.........................
ﻛﻠﻤﺎ ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﺍﻟﻀﻐﻮﻁ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻋﻠﻲ المجتمع ﻓﻲ ﺷﺘﻲ ﻧﻮﺍﺣﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .. ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﺳﺎﻟﺒﺔ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻋﺎﻣﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ .. ﻓﺎﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺄﺧﺬ ﺷﻜﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﺭﻉ ﻣﻨﺬ ﻧﻬﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻭﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ .. ﻭﻫﻲ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻣﻨﺎ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻭﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﺴﻮﺍﻟﺐ ﻭﺍﻹﺑﻘﺎﺀ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻮﺟﺐ ﻣﻨﻬﺎ .. ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﺑﺚ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻬﺎ ﻟﺨﻄﻮﺭﺗﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻣﻌﺎً ﻓﻬﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﻤﺎ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﻓﺄﻧﻬﺎ ﺗﻔﺴﺪ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﻳﻜﻮﻥ ﻏﻴﺮ ﻣﺪﺭﻙ ﻭﻭﺍﻋﻲ ﺑﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ .. ﻭﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﺍﻹﺻﺤﺎﺣﻴﺔ ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ .. ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﻳﻘﻊ علي ﻋﺎﺗﻖ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﻨﺸﺮ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﺗﺒﺼﺮ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻹﺩﺭﺍﻙ ﻭ ﺍﻟﻮﻋﻲ بها.
ﻭﻫﻨﺎﻟﻚ ﺟﻬﺎﺕ ﺧﻼﻑ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭﺍً ﺭﻳﺎﺩﻳﺎً ﻓﻲ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺃﺑﺮﺯﻫﺎ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﺮﺍﺣﻠﻬﺎ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﺠﺪ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺃﺟﻴﺎﻻً ﺗﻌﻲ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻘﻠﻖ ﺟﺪﺍً .
ﻓﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻣﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﺍﻟﺘﻀﺎﻓﺮ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺑﻴﺌﺔ ﺻﺤﻴﺔ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ .. ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﻟﻄﺒﺎﻋﺔ ﻛﺘﻴﺒﺎﺕ ﻭﺑﻮﺳﺘﺮﺍﺕ ﻭﻣﻠﺼﻘﺎﺕ ﻳﺘﻢ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺑﺚ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻭﺳﻬﺮﺍﺕ ﺗﺼﺐ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻠﻒ ﺍﻟﺴﺎﺧﻦ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﻭﺍﻟﺴﻬﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﻗﻮﺍﻟﺐ ﺧﻔﻴﻔﺔ ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻟﻼﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ .. ﻭﺍﻗﺘﺮﺡ ﺃﻥ ﺗﺸﻜﻞ ﻟﺠﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻦ ﺑﺎﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ﺣﺘﻰ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻲ ﺑﺮ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﺑﺴﻼﻡ .. ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺫﺍﺕ ﺃﺟﻨﺤﺔ ﻣﻘﺼﻮﺻﺔ .. ﻓﺎﻹﻋﻼﻡ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺗﺤﻠﻖ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻓﻲ ﺳﻤﺎﺀ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ .. ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ ﻫﻮ ﺍﻟﻀﻠﻊ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺗﺼﺒﺢ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﺇﺻﺤﺎﺣﺎً .. ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻓﻬﻢ ﻳﻘﻮﺩﻧﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﺇﻟﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻻﺭﺗﻘﺎﺀ ﺑﺎﻹﺩﺭﺍﻙ ﻭﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ .
ﻭﻟﻜﻦ ﺗﺒﻘﻲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺑﻜﻞ ﺳﻠﺒﻴﺘﻬﺎ ﻣﺘﻔﺸﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ .. ﻭﺗﺮﺯﺡ ﺗﺤﺖ ﻭﻃﺄﺕ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ﺍﻟﻨﺎﺟﺰﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﻌﺪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻋﻦ ﻣﻨﺤﻨﻴﺎﺕ ﻭﻣﺘﻌﺮﺟﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﺡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺸﻬﺪ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻣﻦ ﺳﻮﺀ .
ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻣﺘﺪﺍﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎً ، ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎً ، ﺻﺤﻴﺎً ﻭﺇﻟﻲ آﺧﺮﻩ .. ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻭﺃﻥ ﺗﻮﺿﻊ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻧﻴﺎﺕ ﻧﺴﺒﺔ ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﻠﻮﺛﺔ ﺗﻜﺜﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﻋﻠﻲ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺗﻨﻮﻋﺎﺗﻬﺎ ﺻﺪﺭﻳﺔ ﺃﻭ ﻗﻠﺒﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ .
ﻓﺎﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﺗﺒﺪﻭ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻟﻠﻌﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﻌﻤﺎﺭ ﻭﺍﻟﺼﺮﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻭﻣﺠﺎﺭﻱ ﺗﺼﺮﻳﻒ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ ﻓﺎﻟﺴﻴﻮﻝ ﺗﻔﻀﺢ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻠﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺒﺪ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺸﻞ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻧﻴﺔ .
ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻌﻔﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻧﻪ ﺷﺮﻳﻚ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﻫﻮﺭ ﺍﻟﻤﺮﻳﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻠﺤﻈﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺇﺫ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﻓﺎﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺗﻔﺘﻘﺮ لأﺑﺴﻂ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺑﻐﺮﻗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﻙ ﺍﻵﺳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﺠﺔ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ ﻭﺍﻟﺴﻴﻮﻝ ﻭﺍﻟﻔﻴﻀﺎﻧﺎﺕ ﻛﺎﻟﺘﻲ ﺍﺟﺘﺎﺣﺖ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﺆﺧﺮﺍً .
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﺍمتلاء ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﻘﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﺑﻴﻦ ﻃﻴﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻠﻮﺙ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺗﻨﺘﺸﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ .. ﻟﺬﻟﻚ ﻭﻣﻦ ﺃﻭﺟﺐ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺃﻥ ﻧﻌﻤﻞ ﻋﻠﻲ ﺗﺪﺍﺭﻙ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق