الاثنين، 21 سبتمبر 2015
كيف يؤتمنون هؤلاء المنتهكون
تبقى قضايا النشر عبر وسائط التقنية الحديثة قضايا تندرج في إطار التشريعات غير الحاسمة فلكل تشريعات لا تحسم الظاهرة حسماً جذرياً مما يولد ﺿﺤﺎﻳﺎ من سائر الناس في المجتمع وهذا أمر معروف منذ أن ظهرت العولمة في حياتنا.
وبما أنني كنت واحداً من هؤلاء الضحايا ظللت أتلقى الاستفسارات عن صور انتشرت عبر الفيس بوك والواتساب وكنت أرد عليهم بأنها ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة طالما أنه لا توجد قوانين رادعة يمكنها أن تضع حداً لمن يستخدمون أجهزة الحاسوب للانتقام وتصفية الحسابات لذلك تجد نفسك مضطراً للترافع عن صور لا علاقة لك بها من قريب أو بعيد وإذا اتخذت الإجراءات القانونية فإنك تتخذها ضد أسماء وهمية يتوارى خلفها المجرم الحقيقي الذي دائماً ما يلجأ إلى اختيار اسم نسائي كالذي حدث معي بالضبط فالجاني اختار اسم (حنان حسن) التي حينما دخلت صفحتها ركزت على معرفة أصدقائها فوجدت من بينهم شخوصاً ولكنني رغماً عن ذلك لا أستطيع أن أوجه أصابع الاتهام لأي أحد فليس لدى البينة التي تثبت من هو مرتكب الجرم في حقي وبالتالي لم أجد أمامي بداً سوى أن أسكت عليه إلى أن أتمكن من الإيقاع بهذا الجاني الذي درج على استخدام مثل هذه الأساليب الرخيصة لهدم القيم والأخلاق السودانية المحافظة.
إن القصة قصة واقعية وليست ﻋﻨﻮﺍﻥ لقصة استوحيها من نسج خيالي أو قصة تاريخية أقوم باستدعائها في حالة ذهنية غارقة في العالم الافتراضي وليس هذه القصة عنواناً لرواية ألفها المؤلف للفت الانتباه بصورة تروق له في حين أن روايته كاذبة ولا تصلح إلا لأن تعكس الحالة النفسية للمؤلف الذي ربما عاش ظروفاً غير سوية في محيطه وعليه أصبح يرى الأشياء من خلال نظرته السوداوية وهي نظرة لن ترسم له سوى مأساة متكررة مع كل صباح من أيام زمهرير الشتاء القارص الذي تسبب في كتمان الكثير من الأنفاس.
إن مثل هذه القصة يجب أن نبحث في إطارها لحلول نوقع بها الجناة الذين قد نعرفهم ولا نستطيع أن نوجه لهم أصابع الاتهام ومن هنا تنبع المأساة التي يعرفها جيداً من يعيشون في العالم الافتراضي الذي نطالع من خلاله مع إشراقة كل صباح صوراً أو مقاطعاً فاضحة لا يتورع ناشروها من ممارسة هذا الفعل بالتحايل على القانون. إن شبح الانترنت يسطر في العقول مشاهد بعيدة كل البعد عن العادات والتقاليد السودانية السمحة التي لا تنفصل عن الدين الإسلامي ﻓﺎﻟﻜﺜﻴﺮ من الذين ينتهكون الحريات الشخصية لا يهمهم تماسك النسيج المجتمعي إذ أنهم يظلون قابعين خلف شاشة أجهزة الحاسوب أو يحملون الهواتف الذكية لتسوية الصورة بهدف الوصول إلى مبتغاهم الانتقامي ولكم أن تتخيلوا الضرر الذي يصيب الضحايا جراء ذلك خاصة وأن الانتهاكات تحدث بشكل شبه يومي وكما أسلفت فالمرأة أكثر تضرراً فكم واحدة منهن تعاني من سلوك من هذا القبيل وكم واحدة منهن لا تستطيع أن تدافع عن نفسها ولا تتوقف المعاناة في حدودها بل تمتد إلى محيطها الأسري والمجتمعي إذا كان ذلك في العمل أو الدراسة فلا حول ولا قوة إلا بالله العظيم ، لماذا نضع الآخرين في موقف المدافع لماذا لا نضع قوانيناً تحسم أمثال هؤلاء وردعهم عن انتهاك خصوصيات الآخرين بالإيقاع من واقع أنه لا توجد جريمة كاملة إذا تم تتبع الجاني بصورة دقيقة لأن التخفي وراء الأسماء الوهمية ليس بالصعب الوصول إليه حتى لا نترك الضحايا وأسرهم ﻋﺎﺟﺰين ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ التي يزيلون بها الصورة المشينة التي رسمها ذلك الشخص دون وازع ديني يردعه عن ارتكاب الجرم الذي سهلت منه التقنية الحديثة في ظل التطور الذي تشهده يومياً فيتيح ذلك ﺍﻟﻌﺼﻒ ﺍﻟﺬﻫﻨﻲ السالب رغماً عن أنه في إمكانهم الاتجاه بها إيجاباً حتى لا يتأزم الموقف أكثر وأكثر وهذا الأمر ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ للتفكير أو الخبرة نسبة إلى أن السوداني يبحث دائماً عن الإيجابي فيما يتصل بالقيم والأخلاق ولكن هنالك البعض الذي يسعى إلى أن تندثر بالفعل القبيح الذي يعمل في إطاره للعيش في عالمه الوهمي معتقداً أنه يمكن أن ينال ما يصبو إليه ولكن هيهات أن يتحقق له ما في مراده وسيظل يتمادى في غيه إلى أن يجد نفسه قد احترق نعم يحترق فكم أمثاله احترقوا كم.. وكم.. وكم. يعج عالم الإنترنت بالكثير من المنتهكين وأصحاب الأفق الضيق الذين يهدمون ولا يبنون فكيف لهم أن يشعروا براحة الضمير وكيف يؤتمنون وهم ينتهكون.
الخميس، 17 سبتمبر 2015
فهيمة عبدالله والبشري البطانة في محكمة الملكية بسبب ( البرق صعيد )
..............................................................................................
الخرطوم : سراج النعيم
..............................................................................................
تواجه الفنانة فهيمة عبدالله والشاعر البشري البطانة إجراءات قانونية بمحكمة الملكية الفكرية بالخرطوم.. وذلك علي خلفية بلاغ فتحه أحد الشعراء بموجب دعوي جنائية في مواجهة الفنانة فهيمة عبدالله.. والشاعر البشري البطانة.. وبعد التحري حول البلاغ إلي محكمة الملكية الفكرية بالخرطوم التي عقدت جلسات في إطار القضية
وتشير الوقائع إلى أن الشاكي اتهم الشاعر البشري البطانة بنسب نص غنائي ( البرق صعيد ) له.
فيما يتولي الدفاع عن فهيمة عبدالله.. والبشري البطانة الأستاذ نادر محمود المحامي.
شطب ثلاثة بلاغات.. والتحري جار في بلاغ هدي عربي وصباحي
..............................................................................................
الخرطوم : سراج النعيم
..............................................................................................
شطب مجلس المهن الموسيقية والتمثيلية ممثلا في الأستاذ الموسيقي حيدر مدني ثلاثة بلاغات في مواجهة بعض صالات الأفراح.. فيما يجري التحري في بقية البلاغات.. بما فيها البلاغين المفتوحين في مواجهة المطربة هدي عربي.. والفنان الشاب معتز صباحي.. وتأتي هذه البلاغات في إطار الحملات التي يشنها مجلس المهن الموسيقية والتمثيلية ما بين الفينة والاخري علي الفنانين والفنانات والموسيقيين وصالات الأفراح والأندية.. بعد أن تم تفعيل القانون.. واعتبار ممارسة الموسيقي والغناء مهنة.. وبالتالي يتم فتح بلاغات ضد المخالفين لقانون تنظيم المهنة.
وأشارت مصادر ( الدار ) إلي ان كل الفنانين والفنانات الذين فتح في مواجهتهم بلاغات لم تتم اجازتهم من مجلس المهن الموسيقية والتمثيلية.
من جهته كان مجلس المهن الموسيقية والتمثيلية قد فتح بلاغات ضد ( 34 ) فنان وفنانة وجهة.. والمبلغ فيها بموجب تفويض من مجلس المهن الموسيقية التمثيلية الأستاذ الموسيقي حيدر مدني.. الذي قام بدوره بشطب ( 3 ) بلاغات من جملة البلاغات المفتوحة وهي بلاغات تتعلق ببعض صالات الأفراح.. أما ما تبقي من بلاغات فمازال التحري فيها جاري.. بما فيها البلاغين المفتوحين في مواجهة المطربة هدي عربي.. والفنان الشاب معتز صباحي.
ﻫﻴﺜﻢ ﻋﺒﺎﺱ : التسجيلات الصوتية المسيئة لندي القلعة سببها ( ﺧﺒﺮ ﺍﻟﺸﻮﻡ )
..............................................................................................
جلس إليه : سراج النعيم
..............................................................................................
شن الشاعر الشاب هيثم عباس هجوماً كاسحاً علي جهات لم يسمها بسبب المطربة ندي القلعة.. وأغنية ( خبر الشوم ).. مؤكداً أن الأغنية لعبت دوراً كبيراً في إيصال رسالة إلي الناس.. والمجتمع.. و( الجنس الثالث ).
وقال في تصريح خص به ( الدار ) : فكرة الأغنية قائمة أصلاً علي الحد من إنتشار ظاهرة ( الجنس الثالث ) وسط الناس.. والمجتمع الذي بدأوا الظهور فيه علناً.. مما يشير بوضوح إلي وﺟﻮﺩ ﺧﻠﻞ في المجتمع.. قادني إلي كتابة النص الغنائي الذي في رائي يعالج الظاهرة التي أصبحت متفشية.. ويحرض السلطات المختصة علي حماية الناس.. والمجتمع من هذه الفئة القلة المغضوب عليها.. والتي إذا تمادت فيما هي فيه قد تكون سبباً في أن ﺗﺨﺴﻒ ﺑﻨﺎ ﺍﻷﺭﺽ.
وحول إيقاف الأغنية؟ قال : نحن التزامنا بقرار المجلس الاتحادي للمصنفات الأدبية والفنية.. القرار القاضي بإيقاف أغنية ( خبر الشوم ).. ولكن عندما جلسنا مع إدارة المصنفات اكتشفنا أن الأغنية تم إيقافها علي أساس أن النص غير مجاز.. وبالتالي توقفت المطربة ندي القلعة عن ترديدها
نقدر نقول أن الإيقاف نهائي؟ قال : لا أعتقد أن الإيقاف نهائي.. طالما أنه نابع من عدم اجازتها.. ما يؤكد أن الإيقاف مؤقت إلي حين إجازة النص الغنائي.. ومتي ما تمت إجازته ستعود ندي القلعة إلي التغني بأغنية ( خبر الشوم ).. وأن كنت أعتقد أن الرسالة وصلت تماما.ً. وبالتالي الأغنية أدت الغرض المؤلفة من أجله.. ونفس القضية يمكن طرحها بشكل آخر.
كيف قابلت التسجيلات الصوتية المسيئة التي بثها من يطلق عليهم ( الجنس الثالث ) لك.. وللمطربة ندي القلعة؟ قال : لاتهمنا في شىء.. لأننا في المقام الأول والأخير تعاملنا مع ظاهرة.. ولم نتعامل مع أشخاص.. بالرغم من أن الكثير من الناس اعتبروا الأغنية مندرجة في إطار أغاني ( المغارز ).. وهذا فهم غير صحيح.. فأنا وطوال مسيرتي لم أكتب أغنية من هذا القبيل.. ولن أفعل ذلك في المستقبل.. وحينما كتبت ( خبر الشوم ) كتبتها مستهدفاً الظاهرة.. وفي الظاهرة استهدفت التبعات التي جاءت لاحقاً.. وأصبحت فوق ما يحتمل الإنسان.. فهذه الفئة تجاوزت بذلك الفعل العادات والتقاليد السودانية السمحة التي لا تنفصل عن الدين الإسلامي.. وأن كان الناس والمجتمع في السابق يتجاوزون أمثال هؤلاء الشخوص باعتبار أن ما يقومون به من فعل يجب السكوت عنه.. وإذا لم تفوق المسألة حدها لما كنت طرحت الأغنية بهذه الجرأة.
هل سمعت تسجيلات ( الجنس الثالث ) المسيئة لك.. وللمطربة ندي القلعة؟ قال : حقيقة لم أسمعها ولن أسمعها.. ولكن أسمع الناس يتحدثون عنها.. وأن كنت علي قناعة بأنها لا تعنيني في شىء.. طالما أننا استهدفنا الظاهرة.. لذا كان من الطبيعي أن يقال فينا ما لم يقوله مالك في الخمر كردة فعل طبيعية لأغنية ( خبر الشوم ).
مدي صحة أنك تعكف علي إنتاج الجزء الثاني من أغنية ( خبر الشوم )؟ قال : لا أساس لهذا الحديث من الصحة.. فالفكرة وصلت إلي عامة الناس.. ولكن هنالك ظواهر وقضايا أخري سنتطرق لها بنفس كيفية أغنية ( خبر الشوم ).. وأن كانت ليست حساسة مثل قضية ( الجنس الثالث ).. فإذا كان هنالك من يود تناول الظاهرة فاليتناولها بعيداً عن السلبيات التي وقعنا فيها.
يقول البعض بأن هيثم عباس كتب نهايات المطربة ندي القلعة الغنائية؟ قال : لا أعتقد أن أغنية ( خبر الشوم ) إنتهت من مسيرة ندي القلعة.. بل بالعكس هي مرحلة جديدة لي ولها .. وكان يفترض أن يستفيد الناس منها بما في ذلك الفنانين بالوقوف عند التجربة وتأملها من واقع أن الغناء ليس للرقص.. والفنان يمكن أن يكون معالجاً للظواهر السالبة في المجتمع.
بصراحة لماذا أوقفت المصنفات أغنية ( خبر الشوم ( دون غيرها من أغنيات كثيرة غير مجازة؟ قال : نعم هنالك كثير من الأغنيات يسمعها الجمهور.. وليست مجازة.. وحتي المصنفات لا يمكن أن نجيزها.. أو تمررها.. وبالرغم من ذلك لم نسمع أن المصنفات قررت إيقافها.. أو استدعت الأطراف المعنية بها.. ولكن ربما أغنية ( خبر الشوم ) تركت تأثيرها في الشارع العام.. والمصنفات هي الجهة الوحيدة التي يمكنها أن تحدد لماذا أوقفت الأغنية.
سراج النعيم يكتب حول مخاطر الهجرة
ﻣﻦ ﺃﺻﻌﺐ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻋﻠﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﺒﺮﻋﻤﺎ ﻳﺠﻴﺶ ﻓﻲ ﺩﻭﺍﺧﻠﻪ ﻣﻦ ﺃﻓﻜﺎﺭ .. ﻳﺠﺒﺮ ﻋﻠﻲ أن يفكر فيها.. ﻭﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ المقلقة ﻓﻜﺮﺓ الهجرة ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﻋﻦ وطن ﻧﺸﺄ ﻭﺗﺮﻋﺮع ﻓﻲ ﻛﻨﻔﻪ .. ﻓﻬﻲ ﺑﻼ ﺷﻚ ﻓﻜﺮﺓ ﻣﺆﻟﻤﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﻨﻲ .. خاصة وأنها هجرة ﺗﺸﻮبها ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻗﺐ المحفوفة بالمخاطر الآنية.. والمستقبلية.. وهي هجرة أشبه بهجرة الإنسان داخليا.. ﻭﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻛﻼﻫﻤﺎ ﻣﺮﺗﺒﻂ .. ﺇﺭﺗﺒﺎﻃﺎً ﻭﺛﻴﻘﺎً ﺑﺎﻟﻮﺩﺍﻉ .. ﻭﺍﻟﻔﺮﺍﻕ .. ﻭﺃﻱ ﻓﺮﺍﻕ.. ﻫﻮ ﻏﻴﺮ ﻓﺮﺍﻕ ﺍﻷﺣﺒﺔ.. الفراق الأشد ﻗﺴﻮﺓ ﻭﺇﻳﻼﻣﺎً .. نسبة إلي أن الإنسان قد يكون ﻣﻀﻄﺮﺍً ﻟﻼﺳﺘﺄﺫﺍﻥ .. ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺴﺘﺄﺫﻥ ﻣﻦ ﻳﺤﺐ .. ﺗﺘﻤﺰﻕ ﺩﻭﺍﺧﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻢ .. ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ اﺣﺼﺮﻩ ﻓﻲ رحيل مؤقت .. رحيل ﻳﻜﺮﻩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ .. ﻓﻼ ﻳﺠﺪ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺳﺒﻴﻞ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ .. ﻧﻌﻢ ﻳﺮﺣﻞ ﻣﻀﻄﺮﺍً ﺇﻟﻲ ﺩﻳﺎﺭ ﻏﺮﻳﺒﺔ .. ﺩﻳﺎﺭ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺩﻳﺎﺭﻩ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ .. ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ .. ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ .. ﻭﺍﻟﻠﻬﺠﺔ .. ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ .. ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻳﻀﻄﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻟﻲ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻣﻜﺮﻫﺎً؟ .. ﺭﺑﻤﺎ ﻟﻈﺮﻭﻑ
ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ .. ﺃﻭ ﺇﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ .. ﺃﻭ ﺇﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .. ﺃﻭ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ .. ﺃﻭ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ .. ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺼﺒﺢ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻨﺤﺼﺮﺍً ﻓﻲ ﺇﺗﺠﺎﻩ ﻭﺍﺣﺪ .. ﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﺸﺪ ﺍﻟﺮﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺩﻳﺎﺭﻩ ﺇﻟﻲ ﺩﻳﺎﺭ ﺃﺧﺮﻱ .. ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺗﺼﺒﺢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﻣﻮﺍﻃﻨﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ .. ﺃﻟﻢ ﺃﻗﻞ ﺇﻧﻪ ربما يكون مضطر لأن يفعل.. ﺧﺎﺻﺔ ﺇﺫﺍ ﻋﻘﺪﻧﺎ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ .. ﻭﺍﻟﻮﻃﻦ ﻣﺴﻘﻂ ﺍﻟﺮﺃﺱ .. ﻓﺈﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻣﻮﺍﻃﻨﺎً ﺩﺭﺟﺔ ﺃﻭﻟﻲ .. ﻓﻴﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﺍﻃﻨﺎً ﺩﺭﺟﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻬﺠﺮ .. ﻣﻤﺎ ﻳﺪﻓﻌﻪ ﺇﻟﻲ ﺩﻓﻊ ﺿﺮﻳﺒﺔ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ .. ﻧﻌﻢ ﻳﺪﻓﻌﻬﺎ ﺧﺼﻤﺎً.. ربما من ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺎﺀ .. ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ .. نعم هكذا يدفع الضريبة.. ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻪ.. ﻭﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﺳﺒﺎﺏ هجرته ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ .. ﻭﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﻜﻞ ﺭﺣﻴﻞ ﺃﻟﻢ .. ﻭﺣﺰﻥ .. ﻭﺟﺮﺍﺡ .. ﻭﻣﺮﺍﺭﺍﺕ .. ﺗﺴﺒﻖ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ .. ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺍﻟﻮﺩﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﺒﻊ ﻓﻴﻪ ﻣﺮﺍﺳﻴﻢ .. ﻻ ﻳﺤﺒذﻫﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮﻳﻦ .. ﻻﺭﺗﺒﺎﻃﻬﺎ ﺍﻟﻮﺛﻴﻖ ﺑﺎﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺸﺄ ﻭﺗﺮﻋﺮﻉ ﻓﻴﻪ .. ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻲ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .. ﻭﺍﻷﺳﺮﺓ .. ﻭﺍﻷﻫﻞ .. ﻭﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ .. ﻭﺍﻟﺰﻣﻼﺀ .. ﻭﺧﻼﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﺗﻨﺸﺄ ﺃﺣﺎﺳﻴﺲ .. ﻭﻣﺸﺎﻋﺮ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻧﺒﻴﻠﺔ .. ﻭﺗﺒﺪﺃ ﺗﻜﺒﺮ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎً .. ﻭﺗﺘﻌﻤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﺍﺧﻞ ﻳﻮﻣﺎ ﺗﻠﻮ ﺍﻵﺧﺮ .. ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻘﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﺎﻟﻤﻮﺩﺓ .. ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ .. ﻭﺍﻟﺤﺐ .. ﻭﺍﻟﺤﻨﺎﻥ .. ﻭﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ .. ﻟﺬﺍ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ ﻣﻦ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻗﺴﻮﺓ .. ﻭﺇﻳﻼﻣﺎ .. ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺘﺤﺎﺷﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ تلك اللحظات.. رغما عن أنه لا مفر منها.. فاﻟﺮﺣﻴﻞ ﺃﺻﺒﺢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ
ﻟﻪ ﺭﺣﻴﻼً ﺣﺘﻤﻴﺎً.
ومن هنا نجد أن الهجرة ﻗﺎئمة ﻋﻠﻲ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺎً .. ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﺣﺒﺔ ﻋﺎﺵ ﻣﻌﻬﻢ المهاجر ﺃﻳﺎﻡ .. ﻭﺷﻬﻮﺭ .. ﻭﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻻﺣﺎﺳﻴﺲ .. ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻨﺒﻴﻠﺔ .. ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺎﺛﻠﺔ .. ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻧﻜﺎﺭﻫﺎ .. ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ .. ﻓﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﺃﺻﻼ ﻋﻠﻲ ﻭﺩﻉ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ .. ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻷﻗﺮﺑﺎﺀ .. ﻧﻌﻢ ﻧﻮﺩﻉ ﻣﻦ ﻳﻤﺮﻭﻥ ﻋﻠﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻣﺤﺪﺩﺓ .. ﺛﻢ ﻳﺮﺣﻠﻮﻥ .. ﻭﻳﺮﺣﻠﻮﻥ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﻘﻠب.
ﺃﻣﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻐﺮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺑﺎﻟﺮﺣﻴﻞ .. ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺪﺭﻙ ﺃﻥ ﻟﻜﻞ ﺭﺣﻴﻞ ﻭﺩﺍﻉ .. ﻭﻳﺪﺭﻙ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺮﺣﻴﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻃﻦ .. ﻓﻬﻮ ﺭﺣﻴﻞ ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻲ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ بالهجرة.. أو ﺑﺎﻟﻐﺮﺑﺔ .. ﻛﻴﻒ ﻻ ولهذا الرحيل ﺛﻤﻦ ﺑﺎﻫﻆ .. ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻭﺫﺍﻙ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺇﺣﺴﺎﺱ ﻣﺤﻜﻮﻡ ﺑﺈﻋﻼﻥ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ .. ﺛﻢ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ الذي تبدأ معه ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ .. ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﻳﻨﻈﺮ إليها؟ .. ﺭﺑﻤﺎ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻧﻈﺮﺓ ﺗﻘﻮﺩﻩ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ .. ﻧﻌﻢ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ .. ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﻓﻲ ﻇﻠﻪ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ .. ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ .. ﻳﺒﺪﺃ ﻓﻲ ﻃﺮﺡ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻏﺮﺍﺀﺍﺕ يشجع بها ﻧﻔﺴﻪ للبقاء.. رغم ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺮﺍﺭﺍﺕ .. ﻭﺍﻷﻟﻢ .. ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ .. ﻭﺍﻟﺠﺮﺡ ﺍﻟﻨﺎﺯﻑ .. ﻭ … ﻭ … ﻭ … ﻭﺍﻟﺦ .. ﻫﻜﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﻷﻫﻞ .. ﻭﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ .. ﻭﺍﻟﺰﻣﻼﺀ .. فهل ﻳﺠﺪﻱ معه ﺍﻟﻌﺎﺗﺐ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺍﻗﻌﺎً ﻻ ﻣﻨﺎﺹ ﻣﻨﻪ .. ﻭﻫﻞ يعاتبون انفسهم.. ﺃﻡ يعاتبون من تسبب في هجرتهم!!.
ﺇﻥ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ.. ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻗﺎﺳﻴﺔ ﺟﺪﺍً .. ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻣﺤﻔﻮﻓﺔ كما اسلفت ﺑﺎﻟﻤﺨﺎﻃﺮ .. ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻗﺮﺍﺭﺍً ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺔ .. فرﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻧﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﻇﺮﻭﻑ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﻋﻦ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ .. ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮ ﺻﺎﺩﻗﺎً ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻪ .. ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﺎﺩﻗﺎً ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ .. ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺗﺮﺍﻓﻘﻪ ﻓﻲ ﺣﻠﻪ ﻭﺗﺮﺣﺎﻟﻪ ﻛﺎﻟﻘﻠﻖ .. ﻭﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ..ﻭﺍﻟﻬﻮﺍﺟﺲ .. ﻧﻌﻢ فكم أنها ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺪ .. خاصة حينما ﻳﺘﺬﻛﺮ المهاجر ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ التي ﻳﺠﺪ معها ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﺰﻝ ﺃﻳﺎﻣﻪ .. ﺷﻬﻮﺭﻩ .. ﺳﻨﻮﺍﺗﻪ ﻓﻲ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ .. ومهما حاول اخفائها ﻳﺤﺲ بها .. إلا أنه ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺑﻌﻜﺲ ﻣﺎ تجيش به دﻭﺍﺧﻠﻪ .. ﺍﻟﺘﻲ ربما ﺗﻘﻄﺮت ﺃﻟﻤﺎً .. ﻭونزفت ﺩﻣﺎً .. ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻳﺼﺒﺮ .. ﻭﻳﺼﺒﺮ .. ﺣﺘﻲ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﻧﻈﺮ ﻣﻦ ﻳﻮﺩﻉ ﺃﻧﻪ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎً ﻣﺘﺄﻟﻘﺎً .. ﺑﺎﻟﺤﻜﻤﺔ .. ﻭﺍﻟﺒﺼﻴﺮﺓ.
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﺒﻘﻲ ﺳﻮﻳﻌﺎﺕ ﻟﻠﺮﺣﻴﻞ .. ﺗﻘﺘﺮﺏ ﺳﻮﻳﻌﺎﺕ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ ﺍﻟﻤﻔﻌﻢ بأﺟﻮﺍﺀ اﻷﻟﻢ .. ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ .. ﻭﺍﻟﺠﺮﺍﺡ .. ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺭﺍﺕ .. ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻜﻞ ﻃﺎﻗﺘﻪ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﻳﺨﻔﻲ ﺫﻟﻚ .. ﻓﻜﻢ ﻭﺩﺍﻉ .. ﻭﻛﻢ .. ﻭﻛﻢ .. ﺭﺣﻴﻞ ﺣﻠﻖ ﺑﻌﺪﻩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻃﺎﺋﺮﺍً ﺑﺎﺟﻨﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻞ .. تقوده ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ .. ﻭﺍﻟﻤﺎﺿﻲ .. ﻭﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﺃﺳﺎﺳﺎً ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ .. ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ المهاجر ﻳﺠﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺤﺎﺻﺮﺍً ﺑﻤﺨﺎﻟﺐ .. ﻭﻗﻴﻮﺩ ﻭﺳﻼﺳﻞ لا خيار أمامه سوي أن ﻳﻤﻀﻲ ﻋﻠﻲ ﺇﺛﺮﻫﺎ.. ﻭﻛﺄﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻗﻮﺓ ﺧﻔﻴﺔ ﺗﺪﻓﻌﻪ ﺩﻓﻌﺎً ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ .. ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻋﻮﺩﺓ ﻣﻨﻪ ﻟﻸﻫﻞ .. ﻭﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ .. ﻭﺍﻟﺰﻣﻼﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ .. ﻫﻜﺬﺍ ﺗﻤﺮ ﺑﻪ ﺍﻷﻳﺎﻡ .. ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺭ .. ﻭﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ.. ﻭﻫﻮ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺗﻨﺠﻠﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺑﺎﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻲ ﻣﻦ ﻫﺠﺮ ﻃﻮﻋﺎً .. ﺃﻭ ﻗﺴﺮﺍً .. ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﻪ ﻋﻴﺸﺎً ﻫﻨﺎ .. ﺃﻭ ﻫﻨﺎﻙ .. ﻓﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﻮﻱ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻣﺘﻌﻘﺎً ﺑﺎﻟﻬﺠﺮﺓ .. رغم الاشتياق للوطن .. ﻭللتراب .. ﻭﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻷﺭﺽ .. ﻭﻣﺎﺀ ﻧﻴﻞ .. ﻭﺧﻀﺮﺓ ﺍﻟﺰﺭﻉ .. ﻧﻌﻢ ﻳﺸﺘﺎﻕ ﻟﻠﻮﻃﻦ ﺑﻜﻞ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻪ .. ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ .. ﻭﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺎﺀ .. ﻳﻀﻌﺎﻧﻪ ﻓﻮﻕ ﻛﻞ ﺍﻵﻣﺎﻝ.. ﻭﺍﻷﺷﻮﺍﻕ.
ﻭﻣﻤﺎ ﺃﺷﺮﺕ ﻟﻪ .. ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ أي ﺣﺎﻟﺔ من الأحوال ﻳﺠﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻗﻤﺔ التمزق من ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ .. ﻭﺃﻱ ﻋﺬﺍﺏ ﻫﻮ .. ﺑﻼ ﺷﻚ ﻋﺬﺍﺏ ﺗﺼﺎﺣﺒﻪ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ .. ﻭﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻣﺆﻟﻤﺔ .. ﺗﻔﺮﺽ ﻋﻠﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺣﻴﺎﺓ .. ﻭﺍﺣﺎﺳﻴﺲ .. ﻭﻣﺸﺎﻋﺮ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﺭﺍﺩﺓ.
ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎﺫﺍ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺳﺄﺭﺣﻞ؟ .. ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺇﻧﻪ ﺳﻴﺮﺣﻞ ﻋﺎﺟﻼً .. ﺃﻭ ﺁﺟﻼً .. ﻧﻌﻢ ﺳﻴﺮﺣﻞ ﺑﻮﺩﺍﻉ .. ﺃﻭ ﺑﺪﻭﻥ ﻭﺩﺍﻉ .. ﺳﻴﺮﺣﻞ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺣﺴﺮﺓ .. ﻭﻣﺮﺍﺭﺍﺕ .. ﻭﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﺍﺳﺘﺠﻤﺎﻉ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺎﺳﻴﺲ .. ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻤﺘﺪﻓﻘﺔ .. ﻟﻄﺮﺣﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﻳﺤﺐ .. ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻣﻼﺫ .. ﺍﻟﺼﻤﺖ الذي ﻳﻜﺴﻮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﻤﺎ ﺗﺸﺎﺀ .. ﺃﻭ ﻻ ﺗﺸﺎﺀ .. ﺇﻻ ﺇﻧﻪ ﻳﻌﻮﺩ ﻭﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺑﻌﻤﻖ .. ﻓﻴﺠﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻃﺎﻝ .. ﻓﺈﻧﻪ ﻷﺑﺪ ﻣﻦ ﻋﻮﺍﻗﺐ ﺗﻌﻘﺒﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ.. ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮ .. ﺭﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ هذه العواقب ﻭﺧﻴﻤﺔ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻳﺤﺲ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﺎﻟﺨﻄﺄ .. ﻭﺍﻟﺼﻮﺍﺏ يكون ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ وﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻣﺠﺒﺮﺍً ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ .. ﻧﻌﻢ ﻣﺠﺒﺮﺍً ﻋﻠﻲ ﻭﺍﻗﻊ ﻣﺮﻳﺮ .. ﻭﺍﻗﻊ ﻳﻔﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﺷﺎﺀ .. ﺃﻭ ﻟﻢ ﻳﺸﺎﺀ .. ﻭﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﻻ ﻳﺴﺘﻮﻋﺐ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﺍﻟﺼﺪﻣﺎﺕ .. ﻭﻣﻦ ﻛﺜﺮﺗﻬﺎ قد لا يحتمل .. ﺑﺤﻜﻢ ﺃﻥ ﻃﺎقة الإنسان ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ .. ﻓﻼ ﻣﻼﺫ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺳﻮﻱ ﺃﻥ ﻳﺒﻜﻲ بدموع .. ﻧﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺠﺎﺯﺍ ﺩﻣﻮﻉ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ .. ﻭﻣﻊ ﻛﻞ ﻭﺩﺍﻉ ﻳﺘﺄﻟﻢ .. ﻭﻳﺘﺄﻭﻩ .. ﻭﻳﺼﺮﺥ ﻣﻦ ﻓﺮﻁ ﺍﻷﻟﻢ.
ﺇﻥ ﻛﻞ ﺭﺣﻴﻞ ﻳﺨﻔﻲ ﺑﻴﻦ ﻃﻴﺎﺗﻪ ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﺍﻟﻤﻤﺰﻭﺝ ﺑﺎﻷﻟﻢ ..ﻭاﻟﺠﺮﺍﺡ .. ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﻟﻬﺎ .. ﻛﻠﻤﺎ ﺍﺣﺲ ﺑﻬﺎ .. ﺇﻻ أن تيارها جارف وﺃﻗﻮﻱ ﻣﻨﻪ ﺑﻜﺜﻴﺮ .. ﻓﻴﺠﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺪ ﻳﺄﺱ .. ﻳﺄﺳﺎً ﻗﺎﺗﻼً .. يأسا ﺭﺑﻤﺎ ﻳﻘﻮﺩﻩ ﺇﻟﻲ ﺳﻬﺮ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ .. ﻭﺑﺚ ﺷﻜﻮﻱ ﺁﻟﻤﻪ .. ﻭﻓﺮﺍﻗﻪ.. ﻭﻭﺣﺸﺘﻪ .. ﻫﻜﺬﺍ ﻳﻐﻴﺐ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻮﺍﻟﻢ .. ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻒ .. ﻭﻻ ﻳﺄﺑﻪ ﺑﺪﻣﻮﻋﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮﺧﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺳﺘﻮﺭﻩ .. ﻭﻳﺪﻋﻬﺎ ﺗﺘﺴﺎﻗﻂ ﻓﺈﻧﻪ ﺃﺻﺒﺢ ﻭﺣﻴﺪﺍً ﻳﺴﺎﻣﺮ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺟﺪﺭﺍﻥ .. ﻳﺮﻣﻲ ﻟﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﻫﻤﻮﻣﻪ .. ﻭﺁﻻﻣﻪ .. ﻭﺃﺣﺰﺍﻧﻪ ..
ﻭﺟﺮﺍﺣﻪ .. ﻭﻣﺮﺍﺭﺍﺗﻪ .. ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻳﺤﺮﺽ نفسه ﻋﻠﻲ الذهاب ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻟﻴﺮﻣﻲ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﺲ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﻟﻢ ﻓﻲ قاعه العميق .. ﺍلقاع التي ﻻ ﻗﺮﺍﺭ لها.. وأي قاع هي.. غير قاع ﺑﺤﺮ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ .. ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺒﺤﺮ ﻓﻴﻪ ﺳﻔﻨﻪ ﻟﺘﺮﺳﻮ ﻓﻲ ﺷﻮﺍﻃﻰﺀ ﺑﻌﻴﺪﺓ .. ﻳﺘﻨﺎﺯﻋﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺇﺣﺴﺎﺱ ﻏﺮﻳﺐ .. ﻭﻋﺠﻴﺐ .. ﺇﺣﺴﺎﺱ ﻳﺪﻓﻌﻪ ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﻳﻐﺮﺱ ﻟﺤﻈﺔ ﺭﺟﺎﺀ .. ﻭﺃﻣﻞ .. ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺣﻴﺎﺓ ﺃﺟﻤﻞ .. ﻓﻴﻤﻌﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻋﻤﻴﻘﺎً ﻓﻴﻤﺎ ﺁﻝ ﺇﻟﻴﻪ .. ﻭﻓﻲ ﻟﺠﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻳﺠﻤﻊ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻇﻼﻝ ﺍﻷﻳﺎﻡ .. ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺭ .. ﻭﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ .. ﺍﻟﻤﺼﺤﻮﺑﺔ ﺑﺎﻷﻟﻢ .. ﻭﺍﻟﺠﺮﺍﺡ .. ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ .. ﻭﺍﻟﻮﺣﺸﺔ .. ﻫﻜﺬﺍ ﻳﻘﻠﺐ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺏ ﻓﻲ ﺩﻓﺎﺗﺮ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻷﻭﺭﺍﻕ .. ﻭﺃﻱ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﻫﻲ ﺳﻮﻱ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﻋﻤﺮ ﻳﺘﺴﺎﻗﻂ .. ﻭﻳﺘﺴﺎﻗﻂ .. ﻛﺄﻭﺭﺍﻕ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﻬﺰﻫﺎ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ .. ﻓﻴﺒﺪﺃ ﻓﻲ ﻋﺘﺎﺏ ﻧﻔﺴﻪ .. ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ذﻛﺮﻳﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﺘﺼﻠﻪ ﺑﺎﻟﻤﺎﺿﻲ .. ﻭﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻳﻜﺸﺮ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺃﻧﻴﺎﺑﻪ .. ﻓﻼ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺩﻭﺍﻣﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ .. ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ظل ﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﺿﺎﺋﻌﺔ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ .. ﻭﺍﻟﻘﺒﺢ .. ﻫﻜﺬﺍ ﻳﻌﻴﺶ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻓﻲ ﺣﻠﻪ ﻭﺗﺮﺣﺎﻟﻪ .. ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺸﺪﻭﺩﺍ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ .. ﻭﺃﻱ ﻣﺎﺿﻲ ﻫﻮ ﻏﻴﺮ ﻣﺎﺿﻲ ﻣﻮﺣﺶ ﺑﺬﻛﺮﻳﺎﺗﻪ .. ﻓﻴﺒﻘﻲ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻣﻄﺮﻭﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺨﻴﻠﺔ .. ﻫﻞ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺇﺫﺍ ﻋﺎﺩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ .. ﺃﻡ ﺃﻧﻪ ﻳﻈﻞ ﻳﺘﺤﺴﺮ؟ .. ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ .. ﺳﻴﺠﺪ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﻤﺎﻝ .. ﻭﺣﺴﻦ ﻭﺿﻌﻪ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻱ .. ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻓﻘﺪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻮﺍﻕ .. ﺍﻵﻣﺎﻝ .. ﻓﻘﺪ ﺃﻳﺎﻡ .. ﻭﺷﻬﻮﺭ .. ﻭﺳﻨﻮﺍﺕ.
الخميس، 3 سبتمبر 2015
سراج النعيم يكتب حول إعتقال السلطات السعودية للزميل وليد الحسين مؤسس الراكوبة
""""""""""""""""""""""""""""""""""""
🔶 بقلم : سراج النعيم
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
عندما تعتقل السلطات السعودية مواطنا.. أو صحفيا.. أو ناشطا سودانيا.. فإن الأمر يستوجب توجيه نداءات عاجلة لسمو الملك سلمان ملك المملكة العربية السعودية لإطلاق سراحه.. وها نحن نوجه نداء عاجل لإطلاق سراح الكاتب.. والناشط ( وليد الحسين ).. لأن الإعتقال حينما يتم في ظل قيادتكم للأمة العربية.. والإسلامية.. فإنه وبلاشك يستوجب الوقوف عنده.. وتأمله عميقاً.. فأنت منذ أن تقلدت الحكم في المملكة ظللت تؤكد علي أنك مع الحريات الصحفية.. والإعلامية.. نعم الحريات الصحفية.. والإعلامية دون حجر للرأي.. أو تكميم الأفواه.. والسؤال الذي يفرض نفسه هو هل الكاتب.. أو الناشط إذا صدح بالحق في وجه الأنظمة الديكتاتورية.. يتم اعتقاله.. فالأنظمة يا سمو الملك سلمان تخيفها الكلمة حين تخرج صادقة.. وكلمة بهذه الشفافية تكشف الفساد.. والمفسدين.
سيدي سلمان نحن في السودان نكن لك كل الحب.. الإحترام.. بالرغم من أن الواقع مذري.. واقع يواجه من خلاله ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﻮﻥ ﻓﻲ الوطن العربي.. والإسلامي إشكاليات ﺟﻤﺔ.. إشكاليات يفرضها ما تنتجه الأنظمة من قمع للحريات الصحفية.. والإعلامية.. وذلك من خلال سن التشريعات.. والقوانين.. الهادفة لإيقاف النشر في هذه القضية.. أو تلك.. وذلك بحجة أنها تؤثر في الأمن القومي.. وهكذا يبتكرون يوماً تلو الأخر افكاراً لتقييد الحريات.. فكانت الرقابة وغيرها من الوسائل.. وهكذا يضيقون ﺍﻟﺨﻨﺎﻕ علي المفكرين.. والكاتب.. والنشطاء.. بوضع القيود الأمنية.. والسياسية.. بذريعة حماية ( ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ).. ومكافحة ( اﻹﺭﻫﺎﺏ ).. وغيرها من الأسباب التي تجعلني أوجه سؤالي بشكل مباشر إلي سمو الملك ماهي أسباب إعتقال السلطات السعودية للناشط الزميل ( وليد الحسين ).. مؤسس صحيفة ( الراكوبة ) الإلكترونية.. هل خالف القوانين المنظمة للبلد المقيم فيه.. أم أن هنالك خفايا.. وأسرار وراء هذا الإعتقال المفاجىء.. الذي جاء في توقيت تشن فيه المملكة حرباً ضد الحوثيين.. وقوات الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح تحت مسمي ( عاصفة الحزم )؟؟.
ما لا تعلمه السلطات السعودية هو أنها مطالبة أمام الرأي العام بأن توضيح أسباب إعتقال ( وليد الحسين ).. وما هو الجرم الذي ارتكبه.. أﻭ ما هو اﻟﻤﺄﻟﻮﻑ الذي خرج عنه.. أن كان من خلال عمله بالمملكة.. والذي امتد بحسب بيان هيئة تحرير صحيفة الراكوبة إلي ( 15 ) عاماً.. أو عبر الصحفية الالكترونية.. ﺃﻭ ﺑﺴﺒﺐ ﻛﻠﻤﺔ ﺃﻟﻘﺎها في مكان العمل.. أو في مكان عام.. أو خاص.
ومن الأسئلة سالفة الذكر تعلن مجموعات ( أوتار الأصيل ) بالواتساب.. والفيس بوك.. وقوقل.. وتويتر تضامنها الكامل مع الزميل ( وليد الحسين ) مؤسس صحيفة ( الراكوبة ) الإلكتروني إلي أن توضح السلطات السعودية للراي العام الأسباب التي قادتها إلي اعتقاله.. خاصة وأن المعلومات تشير إلي أن الإعتقال تم فجر يوم ( 23 ) يوليو الماضي.. بغرض التحقيق معه فقط.. وإطلاق سراحه.. ولكن الإعتقال أستمر إلي يومنا هذا.. دون الإفصاح عن نوعية التحقيق.. أو متي يتم إخلاء سبيله.. لذلك نوجه سؤالنا إلي الملك سلمان هل إعتقال الزميل ( وليد الحسين ) يتعلق بعمله في السعودية كموظف.. أم أنه يتعلق بصحيفة ( الراكوبة ) الإلكترونية؟؟.
ومن المعروف أن صحيفة ( الراكوبة ) تعارض نظام الحكم في السودان.. وتدعو من خلال منبرها الحر إلى إعلاء الشفافية.. وإفساح المجال أمام الحريات الصحفية.. والإعلامية.. والسؤال الذي يقفز في ذهني هو لماذا في هذا التوقيت هل لأن الحكومة السودانية شاركت المملكة العربية السعودية في ( عاصفة الحزم ).. أم أنه لأسباب أخري.. وما مدي صحة ضلوع السلطات السودانية في هذا الإعتقال المفاجىء.. وأين الدبلوماسية السودانية من إعتقال مواطن سوداني.. ناهيك عن معارضته.. أو موالاته لنظام الحكم في البلاد؟.
إعتقال ( وليد الحسين ) إذا ثبت أنه بسبب صحيفة ( الراكوبة ) الإلكترونية.. فإن مؤشر الحريات الصحفية في السودان.. والوطن العربي في خطر.. لأنه قلما يجد الكاتب منفذاً للتعبير عن قضايا الناس.. والمجتمع وذلك في ظل بلدان تسخر كل إمكانياتها لا لصحة الإنسان أو توفير الأمن.. إنما لتضييق الخناق علي المفكرين.. والكتاب.. والنشطاء.. والسعي لإيجاد أنظمة تقنية حديثة لإيقاف.. أو تشويش وسائط التقنية الحديثة.. وبما أن الأنظمة الديكتاتورية تفكر بهذه الصورة.. فإنها لن تبرح المكانة التي تحتلها بين ﺍﻟﺪﻭﻝ من مرتبة في الحريات الصحفية.. والإعلامية.. فالإحصائيات تشير بوضوح إلي المراتب المتاخرة التي تحتلها في ﻣﺆﺷﺮات ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ.. والإعلامية.. خاصة وأن البلدان العربية تحكمها سياسات ديكتاتورية تنفرد بالقرار.. ولا تقبل المناصحة.. والشورة.. والنقد.. وبالتالي لا تسعي إلي تهيئة البيئة.. بقدر ما تسعي إلي تضييق مساحات الحريات الصحفية ورقياً. وإلكترونياً.. وإعلامياً.. وذلك بالتشريعات.. وسن القوانين الداعية لإسقاط الطرح الصحفي بحرية مطلقة يستند فيها الكاتب علي المعلومات.. وضميره.. إلا أن الأنظمة ظلت ترفض.. وترفض إلي أن وجدت الولايات المتحدة الأمريكية مخرجاً للشعوب العربية.. والإسلامية بالعولمة ووسائطها المختلفة التي أصبحت أكثر تأثيراً في الرأي العام الذي فقد الثقة في الصحافة الورقية لاتباعها سياسات الأنظمة الحاكمة في بلدانها.. فلم يكن أمام الشرفاء غير ابتكار أفكار يوصلون من خلالها الرسالة الإعلامية الصادقة نحو الناس.. والمجتمع.. فكانت المواقع الإلكترونية.. ومواقع التواصل الإجتماعي التي أضحت أكثر الوسائل الاسفيرية تأثيراً من الناحية الإعلامية حيث يلجأ إليها الكتاب.. والنشطاء لتوصيل أفكارهم.. ومعالجة قضايا الناس البسطاء.. ولكن حتي هذه المساحات تعمل الأنظمة القمعية علي تخويف المبرزين فيها بالادعاءات الكاذبة.. وتلفيق التهم.. ومحاولة الإيقاع بهم في فخ التشريعات .. والقوانين التي وضعها البشر لتحمي الأنظمة الحاكمة في البلدان العربية.. والإسلامية.. وأن كانت هنالك بعض الدول قد سمحت بهامش بسيط من الحرية المقيدة نوعاً ما بتدخل بعض الأجهزة الأمنية في النشر.. وذلك من خلال ما يعرف بالرقابة.. وبالتالي لن تكون هنالك صحافة حرة ما لم تجد آفاق أرحب في ظل تضييق الخناق عليها.. التضييق الذي ظل مستمراً لسنوات.. وسنوات.. لا بل قل أنه لعقود.
فيما ظلت مجموعات ( أوتار الأصيل ) بالواتساب.. والفيس بوك.. وقوقل.. وتويتر تراقب كل الانتهاكات التي تقوم بها الأنظمة ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ من قمع.. وتضييق للحريات الصحفية الإلكترونية.. والورقية.. خاصة في إطار التعبير عما يدور في المجتمع سياسياً.. وإقتصادياً.. وإجتماعياً.. وثقافياً.. وفنياً.. باعتبار أنها تعتقد أن في سياستها هذه ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻟﻸﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ.
فيما تعمل بعض الأنظمة العربية.. والإسلامية جاهدة علي استقطاب الخبراء في مجال البرمجيات لإيقاف.. أو الحد من مواقع التواصل الإجتماعي.. ( الواتساب ).. و( الفيس بوك ).. والمواقع الإلكترونية التي تعبرها أكثر خطراً لسرعتها الفائقة في إيصال الرسالة إلي عامة الناس في الداخل والخارج.. وتحظي الرسائل الإعلامية يتفاعل مباشرة.. تفاعل منقطع النظير.. ﺇﻟﻰ جانب أنها تلاحق كل كاتب.. أو ناشط يكتب منتقداً تلك الأنظمة.. أو سياستها القمعية.
هذا وتعتبر صحيفة ( الراكوبة ) الإلكترونية من الصحف الأكثر تعبيراً عن الواقع السوداني الذي ظلت تحكمه ثورة الإنقاذ الوطني منذ أكثر من ( 25 ) عاماًً.. وظل موقع صحيفة ( الراكوبة ) ينشر بحرية مطلقة.. حرية يضرب بها المثل حتي في الأوساط الصحفية.. ولكن نظام الحكم في السودان كسائر الأنظمة العربية.. والإسلامية.. بما فيها المملكة العربية السعودية.. يضييق بما يكتب عبر وسائط التقنية الحديثة..
وعليه سجل السودان بصورة خاصة.. وﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ بصورة عامة تراجعاً حاداً ﻓﻲ الحريات الصحفية.. والإعلامية في العام 2014.. وذلك بحسب اﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺼﺪﺭﻩ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻣﺮﺍﺳﻠﻮﻥ ﺑﻼ ﺣﺪﻭﺩ.. التي تم من خلاله قياس ﻣﺪﻯ إحترام ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ في تلك البلدان.. فبعضها يستقل ما يسمي بمكافحة ( الإرهاب ).. وﺃﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺸﺪﺩﺓ دينياً كتنظيم الدولة الإسلامية ( داعش ).. و( النصرة ).. و ( القاعدة ).. وغيرها من التنظيمات.
ومن هنا نجد أنه من الطبيعي أن تعتقل السطات السعودية ( وليد الحسين ) مؤسس صحيفة ( الراكوبة ) الإلكترونية في ظل تولي الملك سلمان الحكم في المملكة..ولكن ما لا يعلمه هو أننا استبشرنا به خيراً بعد ثورات الربيع العربي التي كانت تبحث عن قائد ملهم للأمة العربية.. والإسلامية.. الأمة التي انهكتها الأنظمة الديكتاتورية.. فكانت تتوقع أن يشهد العالم العربي.. والإسلامي تغييراً في مفهوم الحريات الصحفية.. والإعلامية.. ولكن بكل أسف لم تطل فرحتنا بالملك سلمان.. حيث أن الحريات الصحفية.. ﻭﺍﻹﻋﻼمية ازدادت تراجعاً.. ملموساً.. وبدلاً من أن يمضي الملك سلمان إلي الأمام.. ويوقف القمع.. والرقابة من الأجهزة الأمنية التي تصادر الصحف دون سابق إنذار.. ولكن تفاجأنا بأن سلطاته الرسمية تمضي في ذات خط الأنظمة الديكتاتورية.
إن اعتقال السلطات السعودية للزميل الناشط ( وليد الحسين ).. يعد انتهاك واضح ياسمو الملك.. انتهاك يجعل من اﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ للحريات الصحفية في الوطن العربي.. والإسلامي يستمر في إرتفاع متزايد.. وربما هذا ما أشارت إليه منظمة صحفيون بلا حدود في تقريرها للعام 2014.. والذي أكدت من خلاله أن ( 180 ) دﻭﻟﺔ تشهد تراجعا في الحريات الصحفية.. والإعلامية.. خاصة اﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ من ﺻﺮﺍﻋﺎﺕ ﺃﻣﻨﻴﺔ.. ﻭﺗﻬﺪﻳﺪﺍﺕ ﺇﺭﻫﺎﺑﻴﺔ كان لها القدح المعلي في أن تجد ضالتها في المزيد من كبت الحريات.. وتكميم الأفواه.. الأمر الذي جعل ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ مهددا بالكثير من المخاطر المهنية.. وذلك ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪﺍﺕ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ.. أﻭ السياسات الإﻗﺼﺎﺋﻴﺔ.
✅ خدمة أنباء.. مجموعات أوتار الأصيل.. 00249915140010
مجلس الوزراء السوداني يجيز تقرير الموقف الجنائي للعام 2014
أجاز مجلس الوزراء في إجتماعه الدوري اليوم برئاسة الفريق اول ركن بكري حسن صالح النائب الأول لرئيس الجمهورية تقرير الموقف الجنائي للعام 2014 قدمه الفريق أول عصمت محمد عبدالرحمن وزير الداخلية.
وأوضح د.عمر محمد صالح الناطق الرسمي باسم مجلس الوزراء أن التقرير يعد تقريرا دوريا يقف فيه المجلس علي سير تنفيذ السياسة الجنائية وجهود الشرطة في مكافحة الجريمة وإنقاذ الأحكام الجنائية حيث بلغ عدد البلاغات المدونة خلال العام الماضي 783 الف و 778 بلاغا اكتملت التحريات فيها بنسبة 92.7% وبلغ عدد البلاغات ضد الأجانب 54899 بلاغ تمثلت في التسلل والمخالفات الهجرية والبلاغات الخاصة بصناعة الخمور وترويجها . تشير الإحصاءات الي انخفاض ملحوظ في جرائم العنف التي يمثلها القتل والأذى الجسيم والنهب مع تزايد بلاغات السرقة والشروع في الانتحار وجرائم الأسلحة والمخدرات والجرائــم ضد الدولة .
سجلت الخرطوم أعلي المعدلات في تدوين البلاغات الجنائية بنسبة 43% تليها الجزيرة بنسبة 9.3% ثم سنار 5.7% والنيل الأبيض 5% .
وأشاد المجلس بقوات الشرطة داعيا لمكافحة الجرائم المستحدثة ووجه بوضع خطة متكاملة لحصر وضبط الوجود الأجنبي بالبلاد والتنسيق مع أجهزة الإعلام والصحافة في التناول الإعلامي الإيجابي للحد من الجريمة .
كما وجه المجلس بدعم قوات الشرطة بالأجهزة والمعدات وبناء قدرات منسوبيها وتحسين شروط خدمتهم حتي تقوم بواجبها في حفظ الأمن والاستقرار.
✅ خدمة أنباء.. مجموعات أوتار الأصيل.. 00249915140010
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)
azsuragalnim19@gmail.com
*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*
.......... *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...
-
بعد وفاة الدكتور (محمد عثمان) متأثراً بـ(الفشل الكلوي) .................. حاول هؤلاء خلق (فتنة) بين...
-
الخرطوم: سراج النعيم وضع الطالب السوداني مهند طه عبدالله إسماعيل البالغ من العمر 27 عاما المحكوم بالإعدام في قت...
-
مطار الخرطوم : سراج النعيم عاد أمس لل...