الأربعاء، 5 فبراير 2020

الدكتور عبدالقادر سالم يكشف حقيقة اتهامه بالانتماء لجهاز الأمن.. بلاغات وأوامر قبض ضد متهمين ومتهمة بسبب جهاز الأمن.. رفضنا لقاء الرئيس المخلوع عمر البشير وترشحه في العام ٢٠٢٠


جلس إليه : سراج النعيم 
كشف الدكتور الفنان عبدالقادر سالم، نقيب الفنانين السودانيين تفاصيل مثيرة حول البلاغات التي فتحها في مواجهة متهمين إعلامي معروف ومغترب بالسعودية ومتهمة، وذلك على خلفية اتهامه له بالانتماء إلى جهاز الأمن والمخابرات الوطني، وذلك في ظل نظام الرئيس المخلوع عمر البشير دون تبيان الحقيقة من مصادرها.
ماذا عن اتهامك بالالتحاق إلى جهاز الأمن والمخابرات الوطني؟
في شهر نوفمبر ٢٠١٩م نشر المتهم (....) عبر موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) تغريدته على النحو التالي : (لا تحزن على من باع نفسه من أجل جنيهات من فنانين كتار طلعوا أرخص من رخيص)، ومن ثم وضع صورتي، وكتب تحت الصورة (عميد أمن معاش)، إما المتهم (.....) المغترب بالسعودية فقد كتب تعليقاً مسيئاً جداً، ولا يرقي للنشر لأنه خارج نطاق الأدب، إما المتهمة الثالثة (.....)، فهي مجهولة المكان بحسب صفحتها الشخصية بـ(الفيس بوك)، والتي نشرت من خلالها صور خمس فنانين من ضمنهم شخصي على أساس اننا نتبع إلى جهاز الأمن، وبما أن النشر لا يمت للحقيقة بصلة اضطررت لفتح بلاغات في مواجهتهم جميعاً بطرف السلطات المختصة بجرائم المعلوماتية.
وماذا؟
عندما علمت أن المتهم الإعلامي شرف البلاد حركت إجراءات البلاغ ضده، وصدر أمر بالقبض عليه رغماً عن وساطات قادها إخوة أعزاء لإنهاء البلاغ الجنائي بشكل وفاقي بعيداً عن الأطر القانونية، والتي اعتذر في إطارها المتهم عما بدر منه عبر (الفيس بوك)، مؤكداً أنه أخطأ في حقي، ووعد بأن يعمم اعتذاره من خلال الصحافة الورقية والحديثة (الأسافير)، لذا أتابع ما ينشر، ومن ثم أقرر على ضوء ذلك.
ماذا عن المتهم المغترب بالسعودية، والمتهمة المجهولة؟
لن اتركهما مهما كلفني هذا الأمر، وستظل إجراءاتي القانونية قائمة ضدهما إلى أن أرد كرامتي، وسأترك البلاغات مفتوحة لدي مباحث جرائم المعلوماتية، والتي أشكر القائمين على أمرها للمجهود الشاق الذي يبذلونه في الكثير من الإشكاليات الواردة لهم من ضحايا وسائط التواصل الاجتماعي، أشكرهم على الاهتمام ببلاغاتي والتحري حولها مع هيئة الاتصالات السودانية، والتي توصلوا على خلفيتها إلى أن اثنين من المتهمين خارج السودان.
لماذا اتهموك بالانتماء لجهاز الأمن والمخابرات الوطني؟
هذا يعود إلى النجاحات التي حققتها أغنياتي داخل وخارج السودان، والتي صدح بها فنانين أمريكان، طليان وإسرائيليين، إثيوبيين وغيرهم، وأيضاً النجاح الذي حققته في بداية دورة إتحاد المهن الموسيقية، لذلك حاول البعض أن يسئ لي، فقاموا بإلصاقي زوراً وبهتاناً بـ(جهاز الأمن والمخابرات الوطني)، ومثل هذا الاتهام يؤثر على خاصة وإنني فناناً ومحاضراً في عدد من الجامعات، لذا أشكر كل الذين استنكروا النشر الجائر في حقي، والذي لا يمت للحقيقة بصلة، وأشكر أيضاً الذين دافعوا عني دفاعاً مستميتاً لمعرفتهم بي المعرفة الحقة، أشكرهم جميعاً على ثقتهم في، وسوف أسعي سعياً حثيثاً لكي أكون عند حسن ظنهم، وعليه فإنني سأقيم الموقف بما يتناسب مع حفظ حقوقي كاملة غير منقوصة، وذلك من خلال شيء ملموس على أرض الواقع.
هل تعتقد أن عضويتك في المجلس الوطني إبان النظام البائد سبباً في إلصاقك بجهاز الأمن والمخابرات الوطني؟
عندما كنت عضواً في المجلس الوطني كان المقعد أصلاً مخصص للفنانين، أي إنني كنت ممثلاً لاتحاد المهن الموسيقية، وليس حزباً أو تنظيماً سياسياً، لذلك كان نشاطي البرلماني منحصراً في الدفاع عن حقوق أهل الثقافة والفن، وأحمد الله أن لدي مواقفاً مشهودة مشرفة، وعلى سبيل المثال لا الحصر في ٣٠/٦/٢٠١٥م تحدثت في المجلس الوطني عن حقوق الإنسان المهدرة في السودان، وأن الدولة تقف ضدها، واستشهدت ببعض الفنانين الذين حاربهم النظام البائد في أرزاقهم، وذلك بالحرمان من مزاولة مهنة الغناء، وأفتخر أيضاً أنني ساهمت في إعادة اتحاد الكتاب السودانيين لممارسة نشاطه بعد إيقاف السلطات المختصة له، إذ طالبت في اجتماع مع الوزير المعني، وقتئذ بضرورة رفع الإيقاف عن الإتحاد لأنه ثقافي، وليس له علاقة بالشأن السياسي، وأفادني بإيقافه الشاعر والممثل طارق الأمين، ثالثاً تحدثت عن ميزانية الثقافة التي لم تزد عن (٢٪)، وكل مواقفي آنذاك موثق لها، كما إنني أحتفظ بها في أرشيفي، وخلاف ذلك فأنا فناناً قومياً، إذ عملت مع كل شرائح المجتمع بمختلف انتماءاتهم السياسية مثلاً حاضرت في دار الحزب الشيوعي حول تراث إقليم كردفان، كما إنني فتحت دار اتحاد الفنانين للفنان مصطفي سيد احمد عندما منعته السلطات الرسمية من تقديم حفلات غنائية على خشبة مسرح نادي الموردة، وعليه فأنا مواطن سوداني أحب وطني وفني بعيداً عن الانتماءات السياسية.
ما الذي جعلك تقبل بعضوية المجلس الوطني؟
عندما قبلت ذلك المنصب قبلته من واقع إنني فناناً وليس سياسياً.
ماذا عن الاتهام الذي طال عدد من الفنانين والفنانات على أساس انتمائهم إلى جهاز الأمن والمخابرات الوطني؟
نحن كاتحاد للفنانين نعتبر هذا الأمر أمراً خاصاً، إلا إننا كنا نتوقع من جهاز الأمن والمخابرات الوطني أن يصدر بياناً توضيحياً حول حقيقة التحاق فنانين أو فنانات إليه من عدمه، ولكن بكل أسف هذا لم يتم ذلك، عموماً أنا ضد إلقاء الاتهامات جزافاً، لذلك على الفنانين والفنانات الذين تعرضوا للظلم أن يفتحوا بلاغات في مواجهة من أشاروا إليهم بأصابع الاتهام بالانتماء إلى جهاز الأمن والمخابرات الوطني، وعليه فإنهم سينالون حقهم بالإجراءات القانونية الرادعة لكل من تسول له نفسه نشر الافتراء على الآخرين.
هل زيارة الرئيس المخلوع عمر البشير للفنان حمد الريح، وظهوركم معه من خلال مقطع فيديو سبباً مباشراً في اتهامكم بالانتماء لجهاز الأمن؟
لا أدري على أي أساس تم إلصاقنا بجهاز الأمن، ولكن ما أدريه جيداً هو إنني ذهبت للفنان الكبير حمد الريح في شخصه، وليس معنياً بمن هو الزائر له، ولو زاره أي رئيس خلاف الرئيس السابق عمر البشير فإنني سأكون حاضراً، وذلك من واقع أن الدكتور حمد الريح يستحق منا التكريم والوقوف معه، وعندما ذهبنا له لم نذهب كسياسيين، بل ذهب شخصي والموسيقار محمد الأمين كفنانين للوقوف معه كفنان رمز من رموز الغناء في بلادي، وهذا الاتجاه يندرج في إطار الوقوف مع الزملاء.
ما هي وجهت نظرك في ثورة ديسمبر المجيدة؟
أومن إيماناً قاطعاً بالثورة الشعبية التي انتفضت في وجه نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، وهي كانت ثورة ناجحة جداً، وأنا من أشد المؤيدين لها بدليل إنني ألفت لها الأغنيات، وساعدت عدداً من الفنانين على تقديم أغنيات تصب في هذا الإطار، فقد أقمنا أربع أمسيات للأغنيات الممجدة لثورة ديسمبر بمسرح إتحاد الفنانين.
ما الرابط بين اتحاد الفنانين والأنظمة الحاكمة في البلاد؟
الاتحاد كيان فني وثقافي، وليس له ارتباط بالأنظمة المتعاقبة على حكم البلاد، سوي أنه يتبع للمجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون، وذلك وفقاً للقانون الصادر في العام ١٩٩٩م، وهو يعتبر من القوانين الرديئة جداً التي شرعها من النظام البائد، إذ أنه يحرم أي عمل سياسي داخل الأندية الثقافية والفنية في البلاد، وإذا تحدينا النظام السابق ومارسنا النشاط السياسي، فإننا كنا سنفقد دار الإتحاد، كما أنهم كانوا سيحلون هذا الكيان نهائياً كما فعلوا بالضبط مع اتحاد الكتاب السودانيين.
هل اتحاد الفنانين من ضمن الاتحادات المحلولة بقرار لجنة التمكين؟
لا لم يتم حله، والآن نحن نتبع للمجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون، التابع إلى وزارة الثقافة والإعلام ، وكل ما كنت أفعله كان من أجل الفن والفنانين، مقتدياً بمسيرة الفنانين الكبار إبراهيم الكاشف، أحمد المصطفي، وغيرهما من عمالقة الفن السوداني، ولولا وجودي رئيساً للاتحاد في هذا الدورة لكان الإتحاد في خبر كان بسبب السياسة التي أصبحت تمشي بين بعض الفنانين، واحمدالله إنني استطعت قيادة السفينة إلى أن رست على بر الأمان، وبالتالي بعد ثلاث أشهر سوف نعقد الجمعية العمومية لانتخاب مجلس الإدارة الجديد.
هل خلال الثلاثين عام الماضية تلقيتم دعماً مالياً من نظام الرئيس المخلوع عمر البشير؟
الاتحاد تلقي دعم من النظام السابق، وهو يعتبر دعم طبيعي من الدولة، ولكن أنظر إلى الحادثة التي شهدتها دار إتحاد الفنانين في العام ١٩٩٤م، إذ تم قتل الفنان الراحل خوجلي عثمان، وفشل محاولة قتلي أيضاً، هذه الواقعة تؤكد أنها من آثار الهوس الديني الذي ساد السودان في ذلك العام، وأيضاً أنت تعلم أن المسئولين من الشئون الدينية، ومجلس الإفتاء الشرعي في البلاد كانوا يتحدثون عن كيفية دخولهم لدار إتحاد الفنانين بالرجل اليمني أم اليسري، وأنت كنت شاهداً على ذلك، مما قاد أعضاء الاتحاد للقيام بمظاهرة ووقفة احتجاجية وقتئذ، بالإضافة إلى ما كتب عن الفنان الراحل محمود عبدالعزيز والذي كان فيه تقليلاً من أهمية الفن، فيما كانوا يعلون من شأن السياسي، كما أنهم حسدوا زيدان إبراهيم والحوت على الشهرة الواسعة التي وجدوها أحياء وأموات، وخلاف ذلك فنحن في يوم ٨/٨/٢٠١٨م رفضنا وثيقة تنادي بترشيح الرئيس المخلوع عمر البشير في العام ٢٠٢٠م، والرفض كان بإجماع مجلس إدارة اتحاد الفنانين، وأيضاً رفضنا دعوة للقاء الرئيس المخلوع عمر البشير أثناء انتفاضة الشعب السوداني على النظام البائد، باعتبار أننا لا يمكن أن نقف مع من رفضه الشعب السوداني، وهي حقائق أخي سراج النعيم كنت شاهداً عليها بحكم تواجدك معنا في الاتحاد.
ماذا عن زيارة المجلس السيادي ممثلاً في البروفيسور صديق تاور، ومجلس الوزراء ممثلاً في الأستاذ فيصل محمد صالح وزير الثقافة والإعلام؟
أولاً البروفيسور صديق تاور يعتبر صديق للفنانين منذ أكثر من خمس سنوات، وهو من منطقة (كادوقلي) جنوب كردفان، وأعرفه منذ أن كان صغيراً، إذ إنني عملت معلماً في تلك المدينة، ومن خلال علاقته بالاتحاد طرح فكرة تكريم الموسيقار محمد جبريل باعتباره أنه أول عازف (باص جيتار) في الإذاعة السودانية، واحتفلنا به في دار اتحاد الفنانين، وسعدنا أيما سعادة باختيار البروفيسور صديق تاور عضواً في المجلس السيادي كون أنه من (الغبش)، وقدم لنا هدية عبارة عن (ساون سيستم)، وزانا أكثر من ثلاثة مرات في الاتحاد، ووعد بأنه سوف يتابع مع الأستاذ فيصل محمد صالح وزير الثقافة والإعلام لتحويل اتحاد الفنانين إلى نقابة، وهو ما كان قررناه في العام ٢٠٠٨م أسوة بنقابة الفنانين المصريين، إلا نظام الرئيس المخلوع عمر البشير أرتا أن يحول فكرة من نقابة إلى مجلس المهن موسيقية وتمثيلية، ولكن بعد التغيير الذي شهدته البلاد ها نحن نفكر جدياً في العودة إلى فكرة أن يكون الاتحاد (نقابة).
من هو المسئول الذي رفض تحول الاتحاد إلى نقابة؟
كمال عبداللطيف وزير مجلس الوزراء نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، والذي أكد أن تحول الاتحاد إلى نقابة لا يمكن أن يتم باعتبار أنه كيان أهلي، وربما يمارس الأهليون حقد ضد الأجيال المتعاقبة، هذه كانت حجته، إلا إننا الآن نأمل في أن تساعدنا الحكومة الانتقالية للتحول من اتحاد إلى نقابة، ونؤكد إننا لن نظلم أحداً، وسيكون الباب مفتوحاً للجميع بمن فيهم من كان له رأياً في الاتحاد، وحتى القيادة لن تكون قيادة مركزية، بل سيكون هنالك ممثلين للاتحادات الفرعية، بالإضافة إلى الولايات، وإذا لم نفعل ذلك فإننا سنظل في نفس المربع خاصة وأن المهنة الآن يمارسه كل من هب ودب بأعمال الغير.
ما هو مصير مجلس المهن الموسيقية والتمثيلية؟
كنائب رئيس للمجلس لا أريد أن أقرر ما الذي سيحدث، لكن ظللت منذ زمن أنادي بضرورة تقييم التجربة من حيث أنه يمنح الفنان والموسيقى رخصة مزاولة المهنة بأغنيات الآخرين، فالمجلس ليس لديه إمكانيات للمتابعة وفتح البلاغات ضد المخالفين لقانونه، وحتى هذه القوانين تحتاج إلى تعديل في تشريعاتها، وليس لديه ميزانية، وحتى الآن يمتلك أربع وظائف فقط، وسيارة واحدة يقودها الأمين العام، لكل ما ذكرته تجدني من دعاة تقييم التجربة، ويمكن أن يكون هذا المجلس الساعد الأيمن لنقابة الفنانين في المستقبل.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...