القناة تحتاج لأكثر من (أربعة مليار) جنيه للقمرين نايلسات وعربسات
.............
وجدي ميرغني أشترى (54%) من أسهم الشيخ صالح كامل و ما زال لديه أسهم في القناة
............
وقف عندها : سراج النعيم
................
كشف الجنرال حسن فضل المولي، المدير العام لقناة النيل الأزرق التفاصيل الكاملة لمديونيات القناة مؤكداً أنه ظل يترفع عن الصغار و الصغائر إلا إنه يجد نفسه مضطراً لبعض التوضيحات، مشيراً إلى أنه استلم إدارة القناة منذ العام 2006م، فوجدها تعتمد في تسييرها على التلفزيون القومي، ولم يكن لها أي عائدات قبل توليه لإدارتها، إلا أنه وبعد أشهر من تسلمه الإدارة أوقف الدعم الذي يقدمه لها التلفزيون القومي، وجعل قناة النيل الأزرق تعتمد اعتماداً كلياً على مواردها، وهو التحدي الكبير الذي واجهه رغماً عن أنه كان وقتئذ ضرباً من ضروب المستحيلات، إلا إنه و رغماً عن ذلك عمل على زيادة ساعات البث، وفك التشفير، وإنشاء إدارة خاصة بالتسويق، مما حقق ما يصبو إليه بفضل الله سبحانه وتعالي، والمجهود الذى بذله هو ومن عاونوه على هذا النجاح، وعليه وصلت عائدات قناة النيل الأزرق في العام الأول 2006م إلى مليونان وسبعمائة وخمسون ألفاً وسبعمائة اثنان وثلاثون جنيهاً، أى ما يعادل بالجديد ملياران وسبعمائة وخمسون مليوناً وسبعمائة اثنان وثلاثون ألف جنيه، وظل ذلك النمو متواصلاً إلى أن بلغ في العام 2018م (سبعة وخمسون مليوناً وثمانمائة وسبعة وخمسون ألفاً ومائتان وأربعة وأربعون جنيهاً) بالقديم، وبالجديد (سبعة وخمسون ملياراً وثمانمائة وسبعة وخمسون مليوناً ومائتين وأربعة وأربعون ألفاً)، لتصل جملة المبالغ إلى (مائتان إثنان وأربعون مليونا وأربعمائة وثلاثة ألفاً وتسعمائة وستون جنيها) بالقديم، وبالجديد فإن المبلغ يصل إلى (مائتان إثنان وأربعون ملياراً وأربعمائة وثلاثة ملايين وتسعمائة ألف وستون ألفاً).
وقال : ومما أشرت له لم أنال سوي راتبي الشهري، وما قسمه لي مجلس إدارة قناة النيل الأرزق، وكان بإمكاني أن أفعل كما الآخرون، وأطالب بنسبة مقدرة مثلاً (10%)، إذ أن هناك مؤسسات شبيهة، إما أن تمنحك أسهماً أو نسبة، ولو اشترطت ذلك يومها لفعلوا، ولولا هذه الموارد المقدرة لكانت النيل الأزرق في خبر كان خاصة وأن الدولة لم تكن تقدم لها دعماً مباشراً أو غير مباشر، ومعلوم أن أوجه صرفها تخضع سنوياً للمراجع الذي تنتدبه الدولة، وفوق ذلك هناك مجلس إدارة يقوم على الشركاء الذين هم أحرص على مصالحهم من هذا أو ذاك.
وسخر الجنرال من محاولات الصاقه بالفساد في البلاد قائلاً : ورغماً عن التوضيحات سالفة الذكر نرحب بأي مراجعة من بعثة محلية أو إقليمية أو دولية لتقصي الحقائق حول أين تذهب موارد قناة النيل الأزرق؟ .
وفي رده على مديونيات قناة النيل الأزرق قال : لا أرى عيباً في الدين، ولكن العيب في الإستهبال، وأكل أموال الناس بالباطل، فموضوع مديونيات الأقمار ناتج عن تآكل الجنيه السوداني، والذي لا تكافئه نسبة الزيادة في أسعار الإعلان، علاوة على إرتفاع كلفة الإنتاج، مما أديا هذين السببين للاختلال، ومثالاً على ذلك كنا وحتى 12/10/2016م نحول للقمرين (نايلسات) و(عربسات) مبلغ (58.000) دولار بسعر (6.74) جنيهاً للدولار لتكون جملة المبلغ المستحق بالسوداني (270.920) ومع وقف بنك السودان للتحويل تضاعف المبلغ، ولو أردنا تحويله اليوم سنحتاج إلى أكثر من أربعة ملايين جنيهاً سودانياً (أربعة مليار) مع تعقيدات تتمثل في كيفية الحصول على الدولار، فالمشكلة في التحويل رغماً عن انخفاض أسعار الأقمار.
وحول الإتهام الذى طال السيد وجدي ميرغني الشريك في قناة النيل الأزرق قال : هنالك اتهاماً يسوق له البعض حول الطريق الذي سلكه السيد وجدي ميرغني للدخول شريكاً أكبر في قناة النيل الأزرق ، فشراكة وجدي ميرغني في قناة النيل الأرزق لا لبس فيها، فهو أى وجدي فقد أشترى من حر ماله (54%) من أسهم القناة من الشيخ صالح كامل، والأخير لا تزال لديه أسهم في قناة النيل الأزرق، وبحكم معرفتي بالأخ وجدي ميرغني فهو أكبر من أن يسلك طريقاً ملتوياً للدخول في شراكة لا تسمن ولا تغني من جوع، إن لم تكن خاسرة ومجلبة للإزعاج والأوضاع، فالذي يعرف وجدي ميرغني عن قرب ليس أمامه إلا أن يحترمه ويجله، ويرفعه مكاناً علياً، فالرجل يسع الناس بأخلاقه قبل أن يسعهم بماله، ولا يعاديه إلا لئيم.
وأسترسل : إنني لم أكن يوماً سعيداً أو فرِحاً بإدارتي لقناة النيل الأزرق، وما استمراري فيها إلا التزام أخلاقي وفي أي وقت يطلب مني المغادرة أو أغادر من تلقاء نفسي فستكون فرحتي أكبر لأنني اتحاشي بكل قواي العقلية والنفسية أن أدخل في صدام أو صراع مع أحد، وأحرص على بذل الود والمحبة والمعزة ما استطعت إلى ذلك سبيلاً .
ومما ذهب إليه الجنرال حسن فضل المولي فإن مسألة مديونيات قناة النيل الأزرق أمر طبيعي في ظل الظروف الاقتصادية بالغة التعقيد، ولكن لابد من أن يعرف الناس من هو الجنرال حسن فضل المولى الذي عرفته منذ منتصف تسعينات القرن الماضي عندما كان نائباً للمدير العام ومدير البرامج لفضائية السودان الشريك الذي لم يحرك ساكناً لشراء أسهم الشيخ صالح ولا أدري ما هي فلسفته في ذلك!
إن الشيخ صالح كان يعلم تمام العلم أن الجنرال حسن فضل المولى إدارياً ناجحاً، ويحمل رؤية ثاقبة في إنتاج أفكار برامجية جذبت لقناة النيل الأزرق النشء والشباب من الجنسين داخل وخارج السودان إلى جانب أنه لم يغفل بقية الفئات العمرية الأخرى مستفيداً من علاقاته وهي العلاقات التي افتقدها تلفاز السودان حينما انتقل الجنرال من العمل الإعلامي به إلى السلك الدبلوماسي بسفارة جمهورية السودان بالقاهرة، فظهر تأثير ذلك الانتقال على العمل الإداري والبرامجي الذي انعكس على الشاشة، والتي أصبحت فيما بعد طاردة للمشاهد الذي لديه خيارات كثيرة في ظل فضاء مفتوح، وعليه فقد التلفزيون القومي بريقه والهالة التي كان يصنعها له الجنرال حسن فضل المولي بأفكاره المتميزة وعلاقاته الشخصية الممتدة فاستطاع أن يستقطب بها الكوادر المؤهلة لمشاركته النجاح تلو الآخر، وذلك بالطرح والتناول الجريء، واتخاذ القرار في الوقت المناسب.
وعندما عاد الجنرال من قاهرة المعز عادت للإعلام المرئي روحه وعافيته من خلال قيادته دفة العمل بقناة النيل الأزرق، والتي استطاع من خلالها وفي فترة وجيزة جداً أن يجعلها تتصدر قائمة القنوات الفضائية السودانية من حيث المشاهدة.
وحينما التقيت بالصديق السكرتير الخاص بالدكتور الشيخ صالح كامل الشريك السابق لقناة النيل الأزرق وجهت له سؤالاً عن مدى رضي الشيخ صالح عن أداء الجنرال حسن فضل المولي فأكد بدون أدنى شك أنه راض تمام الرضاء من إدارة القناة.
وحينما فكر الشيخ صالح كامل بيع أسهمه بالقناة إلى الشريك الجديد كنت على قناعة تامة بأنه أى الشريك السوداني الجديد وجدي ميرغني لن يجازف بالمطالبة بتغيير الأستاذ حسن فضل المولى لاعتبارات كثيرة يكفي منها أنه سر النجاح الكبير الذي شهدته وتشهده قناة النيل الأزرق التي سخر لها خبراته الإعلامية لإنتاج أفكار برامجية تشد وتجذب أجيال تتفاوت أذواقها في ظل تنافس فضائي محموم يتحكم فيه المتلقي بإدارة الريموت كنترول متنقلاً بين القنوات الفضائية إلى أن يستقر به الحال في القناة التي تشبع رغبته أي أنه لا يمكن أن تفرض عليه ما لا يرغب فيه بالإضافة إلى أن الأغلبية العظمى من النشء والشباب من الجنسين يعيشون في العالم الافتراضي، عالم الإنترنت وثورته التقنية الحديثة التي أفرزت الكثير من الوسائط، لذلك لن يكون أمام الشريك الجديد حلاً سوى أن يكون الجنرال حسن فضل المولي الرجل الأول في اتخاذ القرار ولا ينازعه فيه حتى الشريكين إذا رغبا في أن تستمر القناة بكل هذا النجاح أو أنها ستنهار سريعاً إذا فقدت القيادة الرشيدة.
الخطوة التي أقدم عليها رجل الأعمال السوداني وجدي خطوة تستحق الإشادة باعتبار أنه جعل قناة النيل الأزرق سودانية مئة بالمائة من حيث الشراكة وهذه المبادرة كنا نأمل أن تكون من السلطات المسئولة عن الإعلام بالبلاد بأن تشتري الأسهم المعروضة للبيع لصالح الشريك الثاني تلفزيون السودان طالما أنه لا قدرة له مالياً للشراء فالعملية الشرائية مرت بطريقة لم تستوعب أبعادها على المدى القريب والبعيد معاً خاصة في ظل التوترات القائمة أصلاً وذلك من واقع الإشكاليات التي يواجهها الإعلام السوداني ومع هذا وذاك لا نحتمل النجاحات، وأشهد للأستاذ حسن فضل المولى أنه عمل جاهداً على الخروج بالقناة إلى بر الأمان.