........
*جلس إليه : سراج النعيم*
.......
من أكثر القصص المؤثرة قصة اتهام إبن (الجيران) بالاعتداء الجنسي على طفلة لم تبلغ الحلم بعد، وتعتبر هذه القصة من أغرب القصص للخيال، مما جعلها تترك تأثيرها البالغ عليها، وعلى والدها الذي يتهم في إطارها عدداً من الأشخاص بالجزيرة.
وقال والد الطفلة الضحية : سأكشف في هذه المساحة الستار عن خفايا وأسرار قضية ابنتي (......) المغتصبة بأحد أحياء ولاية الجزيرة، وتشير وقائعها إلى أنه وفي يوم من الأيام بدأ أحد المتهمين في البلاغ ارتكاب الجرم في حق ابنتي من خلال ممارسة الجنس معها بالجزيرة، فيما كنت أنا موجوداً في الخرطوم، وعندما علمت بما حدث معها لجأت إلى السلطات العدلية، واتخذت الإجراءات القانونية لدي قسم شرطة حماية الأسرة والطفل بمدينة (النخيل) أمدرمان، والذي بدوره تحري معي ومع صغيرتي المعتدي عليها، ثم صدرت أوامر قبض في مواجهة المتهمين الذين كشفت عنهم ابنتي النقاب عقب عودتها للإقامة معي بشكل دائم في الخرطوم، وقد أثبت تقرير الطبيب المختص واقعة الاعتداء الجنسي على طفلتي من خلال أورنيك (8) جنائي.
وأضاف : تم انتهاك عرض ابنتي في ولاية الجزيرة في منزل بالقرب من منزل تربطها به صلة، فالمعتدي هو إبن (الجيران) الذي تعرف عليها عن طريق شقيقته التي درجت على اللعب معها، هكذا ظل يمارس معها الجنس، وقالت صغيرتي أنه يقول لها : (أنتي عروسي.. أنتي حبيبتي.. أنا بحبك)، ثم يقوم بإدخالها إلى الغرفة، ويعتدي عليها جنسياً.
فيما قاطعته متسائلاً أين أنت مما يجري مع طفلتك؟
كنت في تلك الأثناء موجوداً بالخرطوم لارتباط عملي بها، إما طفلتي فكانت تقيم مع أهلها بولاية الجزيرة، وذلك منذ أن انفصلت عن والدتها.
ماذا فعلت بعد أن جاءتك طفلتك، وأكدت لك أنها تعرضت للاعتداء الجنسي؟
في بادئ الأمر توجهت برفقتها إلى قسم الشرطة حماية الأسرة والطفل بمدينة (النخيل) أمدرمان، والذي بدوره منحي أورنيك (8) جنائي، والذي ذهبت به مباشرة إلى الطبيب المختص، وبعد الفحوصات والتشخيص أفاد بأن صغيرتي تعرضت للاعتداء الجنسي المتكرر مع وجود جروح حديثة واحمرار خفيف، وغشاء البكارة مزال جزئياً.
وماذا؟
بعد إستلام تقرير الطبيب عدت إلى قسم شرطة حماية الأسرة والطفل، والذي على ضوئه تم التحري معي كمبلغ، كما تم التحري مع طفلتي، ومن ثم صدرت أوامر قبض في مواجهة المتهمين في البلاغ، وما أن تم استخراج أوامر القبض إلا وأخذتها وتوجهت بها إلى ولاية الجزيرة، ووضعتها على منضدة الشرطة هناك لتنفيذها على المتهمين، فلم يتم القبض عليهم، وبالتالي لم أصل إلى نتيجة في هذه القضية، وعندما فشلت لم أجد حلاً سوي أن أعود من هناك للخرطوم، وشرحت لشرطة حماية الأسرة والطفل الأسباب المؤدية إلى عدم تنفيذ أوامر القبض، وهكذا إلى الآن لم أصل إلى نتيجة في البلاغ رغماً عن مرور أشهر عليه، وهذا يؤكد أنه لم يجد الاهتمام الذي يوازي الجرم المرتكب في حق صغيرتي، وعليه فإن إجراءات البلاغ تقف عند إصدار أوامر القبض في مواجهة المتهمين.
وأردف : ظلت ابنتي خائفة حوالي العام، والخوف نابع من الإتصال الهاتفي الذي أجريته معها عندما كانت مقيمة بالجزيرة، والذي أكدت من خلاله بأنها ترغب في المجئ للخرطوم للإقامة معي، وأنها لا تريد أن تعود لولاية الجزيرة مرة أخري، فما كان مني إلا وسألتها (يا بتي وريني الحاصل شنو بالضبط)؟، فردت قائلة : (يا أبوي أنا تاني ما دايره أرجع خلاص قنعته من ولاية الجزيرة)، وبالرغم من إصراري على معرفة الأسباب إلا أنها كانت خائفة جداً، لذلك لم تكشف لي الحقيقة، وبالتالي لم توضح ما تعرضت له من اعتداء جنسي متكرر، المهم عندما جاءت للإقامة معي بالخرطوم لاحظت أنها تصمت ولا تتحدث، وظلت على ذلك النحو حوالي ثلاثة أشهر، إذ أنني دائماً ما أجدها في حالة توهان، أي أن حالتها النفسية غير مستقرة، مما اضطرني أن أطلب من والدتي أن تعرف ما الذي حدث معها؟، فما كان من والدتي إلا أن توجه لها سؤالاً، والذي من خلاله توصلت إلى معرفة ما حدث لابنتي، فما كان مني إلا وأن اتخذ الإجراءات القانونية، بالإضافة إلى انني لجأت إلى حقوق الإنسان، ورغماً عن ذلك مازال البلاغ مفتوحاً في قسم شرطة حماية الأسرة والطفل بمدينة (النخيل) أمدرمان.
فيما يعتبر التحرش الجنسي بالأطفال من أخطر أنواع الجرائم المتفشية في الكثير من المجتمعات، ويعد الاستغلال الجنسي اتصالاً بين طفل وشخص راشد يبحث عن إرضاء غرائزة الجنسية مستخدماً الترغيب، وإذا فشل فإنه يلجأ إلى إستخدام القوة.
بينما ظلت قضية الاعتداء الجنسي على الأطفال مثار جدل واسع في الأوساط العلمية، وقد أجريت في هذا الإطار العديد من الدراسات والأبحاث، والتي توصل في ظلها الدكتور جيمس كانتور، أحد الباحثين الذين يدرسون الولع الجنسي تجاه الأطفال من منظور بيولوجي إلى مجموعتين الأولى رجال لديهم بيدوفيليا، والثانية أشخاص ارتكبوا جرائم غير جنسية، ومن خلال مقارنة بيانات المسح للمجموعتين، أشارت النتائج إلى احتمال أن يكون الانجذاب الجنسي إلى الأطفال مقابل البالغين ليس سببه الاختلاف في أي منطقة من مناطق الدماغ، ولكن في الطريقة التي تعمل بها مناطق متعددة معاً، ويعتقد علماء الأعصاب أنها (متلازمة الانفصال الجزئي) ويعتقد أيضاً أن هذه النتيجة تمثل دليلاً آخر على أن حالة الميل الجنسي للأطفال قد تكون ناتجة عن حساسية بيولوجية تبدأ قبل الولادة.
يقول فريد برلين، وهو طبيباً نفسياً ومدير وحدة السلوك الجنسي في جامعة جونز هوبكنز : (الأشخاص الذين يعانون من البيدوفيليا غالباً ما يكونون في حالة إنكار لوجود مشكلة ما لديهم)، وبالتالي أولي خطوات العلاج هي أن يدرك الشخص أن هنالك مشكلة، وهو يحتاج لمساعدة ما كي يستطيع السيطرة على دوافعه ورغباته الجنسية، ويعيش حياته بأقل تقديرات خطرة، ووتبعاً للمجلة الطبية الأمريكية المتخصصة (Psychology Today) تتضمن طرق العلاج عدة جوانب منها يجب أن يقترن العلاج الدوائي مع العلاج النفسي والسلوكي حتى تكون النتائج فعالة، ومن هذه الأدوية استخدام مضادات الأندروجين (Anti-androge)، وذلك لخفض الدوافع الجنسية كما تستخدم هرمونات مثل (Medroxyprogesterone) تؤدي لخفض نسبة هرمون التستوستيرون، وتقلل من تكرار الانتصاب والتخيلات الجنسية والشروع في السلوك الجنسي كالعادة السرية أو الجماع، كما نجحت بعض مضادات الإكتئاب مثل (fluoxetine) في خفض الرغبة الجنسية، ولكن تبقى الأوهام الجنسية صعبة العلاج دوائياً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق