الاثنين، 10 أكتوبر 2016

المواطنون يشكون من النفايات والاوساخ في شوارع الخرطوم

......................
شكا عدد من المواطنين من النفايات القابعة أمام منازلهم دون أن تتحرك السلطات المختصة بولاية الخرطوم لاخذها.
وقالوا : ان (الأوساخ) أصبحت تشكل هاجساً من حيث الروائح الكريهة التي تفرزها، وأنها شوهت ﻣﻼمح الشوارع.
فيما تشير أكوام النفايات بالولاية عموماً، إلى أن ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ تواجه ﺃﺯﻣﺔ كبيرة في إطار إصحاح البيئة، بالرغم من أن هذه الأزمة تعاقبت عليها سلطات ولاية الخرطوم على مدى السنوات، وتناولها إعلامياً أمر ليس بعده حل، لذا ظلت الخرطوم ترزح تحت وطأة ﺍﻟﻨﻔﺎﻳﺎﺕ والاوساخ ﺍﻟﻤﺘﻜﺪﺳﺔ.

(بيكلو) يخطف الأضواء من الباشكاتب والجماهير تحمله علي الاعناق بنادي الضباط




......................
خطف عازف البيكلو الشهير أسامة بيكلو الأضواء من الموسيقار محمد الأمين في حفله الجماهيري الأخير الذي شهده مسرح نادي الضباط بالخرطوم.
دخل أسامة بيكلو ضمن الفرقة الموسيقية للباشكاتب وسط فرحة كبيرة من الجماهير التي حملته على الأعناق تعبيراً منها بالقبطة التي شعروا بها في تلك اللحظة التى أعلنت عودته إلى العزف خلف ابواللمين.
فيما كان أسامة بيكلو من ضمن العازفين المشاهير الذين استقالوا من الفرقة الموسيقية للفنان الكبير محمد الأمين دون إبداء الأسباب. ورفض العازفون التحدث حول ترك العزف خلف الباشكاتب.
وتشير معلومات الصحيفة إلي أن معظم الاستقالات تندرج في إطار تقييم الفنان للعازف مالياً أن كان ذلك داخل أو خارج البلاد.
من جهته كان الموسيقار أسامة بيكلو قد تقدم باستقالته في وقت سابق من الفرقة الموسيقية للفنان محمد الأمين دون أن يفصح عن الأسباب مؤكداً في نفس الوقت أن استقالته من الفرقة الموسيقية جاءت قبل أن يشد الرحال إلي دولة الصين للمشاركة في احتفالات السفارة السودانية بالعاصمة ( بكين ) بأعياد استقلال السودان.

سراج النعيم يكتب : ظواهر بيئة سالبة

.........................
ﻛﻠﻤﺎ ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﺍﻟﻀﻐﻮﻁ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻋﻠﻲ المجتمع ﻓﻲ ﺷﺘﻲ ﻧﻮﺍﺣﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .. ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﺳﺎﻟﺒﺔ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻋﺎﻣﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ .. ﻓﺎﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺄﺧﺬ ﺷﻜﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﺭﻉ ﻣﻨﺬ ﻧﻬﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻭﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ .. ﻭﻫﻲ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻣﻨﺎ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻭﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﺴﻮﺍﻟﺐ ﻭﺍﻹﺑﻘﺎﺀ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻮﺟﺐ ﻣﻨﻬﺎ .. ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﺑﺚ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻬﺎ ﻟﺨﻄﻮﺭﺗﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻣﻌﺎً ﻓﻬﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﻤﺎ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﻓﺄﻧﻬﺎ ﺗﻔﺴﺪ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﻳﻜﻮﻥ ﻏﻴﺮ ﻣﺪﺭﻙ ﻭﻭﺍﻋﻲ ﺑﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ .. ﻭﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﺍﻹﺻﺤﺎﺣﻴﺔ ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ .. ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﻳﻘﻊ علي ﻋﺎﺗﻖ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﻨﺸﺮ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﺗﺒﺼﺮ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻹﺩﺭﺍﻙ ﻭ ﺍﻟﻮﻋﻲ بها.
ﻭﻫﻨﺎﻟﻚ ﺟﻬﺎﺕ ﺧﻼﻑ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭﺍً ﺭﻳﺎﺩﻳﺎً ﻓﻲ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺃﺑﺮﺯﻫﺎ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﺮﺍﺣﻠﻬﺎ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﺠﺪ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺃﺟﻴﺎﻻً ﺗﻌﻲ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻘﻠﻖ ﺟﺪﺍً .
ﻓﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻣﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﺍﻟﺘﻀﺎﻓﺮ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺑﻴﺌﺔ ﺻﺤﻴﺔ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ .. ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﻟﻄﺒﺎﻋﺔ ﻛﺘﻴﺒﺎﺕ ﻭﺑﻮﺳﺘﺮﺍﺕ ﻭﻣﻠﺼﻘﺎﺕ ﻳﺘﻢ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺑﺚ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻭﺳﻬﺮﺍﺕ ﺗﺼﺐ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻠﻒ ﺍﻟﺴﺎﺧﻦ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﻭﺍﻟﺴﻬﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﻗﻮﺍﻟﺐ ﺧﻔﻴﻔﺔ ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻟﻼﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ .. ﻭﺍﻗﺘﺮﺡ ﺃﻥ ﺗﺸﻜﻞ ﻟﺠﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻦ ﺑﺎﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ﺣﺘﻰ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻲ ﺑﺮ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﺑﺴﻼﻡ .. ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺫﺍﺕ ﺃﺟﻨﺤﺔ ﻣﻘﺼﻮﺻﺔ .. ﻓﺎﻹﻋﻼﻡ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺗﺤﻠﻖ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻓﻲ ﺳﻤﺎﺀ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ .. ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ ﻫﻮ ﺍﻟﻀﻠﻊ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺗﺼﺒﺢ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﺇﺻﺤﺎﺣﺎً .. ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻓﻬﻢ ﻳﻘﻮﺩﻧﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﺇﻟﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻻﺭﺗﻘﺎﺀ ﺑﺎﻹﺩﺭﺍﻙ ﻭﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ .
ﻭﻟﻜﻦ ﺗﺒﻘﻲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺑﻜﻞ ﺳﻠﺒﻴﺘﻬﺎ ﻣﺘﻔﺸﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ .. ﻭﺗﺮﺯﺡ ﺗﺤﺖ ﻭﻃﺄﺕ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ﺍﻟﻨﺎﺟﺰﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﻌﺪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻋﻦ ﻣﻨﺤﻨﻴﺎﺕ ﻭﻣﺘﻌﺮﺟﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﺡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺸﻬﺪ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻣﻦ ﺳﻮﺀ .
ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻣﺘﺪﺍﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎً ، ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎً ، ﺻﺤﻴﺎً ﻭﺇﻟﻲ آﺧﺮﻩ .. ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻭﺃﻥ ﺗﻮﺿﻊ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻧﻴﺎﺕ ﻧﺴﺒﺔ ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﻠﻮﺛﺔ ﺗﻜﺜﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﻋﻠﻲ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺗﻨﻮﻋﺎﺗﻬﺎ ﺻﺪﺭﻳﺔ ﺃﻭ ﻗﻠﺒﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ .
ﻓﺎﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﺗﺒﺪﻭ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻟﻠﻌﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﻌﻤﺎﺭ ﻭﺍﻟﺼﺮﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻭﻣﺠﺎﺭﻱ ﺗﺼﺮﻳﻒ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ ﻓﺎﻟﺴﻴﻮﻝ ﺗﻔﻀﺢ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻠﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺒﺪ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺸﻞ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻧﻴﺔ .
ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻌﻔﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻧﻪ ﺷﺮﻳﻚ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﻫﻮﺭ ﺍﻟﻤﺮﻳﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻠﺤﻈﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺇﺫ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﻓﺎﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺗﻔﺘﻘﺮ لأﺑﺴﻂ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺑﻐﺮﻗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﻙ ﺍﻵﺳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﺠﺔ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ ﻭﺍﻟﺴﻴﻮﻝ ﻭﺍﻟﻔﻴﻀﺎﻧﺎﺕ ﻛﺎﻟﺘﻲ ﺍﺟﺘﺎﺣﺖ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﺆﺧﺮﺍً .
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﺍمتلاء ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﻘﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﺑﻴﻦ ﻃﻴﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻠﻮﺙ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺗﻨﺘﺸﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ .. ﻟﺬﻟﻚ ﻭﻣﻦ ﺃﻭﺟﺐ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺃﻥ ﻧﻌﻤﻞ ﻋﻠﻲ ﺗﺪﺍﺭﻙ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ.

الصحفي الضجة سراج النعيم : واقعة اختفائي في عطبرة وتداعياتها أكبر منعطف في حياتي

"""""""""""""""""""""""""""
الاسم : سراج الدين حمد النعيم على (سراج النعيم).
الإصدارة : صحيفة الدار، مؤسس شبكة (أوتار الاصيل) الإخبارية عبر رسائط التقنية الحديثة المختلفة.
العمر الصحفي : أكثر من (15) سنة.
أبرز المؤثرين في مشوارك الصحفي : الأستاذين أحمد ومبارك البلال الطيب.
اهم منعطف في حياتك (نقطة تحول)؟
قال : واقعة الاختفاء في مدينة عطبرة، والتداعيات المصاحبة لها، والإجراءات المتخذة في إطارها، بالإضافة إلى التناول الإعلامي الرسمي والشعبي، الذي كان مغايراً عما حدث.
خبطة صحفية/خبرانفراد؟
قال : الخبطات الصحفية كثيرة ولكن أشهرها غرق القبطان السوداني في ميناء سفاجا المصري، وحرق زوجة هانيبال نجل الزعيم معمر الغزافي لشاب سوداني وغيرها من الخبطات الراسخة في الأذهان.
هل سرت علي الابر المسممة كما سارهاشم صديق ذات يوم؟
قال : لا أعتقد أن كاتبا انحاز إلى قضية محمد أحمد الغلبان نجا منها، وأنا اخترت هذا الخط الصارم في الصحافة، وبالتالي وضعني على مجموعة من تلك الإبر.
الصحافة وفق منظورك الفاحص ؟
قال : هي السلطة الرابعة، إلا أنها تعاني من غياب المعلومة، التي هي في أغلب الأحيان غائبة، ولا تجد من يمدها بها إلى أن تتلقاها من قنوات فضائية ووكالات أنباء عالمية، وهذا يقود إلى عدم فهم رسالة الصحافة السامية، وإلى آخرها من الإشكاليات المعلومة للقاصي والداني.
وفي أي فنون العمل الصحفي تجد نفسك؟
قال : بلا تردد صحافة المنوعات.
اغرب رسالة؟
قال : دون أدنى ﺍﻹﻋﻼﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻃﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻌﺾ، ﻓﻔﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﺧﻠﻮ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﻭﺍﻟﻌﻴﻮﺏ ﺍﻟﺨﻠﻘﻴﺔ، وجاء الإعلان ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ : ‏( ﻟﻠﺠﺎﺩﺍﺕ ﻓﻘﻂ : ﺷﺎﺏ ﻳﺮﻏﺐ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻠﺘﺰﻡ ﺩﻳﻨﻴﺎً ﻭﻣﻦ ﺃﺳﺮﺓ ﻋﺮﻳﻘﺔ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻓﺘﺎﺓ ﻣﻴﺴﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻼﺋﻲ ﺃﻧﻌﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻦ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ ﺫﺍﺕ ﺧﻠﻖ ﻭﺩﻳﻦ ﺗﺮﻏﺐ ﺑﺎﻟﺴﺘﺮﺓ ﻭﺍﻟﻌﻔﺎﻑ ﻭﻳﺸﺘﺮﻁ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﻭﺍﻟﻌﻴﻮﺏ ﺍﻟﺨﻠﻘﻴﺔ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺳﻜﻦ ﻣﻠﻚ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ‏( 27-24 ﻋﺎﻣﺎً ‏) ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺮﺍﻏﺒﺔ ﻣﺮﺍﺳﻠﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ ﺑﺎﻟﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ + ﺻﻮﺭﺓ ﻓﻮﺗﻮﻏﺮﺍﻓﻴﺔ + ﺻﻮﺭﺓ ﺃﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ .. ﺟﻨﺴﻴﺔ + ﺑﻄﺎﻗﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ‏)، ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻏﻴﺮ ﻣﺄﻟﻮﻑ ﺃﺟﺒﺮﺕ ﻋﻠﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺣﻮﻟﻪ ﻭهل ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻭﺭﺍﺀ ﻟﺠﻮﺀ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻤﺜﻴﺮﺓ ﻟﻼﻫﺘﻤﺎﻡ ﺃﻡ ﺃﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﻋﻼﻧﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﺗﻨﺎﻣﻲ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺯﺑﺎﺕ ﺃﻡ ﺃﻥ ﻭﺳﺎﺋﻂ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻦ ﻧﻤﻂ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﻨﻤﻂ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺗﺤﻜﻤﻪ ﻋﺎﺩﺍﺕ ﺃﻭ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﺗﺠﻌﻠﻪ ﻳﺤﻄﺎﻁ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﻟﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﺗﺸﻜﻞ ﻫﺎﺟﺴﺎً ﻳﺆﺭﻕ ﻣﻀﺎﺟﻊ ﺃﺳﺮﻫﻦ ﻭﻳﻬﺪﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﻓﺎﺗﻬﻦ ﻗﻄﺎﺭ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ.
اطرف رسالة؟
قال : ﻛﺘﺐ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﺍﻟﺒﻼﻝ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ‏( ﺍﻟﺪﺍﺭ ‏) ﻋﺒﺮ ﻋﻤﻮﺩﻩ “ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﺴﺎﺧﻦ :” ‏( ﺻﻮﺭﺓ ﻟﻠﺰﻣﻴﻞ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺳﺮﺍﺝ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﻌﺎﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺍﻳﻘﺎﻑ 14 ﺻﺤﻴﻔﺔ ﻳﻮﻣﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﺛﺎﺭﺕ ﺭﺩﻭﺩ ﻓﻌﻞ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭﻭﺻﻒ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺑﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ‏)، ﻭﺃﺿﺎﻑ ﻣﺒﺎﺭﻙ : (ﺳﺮﺍﺝ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻘﻄﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻋﺎﻧﺎ ﻟﻬﺎ ﺃﺣﺪ ﺍﻻﺻﺪﻗﺎﺀ ﺑﻤﻄﻌﻢ ﺧﺮﻃﻮﻣﻲ ﻓﺎﺧﺮ ﺍﺳﺘﻠﻢ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﺄﻛﻮﻻﺕ ﻭﺑﺪﺃ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻫﺎ، ﻓﺎﻋﺘﻘﺪﺕ ﺑأﻧﻪ ﺳﻴﻘﻮﻡ ﺑﻤﺼﺎﺭﻋﺔ ﺿﻴﻔﻨﺎ ﺍﻟﺰﻣﻴﻞ إﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻓﻲ ﺩﻓﻊ ﻓﺎﺗﻮﺭﺓ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺍﺧﺘﻔﻲ ﻋﻠﻲ ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ، ﻭﺫﻛﺮﻧﻲ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻌﻤﻼﻕ ﺗﺮﺑﺎﺱ، ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ : ‏(ﺟﻨّﻲ ﻭﺟﻦ ﺍﻟﺰﻭﻝ ﺍﻟﺒﻘﻠﺐ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ ﻭﻣﺎ ﺑﻜﻮﻥ ﺩﺍﻓﻊ ﺍﻟﺸﻴﺮﻧﻖ‏)
هل ترانا قادرون علي سداد فواتير الهم وتحمل اثقال الوطن من خلال رسالتنا الاعلامية؟
قال : قدرنا أن نعيش من أجل تقديم رسالة إعلامية خالية من المصالح الذاتية، حتى نستطيع إبعاد تحديات جسام تواجه الوطن من كل حدب وصوب، وهذه التحديات تضعنا أمام خيارين، أما أن نكون أو لا نكون، بالرغم من أن هنالك من يعيش ظروفاً إنسانية غاية في الصعوبة، وذلك من واقع الظروف الإقتصادية القاهرة.
ماهي قضيتك التي تحارب من اجلها؟
قال :  قضيتي مناصرة الناس البسطاء، فهم قضيتي التي أحارب من أجلها، فهي في رأيي تستحق، وأنا ملتزم بها، ﻟﺬﺍ كنت حريصا على اختياري، الذي قطعت في إطاره وعداً بأن أحارب من أجلهم حربا ﻣﺎﺭﺍﺛﻮنية، ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮﺩ ﻋﺪﻭا ﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ.
عادة تحلم بالتخلص منها واخري تسعي لأكتسابها؟
قال : ليست لدي عادة ظاهرة، ولكن حينما تحدث فإنني قادر على ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ منها، وذلك بمعرفة الأسباب التي قادتني إليها، فأنا اتحلي ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻹﺭﺍﺩﺓ، أما الشق الثاني من السؤال فردي عليه من خلال رواية الكاتب اﺳﺘﻴﻔﻦ ﻛﻮﻓﻲ الذي كتب ﻗﺼﺔ ﻣﺰﺍﺭﻉ مؤكدا أنه كانت ﻋﻨﺪﻩ ﻭﺯﺓ، ﻭﺫﺍﺕ ﺻﺒﺎﺡ ﺫﻫﺐ ﻟﺘﻔﻘﺪﻫﺎ، ﻓﻮﺟﺪ ﺟﻮﺍﺭﻫﺎ ﺑﻴﻀﺔً ﻣﻦ ﺫﻫﺐ، ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺒﻴﻀﺔ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ، ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﺼﺪﻕ ﻋﻴﻨﻴﻪ، ﻭﺑﻌﺪ ﻓﺤﺼﻬﺎ ﺗﺄﻛﺪ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺍﻟﺨﺎﻟﺺ ! ﻭﺧﻼﻝ ﻣﺪﺓ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻉ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻷﺛﺮﻳﺎﺀ، ﻓﺄﺻﻴﺐ ﺑﺪﺍﺀ ﺍﻟﺠﺸﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻓﻌﻪ ﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ، ﻓﺬﺑﺢ ﺍﻟﻮﺯﺓ ﻟﻴﺄﺧﺬ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺟﻮﻓﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺾ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ، ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪ ﺷﻴﺌًﺎ ! ﻭﻣﻦ ﺗﻌﺠﻞ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻗﺒﻞ ﺃﻭﺍﻧﻪ ﻋﻮﻗﺐ ﺑﺤﺮﻣﺎﻧﻪ
بمن اقتديت؟
قال : والدي عليه رحمة الله.
فشلت في هذا الشئ واخر تمنيته؟
قال : فشلت في كتابة الشعر، ولكن هذا لا يعني إني فاشل، ولا استطيع ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ، ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻹﺧﻔﺎﻕ ﻓﻰ كتابة الشعر انني  ﺇﻧﺴﺎﻥ لا يستحق أن يطلق عليه شاعر، فأنا أؤمن بأن ﺍﻟﻔﺸﻞ ﻓﻰ أي ﺗﺠﺮﺑﺔ يجعلني ﺃﻛﺜﺮ ﻭﻋﻴﺎً، أما بالنسبة للعادة التي تمنيتها فهي كتابة القصة.
ماهي امنيتك المؤجلة؟
قال : زيارة بيت الله الحرام.
مدينة في الخاطر؟
قال : عطبرة.
فريقك؟
قال : المريخ.
ظهور رجال الاعمال في الوسط الصحفي؟
قال : داخل أي إنسان موهبة، هو من يحدد تاريخ خروجها، وبالتالي يمكن أن أكون رجل أعمال ناجح وأيضا صحفي ناجح.
تدندن بهذا اللحن؟
قال : رائعة الفنان حقا ابوعركي البخيت (يا قلب).
مدخل للخروج ؟
قال : شكرا الأستاذة هاجر شريف علي هذه المساحة المميزة لاكتشاف ما في دواخل الزملاء.

بالصور : (ﺣﺎﻣﺪ ﻛﺴﻼ) يكشف تفاصيل مؤثرة حول إتهامه ﺑﻤﺮﺽ (الإيدز) ...اعتبرت الموسيقي والفن وحلقات إنصاف مدني وبلوبلو ضلال في ضلال












.......................
نفى ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ الكوميديان (ﺣﺎﻣﺪ ﻛﺴﻼ) العائد للحركة الفنية من الاعتزال إصابته بفيروس (الإيدز)، مؤكداً أنه أجرى فحص مرض المناعة المكتسبة ﺑﻌﺪ إتهام ﺍﻟﺒﻌﺾ له بالمرض.
وسلم حامد الصحيفة من خلال حوار جرئي صورة من فحص (الإيدز)، الذي أجراه ﺑﻤﻜﺔ ﺍﻟﻤﻜﺮﻣﺔ بالسعودية، مبيناً أن صديقاً له أخبره بالشائعة، موضحاً أن البعض يقولون : إن (حامد كسلا) اعتزل الفن بعد تعرضه للإصابة بالإيدز.
وقال : اضطررت إلي إجراء ﻓﺤﺺ (الإيدز)، بالرغم من أنه مكلف، والحمدلله جاءت النتيجة في صالحي، وعندما سرت الشائعة كنت في طريقي إلى السعودية لزيارة بيت الله الحرام، الإ أن الشائعة حدثت ربما من واقع أنني شاركت في حملة توعوية بمخاطر (الإيدز)، وأقول لهؤلاء وأولئك (لو جاني إيدز لن اتواني لكسر من الثانية في إعلانه على الملأ، على أساس أنني إنسان مؤمن إيمان تام بقضاء الله وقدره.
أذناً ما هي أسباب اعتزالك الفن؟ قال : فسر لي بعض الشيوخ سورة (لقمان)، ثم وجهوا لي بعض الأسئلة، فلم أستطيع الإجابة عليها؟؟ فقالوا : كيف لا تعرف وأنت تحرم وتحلل، فقلت : من اليوم وصاعداً لن أحرم أو أحلل.
ما هي وجهت نظرك آنذاك الوقت في الحلقات التي سجلتها مع فنانين وفنانات؟ قال : كنت أرى أنها (ضلال في ضلال)، يعني (شايف العمل القمت به دا كعب)، وأبرزها حلقات الفنانين عصام محمد نور وصفوت الجيلي والفنانتين إنصاف مدني وحنان بلوبلو وغيرهم، هكذا ظللت أعتقد أنها (ضلال)، إلى أن اتصل علىّ بعض علماء السودان، وتحدثوا معي حول اعتزالي الفن من ذلك المنظور.
وماذا؟ قال : كنت صامت في الفترة الماضية لأسباب خاصة، بالرغم من أن بعض الصحفيين اتصلوا علىّ للتحدث، إلا أنني رفضت رفضاً باتاً، لأنهم وللأسف الشديد تاجروا بقضيتي، وزادوا الكلام الذي ادليت به، وكتبوا علي أساس انني قلت أن الغناء يدعو إلى الزنا، نعم قلت ذلك ولكن حول بعض الأغنيات المصورة كليبات عربية أو هندية ولم أكن أقصد الأغنيات السودانية بأي حال من الأحوال.
ما الإشكالية التي كانت تواجهك في تلك الأثناء؟ قال : إشكاليتي الأساسية هي أنني كنت احلل واحرم الغناء والموسيقي، بالرغم من أن بعض الشيوخ قالوا لي : إن الغناء والموسيقى حرام، لذا اقتنعت بما ذهبوا إليه، لأنني كنت أبحث عن الحقيقة، وبالتالي وبذات الشجاعة التي قلت فيها إن الغناء حرام، ها أنا أعود وأقول إن الغناء ليس كله حرام بحسب ما أفادني بعض الشيوخ، وهذه العودة تندرج في إطار أنني شخص غير مثقف دينياً، وعليه من الوارد أن اخطئ وأصيب فيه، فأنا لست داعية فهل إنسان عمره (25) عاماً في الحراك الفني، بالإمكان أن يصبح داعية أكيد لا والفكرة (ما بتجي)، لذا كان اعتزالي للفن بجهل شديد، أكتشفه بعض علماء السودان، وعليه أسأل الله العلي القدير أن يغفر لي الذنب الذي ارتكبته، فأنا قلت : إن الغناء لم يعالج لي والدتي المريضة أكثر من (15) عاماً، ومرضها هذا مزمن، مما اقعدها في المنزل دون أن تحرك ساكناً، وأنا عجزت من أن اعالجها، وكان بدلاً من اتجاهي علي ذلك النحو، أن أسأل الله لها الشفاء، وكان على أولئك الشيوخ أن يقولوا لي : إن مرض والدتي إرادة من العلي القدير، وكان عليهم أن يشرحوا لي بأن ما حدث لم تكن له علاقة بالمرض المصابة به والدتي، إلا أنهم لم يفعلوا، بدليل أنني كنت لا أؤدي الصلوات في أوقاتها، بحيث أنني كنت أصلي العشاء الساعة الواحدة صباحاً، وذلك بعد الإنتهاء من هذا الحفل أو ذاك، وكنت أعتقد أن الحفلات هي التي منعتني من أداء الصلوات في وقتها، وبالتالي فإن الفن حرام.
طالما انك تركت الغناء فمن أين كنت تأكل وتشرب؟ قال : كنت أأكل وجبة واحدة يومياً، في تمام الساعة الواحدة صباحاً، متبرع بها صاحب مطعم شهير بالخرطوم بحري، وما تبقى من تلك الوجبة آخذه معي إلى شقتي واتناوله في وقت وجبه أخرى.
بما أنك ذكرت شقة من يدفع لك إيجارها؟ قال : بعض الإخوان الذين ليست لديهم علاقة بالفن، فأنا قطعت علاقتي بمن تربطه صله بالحركتين الثقافية والفنية باعتبار انني كنت متشدد، للدرجة التي وصل فيها مفهومي إلي أن كل ما يجري في هذه الدنيا حرام، مما قادني إلي أن أكون متناقضاً. وأنا الآن عائد إلى الحركة الفنية بفهم، بعد أن رأيت الفنان الراحل الفاتح قميحة في المنام ، وقال لي إنه لم يمت، وليس هذه الرؤية هي التي جعلتني أعود، إنما عدت من أجل أن أعتذر لمن أصابهم رشاشي كلاماتي لحظة تشددي.
مقاطعاً انطباع المتلقي عنك أنك تضحك الناس بالنكتة وليس فنان؟ قال : من الذي قال لك إنني لست فناناً، يا أخي إذا راجعت اليويتوب ستجد تسجيلات للفنان حامد كسلا من خلال برنامج (أصوات وانامل) الذي كان يعده ويقدمه الأستاذ بابكر صديق، والذي بث عبر شاشة تلفاز السودان قبل سنوات، بالإضافة إلى أنني ظهرت عبر عدد من البرامج والسهرات، وهي جميعاً تؤكد أنني لدى علاقة بالفن، وأنا مجاز كمطرب من المصنفات الأدبية والفنية، وسجلت البوم غنائى لشركة عالم النجوم للإنتاج الفني، فلا يمكن أن نلغي وجود حامد كمغني، وانت يا عزيزي سراج النعيم لا تخوض مع الخائضين، فأنا موهوب في مجالات إبداعية متعددة مطرب، مذيع، وكوميديان، فأنا عبارة عن كشكول، واتشرف بأن غني معي كورال الفنانين زيدان إبراهيم، محمد ميرغني وعلى إبراهيم اللحو في أغنية (حبيت عشانك كسلا) عبر أثير الإذاعة الرياضية، وغنيت في تكريم الفنان سيف الجامعة، وشاركت في مهرجان الشباب العربي السوداني، ومهرجان الوحدة العربية، وغيرها من المشاركات، بالإضافة إلى أنني أواصل في مجال الكوميديا (نكات) إلى جانب تمثيل مسرحيات.
أنت كمطرب ليس مرغوب فيك؟ قال : (لا لا ما تقول كلام ذي دا تف من خشمك)، لسبب فأنا في إمكاني أن أراجع معك إرتباطاتي الفنية، فأنا عملت أشياء تكاد تكون بمثابة تحول في البلد، منها أنني غنيت البوم كامل للمواصفات والمقاييس، يهدف إلى تغيير الأوزان.
حامد كسلا المذيع فشل بدليل أن قناة أنغام استغنت عنه؟ قال : برنامجي كان الأول في القناة، بدليل المشاهدة والإعلانات، فالبرنامج موجود في هاتف كل مشاهد، وأنا بسبب هذا البرنامج أصبحت استقل المركبات العامة (مجاناً)، وأأكل في المطاعم والكافتيريات أيضاً (مجاناً)، أي أنني أصبحت مشهوراً أكثر من حامد المطرب والكوميديان، ومن يقول إنني لا علاقة لي بالغناء أقول له يكفيني إشادة موسيقيين كبار أمثال الدكتور عبدالله شمو والفنان الكبير علي إبراهيم اللحو.
لماذا أذاً استغنت عنك قناة أنغام؟ قال : كانت هنالك بعض الإشكاليات مع إدارة البرامج في شكل طرح البرنامج، فهم كانت لديهم وجهة نظر مغايرة لوجهة نظري، التي لم يفهمها الصحفيين وإدارة البرامج بالقناة، فأنا كسرت في ذلك البرنامج كل قواعد التقديم منها إحترام الضيف واللغة، هو كان صوت الناس المثيرين للجدل في الساحة الفنية، أي أنه يتيح للفنان أو الفنانة أن يردوا على أعدائهم، لأول مرة في تاريخ الإعلام العربي والافريقي.
لو كان البرنامج كما وصفته فلما تم الإستغناء عنه؟ قال : البرنامج اشترته شركة إنتاج إعلامي، وباعته إلى قناة أنغام التي سبق واستغنت عنه، وفجأة وجدت أن البرنامج يتعارض مع الدين والشرع.
البعض يتهمك بالبحث عن الشهرة بأي كيفية؟ قال : أنا شخص عادي انفعل واشجع وأنتم كصحفيين تتابعون أخبارى، فأنا لم أقل لأي شخص أن الهلال إذا هزم المريخ سوف احلق (صلعة)، بل كتبت ذلك على حسابي الخاص بـ(الفيس بوك)، ولا أخفي عليك أنني أكتب بـ(جنكزة)، والبعض قال إنني (جنيت)، فأنا مجنون من زمان، والنقد الفني في السودان مشكلة، والشعب السوداني بقدر طيبته، الإ أنه ينظر في بعض الأشياء دون دراية، فأنت عندما تمارس النقد يجب أن تكون دارس.
منذ اعتزالك وإلى الآن من الذي افتقدك؟ قال : اتصلت علىّ إدارة الموسيقى في التلفزيون القومي ممثلة في الأستاذ إبراهيم حماد.
ربما افتقدك إبراهيم حماد لوحده وهل هنالك مشاهدين طالبوه بذلك؟ قال : هل أسأله لديك إحصائية بجمهور طلب باستضافتي ، يا خليك منصف أنا جيت غنيت ليك في الجريدة، فأنت الآن تلغي في تجربتي.
يا حامد كسلا ما في أي زول سأل عنك بعد الاعتزال قال : من قالك ما سألوا عني.

الخميس، 6 أكتوبر 2016

سراج النعيم يكتب : الهجرة قسراً




.................
ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﺶ ﺣﻴﺎﺓ ﻣﻨﻌﻤﺔ .. ﻭﻣﺮﻓﻬﺔ.. ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺤﺲ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻋﻦ ﺑﻠﺪﺍﻧﻬﻢ .. ﻓﻬﻢ ﺗﻘﻮﺩﻫﻢ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻭﺣﺪﻫﺎ .. ﻗﺴﺮﺍً ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ .. ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺃﻥ الاﻗﺘﺼﺎﺩ ﻣﺘﺪﻫﻮﺭ مما ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﻬﺎﺟﺮ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺃﻭﺿﺎﻋﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻔﻘﺪ ﺍﻷﻣﻞ ﻓﻼ ﻳﺠﺪ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺳﺒﺒﺎً ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻳﺤﻔﺰﻩ ﻟﻠﺒﻘﺎﺀ ، ﻫﻜﺬﺍ ﻳﻔﻜﺮ ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﻳﺤﻘﻖ ﺣﻠﻤﻪ ﺍﻟﻤﻨﺪﺭﺝ ﺣﻮﻝ ﻣﻘﻮﻟﺔ : ‏(ﺇﺫﺍ ﺍﺑﺘﻚ ﺩﻳﺎﺭ ﻓﻠﻠﻪ ﺃﻟﻒ ﺩﻳﺎﺭ‏) ، ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻠﺠﺄ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺘﻲ ولو كانت هذه الهجرة غير شرعية وذلك حتي ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺑﻨﺎﺀ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺜﻠﻲ .. رغماً عن ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ .. ﻭﻣﺎ ﺗﺘﺮﻛﻪ ﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭ ﺳﺎﻟﺒﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻋﻠﻲ بلدانهم .. بل إنها ﺗﻌﻨﻲ ﻫﺠﺮﺓ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ .. ﻭﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺕ .. ﻭﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺍﺕ .. ﻭﺍﻟﻜﻮﺍﺩﺭ .. ﻫﺠﺮﺓ ﺗﺆﺛﺮ ﺗﺄﺛﻴﺮﺍً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻓﻲ ﺷﺘﻲ ﻣﻨﺎﺣﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .. ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﻬﺎﺟﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ .. ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﻔﻜﺮ ﺍﻷﺧﺮ ﻓﻴﻬﺎ؟؟ .. ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ أﻧﻪ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺣﻴﺎﺓ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﺄﺑﺴﻂ ﻣﻘﻮﻣﺎﺗﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺑﻼ ﺷﻚ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻓﺮﺓ ﻟﻪ ﻓﻲ وطنه.. ﻟﺬﺍ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ هنا أو هناك.
ﻭﻟﻠﻬﺠﺮﺓ ﻓﻲ ﺣﺪ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺭﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺇﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﺇﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.. ﻭﺍﻟﺦ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻘﺪ المنتقدون الهجرة.. وأمثال هؤلاء لم ﻳﻤﺮوا بأي تجارب مريرة كالتي مر بها من فكروا في الهجرة.. فهم في الغالب الأعم يعيشون ﺣﻴﺎﺓ ﻣﻨﻌﻤﺔ وﻣﺮﻓﻬﺔ ، ﺣﻴﺎﺓ ﻻ ﻳﺤﻤﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﻫﻢ ﺍﻟﻐﺪ ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺳﺆﺍﻝ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ لهم ﺑﻜﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻎ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ؟ .. ﻓﻬﻞ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ له هؤلاء أو أولئك ﺧﻴﺮﺍً ﻓﻌﻠﺖ .. ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻘﻮلون وهم الذين ﻟﻢ يحسوا ﻳﻮﻣﺎً ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻓﻲ ﺣﻴﺎتهم ﺑﺎﻷﻟﻢ ﺃﻭ حزن ﺃﻭ جرح ﺃﻭ مرارات، ﻛﻴﻒ يفعلون وهم الذين ﻟﻢ ﺗﺠﺒﺮهم ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻣﻨﺰﻝ للأسرة ﺃﻭ ﻛﻴﻒ ﻳﺤﺼﻞﻋﻠﻲ ﻣﺼﺎﺭﻳﻒ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﺃﻭ ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﺃﻭ ﻛﻴﻒ ﻳﻮﻓﺮ ﻣﺴﻠﺘﺰﻣﺎﺕ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻏﻼﺀ ﺍﻟﻤﻬﻮﺭ .. ﺃﻭ .. ﺃﻭ .. ﺃﻭ … ﺍﻟﺦ في ظل ظروف إقتصادية قاهرة.
ﻭﻟﻴﻜﻦ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ من يمارسون ذلك النقد ﺃﻥ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻟﻪ ﺁﻣﺎﻝ ﻭأﺷﻮﺍﻕ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻟﻪ ﻫﻮ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻵﻣﺎﻝ ﻭﺍﻷﺷﻮﺍﻕ ﺗﺮﺳﻢ ﻟﻪ ﺧﺎﺭﻃﺔ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺴﺄلوا ﻋﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺴﺄلوا أنفسهم ﻟﻤﺎذا ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﺮﻏﻮﺏ فيه ﻣﻦ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻤﻬﺠﺮ .. ﻭﺑﺮﻭﺍﺗﺐ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍً ﺗﻠﺒﻲ ﻛﻞ ﺭﻏﺒﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﻔﻘﻮﺩﺓ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﻫﺠﺮﺓ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻭﺍﻷﺩﻣﻐﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺍﻷﺛﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻔﺮﺯﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ فهل فعلوا؟ ﻻ ﻟﻢ يفعلوا ، ﻭﻟﻢ يشيروا ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻀﺎﻏﻄﺔ وهي ﺍﻟﻼﻋﺐ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻮﺿﻊ ﺣﺪ ﺇﻟﻲ ﺃﺳﺒﺎﺑﻬﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺳﺘﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﻧﺰﻑ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻭﺍﻷﺩﻣﻐﺔ ﻭﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺍﺕ.. ﻭﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺕ.
ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻭﺟﺐ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ مناقشة ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻭﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻋﻠﻲ ﻣﺴﺘﻮﻱ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﻘﻂ ﺇﻧﻤﺎ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﻛﻞ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﻔﺎﻭﺕ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﻟﺔ ﺇﻟﻲ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺑﺄﻥ ﻟﻬﺎ ﺍﺳﺒﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻓﻊ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺃﻭ ﺍﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ ﻣﻦ ﻣﻮﻃﻨﻬﻢ ﺍﻷﺻﻠﻲ ﺇﻟﻲ ﺩﻭﻝ ﺭﺑﻤﺎ ﻳﺠﺪﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﺇﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﻘﻮقهم ﻭ ﺇﻟﻲ ﺃﺧﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻤﺤﻔﺰﺓ، ﻓﻬﻨﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﻳﻬﺎﺟﺮ ﻟﻴﺲ ﻟﻠﺒﻘﺎﺀ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎً ﺇﻧﻤﺎ ﻟﺘﺤﺴﻴﻦ ﻭﺿﻌﻪ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﻳﻌﻮﺩ ﻣﺘﻲ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻫﺠﺮﺗﻪ ﻣﻊ ﻋﻠﻤﻪ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﺼﺤﻮﺑﺔ ﺑﻤﺨﺎﻃﺮ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻲ ﺃﻣﻞ ﺃﻥ ﻳﺤﻘﻖ ﻭﻟﻮ ﺟﺰﺀ ﺑﺴﻴﻂ ﻣﻦ ﺁﻣﺎﻟﻪ ﻭأﺷﻮﺍﻗﻪ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺣﺮﺍﻙ ﺳﻜﺎﻧﻲ ﺗﺤﻜﻤﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، بالإضافة إلى أنهم لم يناقشوا ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﺍﻷﺷﺪ ﻗﺴﻮﺓ ﻭﺇﻳﻼﻣﺎً ﻋﻠﻲ ﻣﺪﻱ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﻻ ﺃﻋﻨﻲ ﺑﻬﺎ ﻫﺠﺮﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻳﻒ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻜﺲ ، ﺑﻞ ﻫﻲ ﻫﺠﺮﺓ ﻳﺤﺲ ﺑﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﻭﻃﻨﻪ ﻭﻭﺳﻂ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺯﻣﻼﺋﻪ ﺃﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﺎﻃﻼً ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ .
ﻭﻣﻤﺎ ﺗﻄﺮﻗﺖ ﻟﻪ ﻣﺴﺒﻘﺎً ﻓﻸﺑﺪ ﻣﻦ ﺳﺆﺍﻝ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ؟ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻨﺪﻱ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻲ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩية ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﻓﺮﺹ ﻋﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﻴﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ﻭﺍﻟﺨﺎﺹ ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﻢ ﺧﺮﻳﺠﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻳﻔﻜﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻓﺎﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻀﻄﺮ ﺇﻟﻲ ﺍﻣﺘﻬﺎﻥ ﺍﻟﻤﻬﻦ ﺍﻟﻬﺎﻣﺸﻴﺔ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺇﺩﺭﺍﺟﻪ ﻓﻲ ﻛﺸﻮﻓﺎﺕ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﺎﺷﻄﺔ ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻳﺠﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺤﺎﺻﺮﺍً ﺑﻀﻐﻮﻃﺎﺕ ﺭﺑﻤﺎ ﺗﺪﻓﻌﻪ ﺩﻓﻌﺎً ﻟﻠﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻳﺼﻞ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺇﻟﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﺳﻴﺌﺔ ﺗﻔﻀﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺇﻟﻲ ﺍﻹﻛﺘﺌﺎﺏ ﻭﺍﻟﻀﻐﻮﻃﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﺩ ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻴﻪ ﻟﺸﺮﺍﺀ ﺣﺬﺍﺀ ﺃﻭ ﻗﻤﻴﺺ ﺃﻭ ﺃﻱ ﺷﻰﺀ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﻳﺴﺎﻋﺪﻩ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﻛﺮﻳﻤﺔ ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺠﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺤﻜﻮﻣﺎً ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻳﺘﺨﺎﻟﺠﻪ ﺷﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﺤﺮﺝ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻄﻪ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﺇﺫﺍ ﻭﺿﻌﺘﻪ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺗﺤﺪﻱ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺴﺌﻮﻻً ﻋﻦ ﺃﺳﺮﺗﻪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺃﻭ ﻣﺴﺌﻮﻻً ﻋﻦ ﺃﺳﺮﺗﻪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺍﻹﺛﻨﻴﻦ.
ﻭﻋﻠﻲ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﻠﻊ ﺑﻪ ﻛﻞ ﻣﻬﺎﺟﺮ ﻓﻲ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻤﺎ ﻳﻔﺮﺽ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺿﺮﺍﺋﺐ ﻭﺭﺳﻮﻡ ﺃﺧﺮﻱ ﺗﺤﺼﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻛﻠﻤﺎ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﻓﻲ ﺯﻳﺎﺭﺍﺕ ﺇﻟﻲ ﻣﺴﻘﻂ ﺭﺃﺳﻬﻢ .
ﺇﻥ ﻃﻤﻮﺣﺎﺕ ﻣﻦ ﻳﻔﻜﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻠﺒﻴﻬﺎ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻷﺻﻠﻲ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺗﻠﺒﻴﻪ ﻟﻬﻢ ﺩﻭﻝ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺃﻭ ﻏﺮﺑﻴﺔ وفي ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻳﺠﺪﻭﻥ ﻣﺎ ﻳﻔﺘﻘﺪﻭﻧﻪ ﻭﻋﻠﻲ ﺍﻷﻗﻞ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﺒﻲ ﺭﻏﺒﺎﺗﻬﻢ ﺧﺎﺻﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻫﻲ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺃﻭ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺃﻭ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺃﻭ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﺃﻭ ﺃﻱ ﺩﻭﻟﺔ ﻧﻔﻄﻴﺔ.

رسالة مؤثرة بعد شفائه من ﺳﻮﺳﺔ ‏(تنخر) ﻓﻲ ﺃﺫنيه أكثر من (10) أعوام...الشرطة تتحري مع (ندي) في بلاغ ضد طبيب معروف وابو القاسم يشكر (الدار)




.......................................
بعث الطالب (ابوالقاسم هاشم) برسالة مؤثرة، يشكر من خلالها صحيفة (الدار) ممثلة في شخصي سراج النعيم، إلي جانب أنه شكر والدته (ندى) وخالته وخاله (خالد) والأستاذ الشاذلي إبراهيم، على وقفتهم معه في الأزمة المرضية التي كان يمر بها علي مدي السنوات الماضية، إلى أن تماثل إلى الشفاء.
وقال : السلام عليك الأستاذ سراج النعيم أحب أن أشكرك لوقفتك معي عبر صحيفة (الدار) واسعة الانتشار، وهي وقفة تمثل عندي وقفة رجال يقدرون خدمة الإنسانية، وأدعو الله العلي القدير أن يمد في الآجال، حتى أتمكن من رد الجميل، وإذا لم أستطع أن أفعل، فإن المولى عز وجل موجود ويجازي كل إنسان على فعله النبيل، وإلي أن يحين ذلك الوقت أكرر شكري لكم مثنى وثلاث ورباع.
وأضاف : أحب أن اطمئنك أنني تماثلت للشفاء بإذن الله سبحانه وتعالي، بعد أن ركب لي الأطباء المصريين سماعات للأذنين.
وتابع : لا أدري كيف أعبر عن شكري للأستاذ سراج النعيم علي وقفته معي، فهو بالذات كانت وقفته وتفاعله معي له الأثر البالغ في دفعي معنوياً، وهي بلا شك وقفة تؤكد أن الدنيا مازالت بخيرها.
وقال : أعجز عن التعبير للموقف الإنساني الذي وقفته معي صحيفة (الدار)، منذ أن تعرضت للخطأ الطبي، مما اضطر والدتي أن تسافر بي على مدى سنوات إلى القاهرة بحثاً عن إيجاد العلاج، الذي نجح في إطاره الأطباء المصريين بأن ركبوا لي سماعات، وأنا الآن استمع بها للأصوات بشكل طبيعي والحمدلله، وبما أنني كنت مصراً على أن لا أخذل والدتي (ندى) واصلت دراستي الأكاديمية إلى أن نجحت، ودخلت جامعة الرباط الوطني.
من جانبها وضعت الأستاذة ندى والدة الطالب (ابوالقاسم) تفاصيل جديدة في قضية الخطأ الطبي المرتكب في حق ابنها.
وقالت : بالرغم من أن (السوسة) ظلت (تنخر) في أذنيه طوال السنوات الماضية، إلا أنه واصل دراسته، إلى أن تمكن من الجلوس إلى امتحان الشهادة السودانية، محرزاً مجموعاً كبيراً أهله إلى مواصلة مسيرته الأكاديمية بالالتحاق بجامعة (الرباط) الوطني.
واسترسلت : اتخذت الإجراءات القانونية في مواجهة الطبيب الذي اتهمه بالتسبب في معاناة ابني وإن الشرطة تحرت معي في البلاغ، إلا أنه تبقي التحري مع الطبيب.
وتشير الوقائع التي ترويها الأستاذة ندي ﻭﺍﻟﺪﺓ (ﺍﺑﻮﺍﻟﻘﺎﺳﻢ) قائلة : ﻣﺄﺳﺎﺗﻪ ﻣﻊ الخطأ الطبي بدأ تدريجياً، ﺇﻟﻲ أن تعطلت ﺣﺮﻛﺘﻪ ﺗﻤﺎﻣﺎً، مما جعلني أفقد ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ، لذلك سافرت به إلي ‏(ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‏)، وﻫﻨﺎﻙ ﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ بأن ﺍﻟﺘﺸﺨﻴﺼﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺟﺮﻳﺖ له ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺧﺎﻃﺌﺔ، الأمر الذي أدي إلي أن يفقد أذنيه.
وأردفت : ﺑﺪﺃﺕ ﻗﺼﺔ ﺍﺑﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2001م.. حيث ﺃﺟﺮﻳﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﺳﺘﺌﺼﺎﻝ ‏(ﻟﻮﺯ) ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ، ﻭﺑﺘﻮﺟﻴﻪ ﻣﻦ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻼﻝ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺘﻬﺎ ﻧﺎﺟﺤﺔ، ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺮﻭﺭ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ ﺑﺪﺃ ﺃﺑﻨﻲ ‏(ﺍﺑﻮﺍﻟﻘﺎﺳﻢ) ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺘﻬﺎﺏ ﺣﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻷﺫﻧﻴﻦ، وذلك ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2005 ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2015م، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺍ ﺑﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻘﺎﺑﻞ ﺑﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ، ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻬﺘﻤﻮﺍ ﺑﺎﻟﺤﺎﻟﺔ الاهتمام ﺍﻟﻼﺯﻡ، مما دفعنا اﻠﺬﻫﺎﺏ ﺑﻪ إلي اﻠﻤﺴﺘﺸﻔﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻓﺾ ﻓﻴﻪ الطبيب ﺇﻋﻄﺎﺋﻨﺎ ﺳﻤﺎﻋﺔ ﺗﺴﺎﻋﺪﻩ علي ﺍﻟﺴﻤﻊ ﺑﺸﻜﻞ ﻃﺒﻴﻌﻲ، ﻭﺳﺒﺐ ﺍﻟﺮﻓﺾ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻛﺪﻩ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻷﺫﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻴﻮﻟﺔ.
ﻭﺗﺎﺑﻌﺖ : ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﺑﻨﻲ ﻓﺎﻗﺖ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﻤﻤﻜﻨﺔ، لم يكن أمامي إلا أن أﺳﺎﻓﺮ ﺑﻪ ﺇﻟﻲ ‏( ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ‏)، التي ﻗﺎﺑﻠﻨﺎ فيها ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﻤﺨﺘﺺ، وﺍﻟﺬﻱ ﻓﺎﺟﺄﻧﻲ ﺑﺄﻥ ﺍﻷﺫﻥ ﺑﻬﺎ ‏(ﺳﻮﺳﺔ)، ﻭﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ (ﺍﻟﺴﻮﺱ) ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺨﻄﻮﺭﺓ، ﻟﺬﺍ ﻗﺮﺭ ﻟﻪ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺟﺮﺍﺣﻴﺔ ﻋﺎﺟﻠﺔ ﻟﻮﺿﻊ ﺣﺪ لها، وبالفعل ﺃﺟﺮﻳﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻐﺮﻗﺖ ﺃﺭﺑﻊ ﺳﺎﻋﺎﺕ، من واقع ﺃﻥ (ﺍﻟﺴﻮﺳﺔ) ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻌﺼﺐ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ، الشيء الذي نجم عنه فقدان ابني ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎً. ﻭأشارت إلي أن ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ قال : (ﻛﻴﻒ ﻻ يكتشف ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺳﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻔﺤﻞ ﻓﻲ ﺍﻷﺫﻥ)، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺃﻭﺟﻪ ﺳﺆﺍﻟﻲ ﺇﻟﻲ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﺑﻠﺖ ﺑﻬﻢ ﺍﺑﻨﻲ ﻓﻲ تلك ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺒﻘﺖ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺮﺓ، ﻫﻞ ﺍﻟﺘﺸﺨﻴﺼﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻤﺘﻢ ﺑﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻮﺻﻠﻜﻢ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻮﻫﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻲ، خاصة وأن حالة ابني ﺗﺄﺧﺮﺕ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻥ ﺃﺫﻧﻪ ﻓﺎﺣﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻛﺮﻳﻬﺔ؟؟.
ﻭﻣﻀﺖ: ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﺣﺰ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﻥ (اﺑﻮﺍﻟﻘﺎﺳﻢ) ﻋﺎﻧﻲ ﻣﺎ ﻋﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻄﺄ الطبي، ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﻘﻞ ﻓﻴﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2001 ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﻓﻘﺪ ﺳﻤﻌﻪ، ﻓﺘﺤﻮﻟﻨﺎ ﺇﻟﻲ ﻃﺒﻴﺐ ﺛﺎﻟﺚ ﻘﺎﻝ : ﺇﻧﻪ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺃﻟﻢ ﻓﻲ ﻃﺒﻞ ﺍﻷﺫﻥ، ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺠﺮﻱ ﻟﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔ، ﺛﻢ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﺴﻤﺎﻋﺔ ﻟﻼﺫﻥ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺮﺿﻨﺎ ﺗﺸﺨﻴﺼﺎﺕ ﻭﺗﻘﺎﺭﻳﺮ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﻭﻗﻒ ﻣﺤﺘﺎﺭﺍً ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ (ﺍﻟﺴﻮﺳﺔ) ﻣﺒﻜﺮﺍً ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺼﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺇﻟﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺘﺄﺧﺮﺓ.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...