الاثنين، 11 فبراير 2019

سير عابدين ﺗﻐﻨﻲ ﺑـ(عرﺑﻲ ﺟﻮﺑﺎ) عبر ﻗﻨﺎﺓ ‏( mbc ‏)


أطلت المطربة السودانية الواعدة ﺳﻴﺮ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ التي ظهرت للمتلقي في الوطن العربي عبر برنامج المسابقات الشهير (ذا فويس) الذي يبث عبر ﻗﻨﺎﺓ ‏( mbc ‏) الفضائية وﻗﺪﻣﺖ من خلال إطلالتها الجديدة ﺗﺠﺮﺑﺔ فنية مختلفة عما طرحته في مشاركتها العربية السابقة ﻭﺫﻟﻚ باختيار أعمال غنائية ﻣﺤﻠﻴﺔ غنتها ‏( ﺑﻠﻬﺠﺔ ﻋﺮﺑﻲ ﺟﻮﺑﺎ ‏) .
فيما قدمت المطربة سير عابدين أغنية تحمل عنوان ( ﻻ ﺗﺤﺰﻧﻲ ‏) وﺗﻘﻮﻝ جزء من ﻛﻠﻤﺎﺗﻬﺎ :-
ﺭﺑﻨﺎ ﺟﻴﺒﻮ ﺟﻮﺑﺎ
ﺟﻴﺒﻮ ﺳﻮﺩﺍﻥ ﺭﺍﺟﻊ ﺗﺎﻧﻲ ‏
بينما رافقها في التجربة الجديدة ﻋﺎﺯف (بيانو) و(جيتار) وحظي ظهورها بالإعجاب والإشادة مؤكدين أنها قدمت تجربة جميلة من خلال الأغنية الداعية لوحدة شطري البلاد السودان الشمالي والسودان الجنوبي.
ﻳﺬﻛﺮ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻨﺠﻤﺔ ﺳﻴﺮ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺳﻄﻊ ﻧﺠﻤﻬﺎ ﺧﻼﻝ ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ‏( ﺫﺍ ﻓﻮﻳﺲ ‏) ﺿﻤﻦ ﻓﺮﻳﻖ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﻤﺎﻗﻲ ﻭﻧﺎﻟﺖ ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻬﺎ ﺇﻋﺠﺎﺏ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ.


سراج النعيم يكتب : سودانيون لاجئون في أوروبا

.......................
يذهبون من أوطانهم إلى البلاد الأوروبية طمعاً فى الاستقرار، وهرباً من الظروف الاقتصادية القاهرة، لكن معظمهم يؤكدون أن أهدافهم وأحلامهم وأشواقهم تحولت فيما بعد إلي الحصول على أي وثيقة لإثبات الذات، وهنالك الكثير القصص المؤثرة التى رواها لي بعض المهاجرون الذين أنقذتهم العناية الإلهية من الموت غرقاً، وذلك أثناء بحثهم عن حياة مختلفة، إلا أنه لم يخطر ببالهم أنها سيتحولون إلي لاجئين في الدول الأوروبية.
ومن أكثر القصص المؤثرة التي وقفت عندها قصة شاباً سودانياً يبلغ من العمر (17) عاماً أختار طريق الهجرة غير الشرعية عبر (سماسرة) يتاجرون فى البشر ناشداً العبور من ليبيا إلي أوروبا، واضعاً في المخيلة تحقيق أحلامه بعيداً عن الظروف الاقتصادية المحيطة به، ورغماً عن مغامرته إلا أنه تفاجأ بما لم يكن فى الحسبان.
في العام 2013م حسم أمره وقرر أن يشد الرحال من ليبيا إلي أوروبا، رغماً عن إنه كان صغيراً في السن، فهو من مواليد ليبيا التي استقر فيها، ومع هذا وذاك انقطع عن التعليم، ولم يستطع الحصول على الجنسية، الأمر الذى جعله بلا هوية، مما سبب له إشكالاً إبان نظام العقيد معمر القذافى، إلا أن الثورة التى شهدتها ليبيا مثلّت بالنسبة له منعرجاً خطيراً في حياته، مما قاده للتفكير جدياً في الهجرة غير الشرعية.
المهم عندما عقد العزم علي التوجه إلى أوروبا كان لزاماً عليه جمع مبالغ مالية لمن يتاجرون بالبشر، عندها بدأ يعمل أعمالاً حرة لمدة عام كامل إلي أن تمكن من ذلك، ثم هرب من هناك إلي مدينة (زوارة) التى وجد فيها (السماسرة) وهم يعرضون خدماتهم ويتفاوضون منه ثمن الرحلة، وعندما قبل بالشروط تم احتجازه فى مزرعة برفقة مئات آخرين حتى يحين دورهم للهجرة، مرت أيام وساعات وهم ينتظرون داخل مزرعة كانت بمثابة السجن الذى عاشوا فيه أسوأ أيام حياتهم حيث تعرّضوا فيه للمعاملة القاسية والإهانة والإذلال المتكرر، وكانوا يمنعونهم من التحدث، إما الطعام فكانوا يقدمون لهم وجبة واحدة عبارة عن قطع من (البسكويت)، وبعد (10) أيام من ذلك كان عليهم دفع ثمن الرحلة للمهربين قبل الصعود إلى السيارة التى ستقلهم إلي الشاطئ، وكان أن دفع هذا الشاب السوداني (800) دولار، وذلك بحسب الاتفاق بين الطرفين، فالتكاليف غير موحدة، وتختلف من مهاجر إلي آخر، فهناك من تجاوز ثمن رحلته إلي أوروبا (1200) دولار.
وتشير القصة إلي أنه وفي الساعات الأولي من الصباح حضرت إليهم شاحنة (تبريد) قامت بأخذهم من مزرعة الاحتجاز إلي أن أوصلتهم إلي الشاطىء الذى لم يكن النهاية بالنسبة لهم حيث أنهم سروا راجلين حوالى (10) دقائق ليجدوا زورقاً مطاطياً فى انتظارهم ليقلهم إلى (مركب الموت) من الشاطىء إلي الضفة الأخرى من البحر المتوسط، عموماً تم نقلهم على امتداد الساعتين بـ(السلاح) رغماً عن أنه من بينهم أطفالاً ونساء ومسنين ورغماً عن ذلك تم إجبارهم على التخلص من كل أمتعتهم.
وفي (مركب الموت) القديم جداً كانت المفاجأة غير السارة لهم حيث أنهم وجدوا في داخله حوالي (700) مهاجراً، وذلك بعد صعودهم إليه حينئذ تيقن الشاب السوداني أن طريقهم سيكون صعباً ومحفوفاً بالمخاطر، وأنهم مقدمين على مغامرة كبيرة جداً، لكن أكثر ما حزّ في نفسه هو أن المهربين عاملوهم وكأنهم بضاعة.

وفاة السوداني صاحب فيديو (التعذيب) و(الحرق) الشهير (موسي بشير آدم) بالعراق






...................
ماذا قال لـ(الدار) قبيل رحيله : ﺣﺠﺰتني المجموعة العراقية ﺑﻌﺪ ﺧﺮﻭﺟﻲ ﻣﻦ المستشفي
.................
ﻣﺎ ﺗﻌﺮﺿﺖ له ﻣﻦ اعتداء يؤكد أنهم ﺧﺎﺭﺟﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ وكل ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ فيه ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻭ ﺍﻟﻄﺎﻟﺢ
................
وقف عندها : سراج النعيم
..................
أبلغ عبدالرحمن عبدالله السلطات العراقية بوفاة السوداني صاحب فيديو (التعذيب) و(الحرق) الشهير (موسي بشير آدم) من مواليد مدينة (الفاشر) غرب السودان في الأول من شهر أكتوبر في العام 1962م، وبالرغم التعذيب والحرق الذي تعرض له على يد مليشيات عراقية إلا أنه ظل صابراً محتسباً ما جري معه ظلماً، ولم يفكر مجرد التفكير في مغادرة البلد رغم الأذى الجسيم الذي تعرض له في تلك الأثناء بصورة وحشية جداً ودون رأفة أو رحمة، مما أدخل نبأ وفاته الحزن العميق في نفوس السودانيين ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، كما عبر ﻋﺮﺍﻗﻴﻴﻦ وعرب ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺑﻘﺎﻉ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ عن حزنهم لرحيله ﻟﻤﺎ ﺍﺗﺴﻢ ﺑﻪ تعذيب وحرق ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ‏( ﻣﻮﺳﻲ بشير) من بشاعة وعدم إنسانية، وعني شخصياً شخصيا ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﺰﻥ على فقده الجلل في ظروف قاسية مر بها جراء (التعذيب) و(الحرق) الذي تأثر به تأثراً بالغاً، وظهر ذلك جلياً من خلال مقطع فيديو يوضح مدي التعذيب والحرق الذي تعرض له فقيد البلاد (موسي بشير)، حيث حظي بالانتشار السريع ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ على اختلاف تطبيقاتها الإلكترونية (الفيس بوك)، (الواتساب)، (اليوتيوب) وغيرها من وسائط الشبكة العنكبوتية، من جانبه ﻭﺟﺪ مقطع فيديو التعذيب والحرق ﺗﻔﺎﻋﻼً ﻣﻨﻘﻄﻊ ﺍﻟﻨﻈﻴﺮ لما فيه من مشاهد نسبة للإنتهاك ﻭﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ والحرق على يد ﻣﻠﻴﺸﻴﺎ عراقية ﺗﻄﻠﻖ ﻋﻠﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ‏(ﺍﻟﺤﺸﺪ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ‏)، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺗﺪﻱ ﺃﺯﻳﺎﺀ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ، ﻭﺗﺤﻤﻞ (ﺃﺳﻠﺤﺔ) ﻭ(ﺫﺧﺎﺋﺮ).
ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ المؤثر ـ ﺍﻟﻤﻔﺘﻘﺮ ﻟﻺﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﺈﺣﺘﺠﺎﺯ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ‏(ﻣﻮﺳﻲ بشير)، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺍﻗﺘﻴﺎﺩﻩ ﺇﻟﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ‏(ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ)، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺍﻧﻬﺎﻟﻮﺍ على ﺟﺴﺪﻩ ﺑﺎﻟﻀﺮﺏ ‏(ﺭﻛﻼً ) ﺑﺎﻻﺭﺟﻞ ﻭﻟﻄﻤﺎً ﺍﻷﻳﺪﻱ على ﺍﻟﺨﺪﻭﺩ، ﻭﺿﺮﺑﺎً على ‏(ﺍﻟﺮﺃﺱ)، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﺎﺭﺳﻮﺍ ﻣﻌﻪ ﺃﻗﺴﻲ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﺍﻟﺠﺴﺪﻱ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻲ، ﻭﻟﻢ ﻳﺮﻋﻮﺍ ﺇﻟﻲ ﺃﻧﻪ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎً ﺟﺮﻳﺤﺎً، ﺑﻞ ﺿﻐﻄﻮﺍ على ﺍﻟﺠﺮﺡ ﺑﺎﻷﺣﺬﻳﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻭﺣﺸﻴﺔ ﺍﺳﺘﻔﺰﺕ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ وبل وحتي العراقيين ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺪﺍﻭﻟﻮﺍ مقطع ﺍﻟﻔﻴﺪﻳﻮ على ﻧﻄﺎﻕ ﻭﺍﺳﻊ ﺟﺪﺍً، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻲ ﺗﻌﺮﺽ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻟﻺﻳﺬﺍﺀ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ ﻭﺣﺴﺎﺳﺔ ﻣﻦ ﺟﺴﺪﻩ ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺃﻇﻬﺮ ﺷﺠﺎﻋﺔ ﻭﺻﻼﺑﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻓﻲ ﺣﺴﺒﺎﻥ ﺍﻟﻤﻠﻴﺸﻴﺎ، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﻛﻞ ﺳﻮﺩﺍﻧﻲ ﻳﻔﺘﺨﺮ ﻭﻳﻌﺘﺰ ﺑﺬﻟﻚ ﻗﺎﺋﻼً : ‏(ﺃﻧﺎ ﺳﻮﺩﺍﻧﻲ‏).
ﻓﻴﻤﺎ ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ‏(ﻣﻮﺳﻲ بشير‏) ﺿﺮﺏ ﻣﺜﻼً ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﺫﻱ ﻭﺍﻹﺑﺘﻼﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺎﻕ ﺑﻪ، ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺓ ﻇﻠﻮﺍ ﻳﻀﻐﻄﻮﻥ على ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻓﻲ ﺭﺟﻠﻪ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺄﺑﻬﻮﺍ ﺑﺂﻻﻣﻪ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺍﺷﻌﻞ ﻧﺎﺭﺍً ﻣﻦ ‏(ﺯﻧﺎﺩ) ﻓﺘﺎﺭﺓ ﻳﺤﺮﻗﻪ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺷﻌﺮ ‏(ﺍﻟﺪﻗﻦ) ، ﻭﺗﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻱ ﻓﻲ ﺷﻌﺮ ‏(ﺍﻟﺮﺃﺱ‏) ، ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﺃﺛﺒﺖ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺷﺠﺎﻋﺔ ﻭﺻﻤﻮﺩﺍً ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺴﺒﺎﻥ، ﻣﻤﺎ ﺃﺩﺧﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﻋﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺎﺓ، ﻣﺆﻛﺪﺍً ‏(ﻣﻮﺳﻲ بشير) ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ أينما ﺣﻂ ﺭﺣﺎﻟﻪ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻧﻤﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ .
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺣﺮﻳﺼﺎً ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ‏(ﻣﻮﺳﻲ بشير) ﺍﻟﻤﻘﻴﻢ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ‏(ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ) ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺻﺪﻳﻖ ﻟﻲ ﻻﻳﺼﺎﻟﻲ ﺑﻪ، ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﺇﻧﺘﺸﺎﺭ ﻓﻴﺪﻳﻮ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﺍﻟﻮﺣﺸﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﺪﺙ ﺿﺠﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻋﺒﺮ ﺍﻻﺳﺎﻓﻴﺮ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ، ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻠﻴﺸﻴﺎ ﺳﺮﺑﺘﻪ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺤﺴﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻠﺠﻨﺎﺓ ﺑﻤﻮﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ‏(ﺍﻟﻔﻴﺲ ﺑﻮﻙ)، ﻭﺑﻌﺪ ﻋﺪﺕ ﺇﺗﺼﺎﻻﺕ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﺃﻥ ﺃﺻﻞ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ‏(ﻣﻮﺳﻲ بشير‏).
في البدء ﻛﻴﻒ ﺑﺪﺃﺕ ﻗﺼﺘﻚ ﻣﻊ ﺗﻌﺬﻳﺐ وحرق ﺍﻟﺠﻨﺎﺓ ﻟﻚ؟
ﻗﺎﻝ : ﺗﻢ ﺣﺠﺰﻱ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻋﺮﺍﻗﻴﺔ ﺗﺮﺗﺪﻱ ﺯﻳﺎً ﻋﺴﻜﺮﻳﺎً، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻹﺣﺘﺠﺎﺯ ﺗﻢ ﺑﻌﺪ ﺧﺮﻭﺟﻲ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﺸﻔﻲ ﺑـ ‏(ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ‏)، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﺗﻠﻘﻲ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﻣﻦ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﻄﻠﻖ ﻧﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺭﺟﻠﻲ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ، ﺣﻴﺚ ﻛﻨﺖ ﻣﺤﺘﺠﺰﺍً ﻛﻜﻞ ﺳﻜﺎﻥ ﻣﺪﻳﻨﺔ ‏(ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ‏) ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﺔ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻢ ﺩﺣﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﺑﺌﻬﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻄﻠﻘﻮﻥ ﺍﻷﻋﻴﺮﺓ ﺍﻟﻨﺎﺭﻳﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻋﺸﻮﺍﺋﻴﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﻱ ﺇﻟﻲ ﺇﺻﺎﺑﺘﻲ ﻓﻲ ﺭﺟﻠﻲ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ، ﺣﻴﺚ ﺃﻋﺘﻘﺪﺕ ﺇﻧﻨﻲ ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺪﺣﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺇﻧﻨﻲ ﻋﺎﻣﻼً ﺑﺴﻴﻄﺎً ﺟﺪﺍً، ﻭﻃﻮﺍﻝ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﻤﻠﻲ ﺑﺎﻟﻌﺮﺍﻕ ﺍﺳﺎﻋﺪ ﺑﻪ ﺃﺳﺮﺗﻲ، ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺃﻧﻘﻄﻊ ﻋﻦ ﺍﻹﺗﺼﺎﻝ ﺑﻬﺎ، ﺇﻻ ﺇﻧﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻭﻧﺴﺒﺔ ﺇﻟﻲ ﻇﺮﻭﻓﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻣﺮ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ‏( ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ ‏) ﺟﻌﻠﺘﻨﻲ ﺍﻧﻘﻄﻊ ﻋﻨﻬﻢ .
ﻣﺎﺫﺍ ﺳﺘﻔﻌﻞ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ؟
ﻗﺎﻝ : ﺃﻭﻝ ﺧﻄﻮﺓ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ ﻫﻲ ﺗﺠﺪﻳﺪ ﺟﻮﺍﺯ ﺳﻔﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺻﺎﻟﺤﺎً، ﺣﺘﻲ ﺃﻋﻮﺩ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ.
ﻛﻴﻒ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻲ ﻣﺎ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻴﻦ؟
ﻗﺎﻝ : ﻳﺠﺐ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻌﻤﻴﻢ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ، ﻭﻣﺎ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻣﻦ ﺇﻋﺘﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﺭﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﺧﺎﺭﺟﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ، ﻭﻓِﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻭ ﺍﻟﻄﺎﻟﺢ.
ﻭﻣﻀﻲ : ﺃﺷﻜﺮ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻭﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺠﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺘﻴﻦ ﻭﻭﺳﺎﺋﻂ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻋﻠﻲ ﻭﻗﻔﺘﻬﻢ ﻣﻌﻲ ﺿﺪ ﺍﻹﻋﺘﺪﺍﺀ ﺍﻟﻮﺣﺸﻲ
ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﻣﺘﺰﻭﺝ ﻣﻦ ﻋﺮﺍﻗﻴﺔ؟
ﻗﺎﻝ : ﻟﻴﺲ ﻣﺘﺰﻭﺟﺎً ﻣﻦ ﻋﺮﺍﻗﻴﺔ ﺃﻭ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ .
ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﻣﻘﻄﻊ ﺍﻟﻔﻴﺪﻳﻮ ﻛﺎﻥ ﺳﺒﺒﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﻔﺔ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻔﻬﺎ ﻣﻌﻲ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﻇﻬﺮﻧﻲ ﺍﺗﻌﺮﺽ ﻟﻠﺘﻌﺬﻳﺐ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ‏( ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ ‏) ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻠﻤﺘﻬﺎ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﺍﻟﻤﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺣﺘﺠﺰﺗﻨﻲ ﻋﻘﺐ ﺧﺮﻭﺟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺘﺄﺛﺮﺍً ﺑﺈﺻﺎﺑﺗﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻀﻐﻄﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﺣﺬﻳﺘﻬﻢ، ﻋﻠﻤﺎً ﺑﺎﻧﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﺣﻤﻞ ﺳﻼﺣﺎً، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﺃﺷﻜﻞ ﻟﻬﻢ ﻣﻬﺪﺩﺍً ﺃﻣﻨﻴﺎً.
ﻭﻗﺎﻝ : ﺃﻧﺎ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺁﻣﻨﺔ ﺑﻬﺎ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺠﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺘﻴﻦ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺍﻟﻲ ﻭﺍﻃﻤﺄﻧﻮﺍ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻟﺘﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﻋﺘﺪﺍﺀ ﺍﻟﻮﺣﺸﻲ .
ﻭﺗﺎﺑﻊ : ﻣﻨﺬ ﺛﻤﺎﻧﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻘﻴﻤﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﻗﺪ ﺍﺻﺒﺖ ﺑﻌﻴﺎﺭ ﻧﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺭﺟﻠﻲ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺯﻓﺖ ﺳﺎﻋﺔ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﻟﻤﻌﺘﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ‏( ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ ‏) ، ﺍﺻﺒﺖ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﺗﻠﻘﻲ ﻋﻠﻲ ﺍﺛﺮﻫﺎ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﻗﺎﻣﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺑﺎﻹﻋﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠﻲ .
ﻭﺫﻛﺮ ﺃﻧﻪ ﺍﻵﻥ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻹﻋﺘﺪﺍﺀ ﺇﻟﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ‏( ﺣﻤﺎﻡ ﻋﻠﻴﻞ ‏) ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻬﺎ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ .
ﻓﻠﻢ ﻳﺘﺨﻴﻞ ﺃﻱ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺷﺎﻫﺪ ﺍﻟﻔﻴﺪﻳﻮ ﺃﻥ ﻳﺼﻤﺪ ﻣﻮﺳﻲ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﻃﻮﻳﻼً ﻭﻳﺤﺘﻤﻞ ﺃﺻﻨﺎﻑ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻭﺳﻌﺘﻪ ﻟﻪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻴﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺄﻭﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻢ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺠﺪﻱ ﺍﻟﻄﻐﺎﺓ ﺍﻟﻜﻒ ﻋﻦ ﺗﻌﺬﻳﺒﻪ، ﻫﻜﺬﺍ ﺻﻤﺪ ﺑﺒﺴﺎﻟﺔ ﻟﻢ ﺃﺷﻬﺪ ﻟﻬﺎ ﻣﺜﻴﻼً ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﻓﻴﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﻳﺮﺣﻢ ﺍﺧﻴﻪ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﺗﺘﻠﺬﺕ ﺑﻀﺮﺑﻪ ﻭﺣﺮﻗﺔ ﺑـ ‏( ﺍﻟﺰﻧﺎﺩ ‏) ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺷﻌﻠﻮﺍ ﺑﻪ ﺳﺠﺎﺋﺮﻫﻢ ﺑﻼ ﺭﺃﻓﺔ ﺃﻭ ﺭﺣﻤﺔ، ﻭﻋﻠﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ‏( ﻣﻮﺳﻲ ﺒﺸﻴﺮ ‏) ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺍﻋﺰﻻً، ﻭﺭﻏﻤﺎً ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻇﻞ ﺭﺍﻓﻌﺎً ﺭﺃﺳﻪ ﺷﺎﻣﺨﺎً ﻭﻟﺴﺎﻥ ﺣﺎﻟﻪ ﻳﻘﻮﻝ ‏( ﺃﻧﺎ ﺳﻮﺩﺍﻧﻲ ‏) ﻓﻠﻢ ﺗﻨﺤﻨﻲ ﺭﻗﺒﺘﻪ، ﻣﻤﺎ ﺃﺩﻫﺶ ﻣﻌﺬﺑﻴﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻨﺎﻭﺑﻮﺍ ﻓﻲ ﺗﻌﺬﻳﺒﻪ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ‏( ﻣﻮﺳﻲ ‏) ﻓﻀﺢ ﺟﺮﻣﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺭﺗﻜﺒﻮﻩ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ، ﺇﺫ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﺴﺢ ﺑﻴﺪﻩ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺸﻌﻠﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﺎﻟﺒﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ : ‏( ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ‏) ، ﺭﻏﻤﺎً ﻋﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺓ ﺃﺣﺮﻗﻮﺍ ﺟﺴﺪﻩ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﺣﺘﻘﺎﺭ، ﻓﻴﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻋﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ ﺑﺮﺃﻓﺔ، ﻭﻫﻢ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﺑﺎﻷﻟﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻪ، ﻣﺘﺠﺮﺩﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﻀﻌﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺠﻨﺎﺓ.

الخميس، 7 فبراير 2019

داعية إسلامي يحذر النساء من اصطياد السحرة لهن بـ(عرق المحبة)

المغربي : أعشاب تطرد جن الزوجات والأزوج في حال عدم الإنجاب
.......................
جلس إليه : سراج النعيم
.........................
تشكل ظاهرة التداوي بالإعشاب في بعض الطرقات والمواقف والأسواق العامة هاجساً للكثير من الأسر وخاصة بعض النساء اللواتي يلجأن إلي من يدعون ذلك بغرض العلاج من السحر بـ(التمائم) و(الحجبات) و(عرق المحبة) التي يوهم بها المعالج النساء بأنه يجلب لهن الحبيب ويتتم لهن مراسم زواجهن ، ورغماً عن عدم تحقق ذلك إلا أن هنالك إقبال منقطع النظير.
و قال الامام والداعية الإسلامي الدكتور عبدالحفاظ عبدالله الحاكم، الشهير بـ(المغربي)، الخبير في علم (التداوي بالإعشاب) : إن بعض الناس لديهم الخبرة في التداوي بالإعشاب، إلا أن هنالك البعض منهم يستخدم (الدجل) و(الشعوذة)، ومن يتجهون على ذلك النحو يصطادون النساء لخدعتهم بأن لديهم (سحراً) يقف عائقاً أمام زواجهن من هذا الشاب أو ذاك، وعندما تقتنع بما ذهب إليه يعطيها (عرق محبة) مدعياً أنه يقريب الحبيب أو يفك السحر وغيرها، وهي أشياء (شاذة)، ولكل قاعدة (شواذ)، لذا أنصح النساء أن يأخذن الحيطة والحذر من مغبة الانجراف وراء هذا التيار الجارف، لأن اتباعها للدجالين والمشعوذين يعرضها إلى ما هو أسواء، بالإضافة إلي أنه لا يجوز الذهاب لهم.
وأضاف : من المعروف أن التداوي بالإعشاب أخذ موقعه في الحياة قبل ظهور الديانة الإسلامية، إذ أن العرب واليابانيين والصينيين استعملوه، ومن علماء العرب العشابين الحارث بن كلده وداؤود و الانطاكي وابن سيناء وابن البيضاء والرازي وابن النفيس وابن الهيثم والطب النبوي للإمام ابن القسيم.
وأردف : عندما ظهر الطب الحديث تم اقتباسه من طب العرب، والنظريات والقواعد الطبية التي أخذها الغرب من مخطوطات العرب في (بغداد) و(البصرة) و(الكوفة) و(الشام)، وقامت بعض الدول الأوروبية بتطويرها إلي الطب المتعارف عليه اليوم بالطب الحديث الذي وجد إقبالاً من الناس الذين بدأوا نسيان الطب الشعبي (التداوي بالإعشاب)، والذي بدأ في الاندثار تدريجياً، ولكن مازال رغم كل ما أشرت له هو الأصل حيث أنه احتفظ بأصوله وأسسه الثابتة، فهنالك علماء (اعشاب) بدؤوا في نفض الغبار عنه، امثال ابوالوفاء محمد عزة عارف الذي اهتم بطب الاعشاب، وألف كتاباً حمل عنوان : (من كنوز الطب العربي) وألف العالم السوري محمد وريحة ريحان مجلداً تحت عنوان (التداوي بالإعشاب) شمل العلاج بالطب الحديث والقديم، وهنالك كتاب آخر يدرس الآن في كلية الزراعة تحت عنوان النباتات الطبيعية والعطرية والسامة، وهو يعد مرجعاً يدرس في الوطن العربي.
وتابع : الاعشاب تم إدراجها في ميزانية الولايات المتحدة الأمريكية حيث تدر سنوياً (30) مليار دولار و في الصين (8) مليار دولار، وهذا كله يدل على أهمية اتجاه الناس للعلاج بالإعشاب.
وأضاف : لكل مرض نوع معين من العلاج والدواء على حسب الداء مثال اليرقات الفيروسي (B)، ونحن متخصصين فيه تماماً، وهو فيروس يصيب الدم وأحياناً ويكون في الكبد ويؤثر فيها ووظائفها، بالإضافة إلي تأخر الإنجاب، فأحياناً تكون المشكلة عند الرجل متمثلة في نقص السائل المنوي أو كسل في الحركة أو تشوهات أو ضعف في الانتصاب، إما المرأة فقد يكون لديها خلل في الهرمونات أو تكيس في المبايض أو انسداد في الأنابيب أو ضعف التبويض، وأحياناً يكون هنالك (سحر) في تأخر الإنجاب، وهذا يجعلنا نخضع المريض للرقية الشرعية، أو اعطائها اعشاب تؤذي الجن، وتساعد في خروجه من جسد الإنسان مثلاً (السزاب) و(البابونج)، وقد نجحت أكثر من (20) حالة عدم إنجاب، وقد سمي (4) من أولئك الأزواج اسماء ابناؤهم على أسمي، وهم كان لديهم تأخر الإنجاب لأسباب عضوية وروحية.

علي إبراهيم (اللحو) في حوار استثنائي قبيل الرحيل المر بـ(القاهرة)




 ............................
عملت راعياً بـ(البهائم) وجندياً في قوات الشعب المسلحة ومطرباً لكل السودان
............................
العسكرية علمتني الضبط والربط وقوة الشخصية وقول كلمة الحق بشفافية
...........................
جلس إليه : سراج النعيم
............................. 
كشف الفنان على إﺑﺮﺍﻫﻴﻢ عبدالرزاق على (اللحو) أنه من مواليد العام ١٩٤٢م، و بدأ مراحله الدراسية بمدرسة (حوش بانقا) الأولية، كما أنه وضع في هذا الحوار الاستثنائي تفاصيل من حياته الخاصة والعامة، مؤكداً أن جذوره تعود إلي ﻗﺮﻳﺔ (ﻣﻮﻳﺲ) الواقعة ﺟﻨﻮﺏ مدينة (ﺷﻨﺪﻱ) بولاية نهر النيل شمال السودان .
وقال : وﺍﻟﺪي ﻣﻦ منطقة (ﺍﻟﺪﻣﺎﻣﺎﺏ) ﻛﺎﻥ عليه الرحمة ﻣﻌﺮﻭفاً ﻓﻲ مدينة (ﺷﻨﺪﻱ) ﺑﺎﺳﻢ (ﻋﻠﻲ ﻭﺩﺩﻣﺎﻣﺔ)، إما والدتي فهي من منطقة (اﻟﻔﺪﻭﺳﺎﺏ). 
ما المهنة التي كنت تمتهنها في بداية حياتك العملية؟
عملت منذ نعومة أظافري راعياً مع والدي عليه الرحمة، ومعروف عن أهلي إمتهانهم لـ(الرعي) و(الزراعة)، وفي ظل تلك الأجواء اكتشفت موهبتي الصوتية من خلال ترنمي ببعض ﺍﻟﻨﻐﻢ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ الذي بدأت اتلمس في إطاره إخراجها من نطاقها الضيق ، وظللت متعلقاً بالفكرة إلي أن التحقت بقوات الشعب ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ التي علمتني الضبط والربط وقوة الشخصية فأصبحت أصدر في إطارها آرائي بكل شفافية ولا أجامل في قول كلمة الحق، عموماً ما أن ﺗﻘﺎﻋﺪت عن العمل العسكري إلا وأقمت في منطقة (ﺑﺮﻱ) بالخرطوم.
متي ولجت للإذاعة السودانية رسمياً 
أولاً لا بد من التأكيد بأن إذاعة امدرمان كانت منبراً إعلامياً مؤثراً، ويوصل صوت الفنان سريعاً إلي كافة أنحاء البلاد، وتحقق لمن يطل عبر اثيرها انتشاراً واسعاً شمالاً جنوباً وشرقاً وغرباً، وعليه كان الفنان المبتدئ يحرص حرصاً شديداً على إجازة صوته والتسجيل رسمياً لها، وبالتالي كنت واحداً من هؤلاء الذين دخلوا ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ في العام 1962ﻡ، ومن ثم سجلت لها آنذاك ﺃﻏﻨﻴﺎﺕ ‏( ﻟﻲ ﺯﻣﻦ ﺑﻨﺎﺩﻱ، ﺍﻟﺴﻤﺤﺔ ﻧﻮﺍﺭﺓ ﻓﺮﻳﻘﻨﺎ، ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻮﺍﺣﻲ)، وذلك من خلال إطلالتي عبر ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ (ﺃﺷﻜﺎﻝ ﻭﺃﻟﻮﺍﻥ)، ومن هذا البرنامج كانت انطلاقتي الحقيقية نحو الشهرة والنجومية.
ما الكيفية التي اصقلت بها موهبتك الفنية؟
من خلال الاستماع للمطربين الذين يتم استقدامهم من (الخرطوم) أو (شندي) لإحياء مناسبات الأفراح في منطقتنا، وعلى خلفية ذلك بدأت ﺃﺣﻔﻆ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺕ، وأتغني بها أثناء ممارستي للرعي، وكنت إلي جانب ذلك أحب العسكرية، المهم أن كل هذه الأحلام كانت تداعب مخيلتي، فبدأت أغني في بداية حياتي الفنية الأغاني الرمزية التي كان يعتقد الجمهور أنها أغنيات (غزلية)، بل هي كانت ومازالت مفتتنة بحب الوطن، وتدعو لتحرير البلاد من حكم المستعمر البريطاني، وبالتالي مثلت هذه الأغنيات تمرداً على الأعمال التقليدية، مما جعلها سلاحاً قوياً للمقاومة الشعبية ومنها مثلاً ‏(عزة في هواك وﻓﻲ ﺳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻠﻴﻞ).
وماذا؟ 
بدأت حياتي الفنية من خلال استماعي إلي إنشاد مدائح المصطفي صل الله عليه وسلم، والتي وجدت في ظلها ملاذي الآمن، ومع هذا وذاك كانت جدتي تألف الشعر، بالإضافة إلي أنها كانت تجيد فن مدح المصطفي صل الله عليه وسلم.
هل أنت راض عما قدمته وهل ساهم في تأطير اسمك في وجدان الشعب السوداني؟
نعم راض عما قدمته بعد أن ﺫﺍﻉ صيتي ﻭﺍﻣﺘﺪﺕ ﺷُﻬﺮتي وأصبحت واﺳﻌﺔٍ في مساحات شاسعة من الوطن، وذلك من خلال انتشار أغنياتي التي تمتاز بلونية مختلفة عما هو مطروح في الحركة الفنية آنذاك، وكنت أختار النصوص الغنائية بعناية فائقة بالإضافة إلي الألحان التي صنعت بها مدرسة فنية وجدت القبول من المتلقي، والذي بدوره احبني فبادلته الحب بحب أكثر منه.
كيف بدأت علاقتك بالشاعر إبراهيم العبادي؟ 
قال : في مرة من المرات حللت ضيفاً على الإذاعة السودانية، وصدحت خلال تلك الاستضافة بأغنية (ﺳﺎيق ﺍﻟﻔﻴﺎﺕ) وصادف أن حظيت الأغنية بتفاعل منقطع النظير من المتلقي وبما أنها وجدت كل ذلك التجاوب منحتني إدارة الإذاعة وقتئذ مبلغاً من المال كمؤدي للأغنية و(٨) ﺟﻨﻴﻬﺎﺕ للشاعر الكبير إبراهيم ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﻱ الذي لم أكن أعرف أين أجده وكان أن سألت عنه إلي أن تم اخباري بارتياده مقهي امدرماني شهير وكان أن ذهبت إليه هناك ووجدت في معيته ﺑﻌﺾ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻪ، وعندما أقتربت منه ارتسمت علامات الدهشة على وجهه لعدم معرفته بي إلي جانب إنني كنت صغيراً في السن فما كان منه إلا وقال لي بالحرف الواحد : (نعم يا ولد داير مني شنو ؟) فقلت له غنيت في الإذاعة السودانية أغنيتك (سايق الفيات) وعلى خلفية ذلك تم اعطائي لك مبلغ نظير تسجيل الأغنية فما كان منه إلا والتفت لمن يجلسون معه قائلاً : ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺗﻐﻨﻰ بـ(سايق اﻟﻔﻴﺎﺕ) وقد حدثتكم وقلت لكم كأنني استمع لها لأول مرة رغم أنها من الأغنيات التي سبقه عليها الفنان الكبير محمد أحمد ﺳﺮﻭﺭ.

الفنان ياسر تمتام يغني في قمة الاتحاد الافريقي باثيوبيا


أكد الفنان ياسر تمام أنه وقع الاختيار عليه لأداء فاصل غنائي في احتفال الاتحاد الإفريقي بيوم أفريقيا الذي سيشرفه الرؤساء الأفارقة ضمن فعاليات قمة الاتحاد الإفريقي التي تشهدها العاصمة الإثيوبية (أديس أبابا).
وقال : التقيت بالسفير الإثيوبي شيفارو جارسو بالعاصمة السودانية (الخرطوم) وأكدت له التزامي التام بحضور
فعالية الاتحاد الإفريقي.

السبت، 2 فبراير 2019

سراج النعيم يكتب : هؤلاء يبيعون (الجهل) فاحذروهم

.........................
يظل (الفهم) و(الجهل) متلازمان في الحياة وأن هنالك من يقود البعض نحو هذا الإتجاه ليصب في صالح تغيب العقول، وأمثال هؤلاء لديهم مدارس في (الخبث)، (المكر) و(الدهاء) ويستخدمون آليات للاستهداف الذي يبثون من خلاله (الإحباط) و(اليأس) في النفوس، وذلك بالاستفادة من (العولمة) ووسائطها المختلفة، والتي أصبحت مؤثرة جداً في فكر وثقافة الإنسان الذي أضحي قابلاً للاستقطاب والانسياق وراء أجندات الآخرين دون (فهم)، مما يسفر عنه الانقياد الاعمي نحو أفكار وثقافات تنم عن (جهل)، وبالتالي (الفهم) و(الجهل) متلازمان في المعرفة خاصة في عصرنا الحالي رغماً عن أننا في القرن الحادي والعشرين.
إن هؤلاء أو أولئك يبيعون (الوهم) عبر العالم الافتراضي وذلك باستقلال (جهل) البعض لعدم علمهم بخطورة ذلك على المستقبل، لذا يجب أن نحذرهم من مغبة (الجهل)، وأن لا يفردوا لمن يروجون لـ(الجهل) عبر التقنية الحديثة مساحة لكي يبثوا سمومهم في الأجساد الصحيحة والمعافاة!
من المعروف أن الدول العظمى، وعلى مدي سنوات وسنوات ظلت تعمل من أجل امتلاك أدوات المعرفة بـ(فهم) ينظر إلي المستقبل البعيد، ومن أجل نبذ (الجهل)، وفي سبيل ذلك بحثت ونقبت عن مصادر، وانفقت مليارات الدولارات على تجارب ومشروعات مختلفة، وذلك من واقع إيمانها القاطع بأن المعرفة قوة وسلاح فتاك في هذا العصر، العصر الذي يندفع سريعاً نحو المواكبة والتطوروهذه السرعة تلعب دوراً كبيراً في توصيل الرسائل (سالبة) و(موجبة)، وتوازي المعرفة بمفهومها العميق لدي بعض الدول الكثير من الثروات.
وبما أن المعرفة في عهدنا هذا أصبحت لاعباً أساسياً في تطور الحياة سياسياً، اقتصادياً، اجتماعياً، ثقافياً وفكرياً، لذا تجد دولاً كثيرة تجتهد اجتهاداً كبيراً، وتنفق المبالغ الطائلة من أجل المعرفة و العلم والأبحاث للاستئثار بها.
يُعرف الخبراء مفهوم إدارة (الفهم) بما (نشر) أو (حذف) من معلومات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية أو فكرية تهدف إلي التعبئة والاستقطاب، ومن ثم الجذب والتأثير في العقول، والاتجاه على هذا النحو يفيد الدول في طريقة إدارة الأزمات التي تمر بها، الأمر الذي جعل الولايات المتحدة الأمريكية تخصص يوماً كاملاً لتدريب الأطفال على قرصنة المواقع الإلكترونية الخاصة بالانتخابات لدواع (سلمية).
ومما أشرت له فإن (النشر) و(الحذف) المتعلق بالمعرفة يحتاج إلي أدوات فكرية وثقافية، وبالإضافة إلي المعرفة التامة بعلم (النفس)، (الاجتماع)، (الوعي)، (الإدراك)، (الأسلوب) و(السلوك)، ومستوي التفكير من حيث (الفهم) و(الجهل)، مما قاد الباحث (روبيرت بروكتور) من جامعة (ستانفورد) المتخصص في تاريخ العلوم بصياغة ما يعرف بـ(علم الجهل)، وهو (العلم الذي يدرس صناعة، ونشر الجهل بطرق علمية)، وهو يدرس من أجل غرس (ثقافة) محددة تعتمد اعتماداً كلياً على بث (الشك) و(الوهم) في النفوس المهيأة لهذا الفعل القائم على نشر معلومات خاطئة ممزوجة بجزئية بسيطة من المعلومات الصحيحة المضللة، وأول من تلبس في هذا العلم هو الأستاذ في جامعة Stanford، وتمتد جذور مصطلح Agnotology إلي الأغريق الكلاسيكيين المحدثين إنطلاقاً من كلمة Agnosis لا يعرف أو غير معروف، وقد وضع ذلك المصطلح ليعبر عن عدم التأكد بشكل أو بآخر، كما دُرس موضوع الجهل وصناعته من قبل شخص أكاديمي آخر يدعى David Dunning.
وتؤكد المعلومات ذات الصلة إلي أن علم (الجهل) يبين بوضوح لخبراء وجود وثيقة داخلية في أرشيف إحدى شركات التبغ المعروفة، وذلك أثناء تصميم إعلانات ترويجية لها، واتضح من خلال تلك الإعلانات الإستراتيجية المنتهجة من شركات التبغ إنها نشرت (الجهل) وسط المدخنين، مما إثار ذلك الشكوك والظنون في الدراسات والأبحاث التي أجريت في إطار التدخين وما يسببه للمدخن من مرض كداء (السرطان)، وبالتالي يبقي (الجهل) مندرجاً في ظل انعدام المعرفة، والجهل بالشىء أصبح عاملاً أساسياً في صناعة وتوزيع (الوهم) للشرائح المستهدفة بتضليل الرأي العام وبث الخوف.
ومن المعروف أن الخوف جزء أصيل من إنسانيتنا، بالإضافة إلي بث روح الكراهية في الآخر وإثارة الشكوك والظنون التي تضع الإنسان في حيرة من أمره، أي أنهم يصنعون أعداء من الوهم وإرهاب المجتمع بأن المستقبل مظلم ونشر كل ما يمكن أن يعمق هذا المفهوم في دواخل من هم قابلين للاستقطاب والمهيأين أصلاً لتلقي الشائعات التي تجعلهم ينجرفون وراء ذلك التيار الجارف!.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...