الأربعاء، 12 فبراير 2020

الفنانة بسمة : (أنا دايره الشعب يفتخر بعزتوا وثورتوا).. الكنداكة الأن تقود المواكب وبترجع (البمبان )















......
*صراحة مظهر الشارع العام بقى (كيف كيف )*
.....
*الرحلة طويلة وهمي العبور بالأغنية السودانية*
.......
*الفن قضية ،، ولو خيروني بين الزواج والغناء لأخترت (000)*
......
الفنانة بسمة حسين من الأصوات التي لمعت بسرعة البرق، ساعدها على هذا الظهور قدرات خاصة تميزت بها عن وصيفاتها إضافة الى (كاريزما) واضحة عكست عبرها وبصمت خطتها لتأسيس مشروع غنائي كبير..صعدت عبر مسرح المنتديات الثقافية والأدبية سمعها جمهور ذواق ولماح وأثنى عليها في كثير من برامجها المختلفة ” الوصلات الغنائية المختلفة زيادة على ذلك وطموحها الذي أستطاعت خلق حالة ربط إستطاعت ربط الأغنية السودانية بالمسارح الدولية بجزء من بلدان العالم وهذا ما فتح الباب أمام صوتها لمعانقة جمهور متنوع الإيقاعات والسحنات وهذا مامكنها في فترة وجيزة، من تكوين حالة طربية ألهمت وجدان متابعيها لونية ممزوجة بثقافات موسيقية عربية أفريقية سودانية وغيرها من اللونيات استغلت هذا القبول وخلقت لنفسها مكانة في وجدان المتلقي.. “العريشة ” جلست معها وخرجت بالكثير الذي سوف تطالعونه عبر مضابط هذا اللقاء*
.....
*حوار : العريشة نيوز*
......
×غاب جديدك وانقطع صوتك عن مسارح الأغنيات ؟
هذا ليس كسلاً بل قل إنه تريث في تقديم الأفضل والأجود وطبيعة حالي أنني أسيطر على خطى مشروع محدد وضع لبناته منذ قررت أن أدخل ساحة “الغناء”.
هذامبرر ضعيف ؟
هناك ظروف أقوى لا صلة لها بالفن؛ حالت دون تواصلي بشكل مستمر، أذكر منها سفري المتواصل وطبيعة انشغالي ببعض الأعمال الأخرى.هذا لا يعني أنني غير مركزة على هذا الجانب وأتعامل معه كهواية بل باحترافية وللارتقاء بأعمالي الأدبية الخاصة التي من شأنها أن تضيف ألقاً جديداً.
“لا جديد يذكر ولا قديماً يعاد” أنسب عبارة يمكننا وصفك بها؟
هذة العبارة غير دقيقة في وصفي والفترة القادمة سوف تشهد ميلاد أعمال متنوعة منها أغنيات كبيرة لشعراء لهم وزنهم في الساحة وهنالك كثيرا من الأعمال في طريقها لرفد الساحه الغنائية بكلمات وألحان عباقره الكلمة واللحن
وعن عدم أطلالتي طوال السنوات المضت ليس موقفا رافضاً للاعلام ولكني لا أحبذ الظهور على الأجهزة الإعلامية دون مناسبة تعطيك حق الظهور.
كثير من الشباب يعتقد أن النجومية يمكن أن تتحقق بعمل واحد ، ما رأيك؟
فعلا معظم المطربين يعتبرون أن الوصول للقمة يمكن أن يحدث بأغنية، وفي رأيي هذا اعتقاد غير صحيح… وصعوبتها تكمن في كيفية المحافظة عليها.. ولهذا السبب غير مستعجلة..
أنعدم الغناء الرسالي مالسبب؟
فعلا لكي تصل للوضع الذي يعطيك الحق أن تكون في القمة لابد من أن تقدم أغنية ذات رسالة هادفة تضيف حدثاً جديداً للمستمع. ولكن حقيقة هناك نصوصاً جيدة .
ومامبرر غياب هذا النوع من الغناء الهام ؟
أسباب غيابها عصر السرعة الذي بات عنواناً لكل شيء، فبعض الفنانين يكتب نصاً ويقوم بتلحينه في ساعة أو نصف..
ردك يشير إلى إستحالة عودتة ؟
ذكرت الأسباب التي حالت دون تسيدها في الفترة السابقة وبإمكان الأغنية الرسالية أن تندر ولكنها لا تموت.
هل باتت الأسافير مسرحا أخر للفنان ؟
فعلاً هناك أصوات فرضتها التكنولوجيا علينا ليس بالقدر الذي يمكنهم من تقديم عمل يرضي تطلعات الجمهور، ولكن بالنسبة لنفسي فأنا لست ضد التكنولوجيا في حد ذاتها، فهي وعاء نستطيع عبره توصيل أعمالنا وأفكارنا، ولكن يجب أن لا نعتمد عليها بشكل كامل.
تقنية (البلاي باك) نافست الأوركسترا الغنائية لماذا ؟
صراحة ما بحس فيه بأي متعة لعدة أسباب، أولها عدم الانسجام، ويلغي هيبة الفنان بظهوره كاملاً بأوركسترا… ولكن نسبة لظروف الاستوديوهات التي باتت غير مجهزة، لذا لجأ المطربون لمثل هذه التقنيات.
وماذا عن دور المراءه في تاريخ العام ؟
دور المرأة في الحراك الثقافي كبير وهي، أي المرأة، صاحبة إسهامات كبيرة في تفعيل الحراك، فهي قد ساهمت في المبادرة الوطنية داعمة للسلم، وغنت للوطن وللجيش، ولا ننسى دور الحكامة في وضع حلول للكثير من القضايا وهي الأن تقود المواكب و(صابها ) في الإعتصام وتقود الحراك الثوري وهي التي ستدفع عجلة التنمية إلى الأمام .
ما العقبات التي واجهت دخولك المشهد الفني؟
لم تواجهني أي مشاكل في هذا الإطار، بل العكس هو الصحيح فهذه المهنة أكسبتني احتراماً كبيرا، ولو خيروني بين الزواج والغناء سأختار الغناء وأفتخر أني فنانة.
البعض يقول أن الوصول للقمة مربوط بتنازلات، ما مدى صحة ذلك؟
ما يروج عن أن معظم المطربات يقدمن تنازلات من أجل الوصول للقمة، هذا حديث غير صحيح، فالقبول من عند الله سبحانه وتعالى والباقي بالاجتهاد، بل وعكس ذلك فهناك فنانات صاحبات أصوات جميلة لم يجدن الدعم.
وجهة نظرك في غناء البنات والأسباب التي أدت الى غيابه؟
يعد من الغناء الجميل ويعد ضرباً من الضروب التي يعبر بها البنات عن حالهن ويختلف من فنانة إلى أخرى فمثلاً هناك بعض المطربات صدحن لسيد الكاروا وأخريات للأستاذ: “يا ماشي لباريس جيب لي معاك عريس شرطاً يكون لبيس من هيئة التدريس”. ولا أريد أن أقول إنه غاب بالكامل، فالظروف المحيطة بنا حالياً ساهمت في ندرته.
انتشر بشكل واسع في الأونة الأخيرة غناء الزار ؟
عادة لقينا أجدادنا بعملوا بيها ولا اعتراض عليها لكني ما بغني غناه مشاهدات وتصورات
مشاهد وتصورات مخن الحخياة السودانية ؟
في الماضي كانت الحياة بسيطة وجميلة ألا أن هناك تحولات حدثت جعلتها تدور في حلقة دوران غير مفهومة وعلى سبيل المثال كان هناك مشهد يؤثرني وهو منظر الطلاب وهم يرتدون الأبيض بالجلباب الناصع قمة الروعة....
تلك اللوحة التي كان يرسمها الطلاب بهندامهم الأنيق والجميل حتى كتب الأطفال التي تعزز وعيهم وتزيد من ثقافتهم وتكوينهم لا أراها الأن وفي إعتقادي أن هذا يفقر طبيعة وميول هؤلاء الأطفال وينتقص من ثقافتهم بموروثهم
وأكرر لابد من التمسك والأهتمام بالثوب القومي لأنه يمضي الأن نحو الاندثار وللحقيقة هو جميل ويجب الاعتناء به والمحافظة عليه يكفي تميزه عن غيره من الشعوب.. ويجب ألا يقف دورنا بالمحافظة عليه فقط يجب أن نسعى لتطويره وممكن تقول (أنا دايره الشعب يفتخر بنفسوا وعزتوا والثوب القومي شرف وكرامة)، وصراحة مظهر الشارع العام بقى (بايخ ) (لبس كيف كيف طلبة الجامعات شكلهم كيف كيف) يجب أن يسعى القطاع العام والخاص والمؤسسات التربوية إلى تشجيع الانتماء والقومية
تعددية الشعب السوداني أعطته ميزات لم يمتلكها غيره، كنت أتمنى أن يستفيد من هذه التعددية ويثق فيها لكي يبدع أكثر ولكن تم استغلالها فتحولت من قوة إلى ضعف. نحن أخذنا الصالح من أفريقية والجميل من العربية ويجب أن تكون هويتنا السودان البلاد أنا أقول نحن لأنني أخذت الجنسية السودانية وأفتخر بذلك...
من بوابه الخروج
أنا سعيده بالمجهود الكبير الذي بذلوه الشباب في خدمة الحراك العام وأرى " أنه شباب جدير بالإحترام والتقدير وأن مستقبل السودان في أمان في ظل وجود هؤلاء الشباب فهم أشاوس لا يعرفون الخوف ومزودون بالإصرار والتمسك بتغيير الوضع المزري والذل الذي عم البلد كما تناولت عده قضايا ذات الصلة بالساحة
تجربتي شكلتها داخل وخارج السودان وأسعي للعبور بالأغنية السودانية حتي تصل كل الأعلام
العالم الأن يعاني صراع ثقافات ويجب علينا أن نرسي قواعد ثقافتنا الشاملة فنحن شعبا مميزا بما
(أنا دايره الشعب يفتخر بعزتوا وثورتوا)
الرحلة طويلة وهمي العبور بالأغنية السودانية
الكنداكة الأن تقود المواكب وبترجع (البمبان )
الفن قضية ،، ولو خيروني بين الزواج والغناء لأخترت (000)

عبدالعزيز المبارك في حوار استثنائي قبيل الرحيل المر الصحافة العالمية كتبت عني : (إذاعة البي بي سي تبث لأول مرة في تاريخها أغنية عربية)






على السلطات تحويل إتحاد الفنانين إلى (نقابة) أسوة بالنقابة المصرية
.................
شاركت في عدد من المهرجانات في أوروبا وغنيت للأمير عبد الله الفيصل
.................
الفنانون الشباب يخلقون هالة لأنفسهم بإنتاج الأعمال الغنائية (الركيكة)
.................
تزوجت مرتين وأنجبت توأمي (منية) و(أمل) ووالدي تاجراً من (العليفون)
 ................
جلس إليه : سراج النعيم
............
جلست إلى الفنان الكبير عبدالعزيز المبارك قبل وفاته بالعاصمة المصرية (القاهرة)، وذلك بعد صراع مرير مع المرض، وهو مطرباً على قيد الحياة حتى 9 فبراير 2020م، ويعتبر من الجيل الثاني الذي شارك في العديد من المهرجانات العالمية في أوروبا وسجل فيها عدداً من ألبوماته الغنائية.
في البدء من هو عبدالعزيز المبارك، وأين كانت نشأته ؟
أولاً تم إنجابي في العام 1951م بمدينة (ود مدني) حاضرة ولاية الجزيرة، ونشأت وترعرعت فيها رغماً عن أن جذور والدي المبارك حامد الحبر تعود إلى منطقة (العيلفون) شرق النيل، وكان يعمل تاجراً في مدينة (المناقل)، إما والدتي فهي الحاجة آمنة بنت القطيرة.
ماذا عن حياتك الخاصة؟
تزوجت مرتين الزيجة الأولي من الأستاذة منى، ومن ثم انفصلت عنها، وتزوجت للمرة الثانية من السيدة مها عبد القادر عثمان، ولي منها بنتان توأم هما (منية) و(أمل).
أين تلقيت تحصيلك الأكاديمي؟
تلقيت تحصيلي الأكاديمي من المرحلة الابتدائية إلى الثانوية بمدينة (ود مدني)، وبعدها التحقت بمعهد الموسيقى والمسرح، والذي درست فيه مادتي (الصوت) و(البيانو) لمدة ثلاث سنوات.
متى بدأت احتراف الغناء كمهنة؟
بداياتي الفعلية في عالم الغناء كانت من خلال وزارة الثقافة والإعلام في مدينة (ود مدني) ثم شددت الرحال منها إلى الخرطوم، والتي حققت فيها كل ما أصبو إليه فنياً، وظللت هكذا إلى أن سافرت إلى المملكة العربية السعودية، وبقيت فيها لمدة عشر سنوات.
كيف اكتشفت موهبتك الموسيقية والغنائية؟
وجدت نفسي مهتماً بالموسيقى والغناء منذ نعومة أظافري، إذ كنت أغني أغنيات الفنانين الكبار وأنا صغيراً، وعندما التحقت بالمدرسة بمدينة (ود مدني) أصبحت ألحن الأناشيد، وكان أستاذتي يطلبون مني ترديدها بتلك الألحان، بالإضافة إلى إنني كنت أردد أغنيات العمالقة في مناسبات الأفراح.
من هو الشخص الذي تعلمت على يده عزف آلة العود؟
تعلمت عزف آلة العود على يد الفنان الصديق وزميل الدراسة علي السقيد.
لمن من الفنانين الكبار كنت تغني في بداياتك الفنية؟
لم أكن أقلد الفنانين بالمفهوم السائد، بل كنت أغني أغنيات من أشرت لهم بصوتي وطريقة أدائي الخاصة، وأبرز من صدحت بأغنياتهم الهرم عبدالكريم الكابلي، محمد وردي، عثمان حسين، عبدالعزيز محمد داود، ثنائي العاصمة، الطيب عبدالله وزيدان إبراهيم.
من الذي شجعك على مواصلة الغناء؟
شقيقي أحمد المبارك وبعض الأهل والأصدقاء الذين وجدت منهم تشجيعاً منقطع النظير، وهو السبب الذي دفعني للسفر من ود مدني إلى الخرطوم، وفي الأخيرة قدمت نفسي مطرباً للإذاعة السودانية بأغنية (ليه يا قلبي ليه) إلا أن لجنة النصوص رفضت إجازتها، ورغماً عن ذلك الرفض إلا أنها كانت على قناعة تامة بأن صوتي جميلاً، لذا لم أياس من تجاوز هذه المرحلة، فأعدت المحاولة مرة أخري، والحمدلله استطعت تجاوز اختبار لجنة النصوص.
من هم أعضاء لجنة النصوص والألحان بالإذاعة وقتئذ؟
كانت تتألف من العمالقة الموسيقار برعي محمد دفع الله، علاء الدين حمزة وإبراهيم الصلحي.
متى تم اعتمادك مطرباً وملحناً بالإذاعة؟
في أغسطس من العام 1974م.
مع من تعاونت من الفنانين الذين سبقوك في عالم الغناء؟
تعاونت مع الفنان الطيب عبد الله في أغنية (طريق الشوق) كلماته وألحانه، وثنائي العاصمة في أغنية (ليه يا قلبي ليه) كلمات الدكتور علي شبيكة وألحان السني الضوي.
كيف استطعت أن تحقق الشهرة العالمية؟
من خلال اسطوانة الـ(cd) التي أنتجتها لي شركة (وورلد سيركيت) في العام 1985م، بالإضافة إلى قرص مدمج من إنتاج شركة (جلوبوستايل ريكوردز) في العام 1987م، وهما تحتويان على (60) أغنية، وحملا عنوان (من أعماق القلب مباشرة).
هل اكتفيت بإنتاج الألبومين الغنائيين سالفا الذكر؟
أبداً لم أكتف بذلك بل أنتجت اسطوانة (cd) ثالثة بالاشتراك مع الدكتور الفنان عبد القادر سالم والمطرب محمد جبارة تحت عنوان (أصوات السودان)، وصادفت تلك الألبومات انتشاراً واسعاً في عدد من الدول الغربية على رأسها أمريكا، ألمانيا، بلجيكا، كندا، هولندا، اليابان وغيرها من الدول الأوروبية، بالإضافة إلى إنني سجلت عدداً من الأغنيات أثناء ما كنت مقيماً في السعودية.
هل اتجهت للغناء باللهجة العربية الفصحى بالإضافة للعامية السودانية؟
نعم غنيت نصوص ألفت باللغة العربية الفصحى أبرزها (لا تدعني) للأمير عبد الله الفيصل من ألحان الموسيقار بشير عباس.
ما هو تصنيف صوتك عالمياً؟
صوتي بحسب علماء الصوت العالميين من فصيلة الأصوات الحادة التي تعرف علمياً بـ(التينور).
ماذا عن مشاركاتك في مهرجانات الموسيقي والغناء العالمي؟
شاركت في عدد من المهرجانات في أوروبا، والتي بدأتها برومانيا في العام 1976م، ومن ثم أصبحت أتلقي الدعوة تلو الأخرى من إنجلترا، إيطاليا، فرنسا، ألمانيا، وهولندا وغيرها من الدول الغربية، وأجريت معي الكثير من المقابلات الإعلامية، وقد طرحت من خلالها نماذج من أغنياتي، وعلى سبيل المثال لا الحصر بثت لي الإذاعة البريطانية أغنية (أحلى عيون بريدها)٠
وماذا؟
شاركت في مهرجان بانجلترا في العام 1988م، وكنت الفنان السوداني الوحيد من بين أكثر من أربعين فرقة موسيقية من مختلف أنحاء العالم وحزت فيه على المرتبة الأولي.
كيف تنظر إلى الساحة الفنية عقب عودتك للبلاد؟
من الملاحظ أن هنالك اختلال واضح في الحركة الفنية، وهذا الاختلال لا يحسمه إلا تحول إتحاد الفنانين إلى (نقابة) أسوة بالنقابة المصرية حتى يتم ضبط الحراك الفني في البلاد، فعدم الانضباط أدي إلى إدخال الإحباط في نفوس الكثير من الفنانين إلا أنهم رغماً عن ذلك يتفاءلون بأن يكون المستقبل أفضل في ظل التغيير الذي يشهده السودان.
لماذا أنت بعيد عن الحركة الفنية والإعلامية؟
ما يدور آنياً في الحركة الفنية لا يدعني متفائلاً بمستقبل مشرق للأغنية السودانية، وإذا استمر الوضع على ما هو عليه فإنها لن تعود إلى سابق عهدها قريباً، لذا أشدد على ضرورة أن يصبح اتحاد المهن الموسيقية (نقابة)، وهي الطريقة الوحيدة للمحافظة على الحقوق من التغول عليها، وهي الطريقة الوحيدة القادرة على وضع ضوابط لمزاولة المهنة.
ما هي كيفية حفاظ الفنان على مكانته في قلوب معجبيه؟
بلا شك من خلال الاستمرارية في إنتاج الأعمال الجديدة، وإعادة توزيع الأغنيات السابقة والمعروفة للجمهور موسيقياً، وأن لا يضع في حساباته أنه وصل إلى مرحلة كبيرة، فهذا الاعتقاد السالب يدعه واقفاً في محطته الأولي، ولن يتيح له فرصة البحث عن تطوير ذاته وتجربته الفنية، والارتقاء بها إلى ما يرضي جمهوره خاصة وأن إيقاع الحياة أصبح متسارعاً، وليس من السهل مواكبته وتحقيق ما تصبو إليه بالوقوف على ما مضي.
ما الذي يجب أن يستند عليه الفنان لكي يحافظ على جمهوره ويكتسب جمهوراً جديداً؟
يتطلب من الفنان التجديد في الأسلوب، وعدم الركون إلى نمط محدد، فالجمهور يحب التغيير ما بين الفينة والآخرى.
هل أنت راض عما قدمته من أغنيات طوال مسيرتك الفنية؟
بلا شك راض عن الأغنيات التي قدمتها داخل وخارج السودان لأنها من وجهة نظري ممتازة وتفوقت في إنتاجها بما يتوافق مع حنجرتي، واحمد الله أنها حظيت بقبول منقطع النظير على كافة المستويات والأصعدة، لذلك تجدني راض عنها كل الرضا.
رأيك في ظاهرة ما يسمي بالفنانين الشباب؟
تواصل الأجيال مهم جداً في أي مجال، وبالتالي ظهور فنانين جدد أمر طبيعي، إلا إن الأمر غير الطبيعي أن تكون هنالك فوضى في الساحة الفنية، فالحظ أن من بينهم من ليس لديه مقومات فنية تؤهله لاكتساب كل الزخم الذي يحيط به، والأغرب مما أشرت له هو أن هنالك من يخلقون لأنفسهم هالة بترديد أغاني الفنانين الكبار والتكسب من ورائها مالياً، كما أن هنالك نوعاً ثالثاً يركز على إنتاج الأعمال الغنائية (الركيكة) التي لا تحمل أي معنى أو مضمون، لذا على السلطات المختصة في البلاد تشجيع تحول اتحاد المهن الموسيقية إلى (نقابة) حتى يسهم في إيقاف ما تشهده الحركة الفنية من (الفوضى)، وقطعاً هنالك من هم يمضون في الاتجاه الصحيح، وأمثال هؤلاء سيصمدون، ويخلدون أسمائهم كما فعل من سبقوهم.
ما السبب الذي لم يدعك تواصل ما بدأته من الانتقال من المحلية إلى العالمية؟
نحن كسودانيين لا نعرف كيف نسوق أنفسنا للعالم كما تفعل الكثير من الدول العربية والإفريقية، وهذا يعتبر تقصيراً من الإعلام السوداني، فأتذكر أن فناناً مصرياً مغموراً اسمه (كوباني) شارك معنا في مهرجان موسيقي وغنائي عالمي بألمانيا ، وما أن انتهي المهرجان إلا واحتفي به الإعلام المصري، وكأنه حاز على الجائزة الأولى .
كيف ينظر العالم إلى إنتاجك البومات غنائية في أوروبا؟
وجدت ألبوماتي حظها من الانتشار على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، وقد ألف عالماً موسيقياً بريطانياً مؤلفاً عن الموسيقى في دول العالم الثالث، وأخذ شخصي والدكتور الفنان عبدالقادر سالم كنماذج مستشهداً بها في سفره.
وماذا؟
ما لا يعرفه الكثير من السودانيين عني هو إنني حزت على المرتبة الأولي باسطوانة من اسطواناتي، وأتذكر أن الصحافة العالمية الصادرة باللغة العربية في المملكة البريطانية كتبت : (إذاعة البي بي سي تبث لأول مرة في تاريخها أغنية عربية) وهي كانت أغنية (أحلى عيون بنريدها)، وفي اليوم التالي كنت محور اهتمام الصحافيين الذين كانوا يبحثون عني، وعندما وجدوني سألوني كيف بثت لك الإذاعة البريطانية أغنيتك، وهي لم تفعل مع (أم كلثوم) أو (عبد الحليم) أو (فيروز)؟، فلم تكن لدي إجابة غير أن قلت لهم وجهوا سؤالكم إلى إدارة هيئة إذاعة (البي بي سي) البريطانية.
هل يتم منحك حقوقك المادية من الاسطوانات التي أنتجتها في أوروبا؟
نعم وإلى هذه اللحظة التي أتحدث معك فيها يتم إرسال المبالغ خاصتي مقابل الاتفاق الذي أبرمته مع الشركات الأوروبية المنتجة للاسطوانات التي تطبع كل ستة أشهر.


الأربعاء، 5 فبراير 2020

الدكتور عبدالقادر سالم يكشف حقيقة اتهامه بالانتماء لجهاز الأمن.. بلاغات وأوامر قبض ضد متهمين ومتهمة بسبب جهاز الأمن.. رفضنا لقاء الرئيس المخلوع عمر البشير وترشحه في العام ٢٠٢٠


جلس إليه : سراج النعيم 
كشف الدكتور الفنان عبدالقادر سالم، نقيب الفنانين السودانيين تفاصيل مثيرة حول البلاغات التي فتحها في مواجهة متهمين إعلامي معروف ومغترب بالسعودية ومتهمة، وذلك على خلفية اتهامه له بالانتماء إلى جهاز الأمن والمخابرات الوطني، وذلك في ظل نظام الرئيس المخلوع عمر البشير دون تبيان الحقيقة من مصادرها.
ماذا عن اتهامك بالالتحاق إلى جهاز الأمن والمخابرات الوطني؟
في شهر نوفمبر ٢٠١٩م نشر المتهم (....) عبر موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) تغريدته على النحو التالي : (لا تحزن على من باع نفسه من أجل جنيهات من فنانين كتار طلعوا أرخص من رخيص)، ومن ثم وضع صورتي، وكتب تحت الصورة (عميد أمن معاش)، إما المتهم (.....) المغترب بالسعودية فقد كتب تعليقاً مسيئاً جداً، ولا يرقي للنشر لأنه خارج نطاق الأدب، إما المتهمة الثالثة (.....)، فهي مجهولة المكان بحسب صفحتها الشخصية بـ(الفيس بوك)، والتي نشرت من خلالها صور خمس فنانين من ضمنهم شخصي على أساس اننا نتبع إلى جهاز الأمن، وبما أن النشر لا يمت للحقيقة بصلة اضطررت لفتح بلاغات في مواجهتهم جميعاً بطرف السلطات المختصة بجرائم المعلوماتية.
وماذا؟
عندما علمت أن المتهم الإعلامي شرف البلاد حركت إجراءات البلاغ ضده، وصدر أمر بالقبض عليه رغماً عن وساطات قادها إخوة أعزاء لإنهاء البلاغ الجنائي بشكل وفاقي بعيداً عن الأطر القانونية، والتي اعتذر في إطارها المتهم عما بدر منه عبر (الفيس بوك)، مؤكداً أنه أخطأ في حقي، ووعد بأن يعمم اعتذاره من خلال الصحافة الورقية والحديثة (الأسافير)، لذا أتابع ما ينشر، ومن ثم أقرر على ضوء ذلك.
ماذا عن المتهم المغترب بالسعودية، والمتهمة المجهولة؟
لن اتركهما مهما كلفني هذا الأمر، وستظل إجراءاتي القانونية قائمة ضدهما إلى أن أرد كرامتي، وسأترك البلاغات مفتوحة لدي مباحث جرائم المعلوماتية، والتي أشكر القائمين على أمرها للمجهود الشاق الذي يبذلونه في الكثير من الإشكاليات الواردة لهم من ضحايا وسائط التواصل الاجتماعي، أشكرهم على الاهتمام ببلاغاتي والتحري حولها مع هيئة الاتصالات السودانية، والتي توصلوا على خلفيتها إلى أن اثنين من المتهمين خارج السودان.
لماذا اتهموك بالانتماء لجهاز الأمن والمخابرات الوطني؟
هذا يعود إلى النجاحات التي حققتها أغنياتي داخل وخارج السودان، والتي صدح بها فنانين أمريكان، طليان وإسرائيليين، إثيوبيين وغيرهم، وأيضاً النجاح الذي حققته في بداية دورة إتحاد المهن الموسيقية، لذلك حاول البعض أن يسئ لي، فقاموا بإلصاقي زوراً وبهتاناً بـ(جهاز الأمن والمخابرات الوطني)، ومثل هذا الاتهام يؤثر على خاصة وإنني فناناً ومحاضراً في عدد من الجامعات، لذا أشكر كل الذين استنكروا النشر الجائر في حقي، والذي لا يمت للحقيقة بصلة، وأشكر أيضاً الذين دافعوا عني دفاعاً مستميتاً لمعرفتهم بي المعرفة الحقة، أشكرهم جميعاً على ثقتهم في، وسوف أسعي سعياً حثيثاً لكي أكون عند حسن ظنهم، وعليه فإنني سأقيم الموقف بما يتناسب مع حفظ حقوقي كاملة غير منقوصة، وذلك من خلال شيء ملموس على أرض الواقع.
هل تعتقد أن عضويتك في المجلس الوطني إبان النظام البائد سبباً في إلصاقك بجهاز الأمن والمخابرات الوطني؟
عندما كنت عضواً في المجلس الوطني كان المقعد أصلاً مخصص للفنانين، أي إنني كنت ممثلاً لاتحاد المهن الموسيقية، وليس حزباً أو تنظيماً سياسياً، لذلك كان نشاطي البرلماني منحصراً في الدفاع عن حقوق أهل الثقافة والفن، وأحمد الله أن لدي مواقفاً مشهودة مشرفة، وعلى سبيل المثال لا الحصر في ٣٠/٦/٢٠١٥م تحدثت في المجلس الوطني عن حقوق الإنسان المهدرة في السودان، وأن الدولة تقف ضدها، واستشهدت ببعض الفنانين الذين حاربهم النظام البائد في أرزاقهم، وذلك بالحرمان من مزاولة مهنة الغناء، وأفتخر أيضاً أنني ساهمت في إعادة اتحاد الكتاب السودانيين لممارسة نشاطه بعد إيقاف السلطات المختصة له، إذ طالبت في اجتماع مع الوزير المعني، وقتئذ بضرورة رفع الإيقاف عن الإتحاد لأنه ثقافي، وليس له علاقة بالشأن السياسي، وأفادني بإيقافه الشاعر والممثل طارق الأمين، ثالثاً تحدثت عن ميزانية الثقافة التي لم تزد عن (٢٪)، وكل مواقفي آنذاك موثق لها، كما إنني أحتفظ بها في أرشيفي، وخلاف ذلك فأنا فناناً قومياً، إذ عملت مع كل شرائح المجتمع بمختلف انتماءاتهم السياسية مثلاً حاضرت في دار الحزب الشيوعي حول تراث إقليم كردفان، كما إنني فتحت دار اتحاد الفنانين للفنان مصطفي سيد احمد عندما منعته السلطات الرسمية من تقديم حفلات غنائية على خشبة مسرح نادي الموردة، وعليه فأنا مواطن سوداني أحب وطني وفني بعيداً عن الانتماءات السياسية.
ما الذي جعلك تقبل بعضوية المجلس الوطني؟
عندما قبلت ذلك المنصب قبلته من واقع إنني فناناً وليس سياسياً.
ماذا عن الاتهام الذي طال عدد من الفنانين والفنانات على أساس انتمائهم إلى جهاز الأمن والمخابرات الوطني؟
نحن كاتحاد للفنانين نعتبر هذا الأمر أمراً خاصاً، إلا إننا كنا نتوقع من جهاز الأمن والمخابرات الوطني أن يصدر بياناً توضيحياً حول حقيقة التحاق فنانين أو فنانات إليه من عدمه، ولكن بكل أسف هذا لم يتم ذلك، عموماً أنا ضد إلقاء الاتهامات جزافاً، لذلك على الفنانين والفنانات الذين تعرضوا للظلم أن يفتحوا بلاغات في مواجهة من أشاروا إليهم بأصابع الاتهام بالانتماء إلى جهاز الأمن والمخابرات الوطني، وعليه فإنهم سينالون حقهم بالإجراءات القانونية الرادعة لكل من تسول له نفسه نشر الافتراء على الآخرين.
هل زيارة الرئيس المخلوع عمر البشير للفنان حمد الريح، وظهوركم معه من خلال مقطع فيديو سبباً مباشراً في اتهامكم بالانتماء لجهاز الأمن؟
لا أدري على أي أساس تم إلصاقنا بجهاز الأمن، ولكن ما أدريه جيداً هو إنني ذهبت للفنان الكبير حمد الريح في شخصه، وليس معنياً بمن هو الزائر له، ولو زاره أي رئيس خلاف الرئيس السابق عمر البشير فإنني سأكون حاضراً، وذلك من واقع أن الدكتور حمد الريح يستحق منا التكريم والوقوف معه، وعندما ذهبنا له لم نذهب كسياسيين، بل ذهب شخصي والموسيقار محمد الأمين كفنانين للوقوف معه كفنان رمز من رموز الغناء في بلادي، وهذا الاتجاه يندرج في إطار الوقوف مع الزملاء.
ما هي وجهت نظرك في ثورة ديسمبر المجيدة؟
أومن إيماناً قاطعاً بالثورة الشعبية التي انتفضت في وجه نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، وهي كانت ثورة ناجحة جداً، وأنا من أشد المؤيدين لها بدليل إنني ألفت لها الأغنيات، وساعدت عدداً من الفنانين على تقديم أغنيات تصب في هذا الإطار، فقد أقمنا أربع أمسيات للأغنيات الممجدة لثورة ديسمبر بمسرح إتحاد الفنانين.
ما الرابط بين اتحاد الفنانين والأنظمة الحاكمة في البلاد؟
الاتحاد كيان فني وثقافي، وليس له ارتباط بالأنظمة المتعاقبة على حكم البلاد، سوي أنه يتبع للمجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون، وذلك وفقاً للقانون الصادر في العام ١٩٩٩م، وهو يعتبر من القوانين الرديئة جداً التي شرعها من النظام البائد، إذ أنه يحرم أي عمل سياسي داخل الأندية الثقافية والفنية في البلاد، وإذا تحدينا النظام السابق ومارسنا النشاط السياسي، فإننا كنا سنفقد دار الإتحاد، كما أنهم كانوا سيحلون هذا الكيان نهائياً كما فعلوا بالضبط مع اتحاد الكتاب السودانيين.
هل اتحاد الفنانين من ضمن الاتحادات المحلولة بقرار لجنة التمكين؟
لا لم يتم حله، والآن نحن نتبع للمجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون، التابع إلى وزارة الثقافة والإعلام ، وكل ما كنت أفعله كان من أجل الفن والفنانين، مقتدياً بمسيرة الفنانين الكبار إبراهيم الكاشف، أحمد المصطفي، وغيرهما من عمالقة الفن السوداني، ولولا وجودي رئيساً للاتحاد في هذا الدورة لكان الإتحاد في خبر كان بسبب السياسة التي أصبحت تمشي بين بعض الفنانين، واحمدالله إنني استطعت قيادة السفينة إلى أن رست على بر الأمان، وبالتالي بعد ثلاث أشهر سوف نعقد الجمعية العمومية لانتخاب مجلس الإدارة الجديد.
هل خلال الثلاثين عام الماضية تلقيتم دعماً مالياً من نظام الرئيس المخلوع عمر البشير؟
الاتحاد تلقي دعم من النظام السابق، وهو يعتبر دعم طبيعي من الدولة، ولكن أنظر إلى الحادثة التي شهدتها دار إتحاد الفنانين في العام ١٩٩٤م، إذ تم قتل الفنان الراحل خوجلي عثمان، وفشل محاولة قتلي أيضاً، هذه الواقعة تؤكد أنها من آثار الهوس الديني الذي ساد السودان في ذلك العام، وأيضاً أنت تعلم أن المسئولين من الشئون الدينية، ومجلس الإفتاء الشرعي في البلاد كانوا يتحدثون عن كيفية دخولهم لدار إتحاد الفنانين بالرجل اليمني أم اليسري، وأنت كنت شاهداً على ذلك، مما قاد أعضاء الاتحاد للقيام بمظاهرة ووقفة احتجاجية وقتئذ، بالإضافة إلى ما كتب عن الفنان الراحل محمود عبدالعزيز والذي كان فيه تقليلاً من أهمية الفن، فيما كانوا يعلون من شأن السياسي، كما أنهم حسدوا زيدان إبراهيم والحوت على الشهرة الواسعة التي وجدوها أحياء وأموات، وخلاف ذلك فنحن في يوم ٨/٨/٢٠١٨م رفضنا وثيقة تنادي بترشيح الرئيس المخلوع عمر البشير في العام ٢٠٢٠م، والرفض كان بإجماع مجلس إدارة اتحاد الفنانين، وأيضاً رفضنا دعوة للقاء الرئيس المخلوع عمر البشير أثناء انتفاضة الشعب السوداني على النظام البائد، باعتبار أننا لا يمكن أن نقف مع من رفضه الشعب السوداني، وهي حقائق أخي سراج النعيم كنت شاهداً عليها بحكم تواجدك معنا في الاتحاد.
ماذا عن زيارة المجلس السيادي ممثلاً في البروفيسور صديق تاور، ومجلس الوزراء ممثلاً في الأستاذ فيصل محمد صالح وزير الثقافة والإعلام؟
أولاً البروفيسور صديق تاور يعتبر صديق للفنانين منذ أكثر من خمس سنوات، وهو من منطقة (كادوقلي) جنوب كردفان، وأعرفه منذ أن كان صغيراً، إذ إنني عملت معلماً في تلك المدينة، ومن خلال علاقته بالاتحاد طرح فكرة تكريم الموسيقار محمد جبريل باعتباره أنه أول عازف (باص جيتار) في الإذاعة السودانية، واحتفلنا به في دار اتحاد الفنانين، وسعدنا أيما سعادة باختيار البروفيسور صديق تاور عضواً في المجلس السيادي كون أنه من (الغبش)، وقدم لنا هدية عبارة عن (ساون سيستم)، وزانا أكثر من ثلاثة مرات في الاتحاد، ووعد بأنه سوف يتابع مع الأستاذ فيصل محمد صالح وزير الثقافة والإعلام لتحويل اتحاد الفنانين إلى نقابة، وهو ما كان قررناه في العام ٢٠٠٨م أسوة بنقابة الفنانين المصريين، إلا نظام الرئيس المخلوع عمر البشير أرتا أن يحول فكرة من نقابة إلى مجلس المهن موسيقية وتمثيلية، ولكن بعد التغيير الذي شهدته البلاد ها نحن نفكر جدياً في العودة إلى فكرة أن يكون الاتحاد (نقابة).
من هو المسئول الذي رفض تحول الاتحاد إلى نقابة؟
كمال عبداللطيف وزير مجلس الوزراء نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، والذي أكد أن تحول الاتحاد إلى نقابة لا يمكن أن يتم باعتبار أنه كيان أهلي، وربما يمارس الأهليون حقد ضد الأجيال المتعاقبة، هذه كانت حجته، إلا إننا الآن نأمل في أن تساعدنا الحكومة الانتقالية للتحول من اتحاد إلى نقابة، ونؤكد إننا لن نظلم أحداً، وسيكون الباب مفتوحاً للجميع بمن فيهم من كان له رأياً في الاتحاد، وحتى القيادة لن تكون قيادة مركزية، بل سيكون هنالك ممثلين للاتحادات الفرعية، بالإضافة إلى الولايات، وإذا لم نفعل ذلك فإننا سنظل في نفس المربع خاصة وأن المهنة الآن يمارسه كل من هب ودب بأعمال الغير.
ما هو مصير مجلس المهن الموسيقية والتمثيلية؟
كنائب رئيس للمجلس لا أريد أن أقرر ما الذي سيحدث، لكن ظللت منذ زمن أنادي بضرورة تقييم التجربة من حيث أنه يمنح الفنان والموسيقى رخصة مزاولة المهنة بأغنيات الآخرين، فالمجلس ليس لديه إمكانيات للمتابعة وفتح البلاغات ضد المخالفين لقانونه، وحتى هذه القوانين تحتاج إلى تعديل في تشريعاتها، وليس لديه ميزانية، وحتى الآن يمتلك أربع وظائف فقط، وسيارة واحدة يقودها الأمين العام، لكل ما ذكرته تجدني من دعاة تقييم التجربة، ويمكن أن يكون هذا المجلس الساعد الأيمن لنقابة الفنانين في المستقبل.

سراج النعيم يكتب : رفع الأسعار وتعريفة المواصلات


من الملاحظ أن هنالك استغلالاً للظروف الاقتصادية بالغة التعقيد، ويسعي كل واحد لتطويعها حسب ما يتوافق مع أهوائه الشخصية، وليس مهماً من أين يأتي محمد أحمد الغليان بالمال لكي يصرفه على المواصلات ذهاباً وإياباً بدون التفكير في وجبة الإفطار، فإنه يحتاج على الأقل إلى (٢٠٠) جنيه، إما أسعار السلع الاستهلاكية المنفذة للحياة فهي تزيد بصورة جنونية مع إشراقة كل صباح جديد، وقطعاً التفكير بهذه الصورة يندرج في إطار الكسب الرخيص، هكذا يفعل بعض التجار وسائقي المركبات العامة، وفي الأخيرة حدثني سائق حافلة بأنه استغل الظروف الاقتصادية الراهنة لمدة شهرين كان يجني من خلالهما مبالغاً مالية كبيرة إلا أنه يدفعها في الأعطال المتكررة لعربته، مما جعله يعيد حساباته، ويقرر أن ينقل الركاب بالتعريفة المتعارف عليها، فما كان إلا وتوقفت الإعطاب بصورتها السابقة.
على كل تاجر أو سائق مركبة عامة أن يراجع سياسته الاستغلالية للمواطن، لأن هذا الاتجاه يندرج في إطار ﻓﺴﺎﺩ الضمائر، وبالتالي ﺃﻋﻤﺎهم (الجشع)، (الطمع) و(الهلع) دون مراعاة للظروف الطارئة التي يمر بها إنسان السودان الذي لم يعد يدري ماذا يفعل ولمن يلجأ في ظل ارتفاع الأسعار وزيادة تعريفة المواصلات بما لا يتوافق مع دخله المحدود أن كان موظفاً أو عاملاً بسيطاً، فهم يتفاجأون يومياً بأن ﻛﻞ ﺷﻲﺀ قابل للزيادة حسب الأهواء والأمزجة الشخصية، لذلك يجد المواطن نفسه محاصراً بأسعار مختلفة للسلع الاستهلاكية من تاجر لآخر، وينطبق الأمر أيضاً على تذكرة المواصلات من سائق مركبة لأخرى ، وفي كل الأحوال يكون المشتري للسلعة أو المستقل للمركبة مضطراً للدفع في حال أنه يملك المال أو يتركهما للبحث عن بديل يلبي رغباته، ولكن هل يجده؟ الإجابة في غاية البساطة لا، مع التأكيد أنه ليس أمامه ما ﻳﻤﻜﻦ ﻋﻤﻠﻪ لمجابهة الظروف القاسية التي جعلت الكثيرين يطوعونها بالكيفية التي تتناسب مع الكسب غير المشروع، وعليه فقد الإنسان ﺍﻟﺜﻘﺔ في أخيه الإنسان، والذي ينهش في لحمه بصورة بشعة جداً دون رأفة أو رحمة ناسياً أو متناسياً الموت والحساب من رب العباد، فالدين الإسلامي يدعو ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺧﻼﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ، وعدم أكل أموال الناس بـ(الباطل)، وأن تتم فيه ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ الأخلاق والقيم : (ﻣَﻦ ﻏﺸﻨﺎ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻨﺎ) ﻭ(ﺃﺣﺐ ﻷﺧﻴﻚ كما تحب ﻟﻨﻔﺴﻚ).
ها نحن نمر بإشكالية ﻛﺒﻴﺮﺓ جداً تتمثل في موت ضمائر البعض الذين ﻻ ﻫﻢ ﻟﻬﻢ سوي ﺟﻤﻊ ﺍﻟﻤﺎﻝ بأي صورة من الصور، وهذا إن دل علي شيء فإنما يدل علي أنهم ﺗﻨﺼﻠﻮﺍ عن ﺃﺧﻼﻗﻬﻢ وقيمهم، ومما أمرنا به الدين الإسلامي ﺍﻟﺬﻱ أوجد للناس الخير وحذرهم من الشر الذي يجنون به على الآخرين، لذا يجب ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻝ كل من يستغل ظروف المواطن البسيط ﺟﺰﺍﺀه بما ﺍﻗﺘﺮﻓﺖ ﻳﺪﺍﻩ.
لم يعد (جشع)، (طمع) و(هلع) بعض التجار وسائقي المركبات أمراً مخفياً، ففي كل يوم جديد ﻧﺴﻤﻊ ﻭﻧﻘﺮﺃ ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ مثيرة للدهشة في زمن فقدت فيه الإنسان الدهشة خاصة وأن ارتفاع الأسعار وزيادة تعريفة المواصلات ليس لها ما يبررها سوي أنهم بدون ﻭﺍﺯﻉ ﻣﻦ ضمير، وكأنهم نسوا أن هناك ﺭﻗﻴﺒﺎً ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻻ ﺗﺨﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺧﺎﻓﻴﺔ، ﻭﺳﻴﻘﺘﺺ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﺎﺟﻼً ﺃﻡ ﺁﺟﻼً.
إن ارتفاع أسعار السلع وزيادة تعريفة المواصلات أصبحت من الأمور التي فاقت طاقة الإنسان البسيط الذي يجأر بالشكوى، ولكن لا حياة لمن تنادي في ظل ظروف اقتصادية طاحنة ﺍﺳﺘﻄﺎع من يستغلونها ﺗﺤﻘﻴﻖ ما يصبون إليه من أﻣﻮﺍﻝ يندرج تصنيفها في بند (ﺍﻟﻐﺶ)، وذلك يعود لعدم وجود رقابة تحفظ للمواطن حقه.
ﺇﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ إنسان يستغل أخيه دون وجه حق، خاصةً أولئك الذين يأذون المستهلك والراكب للمواصلات بالزيادات غير المبررة، لذا يجب ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻬﺎﻭﻥ معهم ، وأن لا تأخذكم بهم رأفة أو ﺮﺣﻤﺔ طالما أنهم لا يتعاملون بأخلاق وقيم الدين الإسلامي، عموماً من ﻻ ﻳﺮﺣﻢ الناس يجب أن ﻻ يرحم، ﻭﻣﻦ أوجب الواجبات ﻋﺪﻡ ﺍلإﻛﺘﻔﺎﺀ بالرقابة وإنزال العقوبة، ﺑﻞ ﻳﺠﺐ عكس ذلك عبر وسائل الإعلام حتى يكونون عظة وعبرة لآخرين ربما ينتهجون نهجهم غير القويم.
آخر الدلتا
ظل بعض التجار يرفعون الأسعار دون مسوغ قانوني يكفل لهم هذا الحق، بالإضافة إلى سائقي المركبات العامة الذين يستغلون المواطنين استغلالاً بشعاً برفع سعر تعريفة المواصلات بحسب المزاج، ويعود ذلك لأزمة المواصلات، فهل تصدق أن هنالك سائقين لـ(الحافلات) يأخذون الركاب من الخرطوم لام درمان بـ( 10) و(15) جنيهاً، وهكذا كل لديه تعريفه خاصة به، ولا يعرف المواطن لمن يلجأ ليحفظ له حقوقه المنتهكة.
وأرجع الأزمة إلى الرؤية غير الواضحة من الجهات المعنية بضبط حركة المركبات العامة وترك سائقيها يقررون متى يخلقون الأزمة لرفع التعريفة المقررة، ومتى يفرجونها، والضحية في النهاية المواطن، إذ يجد نفسه مضطراً إلى الرضوخ، لعدم وجود رقابة من السلطات المختصة، فهنالك مركبات عامة غير مرخص لها بالعمل تكتفي بقطع إيصال مخالفة مرورية من الصباح، ويظل يعمل به حتى المساء.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...