الاثنين، 10 أبريل 2017

مها جعفر تحول سعودياً لشاب سوداني عبر فيديو حقق أكثر من مليون مشاهدة



جمع فيديو طريف بين السودانية مها جعفر والشاب السعودي فهد سال الذي ينشط فى اليوتيوب بعنوان(كيف تصبح رجلاً سودانياً؟)، وحقق الفيديو مشاهدات عالية في فترة وجيزة من نشره على موقع (اليوتيوب).
هكذا بدأت مها بتعليم فهد ارتداء العمامة السودانية المعروفة، وبعد أن ارتداها أصبح يقلد السودانيين بطريقة مرحة، ثم وضع الشال السوداني علي (كتفه)، ثم بدأت مها تعليمه التحدث بالطريقة السودانية وطريقة السلام باللهجة السودانية ، فيما أسمته الزحف السوداني مطالبة بنشر الفيديو للأصدقاء من الجنسيات الأخرى حتي يتحولوا لسودانيين.
بينما تقوم مها بتطبيق تحدي اللهجة السودانية مع السعودي فهد سال، بكلمات مثل (بري ، كر علي، كعب، الرأس المدوقس، عوير، كرور، كرعين وغيرها)، وحقق الفيديو أكثر من مليون مشاهدة في فترة وجيزة من بثه للمتلقي.


الخميس، 6 أبريل 2017

شرطي يشتري ملابس لشاب عاري في الشارع العام






أقدم شرطي علي شراء ملابس لشاب كان يجوب الشوارع عارياً ليضرب الشرطي بذلك السلوك النبيل مثالاً رائعاً يؤكد مقولة : (الشرطة في خدمة الشعب). وحظي تصرف الشرطي بالإعجاب والتعليقات عبر وسائط الميديا الحديثة التي وقفت كثيراً عند هذا المشهد الإنساني المؤثر.
وتشير التفاصيل إلي أن الشرطي وجد شاباً يجوب الشوارع عارياً فما كان منه إلا وان اشتري له بنطالا وقميصا والبسهما له في مشهد مؤثر جداً.
هذا وتداولت وسائط الإعلام الحديث صوراً للشرطي في تلك اللحظات المؤثرة والتي وجدت الإشادة من نشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين طالبوا بتكريم الشرطي تحفيزا له وحتى يحذو حذوه كل من يعمل في المؤسسات المرتبطة بالجمهور.


سراج النعيم : ليس دفاعاً عن أحمد البلال الطيب

...............................
ﻛﻠﻤﺎ ﺍﺯﺩﺩﻧﺎ تطوراً ﻓﻲ التكنولوجيا الحديثة ادركنا إننا نمضي في الإتجاه السالب أكثر من الإيجابي، ربما لأننا لا نتأمل في ﺣﻜﻤﺔ خلق الله سبحانه وتعالي للكون بما فيهم من ابتكروا (العولمة) ووسائطها المختلفة، حيث أنه وضع خارطة طريق للإنسان منذ صرخته ميلاده الأولي في الحياة، ويتمرحل منها إلي أن ينتهي به المطاف للشيخوخة.
من المعروف أن الإنسان يحلم، ويكبر الحلم معه يوماً تلو الآخر، ومع هذا وذاك تتولد في دواخله مشاعر ربما تكون إيجابية، أو سالبة تصاحبه في كل مراحله العمرية المختلفة، وأن كانت تبدأ أحلامه كبيرة، ثم تتضاءل إلي أن تتلاشي، أي أنه يجد الأيام والشهور والسنين قد مرت إلي أن يتفاجأ بزهرة شبابه قد ذبلت.
ومما ذهبت إليه أجد أن ذلك الشخص الفاشل في احلامه يبث احقاده حول نجاح الأستاذ أحمد البلال الطيب رئيس مجلس إدارة صحيفة (الدار) التي احرزت وتحرز المركز الأول توزيعاً علي الصحف السودانية، ورئيس تحرير صحيفة (أخبار اليوم)، وذلك بما كتبه الشخص المعني من معلومات لا تمت للواقع بصلة، مستغلاً وسائط الميديا الحديثة لإيصال رسالته المليئة بالاحقاد والضغائن، لمجرد أن الأستاذ أحمد البلال الطيب قدم مقترحاً لتحسين العلاقات السودانية المصرية، ولا أعتقد أنه ارتكب جرماً يستوجب الحملة الاسفيرية الفاشلة.
وبما إنني أعرفه المعرفة الحقة، فإنه إنساناً متواضعاً، حكيماً، مثقفاً، صاحب رؤية ثاقبة سياسياً، اقتصادياً، ثقافياً، فنياً، اجتماعياً وإنسانياً، الشواهد كثيرة علي نبله فقد سبق واتصلت به واخطرته بأن والدي عليه الرحمة قد اسعف لمستشفي (البقعة) للمرة الثانية، فلم يتوان ولو لكسر من الثانية في الاهتمام بالأمر، وقال لي بالحرف الواحد : (لا تفعل أي شيء، وسوف أصلك بعد دقائق)، وأثناء ما هو في طريقه الي كنت قد اعدت الإتصال به، مؤكداً له فيما بعد بأنه قد فارق الحياة، فتأثر غاية التأثر، ثم وصلني في نفس اليوم بالمنزل، وهذا الموقف ليس الأول بل سبقته الكثير من المواقف الإنسانية التي لا يسع المجال لذكرها جميعاً، لأنها مستمرة منذ عملي معه، كما أنه ظل يحرص علي تكليفي ببعض الملفات الساخنة، ولا يكتفي بل يصطحبني معه للأعمال الإنسانية التي يتبني أفكارها، ومنها مثلاً مرافقتي له والفريق أول ركن بكري حسن صالح، النائب الأول لرئيس الجمهورية عند زيارتهما للفنان الكبير النور الجيلاني بمنزله، ومن المواقف الإنسانية أيضاً أنه روي لي أهل طفل مريض بأنهم طالعوا في صفحة (أوتار الأصيل) بالصحيفة لقاء مع أحد الخيرين أكد من خلاله أن لديه منظمة تعمل على مساعدة المرضي للعلاج بالخارج ، فما كان منهم إلا وبحثوا عن مكتبه وفي غمرة البحث عنه دخلوا بالصدفة إلي مكتب الأستاذ أحمد البلال الطيب الذي أستقبلهم ببشاشة وبعد التحية والإحترام والإكرام وضعوا علي منضدته تكاليف علاج الطفل، فما كان منه إلا وان كتب لهم صكاً مالياً، فهل رجل بهذه الإنسانية يمكن أن تكون نظرته غير سليمة، وهل رجل في قامة الأستاذ أحمد البلال الطيب يستحق أن نجرح مشاعره بأي كلمة، فهو لم يفعل شيئاً سوي أنه قدم مقترحاً لحل إشكالية بين الإعلام المصري والسوداني، ولكم أن تقبلوها أو ترفضوها، دون الإساءة إليه.
منذ أن عرفت الأستاذ أحمد البلال الطيب وجدته إنساناً لا يلتفت إلي صغائر الأمور، ولا يخلق من الحبة قبة، وهذا النهج الذي ظل ينتهجه جعله يحقق النجاح تلو الأخر مكافحاً، منافحاً ومناضلاً من أجل السودان، أما الحديث عن امبراطوريته فإنه حديث ينم عن حقد وحسد لا أكثر، فهو قد بناها بعد أن قضي حياته ﻓﻲ ﻛﺪﺡ ﻭﻋﻨﺎﺀ؟، وبالتالي يجيب ذلك علي التساؤلات السالبة المطروحة، مما يؤكد أن النقد الذي وجه إليه لا يخرج عن الغل والمغالاة المؤكدة أن ذلك الشخص لا يري الحقائق إلا من خلال نظارة سوداء لا تدعه يشاهد الأشياء في صورتها الصحيحة، وبالتالي لا يمكن أن يفكر في كيفية تكريم الرجل تكريماً يليق به ﻟﻠﺪﻭﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ لعبه ﻓﻲ ﺷﺘﻲ ﻣﻨﺎﺣﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ولكن أقول له إن في تكريم الأستاذ أحمد البلال الطيب ﺳﺎﻧﺤﺔ طيبة ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ عما قدمه للوطن طوال سنوات عمله الصحفي والإعلامي الذي حث في إطارها رئاسة الجمهورية ﻋﻠﻲ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻭﺗﻜﺮﻳﻢ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﺠﻴﻼﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ‏(ﺍﺑﻮﺣﻠﻴﻤﺔ‏)، وﺗﻤﺨﺾ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺗﻜﻔﻞ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺃﻭﻝ ﺭﻛﻦ ﺑﻜﺮﻱ ﺣﺴﻦ ﺑﻨﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺑﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ، وعليه كان للمبادرة أثراً كبيراً في إستجابة النائب الأول لرئيس الجمهورية للنداءات المكتوبة والمباشرة من الأستاذ أحمد البلال الطيب والتي أسفرت عن الزيارة التاريخية ضمن وفد رفيع المستوي، ثم تكفلت رئاسة الجمهورية بنفقات العلاج في الخارج.
وعندما كلفني الأستاذ أحمد البلال الطيب بمرافقته والوفد الرئاسي إلي منزل الفنان المبدع النور الجيلاني كنت في غاية السعادة كون أن الدولة استجابت للنداءات وكان أن أجريت معه حواراً يوضح فيه حقيقة مرضه بكل شفافية درءاً لبعض الشائعات المغرضة التى يطلقها البعض عبر وسائط التقنية الحديثة مابين الفينة والاخري، وكنت انفي هذه الشائعة أو تلك لإلمامي بأنها غير صحيحة، وكان النور يسخر منها دائماً بقوله : (سامحهم الله فالأعمار بيده).
حقيقة ظل الأستاذ أحمد البلال الطيب مهموماً بمرض الفنان النور الجيلاني الذي كتب عنه سلسلة حلقات عبر عموده المقروءة (نقطة نظام) الذي نشر بصحيفتي (الدار) و(أخبار اليوم) إلي أن توج حملته الإنسانية بالزيارة التاريخية للسيد الفريق أول ركن بكري حسن صالح النائب الأول، وهذا يؤكد أنه مهموم جداً بما يدور في الحركتين الثقافية والفنية رغماً عن مشغولياته بالشأن السياسي، إلا أنه يفرد مساحات للثقافة والفن عبر إصداراته الصحفية ( الدار )، و(أخبار اليوم) ولم يتوقف عطائه عند هذا الحد إنما أصدر صحيفة فنية في ظل الركود الذي يشهده سوق الصحافة بصورة عامة، إلا أنه ورغماً عن ذلك صبر وصابر علي مدي سنوات ينفق من ماله دون تذمر أو تضجر وكما تعلمون فإن التوزيع لا يغطي تكاليف الطباعة، لذلك كنت أتوقع من القائمين علي أمر الثقافة والفن في البلاد أن يبادروا إلي تكريم الأستاذ احمد البلال الطيب.

حكايات (ماسأوية) حول أبناء وضعوا الأمهات والأباء في دور الإيواء (3-3)



............................
الدار تعيد طبيباً شهيراً لأسرته أحضرته الشرطة لدار (العجزة والمسنين)
.............................
مغترب يعود للسودان بعد سنوات.. فيتفاجأ بوالده سجل ممتلكاته لأشقائه
...............................
جلس إليهم : سراج النعيم
.................................
وتستمر (الدار) في سرد الحكايات (المأساوية) حول دور الإيواء الخاصة بـ(العجزة والمسنين) من الأمهات والأباء الذين وجدت أنهم يعيشون وحيدين بعد أن افنوا زهرة شبابهم في خدمة فلذات الأكباد دون أن يبادلوهم الوفاء بالوفاء، فهل جرب أحداً منكم أن يسيطر عليه ذلك الإحساس المتمثل في الجلوس وحيداً لا أنيس سوي الظلام الذي يداعب في إطاره الجدران المغبّرة ، ومع هذا وذاك هواجس لا تعرف متي تنتهي، وماذا يخفي لك الغد؟.
ومن هنا نجد أن ﺩﻭﺭ ﺍلإﻳﻮﺍﺀ ﺗﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻨﺰﻻﺀ ﻋﺒﺮ ﻗﻨﻮﺍﺕ رسمية هي ﺷﺮﻃﺔ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﻣﺪﻳﺮﻱ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻭﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺩ إلي دور الإيواء ﺗﺘﻔﺎﻭﺕ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ إلي ﺃﺧﺮﻱ، ﻓﺎﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ للعمل ﺃﻭ ﺗﻠﻘﻲ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﻓﻲ المستشفيات، ﻭﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻬﻢ ﺻﻠﺔ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﺑﺎلخرطوم ﻣﻤﺎ ﻳﻘﻮﺩﻫﻢ للتسول ﻭﺍﻟﺪﺟﻞ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺫﺓ.
وفي السياق ﻳﺤﻜﻲ أحد المسنين ﻣﺎسأﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺗﺖ ﺑﻪ إلي ﺩﺍﺭ (ﺍﻟﻌﺠﺰﺓ ﻭﺍﻟﻤﺴﻨﻴﻦ) ﻗﺎﺋﻼً : كنت مغترباً في إحدي الدول النفطية، وعندما عدت إلي السودان ﻭﺟﺪﺕ ﺃﻥ ﻭﺍﻟﺪﻱ قد ﻭﺯﻉ املاكه إلي اشقائي رغماً عن إنني أصغرهم سناً، ﻭﻟﻢ ﻳﻀﻌﻨﻲ ﻓﻲ ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻪ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻢ ﺃﺟﺪ ﻟﻲ ﻣﺄﻭﻱ ﺳﻮﻱ دار العجزة والمسنين.
وأثناء تجوالي في دور الإيواء استوقفني مسناً ﻳﺒﻠﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ‏(120 ﻋﺎﻣﺎً‏)، فجلست بجواره وبدأت اتجاذب معه أطراف الحديث، الذي اكتشفت من خلاله أنه ﻣﻦ ﺃﺳﺮﺓ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ أم درمان، وعندما حاولت أن أطرح ﻋﻠﻴﻪ بعضاً من ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ؟ كان يرد علي بالعودة ﺇلي الماضي ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ، وبما أنه لا يستوعب ما يدور من حوله سعت إدارة دار الإيواء للبحث ﻋﻦ ﺃﺳﺮته مستفيدة ﻣﻦ ﻫﻴﺌﺘﻪ المتمسك بها والتي تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أﻧﻪ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺇلي ﺃﻧﺼﺎﺭ ﺍﻷﻣﺎﻡ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ، ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺑﺪﺃوا ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ عن أسرته بتوجيه الأسئلة إلي ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ، ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻻ ووصلوا إلي نتيجة تؤكد ﺃﻥ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻨﻪ ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮﺓ، ﻭﻟﻮﻻ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﻟﻤﺎ ﺗﻮصلت الإدارة إلي ﺃﺳﺮﺗﻪ، ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺗﺼﻨﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﺎئهة.
وفي ذات الإطار أحضرت الشرطة ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2009م ﻣﺴﻨﺎً إدارت ﻣﻌﻪ إدارة دار العجزة والمسنين حواراً توصلت من خلاله إلي ﺃﻧﻪ ﻃﺒﻴﺒﺎً شهيراً ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ.
وتشير وقائع قصته إلي أنه خرج مع أبنائه لأداء صلاة الجمعة في المسجد القريب من منزله، إلا أنه اختفي فيما بعد، وصادف ذلك أن آﺗﻲ صحفياً ﻣﻦ ﺻﺤﻴﻔﺔ (ﺍﻟﺪﺍﺭ) ﺯﺍﺋﺮﺍً لحظة وجود الطبيب، فطلبت منه إدارة دار الإيواء التقاط صورة له وكان أن تم إنزالها في اليوم التالي ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭ الصفحة ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﻓﺎﺗﻀﺢ بعد ذلك ﺃنه يقطن (ﺍﻟﺴﺎﻣﺮﺍﺏ) التي جاء منها أبنائه ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺎﺡ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ، وقاموا باستلامه، مؤكدين أن ﻭﺍﻟﺪﻫﻢ ﻭﺻﻞ ﺇلي ﻣﺮﺣﻠﺔ ‏(اﻟﺨﺮﻑ‏)، وأنه حينما فقد منهم كان قد ﺫﻫﺐ ﻣﻌﻬﻢ لأﺩﺍﺀ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ، ﻭﺑﻤﺎ أﻥ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻛﺒﻴﺮﺍً ﺿﺎﻉ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ليبدأوا رحلة البحث عنه في ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﻭﻣﺸﺮﺣﺔ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻭﺃﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ وﺍﻟﺘﻲ حينما ﻭﺟﺪﺗﻪ ﺃﺣﻀﺮﺗﻪ إلي دار العجزة والمسنين، وأكد أبناء الطبيب أنهم ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻳﺘﺨﻴﻠﻮﻥ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺩﺍﺭ للعجزة والمسنين.
هذا وكان الطبيب الشهير يدلى بمعلومات ﺻﺤﻴﺤﺔ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﺟﺪﺍً ﻷﻧﻪ كان ﻟﺪﻳﻪ ﻋﻴﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻣﻨﺬ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ.
ﻭﻗﺎﻝ ﻣﺤﻤﺪ العامل في دار الإيواء : ﻳﻮﺟﺪ ﻧﻘﺺ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇلي لها دور الإيواء، ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻼﺟﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺑﺎﻫﻈﺔ ﺍﻟﺜﻤﻦ، وهي ﺧﺎﺭﺝ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻭﻣﻊ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ أﺭﺗﻔﻊ ﺳﻌﺮﻫﺎ، ﻭﻧﺤﻦ ﺩﺍﺋﻤﺎً نشتريها ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻓﺎﻋﻠﻲ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺄﺗﻮﻥ إلي دور الإيواء ﻭﻳﺴﺄﻟﻮﻥ ﻋﻦ الاحتياجات ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﻴﻨﺔ ﻭﺍﻷﺧﺮﻯ .
ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻻﺣﻈﺖ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ كبير ﺑﺎﻟﻨﺰﻻﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻭﺍﻟﻜﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻷﻛﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﻭﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ، ﻛﻤﺎ أﻥ دور الإيواء ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﻤﺨﺘﺺ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻧﻮﻉ ﻭﻛﻤﻴﺔ ﺍﻷﻛﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺇﻋﻄﺎﺋﻬﺎ ﻟﻠﻨﺰﻻﺀ ﺍﻟﻤﺮﺿﻲ، ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻻﺣﻈﺖ أنها ﺗﻔﺘﻘﺮ ﺇلي ﺍﻟﺠﻮ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺘﺎﺟﻪ ﺍﻟﻤﺴﻦ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ أﻭ ﺍﻟﺴﻤﺮ ﺑﺎﻟﺪﺍﺭ ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺣﺠﺮﺍﺕ ﻋﺰﻝ ﻟﻠﻨﺰﻻﺀ ﺍﻟﻤﺮﺿﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺰﻻﺀ ﺍﻟﺠﺪﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻘﺮﺭ ﺍﻧﻀﻤﺎﻣﻬﻢ ﺇلي ﺟﺎﻧﺐ ﺃﻥ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺗﻌﻤﻞ ﺟﺎﻫﺪﺓ ﻋﻠﻲ ﺭﺑﻂ ﺍﻟﻨﺰﻻﺀ ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺑﻬﻢ، ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺍﺕ، ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺤﻔﻼﺕ ﺍﻟﺘﺮﻓﻴﻬﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺟﻠﺐ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻄﺮﺑﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻄﺮﺑﺎﺕ، ﻭﻣﻌﻈﻢ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻨﺰﻻﺀ ﻣﺤﻮﻟﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﺸﻔﻲ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ النفيسة.
ﻋﻠﻴﻪ ﻧﻘﺘﺮﺡ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺇﺗﺤﺎﺩ، ﺃﻭ ﻧﻘﺎﺑﺔ ﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ ﻳﻨﺤﺼﺮ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺨﻄﻴﻂ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻭﺗﻨﺴﻴﻘﻬﺎ ﻣﻊ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺣﺘﻰ ﺗﺴﻬﻞ ﻣﻬﻤﺔ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺇلي ﺍﻟﻌﺠﺰﺓ ﻭﺍﻟﻤﺴﻨﻴﻦ ﻣﻊ ﺃﻫﻠﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ أﻭ ﻓﻲ ﺩﻭﺭ ﺍﻹﻳﻮﺍﺀ، ﻭﻧﻮﺻﻰ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﻋﻤﻞ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻭﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﺄﺳﺮ ﺍﻟﻨﺰﻻﺀ، ﺃﻭ ﺑﻴﺌﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﻦ ﻋﻠﻰ ﺻﻠﺔ ﺩﺍﺋﻤﺔ ﻭﻭﺛﻴﻘﺔ ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ.




صادرات مصر تفقد 7 أسواق عالمية.. و4 مليارات دولار «فاتورة الخسارة» في عام

................................................
قبل قرار تحرير سعر صرف الجنيه في مصر، سمعنا تصريحات رسمية صادرة عن شخصيات نافذة داخل الجهاز المصرفي، تؤكد أن قرار «التعويم» كان لابد منه؛ لتحسّن بيئة التصدير، إلا أن هذا الأمر لم يحدث، ولم يحدث تحسن، بل على العكس، شهدت الصادرات المصرية تراجعًا، خاصة الصادرات الزراعية التي تحتل مساحة ضخمة تصل إلى 23%، أغلبها لأسباب فنية تتعلق بعدم تكافؤ المحاصيل والمواد الغذائية صحيًا.
خلال هذه المدة، رفضت نحو 8 دول شحنات مصرية من مواد غذائية ومنسوجات، حيث رفضت الولايات المتحدة محصول الفراولة، ونفضت الكويت يدها من محصول الفلفل والفراولة، تبعتها المملكة العربية السعودية، ثم قطر على التوازي، أعقب ذلك حظر السودان لغالبية المحاصيل الزراعية، بل والمُنتجات المُصنَعة منها.
لم تكتف الدول بمعاقبة مصر لهذه الأسباب الصحية فقط، ولكن أخيرًا حظرت شركة ديزني العالمية دخول منسوجات 28 شركة مصرية بسبب تقرير البنك الدولي الصادر قبل أشهر الذي وصف الأحوال السياسية والاقتصادية بعدم الحياد وانعدام الشفافية والنزاهة وضياع مبدأ الحوكمة الرشيدة.
فتحت قضية رفض شركة ديزني العالمية لاستيراد المُنتجات المصرية، الباب أمام قضية فقدان الصادرات المصرية نحو 7 أسواق تصديرية خلال عام واحد فقط.
فمنذ رفض الولايات المتحدة دخول المحاصيل والمواد المُصنعة منها إلى بلادها، أعقبها 6 دول هي روسيا والسعودية والكويت وقطر والسودان وكندا، فضلًا عن قرار دولة السودان الأخير الصادر خلال الشهر الجاري الذي أكد حظر استيراد المُنتجات المُصنعة من المحاصيل الزراعية المصرية أيضًا المحظور استيرادها.
الصادرات واحدة من أكبر الروافد الدولارية، إلا أنها تعرضت لتناقص شديد بعد عام 2013، حيث سجلت إحصائيات وزارة الصناعة والتجارة، انخفاض حجم الصادرات من 22،3 مليار دولار خلال عام 2013 إلى 18،7 مليار دولار خلال العام المنُقضي، بانخفاض 4 مليارات دولار خلال عام واحد.
وأظهر تقرير المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، الصادر قبل أيام، أن إجمالي تصدير الحاصلات الزراعية وصل إلى 2،1 مليار دولار، خلال الموسم الزراعي المنُقضي مقارنة بـ 3،2 مليار دولار خلال العام الذي سبقه، بانخفاض نحو مليار دولار دفعة واحدة.
تفصيلًا، خسرت مصر سوق الولايات المتحدة، حيث انخفضت صادرات مصر إلى 259 مليون دولار خلال الربع الأول من الموسم الزراعي المنُقضي، مقارنة بـ 295 مليون دولار خلال العام الذي سبقه، بانخفاض يقترب من 40 مليون دولار، بحسب إحصائيات وزارة الصناعة والتجارة، التي كشفت أيضًا تقلص حجم الصادرات الزراعية المصرية للسودان إلى أقل من 200 مليون دولار خلال الموسم الزراعي المُنقضي.
واتفقت معظم الدول الرافضة للصادرات المصرية أن مصر تستخدم في ري محاصيلها مياه غير صالحة للاستخدام الزراعي والصحي.
وكانت الواقعة الأوضح حظر دولة السودان الصادرات الزراعية بخطاب رسمي والذي ذيلته بتأكيدها على استخدام مياه “غير صالحة للاستخدام الآدمي”.
وكشف الدكتور نور عبد المنعم، الخبير الزراعي، أن مصر تستخدم نحو 18 مليار م3 من مياه الصرف في الزراعة، عادة ما تكون معُالجة بشكل أولي فقط، وذلك من إجمالي استخدام المياه في الزراعة البالغة 40 مليار م3. وتابع، أن عملية معُالجة المياه تمر بثلاث مراحل أساسية حتى تكون صالحة للزراعة، لكن في مصر الوضع لا يسير بشكل صحيح، خاصة في استخدام مياه الصرف الصحي.
وتفند دراسة وزارة البيئة الصادرة قبل عامين، طبيعة مياه الصرف المُستخدمة في الزراعة، حيث يصل حجم مياه الصرف الزراعي المُستخدمة نحو 13،7 مليار م3 والصرف الصناعي 150 مليون م3 ومياه الصرف الصحي 872 مليون م3 ومياه تبريد محطات الكهرباء 3،5 مليار م3.
وتكشف دراسة زراعية صادرة عن معهد البحوث الزراعية، أن متر المياه المعُالجة يتكلف ما يتجاوز الـ 60 جنيهًا، ذلك لأنه تستخدم فيه مواد كيمائية وآلات ميكانيكية تكنولوجية. وتنقسم عمليات المعالجة إلى “تمهيدية- إبتدائية- ثنائية وثلاثية بيولوجية” ثم تكون المرحلة الأخيرة وهي المعُالجة الكيمائية والتي لها مراحلها أيضًا.
وأشار عبد المنعم إلى أن مياه الصرف الزراعي تشّكل نحو 18 مليار م3، ومياه الصرف الصحي نحو 9 مليارات م3، غالبًا ما تذهب جميعها إلى مجاري الترع الكبرى ونهر النيل، فضلًا عن صرف أغلب مصانع الصعيد والسكر والورق بالدلتا المياه المنصرفة عنها في مجرى نهر النيل.
واستند الخبير الزراعي في تأكيده حول سمُيةِ مياه الصرف الزراعي إلى تقرير وزارة البيئة الصادر خلال عام 2016، والذي أوضح أن مياه الصرف تحتوي على عناصر صلبة وذائبة وهي غالبًا ما تكون بقايا مبيدات ومعادن ثقيلة وأملاح معدنية ومواد عضوية غير قابلة للتحلل وغيرها.
مياه هذه المصارف، تحتوي على أملاح، عملت على زيادة نسب الأملاح في نهر النيل، إذ وصلت عند أسوان 187 ملي جرام لتر، وعند القاهرة وصلت إلى 248 ملي جرام لتر، بحسب تقرير لوزارة البيئة عن حالة النيل، الذي أكد أن مياه هذه المصارف تحمل مواد عضوية، بلغ تركيزها 6 ملجملتر في مجرى النهر، وارتفعت تركيزات BOD “الأكسجين المُستهلك حيويًا” أمام مصبات المصارف الزراعية بسبب الصرف الصناعي، وخاصة عند منطقتي التبين والحوامدية، إذ وصلت إلى ما يقرب من 20 جزءا في المليون. كما بلغت متوسطات تركيزات المعادن الثقيلة “الكادميوم – الرصاص – الكروم” 0.01 ملي جرام، و0،52 ملي جرام، أما المنجنيز 0،1 ملي جرام.
وبحسب الخبير الزراعي، فإنه وحتى تسُتخدم مياه الصرف في الزراعة، تمر بمراحل المعالجة المذكورة، حيث يتم فصل وتقطيع المواد العضوية في المعالجة التمهيدية ويتم إزالة من 5- 10% من المواد العضوية القابلة للتحلل، ونحو 20% من المواد العالقة. ثم تستُخدم عملية الترسيب لإزالة نحو 40% من المواد العضوية؛ تليها عملية المعالجة الثانوية، وهي عملية تحويل إحيائي للمواد العضوية إلى كتل حيوية تزال فيما بعد عن طريق الترسيب، حيث تتم إزالة 90% من المواد القابلة للتحلل، و85% من المواد العالقة.
وحول استخدامات هذه المياه في الزراعة، كشف الدكتور جمال صيام أستاذ الزراعة بجامعة القاهرة، أن مياه الصرف أيا كانت وسيلة معالجتها يحظر استخدامها في ري المحاصيل الزراعية وبخاصة المحاصيل التي تؤكل طازجة، مشيرًا إلى ضرورة استخدامها في ري الغابات أو الأشجار المثمرة مثل أشجار الزيتون أو الصبار أو غيرها من النباتات العطرية والطبية؛ حيث يمكن استخدام مياه الصرف الصحي في أغراض الزراعة بنسبة 60%، والصناعة بنسبة 30%، وتغذية المياه الجوفية بنسبة 10%.
وصنف أحد التقارير الدولية مصر ضمن الدول الأكثر استخدامًا لمبيدات محظورة، فضلًا عن استخدامها مبيدات تخضع في تداولها للفئة “ج” التي تستُخدم في ظروف جوية وطبيعة مختلفة عن مصر ذات الجو الحار.
وقال الخبير الزراعي والأستاذ بجامعة القاهرة، الدكتور نادر نور الدين، إن وزارة الزراعة تستخدم مبيدات محظور استخدامها عالميًا أبرزها مبيدات التموباك ودي دي تي والملاثيون والدايموثويت والنيماكور، فضلًا عن انتشار المبيدات المغشوشة بمصر والتي تصل نسبتها إلى 15% من إجمالي المبيدات المُستخدمة في مصر والتي تصل إلى 8 آلاف طن سنويًا.
وأوضح، أن هذه المبيدات هي سبب رئيسي في حظر بعض الدول الخارجية للصادرات المصرية خلال الفترة الأخيرة مثل السودان والولايات المتحدة والكويت والسعودية، مشيرًا إلى ضرورة إتباع قواعد منظمة الكودكس الدولية في الزراعة. وتابع نور الدين، أن هذه المبيدات الخطرة تؤدي لانتشار أمراض السرطان والإجهاض والتخلف العقلي والتسمم.
وحذر الخبير الزراعي من استخدام بعض شركات الحاصلات الزراعية والفلاحين مبيدات “فلاتراسين -داي كلونتيل” بخاصة في رش الخضروات ما يتسبب في رفض صادراتها الزراعية، لأنها شديدة السُمية ويحظر استخدامها في رش الخضروات أو الفاكهة.
محمد حميد

“حفرة الدخان” للزوجات في السودان

................................
أثّرت الحداثة على الموروثات والعادات السودانيّة، وقد اختفى بعضها تماماً، باستثناء “حفرة الدخان” التي قاومت الحداثة وظلّت تحتفظ بمكانتها وسط نساء السودان، كجزء مكمّل للزواج. “الدكّة” كما تعرف محليّاً أو “حفرة الدخان”، عبارة عن حمام بخار من دون مياه، يعمل على دخان الحطب فقط. عرفه السودانيون منذ آلاف السنين، وقد ارتبط بثقافتهم وتوارثته الأجيال. حمام البخار هذا يفصل بين حياة الفتاة ما قبل الزواج وما بعده، ويعدّ مؤشراً لبداية الحياة الزوجية.
بعد خطوبة الفتاة وتحديد موعد الفرح، تحبس في المنزل لمدة شهر، ويكون الدخان خلال هذه الفترة رفيقها لأهميته في تحضيرها لليلة العرس. ونادراً ما يخلو أي منزل في السودان من “حفرة دخان”، وعادة ما تحفر في باحة المنزل بعمق 50 سنتمتراً. ويثبّت في داخلها إناء من الفخّار بشكل دائري، ويوضع في داخله قطع من حطب “الطلح” أو الشاف أو الهبيل أو طلح السدر، وعدد من جمرات النار. وتجلس عليه العروس، بعدما تضع “برش”، وهو عبارة عن سجّاد دائري مصنوع من جريد النخل، وفيه فتحة دائرية بحجم الحفرة. بعدما تجلس على الحفرة عارية، تغطي جسدها ببطانيّة سميكة أو “شملة”. قبل ذلك، تدهن جسدها بدهن تقليدي من شحم الضان، يخلط بزيت السمسم ويضاف إليه مجموعة من العطور وماء الغرنفل، لتصبح رائحته عطرة.
وهناك طقوس عدة تتعلّق بالدخان بالنسبة للعروس. وعادة ما تتولى هذه المهمة إمرأة كبيرة في السن وصاحبة خبرة، حتى لا يتضرر جسم العروس. كذلك، تتبع العروس حمية غذائية تركز على الحلويات والنشويات رغبة في تسمينها، علماً أنّ الدخان يساهم في فتح شهيّتها.
يرافق الدخان المرأة طوال حياتها. وعادة ما تمارس هذا الطقس يوميّاً أو أسبوعياً، ولا تتخلى المتزوجة عنه إلا في حال انفصالها عن زوجها أو وفاته أو سفره. وقد تتوقف في فترات معيّنة في حال وفاة أحد أقاربها. وتعدّ حفرة الدخان رفيقة المرأة السودانيّة المتزوجة أينما كانت. وبدلاً من الحفرة، بات هناك إناء دائري من الفخّار يسهل حمله.
وتتعدّد مزايا الدخان، إذ يساهم في تنعيم الجسم ومنحة لوناً ذهبيّاً، ويساعد في تسهيل التئام جروح الولادة، عدا عن تسهيل الولادة الطبيعية. وهذا الطقس هو إشارة للزوج بالرغبة في الجماع، نظراً إلى كون المجتمع السوداني محافظاً، وعادة ما تشعر المرأة بالخجل. وبمجرد أن تمارس المرأة هذا الطقس، وتتعطّر بالعطور التقليدية المعروفة باسم “الخمرة والبخور”، يفهم الزوج رغبتها. لذلك، يعدّ الدخان محرّماً بالنسبة للفتاة غير المتزوجة.
وللدخان السوداني فوائد علاجيّة، من بينها أنه علاج طبيعي للروماتيزم وآلام الظهر والمفاصل والقدمين. كذلك، يساهم في تقويتها فضلاً عن معالجته بعض الالتهابات، كالتهابات المجاري البولية ونزلات البرد والإسهال، بالإضافة إلى التخفيف من الكسل والإرهاق والخمول.
ويرى أطبّاء أن هناك فوائد للدخان، منها إفراز الجسم كميّة من الأملاح عبر التعرّق، وقتل الجراثيم وتقليل الالتهابات التي تصيب النساء، فضلاً عن مساهمته في تبييض البشرة. ويرى البعض أنّ الارتباط الوجداني بالدخان لدى السودانيّين أكبر، كونه مكتسبا منذ الصغر. في المقابل، فشلت زيجات كثيرة بسبب اختلاف وجهات النظر.
وتقول نفيسة (35 عاماً): “علاقتي مع زوجي ساءت بسبب إصراري على الدخان، ووصلت إلى حد الانفصال. أخشى سخرية الناس”. تضيف: “إذا لم أفعل ذلك، يمكن أن أخسر والدتي، التي تعتبر أن الدخان جزء من المظهر الاجتماعي”. أما محمد، فيؤكّد أن لديه صديقاً انفصل عن زوجته الأجنبية بعد فشله في إقناعها بممارسة العادات السودانية، من بينها الدخان.
إضافة إلى الدخان، يقطّع الطلح ويحمل على الأكتاف إلى منزل العروس، مع الغناء والزغاريد والرقص. وبات هناك ما يعرف بـ “شيلة الدخان”، ويعمد أهل العريس إلى إرسال نساء كبار في السن، مع مجموعة كبيرة من طلح الدخان ومتطلباته الأخرى من زيت وطحينة وحلاوة، بهدف الاهتمام بالعروس وجعلها تخرج بأبهى صورة ليلة فرحها.
ويحذّر بعض الخبراء من الدخان، ويطالبون بضرورة التخلّي عنه. وتعدّ جمعية محاربة العادات الضارة أحد المطالبين بإلغاء هذه العادة. إلا أن الدعوات لم تجد آذاناً صاغية من قبل السودانيّين، وقد واجهت كثيراً من السخرية، باعتبارها عادة متوارثة منذ آلاف السنين.
تقول آمنة (40 عاماً): “عرفنا الدخان منذ طفولتنا، ويعدّ جزءاً من تربيتنا، وقد توارثناه عبر الأجيال، وأصبح جزءاً من كيان وصورة الزوجة”. تضيف: “لو كانت حفرة الدخان تسبّب المرض، لما كنّا ما زلنا على قيد الحياة”. تضيف أن أمراض السرطان وغيرها هي نتيجة الحداثة”.
يشار إلى أن رائحة الدخان تعدّ معطّراً طبيعياً، خصوصاً أنها تساهم في إزالة رائحة العرق وغيرها من الجسم والشعر. كذلك، يساهم الدخان في تغذية بُصيلات الشعر وتقويتها ومساعدتها على النمو. بعدها، يدهن الشعر بزيت خاص. فخلال الجلسة والتعرّق، تتفتح مسامات الجلد ويتغذى الشعر. أيضاً، فإن المداومة على الدخان تزيل التجاعيد من الجلد، خصوصاً الوجه والكتفين والقدمين.
الخرطوم ــ العربي الجديد

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...