الأربعاء، 5 فبراير 2020

الدار تنقل آراء قيادات حركات مسلحة حول دور الفن في السلام.. محمد عيسي : مناوي يغرد عبر (تويتر) ومشار يكشف إيقاف ضربة بسبب ابن البادية


نقل الفنان محمد عيسي تفاصيل من أجواء التفاوض بين الحكومة الانتقالية والحركات المسلحة بدولة جنوب السودان.
وقال : سافرت إلى جوبا بدعوة من الوساطة الجنوب سودانية برئاسة الفريق توت قلواك مستشار الرئيس سلفا كير، وهناك أحسست بأنه يوجد إصرار من الأطراف السودانية على التوصل إلى سلام، لذلك الحديث كان دائراً حول ما بعد السلام، وقد وجدت ترحيباً من الدكتور إبراهيم جبريل، رئيس حركة العدل والمساواة، واركو مني مناوي، رئيس حركة تحرير السودان، فلم أكن أتصور أنهم بهذه البساطة، فاركو مناوي لمست فيه كلمات طيبة أهل السودان، إذ أنه غرد عبر (تويتر)، والتي شكرني من خلالها وزميلي جمال فرفور ودور الفن السوداني، وبما أن الأجواء أجواء سلام فإن المرحلة المقبلة هي الأصعب، وبالتالي فإنه يجب أن يكون للفن حديث.
وأضاف : أدرت حواراً مع الأخ مناوي الذي أكد لي أنه متابع لكل ما يدور في السودان بما في ذلك الثقافة، الفن والرياضة، وتحدث عن دور الفن في الفترة ما بعد توقيع اتفاق السلام.
وحول الحوار الذي دار بينه والدكتور جبريل إبراهيم : قال محمد عيسي : طالب بأن يكون هنالك دوراً للشباب في الفترة القادمة وتوعية المجتمع بأهمية السلام ونبذ العنصرية.
وأردف : التمست بجدية الحكومة الانتقالية في التوقيع على اتفاق السلام، ممثلة في الفريق أول محمد حمدان حميدتي دقلو، نائب رئيس المجلس السيادي، الفريق شمس الدين الكباشي، عضو المجلس السيادي ومحمد حسن التعايشي، عضو المجلس السيادي، فهنالك التزام تام بالتفاوض للوصول إلى سلام.
وتابع : روي لي الأخ رياك مشار، نائب رئيس دولة جنوب السودان حول دور الفن، فقال : من عظمة الفن أنه إبان نظام الرئيس المخلوع عمر البشير وقبل توقيع اتفاقية الخرطوم للسلام عملت (كمين) لضرب باخرة قادمة من مدينة (كوستي) إلى جنوب السودان، وعندما أزفت ساعة الصفر علمت أن داخل الباخرة الفنان الكبير صلاح بن البادية، فما كان مني إلا وأصدرت أمرا بإيقاف الهجوم على الباخرة.

الأربعاء، 29 يناير 2020

سراج النعيم يكتب : الفساد الخفي لصالح من؟

السؤال الذي يفرض نفسه في الراهن السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي، الثقافي والفكري هو لصالح من يستشري (الفساد) ظاهراً وخفياً، نعم يستشري بصورة ملفته جداً وقطعاً يؤثر في الناس والمجتمع رغماً عما يبذل من مجهود للقضاء عليه، إلا أنه مازال يسيطر على الواقع، وكأن هنالك من لديه مصلحة في الإبقاء عليه، خاصة وأن هنالك من ينتهجون نهج يؤطر لممارسات دولة نظام الرئيس المخلوع (عمر البشير)، العميقة.
من المؤكد أن الإبقاء على (الفساد) في صوره المتعددة سيكون لاعباً أساسياً في عدم خروج الحكومة الانتقالية من الأزمات المتوارثة من النظام البائد، ولا شك فإن ملفات (الفساد) المختلفة تتطلب إجراءات عاجلة وحاسمه دون الإبطاء فيها حتى يتم إنجازها، وترد الأموال المنهوبة إلى خزينة الدولة، وتحقيق ما تنشده ثورة ديسمبر المجيدة، والتي تأمل في مكافحة (الفساد) بالصورة المثلي، ولا سيما بالإسراع في وضع حد لها حتى تكون النتائج النهاية إيجابية، وذلك من خلال إعادة النظر فيها عموماً ومن ثم تطوير الآليات، وتوفير الإمكانيات المتوافقة مع حجمه المخيف والمقلق خاصة وأنه موجوداً في أغلب مفاصل مؤسسات الدولة، لذا ظلت تعاني منه الأمرين على مدى ثلاثة عقود، مما قاده إلى أن يترك أثاره السالبة في المشهد رغماً عن الإطاحة بالنظام البائد.
إن عدم الشفافية في ملفات (الفساد)، وتمليك ما يدور حولها للرأي العام سيفرز مرارات للظلم الذي وقع على الشعب السوداني، ولابد من التأكيد بأن (الفساد) الظاهر والخفي من إنتاج وإخراج مؤسسات النظام البائد، والذي أصبح فيما بعد (فساداً) يدار في الخفاء، إلا أنه يمشي بين الناس، ويحسون به في حركاتهم وسكناتهم، فكلما استغلوا المركبات العامة يتفاجأون بزيادات كبيرة في التعريفة المضاعفة أكثر من (200%)، بالإضافة إلى أن بعض سائقي المركبات العامة يجزئون المشاوير لتحصيل أكبر قدر من الأموال، والأغرب أن (فساد) المواصلات يحدده ما يسمي بـ(الطراح) أو (الكومسنجي)، إما فساد بعض الشركات والتجار فإنه يتجلى في رفع أسعار السلع الاستهلاكية بما لا يتوافق مع ميزانيات الأسر الفقيرة، وعندما تسأل لماذا؟ يردون تحججاً بأن الدولار الأمريكي مرتفعاً، وأن كانت هذه الحجة لا تنطلي على المستهلك، لأنه حتى إذا انخفض سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني لا يتم تخفيض أسعار السلع الاستهلاكية رغماً عن أن البعض منها يكون موجوداً في رفوف البقالات قبل الزيادة المقررة، هكذا الكل يستنزف الآخر دون رحمة أو رأفة، وليس مهما لديهم من أين يأتي المواطن المغلوب على أمره بالمال لكي يمزق به كل هذه الفواتير التي تطل عليه مع إشراقة كل صباح جديد أشد عنفاً.
يبقي الفساد مهدداً خطيراً للناس والمجتمع الذي ظل يعاني من السياسات الخاطئة على مدى ثلاثين عام، ومازال، وهنالك نوعاً اخراً من الفساد ويلعب فيه المواطن دوراً كبيراً إلا وهو أن البعض منهم كلما كانت لديه معاملة في مؤسسة من مؤسسات الدولة أول ما يفكر فيه هو (الوساطة)، ورغماً عنها قد تتم مساومته في حق مشروع لا يستوجب ذلك خارج إطار أورنيك (١٥)، والذي تسدد وفقه الرسوم التي يتم تحصيلها لخزانة الدولة، وعليه فإن على المتعامل مع مؤسسات الدولة المختلفة أن لا يدفع ما يسمي بـ(التسهيلات) لأنه يساهم في (فساد الذمم)، وأمثال هؤلاء الذين نفسدهم يفترض فيهم أن يخدمونا طالما أننا ندفع الضرائب، الزكاة والعوائد، بالإضافة إلى رسوم المعاملة، لذا يجب أن لا نتعامل وفق ما كان يجري أبان النظام البائد الذي إذا لم تقدم للبعض من العاملين فيه تسهيلات خارج الأطر القانونية لن تحظي بإتمام معاملتك، وهذا النهج يكون خصماً على حساب آخرين ليس لديهم المقدرة على دفع مبالغ إضافة للرسوم المقررة من المؤسسات الحكومية، لذا ارتهن نجاح الحكومة الانتقالية بالقضاء على (الفساد)، والذي قطعاً مكافحته تتقاطع مع مصالح بعض الشخصيات.
ولا سيما فإن الكشف عن مصادر الدخل وإبراء الذمة بإقرارات ما قبل الوظيفة مهماً جداً في إطار عدم تقاطع المصالح الشخصية مع معاملات المواطن فيما بعد، لذا يجب الإسراع في حسم ملفات (الفساد) حتي يتحقق ما تبتغيه ثورة ديسمبر المجيدة، خاصة وأن بعض مؤسسات دولة نظام الرئيس المخلوع عمر البشير رفضت المراجعة الداخلية، مما يؤكد أن هنالك (فساداً) تحول على إثره الموظفين إلى (تجار) و(سمسارة)، وبالتالي ظهرت عليهم علامات الثراء الفاحش، وأمثال هؤلاء يجب مسألتهم من أين لكم هذا، واجتزاز من لازالوا في الوظائف، وذلك من خلال تفعيل دور المراجعة الداخلية والرقابة على المال العام بآليات نافذة تكشف حتى (الفساد) الخفي، وأن كنت على قناعة تامة بأن الفشل في أي ملف من الملفات المتعلقة بالنواحي المالية يكون سببه عدم الجدية في حسمه، ولن تكون هنالك جدية إلا من خلال فتح البلاغات وتقديم المتورطين للمحاكم دون أي إبطاء، مع إيجاد حلول ناجزة للأزمات الاقتصادية الطاحنة كالمشتقات البترولية، الخبز، البطالة والسكن حتى نضمن بيئة مستقرة في ظل التحول الكبير الذي أحدثته (العولمة) ووسائطها المختلفة، والتي قادت العالم إلى أن يصبح عالماً رقمياً، فأي محاولة لمواكبة التطور دون القضاء على (الفساد) ستفشل.

الدار تقتحم عالم سكان الشوارع (الشماسة) وتخرج بالكثير المثير أحمد : (صبيناها) في الاعتصام أمام القيادة العامة للقوات المسلحة.. شاركنا في مظاهرات ديسمبر للإطاحة بالرئيس المخلوع عمر البشير





كلما تحركت من المنزل إلى العمل أشغل نفسي بتصفح هاتفي إلى أن أصل إلى وجهتي، إلا إنني قررت أمس أن أجري تحقيقاً استقصائياً حول سكان الشوارع الذين نطلق عليهم مجازاً (الشماسة)، وفكرة التحقيق نبعت من الانتظار لساعات طوال للمركبات العامة، وأثناء ما كنت أفعل لمحت طفلة في الموقف تراقب تحركاتي، فما كان مني إلا وتوجست منها، والتوجس صادر من اعتقادي بأنها ربما تكون مدفوعة لإلهائي من شخص آخر يرمي لخطف هاتفي السيار، الأمر الذي حدا بي التركيز معها بكل ما أملك من حواس، وعليه ظللت أنظر إليها بحذر شديد، وعندما اكتشفت بإحساسي أنها ليست كما تصورت قلت في قرارة ذاتي لماذا هذا التوجس ثم تجرأت وسألتها ما السبب الذي قادك إلى هذا المكان؟
قالت : الظروف الاقتصادية المحيطة بأسرتي ظروفاً قاسية جداً، ولا تحتمل أن أكون عبئاً ثقيلاً عليهم، لذا أثرت أن أكون من سكان الشوارع، وأساعدهم بما أتحصل عليه من مال من عملي الهامشي الذي يوفر لي بعض الأحيان مبالغاً مالية أسدد بها ديونهم لدى صاحب الدكان، ومن وضع أسرتي الاقتصادي المذري شاركت من أجلهم في المواكب التحررية الداعية إلى إسقاط نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، ومن ثم انضممت لمن كانوا (صابنها) في ساحة الاعتصام أمام القيادة العامة للقوات المسلحة بالخرطوم، وهنالك وجدت تعاملاً إنسانياً راقياً، وكان بعض الشباب يجمع لي مبالغاً مالية أذهب بها مباشرة إلى صحاب الدكان الذي تقترض منه أسرتي ديوناً وأسددها لهم من أجل أن يعيشوا حياة كريمة، دون أن يمدوا أيدهم للناس أعطوهم أو منعوهم.
ماذا تعرفين عن السياسة؟
لا أعرف عنها شيئاً، ولا أريد أن أعرف، ولكن كل ما أعرف هو أن نظام الرئيس المخلوع عمر البشير ظلم الناس لذلك تمت الإطاحة به.
وأثناء إدارتي للحوار معها كان هنالك طفلاً يراقب الحوار الدائر بيني وبينها، وكأنه يرغب في أجرائي معه حواراً مماثلاً، وكان أن سألته ما هو اسمك؟
أحمد.
لماذا لم تكمل اسمك؟
قال : أعرف إلى ماذا ترمي من سؤالك، هل تظن إنني ليس لدى أسرة، بالعكس والدي ووالدتي وأشقائي موجودين، وكل من تشاهدهم في هذا المكان لديهم أسر إلا أن الظروف الاقتصادية القاهرة لعبت دوراً كبيراً في تركهم للأجواء الأسرية والاحتماء بالشارع، الذي قطعاً لا يرحم صغيراً أو كبيراً.
كم تبلغ من العمر؟
(١٥) عاماً.
يبدو أن عمرك أقل من ذلك بكثير؟
ما ذكرته لك من عمر حقيقي وذلك وفقاً لشهادة ميلادي.
ما هي قبيلتك، ومن أين أنت؟
لا أحب السؤال عن القبائل، ويكفي إنني سودانياً، ولا أحب أيضاً سؤال من أي الولايات أنت، فأنا من كل بقاع السودان شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً.
هل والدك ووالدتك على قيد الحياة؟
نعم وأدعو الله أن يمد لهما في أعمارهما، إلا أنهما انفصلا عن بعضهما البعض، وذهب كل منهما في اتجاه، لذا لم يكن أمامي خياراً سوي أن أنضم إلى أخوتي في هذا المكان، والذي أصبح بمرور الزمن عالمي البديل للأسرة التي فقدتها بسبب الطلاق.
لماذا لا تعيش مع والدك أو والدتك؟
بعد الانفصال تزوج كل منهما، وأصبح لديهما أسرتين منفصلتين، وبالتالي لا مكان لي بينهما، ومنذ أن ابتعدت عنهما مرت بي الأيام، الشهور والسنين سريعاً، وخلال تلك الفترة الماضية لم أرهما حتى إنني كدت أنسي ملامح وجهيهما.
كيف تعيش في هذا المكان الذي ليس فيه ما توفره لك الأسرة؟
لا يمكن أن تتخيل السعادة التي أعيش فيها مع أصدقائي الذين أصبحوا الأسرة البديلة، إذ إنني وجدت في هذا العالم التكافل، التكاتف والتعاضد أكثر من تلك الأسرة التي ذهبت إليها.
هل لديك عمل؟
أعمل في نظافة السيارات، وأتقاضي مقابل ذلك أجراً من سائقي تلك المركبات، وما أن انتهي أعود مباشرة لهذا المكان.
ما سبب الجرح الموجود على يدك؟ تشاجرت مع أحد أصدقائي بسبب (سجارة)، وتطور الأمر من نقاش للاشتباك بالأيدي، وكان أن تقلبت عليه، فما كان منه إلا وجرحني بموس وجدها ملقاة على الأرض، فأمسكها وجرحني بها على يدي، ثم أسعفني إلى المستشفى.
هل تلقيت تحصيلاً أكاديمياً؟
درست حتى الصف الثالث الابتدائي، ونسبة إلى ظروف والدي طلعت من المدرسة، وعملت معه في عربة (كارو)، إلا أن الخلافات بدأت تدب بين والدي ووالدتي إلى أن انفصلا عن بعضهما البعض، مما جعل كل منهما مهتما بحياته الخاصة، وبالتالي أهملاني، وأصبحت بلا دليل أو مرشد، مما قادني الاتجاه للعمل منفصلاً، ومع مرور الأيام أصبحت إنساناً (مشرداً).
وانتقلت بالحوار إلى سيدة تحمل طفلاً على كتفها ويقف بجوارها آخر؟
ما هو اسمك؟
عائشة.
ما الذي أتي بك إلى هذا العالم؟
قالت : أكثر ما يحز في نفسياتي أن الاعتقاد السائد في أذهان عامة الناس أننا ليس لدينا أسراً، وهذا المفهوم غير صحيح، والظروف الاقتصادية القاهرة وحدها التي شردتنا عن أسرنا، ورغماً عن ذلك نتواصل معهم في كثير من الأحيان، ونتابع كل ما يجري من أحداث حولنا في أوقات الفراغ، إلا أننا لا نلم بكل شيء.
أين والد أطفالك؟
موجود معي في هذا العالم الذي يجد الاهتمام من وسائل الإعلام دون البحث عن حلول جذرية تعيدنا إلى المجتمع، وأتمنى أن أجد منزلاً أستقر فيه مع أبنائي وعملاً أخرج به وأسرتي الصغيرة إلى بر الأمان.
كيف تصرفون على أنفسكم الآن؟
هنالك جهات وأشخاص خيرين يوزعون لنا الأزياء، المأكل والمشرب، ونحن نتوكل على الله في حياتنا رغماً عن عدم امتلاكنا ما ننفقه على أنفسنا في هذه اللحظة ناهيك عن الغد.
فيما انتقلت بالحوار إلى (مشرداً) آخراً سألته عن اسمه؟ قال : محمد أحمد.
هل في الإمكان أن التقط معك صورة؟
لا مانع لدي، ولكن إذا كان لنشرها في الميديا الحديثة أو الصحف، أرجو منك أن تغطيها.
ما الذي تفعله بما تتحصل عليه من مال، وكم يوم يبقي بطرفك؟
كل مبلغ اجنيه من عملي لا يكفي لقضاء يومي، فالسوق أصبح مرتفعاً بصورة جنونية، وبالتالي أصرفه على المشرب والمأكل، وما بين الفينة والأخرى أشتري بعضاً من السجائر، وأوفر منه جزءاً لليوم الذي يليه.
هل سبق لك أن سرقت ؟
سرقت مرة واحدة تجار فاكهة، وإتباعي هذا السلوك معه نابعاً من أنني كنت جائعاً، ورغماً عن ذلك لم أكن أنوي أن أفعل إلا أنه رفض أن يسد رمق جوعي في عز هذا الشتاء القارص، لذا اضطررت إلى سرقته (تفاحة)، وفيما بعد سددت له ثمنها.
لاحظت أن معظم سكان الشوارع يتسمون بالبراءة التي تنم عن أصول طيبة رغماً عن أنهم يواجهون مصير مجهول، لذا شعرت بحزن عميق من واقع أن الظروف الاقتصادية بالغة التعقيد جعلتهم يتخذون من الشارع مأواً لهم، فلولا الفقر لما كان هؤلاء الأطفال يعيشون في المجاري والشوارع، فلماذا يتعامل معهم البعض بقسوة، ومن هذا المدخل أبعث برسالة إلى المجتمع مفادها أن هؤلاء الأطفال يمكن الاستفادة منهم في المستقبل، وأدلل بما فعله الزعيم النازي (هتلر)، والذي أختطف أكثر من مائتي ألف طفل من النمسا، ليكونوا ثروة بشرية تعتمد عليها ألمانيا فيما بعد، وبالفعل كانوا القوة الضاربة في الحرب العالمية الثانية، وأنا لا أقصد هنا تعليم الأطفال التطرف أو التعصب ! ولكن ما أقصده أن الأطفال وهم في سن البراءة، يستطيع الكبار تشكيل شخصياتهم، فمن الممكن أن يكونوا جنوداً بواسل، أو علماء أو عمال، فمن الممكن أن يكونوا أداة لانطلاق الدولة نحو الحضارة والتقدم.

محمد عيسي وفرفور ونانسي الجنوب يشاركون في مفاوضات السلام بجوبا

شارك الفنان الشاب محمد عيسي وجمال فرفور والمطربة نانسي الجنوب في التوقيع على اتفاق مسار الشمال بين الحكومة السودانية والجبهة الثورية بالعاصمة الجنوب سودانية (جوبا).
وقال محمد عيسي : كنت سعيداً بمشاركتي بالغناء مع زميلي الفنان جمال فرفور والفنانة نانسي الجنوب، وكانت مشاركتنا أمام لجنة وساطة المفاوضات بين الحكومة السودانية والجبهة الثورية.
وأضاف : خلال هذه المشاركة أتيحت لي فرصة التحدث بالإنابة عن زملائي الفنانين والموسيقيين، وقد عبرت عما يجيش في دواخل أهل الفن الذين يأملون في سلام دائم لشعب السودان الذي صبر صبراً جميلاً.
وتابع : شاركنا في حفل التوقيع بأغنية العملاق الراحل إبراهيم الكاشف (أرض الخير).

السعودية تختار دكتوراً سودانياً لزخرفة الكعبة المشرفة




وجد الخطاط السوداني الدكتور الدسوقى حسن عيسى السنهورى اهتماماً منقطع النظير من العالم الإسلامي والعربي، وذلك على خلفية اختيار السعودية له لتزيين (كسوة الكعبة الشريفة) وزخرفتها في العام ٢٠١٨م.
فيما أبدع الدكتور السوداني الدسوقي السنهوري في المهمة التي أوكلتها له المملكة العربية، وحظي المجهود الذي بذله في هذا الإطار بالإشادة.
يعتبر الدكتور السنهوري من أبناء مدينة (دنقلا) شمال السودان، ودرس مراحله الأكاديمية من خلال التعليم العام، ومن ثم التحق بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا كلية الفنون الجميلة والتطبيقية قسم الخطوط العربية والزخرفة الإسلامية، وبعد تخرجه منها عمل معلماً في مجال التدريس ومحاضراً بكلية الفنون، وظل على ذلك النحو إلى أن شد الرحال إلى السعودية.

جريدة ألمانية تحتفي بأسرة البروفيسور عبدالمنعم محمد عطية

نشرت جريدة (فولفسبورغ فالرسليبن) المحلية تقريراً وصورة في العام 2002م عن الأسرة السودانية الألمانية لمؤسسي كورس اللغة الألمانية المكثف للمبتدئين بالخرطوم الأستاذة (سابينا هلفباب) رئيسة قسم اللغة الألمانية بجامعة (الخرطوم) سابقاً والبروفيسور عبدالمنعم محمد عطية كبير خبراء (فزيولوجيا) الصحة المهنية بوزارة الصحة سابقاً، والذي أحيل للمعاش الإجباري تحت بند الصالح العام، واعتقل بدون تهمة وبدون محاكمة في 14 يناير 1990م
لمعارضته انقلاب الجبهة القومية الإسلامية بقيادة الرئيس المخلوع عمر البشير.
والجدير بالذكر أن البروفيسور عبدالمنعم محمد عطية درّس اللغة الألمانية في بيوت الأشباح، السجن الاتحادي (كوبر) و(شالا) وأمد الدارسين بالكتب والسكر (المعدوم آنذاك).
فيما شكر مدير معهد (قوتة) بالخرطوم البروفيسور عبدالمنعم عطية نيابة عن الدارسين بعد خروجه من الاعتقال.
بينما نقلت الـ (GTZ) الألمانية أسرة المعتقل البروفيسور عبدالمنعم بطائرتها الخاصة إلى سجن (شالا) لزيارته في مستشفى الفاشر، غرب السودان.

رسالة هامة إلى السيدة رئيسة القضاء حول ملف قضية بكرري

بعث ورثة حمد النعيم علي رحمة الله برسالة إلى السيدة نعمات عبدالله محمد خير رئيسة القضاء حول تفاجأهم بعدم العثور على ملف قضية يرتبط بالعقار رقم (٣٨٢)، البالغة مساحته (٤٨٠) متراً، والذي يقع بمدينة الشاطئ (السرحة سابقاً) بمحلية كرري، (محجوزاً) في البلاغ بالرقم (١١٤٣) تحت المادة (١٧٧) من القانون الجنائي لسنة 1991م، والذي خاطب في إطاره قاضي محكمة كرري للأحوال الشخصية (سجلات أراضي) بالسلطة القضائية بمحلية كرري، والذي أكدت في إطاره احدي الموظفات أن العقار محجوزاً في بلاغ، فما كان من الورثة إلا أن رفعوا عريضة دعوي قضائية إلى القاضي المشرف على محكمة جنايات كرري طالبين من خلالها رفع الحجز عن العقار بالرقم (٣٨٢) مدينة الشاطئ، والقاضي بدوره وجه الشرطة لإحضار الأوراق، إلا أن النتيجة عدم العثور على ملف القضية، والذي يتسأل في ظله الورثة ما الحل لكي يتمكن القاضي من رفع الحجز مع العلم أن القضية تمت فيها تسوية بين الشاكي والمشكو ضده بواسطة المحامي تاج السر محمد صالح حسن بتاريخ ١٤/٨/٢٠١١م، وجاء في التسوية : (أنا تاج السر محمد صالح حسن استلمت من السيد صلاح عثمان عبدالله مبلغ مائتان ألف دينار كأمانة للسيد معتصم عثمان العطا بخصوص مطالبة للسيد المشكو ضده، وقد شهد على تلك التسوية أحمد الشيخ إبراهيم ومحجوب أحمد رحمة، وجميع الأطراف المتعلقة بهذه القضية على قيد الحياة.
وأضاف الورثة في رسالتهم إلى رئيسة القضاء : قدمنا كل المستندات المطلوبة لرفع الحجز للسلطات القضائية بمحلية كرري إلا أن النتيجة هي أن ملف القضية لم يتم العثور عليه، لذا اضطررنا للجوء لعدالتكم المؤقرة لإيجاد الحل نسبة إلى أن الحجز يقف عائقاً أمامنا على مدى (١٧) عاماً، وهو تاريخ هذه القضية التي تمت فيها التسوية.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...