قصص مثيرة لضحايا التواصل مع المحتالين بالاتصالات والانترنت
.............
استدرار عطف الشابات والسيدات بالقضايا الانسانية والنصب عليهن
..............
وقف عندها : سراج النعيم
..........
وصلت إحصائيات ضحايا النصب والاحتيال بالأرقام الدولية مرحلة غاية في الخطورة، إذ أن الشبكة العنكبوتية أصبحت وكراً فضائياً لارتكاب الجريمة المقننة، مما دفع بعض الدول إنشاء جهات متخصصة في مكافحة جرائم الإنترنت المتطورة، والمهام الموكلة لها دراسة الحالات التي تعرضت للاحتيال بتلك الصورة، ومن ثم التحري حول المعلومات المندرجة في هذا الإطار الذي أضحي يشكل قلقاً منقطع النظير في إطار الاحتيال (العاطفي) و(الرومانسي)، فإن الضحايا من الجنسين خلال فترة وجيزة كثير جداً، والأغرب أن من يقعون في شباك الاحتيال لا يتعظون من السوابق التي تم نشرها إعلامياً، وبالرغم عن ذلك فإن عدد الضحايا في تزايد مخيف جداً، ووراء كل عملية احتيال قصة مثيرة ومؤثرة.
فيما قال من تعرضوا للاحتيال : (ﺇﻥ أعضاء الشبكات الدولية يجيدون التحدث بجميع اللغات، إذ يدعي أي فرد منهم أنه يعمل في أحدي الشركات، واهماً الضحايا بأنهم كسبوا مبلغاً مالياً كبيراً، وبالتالي فإن جرائم (ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻝ) ﺇﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺎً تعتبر من الجرائم الحديثة، وهي في غاية السهولة من حيث سهولة اقتناء الهواتف السيارة، وبساطة استخدام التطبيقات الإلكترونية، وبالرغم من (النصب) الكثير جداً إلا أن النشطاء لا يتعظون لعدم الانصياع للتحذيرات المستمرة من الإتجاه على ذلك النحو الذي يقودهم للوقوع في فخ الاحتيال جهلاً، وهو أمر يعد ثغرة من الثغرات التي يلجأ إليها (المجرم الإلكتروني)، وهنالك من يكون ضحية نتيجة بيع هاتفه النقال دون أن يتخلص من الفيديوهات والصور والأرقام والرسائل الخاصة به قبل إتمام عملية البيع، وهنالك من يستطيع ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺤﺬﻭﻑ من خلال البرامج الإلكترونية، وعليه فإن الأمر بدأ يأخذ أبعاداً لم تكن في الحسبان أو يمكن تصورها من قريب أو بعيد، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ البعض من ضعاف ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ بالقرصنة دون وازع ديني يردعهم.
وفي السياق تروي احدى الضحايا قصتها قائلة : بدأت التواصل مع هذا العالم الإجرامي بعد أن توفي زوجي في حادث مروري تاركاً لي مسئولية أمواله التي ورثتها، والتي في ظلها انضممت إلى موقع إلكتروني خاصاً بالتعارف بين الجنسين ، ومن خلاله تواصلت مع شاباً بحسب ما زعم هو، ومن خلال ذلك التواصل أكد أنه تعرض للسرقة أثناء ممارسة عمله التجاري متنقلاً من دولة لآخري الأمر الذي وضعه في موقف غاية في الصعوبة لدرجة أنه غير قادر على العودة إلى مسقط رأسه، وبما أنه كذلك فهو لا يستطيع أن يأتي للالتقاء بها في دولتها، وأشار في ذات الوقت إلى أن طفلته الوحيدة مريضة وتحتاج إلى تدخل جراحي عاجل جداً، وبما أن الجزئية الأخيرة من القصة تتعلق بالانسانية وجدت السيدة نفسها ترسل له المبالغ دون احكام عقلها، وادراك حقيقة أن ما ذهب إليه ذلك الشخص ما هو إلا احتيال من خلال استدرار العاطفة ومخاطبة المشاعر بصورة محكمة.
وعندما ننتقل إلى قصة آخري نجد أن بطلتها وقعت في فخ الغرام مع شاب وفقاً لما أكد لها هو عبر تواصله معها من خلال العالم الافتراضي، وظلت هي تتواصل معه بشكل مستمر إلى أكثر من العام، وقالت : وقعت في ذلك الشرك الذي نصبه لي ذلك المحتال الذي كان يؤكد أنه يبذل مجهوداً من أجل جمع المال الذي يتيح له فرصة أن يشد الرحال إليها، وبالفعل وصل البلاد والتقيت به لأول مرة فكان كريماً معي إلا أن هذا الكرم لم يدم طويلاً، ومع هذا وذاك قطع لي وعداً بأن يتزوجني، وما أن تأكد من رغبتي الأكيدة فيه إلا وأصبح يطلب مني المال بصورة غير مباشرة، وبما إنني موظفة بسيطة لم أجد حلا للإشكاليات التي تعترض طريقه سوي أن اقترض المال من أجل مساعدته، ومضي الأمر بهذه الصورة دون أن ينصلح حاله، واستمر الحال على ما هو عليه إلى أن عجزت تماماً عن الاستدانة وتسديد المديونيات السابقة، وحينما وجدني لا استطيع توفير المال يغضب غضباً شديداً، وكلما طلبت الالتقاء به يتحجج بحجج واهية، هكذا إلى أن أصبح بمرور الأيام يبتعد عني تدريجياً إلى أن اخطرني رسمياً أنه لا يرغب في استمرار علاقته، ومتي ما توفرت المبالغ التي دفعتها له سوف يستردها، ومنذ ذلك التاريخ وإلى الآن لم يتواصل معي لرد المبالغ التي منحتها له، ولم اسمع عنه شيئاً، وظللت أنا أدخل الصناديق من أجل تسديد ديونه على مدى عامين.
وأبان خبراء أن المسألة أخذت ابعاداً ليس في الإمكان معالجتها بصورة جذرية، لذا تتعمق الإشكالية في هذا الجانب يوماً تلو الآخر، ويعود ذلك إلى أن هناك حالة عدم وعي، وذلك من واقع أن شركات الاتصالات لا تقدم إرشادات لعملائها الذين يحتاجون إلى حملات توعوية من تلقي المكالمات الهاتفية والرسائل النصية والالكترونية عبر الفيس بوك، تويتر، والواتساب وغيرها، خاصة وأن معظم تلك التطبيقات تطلب الوصول إلى البيانات الشخصية، وبالتالي يجب التركيز على توعية العملاء من خطورة الانجراف وراء الأرقام الدولية المجهولة، والتي تقود للاحتيال من خلال خدعة المستقبل للاتصالات أو الرسائل بأنه فاز بجائزة مالية، ومن أجل استلام المبلغ عليه إرسال مبالغ محدد وذلك عبر خدمة تحويل الرصيد، لذا يفترض في شركات الاتصالات توعية العملاء طالما أنه ليس في مقدورها حظر تلك المكالمات والرسائل عبر الأرقام الدولية، فهي دون ادني شك يقع على عاتقها الدور الكبير في هذا الإطار، والذي يجب عليها أن تنبه وتحذر من مغبة ذلك، فبعض العملاء يجهلون خطورة الاتجاه على هذا النحو الذي يتطلب من الشركات المعنية تكثيف الحملات التوعوية عبر كل الوسائل المنوط بها إيصال الرسالة لعملائها، خاصة المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، وهذا واجب عليها حتى تحمي عملائها من الانتهاك الذي يتعرضون له.
بينما انبه الفتيات أن لا يكن ضحايا الاحتيال (العاطفي) و(الرومانسي) خاصة وأن من يقعون ضحايا الاحتيال العاطفي والرومانسي يجهلون مخططات المرسل المتطور في الإجرام الإلكتروني، والذي يستطيع من خلاله نصب الكثير من الأموال، وبالتالي أحذر من مغبة الوقوع في شرك (الاحتيال) بالاتصالات أو الرسائل الهاتفية الدولية، والتي تدعو شبكاتها الإجرامية للايقاع بالضحايا الذين يتلقون اتصالاً أو رسالة إلكترونية، وينجرفون وراء تيار إغراءاتها (الوهمية)، وبالتالي يقعون في (الفخ)، والذي يدعي في إطاره البعض الإصابة بمرض (السرطان)، وهنالك من يحتالون باقتطاع مبلغ من رصيد متلقي الاتصال، وذلك في حال أنه عاود الاتصال بالرقم الدولي، هكذا يتعرضون (للنصب) عبر برامج إلكترونية بالاتصال أو رسائل الدردشة، وذلك من خلال استخدام (العولمة) ووسائطها المختلفة، والتي تنشط فيها أرقام دولية تبدأ بالمفتاح الدولي (876)، وهو مفتاح جامايكا، و(473) مفتاح غرينادا، و(287) مفتاح جزر فيرجين البريطانية، و(809) من جمهورية الدومينيكان وغيرها.
وفي السياق فإن الاتصالات والرسائل النصية والإلكترونية يخطط من خلالها من يمارسون (النصب) الدولي لإيهام الضحايا بأشكال مختلفة من (الاحتيال) المقنن، وفي أغلب الأحيان يستدرون عطف الضحايا بمرض (السرطان) أو خداعهم بالفوز بجائزة يشاركون من خلالها البيانات والمعلومات الخاصة بهم، وهو الأمر الذي دفع شركات الاتصالات، والسلطات ﺍﻷمنية إلى إطلاق تحذيرات للنشطاء عبر الميديا الحديثة لأخذ الحيطة والحذر من مغبة الانجراف وراء تيارها الجارف، ﻭتطالبهم بعدم ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺏ معها نسبة إلى أنها تهدف للاحتيال، وسرقة ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ الخاصة بهم ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﻮﺍﺗﻒ ﺍﻟﺬﻛﻴﺔ، ومن ثم تبدأ عملية (الإبتزاز) بالقرصنة الإلكترونية.