الخميس، 6 أكتوبر 2016

سراج النعيم يكتب : الهجرة قسراً




.................
ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﺶ ﺣﻴﺎﺓ ﻣﻨﻌﻤﺔ .. ﻭﻣﺮﻓﻬﺔ.. ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺤﺲ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻋﻦ ﺑﻠﺪﺍﻧﻬﻢ .. ﻓﻬﻢ ﺗﻘﻮﺩﻫﻢ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻭﺣﺪﻫﺎ .. ﻗﺴﺮﺍً ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ .. ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺃﻥ الاﻗﺘﺼﺎﺩ ﻣﺘﺪﻫﻮﺭ مما ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﻬﺎﺟﺮ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺃﻭﺿﺎﻋﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻔﻘﺪ ﺍﻷﻣﻞ ﻓﻼ ﻳﺠﺪ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺳﺒﺒﺎً ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻳﺤﻔﺰﻩ ﻟﻠﺒﻘﺎﺀ ، ﻫﻜﺬﺍ ﻳﻔﻜﺮ ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﻳﺤﻘﻖ ﺣﻠﻤﻪ ﺍﻟﻤﻨﺪﺭﺝ ﺣﻮﻝ ﻣﻘﻮﻟﺔ : ‏(ﺇﺫﺍ ﺍﺑﺘﻚ ﺩﻳﺎﺭ ﻓﻠﻠﻪ ﺃﻟﻒ ﺩﻳﺎﺭ‏) ، ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻠﺠﺄ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺘﻲ ولو كانت هذه الهجرة غير شرعية وذلك حتي ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺑﻨﺎﺀ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺜﻠﻲ .. رغماً عن ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ .. ﻭﻣﺎ ﺗﺘﺮﻛﻪ ﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭ ﺳﺎﻟﺒﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻋﻠﻲ بلدانهم .. بل إنها ﺗﻌﻨﻲ ﻫﺠﺮﺓ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ .. ﻭﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺕ .. ﻭﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺍﺕ .. ﻭﺍﻟﻜﻮﺍﺩﺭ .. ﻫﺠﺮﺓ ﺗﺆﺛﺮ ﺗﺄﺛﻴﺮﺍً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻓﻲ ﺷﺘﻲ ﻣﻨﺎﺣﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .. ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﻬﺎﺟﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ .. ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﻔﻜﺮ ﺍﻷﺧﺮ ﻓﻴﻬﺎ؟؟ .. ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ أﻧﻪ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺣﻴﺎﺓ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﺄﺑﺴﻂ ﻣﻘﻮﻣﺎﺗﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺑﻼ ﺷﻚ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻓﺮﺓ ﻟﻪ ﻓﻲ وطنه.. ﻟﺬﺍ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ هنا أو هناك.
ﻭﻟﻠﻬﺠﺮﺓ ﻓﻲ ﺣﺪ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺭﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺇﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﺇﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.. ﻭﺍﻟﺦ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻘﺪ المنتقدون الهجرة.. وأمثال هؤلاء لم ﻳﻤﺮوا بأي تجارب مريرة كالتي مر بها من فكروا في الهجرة.. فهم في الغالب الأعم يعيشون ﺣﻴﺎﺓ ﻣﻨﻌﻤﺔ وﻣﺮﻓﻬﺔ ، ﺣﻴﺎﺓ ﻻ ﻳﺤﻤﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﻫﻢ ﺍﻟﻐﺪ ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺳﺆﺍﻝ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ لهم ﺑﻜﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻎ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ؟ .. ﻓﻬﻞ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ له هؤلاء أو أولئك ﺧﻴﺮﺍً ﻓﻌﻠﺖ .. ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻘﻮلون وهم الذين ﻟﻢ يحسوا ﻳﻮﻣﺎً ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻓﻲ ﺣﻴﺎتهم ﺑﺎﻷﻟﻢ ﺃﻭ حزن ﺃﻭ جرح ﺃﻭ مرارات، ﻛﻴﻒ يفعلون وهم الذين ﻟﻢ ﺗﺠﺒﺮهم ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻣﻨﺰﻝ للأسرة ﺃﻭ ﻛﻴﻒ ﻳﺤﺼﻞﻋﻠﻲ ﻣﺼﺎﺭﻳﻒ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﺃﻭ ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﺃﻭ ﻛﻴﻒ ﻳﻮﻓﺮ ﻣﺴﻠﺘﺰﻣﺎﺕ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻏﻼﺀ ﺍﻟﻤﻬﻮﺭ .. ﺃﻭ .. ﺃﻭ .. ﺃﻭ … ﺍﻟﺦ في ظل ظروف إقتصادية قاهرة.
ﻭﻟﻴﻜﻦ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ من يمارسون ذلك النقد ﺃﻥ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻟﻪ ﺁﻣﺎﻝ ﻭأﺷﻮﺍﻕ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻟﻪ ﻫﻮ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻵﻣﺎﻝ ﻭﺍﻷﺷﻮﺍﻕ ﺗﺮﺳﻢ ﻟﻪ ﺧﺎﺭﻃﺔ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺴﺄلوا ﻋﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺴﺄلوا أنفسهم ﻟﻤﺎذا ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﺮﻏﻮﺏ فيه ﻣﻦ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻤﻬﺠﺮ .. ﻭﺑﺮﻭﺍﺗﺐ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍً ﺗﻠﺒﻲ ﻛﻞ ﺭﻏﺒﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﻔﻘﻮﺩﺓ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﻫﺠﺮﺓ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻭﺍﻷﺩﻣﻐﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺍﻷﺛﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻔﺮﺯﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ فهل فعلوا؟ ﻻ ﻟﻢ يفعلوا ، ﻭﻟﻢ يشيروا ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻀﺎﻏﻄﺔ وهي ﺍﻟﻼﻋﺐ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻮﺿﻊ ﺣﺪ ﺇﻟﻲ ﺃﺳﺒﺎﺑﻬﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺳﺘﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﻧﺰﻑ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻭﺍﻷﺩﻣﻐﺔ ﻭﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺍﺕ.. ﻭﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺕ.
ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻭﺟﺐ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ مناقشة ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻭﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻋﻠﻲ ﻣﺴﺘﻮﻱ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﻘﻂ ﺇﻧﻤﺎ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﻛﻞ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﻔﺎﻭﺕ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﻟﺔ ﺇﻟﻲ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺑﺄﻥ ﻟﻬﺎ ﺍﺳﺒﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻓﻊ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺃﻭ ﺍﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ ﻣﻦ ﻣﻮﻃﻨﻬﻢ ﺍﻷﺻﻠﻲ ﺇﻟﻲ ﺩﻭﻝ ﺭﺑﻤﺎ ﻳﺠﺪﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﺇﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﻘﻮقهم ﻭ ﺇﻟﻲ ﺃﺧﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻤﺤﻔﺰﺓ، ﻓﻬﻨﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﻳﻬﺎﺟﺮ ﻟﻴﺲ ﻟﻠﺒﻘﺎﺀ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎً ﺇﻧﻤﺎ ﻟﺘﺤﺴﻴﻦ ﻭﺿﻌﻪ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﻳﻌﻮﺩ ﻣﺘﻲ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻫﺠﺮﺗﻪ ﻣﻊ ﻋﻠﻤﻪ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﺼﺤﻮﺑﺔ ﺑﻤﺨﺎﻃﺮ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻲ ﺃﻣﻞ ﺃﻥ ﻳﺤﻘﻖ ﻭﻟﻮ ﺟﺰﺀ ﺑﺴﻴﻂ ﻣﻦ ﺁﻣﺎﻟﻪ ﻭأﺷﻮﺍﻗﻪ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺣﺮﺍﻙ ﺳﻜﺎﻧﻲ ﺗﺤﻜﻤﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، بالإضافة إلى أنهم لم يناقشوا ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﺍﻷﺷﺪ ﻗﺴﻮﺓ ﻭﺇﻳﻼﻣﺎً ﻋﻠﻲ ﻣﺪﻱ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﻻ ﺃﻋﻨﻲ ﺑﻬﺎ ﻫﺠﺮﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻳﻒ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻜﺲ ، ﺑﻞ ﻫﻲ ﻫﺠﺮﺓ ﻳﺤﺲ ﺑﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﻭﻃﻨﻪ ﻭﻭﺳﻂ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺯﻣﻼﺋﻪ ﺃﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﺎﻃﻼً ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ .
ﻭﻣﻤﺎ ﺗﻄﺮﻗﺖ ﻟﻪ ﻣﺴﺒﻘﺎً ﻓﻸﺑﺪ ﻣﻦ ﺳﺆﺍﻝ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ؟ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻨﺪﻱ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻲ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩية ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﻓﺮﺹ ﻋﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﻴﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ﻭﺍﻟﺨﺎﺹ ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﻢ ﺧﺮﻳﺠﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻳﻔﻜﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻓﺎﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻀﻄﺮ ﺇﻟﻲ ﺍﻣﺘﻬﺎﻥ ﺍﻟﻤﻬﻦ ﺍﻟﻬﺎﻣﺸﻴﺔ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺇﺩﺭﺍﺟﻪ ﻓﻲ ﻛﺸﻮﻓﺎﺕ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﺎﺷﻄﺔ ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻳﺠﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺤﺎﺻﺮﺍً ﺑﻀﻐﻮﻃﺎﺕ ﺭﺑﻤﺎ ﺗﺪﻓﻌﻪ ﺩﻓﻌﺎً ﻟﻠﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻳﺼﻞ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺇﻟﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﺳﻴﺌﺔ ﺗﻔﻀﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺇﻟﻲ ﺍﻹﻛﺘﺌﺎﺏ ﻭﺍﻟﻀﻐﻮﻃﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﺩ ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻴﻪ ﻟﺸﺮﺍﺀ ﺣﺬﺍﺀ ﺃﻭ ﻗﻤﻴﺺ ﺃﻭ ﺃﻱ ﺷﻰﺀ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﻳﺴﺎﻋﺪﻩ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﻛﺮﻳﻤﺔ ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺠﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺤﻜﻮﻣﺎً ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻳﺘﺨﺎﻟﺠﻪ ﺷﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﺤﺮﺝ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻄﻪ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﺇﺫﺍ ﻭﺿﻌﺘﻪ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺗﺤﺪﻱ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺴﺌﻮﻻً ﻋﻦ ﺃﺳﺮﺗﻪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺃﻭ ﻣﺴﺌﻮﻻً ﻋﻦ ﺃﺳﺮﺗﻪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺍﻹﺛﻨﻴﻦ.
ﻭﻋﻠﻲ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﻠﻊ ﺑﻪ ﻛﻞ ﻣﻬﺎﺟﺮ ﻓﻲ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻤﺎ ﻳﻔﺮﺽ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺿﺮﺍﺋﺐ ﻭﺭﺳﻮﻡ ﺃﺧﺮﻱ ﺗﺤﺼﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻛﻠﻤﺎ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﻓﻲ ﺯﻳﺎﺭﺍﺕ ﺇﻟﻲ ﻣﺴﻘﻂ ﺭﺃﺳﻬﻢ .
ﺇﻥ ﻃﻤﻮﺣﺎﺕ ﻣﻦ ﻳﻔﻜﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻠﺒﻴﻬﺎ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻷﺻﻠﻲ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺗﻠﺒﻴﻪ ﻟﻬﻢ ﺩﻭﻝ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺃﻭ ﻏﺮﺑﻴﺔ وفي ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻳﺠﺪﻭﻥ ﻣﺎ ﻳﻔﺘﻘﺪﻭﻧﻪ ﻭﻋﻠﻲ ﺍﻷﻗﻞ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﺒﻲ ﺭﻏﺒﺎﺗﻬﻢ ﺧﺎﺻﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻫﻲ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺃﻭ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺃﻭ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺃﻭ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﺃﻭ ﺃﻱ ﺩﻭﻟﺔ ﻧﻔﻄﻴﺔ.

رسالة مؤثرة بعد شفائه من ﺳﻮﺳﺔ ‏(تنخر) ﻓﻲ ﺃﺫنيه أكثر من (10) أعوام...الشرطة تتحري مع (ندي) في بلاغ ضد طبيب معروف وابو القاسم يشكر (الدار)




.......................................
بعث الطالب (ابوالقاسم هاشم) برسالة مؤثرة، يشكر من خلالها صحيفة (الدار) ممثلة في شخصي سراج النعيم، إلي جانب أنه شكر والدته (ندى) وخالته وخاله (خالد) والأستاذ الشاذلي إبراهيم، على وقفتهم معه في الأزمة المرضية التي كان يمر بها علي مدي السنوات الماضية، إلى أن تماثل إلى الشفاء.
وقال : السلام عليك الأستاذ سراج النعيم أحب أن أشكرك لوقفتك معي عبر صحيفة (الدار) واسعة الانتشار، وهي وقفة تمثل عندي وقفة رجال يقدرون خدمة الإنسانية، وأدعو الله العلي القدير أن يمد في الآجال، حتى أتمكن من رد الجميل، وإذا لم أستطع أن أفعل، فإن المولى عز وجل موجود ويجازي كل إنسان على فعله النبيل، وإلي أن يحين ذلك الوقت أكرر شكري لكم مثنى وثلاث ورباع.
وأضاف : أحب أن اطمئنك أنني تماثلت للشفاء بإذن الله سبحانه وتعالي، بعد أن ركب لي الأطباء المصريين سماعات للأذنين.
وتابع : لا أدري كيف أعبر عن شكري للأستاذ سراج النعيم علي وقفته معي، فهو بالذات كانت وقفته وتفاعله معي له الأثر البالغ في دفعي معنوياً، وهي بلا شك وقفة تؤكد أن الدنيا مازالت بخيرها.
وقال : أعجز عن التعبير للموقف الإنساني الذي وقفته معي صحيفة (الدار)، منذ أن تعرضت للخطأ الطبي، مما اضطر والدتي أن تسافر بي على مدى سنوات إلى القاهرة بحثاً عن إيجاد العلاج، الذي نجح في إطاره الأطباء المصريين بأن ركبوا لي سماعات، وأنا الآن استمع بها للأصوات بشكل طبيعي والحمدلله، وبما أنني كنت مصراً على أن لا أخذل والدتي (ندى) واصلت دراستي الأكاديمية إلى أن نجحت، ودخلت جامعة الرباط الوطني.
من جانبها وضعت الأستاذة ندى والدة الطالب (ابوالقاسم) تفاصيل جديدة في قضية الخطأ الطبي المرتكب في حق ابنها.
وقالت : بالرغم من أن (السوسة) ظلت (تنخر) في أذنيه طوال السنوات الماضية، إلا أنه واصل دراسته، إلى أن تمكن من الجلوس إلى امتحان الشهادة السودانية، محرزاً مجموعاً كبيراً أهله إلى مواصلة مسيرته الأكاديمية بالالتحاق بجامعة (الرباط) الوطني.
واسترسلت : اتخذت الإجراءات القانونية في مواجهة الطبيب الذي اتهمه بالتسبب في معاناة ابني وإن الشرطة تحرت معي في البلاغ، إلا أنه تبقي التحري مع الطبيب.
وتشير الوقائع التي ترويها الأستاذة ندي ﻭﺍﻟﺪﺓ (ﺍﺑﻮﺍﻟﻘﺎﺳﻢ) قائلة : ﻣﺄﺳﺎﺗﻪ ﻣﻊ الخطأ الطبي بدأ تدريجياً، ﺇﻟﻲ أن تعطلت ﺣﺮﻛﺘﻪ ﺗﻤﺎﻣﺎً، مما جعلني أفقد ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ، لذلك سافرت به إلي ‏(ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‏)، وﻫﻨﺎﻙ ﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ بأن ﺍﻟﺘﺸﺨﻴﺼﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺟﺮﻳﺖ له ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺧﺎﻃﺌﺔ، الأمر الذي أدي إلي أن يفقد أذنيه.
وأردفت : ﺑﺪﺃﺕ ﻗﺼﺔ ﺍﺑﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2001م.. حيث ﺃﺟﺮﻳﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﺳﺘﺌﺼﺎﻝ ‏(ﻟﻮﺯ) ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ، ﻭﺑﺘﻮﺟﻴﻪ ﻣﻦ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻼﻝ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺘﻬﺎ ﻧﺎﺟﺤﺔ، ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺮﻭﺭ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ ﺑﺪﺃ ﺃﺑﻨﻲ ‏(ﺍﺑﻮﺍﻟﻘﺎﺳﻢ) ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺘﻬﺎﺏ ﺣﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻷﺫﻧﻴﻦ، وذلك ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2005 ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2015م، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺍ ﺑﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻘﺎﺑﻞ ﺑﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ، ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻬﺘﻤﻮﺍ ﺑﺎﻟﺤﺎﻟﺔ الاهتمام ﺍﻟﻼﺯﻡ، مما دفعنا اﻠﺬﻫﺎﺏ ﺑﻪ إلي اﻠﻤﺴﺘﺸﻔﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻓﺾ ﻓﻴﻪ الطبيب ﺇﻋﻄﺎﺋﻨﺎ ﺳﻤﺎﻋﺔ ﺗﺴﺎﻋﺪﻩ علي ﺍﻟﺴﻤﻊ ﺑﺸﻜﻞ ﻃﺒﻴﻌﻲ، ﻭﺳﺒﺐ ﺍﻟﺮﻓﺾ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻛﺪﻩ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻷﺫﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻴﻮﻟﺔ.
ﻭﺗﺎﺑﻌﺖ : ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﺑﻨﻲ ﻓﺎﻗﺖ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﻤﻤﻜﻨﺔ، لم يكن أمامي إلا أن أﺳﺎﻓﺮ ﺑﻪ ﺇﻟﻲ ‏( ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ‏)، التي ﻗﺎﺑﻠﻨﺎ فيها ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﻤﺨﺘﺺ، وﺍﻟﺬﻱ ﻓﺎﺟﺄﻧﻲ ﺑﺄﻥ ﺍﻷﺫﻥ ﺑﻬﺎ ‏(ﺳﻮﺳﺔ)، ﻭﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ (ﺍﻟﺴﻮﺱ) ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺨﻄﻮﺭﺓ، ﻟﺬﺍ ﻗﺮﺭ ﻟﻪ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺟﺮﺍﺣﻴﺔ ﻋﺎﺟﻠﺔ ﻟﻮﺿﻊ ﺣﺪ لها، وبالفعل ﺃﺟﺮﻳﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻐﺮﻗﺖ ﺃﺭﺑﻊ ﺳﺎﻋﺎﺕ، من واقع ﺃﻥ (ﺍﻟﺴﻮﺳﺔ) ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻌﺼﺐ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ، الشيء الذي نجم عنه فقدان ابني ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎً. ﻭأشارت إلي أن ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ قال : (ﻛﻴﻒ ﻻ يكتشف ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺳﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻔﺤﻞ ﻓﻲ ﺍﻷﺫﻥ)، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺃﻭﺟﻪ ﺳﺆﺍﻟﻲ ﺇﻟﻲ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﺑﻠﺖ ﺑﻬﻢ ﺍﺑﻨﻲ ﻓﻲ تلك ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺒﻘﺖ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺮﺓ، ﻫﻞ ﺍﻟﺘﺸﺨﻴﺼﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻤﺘﻢ ﺑﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻮﺻﻠﻜﻢ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻮﻫﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻲ، خاصة وأن حالة ابني ﺗﺄﺧﺮﺕ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻥ ﺃﺫﻧﻪ ﻓﺎﺣﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻛﺮﻳﻬﺔ؟؟.
ﻭﻣﻀﺖ: ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﺣﺰ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﻥ (اﺑﻮﺍﻟﻘﺎﺳﻢ) ﻋﺎﻧﻲ ﻣﺎ ﻋﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻄﺄ الطبي، ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﻘﻞ ﻓﻴﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2001 ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﻓﻘﺪ ﺳﻤﻌﻪ، ﻓﺘﺤﻮﻟﻨﺎ ﺇﻟﻲ ﻃﺒﻴﺐ ﺛﺎﻟﺚ ﻘﺎﻝ : ﺇﻧﻪ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺃﻟﻢ ﻓﻲ ﻃﺒﻞ ﺍﻷﺫﻥ، ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺠﺮﻱ ﻟﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔ، ﺛﻢ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﺴﻤﺎﻋﺔ ﻟﻼﺫﻥ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺮﺿﻨﺎ ﺗﺸﺨﻴﺼﺎﺕ ﻭﺗﻘﺎﺭﻳﺮ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﻭﻗﻒ ﻣﺤﺘﺎﺭﺍً ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ (ﺍﻟﺴﻮﺳﺔ) ﻣﺒﻜﺮﺍً ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺼﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺇﻟﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺘﺄﺧﺮﺓ.

هيثم عباس يوجه نقد للفنان الشاب احمد الصادق بسبب (10) أغنيات



وجه الشاعر الشاب هيثم عباس نقداً للفنان الشاب أحمد الصادق، حول تجربته الغنائية، مطالباً إياه بإعادة النظر في اختيار شكل الأغاني التي تتناسب مع طبيعة صوته ومقدراته.
وقال : وقفت كثيراً عند أغنية (عشت متألم معاك.. أصلي في حبك مساهر)، والتي أعتبرها من أجمل الأغنيات علي الإطلاق التي قدمها طوال تجربته في الحركة الفنية، فأضحت مميزة من بين كل الأغنيات التي رددها، لذلك تحتاج إلي أن تعيد ترتيب إختيار النصوص والألحان التي تتناسب معك.
ومضي : حينما تتلبسك حالة من الشجن، فإنها بلا شك تنتاب كل من يستمع إليك، خاصة وأنك تؤدي الأغنيات بطريقة قد تصنفك (سلطان الشجن)، لذا أبحث عن تسعة أغنيات مفقودة تكمل بها قائمة الأعمال الغنائية إلي عشرة أغنيات.

مصرع مادح شهير في حادث مروري غرب جبل أولياء



..............................
توفي المادح الشهير عبدالباقي تاج النبي إثر حادث مروري أليم بمنطقة غرب جبل أولياء.
وتشير الوقائع إلي أن المادح (عبدالباقي) كان يستقل عربة  في طريقه من ولاية الخرطوم الي مدينة الدويم  ، وذلك بعد أن سجل زيارة إلي أخيه المريض بمستشفي في الخرطوم، وعندما وصل إلي منطقة غرب جبل أولياء، وقع حادث التصادم بين العربة التي كانت تقله وعربة (دفار) قادمة من الاتجاه المعاكس، مما أدي إلي إصابة المادح عبد الباقي تاج النبي في الرأس، وكسر في إحدي رجليه، فتم إسعافه إلي المستشفي ، إلا أنه توفي إلي رحمة مولاه، متأثراً بما تعرض له من جراح.
فيما أصيب سائق المركبة التي كان من ضمن ركابها المادح المرحوم (عبدالباقي) إصابة طفيفة، بينما نجا من الحادث بقية الركاب.
الجدير بالذكر أن المادح الراحل (عبدالباقي) كان يجلس جوار سائق العربة لحظة اصطدامها بـ(الدفار)
ويعتبر المادح عبدالباقي البالغ من العمر (50) عام، من سكان قرية (الصوفي) شمال مدينة الدويم ومتزوج وله عدد من الأبناء

الاثنين، 3 أكتوبر 2016

بالصور في حوار لا تنقصه الجرأة : مصطفي مضوي يفتح النيران علي أولاد الصادق والسر قدور بسبب (أغاني وأغاني)









 .............................................
شن الفنان الكبير مصطفى مضوي هجوماً كاسحاً، على الفنانين الشابين الشقيقين أحمد وحسين الصادق، مؤكداً أنهما شوها أغنياته في الألبومات الغنائية ووسائل الإعلام، مشيراً إلى إطلالتهما عبر برنامج (أغاني وأغاني)، الذي يبث من علي شاشة قناة النيل الأزرق، مبيناً أن أحمد الصادق غني أغنيته في البرنامج بشكل خاطئ، ودون حفظ حقوقه الأدبية والمادية، موضحاً أنه استغرب من الشاعر السر قدور حينما قال بعد أداء الأغنية : (هائل)، ووضع في ذات الوقت تفاصيل مشاركته في حرب تحرير سيناء المصرية، من إحتلال دولة الكيان الصهيوني لها. في البدء أين أنت من الحراك الفني؟ قال : ازاول نشاطي في مدينة عطبرة، وأسافر منها أحياناً إلى ولاية الجزيرة لقضاء بعض الأعمال الخاصة، ومشاركة الأهل في مناسباتهم بقرية (اللعوته). متى اكتشفت موهبة الغناء؟ قال : من خلال الغناء في مهرجان (الجلالات)، ممثلاً وحدتي (المدفعية) عطبرة منذ العام 1973م، الذي تقيمه القوات المسلحة، وعندما أستمع الىّ الزملاء شجعوني على أن أغني التراث (المناحات)، وحينما اقتنعت بالفكرة اشتريت آلة (عود)، وبدأت أغنى بها وسط الزملاء، إلى أن انطلقت بأعمالي الخاصة إلى رحاب أوسع. ما هو أول عمل خاص بك؟ قال : أغنية (عشرة شهور)، كلمات الشاعر محمد فضيل، التي لحنتها في (السويس) المصرية في العام 1972م. هل شاركت في حرب التحرير مقاتلاً؟ قال : شاركت في الحرب المصرية ـ الإسرائيلية مرتين الأولى في العام 1972م، والثانية في العام 1974م، وعندما إنتهت الفترة المقررة، تم سحبنا من جبهة القتال وفي العام 1973م ، حدثت الحرب للمرة الثانية بين مصر وإسرائيل نتيجة إحتلال الأخيرة لمدينة (سيناء) المصرية، فعدنا مرة أخرى إلى جبهة القتال، التي سجلنا في إطارها زيارة إلى (خط برليف)، الذي يظهر في شكل هلال، والمنطقة التي كنا نحرسها تم ضربها من قبل القوات الإسرائيلية، بـ(قنبلة) كادت أن تقتلنا جميعاً لولا العناية الإلهية، وقد أحدثت خسائر كبيرة وفادحة في آليات الحرب، ومن شدة قوتها غاصت في باطن الأرض إلى أن أخرجت المياه، فيما كانت الشوارع مليئة بالدبابات والأسلحة والذخائر المتضررة، مع هذا وذاك كنا نستخدم أبواب وشبابيك المنازل، أسرة للنوم داخل الخنادق بعد أن تسببت القنبلة في خلعها من المباني. هل كنت تغني للجنود في الجبهة؟ قال : نعم وكلما حان موعد الاحتفال بذكري إنقلاب ثورة مايو، نحتفل به في مصر، وكنت أحرز المرتبة الأولى في كل الاحتفالات. من هو قائدكم عندما شاركتم مصر حربها ضد دولة الكيان الصهيوني؟ قال : كان (سعد بحر)، الذي نوي أن ينفذ بنا إنقلاب على نظام الحكم في البلاد، وعندما تم إكتشاف المخطط في العام 1974م، تم توزيع القوات السودانية على الوحدات في مختلف انحاء البلاد. كيف انتقلت من وادي سيدنا إلي عطبرة؟ قال : عندما عدنا من جبهة القتال بمصر أسعفت إلي مستشفي السلاح الطبي بمدينة ام درمان، حيث كنت أزحف علي الأرض، لأخذ أرقام المدافع الموجهة صوب العدو الصهيوني، هكذا إلي أن انخلعت يدي من (الكتف)، وذلك بسبب الاسلاك الشائكة، وما أن تماثلت للشفاء، إلا وسلمت نفسي لرئاسة المدفعية (عطبرة) في العام 1976م، وهناك تم إعفائي من حمل السلاح، وضمي إلى فرقة (دانا) التابعة للسلاح، ما جعلني اتفرغ تفرغاً كاملاً للفن. ماذا بعد ذلك؟ قال : شاركت بأغنية (عشرة شهور) في أول مهرجان فني شهدته مدينة عطبرة بمسرح (النيل)، وأحرزت فيه المرتبة الأولى على (15) فنان، ومنه واصلت مسيرتي الفنية، بإنتاج أغنية (مسكين أنا)، كلمات المساعد الطبي فؤاد عبدالرحيم. أين الزواج من مسيرتك؟ قال : في العام 1979م تزوجت في عطبرة، دون أن يشاركني الأهل الفرحة، لأن السيول والأمطار في ذلك الوقت قطعت السكة حديد في منتصف الطريق، ما حدا بهم أن يباركوا الزواج من على البعد، وكان أن أنجبت خمسة أبناء وثلاث بنات. ما هي أشهر اغنياتك؟ قال : علي سبيل المثال لا الحصر أغنية (الوليد الضيف)، كلمات (ام دفوق)، وهي من منطقة العيلفون، وتصب في أغنيات التراث المندرج في (المناحات)، إلى جانب أغنيات (يا شباب العصر همو)، (أنا تاني جيت لى كسلا)، (ودعت هواك بلا حزن)، (الشمس)، (خبر الصور) وغيرها. من الملاحظ أن الفنانين الشابين أحمد وحسين الصادق يغنيان من أعمالك، فهل سمحت لهما بممارسة هذا الفعل؟ قال : في بادئ الأمر تعاملت معهما في بعض الأغنيات، إلا أنهما وللأسف لم يجيدا أداءها، حيث أنهما حرفا الكلمات وعدلا في الموسيقي، وأبرزها تلك الأغنيات (يابا حرام)، (اشكيهو لمين القدر) وغيرهما، والتشوية الذي اعنيه يتمثل في بعض الإضافات غير المستحبة، مع أنني كنت أتوقع منهما أن يؤديان الأغنيات بصورتها الأصلية، فهي أعمال لا تحتمل التحوير، لذا السؤال لماذا ترددونها بكل هذا التشوية، الذي ربما استدعي البعض أن يشكو من طريقتهما في الأداء، ولم يكتفوا بل طالبوني بأن أوقفهما من التغني بتلك الأعمال نهائياً، فما كان مني إلا واتصلت بهما، إلا أنهما لم يستجبا، بالرغم من أنني قلت لهما : (لوكنتما ترغبان في التعامل معي، فأنا على أهبة الإستعداد)، ولكنهما لم يلتفتا لذلك، ما قادني إلي أن أقرر منعهما من ترديد أغنياتي.

الطلاب والطالبات يقولون لشرطيا المرور : (أنت يا الأبيض ضميرك)


......................
حظيت لقطات لشرطيا مرور، يمرران طلاب وطالبات مرحلة الأساس بالاعجاب والإشادة من سائقي المركبات والمواطنين، الذين طالبوا بترقية الشرطيين المميزين، تحفيزاً لهما، وتشجيعاً لزملائهما من أجل الاقتداء بهما، تأكيداً لمقولة : (الشرطة في خدمة الشعب).
بينما نجد أن النهج الذي انتهجه أفراد شرطة المرور يجمل وجه الإدارة العامة للمرور، بالرغم ﻣﻦ انتقادات ﻳﻮﺟﻬﻬﺎ البعض إلي أفرادها في بعض الأحيان، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺌﺔ من رجال شرطة المرور يستحقون ﺍﻟﺸﻜﺮ والثناء لدورهم ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ولعل أبلغ تلك الإشادات، إشادة الطلاب والطالبات الذين قالوا لشرطيا المرور :(أنت يا الأبيض ضميرك)، وأكدوا انهما عكسا صورة غاية في الروعة، وهما يساعدان ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ علي عبور الشارع.
فيما حصد الشرطيان الإشادة تلو الأخرى، وﺗﻌﺎﻟﺖ الصيحات التي تطالب الإدارة العامة لشرطة المرور لتكريمهما.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...