الخميس، 7 فبراير 2019

علي إبراهيم (اللحو) في حوار استثنائي قبيل الرحيل المر بـ(القاهرة)




 ............................
عملت راعياً بـ(البهائم) وجندياً في قوات الشعب المسلحة ومطرباً لكل السودان
............................
العسكرية علمتني الضبط والربط وقوة الشخصية وقول كلمة الحق بشفافية
...........................
جلس إليه : سراج النعيم
............................. 
كشف الفنان على إﺑﺮﺍﻫﻴﻢ عبدالرزاق على (اللحو) أنه من مواليد العام ١٩٤٢م، و بدأ مراحله الدراسية بمدرسة (حوش بانقا) الأولية، كما أنه وضع في هذا الحوار الاستثنائي تفاصيل من حياته الخاصة والعامة، مؤكداً أن جذوره تعود إلي ﻗﺮﻳﺔ (ﻣﻮﻳﺲ) الواقعة ﺟﻨﻮﺏ مدينة (ﺷﻨﺪﻱ) بولاية نهر النيل شمال السودان .
وقال : وﺍﻟﺪي ﻣﻦ منطقة (ﺍﻟﺪﻣﺎﻣﺎﺏ) ﻛﺎﻥ عليه الرحمة ﻣﻌﺮﻭفاً ﻓﻲ مدينة (ﺷﻨﺪﻱ) ﺑﺎﺳﻢ (ﻋﻠﻲ ﻭﺩﺩﻣﺎﻣﺔ)، إما والدتي فهي من منطقة (اﻟﻔﺪﻭﺳﺎﺏ). 
ما المهنة التي كنت تمتهنها في بداية حياتك العملية؟
عملت منذ نعومة أظافري راعياً مع والدي عليه الرحمة، ومعروف عن أهلي إمتهانهم لـ(الرعي) و(الزراعة)، وفي ظل تلك الأجواء اكتشفت موهبتي الصوتية من خلال ترنمي ببعض ﺍﻟﻨﻐﻢ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ الذي بدأت اتلمس في إطاره إخراجها من نطاقها الضيق ، وظللت متعلقاً بالفكرة إلي أن التحقت بقوات الشعب ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ التي علمتني الضبط والربط وقوة الشخصية فأصبحت أصدر في إطارها آرائي بكل شفافية ولا أجامل في قول كلمة الحق، عموماً ما أن ﺗﻘﺎﻋﺪت عن العمل العسكري إلا وأقمت في منطقة (ﺑﺮﻱ) بالخرطوم.
متي ولجت للإذاعة السودانية رسمياً 
أولاً لا بد من التأكيد بأن إذاعة امدرمان كانت منبراً إعلامياً مؤثراً، ويوصل صوت الفنان سريعاً إلي كافة أنحاء البلاد، وتحقق لمن يطل عبر اثيرها انتشاراً واسعاً شمالاً جنوباً وشرقاً وغرباً، وعليه كان الفنان المبتدئ يحرص حرصاً شديداً على إجازة صوته والتسجيل رسمياً لها، وبالتالي كنت واحداً من هؤلاء الذين دخلوا ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ في العام 1962ﻡ، ومن ثم سجلت لها آنذاك ﺃﻏﻨﻴﺎﺕ ‏( ﻟﻲ ﺯﻣﻦ ﺑﻨﺎﺩﻱ، ﺍﻟﺴﻤﺤﺔ ﻧﻮﺍﺭﺓ ﻓﺮﻳﻘﻨﺎ، ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻮﺍﺣﻲ)، وذلك من خلال إطلالتي عبر ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ (ﺃﺷﻜﺎﻝ ﻭﺃﻟﻮﺍﻥ)، ومن هذا البرنامج كانت انطلاقتي الحقيقية نحو الشهرة والنجومية.
ما الكيفية التي اصقلت بها موهبتك الفنية؟
من خلال الاستماع للمطربين الذين يتم استقدامهم من (الخرطوم) أو (شندي) لإحياء مناسبات الأفراح في منطقتنا، وعلى خلفية ذلك بدأت ﺃﺣﻔﻆ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺕ، وأتغني بها أثناء ممارستي للرعي، وكنت إلي جانب ذلك أحب العسكرية، المهم أن كل هذه الأحلام كانت تداعب مخيلتي، فبدأت أغني في بداية حياتي الفنية الأغاني الرمزية التي كان يعتقد الجمهور أنها أغنيات (غزلية)، بل هي كانت ومازالت مفتتنة بحب الوطن، وتدعو لتحرير البلاد من حكم المستعمر البريطاني، وبالتالي مثلت هذه الأغنيات تمرداً على الأعمال التقليدية، مما جعلها سلاحاً قوياً للمقاومة الشعبية ومنها مثلاً ‏(عزة في هواك وﻓﻲ ﺳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻠﻴﻞ).
وماذا؟ 
بدأت حياتي الفنية من خلال استماعي إلي إنشاد مدائح المصطفي صل الله عليه وسلم، والتي وجدت في ظلها ملاذي الآمن، ومع هذا وذاك كانت جدتي تألف الشعر، بالإضافة إلي أنها كانت تجيد فن مدح المصطفي صل الله عليه وسلم.
هل أنت راض عما قدمته وهل ساهم في تأطير اسمك في وجدان الشعب السوداني؟
نعم راض عما قدمته بعد أن ﺫﺍﻉ صيتي ﻭﺍﻣﺘﺪﺕ ﺷُﻬﺮتي وأصبحت واﺳﻌﺔٍ في مساحات شاسعة من الوطن، وذلك من خلال انتشار أغنياتي التي تمتاز بلونية مختلفة عما هو مطروح في الحركة الفنية آنذاك، وكنت أختار النصوص الغنائية بعناية فائقة بالإضافة إلي الألحان التي صنعت بها مدرسة فنية وجدت القبول من المتلقي، والذي بدوره احبني فبادلته الحب بحب أكثر منه.
كيف بدأت علاقتك بالشاعر إبراهيم العبادي؟ 
قال : في مرة من المرات حللت ضيفاً على الإذاعة السودانية، وصدحت خلال تلك الاستضافة بأغنية (ﺳﺎيق ﺍﻟﻔﻴﺎﺕ) وصادف أن حظيت الأغنية بتفاعل منقطع النظير من المتلقي وبما أنها وجدت كل ذلك التجاوب منحتني إدارة الإذاعة وقتئذ مبلغاً من المال كمؤدي للأغنية و(٨) ﺟﻨﻴﻬﺎﺕ للشاعر الكبير إبراهيم ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﻱ الذي لم أكن أعرف أين أجده وكان أن سألت عنه إلي أن تم اخباري بارتياده مقهي امدرماني شهير وكان أن ذهبت إليه هناك ووجدت في معيته ﺑﻌﺾ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻪ، وعندما أقتربت منه ارتسمت علامات الدهشة على وجهه لعدم معرفته بي إلي جانب إنني كنت صغيراً في السن فما كان منه إلا وقال لي بالحرف الواحد : (نعم يا ولد داير مني شنو ؟) فقلت له غنيت في الإذاعة السودانية أغنيتك (سايق الفيات) وعلى خلفية ذلك تم اعطائي لك مبلغ نظير تسجيل الأغنية فما كان منه إلا والتفت لمن يجلسون معه قائلاً : ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺗﻐﻨﻰ بـ(سايق اﻟﻔﻴﺎﺕ) وقد حدثتكم وقلت لكم كأنني استمع لها لأول مرة رغم أنها من الأغنيات التي سبقه عليها الفنان الكبير محمد أحمد ﺳﺮﻭﺭ.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...