالسجن ملئ بـ(القمل) و(الحشرات)، علماً بأنه طلب منا دفع قيمة تذكرة السفر طيران ثلاثة ألف جنيه مصري بما يعادل خمسة وعشرين ألف جنيه سوداني، وكان أن فعلنا لترحيلنا إلى السودان، خاصة وأن القاضي حكم علينا بـ(15) يوم للتحقيق حول أوراقنا الثبوتية، وذلك عبر أمن الدولة والسفارة السودانية بالقاهرة، وهكذا مرت الفترة المحددة إلى شهور دون أن تحل مشكلتنا، ولا توجد أي عناية صحية داخل السجن، علماً بأن فيروس (كورونا) بدأ في الانتشار، ونحن نرغب في حضور السفير إلينا لكي يوضح سبباً واحداً يدعنا نبقي خلف قضبان الحراسة بمنطقة (السلوم) المصرية؟.
واستطرد (بشة) قائلاً : سجنت منذ حوالي الثلاثة أشهر مع (99) سودانياً، تم تحويلنا من كتيبة تتبع للقوات المسلحة المصرية إلى حراسة بمنطقة (السلوم)، ومنها حولنا إلى المحكمة، والتي أصدر قاضيها حكماً لا أدري أن كان بالبراءة أو خلافها، وعليه تمت إعادتنا إلى الحراسة إلى حين إحضار أوراقنا من أمن الدولة المصري.
وأضافت : هنالك من هم يعانون الأمرين في منطقه (السباعية) المصرية، وهنالك من هم متواجدين في كافتريا واحدة تبلغ مساحتها (150/150) متر مربع.
واستطردت : لا يوجد دستور في أي دولة من دول العالم يمنع رعايا الدول الأخرى من دخولها مهما كانت الأسباب، بل تسعي كل دولة إلى إجلاء مواطنيها بأسرع ما يمكن خاصة في ظل الأزمات، الكوارث والأوبئة المتخذة في ظلها البلدان التدابير الاحترازية الوقائية، والقرارات القابلة للتطويع وفقا للحالات الإنسانية، كالذي يحدث آنيا مع ظهور وانتشار فيروس (كورونا) في معظم أنحاء العالم.
وأردفت : لم تجد قضيتنا اهتماماً من السلطات السودانية، ولم يزورنا الدبلوماسيين العاملين في السفارة السودانية بمصر، فهنالك من هم عالقين بمنطقة قريبة من مدينة (أسوان) المصرية، وأوضاعهم الإنسانية سيئة جداً، ويصل عددهم إلى ما يربو عن الـ(1080) شخصاً.
وتابعت : نحن في حاجة ماسة إلى عكس معاناتنا عبر وسائل الإعلام المرئي، ومسموع والمقروء والبديل من خلال الشبكات والقروبات الكبيرة.
ومضت : ودعني أورد جزء من أسماء ركاب الرحلة رقم (113) المتجهة إلى الخرطوم عبر شركة طيران تاركو، بتاريخ 2020/3/12م، وهم سلمي محمد علي، محمد عثمان عبد الرحمن، الهام أحمد حسن، فاطمة أمجد مدني، صالح حسن قرشي، مودة حمدان المأمون، يوسف صالح حسن، يزن صالح حسن، عمر ابراهيم عبدالباقي، محمد المصطفي إبراهيم عبدالباقي، مني عبدالباقي، نون مجدي سليمان، بخيت محمد بخيت علي، نور مجدي سليمان، أحمد عبدالعزيز خليفة، درية عبدالعزيز حمزة، علي عبدالرازق عباس، مروة صلاح الدين البدوي، رضا علي عبدالرازق، صلاح الدين البدوي مصطفى، فاطمة السماني مصطفى، جعفر سلمان إبراهيم، إسحاق سلمان إبراهيم، محمد جعفر سلمان، حليمة خضر، عباس الشيخ حسين، أحمد عاصم الهادي، نيفين عبد المنعم رحمة الله، عاصم أحمد عاصم، عبد المنعم أحمد عاصم، باسل أحمد عاصم، نجوى عبد الحليم إسماعيل، خالدة محمد الحاج، مصعب بشير عبد القادر، علي عبد الله عمر، سهام محمد سعيد، نجوي مصطفي سعيد، زينب حسن محمد أحمد، نون حسن الزبير، فادية عبد المحمود علي البشري، سلوي عبد المحمود الذين، هبة محمد إسماعيل، ياسمين كامل، وائل عمر، عمار الصادق الهد، الطيب الصادق الهد، الصديق كردمان، أحمد كردمان الصديق، اشويل اشويل دينق، امونة مايولاك، ابين اشويل دينق، محمد عباس خضر، رشا عبيد محمد، صفاء علي محمد جميل، رماز جلال محمود، ليلي محمد مختار، مجدي جبريل مهنا، الصادق ماهر علي صالح، محمد أشرف صابر على، أنور صديق أحمد محمد، رحاب أحمد محمد محمد، آيه أنور صديق أحمد، محمد أنور صديق أحمد، لجين أنور صديق أحمد، محمد رحمة الله بابكر عبدالله، ساريا محمد رحمة الله بابكر، عبير سيد على ابراهيم شاهين، عبد الرحمن عثمان عبد الله، عصام الدين بله محمد، عائشة محمد علي، دار الجلال كرم الله أحمد، شرف عبدالمنعم عبد الفضيل، عوض يوسف الزين، إسماعيل ضرار صبار، أمير إدريس عثمان، عثمان إدريس عثمان، مهند حاتم محمد أحمد.
فيما أعلن سودانيين عالقين بميناء أرقين من ناحية الأراضي المصرية عن اعتصامهم إلى أن تقرر السلطات السودانية في أمرهم، وأثناء اعتصامهم هتفوا في وجه السلطات المصرية التي تمنعهم العبور من أراضيها إلى الأراضي السودانية قائلة : (الصبة هنا سنة) في إشارة منهم إلى أنهم سيبقون في مكانهم إلى أن تحل مشكلاتهم القائمة على التدابير الوقائية من الإصابة بفيروس (كورونا)، والذي أصبح مع مرور الأيام (جائحة)، وتفسيرها (المصيبة) أو (الكارثة)، ويؤكد الخبراء أن الفرق بين (الجائحة) وفيروس (كورونا) هو أن الأخير ينتشر سريعاً، ويستقر فى بلد واحد، فتصبح مبوءة، ويسمى الوباء ب(الجائحة)، وعندما ينتشر في بقاع آخري، فإنه يتطلب في العالم أجمعه وضع التدابير الاحترازية الوقائية لمكافحة والقرارات الحافظة للإنسان من انتقال العدوي إليه، ولا يهم أن كان الفيروس قويا أو ضعيفا، المهم الحد من سرعة انتشاره، لذلك أصبح (وباء) كورونا (جائحة) تؤرق مضاجع مجتمعات العالم عموماً.
بينما قال أحد العالقين : نحن على أهبة الاستعداد للبقاء شهر كاملاً بعد أن نقطع معبر (أرقين) في أي حجر صحي تقرره السلطات السودانية، وخلاله إذا وجدوا واحداً منا يحمل فيروس (كرورنا) فليحرقونا بالنار، لكن لا يجب أن لا يدعونا هكذا مشردين في الأراضي المصرية، وهو الأمر الذي قاد البعض إلى الاستغناء عن الجوازات، والبعض الآخر طالب تدخلا عاجلاً من الأمم المتحدة، فنحن الآن يبلغ عددنا أكثر من ألف سوداني، فهل الحكومة السودانية سوف تتخلي عنهم في هذه الظروف الإنسانية؟.
وواصل السودانيون هتافهم من خلال وقفتهم الاحتجاجية قائلين : (يا سفير أنت الآن في فتيل.. يا سفير أنت الآن في فتيل)، وتسألوا هل يقنع الشعب السوداني من سودانيين عالقين بالأراضي المصرية، وما هو المنطق الذي يجعل الحكومة تترك رعاياها في الصحراء، وهل يجوز أن يخاطب المعبر مصري المعبر السوداني في هذا الشأن البالغ التعقيد؟، الإجابة لا لأن مخاطبات من هذا القبيل تتم عبر السفارة السودانية بالقاهرة ووزارة الخارجية، فنحن عددنا (1080) سودانياً، كانوا يستقلون (27) بصاً سياحياً، بالإضافة إلى (4) سيارات نقل ميكروباص، وقالت لنا السلطات المصرية أنه لا سفر لأي سوداني من أراضيها إلا أن تأمر بذلك السلطات السودانية.
واسترسل السودانيين العالقين بالأراضي المصرية قائلين : عدد السودانيين العالقين بمنطقة (السباعية) شبه الصحراوية بالأراضي المصرية كبير جداً، وهي تبعد عن مدينة أسوان (125) كيلو متر، واتخاذ التدابير الاحترازية الوقائية، والقرارات القاضية بإغلاق المطارات الجوية، والمواني والمعابر البرية نتج عنه معاناة العالقين كبار السن، النساء، والأطفال وحديثي الولادة والمرضي، ورغماً عن ذلك لم تحرك الحكومة السودانية ساكنا، فلا السفير جاء إلينا، ولا أرسل مسئولاً من السفارة السودانية بالقاهرة.
وتساءلوا لماذا لم يتم إجلائنا كما تم إجلاء الطلاب السودانيين العالقين في مدينة (ووهان) الصينية بؤرة فيروس (كورونا) المستجد الذي انتشر منها في كافة بقاع العالم، وإذا عقدنا مقارنة بين الصين ومصر فإن فرق المسافة شاسع، فمصر تبعد سويعات عن السودان، ورغماً عن ذلك كله لا مانع لدينا من دخول الحجر الصحي.
واستمروا في طرح الأسئلة على السلطات السودانية : أليس من مهام الحكومة الانتقالية إجلاء مواطنيها من المناطق الموبوءة كما تفعل كل دول العالم حرصاً منها على أمن وسلامة رعاياها في أي بقعة في العالم.
فيما بعث السودانيين العالقين بالسجون المصرية برسالة إلى السلطات السودانية المختصة مفادها أنهم استطاعوا إدخال هاتف ذكي لإيصال رسالتهم إلى السفارة السودانية بالقاهرة، وأكدوا من خلالها أنهم يقبعون خلف القضبان منذ ثلاثة أشهر فما دون، وكلهم يعانون الأمرين بعد أن وضعتهم السلطات المصرية في حراسة بمنطقة (السلوم) وقالوا : يفترض أن يوضع في تلك الحراسة من هم محكوم عليهم بالإعدام، وليس من هم في حالتنا، فنحن منذ شهور نعيش في بيئة تفتقر لكل مقومات الحياة الآدمية، فالسجن ملئ بـ(القمل) و(الحشرات)، علماً بأنه طلب منا دفع قيمة تذكرة السفر طيران ثلاثة ألف جنيه مصري بما يعادل خمسة وعشرين ألف جنيه سوداني، وكان أن فعلنا لترحيلنا إلى السودان، خاصة وأن القاضي حكم علينا بـ(15) يوم للتحقيق حول أوراقنا الثبوتية، وذلك عبر أمن الدولة والسفارة السودانية بالقاهرة، وهكذا مرت الفترة المحددة إلى شهور دون أن تحل مشكلتنا، ولا توجد أي عناية صحية داخل السجن، علماً بأن فيروس (كورونا) بدأ في الانتشار، ونحن نرغب في حضور السفير إلينا لكي يوضح سبباً واحداً يدعنا نبقي خلف قضبان الحراسة بمنطقة (السلوم) المصرية؟.
واستطرد (بشة) قائلاً : سجنت منذ حوالي الثلاثة أشهر مع (99) سودانياً، تم تحويلنا من كتيبة تتبع للقوات المسلحة المصرية إلى حراسة بمنطقة (السلوم)، ومنها حولنا إلى المحكمة، والتي أصدر قاضيها حكماً لا أدري أن كان بالبراءة أو خلافها، وعليه تمت إعادتنا إلى الحراسة إلى حين إحضار أوراقنا من أمن الدولة المصري.
وأشاروا إلى أن هنالك من راهنهم على تهريبهم عبر الحدود من خلال تجار البشر الذين ينشطون عبر سيارات دفع رباعي بـ(1500) جنيه مصري، وبهذا المبلغ يتم إيصالهم إلى مدينة (بربر) بولاية نهر النيل، إلا إنهم رفضوا الفكرة خوفاً على أهلهم في المقام الأول والأخير من فيروس كورونا الذي أدخل الهلع والخوف في العالم، لذا نحن يطالبون بعمل (حجر صحي) في الصحراء، ولو على نفقاتهم الخاصة وقالوا : نحن سودانيين ولنا الحق في دخول بلدنا بالصورة الرسمية والقانونية، وفي ظل أزمتنا هذه نشكر الصحفيين السودانيين على الواقفة معنا، إلا إنه ورغماً عن ذلك الإشكالية قائمة لأن حكومتنا غير قادرة على عمل (حجر صحي)، فلو فكرنا في العودة إلى (القاهرة) لن نتمكن من ذلك، وهكذا نحن لا نعرف
متى سنعود إلى أهلنا، خاصة وإننا نركن الآن على مصير مجهول؟.
متى سنعود إلى أهلنا، خاصة وإننا نركن الآن على مصير مجهول؟.