...............................
ﻛﻠﻤﺎ ﺍﺯﺩﺩﻧﺎ تطوراً ﻓﻲ التكنولوجيا الحديثة ادركنا إننا نمضي في الإتجاه السالب أكثر من الإيجابي، ربما لأننا لا نتأمل في ﺣﻜﻤﺔ خلق الله سبحانه وتعالي للكون بما فيهم من ابتكروا (العولمة) ووسائطها المختلفة، حيث أنه وضع خارطة طريق للإنسان منذ صرخته ميلاده الأولي في الحياة، ويتمرحل منها إلي أن ينتهي به المطاف للشيخوخة.
من المعروف أن الإنسان يحلم، ويكبر الحلم معه يوماً تلو الآخر، ومع هذا وذاك تتولد في دواخله مشاعر ربما تكون إيجابية، أو سالبة تصاحبه في كل مراحله العمرية المختلفة، وأن كانت تبدأ أحلامه كبيرة، ثم تتضاءل إلي أن تتلاشي، أي أنه يجد الأيام والشهور والسنين قد مرت إلي أن يتفاجأ بزهرة شبابه قد ذبلت.
ومما ذهبت إليه أجد أن ذلك الشخص الفاشل في احلامه يبث احقاده حول نجاح الأستاذ أحمد البلال الطيب رئيس مجلس إدارة صحيفة (الدار) التي احرزت وتحرز المركز الأول توزيعاً علي الصحف السودانية، ورئيس تحرير صحيفة (أخبار اليوم)، وذلك بما كتبه الشخص المعني من معلومات لا تمت للواقع بصلة، مستغلاً وسائط الميديا الحديثة لإيصال رسالته المليئة بالاحقاد والضغائن، لمجرد أن الأستاذ أحمد البلال الطيب قدم مقترحاً لتحسين العلاقات السودانية المصرية، ولا أعتقد أنه ارتكب جرماً يستوجب الحملة الاسفيرية الفاشلة.
وبما إنني أعرفه المعرفة الحقة، فإنه إنساناً متواضعاً، حكيماً، مثقفاً، صاحب رؤية ثاقبة سياسياً، اقتصادياً، ثقافياً، فنياً، اجتماعياً وإنسانياً، الشواهد كثيرة علي نبله فقد سبق واتصلت به واخطرته بأن والدي عليه الرحمة قد اسعف لمستشفي (البقعة) للمرة الثانية، فلم يتوان ولو لكسر من الثانية في الاهتمام بالأمر، وقال لي بالحرف الواحد : (لا تفعل أي شيء، وسوف أصلك بعد دقائق)، وأثناء ما هو في طريقه الي كنت قد اعدت الإتصال به، مؤكداً له فيما بعد بأنه قد فارق الحياة، فتأثر غاية التأثر، ثم وصلني في نفس اليوم بالمنزل، وهذا الموقف ليس الأول بل سبقته الكثير من المواقف الإنسانية التي لا يسع المجال لذكرها جميعاً، لأنها مستمرة منذ عملي معه، كما أنه ظل يحرص علي تكليفي ببعض الملفات الساخنة، ولا يكتفي بل يصطحبني معه للأعمال الإنسانية التي يتبني أفكارها، ومنها مثلاً مرافقتي له والفريق أول ركن بكري حسن صالح، النائب الأول لرئيس الجمهورية عند زيارتهما للفنان الكبير النور الجيلاني بمنزله، ومن المواقف الإنسانية أيضاً أنه روي لي أهل طفل مريض بأنهم طالعوا في صفحة (أوتار الأصيل) بالصحيفة لقاء مع أحد الخيرين أكد من خلاله أن لديه منظمة تعمل على مساعدة المرضي للعلاج بالخارج ، فما كان منهم إلا وبحثوا عن مكتبه وفي غمرة البحث عنه دخلوا بالصدفة إلي مكتب الأستاذ أحمد البلال الطيب الذي أستقبلهم ببشاشة وبعد التحية والإحترام والإكرام وضعوا علي منضدته تكاليف علاج الطفل، فما كان منه إلا وان كتب لهم صكاً مالياً، فهل رجل بهذه الإنسانية يمكن أن تكون نظرته غير سليمة، وهل رجل في قامة الأستاذ أحمد البلال الطيب يستحق أن نجرح مشاعره بأي كلمة، فهو لم يفعل شيئاً سوي أنه قدم مقترحاً لحل إشكالية بين الإعلام المصري والسوداني، ولكم أن تقبلوها أو ترفضوها، دون الإساءة إليه.
منذ أن عرفت الأستاذ أحمد البلال الطيب وجدته إنساناً لا يلتفت إلي صغائر الأمور، ولا يخلق من الحبة قبة، وهذا النهج الذي ظل ينتهجه جعله يحقق النجاح تلو الأخر مكافحاً، منافحاً ومناضلاً من أجل السودان، أما الحديث عن امبراطوريته فإنه حديث ينم عن حقد وحسد لا أكثر، فهو قد بناها بعد أن قضي حياته ﻓﻲ ﻛﺪﺡ ﻭﻋﻨﺎﺀ؟، وبالتالي يجيب ذلك علي التساؤلات السالبة المطروحة، مما يؤكد أن النقد الذي وجه إليه لا يخرج عن الغل والمغالاة المؤكدة أن ذلك الشخص لا يري الحقائق إلا من خلال نظارة سوداء لا تدعه يشاهد الأشياء في صورتها الصحيحة، وبالتالي لا يمكن أن يفكر في كيفية تكريم الرجل تكريماً يليق به ﻟﻠﺪﻭﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ لعبه ﻓﻲ ﺷﺘﻲ ﻣﻨﺎﺣﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ولكن أقول له إن في تكريم الأستاذ أحمد البلال الطيب ﺳﺎﻧﺤﺔ طيبة ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ عما قدمه للوطن طوال سنوات عمله الصحفي والإعلامي الذي حث في إطارها رئاسة الجمهورية ﻋﻠﻲ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻭﺗﻜﺮﻳﻢ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﺠﻴﻼﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ (ﺍﺑﻮﺣﻠﻴﻤﺔ)، وﺗﻤﺨﺾ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺗﻜﻔﻞ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺃﻭﻝ ﺭﻛﻦ ﺑﻜﺮﻱ ﺣﺴﻦ ﺑﻨﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺑﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ، وعليه كان للمبادرة أثراً كبيراً في إستجابة النائب الأول لرئيس الجمهورية للنداءات المكتوبة والمباشرة من الأستاذ أحمد البلال الطيب والتي أسفرت عن الزيارة التاريخية ضمن وفد رفيع المستوي، ثم تكفلت رئاسة الجمهورية بنفقات العلاج في الخارج.
وعندما كلفني الأستاذ أحمد البلال الطيب بمرافقته والوفد الرئاسي إلي منزل الفنان المبدع النور الجيلاني كنت في غاية السعادة كون أن الدولة استجابت للنداءات وكان أن أجريت معه حواراً يوضح فيه حقيقة مرضه بكل شفافية درءاً لبعض الشائعات المغرضة التى يطلقها البعض عبر وسائط التقنية الحديثة مابين الفينة والاخري، وكنت انفي هذه الشائعة أو تلك لإلمامي بأنها غير صحيحة، وكان النور يسخر منها دائماً بقوله : (سامحهم الله فالأعمار بيده).
حقيقة ظل الأستاذ أحمد البلال الطيب مهموماً بمرض الفنان النور الجيلاني الذي كتب عنه سلسلة حلقات عبر عموده المقروءة (نقطة نظام) الذي نشر بصحيفتي (الدار) و(أخبار اليوم) إلي أن توج حملته الإنسانية بالزيارة التاريخية للسيد الفريق أول ركن بكري حسن صالح النائب الأول، وهذا يؤكد أنه مهموم جداً بما يدور في الحركتين الثقافية والفنية رغماً عن مشغولياته بالشأن السياسي، إلا أنه يفرد مساحات للثقافة والفن عبر إصداراته الصحفية ( الدار )، و(أخبار اليوم) ولم يتوقف عطائه عند هذا الحد إنما أصدر صحيفة فنية في ظل الركود الذي يشهده سوق الصحافة بصورة عامة، إلا أنه ورغماً عن ذلك صبر وصابر علي مدي سنوات ينفق من ماله دون تذمر أو تضجر وكما تعلمون فإن التوزيع لا يغطي تكاليف الطباعة، لذلك كنت أتوقع من القائمين علي أمر الثقافة والفن في البلاد أن يبادروا إلي تكريم الأستاذ احمد البلال الطيب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق