الاثنين، 23 يوليو 2018

سراج النعيم يكتب : (الخيانة) عبر العالم الافتراضي

.................................
روي لي عريساً شاباً تفاصيل حزينة ومؤثرة حول انفصاله عن عروسته بعد أسبوع من إتمام مراسم الزفاف، والسبب في اتخاذ هذا القرار الصعب هو غرف (الدردشة) عبر الإعلام الحديث الذي افرزته (العولمة) ووسائطها المختلفة، إذ أن الزوجة الحديثة ومنذ دخولها الفندق لا هم لها سوى ملازمة جهاز (اللاب توب)، وكان صديقي يعتقد أنها تتواصل مع صديقاتها وزميلاتها، ولكن عندما تمادت في التواصل مع العالم الافتراضي أكثر من التواصل معه دخله الشك الذي قرر علي إثره مراقبتها التي اسفرت عن مفاجأة لم يكن يضعها في الحسبان، إذ أنه اكتشف دردشتها مع بعض الأشخاص من خلال كتابة الرسائل أو التواصل المباشر، الأمر الذي قاده إلى أن يعود بالذاكرة حينما طلب يدها حيث إنها اشترطت إحضاره جهاز (لاب توب) حديث و(كنيكت) ضمن (الشيلة)، وبالرغم من أن صديقي مهندس إلكترونيات لم يشك في النوايا التي ترمي إليها عروسه خاصة وأن الحب الذي جمعه بها أكبر بكثير من ان تقف أمامه أشياء بسيطة كهذه، وكانت قصة حبه هذه تعد مضرب مثل بين الأهل والأصدقاء الذين كانوا يستشهدون بها.
عموماً جهز صديقي (الشيلة) كاملة بما في ذلك جهاز (اللاب توب) و(الكنيكت) اللذين وضعتهما العروس شرطاً أساسياً، ومن ثم أتم مراسم الزفاف، وما أن أنتهي الحفل إلا وتوجها إلى فندق خرطومي، ونسبة إلى المجهود الذي بذله في المناسبة خلد للنوم، وعندما صحي وجد زوجته تتواصل مع الأصدقاء بـ(الفيس بوك)، ولم تكن مهيأة للتحدث معه لأنها كانت منهمكة جداً في التواصل مع العالم الإفتراضي، فما كان منه إلا واقترب من الجهاز لاستبيان مع من تتحدث أو إلى من تبعث بالرسائل، وعليه أصبحت هي مشغولة بالدخول لـ(الإنترنت) أكثر من الاهتمام به للدرجة التي أدخلت فيهّ الغيرة والشك، وفي كثير من الأحيان يقرر أن يلقي بجهاز اللاب توب من نافذة الغرفة، ولكن يعود ويقول : (يجب أن ألا أفكر علي هذا النحو، وان لا أدع هذا التفكير يسيطر علي قبل التأكد من حقيقة ما يحدث)، فلا يمكن أن تكون زوجته تمارس فعل (الخيانة) بوجوده ، فلو كانت كذلك فهذه مصيبة كبيرة، وإذا كان يظلمها فالمصيبة أكبر، المهم أنه راقبها فوجدها تتواصل مع شاب عبر موقع (الفيس بوك)، فما كان منه إلا وانفصل منها، ما حدا بها أن تدخل في نوبة بكاء، وظلت تقول : (ماذا تفعل، ماذا أقول لاهلي)؟؟ ظلت هكذا وهي تحس بأنه ظلمها، فالشاب الذي أشار له زوجها ليس شاباً علي قيد الحياة، إنما هو شقيق صديقتها والصورة وضعتها بعد أن حدثت وفاته في حادث مروري بأحدي الدول العربية، ومنذ ذلك التاريخ سحبت صورتها الشخصية ووضعت صورته حيث كان يتكفل بنفقات دراستها الجامعية، وأكدت أنه إذا رغب في أن يسمع من صديقتها، فهي علي استعداد للاتصال بها، ويمكنه التواصل معها عبر (الشات) للتأكد أكثر وأكثر، المهم أنه تقصي الحقائق كاملة بالتحدث إلى صديقة زوجته التي حين علمت بطلاقها جاءت هي وشقيقها، وجلسا معه لساعات طويلة تجاذبا معه أطراف الحديث حول مواقع التواصل الاجتماعي وما تفرزه من سلبيات على المجتمع، وذلك من واقع الفهم الخاطيء في التواصل، ومن ثم حاولت أن تهدي من ثورة غضب الزوج بوضع يدها على المصحف الشريف مؤكدة أن الصفحة التي تظهر في اعلاها الصورة الشخصية لذلك الشاب ما هي إلا صفحتها الشخصية والصورة لشقيقها المتوفى في حادث مروري بأحدي الدول العربية ووضعت الصورة وفاءاً منها له لما ظل يقدمه لها بصورة مستمرة من دعم مالي إلى أن تخرجت من الجامعة.
إن العديد من الأزواج في جميع أنحاء العالم يقولون في مذكرات الطلاق التي يتقدمون بها انهم اكتشفوا (خيانة) من الطرف الآخر من خلال موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك)، فإن سبب واحد من كل عدد حالات طلاق يعود إلى اكتشاف الزوج تواصل زوجته مع شخص أو أشخاص عبر الإنترنت بالدخول في غرف الدردشة أو إرسال الرسائل بواسطة (الشات) وهي جميعا تندرج بإسهاب حول بعض الإشكاليات الخاصة التي تحدث بين شريكي الحياة ومجرد ما أن يدخل طرف ثالث يفسدها، وبالتالي كان صديقي في حاجة إلى الاستبيان أكثر وأكثر حتى يستطيع التخلص من الهاجس الذي سيطر عليه في تلك الأثناء، خاصة وأن الدراسات التي أجريت حول مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة تؤكد أن (الدردشة) و(الرسائل) عبر (الشات) والوسائل الآخرى تقود الشباب نحو الخروج من الملل الذي يشعرون به أحياناً للتسلية من خلال الإنترنت الذي بدوره يقودهم للتعارف مع مستخدمي المواقع الإلكترونية، وبمرور الزمن تنشأ بينهم علاقات تواصل تبدأ بالرسائل الخاصة جداً والتي لا يتم تخزينها على جهاز الكمبيوتر، ومن ثم تتطور هذه العلاقة للتواصل عبر (الدردشة) علماً بأنهم يجهلون بشكل تام حفظ ما يدور بينهما في جهاز الكمبيوتر المركزي لشبكة المعلومات، وقد استفادت الشركات المختصة من الإقبال الكبير جداً على مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) و (التويتر) و (الياهو) وغيرهم، فكل مستخدم لهذه المواقع يلجأ إلى الشركات المعنية حتى يتمكن من الوصول لكلمة المرور الخاصة به أو بشخص آخر حتى يدخل بها إلى صفحته أو صفحة الآخر ومطالعة صفحته ورسائله الخاصة.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...