الخميس، 2 أغسطس 2018

سراج النعيم يكتب : الطبقات الاجتماعية وأولوياتها

....................................
تعتبر الحالة الاجتماعية في علم الاجتماع أو علم الإنسان بمثابة الإحترام أو السمعة المتصلة بمكانة الفرد في مجتمع ما تعود إلى مرتبة أو مكانة الشخص المميز بها عن غيره، وعلى سبيل المثال، (الإبن) أو (البنت) أو (الزميل) أو (التلميذ) أو إلى آخره، وتحدد الحالة الاجتماعية بطريقتين، فبإمكان الإنسان أن يجد له موقعاً مميزاً بما يحققه من إنجازات على الصعيد الشخصي، وهو ما يعرف بالاكتساب الذاتي، وتنطبق هذه الصفة على أصحاب المقدرات الإبداعية فى الثقافة والفن والإعلام وغيرها من الحالات المتطلبة للموهبة، وبالمقابل هنالك أناس يأخذون مكانة اجتماعية من خلال الوظيفة كالطبيب والمهندس والضابط والمحامي وغيرهم، أما الحالة الثالثة فهي قائمة على الإنتماء لهذه الجهة أو تلك، بالإضافة إلى ماضي العائلات العريقة التي عندما ينجب فى إطارها طفلاً حديثاً فإنه ينشأ بمميزات وسمعة عائلته فى المجتمع، ويكون بذلك ليس فى حاجة لأن يكون موهوباً أو متعلماً حتى يحوز على مكانته فى المجتمع، والتي ربما كسبها بما ورث من عائلته دون التزود بـ(المعرفة)، (القدرة)، (المهارة) و(المثابرة).
إن المكانة الاجتماعية تقوم على الاحترام والسمعة، وفى إطارهما يشير علماء الاجتماع إلى أن للمكانة الاجتماعية نوعان مختلفان، ولكنهما قد يأتيان باتفاق يندرج من حيث (الاكتساب) و(الانتساب)، وبالتالي تعود المكانة الاجتماعية إلى تصنيف الطبقات فى المجتمع، التصنيف الذي أصبح يرسم واقعاً مغايراً، أي أنه يمضي وفقاً لتطور الحياة، وتداخل الثقافات مع بعضها البعض، مما يزيد للمكانة الاجتماعية أهمية لدى الكثير من الناس الذين يستخدمون طرائق مختلفة لتحقيق ما يصبون إليه، وعليه يظهر على السطح اذكياء وظرفاء المدينة وغريبي الأطوار الذين أصبحوا بلا علم أو موهبة من المشاهير ونجوم المجتمع والأمثلة على ذلك كثيرة جداً.
من المؤكد أن للعامل الاقتصادي دوراً كبيراً ومؤثراً في صناعة الشخصيات الاجتماعية خاصة على الصعيد المادي ومستوياته المختلفة التي تقود إلى تصنيف طبقات المجتمع بحسب المكانة الاجتماعية التي تضعهم في مرتبات (عليا)، فيما تضع آخرين فى المرتبات (الوسطى) و(الدنيا)، ومثل هذه التصنيفات تدفعنا إلى
سبر أغوار المكانة الاجتماعية، إذ يحظي فى ظلها البعض بما يصبون إليه بأقل مجهود، ودون فهم عميق للكيفية التي يتم من خلالها التصنيف الصحيح الذي لا يضع مالك المال أو السلطة في الطبقة (العليا)، رغماً عن أن المحرك الرئيسي لدولاب الحياة ما أشرت لهما مسبقاً، وبما أن ذلك التصنيف جعل هنالك طبقة (عليا)، فإنه ودون أدني شك ستكون هنالك طبقة (وسطي)، وتصنف وفق الشهرة والنجومية والمبادرات والإبتكارات، و طبقة (دنيا) تصنف حسب الوضع الاقتصادي الذي يعيشه هذا الإنسان أو ذاك، وأن نسي من صنفوا تلك التصنيفات، ما أنزله الله سبحانه وتعالى : (لقد خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم)، ومن هنا يتضح أن الناس متساوون في القدرات كما خلقهم العلي القدير.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...