..................
مصر شهرتني عالمياً ومنحتني لقب سفيرة النوايا الحسنة
...................
عادل امام طلبني بالاسم للتمثيل وهكذا تعرفت على محمد هنيدي
.......................
سجلت اختراع (الدلوكة) السودانية باسمي لدى المصنفات الفنية
.........................
نلت الكثير من الجوائز العالمية خلال جوالتي في دول أوروبية
........................
حاورها : سراج النعيم
........................
أجريت حواراً استثنائياً مع الفنانة السودانية والنجمة العربية المقيمة
بالقاهرة (فاطمة عثمان علي آدم) الشهيرة بـ(ستونة)، حول منح الاتحاد العربي
للتحكيم التابع لمجلس إدارة جامعة الدول العربية لقب (سفيرة النوايا
الحسنة) وذلك نظير أعمالها الخيرية والإنسانية والفنية التي تقدمها في مجال
العمل العام خدمة للإنسانية والفنون، وكانت قد عبرت عن سعادتها لكونها
نالت لقب سفيرة النوايا الحسنة، ومصدر سعادتها نابع من تقديمها أعمالاً
خيرية وإنسانية في المجال العام بجمهورية مصر العربية ، وظلت تشارك في كافة
الأعمال الإنسانية والخيرية سواء كانت سودانية أو مصرية أو عربية، وشمل
الحوار اختراعها المتعلق بـ(الدلوكة) السودانية، إلى جانب الكيفية التي
ذهبت بها إلى مصر والتحاقها بالفنون والمسرح وعكس الفلكلور السوداني .
في البدء ماذا عن اختيارك سفيرة للنوايا الحسنة؟
قالت : أولاً أخي سراج النعيم مرحباً بك، ثانياً أعتذر عن تأخري في الرد
علي أسئلتك، وذلك نسبة إلى إنني كنت مشغولة جداً، ورغماً عن هذه المشغوليات
استقطعت وقتاً للرد علي أسئلتك، لقد تم اختياري سفيرة للنوايا الحسنة قبل
ثلاث سنوات، وكان إحساسي بذلك جميلاً جداً رغماً عن أنه كان أمراً مفاجئاً
بالنسبة لي، ولم أكن أتوقعه، وعندما أخبرت بالاختيار كنت مسافرة إلى مدينة
(بورسعيد)، وأثناء ذلك تم ايقافي في نقطة من النقاط الأمنية التي سأل فيها
رجل الأمن المصري سائقي علي النحو الآتي من أي دولة هذه السفيرة التي معك؟
وهذا السؤال قبل أن تمنحني جامعة الدول العربية لقب سفيرة النوايا الحسنة،
وفيما بعد شددت الرحال إلى مدينة (الإسكندرية) وصادف أن تلقيت اتصالاً
هاتفياً يؤكد فيه محدثي من الطرف الآخر بأنني تم اختياري سفيرة نوايا حسنة
من قبل جامعة الدول العربية، وهذا الاختيار أكد لي أن الفنون تربط بين
الشعوب وتقوي من أواصر المحبة والترابط الأزلي، وإن أم الدنيا هي التي
انطلقت منها إلى العالمية والسبب الرئيسي في شهرتي ومعرفتي للعالم مثلي مثل
جميع الفنانين العرب، وإن منحي اللقب الرفيع يعتبر بالنسبة لي تاجاً علي
رأسي ومسئولية كبيرة علي عاتقي.
ما هي معايير اختيارك سفيرة للنوايا الحسنة؟
قالت : لا أعرف بالضبط ما هي ، ولكن أنا لي ما يربو عن الـ (15) عاماً، و
أشارك في الأعمال الخيرية والإنسانية التي تندرج في إطار الحفلات الخاصة
بـ(الأيتام) و(أطفال السرطان) وغيرها داخل مصر وخارجها.
كيف وقع عليك الاختيار؟
قالت : اختياري تم من خلال اللجنة المستشارية التابعة لجامعة الدول
العربية فرع مصر، أي أن الاختيار تم من قبل جمهورية مصر العربية، وبالتالى
يرجعون ذلك للأعمال الخيرية والإنسانية التي قمت بعملها، ووفقه كان
الاختيار الذي بعده طلبوا مني صوراً من شهاداتي وصوراً فتوغرافية وصورة من
جواز السفر، ثم تسلمت فيما بعد بطاقة سفير النوايا الحسنة.
من هم النجوم الذين معك في سفارة النوايا الحسنة؟
قالت : الأستاذ عادل إمام من مصر، والدكتورة عايدة السنهوري من الإمارات
اختيار (الأمم المتحدة) وغيرهم من نجوم ومشاهير الوطن العربي.
ماذا تفعلون في ظل سفارة النوايا الحسنة؟
قالت : نقوم بمشاريع خيرية وإنسانية داخل مصر وخارجها بدون مقابل،
بالإضافة إلى مجهودات فردية، وآخر ما قمت به مشاركتي في لجنة تحكيم مهرجان
(ذوي الاحتياجات الخاصة).
هل مشاركاتك في الأعمال الخيرية والإنسانية الهدف منها اختيارك سفيرة للنوايا الحسنة؟
قالت : لم أفكر إطلاقاً علي هذا النحو ولكن هم لهم رؤية في هذا الاختيار.
ما هي خططك في إطار اختيارك سفيرة للنوايا الحسنة؟
قالت : سوف أمضي فيما اخترته لنفسي في هذا المجال الخيري والإنساني قبل
الاختيار حيث كنت ومازلت أشارك في مجال (سرطان الأطفال) و(الأيتام)، وفي
هذا الجانب سجلت معي أجهزة إعلامية حول مشروع لمستشفى (سرطان الأطفال) في
السودان، وإذا طلب مني المشاركة لدعم أي عمل خيري أو إنساني في مسقط رأسي
سأكون حاضرة في الزمان والمكان المحددين.
ألم يحن الوقت للعودة النهائية للسودان؟
قالت : ليس هنالك شيء مستحيل، ولكنني لا أشعر بغربة في مصر، فمصر والسودان
وطن واحد، لذلك أحضر إليه في إجازات ما بين الفينة والآخري، وإذا عدت إلى
السودان نهائياً، فإن الأمر يعني بدايتي من الصفر وهذا لا ينفع، ولكن في
مصر منطلقة نحو العالم وحتى السودان أذهب إليه لإحياء بعض الحفلات ثم أعود
للاستقرار في القاهرة.
ما الأسباب التي جعلتك تبعدين عن الدراما المصرية؟
قالت : لست بعيدة عن الدراما المصرية التي شاركت فيها مع نجوم لهم مكانتهم
في الوطن العربي، ولهم جمهورهم العريض الذي ساهم في انتشار شخصي علي نطاق
واسع، خاصة بعد مشاركتي مع النجم عادل امام في فليمين، محمد هنيدي، سمير
غانم، وسمير عبدالعزيز، بالإضافة إلى مسرحيات مع الدكتور إنتصار عبدالفتاح،
وقد حزنا بها علي جوائز عالمية، وبالتالى السيناريوهات التي تعرض عليّ في
الحاضر، هي ليست في مستوى الأعمال التي شاركت فيها في الفترة الزمنية
السابقة، لذا رفضتها ، وسأقبل بسيناريوهات تعيدني إلى مستوى المشاركات
المشهودة للمتلقي علي مستوي الوطن العربي .
{ ماذا عن ستونة الممثلة
قالت : التمثيل ليس أساسياً بالنسبة لي بقدر ما هو هواية، وينحصر جل عملي
في إطار إقامة الحفلات للمصريين ومشاركتهم في المهرجانات وسنوياً عبر وزارة
الثقافة المصرية من خلال مسرح (الاوبرا) والبيوت السياحية و(القلعة)
و(الإسكندرية)، أما في الأيام العادية فأشارك في الحفلات العامة والأعراس
بصورة مستمرة ، وأنا عضو في نقابة الفنانين المصريين ومعتمدة من طرف
الإذاعة والتلفزيون المصري والقوات المسلحة التي أتبع فيها للشئون
المعنوية.
ما التطوير الذي احدثتيه في التراث الشعبي السوداني (الدلوكة)؟
قالت : من المعروف أن (الدلوكة) تراثنا وتستخدم في ترديد أغاني البنات،
وأول مرة أشد فيها الرحال إلى ألمانيا كان ذلك عبر دعوة جاءتني بعد
مشاهدتهم لي في القنوات الفضائية، وكان أن شاركت في مهرجان يحمل عنوان (حوض
النيل)، وقال لي منظمو ذلك المهرجان إن مشاركتي سوف تكون مجرد تجربة، إذا
نجحت فيها فإنهم سوف يبرمون معي عقداً، وعندها وصلت إلى قناعة بأن المهرجان
مجرد تجربة فقط ، لذا لم اصطحب معي فرقتي كاملة علي أساس إكمالي لها من
موسيقيين في ألمانيا، وعليه لم أضع في حساباتي إبرام عقد مع إدارة
المهرجان، وما أن صعدت إلى خشبة المسرح وغنيت إلا وكانت المفاجأة بأن
الجمهور الأوروبي استقبلني استقبالاً كبيراً، وظلوا يرددون : (سودا بي..
سودا بي) أكثر من عشر دقائق، عندها جاءني رئيس المهرجان وقال لي بالحرف
الواحد : (ستونة يجب أن تعودي إلى المسرح للغناء مرة أخري، فهذا طلب
الجمهور إلى جانب وأن هذا الحفل فيه عدداً كبيراً من متعهدي الحفلات، وأنا
سوف أبرم معك عقداً عقب الانتهاء من الغناء مباشرةً لمدة خمس سنوات)، وعلى
خلفية ذلك شاركت في الكثير من المهرجانات في أوروبا التي أنتجت فيها ثلاثة
ألبومات غنائية، وعندما عدت من ألمانيا سألتني الصحافة هل أصبحتي فنانة
عالمية؟ فقلت : لا ولكن أتمني أن أصبح فنانة عالمية، وعلي ضوء ذلك قام
صحفياً سودانياً بـ(شتمي) في احدي الصحف حيث كتب :(أنتي قايلة نفسك شنو
عشان تبقي فنانة عالمية، انتي بس تشيلي دلوكتنا دي وتغني بيها، بس ما بتبقى
فنانة عالمية)، وما كتبه استفزني جداً، لذلك عندما شاركت للمرة الثانية في
المهرجان أول ما فعلته هو أن قدمت أغنية للخواجات بـ(الدلوكة) و(العود)،
وكلما سافرت إلى أوروبا أجد (الدلوكة) تتكسر مني عندها نبعت لي فكرة من
خلال خشبة (الجزار) التي يوضب فيها اللحمة، وكان أن حملت الدلوكة وذهبت بها
إلى النحات، وحددت له الشكل الذي أرقب فيه، فسالني ما هذا؟ فقلت له هذه
(دلوكة) من التراث السوداني، وهي أقرب إلى (الطبلة) الايقاعية المعروفة لك
في مصر، ثم طلب مني أن أرسمها له، وكان أن فعلت ذلك وبعد يومين جئت
وأستلمتها منه، ثم عملت لها إطار في شارع (محمد علي)، وأصبحت (الدلوكة)
بإطار ورباط، ثم سجلتها باسمي رسمياً لدي السلطات المختصة ببراءة الاختراع،
وهذا الإجراء كله كان رداً على ذلك الصحفي الذي كتب : (إلا تشيلي دلوكتك)
والذي أقول له أن دلوكتي هذه جبت بها كل أنحاء العالم، وأصبحت بها نجمة في
أوروبا وتبرم معي عقودات كل (5) سنوات، وسجلت البومات (افركان) و (ستونة
لايف) وغيرها، وحالياً أحضر للألبوم الرابع بإذن الله، وهذا هو التطور
بالنسبة لي في أوروبا، وأنا دائماً ما اشارك في مهرجانات عالمية مع فنانين
مصريين، وقد يصل عددهم إلى (300) فناناً أكون أنا السودانية الوحيدة في
وسطهم، وعندما أشارك في المهرجانات يكون ذلك علي أساس أنني سودانية رغم
أنني أسافر باسم مصر، وقبل ذلك شاركت في مهرجان في ألمانيا اخترت من خلاله
في الترتيب الـ (13) كأفضل مغنيين من بين (30) مغنياً عالمياً، والحمدلله
فأنا لم أصل إلى هذه المكانة بـ(الساهل)، بل بذلت مجهوداً كبيراً، وأي
مهرجان شاركت فيه في أوروبا تجري معي المقابلات الصحفية وتعقد لي المؤتمرات
الصحفية، فلم يحدث أن ذهبت إلى أوروبا ولم تجري معي المقابلات الإعلامية
التي اعكس من خلالها التراث الشعبي السوداني، ودائماً ما يستغربون من ذلك
لأنني أكون جئت ضمن بعثة فنية مصرية، فلماذا تقدمي التراث السوداني؟ فارد
عليهم بأنني سودانية عائشة في مصر، فيسألنوني بأنهم سمعوا أن السودان لا
يسمح للمرأة بالسفر للخارج
فقلت لهم المرأة السودانية تسافر إلى جميع
أنحاء العالم واضرب لهم الأمثلة، مؤكدة بأن عائشة الفلاتية أول فنانة
سودانية تزور مصر في العام 1920م وتسجل اسطوانة، وهذا لم يحدث قبلاً،
وبالتالي ليس هنالك أي منع للمرأة السودانية فقط يظلمها الإعلام.
وماذا؟
قالت : شاركت في مهرجان بـ (ماليزا) وحزت فيه علي جائزة ذهبية مناصفة مع
فرقة ماليزية، فأنا اجتهدت ومازلت أفعل وأن شاء الله أوفق في هذا الاجتهاد
الذي درست في ظله رسم وتصوير في معهد الدراسات التكنولوجية سابقاً، كما
درست في مركز شباب (السجانة) الموسيقي بواسطة الدكتور يوسف الموصلي، وأنا
الآن سفيرة نوايا حسنة من خلال جامعة الدول العربية، وإذا طلبت في السودان
في أي لحظة انا جاهزة.
وماذا عن مشاركتك في مهرجان المسله في فرنسا؟
قالت : شاركت في مهرجان في فرنسا تحت عنوان (المسله) بمناسبة مرور 200
سنة علي العلاقات الفرنسية المصرية والمنجر الخاص بي مستر ماركن كان قد جاء
إلى القاهرة من أجل تسجيل اسطوانة (سي دي) فقال لي هنالك مهرجان في فرنسا
اتمني أن تكوني فيه فأنا سوف اتصل بإدارة المهرجان لكي اضيفك إليه، وفي ذات
الوقت كانت إدارة المهرجان قد طلبتني بالإسم رغم أن هنالك (300) فنان
مصري، وهم كانوا يبحثون عن المنجر الخاص بي الذي اتصل بي وهو فرحا جدا وهو
يقول يا ستونة اختارتك إدارة المهرجان وهم يبحثون عني علي أساس أنني في
ألمانيا ولا يدرون أنني جئت إلى مصر وإدارة المهرجان طلبتك بالاسم، وكان أن
أبرم عقداً مع المنجر وتم إرسال كل الإجراءات و شاركت في هذا المهرجان
الذي فزت فيه بجائزة.
خلاف السفر بالغناء ماذا عن ستونة ؟
قالت :
انا غير السفر بالغناء أنتجت ثلاث مسرحيات مع الدكتور انتصار عبدالفتاح
وهذه المسرحيات سافرنا بها إلى الاتحاد السوفيتي والبوسنة والهيرسك ولبنان
وسوريا والشارقة بالامارات والهند وفي مسرحية ( مخدة الكحل) قدمنا بها (22)
عرضاً عالمياً واحضرنا الجائزة الأولي لمصر ، وأيضاً شاركنا بها في
مهرجان قرطاج بتونس وفزنا بجائزة ذهبية مناصفة مع فرقة تونسية ، وفي هذا
السياق تلقيت اتصالاً هاتفياً من الدكتور انتصار عبدالفتاح يؤكد من خلاله
أن مسرحية (مخدة الكحل) سوف تتم إعادتها مرة ثانية وسوف نبدأ بروفاتها في
سبتمبر ومن نجومها سميرة عبدالعزيز.
ماذا عن تصنيف اختراع (الدلوكة) السودانية؟
قالت : قدمت اختراعاً جديداً لـ(لدلوكة) السودانية وسجلته في المصنفات
الفنية والأدبية بأسمي، حيث قمت بتغيير مواد صناعة (الدلوكة) من (الفخار)
إلى (الخشب) نسبة إلى أن تنقلاتي الكثيرة من مصر إلى أوروبا لإحياء حفلاتي و
دائماً ما يتعرض (الفخار) للكسر، بجانب أن الجلد يحتاج إلى أن يتعرض للنار
لشده، لذلك استبدلته بجلد آخر، وعمل مفاتيح للشد شأنه شأن (الطبلة)
العادية.
ما السبب الذي جعلك تسافرين إلى القاهرة؟
قالت : جئت مصر
بسبب الغيرة، لأنني منذ طفولتي أجد فنانين من لبنان والخليج يأتون لمصر
وينتشروا، ويصنعون أسماً لهم، فقلت أننا كسودانيين أولى بهذا، وسابقاً كانت
مصر والسودان دولة واحدة، فذهبت لوالدتي وقلت لها إنني أمثل وأرقص واغني
وسأذهب إلى مصر، وبالفعل جئت مصر، وفيها قمت بعمل فلكلور سوداني مصري،
وعندما يكون لدينا ليلة (حناء) أستعمل حناء بها خلطة (محلبية)، وهو عطر
يصنع في السودان، مخصوص لـ(الحناء)، كما أضع تصميمات الإكسسوارات الخاصة
بي، حتى في ملابسي، حيث أصمم الشكل وأذهب إلى الخياطة لعمله، وظللت أمزج
الفلكلور المصري بالسوداني، مثل (يادي اللوم)، وخلال ذلك تعرفت على محمد
هنيدي في مسرحية بـ(الهناجر)، وغنيت معه أغنية (شيكولاتة)، وبعدها طلبوني
في فيلم مع عادل إمام ولم أصدق هذا، وفي النهاية أقسموا أن عادل إمام طلبني
بالاسم، وبالفعل شاركت معه في فيلم (هالو أمري).