الخميس، 20 يوليو 2017

سارة تكشف قصتها مع عالم الصم والبكم وقهر الصعاب

روت الأستاذة (سارة) قصتها المؤثرة مع (الصم) و(البكم)، قائلة : بدأت قصتي مع هذا العالم من خلال ضعف في سمعي منذ أن كان عمري عامين بسبب (السحائي)، وبالرغم من ذلك درست مراحلي الدراسية الإبتدائي والثانوي مع الأصحاء، ولم أكن في تلك الأثناء اسمع بصورة طبيعية، لكن كنت افهم لغة الإشارة، وكنت عادية جداً مع إخواني وأخواتي الذين كانوا معي في المدرسة.
وتابعت : عندما امتحنت الشهادة السودانية لم انجح، فجلست في المنزل (3) سنوات كنت اشاهد فيها أشقائي يتوجهون الي الجامعة، وكان هذا المشهد يحز في نفسي لانني كنت أود أن أدرس الجامعة مثلهم، وعلي خلفية ذلك حاول والداي أن يجدا لي شيئاً استفيد منه في حياتي، فكان أن وجدا لي فرصة لدراسة صناعة الحلويات، وهكذا كنت في كل مرة اتعلم وجبة جديدة.
وأردفت : في يوم من الأيام جلست إلي جانبي إحدي الفتيات وكتبت لي ورقة مفادها : (أنا من الصم ممكن تشرحي لي المحاضرة)، ودي كانت أول مرة في حياتي أشوف فيها زولة من الصم، وأصبحت أشرح لها يومياً، ومع مرور الأيام أصبحنا أصدقاء نتحدث بتبادل الوريقات، وفي إحدي الأيام سألتني هل تدرسين في جامعة؟ فقلت لا، وبدوري سألتها نفس السؤال؟ فقالت : (تخرجت من كلية الفنون الجميلة) ، فانا إندهشت وقلت في قرارة نفسي كيف لصماء دراسة الجامعة، وكيف تكتب، وكيف تفهم، ولكن قلت ما شاء الله، المهم أنها اصطحبتني معها إلي رابطة (الصم والبكم)، ومن هنا كانت نقطة التحول في حياتي حيث قالت لي لازم تمتحني الشهادة السودانية في مدرسة الصم والبكم وأنا سوف أساعدك، فقلت لها لا أعرف لغة الإشارة، فقالت إتعلمي إتعلمي ولازم تدخلي الجامعة، ومن تشجيعها لي دخلت مدرسة الصم والبكم لامتحن الشهادة السودانية، بعد أن قرأت كتابين عن لغة (الصم والبكم) امتحنت الشهادة السودانية في سنة، وكانت هذه هي المرة الأولي التي أحس فيها بإنني قوية، وقررت أن انجح وأدخل كلية الفنون الجميلة، عموماً كانت مدرسة (الصم والبكم) من احلي المراحل التي عشتها في حياتي، نجحت من خلالها بنسبة كبيرة، ثم دخلت كلية الفنون الجميلة (مجاناً)، وكانت هذه هي المرة الأولي التي اتذوق فيها طعم النجاح، وهكذا انتقلت بذلك الإحساس إلي الكلية التي تتسم بطلابها من الصم والبكم والاصحاء ، وعلي ذلك النحو درست إلي أن تخرجت من كلية الفنون الجميلة مترجمة، ومن هنا اكتشفت أنه ليس هنالك مستحيلاً تحت الشمس.


ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...