شللي بالسعودية سببه انقلاب عربة ومعي عدد من الفنانين
...................................
البشير أطلق صراح أغنية (يا ضابط السجن) بقاعة الصداقة
.................................
جلس إليه : سراج النعيم
...................................
أجلست (الدار) الفنان عبدالرحمن عبدالله في كرسي الأسرار منذ إصابته بـ(الشلل) إلي عودته للسودان بعد رحلة استشفائه الأولي التي امتدت لفترة من الزمن بـ(المجر) التي شد إليها الرحال بمساعدة من السيد المشير عمر البشير وأهل السودان في الداخل والخارج، وهاهو يشد إليها الرحال للمرة الثانية بمساعدة من الفريق أول ركن بكري حسن صالح النائب الاول لرئيس الجمهورية، رئيس الوزراء.
في البدء من هو عبدالرحمن عبدالله ومن أين أنت وما سر الارتباط بمدينتي (بارا) و(الأبيض)؟ قال : والدي ووالدتي أطلقا عليّ اسم (عبدالرحمن عبدالله محمد احمد) من قبيلة (الركابية) و(الشايقية) رغماً عن أنني ضد القبلية التي أنادي بعدم تقنينها عملاً بقول رسول الله صلي الله عليه وسلم : (لا فرق بين عربي ولا عجمي إلا بالتقوى والإيمان) من مواليد 1950م بمدينة بارا التي نشأت وترعرعت فيها، وهي يقال أنها تشبه أرقي في شمال السودان من حيث وجود السواقي داخل البيوت والمياه قريبة والتباين ما يؤكد أن مناخ مدينة (بارا) أقرب إلي مناخ منطقة (أرقي).
مقاطعاً أرقي منطقة شوايقة هل أنت من قبيلة الشوايقة؟ قال : شايقي من جهة حبوبتي (حرم بت الزاكي) التي هي من منطقة (ودالزاكي) لذلك أتمني أن أزور (أرقي) التي تربطني فيها صدقات بالسر عثمان الطيب، حسين دفع الله، عبدالله محمد محمد خير، خالد شقوري.
وماذا عن بارا مسقط الرأس بالنسبة لك؟ قال : يوجد بها أهلي من قبيلة الركابية الذين نزحوا للمدينة من شمال السودان، وهي مدينة التباين من حيث وجود القبائل السودانية المختلفة فانصهروا فيها وخلقوا أجيالاً أقل ما توصف به الرقي وكل من عاش في مدينة بارا لم يعد منها إلي جذوره مرة أخرى فأنت في مدخلها تشاهد شجر (اللبخ) الذي زرعه الإنجليز قبل استقلال السودان، وهي عموماً عبارة عن واحة جميلة.
هل أكتشف عبدالرحمن نفسه كفنان أم أنه تم اكتشافك؟ قال : اكتشفت موهبتي بنفسي وأنا طالب في المرحلة الثانوي ليس فناناً رسمياً، ولكنني كنت أغني في بعض الأفراح للفنانين عثمان حسين، إبراهيم عوض، محمد وردي الغناء السائد آنذاك إلي أن أصبحت متخصصاً في أغاني العملاق وردي ما خلق لي إشكالية في معهد الموسيقي والمسرح.
هل كنت تقلد وردي حتى في صوته؟ قال : نعم ووردي يعرف أنني كنت أقلده في حياته وغنيت له بمنزله بالكلاكلة، كما أنني شاركته بالغناء في عدد من المناسبات أبرزها زواج الدكتور الفنان عبدالقادر سالم أي أنه بيني وبينه ود وفي رأيي أنه لن تنجب حواء أفريقيا فناناً مثله لأنه مسكون بالإبداع والشجن ما جعله فناناً غير عادياً، فهو لم يتم اكتشافه حتى الآن.
ماذا عن الانتقال من بارا إلي الأبيض؟ قال : عندما انتقلنا من مدينة بارا إلي مدينة الأبيض لم أحس أنني ابتعدت عنها علي أساس أن الفارق الزمني بينهما لا يتجاوز الـ( 45 ) دقيقة إلا أن الحياة أخذتنا هنا وهناك إلي أن بدأت مشواري الفني من مدينة الأبيض التي دفع لي فيها الشعراء بالنصوص الغنائية وحسب قصوري الثقافي في الناحية الفنية وقتئذ كنت أعتقد أن الأغاني التي أسمعها عبر أثير المذياع لا يكتبها إلا الشعراء الموجدين في الخرطوم فقط إلا أنني وجدت أن ذلك الفهم خاطئ وأن الشعراء يوجدون في كل بقاع السودان المترامي الأطراف.
من هو أول شاعر تعاملت مه وماذا غنيت له؟ قال : عبدالرحمن عوض الكريم الذي غنيت له (زيد غرورك) ، ( بنحبك كتير).
مدى صحة أنك غنيت قبل هذه المرحلة أغنيات باللغة العربية الفصحي؟ قال : نعم غنيت (جبل توباد) التي قدمتها في مدرسة النهضة المصرية وعزفها معي الأخ الصحفي احمد طه الذي كان عازفاً ممتازاً على آلة الكمان ونلت بها جائزة ( 50 ) جنيه وتم إهدائي كتاب لمحمود تيمور مؤلف النص.. بعدها غنيت (أنت قلبي) للشاعر كامل الشناوي وهي كانت البداية فنياً.
ما الذي دفعك للغناء باللغة العربية الفصحي؟ قال : كنت أحب اللغة العربية حباً شديداً.. فمثلا كامل الشناوي يقول : ( قدر أحمق الخطى.. سحقت هامتي خطاه) فلم يعجبني ذلك فعدلته إلي (قدر مسرع الخطى.. صوب لهامتي قضاه) علماً بأنني لست شاعراً، ولكنني غيرتها بالإلهام وجاء ذلك التعديل من واقع أن المطلقية لله سبحانه وتعالي.
ما هي الثقافة التي كنتم ترتكزون عليها في ذلك الوقت؟ قال : كانت ثقافتنا ثقافة مصرية حتى أن دراستنا الموسيقية مبنية على العود وكان يدرسنا مدرساً مصرياً، هكذا بدأت أتلمس طريقي إلي أن أرسل لي الدكتور عبدالقادر سالم مؤكداً أنه والفنان صديق عباس قدما لمعهد الموسيقي والمسرح وتم قبولهما.
قبل الانتقال إلي المرحلة التي أشرت لها هل غنيت حفلات أعراس بالأبيض؟ قال : نعم ولكنها كانت من أصعب الحفلات في حياتي حيث وجدت أمامي فنانين يغنون أغاني الحقيبة، ومدينة الأبيض عن بكرة أبيها تحب تلك الأغاني ويغنيها الفنانين عبدالفتاح وعبدالله مساعد وحيدر عليه الرحمة وكان أن عاصروا حدباي والأمي وسيد عبدالعزيز، وأنا كنت مغلا في التغني بأغاني الحقيبة التي غنيت منها (عازة في هواك) ورددتها بأسلوبي الخاص و(اجلي النظر يا صاحي) والأخيرة أخذتها من شاعرها الراحل سيد عبدالعزيز إذ أنه كان موجودا بالبان جديد في أواخر عمره ثم جاء للخرطوم عموماً لم أكن مرغوباً في حفلات الأعراس ورغماً عن ذلك قلت بيني ونفسي هم يجتهدون في أعمال غيرهم التي سبقهم عليها سرور وكرومة فيما كنت أصر علي تقديم أعمالي الخاصة التي أنتج من خلالها الحاني التي وصلت إلي المتلقي وعلي هذا النحو رتبت نفسي.
ما النصوص التي وصلتك في ذلك الوقت؟ قال : نص (احكي قصتنا) و(جمال زينة) و(عذاب الحب) والأخيرة من كلمات الشاعر مرتضي والد الفنان الشاب معتز صباحي حيث أنه جاء اليّ في مدينة الأبيض ثم غنيت لبنت بارا وهي لم تكن بدايات مرتبة ولكنها لفتت إليّ نظر الناس إلي أن هنالك فنان أسمه عبدالرحمن عبدالله وفي هذا الجو أصبحت أنتج الأغاني الجديدة ومع ذلك أدخلت في الفرقة الموسيقية البيز جيتار والساكس فون بطريقة علمية وحديثة
دعني أعود بك إلي معهد الموسيقي والمسرح ماذا عنه؟ قال : وكما أشرت قبلاً أرسل لي الدكتور عبدالقادر سالم حتى أتمكن من الالتحاق بالمعهد وكان أن جئت للخرطوم فتم استيعابي بعد أن خضعت للامتحان وأحرزت فيه درجة ممتاز جداً وكان أن طلبوا مني العودة إلي مدينة الأبيض حتى يتم نقل راتبي من هناك إلي الخرطوم وكان أن شددت الرحال بالقطار فرحاً بما حققته وعندما وصلت اصطدمت بالمفتش البطري الذي قابلته فرحاً بقبولي في معهد الموسيقي والمسرح فقال : لماذا أنت فرحان؟ قلت : تم قبولي في معهد الموسيقي والمسرح بالخرطوم.. فقال : ولماذا جئت؟ فقلت : آتيت لتحويل راتبي من هنا إلي الخرطوم.. فقال : (راتب شنو وأنا بستفيد منك شنو) بعدما تتخرج من معهد الموسيقي والمسرح.. ولم استطع الرد عليه لأنني تألمت جداً من النظرة الضيقة التي نظر بها إلي ما وضعته علي منضدته.. وفي ظل ذلك صبرت علي مضض إلي أن ظهر جمعة جابر الذي جاء إلي الأبيض وفي معيته ورق لإنشاء معهد موسيقي بالمدينة ولم يكن لديه مبني حيث يتم ترحيلنا من مبني إلي آخر إلي أن استوعبنا نادي هلال الأبيض مجاناً من الساعة الثالثة عصراً إلي السادسة مساء وبدأنا الدراسة في المعهد سبعة ثم ازداد عددنا إلي أن وصل ( 45 ) وأثناء الدراسة كنت أغني في الحفلات إلي أن اشتهرت وتمددت من كوستي إلي دارفور وكردفان.
كيف سجلت للإذاعة السودانية؟ قال : أنتقل مايكرفون الإذاعة من مدينة أم درمان إلي مدينة الأبيض وسألوا بإذاعة الأبيض عن الفنانين وكان أن أشاروا لهم بشخصي فسجلت لهم (المعلمة، جدي الريل، رسوماتك) وبعد ذلك منحت درجة أولي وكان رئيس البعثة محمد خوجلي صالحين مدير الإذاعة السودانية ولم أكن أعرف قيمة أن تصنف فنان درجة أولي وعلي قدر ما قدمت إلي الإغراءات للحضور إلي الخرطوم رفضت الفكرة رفضاً باتاً لأنني كنت القاسم المشترك بين فناني الخرطوم وكردفان ودارفور ومكتفي بذلك خاصة وأنني تعلقت تعلقاً كبيراً بكردفان ولكنني كنت آتي للخرطوم للتسجيل ثم أعود إلي مسقط رأسي.
ماهي قصة أغنية (يا ضابط السجن)؟ قال : في بدايتها تمت معاكستي في تسجيلها بالإذاعة السودانية وعندما سألت لماذا؟ قالوا : أن الرئيس الراحل النميري لا يقبل تسجيل هذه الأغنية علي أساس أن كلمة ضابط السجن تعني أن هنالك أمراً غير سليماً يشير إلي أنك تود أن تقول إن النميري سجان.. فتم تغييرها إلي (أجمل حلم) فرفض الشاعر فكرة التغيير إلا أنني رغماً عن ذلك سجلت الأغنية.
ما هي الكيفية التي استطعت أن تغنيها كما كتبها شاعرها؟ قال : عندما استلمت ثورة الإنقاذ مقاليد الحكم غنيت في قاعة الصداقة بحضور السيد المشير عمر البشير الذي أرسل العميد ركن يوسف عبدالفتاح وطلب مني أن أغني (يا ضابط السجن) فاستفدت من ذلك وسجلتها بصورة رسمية وسحبت من الإذاعة ( أجمل حلم ) وكان ذلك الطلب إعطاني الضوء الأخضر.
هل أغنية (ضابط السجن) أغنية سياسية؟ قال : ليس لها أدني علاقة بالسياسة وكل ما في الأمر أن شاعرها كانت لديه إشكالية تمثلت في أن أسمه متشابها مع أحد الاشتراكيين المسمي احمد محمد آدم وشاعر (يا ضابط السجن) أسمه محمد حامد آدم وعندما تم اعتقاله من طرف جهاز أمن الرئيس الراحل النميري قال فرداً من أفراد الأمن أنه ليس الشخص المعني إلا أن الضابط أصر علي أنه هو نفسه ليتم وضعه في السجن عاماً كاملاً وبعد أن تأكد لهم أنه ليس هو تم إطلاق سراحه.
هل سلمك نص أغنية (يا ضابط السجن) قبل أم بعد إخلاء السلطات سبيله؟ قال : استلمت منه النص وهو حبيساً بالسجن حيث أنني كنت أزوره ما بين الفينة والآخري ورغماً عن ذلك كنت خائفاً من أن اتهم معه ظلماً.
هل تم تسجيل أغنية (يا ضابط السجن) في الألبوم الغنائي الذي حمل عنوانها قبل أن يطلق صراحها المشير عمر البشير أم بعد ذلك؟ قال : كان من المستحيل تسجيل الأغنية عبر أي وسيط في ظل نظام الحكم المايوي باسم (يا ضابط السجن) وكل التسجيلات التي تمت لها حدثت بعد أن طلبها المشير عمر البشير بقاعة الصداقة في بدايات ثورة الإنقاذ الوطني ومن ساعتها وهي تغني في كل المنابر الإعلامية والمسارح المختلفة إلي أن أصبحت رقماً بفضل الله سبحانه وتعالي ومن بعده السيد رئيس الجمهورية.. ومن كثرة ما تطلب مني كنت أتسأل ما الذي فيها حتى يتعلق بها المتلقي لهذه الدرجة.. وبما أن الأمر يمضي علي هذا النحو أصبحت أغنيها في كل مناسبة ولكن المدهش أنها تطلب للمرة الثانية.. فهي في رأيي وجدت القبول المنقطع النظير.. ثم جئت واستقريت في الخرطوم.
هل عرضتك أغنية (يا ضابط السجن) للاعتقال من جهاز أمن الرئيس الراحل النميري؟ قال : أبداً لم يحدث معي ذلك.
دعني أدلف بك إلي داخل المنزل فمتى تزوجت وأين كان زواجك ومن هم الفنانين الذين غنوا في مراسم زفافك؟ قال : تزوجت في الخرطوم من قبيلة المحس السيدة راوية عبدالله موسي ولم يغن لي أي فنان في زواجي نسبة إلي أن والدي كان طريح الفراش بمستشفي ام درمان التعليمي حيث أنه قبل أن يتوفي قال لي : (ما عافي منك لو ما أتزوجت حتى لو توفيت).. وبعد وفاته حدثت عمنا الفريق أول شرطة الطيب عبدالرحمن مختار وبعض الناس الذين أتموا لي الزواج بوصية والدي فأنا الذي أغني مفرحاً العامة لم يغن أي فنان في زواجي ولكن كان عزائي أنني فناناً فرحته دائمة فأبنائي دائماً ما اصطحبهم معي إلي الحفلات وبعد ذلك أقمت بحي الموردة بمدينة ام درمان ( 13 ) عاماً وأنجبت نجلي الأكبر (مصعب) الذي يعمل في الفندق الكبير بالإضافة إلي شقيقتيه (مروة) خريجة جامعية و(مني) تدرس في جامعة التقانة.
وماهي الكيفية التي هاجرت بها من السودان؟ قال : عندما كان الأستاذ عبدالباسط سبدرات وزيراً للتربية والتعليم قال لي : إن ناس اليمن يطلبونك بالاسم من أجل أن تغني لهم فقلت له : لا أستطيع أن أسافر فأنا لتوي قادم من نيجيريا.. إلا أنه أصر علي فسافرت إلي هناك وبقيت عاماً توجهت بعده إلي المملكة العربية السعودية لزيارة بيت الله
وأثناء ذلك صادف زواج صديقي الذي غنيت له في مراسم الزفاف وكان يعمل مع الأمير عبدالمجيد الذي استخرج لي بواسطته إقامة يبلغ سعرها آنذاك الوقت ( 25 ) ألف ريال سعودي.. وهكذا بقيت مع أبنائي بالسعودية ( 19 ) عاماً.. مرضت من خلالها المرض المعروف للناس جميعاً.
ما طبيعة ذلك المرض الذي ألم بك في المهجر؟ قال : شللت شللاً كاملاً.
ما الذي جعلك تصاب به؟ قال : المرض ناتج عن الإصابة بقضروف أتضح أنه ناجم عن حادث مروري تعرضت له عندما كنت في السودان إذ كان معي في تلك العربة التي انقلبت بنا الفنانين إبراهيم حسين والطيب عبدالله والراحل العندليب الأسمر زيدان إبراهيم حيث أننا كنا في رحلة فنية تبدأ من مدينة بورتسودان وتنتهي بمدينة الجنينة وامتدت الرحلة ثلاثة أشهر وأثناء تجوالنا انقلبت بنا العربة فسقط شوال سكر علي رقبتي.. ولم التفت إلي ذلك رغماً عن أنني كنت ما بين الفينة والآخري أشعر ببعض الآلام التي لم أكن أوليها اهتماماً باعتبار أن ثقافتي الطبية ضعيفة وكنت كلما شعرت بالآم اكتفي بتناول حبوب مسكنة إلي أن ظهر لي في الرقبة والظهر أربعة فقرات في الرقبة وثلاثة فقرات في الظهر وفي ظل ذلك تعرضت لآلام لم أشهد لها مثيل فتم عرضي علي الأطباء إلا أن كل العلاجات لم تنفع إلي أن ساهم المشير عمر البشير رئيس الجمهورية والشعب السوداني بصورة عامة وأهلي في كردفان علي وجه التحديد أرسلوا لي مبلغ من المال إلي جانب إتحاد الفنانين ممثلاً في الدكتور الفنان عبدالقادر سالم واتحاد شعراء الأغنية السودانية الأستاذ محمد يوسف موسي والشاعر الراحل عبدالله الكاظم والسيد عبدالحميد موسي كاشا وآخرين تفاعلوا معي.. فشددت الرحال من المملكة العربية السعودية إلي المجر.
وماذا بعد ذلك؟ قال : أجريت لي الفحوصات التي بموجبها أجريت لي عملية جراحية بالليزر الذي يعتبر من طرق العلاج الباهظ الثمن إلا أن عبدالحميد عبدالحي الطبيب الأخصائي السوداني الذي عالجني مجاناً بعد أن اتصل عليه بعد الأصدقاء معاوية التوم محمد طه وآخرين شكلوا لجنة علاج عبدالرحمن عبدالله وكان ذلك الطبيب يشرف علي حالتي الصحية لمدة ستة أشهر من تاريخه ومع هذا هو معجب بأغنية ( شقيش قلي يا مروح) .
ما هو الإحساس الذي يخالجك في لحظات المرض وتلقي العلاج بالمجر؟ قال : أحس أن ما تعرضت له شيئاً غير طبيعياً، إذ أنني قلت بيني ونفسي ربما يتوفاني الله سبحانه وتعالي أثناء إجراء العملية لذلك رتبت نفسي ترتيباً كاملاً بعد أن أوكلت أمري وأمر أسرتي لله العلي القدير لأنه ليس بيدي شيئاً فإذا أبنائي صغار فأنهم سيكبرون في يوم ما وليست حالتي الأولي من نوعها خاصة وأن إيماني بالله سبحانه وتعالي لا تحده حدود وكنت دائماً ما أتوكل عليه قائلاً : (حسبي الله ونعم الوكيل)، وكان أن أكرمني بالتماثل للشفاء.
...................................
البشير أطلق صراح أغنية (يا ضابط السجن) بقاعة الصداقة
.................................
جلس إليه : سراج النعيم
...................................
أجلست (الدار) الفنان عبدالرحمن عبدالله في كرسي الأسرار منذ إصابته بـ(الشلل) إلي عودته للسودان بعد رحلة استشفائه الأولي التي امتدت لفترة من الزمن بـ(المجر) التي شد إليها الرحال بمساعدة من السيد المشير عمر البشير وأهل السودان في الداخل والخارج، وهاهو يشد إليها الرحال للمرة الثانية بمساعدة من الفريق أول ركن بكري حسن صالح النائب الاول لرئيس الجمهورية، رئيس الوزراء.
في البدء من هو عبدالرحمن عبدالله ومن أين أنت وما سر الارتباط بمدينتي (بارا) و(الأبيض)؟ قال : والدي ووالدتي أطلقا عليّ اسم (عبدالرحمن عبدالله محمد احمد) من قبيلة (الركابية) و(الشايقية) رغماً عن أنني ضد القبلية التي أنادي بعدم تقنينها عملاً بقول رسول الله صلي الله عليه وسلم : (لا فرق بين عربي ولا عجمي إلا بالتقوى والإيمان) من مواليد 1950م بمدينة بارا التي نشأت وترعرعت فيها، وهي يقال أنها تشبه أرقي في شمال السودان من حيث وجود السواقي داخل البيوت والمياه قريبة والتباين ما يؤكد أن مناخ مدينة (بارا) أقرب إلي مناخ منطقة (أرقي).
مقاطعاً أرقي منطقة شوايقة هل أنت من قبيلة الشوايقة؟ قال : شايقي من جهة حبوبتي (حرم بت الزاكي) التي هي من منطقة (ودالزاكي) لذلك أتمني أن أزور (أرقي) التي تربطني فيها صدقات بالسر عثمان الطيب، حسين دفع الله، عبدالله محمد محمد خير، خالد شقوري.
وماذا عن بارا مسقط الرأس بالنسبة لك؟ قال : يوجد بها أهلي من قبيلة الركابية الذين نزحوا للمدينة من شمال السودان، وهي مدينة التباين من حيث وجود القبائل السودانية المختلفة فانصهروا فيها وخلقوا أجيالاً أقل ما توصف به الرقي وكل من عاش في مدينة بارا لم يعد منها إلي جذوره مرة أخرى فأنت في مدخلها تشاهد شجر (اللبخ) الذي زرعه الإنجليز قبل استقلال السودان، وهي عموماً عبارة عن واحة جميلة.
هل أكتشف عبدالرحمن نفسه كفنان أم أنه تم اكتشافك؟ قال : اكتشفت موهبتي بنفسي وأنا طالب في المرحلة الثانوي ليس فناناً رسمياً، ولكنني كنت أغني في بعض الأفراح للفنانين عثمان حسين، إبراهيم عوض، محمد وردي الغناء السائد آنذاك إلي أن أصبحت متخصصاً في أغاني العملاق وردي ما خلق لي إشكالية في معهد الموسيقي والمسرح.
هل كنت تقلد وردي حتى في صوته؟ قال : نعم ووردي يعرف أنني كنت أقلده في حياته وغنيت له بمنزله بالكلاكلة، كما أنني شاركته بالغناء في عدد من المناسبات أبرزها زواج الدكتور الفنان عبدالقادر سالم أي أنه بيني وبينه ود وفي رأيي أنه لن تنجب حواء أفريقيا فناناً مثله لأنه مسكون بالإبداع والشجن ما جعله فناناً غير عادياً، فهو لم يتم اكتشافه حتى الآن.
ماذا عن الانتقال من بارا إلي الأبيض؟ قال : عندما انتقلنا من مدينة بارا إلي مدينة الأبيض لم أحس أنني ابتعدت عنها علي أساس أن الفارق الزمني بينهما لا يتجاوز الـ( 45 ) دقيقة إلا أن الحياة أخذتنا هنا وهناك إلي أن بدأت مشواري الفني من مدينة الأبيض التي دفع لي فيها الشعراء بالنصوص الغنائية وحسب قصوري الثقافي في الناحية الفنية وقتئذ كنت أعتقد أن الأغاني التي أسمعها عبر أثير المذياع لا يكتبها إلا الشعراء الموجدين في الخرطوم فقط إلا أنني وجدت أن ذلك الفهم خاطئ وأن الشعراء يوجدون في كل بقاع السودان المترامي الأطراف.
من هو أول شاعر تعاملت مه وماذا غنيت له؟ قال : عبدالرحمن عوض الكريم الذي غنيت له (زيد غرورك) ، ( بنحبك كتير).
مدى صحة أنك غنيت قبل هذه المرحلة أغنيات باللغة العربية الفصحي؟ قال : نعم غنيت (جبل توباد) التي قدمتها في مدرسة النهضة المصرية وعزفها معي الأخ الصحفي احمد طه الذي كان عازفاً ممتازاً على آلة الكمان ونلت بها جائزة ( 50 ) جنيه وتم إهدائي كتاب لمحمود تيمور مؤلف النص.. بعدها غنيت (أنت قلبي) للشاعر كامل الشناوي وهي كانت البداية فنياً.
ما الذي دفعك للغناء باللغة العربية الفصحي؟ قال : كنت أحب اللغة العربية حباً شديداً.. فمثلا كامل الشناوي يقول : ( قدر أحمق الخطى.. سحقت هامتي خطاه) فلم يعجبني ذلك فعدلته إلي (قدر مسرع الخطى.. صوب لهامتي قضاه) علماً بأنني لست شاعراً، ولكنني غيرتها بالإلهام وجاء ذلك التعديل من واقع أن المطلقية لله سبحانه وتعالي.
ما هي الثقافة التي كنتم ترتكزون عليها في ذلك الوقت؟ قال : كانت ثقافتنا ثقافة مصرية حتى أن دراستنا الموسيقية مبنية على العود وكان يدرسنا مدرساً مصرياً، هكذا بدأت أتلمس طريقي إلي أن أرسل لي الدكتور عبدالقادر سالم مؤكداً أنه والفنان صديق عباس قدما لمعهد الموسيقي والمسرح وتم قبولهما.
قبل الانتقال إلي المرحلة التي أشرت لها هل غنيت حفلات أعراس بالأبيض؟ قال : نعم ولكنها كانت من أصعب الحفلات في حياتي حيث وجدت أمامي فنانين يغنون أغاني الحقيبة، ومدينة الأبيض عن بكرة أبيها تحب تلك الأغاني ويغنيها الفنانين عبدالفتاح وعبدالله مساعد وحيدر عليه الرحمة وكان أن عاصروا حدباي والأمي وسيد عبدالعزيز، وأنا كنت مغلا في التغني بأغاني الحقيبة التي غنيت منها (عازة في هواك) ورددتها بأسلوبي الخاص و(اجلي النظر يا صاحي) والأخيرة أخذتها من شاعرها الراحل سيد عبدالعزيز إذ أنه كان موجودا بالبان جديد في أواخر عمره ثم جاء للخرطوم عموماً لم أكن مرغوباً في حفلات الأعراس ورغماً عن ذلك قلت بيني ونفسي هم يجتهدون في أعمال غيرهم التي سبقهم عليها سرور وكرومة فيما كنت أصر علي تقديم أعمالي الخاصة التي أنتج من خلالها الحاني التي وصلت إلي المتلقي وعلي هذا النحو رتبت نفسي.
ما النصوص التي وصلتك في ذلك الوقت؟ قال : نص (احكي قصتنا) و(جمال زينة) و(عذاب الحب) والأخيرة من كلمات الشاعر مرتضي والد الفنان الشاب معتز صباحي حيث أنه جاء اليّ في مدينة الأبيض ثم غنيت لبنت بارا وهي لم تكن بدايات مرتبة ولكنها لفتت إليّ نظر الناس إلي أن هنالك فنان أسمه عبدالرحمن عبدالله وفي هذا الجو أصبحت أنتج الأغاني الجديدة ومع ذلك أدخلت في الفرقة الموسيقية البيز جيتار والساكس فون بطريقة علمية وحديثة
دعني أعود بك إلي معهد الموسيقي والمسرح ماذا عنه؟ قال : وكما أشرت قبلاً أرسل لي الدكتور عبدالقادر سالم حتى أتمكن من الالتحاق بالمعهد وكان أن جئت للخرطوم فتم استيعابي بعد أن خضعت للامتحان وأحرزت فيه درجة ممتاز جداً وكان أن طلبوا مني العودة إلي مدينة الأبيض حتى يتم نقل راتبي من هناك إلي الخرطوم وكان أن شددت الرحال بالقطار فرحاً بما حققته وعندما وصلت اصطدمت بالمفتش البطري الذي قابلته فرحاً بقبولي في معهد الموسيقي والمسرح فقال : لماذا أنت فرحان؟ قلت : تم قبولي في معهد الموسيقي والمسرح بالخرطوم.. فقال : ولماذا جئت؟ فقلت : آتيت لتحويل راتبي من هنا إلي الخرطوم.. فقال : (راتب شنو وأنا بستفيد منك شنو) بعدما تتخرج من معهد الموسيقي والمسرح.. ولم استطع الرد عليه لأنني تألمت جداً من النظرة الضيقة التي نظر بها إلي ما وضعته علي منضدته.. وفي ظل ذلك صبرت علي مضض إلي أن ظهر جمعة جابر الذي جاء إلي الأبيض وفي معيته ورق لإنشاء معهد موسيقي بالمدينة ولم يكن لديه مبني حيث يتم ترحيلنا من مبني إلي آخر إلي أن استوعبنا نادي هلال الأبيض مجاناً من الساعة الثالثة عصراً إلي السادسة مساء وبدأنا الدراسة في المعهد سبعة ثم ازداد عددنا إلي أن وصل ( 45 ) وأثناء الدراسة كنت أغني في الحفلات إلي أن اشتهرت وتمددت من كوستي إلي دارفور وكردفان.
كيف سجلت للإذاعة السودانية؟ قال : أنتقل مايكرفون الإذاعة من مدينة أم درمان إلي مدينة الأبيض وسألوا بإذاعة الأبيض عن الفنانين وكان أن أشاروا لهم بشخصي فسجلت لهم (المعلمة، جدي الريل، رسوماتك) وبعد ذلك منحت درجة أولي وكان رئيس البعثة محمد خوجلي صالحين مدير الإذاعة السودانية ولم أكن أعرف قيمة أن تصنف فنان درجة أولي وعلي قدر ما قدمت إلي الإغراءات للحضور إلي الخرطوم رفضت الفكرة رفضاً باتاً لأنني كنت القاسم المشترك بين فناني الخرطوم وكردفان ودارفور ومكتفي بذلك خاصة وأنني تعلقت تعلقاً كبيراً بكردفان ولكنني كنت آتي للخرطوم للتسجيل ثم أعود إلي مسقط رأسي.
ماهي قصة أغنية (يا ضابط السجن)؟ قال : في بدايتها تمت معاكستي في تسجيلها بالإذاعة السودانية وعندما سألت لماذا؟ قالوا : أن الرئيس الراحل النميري لا يقبل تسجيل هذه الأغنية علي أساس أن كلمة ضابط السجن تعني أن هنالك أمراً غير سليماً يشير إلي أنك تود أن تقول إن النميري سجان.. فتم تغييرها إلي (أجمل حلم) فرفض الشاعر فكرة التغيير إلا أنني رغماً عن ذلك سجلت الأغنية.
ما هي الكيفية التي استطعت أن تغنيها كما كتبها شاعرها؟ قال : عندما استلمت ثورة الإنقاذ مقاليد الحكم غنيت في قاعة الصداقة بحضور السيد المشير عمر البشير الذي أرسل العميد ركن يوسف عبدالفتاح وطلب مني أن أغني (يا ضابط السجن) فاستفدت من ذلك وسجلتها بصورة رسمية وسحبت من الإذاعة ( أجمل حلم ) وكان ذلك الطلب إعطاني الضوء الأخضر.
هل أغنية (ضابط السجن) أغنية سياسية؟ قال : ليس لها أدني علاقة بالسياسة وكل ما في الأمر أن شاعرها كانت لديه إشكالية تمثلت في أن أسمه متشابها مع أحد الاشتراكيين المسمي احمد محمد آدم وشاعر (يا ضابط السجن) أسمه محمد حامد آدم وعندما تم اعتقاله من طرف جهاز أمن الرئيس الراحل النميري قال فرداً من أفراد الأمن أنه ليس الشخص المعني إلا أن الضابط أصر علي أنه هو نفسه ليتم وضعه في السجن عاماً كاملاً وبعد أن تأكد لهم أنه ليس هو تم إطلاق سراحه.
هل سلمك نص أغنية (يا ضابط السجن) قبل أم بعد إخلاء السلطات سبيله؟ قال : استلمت منه النص وهو حبيساً بالسجن حيث أنني كنت أزوره ما بين الفينة والآخري ورغماً عن ذلك كنت خائفاً من أن اتهم معه ظلماً.
هل تم تسجيل أغنية (يا ضابط السجن) في الألبوم الغنائي الذي حمل عنوانها قبل أن يطلق صراحها المشير عمر البشير أم بعد ذلك؟ قال : كان من المستحيل تسجيل الأغنية عبر أي وسيط في ظل نظام الحكم المايوي باسم (يا ضابط السجن) وكل التسجيلات التي تمت لها حدثت بعد أن طلبها المشير عمر البشير بقاعة الصداقة في بدايات ثورة الإنقاذ الوطني ومن ساعتها وهي تغني في كل المنابر الإعلامية والمسارح المختلفة إلي أن أصبحت رقماً بفضل الله سبحانه وتعالي ومن بعده السيد رئيس الجمهورية.. ومن كثرة ما تطلب مني كنت أتسأل ما الذي فيها حتى يتعلق بها المتلقي لهذه الدرجة.. وبما أن الأمر يمضي علي هذا النحو أصبحت أغنيها في كل مناسبة ولكن المدهش أنها تطلب للمرة الثانية.. فهي في رأيي وجدت القبول المنقطع النظير.. ثم جئت واستقريت في الخرطوم.
هل عرضتك أغنية (يا ضابط السجن) للاعتقال من جهاز أمن الرئيس الراحل النميري؟ قال : أبداً لم يحدث معي ذلك.
دعني أدلف بك إلي داخل المنزل فمتى تزوجت وأين كان زواجك ومن هم الفنانين الذين غنوا في مراسم زفافك؟ قال : تزوجت في الخرطوم من قبيلة المحس السيدة راوية عبدالله موسي ولم يغن لي أي فنان في زواجي نسبة إلي أن والدي كان طريح الفراش بمستشفي ام درمان التعليمي حيث أنه قبل أن يتوفي قال لي : (ما عافي منك لو ما أتزوجت حتى لو توفيت).. وبعد وفاته حدثت عمنا الفريق أول شرطة الطيب عبدالرحمن مختار وبعض الناس الذين أتموا لي الزواج بوصية والدي فأنا الذي أغني مفرحاً العامة لم يغن أي فنان في زواجي ولكن كان عزائي أنني فناناً فرحته دائمة فأبنائي دائماً ما اصطحبهم معي إلي الحفلات وبعد ذلك أقمت بحي الموردة بمدينة ام درمان ( 13 ) عاماً وأنجبت نجلي الأكبر (مصعب) الذي يعمل في الفندق الكبير بالإضافة إلي شقيقتيه (مروة) خريجة جامعية و(مني) تدرس في جامعة التقانة.
وماهي الكيفية التي هاجرت بها من السودان؟ قال : عندما كان الأستاذ عبدالباسط سبدرات وزيراً للتربية والتعليم قال لي : إن ناس اليمن يطلبونك بالاسم من أجل أن تغني لهم فقلت له : لا أستطيع أن أسافر فأنا لتوي قادم من نيجيريا.. إلا أنه أصر علي فسافرت إلي هناك وبقيت عاماً توجهت بعده إلي المملكة العربية السعودية لزيارة بيت الله
وأثناء ذلك صادف زواج صديقي الذي غنيت له في مراسم الزفاف وكان يعمل مع الأمير عبدالمجيد الذي استخرج لي بواسطته إقامة يبلغ سعرها آنذاك الوقت ( 25 ) ألف ريال سعودي.. وهكذا بقيت مع أبنائي بالسعودية ( 19 ) عاماً.. مرضت من خلالها المرض المعروف للناس جميعاً.
ما طبيعة ذلك المرض الذي ألم بك في المهجر؟ قال : شللت شللاً كاملاً.
ما الذي جعلك تصاب به؟ قال : المرض ناتج عن الإصابة بقضروف أتضح أنه ناجم عن حادث مروري تعرضت له عندما كنت في السودان إذ كان معي في تلك العربة التي انقلبت بنا الفنانين إبراهيم حسين والطيب عبدالله والراحل العندليب الأسمر زيدان إبراهيم حيث أننا كنا في رحلة فنية تبدأ من مدينة بورتسودان وتنتهي بمدينة الجنينة وامتدت الرحلة ثلاثة أشهر وأثناء تجوالنا انقلبت بنا العربة فسقط شوال سكر علي رقبتي.. ولم التفت إلي ذلك رغماً عن أنني كنت ما بين الفينة والآخري أشعر ببعض الآلام التي لم أكن أوليها اهتماماً باعتبار أن ثقافتي الطبية ضعيفة وكنت كلما شعرت بالآم اكتفي بتناول حبوب مسكنة إلي أن ظهر لي في الرقبة والظهر أربعة فقرات في الرقبة وثلاثة فقرات في الظهر وفي ظل ذلك تعرضت لآلام لم أشهد لها مثيل فتم عرضي علي الأطباء إلا أن كل العلاجات لم تنفع إلي أن ساهم المشير عمر البشير رئيس الجمهورية والشعب السوداني بصورة عامة وأهلي في كردفان علي وجه التحديد أرسلوا لي مبلغ من المال إلي جانب إتحاد الفنانين ممثلاً في الدكتور الفنان عبدالقادر سالم واتحاد شعراء الأغنية السودانية الأستاذ محمد يوسف موسي والشاعر الراحل عبدالله الكاظم والسيد عبدالحميد موسي كاشا وآخرين تفاعلوا معي.. فشددت الرحال من المملكة العربية السعودية إلي المجر.
وماذا بعد ذلك؟ قال : أجريت لي الفحوصات التي بموجبها أجريت لي عملية جراحية بالليزر الذي يعتبر من طرق العلاج الباهظ الثمن إلا أن عبدالحميد عبدالحي الطبيب الأخصائي السوداني الذي عالجني مجاناً بعد أن اتصل عليه بعد الأصدقاء معاوية التوم محمد طه وآخرين شكلوا لجنة علاج عبدالرحمن عبدالله وكان ذلك الطبيب يشرف علي حالتي الصحية لمدة ستة أشهر من تاريخه ومع هذا هو معجب بأغنية ( شقيش قلي يا مروح) .
ما هو الإحساس الذي يخالجك في لحظات المرض وتلقي العلاج بالمجر؟ قال : أحس أن ما تعرضت له شيئاً غير طبيعياً، إذ أنني قلت بيني ونفسي ربما يتوفاني الله سبحانه وتعالي أثناء إجراء العملية لذلك رتبت نفسي ترتيباً كاملاً بعد أن أوكلت أمري وأمر أسرتي لله العلي القدير لأنه ليس بيدي شيئاً فإذا أبنائي صغار فأنهم سيكبرون في يوم ما وليست حالتي الأولي من نوعها خاصة وأن إيماني بالله سبحانه وتعالي لا تحده حدود وكنت دائماً ما أتوكل عليه قائلاً : (حسبي الله ونعم الوكيل)، وكان أن أكرمني بالتماثل للشفاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق