.................
ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﺶ ﺣﻴﺎﺓ
ﻣﻨﻌﻤﺔ .. ﻭﻣﺮﻓﻬﺔ.. ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺤﺲ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻋﻦ ﺑﻠﺪﺍﻧﻬﻢ .. ﻓﻬﻢ
ﺗﻘﻮﺩﻫﻢ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻭﺣﺪﻫﺎ .. ﻗﺴﺮﺍً ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ .. ﻭﺫﻟﻚ
ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺃﻥ الاﻗﺘﺼﺎﺩ ﻣﺘﺪﻫﻮﺭ مما ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﻬﺎﺟﺮ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺃﻭﺿﺎﻋﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻔﻘﺪ
ﺍﻷﻣﻞ ﻓﻼ ﻳﺠﺪ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺳﺒﺒﺎً ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻳﺤﻔﺰﻩ ﻟﻠﺒﻘﺎﺀ ، ﻫﻜﺬﺍ ﻳﻔﻜﺮ ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﻳﺤﻘﻖ ﺣﻠﻤﻪ
ﺍﻟﻤﻨﺪﺭﺝ ﺣﻮﻝ ﻣﻘﻮﻟﺔ : (ﺇﺫﺍ ﺍﺑﺘﻚ ﺩﻳﺎﺭ ﻓﻠﻠﻪ ﺃﻟﻒ ﺩﻳﺎﺭ) ، ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻠﺠﺄ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ
ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺘﻲ ولو كانت هذه الهجرة غير شرعية وذلك حتي ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺑﻨﺎﺀ
ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺜﻠﻲ .. رغماً عن ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ .. ﻭﻣﺎ ﺗﺘﺮﻛﻪ
ﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭ ﺳﺎﻟﺒﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻋﻠﻲ بلدانهم .. بل إنها ﺗﻌﻨﻲ ﻫﺠﺮﺓ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ .. ﻭﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺕ .. ﻭﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺍﺕ
.. ﻭﺍﻟﻜﻮﺍﺩﺭ .. ﻫﺠﺮﺓ ﺗﺆﺛﺮ ﺗﺄﺛﻴﺮﺍً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻓﻲ ﺷﺘﻲ ﻣﻨﺎﺣﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .. ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﻬﺎﺟﺮ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ .. ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﻔﻜﺮ ﺍﻷﺧﺮ ﻓﻴﻬﺎ؟؟ .. ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ أﻧﻪ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺗﻮﻓﻴﺮ
ﺣﻴﺎﺓ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﺄﺑﺴﻂ ﻣﻘﻮﻣﺎﺗﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺑﻼ ﺷﻚ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻓﺮﺓ ﻟﻪ ﻓﻲ وطنه.. ﻟﺬﺍ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ
ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ هنا أو هناك.
ﻭﻟﻠﻬﺠﺮﺓ ﻓﻲ ﺣﺪ ﺫﺍﺗﻬﺎ
ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺭﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺇﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﺇﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.. ﻭﺍﻟﺦ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻘﺪ المنتقدون
الهجرة.. وأمثال هؤلاء لم ﻳﻤﺮوا بأي تجارب مريرة كالتي مر بها من فكروا في الهجرة..
فهم في الغالب الأعم يعيشون ﺣﻴﺎﺓ ﻣﻨﻌﻤﺔ وﻣﺮﻓﻬﺔ ، ﺣﻴﺎﺓ ﻻ ﻳﺤﻤﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﻫﻢ ﺍﻟﻐﺪ ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ
ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺳﺆﺍﻝ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ لهم ﺑﻜﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻎ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ؟ .. ﻓﻬﻞ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺫﻫﺒﺖ
ﺇﻟﻴﻪ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ له هؤلاء أو أولئك ﺧﻴﺮﺍً ﻓﻌﻠﺖ .. ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻘﻮلون
وهم الذين ﻟﻢ يحسوا ﻳﻮﻣﺎً ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻓﻲ ﺣﻴﺎتهم ﺑﺎﻷﻟﻢ ﺃﻭ حزن ﺃﻭ جرح ﺃﻭ مرارات، ﻛﻴﻒ يفعلون
وهم الذين ﻟﻢ ﺗﺠﺒﺮهم ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻣﻨﺰﻝ للأسرة ﺃﻭ ﻛﻴﻒ ﻳﺤﺼﻞﻋﻠﻲ
ﻣﺼﺎﺭﻳﻒ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﺃﻭ ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﺃﻭ ﻛﻴﻒ ﻳﻮﻓﺮ ﻣﺴﻠﺘﺰﻣﺎﺕ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻏﻼﺀ ﺍﻟﻤﻬﻮﺭ
.. ﺃﻭ .. ﺃﻭ .. ﺃﻭ … ﺍﻟﺦ في ظل ظروف إقتصادية قاهرة.
ﻭﻟﻴﻜﻦ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ من
يمارسون ذلك النقد ﺃﻥ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻟﻪ ﺁﻣﺎﻝ ﻭأﺷﻮﺍﻕ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻟﻪ ﻫﻮ ﻭﻫﺬﻩ
ﺍﻵﻣﺎﻝ ﻭﺍﻷﺷﻮﺍﻕ ﺗﺮﺳﻢ ﻟﻪ ﺧﺎﺭﻃﺔ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺴﺄلوا ﻋﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ
ﻟﻢ ﻳﺴﺄلوا أنفسهم ﻟﻤﺎذا ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﺮﻏﻮﺏ فيه ﻣﻦ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻤﻬﺠﺮ .. ﻭﺑﺮﻭﺍﺗﺐ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍً
ﺗﻠﺒﻲ ﻛﻞ ﺭﻏﺒﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﻔﻘﻮﺩﺓ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﻫﺠﺮﺓ
ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻭﺍﻷﺩﻣﻐﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺍﻷﺛﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻔﺮﺯﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ فهل فعلوا؟ ﻻ ﻟﻢ يفعلوا ،
ﻭﻟﻢ يشيروا ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻀﺎﻏﻄﺔ وهي ﺍﻟﻼﻋﺐ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻮﺿﻊ
ﺣﺪ ﺇﻟﻲ ﺃﺳﺒﺎﺑﻬﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺳﺘﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﻧﺰﻑ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻭﺍﻷﺩﻣﻐﺔ ﻭﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺍﺕ.. ﻭﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺕ.
ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻭﺟﺐ
ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ مناقشة ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻭﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻋﻠﻲ ﻣﺴﺘﻮﻱ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﻘﻂ ﺇﻧﻤﺎ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﻛﻞ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﻔﺎﻭﺕ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﻟﺔ ﺇﻟﻲ
ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺑﺄﻥ ﻟﻬﺎ ﺍﺳﺒﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻓﻊ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺃﻭ ﺍﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ ﻣﻦ ﻣﻮﻃﻨﻬﻢ
ﺍﻷﺻﻠﻲ ﺇﻟﻲ ﺩﻭﻝ ﺭﺑﻤﺎ ﻳﺠﺪﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﺇﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﻘﻮقهم ﻭ ﺇﻟﻲ ﺃﺧﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ
ﺍﻟﻤﺤﻔﺰﺓ، ﻓﻬﻨﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﻳﻬﺎﺟﺮ ﻟﻴﺲ ﻟﻠﺒﻘﺎﺀ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎً ﺇﻧﻤﺎ ﻟﺘﺤﺴﻴﻦ ﻭﺿﻌﻪ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﻳﻌﻮﺩ ﻣﺘﻲ
ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻫﺠﺮﺗﻪ ﻣﻊ ﻋﻠﻤﻪ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﺼﺤﻮﺑﺔ ﺑﻤﺨﺎﻃﺮ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻲ ﺃﻣﻞ ﺃﻥ
ﻳﺤﻘﻖ ﻭﻟﻮ ﺟﺰﺀ ﺑﺴﻴﻂ ﻣﻦ ﺁﻣﺎﻟﻪ ﻭأﺷﻮﺍﻗﻪ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺣﺮﺍﻙ ﺳﻜﺎﻧﻲ ﺗﺤﻜﻤﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ
ﻭﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، بالإضافة إلى أنهم لم يناقشوا ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻓﻬﻲ
ﺍﻷﺷﺪ ﻗﺴﻮﺓ ﻭﺇﻳﻼﻣﺎً ﻋﻠﻲ ﻣﺪﻱ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﻻ ﺃﻋﻨﻲ ﺑﻬﺎ ﻫﺠﺮﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻳﻒ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ
ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻜﺲ ، ﺑﻞ ﻫﻲ ﻫﺠﺮﺓ ﻳﺤﺲ ﺑﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﻭﻃﻨﻪ ﻭﻭﺳﻂ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﻭﺭﺑﻤﺎ
ﺯﻣﻼﺋﻪ ﺃﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﺎﻃﻼً ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ .
ﻭﻣﻤﺎ ﺗﻄﺮﻗﺖ ﻟﻪ ﻣﺴﺒﻘﺎً
ﻓﻸﺑﺪ ﻣﻦ ﺳﺆﺍﻝ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ؟ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻨﺪﻱ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻲ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ
ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩية ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﻓﺮﺹ ﻋﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﻴﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ﻭﺍﻟﺨﺎﺹ ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ
ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﻢ ﺧﺮﻳﺠﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻳﻔﻜﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻓﺎﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻀﻄﺮ ﺇﻟﻲ ﺍﻣﺘﻬﺎﻥ ﺍﻟﻤﻬﻦ
ﺍﻟﻬﺎﻣﺸﻴﺔ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺇﺩﺭﺍﺟﻪ ﻓﻲ ﻛﺸﻮﻓﺎﺕ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﺎﺷﻄﺔ ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻳﺠﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ
ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺤﺎﺻﺮﺍً ﺑﻀﻐﻮﻃﺎﺕ ﺭﺑﻤﺎ ﺗﺪﻓﻌﻪ ﺩﻓﻌﺎً ﻟﻠﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻳﺼﻞ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺇﻟﻲ ﺣﺎﻟﺔ
ﻧﻔﺴﻴﺔ ﺳﻴﺌﺔ ﺗﻔﻀﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺇﻟﻲ ﺍﻹﻛﺘﺌﺎﺏ ﻭﺍﻟﻀﻐﻮﻃﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﺩ ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﺗﺴﻴﻄﺮ
ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻴﻪ ﻟﺸﺮﺍﺀ ﺣﺬﺍﺀ ﺃﻭ ﻗﻤﻴﺺ ﺃﻭ
ﺃﻱ ﺷﻰﺀ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﻳﺴﺎﻋﺪﻩ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﻛﺮﻳﻤﺔ ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺠﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺤﻜﻮﻣﺎً ﺑﺘﻠﻚ
ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻳﺘﺨﺎﻟﺠﻪ ﺷﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﺤﺮﺝ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻄﻪ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﺇﺫﺍ ﻭﺿﻌﺘﻪ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺃﻣﺎﻡ
ﺗﺤﺪﻱ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺴﺌﻮﻻً ﻋﻦ ﺃﺳﺮﺗﻪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺃﻭ ﻣﺴﺌﻮﻻً ﻋﻦ ﺃﺳﺮﺗﻪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ
ﺍﻹﺛﻨﻴﻦ.
ﻭﻋﻠﻲ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ
ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﻠﻊ ﺑﻪ ﻛﻞ ﻣﻬﺎﺟﺮ ﻓﻲ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻤﺎ ﻳﻔﺮﺽ ﻋﻠﻴﻬﻢ
ﻣﻦ ﺿﺮﺍﺋﺐ ﻭﺭﺳﻮﻡ ﺃﺧﺮﻱ ﺗﺤﺼﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻛﻠﻤﺎ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﻓﻲ ﺯﻳﺎﺭﺍﺕ ﺇﻟﻲ ﻣﺴﻘﻂ ﺭﺃﺳﻬﻢ .
ﺇﻥ ﻃﻤﻮﺣﺎﺕ ﻣﻦ ﻳﻔﻜﺮﻭﻥ
ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻠﺒﻴﻬﺎ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻷﺻﻠﻲ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺗﻠﺒﻴﻪ ﻟﻬﻢ ﺩﻭﻝ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺃﻭ ﻏﺮﺑﻴﺔ
وفي ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻳﺠﺪﻭﻥ ﻣﺎ ﻳﻔﺘﻘﺪﻭﻧﻪ ﻭﻋﻠﻲ ﺍﻷﻗﻞ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﺒﻲ ﺭﻏﺒﺎﺗﻬﻢ ﺧﺎﺻﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻫﻲ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺃﻭ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺃﻭ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺃﻭ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﺃﻭ ﺃﻱ ﺩﻭﻟﺔ ﻧﻔﻄﻴﺔ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق