وفاة مشجع المريخ ( زيكو ) يوم الجمعة الماضية بشكل مفاجئ للوسط الرياضي
والإعلامي جعلتني أقف وقفة تأمل في واقع التشجيع الرياضي الذي أصبح محصوراً في
ناديي الهلال والمريخ بصورة تعصبية.. ربما نجدها بنفس الحدة في مجتمعات أخري..
لذلك السؤال الذي يفرض نفسه لماذا لا يكون التشجيع مثالياً كما كان يفعل الراحل (
زيكو ) الذي كان يحظي بالاحترام والتقدير حتى من الأهلة.. فما الذي لا يجعل البقية
الباقية أن تحذو حذو زيكو في الانتماء للمعسكر الأحمر أو الأزرق؟.
ومسألة التعصب في التشجيع مسألة تحتاج إلي بث الروح الرياضية وسط المشجعين
عامة بتبصيرهم.. وتنويرهم.. وتوعيتهم بأن لعبة كرة القدم للتسلية وليست للمشاحنات
وخلق العداءات وفتح البلاغات.. خاصة وأن ( الكرة غالب ومغلوب).. لذلك علينا في مثل
هذه الحالة أن نتذكر نصيحة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم لصحابته بقوله : ( دعوها
فإنها منتنة ).. وهذا يؤكد أن التعصب للهلال أو المريخ لا يخرج من ذلك النطاق ذو
الحيز الضيق فكل طرف من أطراف المعسكرين ينظر إلي نفسه علي أساس أنه الأفضل من
الآخر.. ومن هنا تنطلق الشرارة وتشعلها مزيداً بالنقاشات الحادة حول من هو الأفضل
من الناحية الفنية والإدارية ولم تسلم بعض الأجهزة الإعلامية من ذلك التعصب الذي
أفرزه في كثير من الأحيان فكرة من الذي يتفوق علي الآخر.. وقطعاً يكون ذلك التفوق
محل خلاف ونقاش دائم بين الطرفين للدرجة التي يصلون فيها إلي طريق مسدود.. خاصة
وأن كل واحد من الطرفين ينظر إلي معسكره من وجهة نظر مختلفة عن الآخر دون مراعاة لأحاسيس
ومشاعر المنتمي للنادي الند ومن هذا الواقع يعمد كل طرف إلي التقليل من مكانة النادي
الآخر وقد يصلا إلي مرحلة متأخرة جداً تقودهما إلي أن يتخاصمان بغض النظر عن الفهم
العميق للتشجيع المثالي.. التشجيع الذي يعطي لعبة كرة القدم طابع الاحترام
والتقدير ﻟﻸﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ يختلفون مع بعضهم البعض في الانتماء.
ومما أشرت له نجد أن كل واحد منا يتفاخر ويتباهي بما يروق له في ظل الانتماء
للمعسكر الأزرق أو الأحمر وذلك علي أساس أنه ينتمي للفرقة المميزة .. وأن كنت لا
أري غضاضة في أن يتفاخر أو يتباهي المشجع وعلي حسب وجهة نظره الخاصة.. ولكن لابد أن
يكون التفاخر والتباهي بعيداً عن الانتقاص من قدر الآخر.
آخر الدلتا
كان زيكو عليه الرحمة مشجعاً مريخياً مثالياً رغم عشقه للمريخ علي مدي
السنوات الماضية وهكذا ظل زيكو يعشق المريخ عشقاً لم أشهد له مثيلاً بوفاء لا محدود
ورغماً عن ذلك لم يكن يميل إلي التجريح أو التقليل من مكانة الخصم وبالتالي كان
يمثل ذلك المشجع المثالي الذي نبحث وننقب عنه الآن في ملاعبنا الخضراء رغماً عن المحاولات
المستمرة للارتقاء به بنفس الفهم الراقي المتقدم الذي أسس له زيكو رغم صغر سنه.