من المؤكد فإن المتغيرات المتسارعة في الحياة تجعل الكثير منا مشغولاً بما لا يفيد الناس والمجتمع، ولا يولي العادات والتقاليد غير المنفصلة عن الديانة الإسلامية بالاً، ولا يقف عند الظواهر السالبة التي أفرزتها الثقافات الوافدة عبر بوابات مشرعة دون ضابط أو رابط، بل نستخدمها بصورة خالية من الإيجابية، وتتسم في كثير من الأحيان بالتشهير، التشفي والانتقام، وهي قائمة في الأساس على تصفية الحسابات الشخصية، التي يمارسها من هم مريضون نفسياً، وأمثال هؤلاء يدخلون أنفسهم في موقف حرجة جداً لأنهم لا يشعرون بقيمة الإعلام البديل..!!
وبما أن الأمر يشكل خطراً على من يتم استهدافهم بعيداً عن الحقيقة الماثلة أمام أعين من يحيطون بهم، لذا يجب أن ينبري الضحايا للدفاع عن أنفسهم، وأن يفعل أيضاً من يعرفونهم، وذلك من واقع إلمامهم بحياتهم الخاصة والعامة.
وبالمقابل هنالك من يجيدون التعامل مع الإعلام الحديث من خلال توظيفه في صورته الصحيحة، لذا أدعو للانحناء بشموخ لهم، وأن يتم تشجيعهم على المضي قدماً في هذا الاتجاه الإيجابي، وأن نعكس عنهم صورة زاهية لتكون محفزاً لخروج من يركنون للسلبية منها، وأن تتم توعيتهم بأنها لا تجلب لهم سوى السخط، وفتح البلاغات لدى سلطات جرائم المعلوماتية ، لأنه وراء كل بوست أو منشور بالفيس بوك أو الواتساب أو الفيديوهات من خلال اليوتيوب أو أي وسيلة من وسائل العولمة المختلفة فإنهم يرتكبون جرائم في حق الضحايا، وربما يكون الفاعل على علم بما يقدم عليه أو أنه لا يعلم، وفي كلتا الحالتين فإن الجهل بالقانون لا يحمي المغفلين، لذا يجب أن تختفي الظواهر السالبة من العالم الافتراضي، خاصة وأنه أضحى مؤثراً في العالم الواقعي، فماذا سيحدث في المستقبل؟ ربما لا يستطيع أحد أن يتنبأ بذلك، ولكن يجب تبصير الضحايا بأن هنالك قانون جدير يردع كل من تسول له نفسه الإساءة، التشهير، التشفي، وتوزيع الاتهامات جزافاً.
من الملاحظ أن البعض من من يتوجهون نحو تلك السلبية يسببون الضجر لمن هم مستهدفين، إذ يجد الضحايا أنفسهم في ذلك الفخ دون سابق إنذار، وذلك من خلال ما يفعله المجرم الإلكتروني الذي يسعى إلى إحداث ضجيجاً، فهو غالباً ما يحس بفخر واعزاز كون أنه أرضي رغبته لدرجة انتفاخ أوداجه، وليس مهماً عنده ما يجري فيما بعد ولا يأبه بالغضب الذي يمتلئ به الضحايا وأسرهم، لذا أنصح من يتعرضون للانتهاك بأن لا يكتفوا بالغضب، بل عليهم فتح بلاغات بطرف نيابة جرائم المعلوماتية، ولا تأخذونهم بجميل الحلم، فنحن في حاجة إلى أن نقف بين الفينة والأخرى وقفات تأملية لنحس بمدى النعم التي أغدق بها علينا الخالق عز وجل ونشعر بقيمة من حولنا..!! وكم يمثل وجودهم في حياتنا من أهمية بالغة مهما صغرت مكانتهم عند البعض الأخر الذي يتعامل معهم بجهل وسذاجة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق