الأربعاء، 20 ديسمبر 2017

السلطات الرسمية تستدعي (شكسبير) بسبب العملاق ابوعركي البخيت




أستغل البعض وسائط الميديا لبث السموم في الجسد المتعافي من الأمراض الإلكترونية، وظل ذلك الواقع هكذا إلي عهد قريب، ولكن ما أن بدأت (العولمة) ووسائطها المختلفة تلوح في الأفق، إلا وبدأ معها تلوث الفضاء السوداني، إذ ظهرت الكثير من الظواهر السالبة التي ينسج في إطارها القصص المؤثرة، ومن ثم نشرها عبر (الفيس بوك)، أو (الواتساب) أو (اليوتيوب) ويهدفون من ورائها لإستدرار عطف النشطاء والرواد خاصة الفتيات اللواتي لديهن عاطفة جياشة، ويفبركون لهن الروايات (المحبوكة) بصورة تدفعهن إلي تصديقها، ما قادني إلي تلك المقدمة ما أثاره الممثل عوض شكسبير الذي سخر من غناء الفنان الكبير ابوعركي للإتحاد الأوروبي.
وبما أنني فقدت الثقة في المنشورات غير المسنودة بمصدر موثوق فيه رأيت أن أتحري الدقة ولا أنجرف وراء تيار عاطفتي قبل إستبيان أين تكمن الحقيقة؟، وهذا يؤكد حقيقة الإستخدام السالب للتكنولوجيا الحديثة، وأتضح ذلك من خلال الصورة السالبة التي رسمها (عوض شكسبير) الذي لم يكلف نفسه عناء طرح السؤال الذي يتبادر إلى أذهان الكثير من جمهور ابوعركي البخيت، لماذا توقف عن الغناء طوال الفترة الماضية، ثم أنتج أغنية جديدة تحمل عنوان (أنا الآن ما عندي إحساس بالغنا)، وبعدها بأيام غني حفلاً للإتحاد الأوروبي، وهذا حق من حقوقه أن يختار أين يغني ولمن، ولكن ما لا يعرفه (شكسبير) هو أن العملاق ابوعركي يخالجه إحساس دفعه دفعاً إلي إنتاج الأغنية المعبرة عن حالته، وهي بلا شك تشير إلي أنه وصل مرحلة متأخرة من الإحباط، لذا السؤال الذي يفرض نفسه في الواقع الراهن هو ، هل توقف ابوعركي البخيت عن الغناء الجماهيري لوحده؟، الإجابة واضحة في أغنيته (ما عندي إحساس بالغنا)، ولا أظن هذا الإحساس يتخالج فناناً في قامة ابوعركي صاحب القاعدة الجماهيرية الكبيرة جداً المتعطشة لسماع صوته، إلا إذا كان فعلاً ليس لديه إحساساً بالغناء، ولذا السؤال الذي يطرح نفسه فيما يتعرض له ابوعركي البخيت من تجني أين مجلس المهن الموسيقية والتمثيلية مما يحدث، ومن مقطع الفيديو الذي بثه الممثل عوض شكسبير؟
من أوجب الواجبات أن يكون لكل فنان أو موسيقي موقف قوي في شتى مناحي الحياة، ولعل أحد هؤلاء الفنانين الكبار قال لي صراحة أنه عرف الآن من أين (تؤكل الكتف)، في حين أن أبوعركي قال : (أنا الآن ما عندي إحساس بالغنا)، وشتان ما بين الفنان الكبير المتنازل عن مبادئه وقيمه الإنسانية، والرجل الصامد ابوعركي البخيت المتمسك بالمباديء والقيم الإنسانية، المؤكدة أنه فنان بمواصفات خاصة لا يجوز أن يتوقف، ومما أشرت له مسبقاً، فإن ابوعركي البخيت أضفى على أغانيه الأحاسيس المرهفة، وبالتالي جذب إليه المتلقي على إختلاف مراحلهم العمرية، جذبهم جيلاً تلو الآخر بما يحدثه من تجديد في موسيقاه التي هي كالصولجان، يمنح بها الجمهور إحساساً بالإرتياح ، إحساساً بالتغيير.
فيما أستدعي مجلس المهن الموسيقية والتمثيلية الممثل عوض شكسبير حول مقطع الفيديو القصير، والذي حقق إنتشاراً واسعاً عبر صفحات التواصل وتطبيقات الهواتف الذكية، والذي يظهر من خلاله الممثل (عوض شكسبير) وهو يرقص في حفل بالخرطوم أقامه الإتحاد الأوروبي على أنغام الفنان أبو عركي البخيت.
بينما تعرض (شكسبير) لهجوم كاسح من معجبي الفنان القامة أبو عركي البخيت، بعد نشره حلقة فكاهية يسخر فيها من تهافت الفنان أبو عركي على المال، رغم أن أبو عركي أعلن أنه ليس لديه إحساس بالغناء، ثم غنى حفلاً لصالح الإتحاد الأوربي بالسودان.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...