الخميس، 17 سبتمبر 2015

سراج النعيم يكتب حول مخاطر الهجرة

ﻣﻦ ﺃﺻﻌﺐ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻋﻠﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﺒﺮﻋﻤﺎ ﻳﺠﻴﺶ ﻓﻲ ﺩﻭﺍﺧﻠﻪ ﻣﻦ ﺃﻓﻜﺎﺭ .. ﻳﺠﺒﺮ ﻋﻠﻲ أن يفكر فيها.. ﻭﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ المقلقة ﻓﻜﺮﺓ الهجرة ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﻋﻦ وطن ﻧﺸﺄ ﻭﺗﺮﻋﺮع ﻓﻲ ﻛﻨﻔﻪ .. ﻓﻬﻲ ﺑﻼ ﺷﻚ ﻓﻜﺮﺓ ﻣﺆﻟﻤﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﻨﻲ .. خاصة وأنها هجرة ﺗﺸﻮبها ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻗﺐ المحفوفة بالمخاطر الآنية.. والمستقبلية.. وهي هجرة أشبه بهجرة الإنسان داخليا.. ﻭﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻛﻼﻫﻤﺎ ﻣﺮﺗﺒﻂ .. ﺇﺭﺗﺒﺎﻃﺎً ﻭﺛﻴﻘﺎً ﺑﺎﻟﻮﺩﺍﻉ .. ﻭﺍﻟﻔﺮﺍﻕ .. ﻭﺃﻱ ﻓﺮﺍﻕ.. ﻫﻮ ﻏﻴﺮ ﻓﺮﺍﻕ ﺍﻷﺣﺒﺔ.. الفراق الأشد ﻗﺴﻮﺓ ﻭﺇﻳﻼﻣﺎً .. نسبة إلي أن الإنسان قد يكون ﻣﻀﻄﺮﺍً ﻟﻼﺳﺘﺄﺫﺍﻥ .. ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺴﺘﺄﺫﻥ ﻣﻦ ﻳﺤﺐ .. ﺗﺘﻤﺰﻕ ﺩﻭﺍﺧﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻢ .. ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ اﺣﺼﺮﻩ ﻓﻲ رحيل مؤقت .. رحيل ﻳﻜﺮﻩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ .. ﻓﻼ ﻳﺠﺪ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺳﺒﻴﻞ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ .. ﻧﻌﻢ ﻳﺮﺣﻞ ﻣﻀﻄﺮﺍً ﺇﻟﻲ ﺩﻳﺎﺭ ﻏﺮﻳﺒﺔ .. ﺩﻳﺎﺭ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺩﻳﺎﺭﻩ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ .. ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ .. ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ .. ﻭﺍﻟﻠﻬﺠﺔ .. ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ .. ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻳﻀﻄﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻟﻲ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻣﻜﺮﻫﺎً؟ .. ﺭﺑﻤﺎ ﻟﻈﺮﻭﻑ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ .. ﺃﻭ ﺇﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ .. ﺃﻭ ﺇﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .. ﺃﻭ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ .. ﺃﻭ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ .. ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺼﺒﺢ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻨﺤﺼﺮﺍً ﻓﻲ ﺇﺗﺠﺎﻩ ﻭﺍﺣﺪ .. ﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﺸﺪ ﺍﻟﺮﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺩﻳﺎﺭﻩ ﺇﻟﻲ ﺩﻳﺎﺭ ﺃﺧﺮﻱ .. ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺗﺼﺒﺢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﻣﻮﺍﻃﻨﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ .. ﺃﻟﻢ ﺃﻗﻞ ﺇﻧﻪ ربما يكون مضطر لأن يفعل.. ﺧﺎﺻﺔ ﺇﺫﺍ ﻋﻘﺪﻧﺎ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ .. ﻭﺍﻟﻮﻃﻦ ﻣﺴﻘﻂ ﺍﻟﺮﺃﺱ .. ﻓﺈﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻣﻮﺍﻃﻨﺎً ﺩﺭﺟﺔ ﺃﻭﻟﻲ .. ﻓﻴﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﺍﻃﻨﺎً ﺩﺭﺟﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻬﺠﺮ .. ﻣﻤﺎ ﻳﺪﻓﻌﻪ ﺇﻟﻲ ﺩﻓﻊ ﺿﺮﻳﺒﺔ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ .. ﻧﻌﻢ ﻳﺪﻓﻌﻬﺎ ﺧﺼﻤﺎً.. ربما من ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺎﺀ .. ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ .. نعم هكذا يدفع الضريبة.. ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻪ.. ﻭﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﺳﺒﺎﺏ هجرته ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ .. ﻭﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﻜﻞ ﺭﺣﻴﻞ ﺃﻟﻢ .. ﻭﺣﺰﻥ .. ﻭﺟﺮﺍﺡ .. ﻭﻣﺮﺍﺭﺍﺕ .. ﺗﺴﺒﻖ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ .. ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺍﻟﻮﺩﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﺒﻊ ﻓﻴﻪ ﻣﺮﺍﺳﻴﻢ .. ﻻ ﻳﺤﺒذﻫﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮﻳﻦ .. ﻻﺭﺗﺒﺎﻃﻬﺎ ﺍﻟﻮﺛﻴﻖ ﺑﺎﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺸﺄ ﻭﺗﺮﻋﺮﻉ ﻓﻴﻪ .. ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻲ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .. ﻭﺍﻷﺳﺮﺓ .. ﻭﺍﻷﻫﻞ .. ﻭﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ .. ﻭﺍﻟﺰﻣﻼﺀ .. ﻭﺧﻼﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﺗﻨﺸﺄ ﺃﺣﺎﺳﻴﺲ .. ﻭﻣﺸﺎﻋﺮ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻧﺒﻴﻠﺔ .. ﻭﺗﺒﺪﺃ ﺗﻜﺒﺮ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎً .. ﻭﺗﺘﻌﻤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﺍﺧﻞ ﻳﻮﻣﺎ ﺗﻠﻮ ﺍﻵﺧﺮ .. ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻘﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﺎﻟﻤﻮﺩﺓ .. ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ .. ﻭﺍﻟﺤﺐ .. ﻭﺍﻟﺤﻨﺎﻥ .. ﻭﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ .. ﻟﺬﺍ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ ﻣﻦ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻗﺴﻮﺓ .. ﻭﺇﻳﻼﻣﺎ .. ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺘﺤﺎﺷﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ تلك اللحظات.. رغما عن أنه لا مفر منها.. فاﻟﺮﺣﻴﻞ ﺃﺻﺒﺢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻪ ﺭﺣﻴﻼً ﺣﺘﻤﻴﺎً. ومن هنا نجد أن الهجرة ﻗﺎئمة ﻋﻠﻲ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺎً .. ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﺣﺒﺔ ﻋﺎﺵ ﻣﻌﻬﻢ المهاجر ﺃﻳﺎﻡ .. ﻭﺷﻬﻮﺭ .. ﻭﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻻﺣﺎﺳﻴﺲ .. ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻨﺒﻴﻠﺔ .. ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺎﺛﻠﺔ .. ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻧﻜﺎﺭﻫﺎ .. ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ .. ﻓﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﺃﺻﻼ ﻋﻠﻲ ﻭﺩﻉ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ .. ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻷﻗﺮﺑﺎﺀ .. ﻧﻌﻢ ﻧﻮﺩﻉ ﻣﻦ ﻳﻤﺮﻭﻥ ﻋﻠﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻣﺤﺪﺩﺓ .. ﺛﻢ ﻳﺮﺣﻠﻮﻥ .. ﻭﻳﺮﺣﻠﻮﻥ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﻘﻠب. ﺃﻣﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻐﺮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺑﺎﻟﺮﺣﻴﻞ .. ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺪﺭﻙ ﺃﻥ ﻟﻜﻞ ﺭﺣﻴﻞ ﻭﺩﺍﻉ .. ﻭﻳﺪﺭﻙ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺮﺣﻴﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻃﻦ .. ﻓﻬﻮ ﺭﺣﻴﻞ ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻲ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ بالهجرة.. أو ﺑﺎﻟﻐﺮﺑﺔ .. ﻛﻴﻒ ﻻ ولهذا الرحيل ﺛﻤﻦ ﺑﺎﻫﻆ .. ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻭﺫﺍﻙ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺇﺣﺴﺎﺱ ﻣﺤﻜﻮﻡ ﺑﺈﻋﻼﻥ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ .. ﺛﻢ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ الذي تبدأ معه ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ .. ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﻳﻨﻈﺮ إليها؟ .. ﺭﺑﻤﺎ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻧﻈﺮﺓ ﺗﻘﻮﺩﻩ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ .. ﻧﻌﻢ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ .. ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﻓﻲ ﻇﻠﻪ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ .. ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ .. ﻳﺒﺪﺃ ﻓﻲ ﻃﺮﺡ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻏﺮﺍﺀﺍﺕ يشجع بها ﻧﻔﺴﻪ للبقاء.. رغم ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺮﺍﺭﺍﺕ .. ﻭﺍﻷﻟﻢ .. ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ .. ﻭﺍﻟﺠﺮﺡ ﺍﻟﻨﺎﺯﻑ .. ﻭ … ﻭ … ﻭ … ﻭﺍﻟﺦ .. ﻫﻜﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﻷﻫﻞ .. ﻭﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ .. ﻭﺍﻟﺰﻣﻼﺀ .. فهل ﻳﺠﺪﻱ معه ﺍﻟﻌﺎﺗﺐ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺍﻗﻌﺎً ﻻ ﻣﻨﺎﺹ ﻣﻨﻪ .. ﻭﻫﻞ يعاتبون انفسهم.. ﺃﻡ يعاتبون من تسبب في هجرتهم!!. ﺇﻥ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ.. ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻗﺎﺳﻴﺔ ﺟﺪﺍً .. ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻣﺤﻔﻮﻓﺔ كما اسلفت ﺑﺎﻟﻤﺨﺎﻃﺮ .. ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻗﺮﺍﺭﺍً ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺔ .. فرﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻧﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﻇﺮﻭﻑ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﻋﻦ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ .. ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮ ﺻﺎﺩﻗﺎً ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻪ .. ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﺎﺩﻗﺎً ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ .. ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺗﺮﺍﻓﻘﻪ ﻓﻲ ﺣﻠﻪ ﻭﺗﺮﺣﺎﻟﻪ ﻛﺎﻟﻘﻠﻖ .. ﻭﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ..ﻭﺍﻟﻬﻮﺍﺟﺲ .. ﻧﻌﻢ فكم أنها ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺪ .. خاصة حينما ﻳﺘﺬﻛﺮ المهاجر ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ التي ﻳﺠﺪ معها ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﺰﻝ ﺃﻳﺎﻣﻪ .. ﺷﻬﻮﺭﻩ .. ﺳﻨﻮﺍﺗﻪ ﻓﻲ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ .. ومهما حاول اخفائها ﻳﺤﺲ بها .. إلا أنه ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺑﻌﻜﺲ ﻣﺎ تجيش به دﻭﺍﺧﻠﻪ .. ﺍﻟﺘﻲ ربما ﺗﻘﻄﺮت ﺃﻟﻤﺎً .. ﻭونزفت ﺩﻣﺎً .. ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻳﺼﺒﺮ .. ﻭﻳﺼﺒﺮ .. ﺣﺘﻲ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﻧﻈﺮ ﻣﻦ ﻳﻮﺩﻉ ﺃﻧﻪ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎً ﻣﺘﺄﻟﻘﺎً .. ﺑﺎﻟﺤﻜﻤﺔ .. ﻭﺍﻟﺒﺼﻴﺮﺓ. ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﺒﻘﻲ ﺳﻮﻳﻌﺎﺕ ﻟﻠﺮﺣﻴﻞ .. ﺗﻘﺘﺮﺏ ﺳﻮﻳﻌﺎﺕ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ ﺍﻟﻤﻔﻌﻢ بأﺟﻮﺍﺀ اﻷﻟﻢ .. ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ .. ﻭﺍﻟﺠﺮﺍﺡ .. ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺭﺍﺕ .. ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻜﻞ ﻃﺎﻗﺘﻪ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﻳﺨﻔﻲ ﺫﻟﻚ .. ﻓﻜﻢ ﻭﺩﺍﻉ .. ﻭﻛﻢ .. ﻭﻛﻢ .. ﺭﺣﻴﻞ ﺣﻠﻖ ﺑﻌﺪﻩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻃﺎﺋﺮﺍً ﺑﺎﺟﻨﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻞ .. تقوده ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ .. ﻭﺍﻟﻤﺎﺿﻲ .. ﻭﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﺃﺳﺎﺳﺎً ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ .. ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ المهاجر ﻳﺠﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺤﺎﺻﺮﺍً ﺑﻤﺨﺎﻟﺐ .. ﻭﻗﻴﻮﺩ ﻭﺳﻼﺳﻞ لا خيار أمامه سوي أن ﻳﻤﻀﻲ ﻋﻠﻲ ﺇﺛﺮﻫﺎ.. ﻭﻛﺄﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻗﻮﺓ ﺧﻔﻴﺔ ﺗﺪﻓﻌﻪ ﺩﻓﻌﺎً ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ .. ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻋﻮﺩﺓ ﻣﻨﻪ ﻟﻸﻫﻞ .. ﻭﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ .. ﻭﺍﻟﺰﻣﻼﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ .. ﻫﻜﺬﺍ ﺗﻤﺮ ﺑﻪ ﺍﻷﻳﺎﻡ .. ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺭ .. ﻭﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ.. ﻭﻫﻮ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺗﻨﺠﻠﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺑﺎﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻲ ﻣﻦ ﻫﺠﺮ ﻃﻮﻋﺎً .. ﺃﻭ ﻗﺴﺮﺍً .. ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﻪ ﻋﻴﺸﺎً ﻫﻨﺎ .. ﺃﻭ ﻫﻨﺎﻙ .. ﻓﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﻮﻱ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻣﺘﻌﻘﺎً ﺑﺎﻟﻬﺠﺮﺓ .. رغم الاشتياق للوطن .. ﻭللتراب .. ﻭﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻷﺭﺽ .. ﻭﻣﺎﺀ ﻧﻴﻞ .. ﻭﺧﻀﺮﺓ ﺍﻟﺰﺭﻉ .. ﻧﻌﻢ ﻳﺸﺘﺎﻕ ﻟﻠﻮﻃﻦ ﺑﻜﻞ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻪ .. ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ .. ﻭﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺎﺀ .. ﻳﻀﻌﺎﻧﻪ ﻓﻮﻕ ﻛﻞ ﺍﻵﻣﺎﻝ.. ﻭﺍﻷﺷﻮﺍﻕ. ﻭﻣﻤﺎ ﺃﺷﺮﺕ ﻟﻪ .. ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ أي ﺣﺎﻟﺔ من الأحوال ﻳﺠﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻗﻤﺔ التمزق من ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ .. ﻭﺃﻱ ﻋﺬﺍﺏ ﻫﻮ .. ﺑﻼ ﺷﻚ ﻋﺬﺍﺏ ﺗﺼﺎﺣﺒﻪ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ .. ﻭﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻣﺆﻟﻤﺔ .. ﺗﻔﺮﺽ ﻋﻠﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺣﻴﺎﺓ .. ﻭﺍﺣﺎﺳﻴﺲ .. ﻭﻣﺸﺎﻋﺮ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﺭﺍﺩﺓ. ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎﺫﺍ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺳﺄﺭﺣﻞ؟ .. ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺇﻧﻪ ﺳﻴﺮﺣﻞ ﻋﺎﺟﻼً .. ﺃﻭ ﺁﺟﻼً .. ﻧﻌﻢ ﺳﻴﺮﺣﻞ ﺑﻮﺩﺍﻉ .. ﺃﻭ ﺑﺪﻭﻥ ﻭﺩﺍﻉ .. ﺳﻴﺮﺣﻞ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺣﺴﺮﺓ .. ﻭﻣﺮﺍﺭﺍﺕ .. ﻭﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﺍﺳﺘﺠﻤﺎﻉ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺎﺳﻴﺲ .. ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻤﺘﺪﻓﻘﺔ .. ﻟﻄﺮﺣﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﻳﺤﺐ .. ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻣﻼﺫ .. ﺍﻟﺼﻤﺖ الذي ﻳﻜﺴﻮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﻤﺎ ﺗﺸﺎﺀ .. ﺃﻭ ﻻ ﺗﺸﺎﺀ .. ﺇﻻ ﺇﻧﻪ ﻳﻌﻮﺩ ﻭﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺑﻌﻤﻖ .. ﻓﻴﺠﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻃﺎﻝ .. ﻓﺈﻧﻪ ﻷﺑﺪ ﻣﻦ ﻋﻮﺍﻗﺐ ﺗﻌﻘﺒﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ.. ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮ .. ﺭﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ هذه العواقب ﻭﺧﻴﻤﺔ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻳﺤﺲ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﺎﻟﺨﻄﺄ .. ﻭﺍﻟﺼﻮﺍﺏ يكون ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ وﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻣﺠﺒﺮﺍً ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ .. ﻧﻌﻢ ﻣﺠﺒﺮﺍً ﻋﻠﻲ ﻭﺍﻗﻊ ﻣﺮﻳﺮ .. ﻭﺍﻗﻊ ﻳﻔﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﺷﺎﺀ .. ﺃﻭ ﻟﻢ ﻳﺸﺎﺀ .. ﻭﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﻻ ﻳﺴﺘﻮﻋﺐ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﺍﻟﺼﺪﻣﺎﺕ .. ﻭﻣﻦ ﻛﺜﺮﺗﻬﺎ قد لا يحتمل .. ﺑﺤﻜﻢ ﺃﻥ ﻃﺎقة الإنسان ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ .. ﻓﻼ ﻣﻼﺫ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺳﻮﻱ ﺃﻥ ﻳﺒﻜﻲ بدموع .. ﻧﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺠﺎﺯﺍ ﺩﻣﻮﻉ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ .. ﻭﻣﻊ ﻛﻞ ﻭﺩﺍﻉ ﻳﺘﺄﻟﻢ .. ﻭﻳﺘﺄﻭﻩ .. ﻭﻳﺼﺮﺥ ﻣﻦ ﻓﺮﻁ ﺍﻷﻟﻢ. ﺇﻥ ﻛﻞ ﺭﺣﻴﻞ ﻳﺨﻔﻲ ﺑﻴﻦ ﻃﻴﺎﺗﻪ ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﺍﻟﻤﻤﺰﻭﺝ ﺑﺎﻷﻟﻢ ..ﻭاﻟﺠﺮﺍﺡ .. ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﻟﻬﺎ .. ﻛﻠﻤﺎ ﺍﺣﺲ ﺑﻬﺎ .. ﺇﻻ أن تيارها جارف وﺃﻗﻮﻱ ﻣﻨﻪ ﺑﻜﺜﻴﺮ .. ﻓﻴﺠﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺪ ﻳﺄﺱ .. ﻳﺄﺳﺎً ﻗﺎﺗﻼً .. يأسا ﺭﺑﻤﺎ ﻳﻘﻮﺩﻩ ﺇﻟﻲ ﺳﻬﺮ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ .. ﻭﺑﺚ ﺷﻜﻮﻱ ﺁﻟﻤﻪ .. ﻭﻓﺮﺍﻗﻪ.. ﻭﻭﺣﺸﺘﻪ .. ﻫﻜﺬﺍ ﻳﻐﻴﺐ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻮﺍﻟﻢ .. ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻒ .. ﻭﻻ ﻳﺄﺑﻪ ﺑﺪﻣﻮﻋﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮﺧﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺳﺘﻮﺭﻩ .. ﻭﻳﺪﻋﻬﺎ ﺗﺘﺴﺎﻗﻂ ﻓﺈﻧﻪ ﺃﺻﺒﺢ ﻭﺣﻴﺪﺍً ﻳﺴﺎﻣﺮ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺟﺪﺭﺍﻥ .. ﻳﺮﻣﻲ ﻟﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﻫﻤﻮﻣﻪ .. ﻭﺁﻻﻣﻪ .. ﻭﺃﺣﺰﺍﻧﻪ .. ﻭﺟﺮﺍﺣﻪ .. ﻭﻣﺮﺍﺭﺍﺗﻪ .. ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻳﺤﺮﺽ نفسه ﻋﻠﻲ الذهاب ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻟﻴﺮﻣﻲ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﺲ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﻟﻢ ﻓﻲ قاعه العميق .. ﺍلقاع التي ﻻ ﻗﺮﺍﺭ لها.. وأي قاع هي.. غير قاع ﺑﺤﺮ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ .. ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺒﺤﺮ ﻓﻴﻪ ﺳﻔﻨﻪ ﻟﺘﺮﺳﻮ ﻓﻲ ﺷﻮﺍﻃﻰﺀ ﺑﻌﻴﺪﺓ .. ﻳﺘﻨﺎﺯﻋﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺇﺣﺴﺎﺱ ﻏﺮﻳﺐ .. ﻭﻋﺠﻴﺐ .. ﺇﺣﺴﺎﺱ ﻳﺪﻓﻌﻪ ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﻳﻐﺮﺱ ﻟﺤﻈﺔ ﺭﺟﺎﺀ .. ﻭﺃﻣﻞ .. ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺣﻴﺎﺓ ﺃﺟﻤﻞ .. ﻓﻴﻤﻌﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻋﻤﻴﻘﺎً ﻓﻴﻤﺎ ﺁﻝ ﺇﻟﻴﻪ .. ﻭﻓﻲ ﻟﺠﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻳﺠﻤﻊ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻇﻼﻝ ﺍﻷﻳﺎﻡ .. ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺭ .. ﻭﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ .. ﺍﻟﻤﺼﺤﻮﺑﺔ ﺑﺎﻷﻟﻢ .. ﻭﺍﻟﺠﺮﺍﺡ .. ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ .. ﻭﺍﻟﻮﺣﺸﺔ .. ﻫﻜﺬﺍ ﻳﻘﻠﺐ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺏ ﻓﻲ ﺩﻓﺎﺗﺮ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻷﻭﺭﺍﻕ .. ﻭﺃﻱ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﻫﻲ ﺳﻮﻱ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﻋﻤﺮ ﻳﺘﺴﺎﻗﻂ .. ﻭﻳﺘﺴﺎﻗﻂ .. ﻛﺄﻭﺭﺍﻕ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﻬﺰﻫﺎ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ .. ﻓﻴﺒﺪﺃ ﻓﻲ ﻋﺘﺎﺏ ﻧﻔﺴﻪ .. ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ذﻛﺮﻳﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﺘﺼﻠﻪ ﺑﺎﻟﻤﺎﺿﻲ .. ﻭﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻳﻜﺸﺮ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺃﻧﻴﺎﺑﻪ .. ﻓﻼ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺩﻭﺍﻣﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ .. ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ظل ﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﺿﺎﺋﻌﺔ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ .. ﻭﺍﻟﻘﺒﺢ .. ﻫﻜﺬﺍ ﻳﻌﻴﺶ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻓﻲ ﺣﻠﻪ ﻭﺗﺮﺣﺎﻟﻪ .. ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺸﺪﻭﺩﺍ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ .. ﻭﺃﻱ ﻣﺎﺿﻲ ﻫﻮ ﻏﻴﺮ ﻣﺎﺿﻲ ﻣﻮﺣﺶ ﺑﺬﻛﺮﻳﺎﺗﻪ .. ﻓﻴﺒﻘﻲ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻣﻄﺮﻭﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺨﻴﻠﺔ .. ﻫﻞ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺇﺫﺍ ﻋﺎﺩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ .. ﺃﻡ ﺃﻧﻪ ﻳﻈﻞ ﻳﺘﺤﺴﺮ؟ .. ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ .. ﺳﻴﺠﺪ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﻤﺎﻝ .. ﻭﺣﺴﻦ ﻭﺿﻌﻪ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻱ .. ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻓﻘﺪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻮﺍﻕ .. ﺍﻵﻣﺎﻝ .. ﻓﻘﺪ ﺃﻳﺎﻡ .. ﻭﺷﻬﻮﺭ .. ﻭﺳﻨﻮﺍﺕ.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...