الأربعاء، 12 فبراير 2020

عبدالعزيز المبارك في حوار استثنائي قبيل الرحيل المر الصحافة العالمية كتبت عني : (إذاعة البي بي سي تبث لأول مرة في تاريخها أغنية عربية)






على السلطات تحويل إتحاد الفنانين إلى (نقابة) أسوة بالنقابة المصرية
.................
شاركت في عدد من المهرجانات في أوروبا وغنيت للأمير عبد الله الفيصل
.................
الفنانون الشباب يخلقون هالة لأنفسهم بإنتاج الأعمال الغنائية (الركيكة)
.................
تزوجت مرتين وأنجبت توأمي (منية) و(أمل) ووالدي تاجراً من (العليفون)
 ................
جلس إليه : سراج النعيم
............
جلست إلى الفنان الكبير عبدالعزيز المبارك قبل وفاته بالعاصمة المصرية (القاهرة)، وذلك بعد صراع مرير مع المرض، وهو مطرباً على قيد الحياة حتى 9 فبراير 2020م، ويعتبر من الجيل الثاني الذي شارك في العديد من المهرجانات العالمية في أوروبا وسجل فيها عدداً من ألبوماته الغنائية.
في البدء من هو عبدالعزيز المبارك، وأين كانت نشأته ؟
أولاً تم إنجابي في العام 1951م بمدينة (ود مدني) حاضرة ولاية الجزيرة، ونشأت وترعرعت فيها رغماً عن أن جذور والدي المبارك حامد الحبر تعود إلى منطقة (العيلفون) شرق النيل، وكان يعمل تاجراً في مدينة (المناقل)، إما والدتي فهي الحاجة آمنة بنت القطيرة.
ماذا عن حياتك الخاصة؟
تزوجت مرتين الزيجة الأولي من الأستاذة منى، ومن ثم انفصلت عنها، وتزوجت للمرة الثانية من السيدة مها عبد القادر عثمان، ولي منها بنتان توأم هما (منية) و(أمل).
أين تلقيت تحصيلك الأكاديمي؟
تلقيت تحصيلي الأكاديمي من المرحلة الابتدائية إلى الثانوية بمدينة (ود مدني)، وبعدها التحقت بمعهد الموسيقى والمسرح، والذي درست فيه مادتي (الصوت) و(البيانو) لمدة ثلاث سنوات.
متى بدأت احتراف الغناء كمهنة؟
بداياتي الفعلية في عالم الغناء كانت من خلال وزارة الثقافة والإعلام في مدينة (ود مدني) ثم شددت الرحال منها إلى الخرطوم، والتي حققت فيها كل ما أصبو إليه فنياً، وظللت هكذا إلى أن سافرت إلى المملكة العربية السعودية، وبقيت فيها لمدة عشر سنوات.
كيف اكتشفت موهبتك الموسيقية والغنائية؟
وجدت نفسي مهتماً بالموسيقى والغناء منذ نعومة أظافري، إذ كنت أغني أغنيات الفنانين الكبار وأنا صغيراً، وعندما التحقت بالمدرسة بمدينة (ود مدني) أصبحت ألحن الأناشيد، وكان أستاذتي يطلبون مني ترديدها بتلك الألحان، بالإضافة إلى إنني كنت أردد أغنيات العمالقة في مناسبات الأفراح.
من هو الشخص الذي تعلمت على يده عزف آلة العود؟
تعلمت عزف آلة العود على يد الفنان الصديق وزميل الدراسة علي السقيد.
لمن من الفنانين الكبار كنت تغني في بداياتك الفنية؟
لم أكن أقلد الفنانين بالمفهوم السائد، بل كنت أغني أغنيات من أشرت لهم بصوتي وطريقة أدائي الخاصة، وأبرز من صدحت بأغنياتهم الهرم عبدالكريم الكابلي، محمد وردي، عثمان حسين، عبدالعزيز محمد داود، ثنائي العاصمة، الطيب عبدالله وزيدان إبراهيم.
من الذي شجعك على مواصلة الغناء؟
شقيقي أحمد المبارك وبعض الأهل والأصدقاء الذين وجدت منهم تشجيعاً منقطع النظير، وهو السبب الذي دفعني للسفر من ود مدني إلى الخرطوم، وفي الأخيرة قدمت نفسي مطرباً للإذاعة السودانية بأغنية (ليه يا قلبي ليه) إلا أن لجنة النصوص رفضت إجازتها، ورغماً عن ذلك الرفض إلا أنها كانت على قناعة تامة بأن صوتي جميلاً، لذا لم أياس من تجاوز هذه المرحلة، فأعدت المحاولة مرة أخري، والحمدلله استطعت تجاوز اختبار لجنة النصوص.
من هم أعضاء لجنة النصوص والألحان بالإذاعة وقتئذ؟
كانت تتألف من العمالقة الموسيقار برعي محمد دفع الله، علاء الدين حمزة وإبراهيم الصلحي.
متى تم اعتمادك مطرباً وملحناً بالإذاعة؟
في أغسطس من العام 1974م.
مع من تعاونت من الفنانين الذين سبقوك في عالم الغناء؟
تعاونت مع الفنان الطيب عبد الله في أغنية (طريق الشوق) كلماته وألحانه، وثنائي العاصمة في أغنية (ليه يا قلبي ليه) كلمات الدكتور علي شبيكة وألحان السني الضوي.
كيف استطعت أن تحقق الشهرة العالمية؟
من خلال اسطوانة الـ(cd) التي أنتجتها لي شركة (وورلد سيركيت) في العام 1985م، بالإضافة إلى قرص مدمج من إنتاج شركة (جلوبوستايل ريكوردز) في العام 1987م، وهما تحتويان على (60) أغنية، وحملا عنوان (من أعماق القلب مباشرة).
هل اكتفيت بإنتاج الألبومين الغنائيين سالفا الذكر؟
أبداً لم أكتف بذلك بل أنتجت اسطوانة (cd) ثالثة بالاشتراك مع الدكتور الفنان عبد القادر سالم والمطرب محمد جبارة تحت عنوان (أصوات السودان)، وصادفت تلك الألبومات انتشاراً واسعاً في عدد من الدول الغربية على رأسها أمريكا، ألمانيا، بلجيكا، كندا، هولندا، اليابان وغيرها من الدول الأوروبية، بالإضافة إلى إنني سجلت عدداً من الأغنيات أثناء ما كنت مقيماً في السعودية.
هل اتجهت للغناء باللهجة العربية الفصحى بالإضافة للعامية السودانية؟
نعم غنيت نصوص ألفت باللغة العربية الفصحى أبرزها (لا تدعني) للأمير عبد الله الفيصل من ألحان الموسيقار بشير عباس.
ما هو تصنيف صوتك عالمياً؟
صوتي بحسب علماء الصوت العالميين من فصيلة الأصوات الحادة التي تعرف علمياً بـ(التينور).
ماذا عن مشاركاتك في مهرجانات الموسيقي والغناء العالمي؟
شاركت في عدد من المهرجانات في أوروبا، والتي بدأتها برومانيا في العام 1976م، ومن ثم أصبحت أتلقي الدعوة تلو الأخرى من إنجلترا، إيطاليا، فرنسا، ألمانيا، وهولندا وغيرها من الدول الغربية، وأجريت معي الكثير من المقابلات الإعلامية، وقد طرحت من خلالها نماذج من أغنياتي، وعلى سبيل المثال لا الحصر بثت لي الإذاعة البريطانية أغنية (أحلى عيون بريدها)٠
وماذا؟
شاركت في مهرجان بانجلترا في العام 1988م، وكنت الفنان السوداني الوحيد من بين أكثر من أربعين فرقة موسيقية من مختلف أنحاء العالم وحزت فيه على المرتبة الأولي.
كيف تنظر إلى الساحة الفنية عقب عودتك للبلاد؟
من الملاحظ أن هنالك اختلال واضح في الحركة الفنية، وهذا الاختلال لا يحسمه إلا تحول إتحاد الفنانين إلى (نقابة) أسوة بالنقابة المصرية حتى يتم ضبط الحراك الفني في البلاد، فعدم الانضباط أدي إلى إدخال الإحباط في نفوس الكثير من الفنانين إلا أنهم رغماً عن ذلك يتفاءلون بأن يكون المستقبل أفضل في ظل التغيير الذي يشهده السودان.
لماذا أنت بعيد عن الحركة الفنية والإعلامية؟
ما يدور آنياً في الحركة الفنية لا يدعني متفائلاً بمستقبل مشرق للأغنية السودانية، وإذا استمر الوضع على ما هو عليه فإنها لن تعود إلى سابق عهدها قريباً، لذا أشدد على ضرورة أن يصبح اتحاد المهن الموسيقية (نقابة)، وهي الطريقة الوحيدة للمحافظة على الحقوق من التغول عليها، وهي الطريقة الوحيدة القادرة على وضع ضوابط لمزاولة المهنة.
ما هي كيفية حفاظ الفنان على مكانته في قلوب معجبيه؟
بلا شك من خلال الاستمرارية في إنتاج الأعمال الجديدة، وإعادة توزيع الأغنيات السابقة والمعروفة للجمهور موسيقياً، وأن لا يضع في حساباته أنه وصل إلى مرحلة كبيرة، فهذا الاعتقاد السالب يدعه واقفاً في محطته الأولي، ولن يتيح له فرصة البحث عن تطوير ذاته وتجربته الفنية، والارتقاء بها إلى ما يرضي جمهوره خاصة وأن إيقاع الحياة أصبح متسارعاً، وليس من السهل مواكبته وتحقيق ما تصبو إليه بالوقوف على ما مضي.
ما الذي يجب أن يستند عليه الفنان لكي يحافظ على جمهوره ويكتسب جمهوراً جديداً؟
يتطلب من الفنان التجديد في الأسلوب، وعدم الركون إلى نمط محدد، فالجمهور يحب التغيير ما بين الفينة والآخرى.
هل أنت راض عما قدمته من أغنيات طوال مسيرتك الفنية؟
بلا شك راض عن الأغنيات التي قدمتها داخل وخارج السودان لأنها من وجهة نظري ممتازة وتفوقت في إنتاجها بما يتوافق مع حنجرتي، واحمد الله أنها حظيت بقبول منقطع النظير على كافة المستويات والأصعدة، لذلك تجدني راض عنها كل الرضا.
رأيك في ظاهرة ما يسمي بالفنانين الشباب؟
تواصل الأجيال مهم جداً في أي مجال، وبالتالي ظهور فنانين جدد أمر طبيعي، إلا إن الأمر غير الطبيعي أن تكون هنالك فوضى في الساحة الفنية، فالحظ أن من بينهم من ليس لديه مقومات فنية تؤهله لاكتساب كل الزخم الذي يحيط به، والأغرب مما أشرت له هو أن هنالك من يخلقون لأنفسهم هالة بترديد أغاني الفنانين الكبار والتكسب من ورائها مالياً، كما أن هنالك نوعاً ثالثاً يركز على إنتاج الأعمال الغنائية (الركيكة) التي لا تحمل أي معنى أو مضمون، لذا على السلطات المختصة في البلاد تشجيع تحول اتحاد المهن الموسيقية إلى (نقابة) حتى يسهم في إيقاف ما تشهده الحركة الفنية من (الفوضى)، وقطعاً هنالك من هم يمضون في الاتجاه الصحيح، وأمثال هؤلاء سيصمدون، ويخلدون أسمائهم كما فعل من سبقوهم.
ما السبب الذي لم يدعك تواصل ما بدأته من الانتقال من المحلية إلى العالمية؟
نحن كسودانيين لا نعرف كيف نسوق أنفسنا للعالم كما تفعل الكثير من الدول العربية والإفريقية، وهذا يعتبر تقصيراً من الإعلام السوداني، فأتذكر أن فناناً مصرياً مغموراً اسمه (كوباني) شارك معنا في مهرجان موسيقي وغنائي عالمي بألمانيا ، وما أن انتهي المهرجان إلا واحتفي به الإعلام المصري، وكأنه حاز على الجائزة الأولى .
كيف ينظر العالم إلى إنتاجك البومات غنائية في أوروبا؟
وجدت ألبوماتي حظها من الانتشار على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، وقد ألف عالماً موسيقياً بريطانياً مؤلفاً عن الموسيقى في دول العالم الثالث، وأخذ شخصي والدكتور الفنان عبدالقادر سالم كنماذج مستشهداً بها في سفره.
وماذا؟
ما لا يعرفه الكثير من السودانيين عني هو إنني حزت على المرتبة الأولي باسطوانة من اسطواناتي، وأتذكر أن الصحافة العالمية الصادرة باللغة العربية في المملكة البريطانية كتبت : (إذاعة البي بي سي تبث لأول مرة في تاريخها أغنية عربية) وهي كانت أغنية (أحلى عيون بنريدها)، وفي اليوم التالي كنت محور اهتمام الصحافيين الذين كانوا يبحثون عني، وعندما وجدوني سألوني كيف بثت لك الإذاعة البريطانية أغنيتك، وهي لم تفعل مع (أم كلثوم) أو (عبد الحليم) أو (فيروز)؟، فلم تكن لدي إجابة غير أن قلت لهم وجهوا سؤالكم إلى إدارة هيئة إذاعة (البي بي سي) البريطانية.
هل يتم منحك حقوقك المادية من الاسطوانات التي أنتجتها في أوروبا؟
نعم وإلى هذه اللحظة التي أتحدث معك فيها يتم إرسال المبالغ خاصتي مقابل الاتفاق الذي أبرمته مع الشركات الأوروبية المنتجة للاسطوانات التي تطبع كل ستة أشهر.


ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...