السبت، 30 مايو 2020

*سراج النعيم يكتب : على الحكومة الانتقالية عدم تعليق الأخطاء على (شماعة) المواطن.. فالإغلاق الكامل ضاعف من تزايد حالات الإصابات والوفيات بفيروس (كورونا)*


........
أصبح كل طموح إنسان السودان عودته لحياته الطبيعية، وذلك بعيداً عن التدابير الاحترازية الوقائية، والقرارات المقيدة لحركته من وإلى، خاصة وأن ما يجري افقدني الثقة في كل ما يدور في محيطي، وذلك منذ بذوق فجر فيروس (كورونا) المستجد في عالمنا، ولم أعد متفائلا بما تتخذه السلطات المختصة من تدابير احترازية وقائية وقرارات تنحصر جلها في تمديد الحظر الكامل، والتي أصبحت أكثر تشأوما منها، ومما تنبيء به الأيام القادمة خاصة كلما اقتربت فترة انتهاء حظر التجوال الشامل المفروض علينا بسبب جائحة (كورونا)، والتي التزمت والتزم عدد كبير من السودانيين بإجراءات السلامة الصحية في إطارها، ولكن رغماً عن ذلك فإن الموت آت.. آت، وأنه حينما يأتي لا يستأذن أحدا.
إن عدد حالات الاشتباه، الإصابات والوفيات المعلنة من وزارة الصحة تشير إلى حجم انتشار (الوباء) في مناطق متفرقة من البلاد، إلا أنه يعكس في ذات الوقت قصور الحكومة الانتقالية من حيث تنفيذها للإجراءات، التدابير والقرارات، وذلك منذ بداية الأزمة، لذا يجب عليها أن تراعي الله في المواطن ولا تمدد فترة الحظر الكامل ولو يوما واحداً.
ليس أمام الحكومة الانتقالية حلا سوي العودة إلى الحظر الجزئي، والاكتفاء بالتوعية والتثقيف بأهمية إستخدام عوامل السلامة الصحية، وأن لا تسترخي للوباء ثم تعلق الأخطاء على (شماعة) المواطن المقلوب على أمره، وأن تتحمل مسئوليتها فيما يخص الأزمة الراهنة، والتي تكشف عدم الوعي الاجتماعي بخطورة الفيروس، وبالتالي على الحكومة الانتقالية أن تقر بعدم قدرتها على تنفيذ الإجراءات، التدابير والقرارات الصادرة منها، وذلك منذ ظهور وانتشار جائحة (كورونا)، والتي قادت إنسان السودان للبقاء (عاطلا) عن العمل طوال الفترة الماضية، ولم تساعده على تخفيف أو تمزيق بعضا من الفواتير رغماً عن الضائغة الاقتصادية الطاحنة جدا، والتي يتفاجأ في ظلها المواطن مع إشراقة كل صباح بالفواتير الجديدة تلو الأخرى، مما تضاعف عليه معاناته دون تعزيز الدور المنوط بالوزارات ذات الصلة، وذلك منذ اتخاذ التدابير الاحترازية الوقائية، والقرارات المقيدة لحركته دون التفكير في التأقلم مع جائحة (كورونا) وفق الاشتراطات والإجراءات الصحية الداعية لتهئية البلاد للتعايش مع الفيروس الجديد، والذي لا يحتمل المزيد من الحظر الشامل، لذا على الحكومة الانتقالية العودة للحظر الجزئي، وذلك إلى أن ترفعه بصورة نهائية، وتعود الحياة إلى طبيعتها، وهو الوضع الذي يحلم به كل إنسان على وجه البسيطة.
إن التعايش مع فيروس (كورونا) المستجد أصبح بكل آسف أمراً واقعا لا مفر منه مهما حاولت السلطات المختصة تجنبه، وبالتالي على الحكومة الانتقالية أن لا تكابر في ظل هذه الحقيقة، والتي لا مناص منها، ولا يمكن انكارها بأي شكل من الأشكال، وبالتالي على السلطات السودانية أن لا تفكر في تمديد الحظر الكامل خاصة وأن عدد من العلماء أكدوا أن (الوباء) الآن في أضعف مراحله، أي أن تأثيره لم يعد كما في بداية ظهوره وانتشاره في مدينة (ووهان) الصينية.
فيما كشف الفيروس بعد انتشاره على نطاق واسع افتقار دول العالم إلى مرجعية لمكافحة أو الحد من الأوبئة، وهو الأمر الذي جعل العلماء يقفون حائرين أمام الفيروس الصغير الخفي، والذي قاد بعض الحكومات إلى تضميد جراحتها بالمسكنات، وعليه فإن الإجراءات المتخذة من حكومة السودانية كالإغلاق وحظر التجوال لم تعد تجدي نفعا، خاصة وأنها أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أنها اللاعب الرئيسي في الزيادات الكبيرة في عدد حالات الاشتباه، الإصابات والوفيات، وهذه الزيادات لم تحدث قبل اتخاذ قرار الإغلاق الكامل، أليس في هذا الأمر تأكيد على فشل الحكومة الانتقالية فشلا ذريعا في إدارة ملف فيروس (كورونا) بالصورة المثلي للحفاظ على الأرواح، خاصة وأن الإغلاق التام أثبت أنه سبباً مباشرا في فقدان الكثير من الأوراح، وهذا ما أكده العالم البريطاني (مايكل ليفيت)، وهو عالم الفيزياء الحيوية بجامعة (ستانفورد)، وهو أمريكي- بريطاني- إسرائيلي سبق له وأن فاز بجائزة (نوبل) في الكيمياء في العام 2013م، إذ أنه يعتقد أن الاحتياطات الصحية الأخرى، مثل فرض استخدام الأقنعة، كانت ستكون أكثر فعالية في مكافحة الوباء، فالإغلاق لم ينقذ الأرواح، بل ربما تسبب في خسارتها، فهناك شك في إمكانية إيقاف (الوباء) بالإغلاق الكامل لأنه سلاح فظ للغاية، وكان يستخدم في العصور الوسطى، وعليه يمكن إيقاف الوباء بالفعالية نفسها باستخدام التدابير المعقولة (مثل الأقنعة والأشكال الأخرى للتباعد الاجتماعي)، وهذا يؤكد تأكيدا جازما بأن الخسائر الإضافية في الأرواح ترجع إلى المخاطر الأخرى الناتجة عن تداعيات عمليات الإغلاق الشامل، مثل العنف المنزلي، خاصة وأن القليل من الأشخاص يسعون للحصول على الرعاية الصحية لأمراض أخرى غير الفيروس، وأن عمليات الإغلاق أنقذت بعض حوادث الطرق، وأشياء من هذا القبيل، ولكن الأضرار الاجتماعية – العنف المنزلي والطلاق وإدمان الكحول – كانت شديدة. كما أن هناك من لم يعالجوا من حالات أخرى.

🛑 Awtar Alaseel news  https://www.facebook.com/groups/sraj2222/

🛑 alarisha news 
http://alarisha.net/wp-admin/customize.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...