الخميس، 25 ديسمبر 2014

أدهشتني مريضة بابتسامتها

دلتا الدواخل سراج النعيم ﻭﺗﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻧﺘﻘﺎﻝ ﻓﻴﺮﻭﺱ ﺍﻟﻤﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ ( ﺍﻻﻳﺪﺯ) ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ احد ﺍﻟﻤﺘﻌﺎيشين ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺮﺽ : في ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ كنت ﻣﻐﺘﺮﺑﺎً ﻓﻲ ﺃﺣﺪﻱ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻐﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﻂ ﺇﺫ ﻛﻨﺖ ﺃﻋﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻋﻘﺪ ﺃﺑﺮﻣﺘﻪ ﻣﻊ ﺃﺣﺪﻱ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻣﻀﻴﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻭﺳﻨﻮﺍﺕ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﻣﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ ﻗﺮﺭ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﻓﺤﺺ ﺍﻻﻳﺪﺯ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻢ ﺫﻟﻚ ﻭﺟﺎﺀﺕ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻷﻧﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺃﺗﺨﻴﻞ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﻟﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﺍﺀ ﺑﺄﻱ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻷﻧﻨﻲ ﻣﺘﺰﻭﺝ ﻭﻻ ﺃﻓﻜﺮ ﻓﻲ ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻨﻲ ﻷﻧﻨﻲ ﺃﺧاﻒ ﺧﻮﻓﺎً ﺷﺪﻳﺪﺍً ﻣﻦ ﺍﻻﺑﺘﻼﺀ ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺯﻭﺍﺟﻲ ﻣﺒﻜﺮﺍً ﺟﺪﺍً ﺣﺘﻰ ﺍﺳﺘﻄﻴﻊ ﺻﻮﻥ ﻧﻔﺴﻲ ، ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺃﻧﻨﻲ ﻟﻢ ﺍﺻﺪﻕ ﺫﻟﻚ ﻭﺫﻫﺒﺖ ﻟﻤﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻴﻞ ﻭﻗﻤﺖ ﺑﺈﺟﺮﺍﺀ ﻓﺤﺺ ﺍﻻﻳﺪﺯ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﺧﻠﻨﻲ ﻓﻲ ﻋﺎﻣﻞ ﻧﻔﺴﻲ ﻻ ﻏﺮﺍﺭ ﻟﻪ ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻨﻲ ﻓﻜﺮﺕ ﺟﺪﻳﺎً ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺘﺤﺎﺭ ﻓﺎﻷﺣﻼﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ ﺍﺭﺳﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺨﻴﻠﺔ ﺗﺒﺨﺮﺕ ﻓﻲ ﻛﺴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺇﻟﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺗﺤﺪﺙ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻻ ﺃﺗﺬﻛﺮ ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻧﺘﻘﻠﺖ اليّ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌﺪﻭﻱ ﺳﻮﻱ ﺃﻧﻨﻲ ﺍﺷﻚ ﻓﻲ ﺃﻧﻪ ﺗﻘﻠﻘﻞ ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻱ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻧﻘﻞ ﺩﻡ ﻭﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺃﺳﻨﺎﻥ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻢ ﻃﺮﺩﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﻭﺇﻋﺎﺩﺗﻲ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺃﺕ ﻓﻴﻪ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻟﻜﻲ ﺍﺳﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺘﺄﻗﻠﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﻴﺮﻭﺱ ﻭﺃﻭﻝ ﺷﻲﺀ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﻫﻮ ﺗﻄﻠﻴﻖ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺃﻓﺼﺢ ﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺳﻮﻱ ﺃﻧﻨﻲ ﻗﻠﺖ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﺮﻑ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻟﻨﺼﻴﺐ ﺍﻧﻘﻄﻊ ﻭﻟﻢ ﺍﻋﺪ ﺍﺣﻤﻞ ﺍﺗﺠﺎﻫﻚ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﻻ ﻭﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻧﻮﺑﺔ ﺑﻜﺎﺀ ﻓﻘﻤﺖ ﺑﻤﻐﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻷﻧﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﻗﺎﺩﺭﺍً ﻋﻠﻲ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺮﺿﺘﻪ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﻗﺪﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﻤﻞ ﻋﻠﻲ ﺗﺠﺎﻭﺯﻫﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﻠﻔﻨﻲ ﺍﻷﻣﺮ . ﻭﻳﺴﺘﻤﺮ : ﺍﺣﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﻨﻲ ﻃﻠﻘﺖ ﺯﻭﺟﺘﻲ الأﻭﻟﻲ حتى ﻻ أﻛﻮﻥ ﺳﺒﺒﺎً ﻓﻲ ﺗﻌﺎﺳﺘﻬﺎ ﻣﺪﻱ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﺭﺗﺒﻄﺖ ﺷﺮﻋﺎً ﺑﺴﻴﺪﺓ ( ﻣﺘﻌﺎﻳﺸﺔ) ﻣﻊ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﻤﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ ( ﺍﻻﻳﺪﺯ) ، ﻭﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻠﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ أصبحنا ﻧﺤﺐ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﺻﺎﺭ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻨﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺨﻄﻂ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭﻩ ﺇﻟﻲ إنجاب ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﺑﻨﺎﺀ . ﻭﻃﺎﻟﺐ ﺍلأﺟﻬﺰﺓ ﺍﻹﻋﻼمية ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻣﺔ ﻋﻦ ﻣﺮﺽ ﺍﻻﻳﺪﺯ ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺣﻠﻘﺔ ﺍﻟﻮﺻﻞ ﻓﻲ ﻣﺤﻮ ﺃﺛﺎﺭ ﺍﻟﻮﺻﻤﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ ﺣﻘﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﻌﻢ ﺑﺤﻴﺎﺗﻪ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺍﻟﺘﺨﻔﻲ ﻭﺭﺍﺀ ﺳﺘﺎﺭ ﺃﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺼﺎﺏ ﺑﺎﻟﻔﻴﺮﻭﺱ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺃﻥ ﺗﺒﺚ ﻭﺗﻨﺸﺮ ﺻﻮﺭﺓ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻭﺻﺤﻴﺤﺔ ﻋﻦ ﺍﻻﻳﺪﺯ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﻻﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﺮﺧﻴﺼﺔ ﺍﻟﻬﺎﺩﻓﺔ ﻟﺠﺬﺏ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ، ﻣﻌﺮﺑﺎً ﻋﻦ ﺃﺳﻔﻪ ﻓﻲ ﺍﻧﺤﺼﺎﺭ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﺍﻻﻋﻼﻡ ﻓﻲ ﻧﻄﺎﻕ ﺿﻴﻖ ﻻﻳﺨﺪﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ . وروت احدي المريضات ﻗﺼﺘﻬﺎ ﻗﺎﺋﻠﺔ : ﻋﻠﻤﺖ ﺑﻤﺮﺿﻲ ﺻﺪﻓﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺪﻡ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺣﻤﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ، ﻭﺣﻴﻨﻬﺎ ﻭﻟﺪﺕ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﻗﻴﺼﺮﻳﺔ، وﻋﻨﺪ ﻣﻌﺮﻓﺘﻲ ﺑﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﺮﺿﻲ ﺃﺻﺒﺖ ﺑﺎﻧﻬﻴﺎﺭ ﻭﺇﻧﻜﺎﺭ ﻟﻮﺍﻗﻌﻲ ﺍﻟﻤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺄﻇﻞ ﺃﻋﻴﺶ ﻓﻴﻪ ﻃﻮﺍﻝ ﻋﻤﺮﻱ، ﺗﻮﻓﻲ ﺯﻭﺟﻲ ﺗﺎﺭﻛﺎً ﻟﻲ ﻋﺒﺌﺎً ﺛﻘﻴﻼً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﻬﻜﺘﻨﻲ . ﻭﻗﺎﻟﺖ : ﺗﻨﺎﻭﻟﺖ ﻣﻬﺪﺋﺎﺕ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻟﻤﺪﺓ ﻋﺎﻡ ﻛﺎﻣﻞ ﺑﻌﺪ ﺻﺪﻣﺘﻲ ﺑﺎﻟﻤﺮﺽ، ﻣﺎﺗﺖ ﺍﺑﻨﺘﻲ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺑﻌﻴﺐ ﺧِﻠﻘﻲ، ﺣﻤﺪﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﻀﻴﺖ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻲ، ﻭﻟﻢ ﺃﺧﺒﺮ ﺃﺣﺪﺍً ﺑﻤﺮﺿﻲ ﺳﻮﻯ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺃﺳﺮﺗﻲ، ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻋﺪﻡ ﺭﺣﻤﺘﻪ ﺑﻲ . ﻭﺃﺿﺎﻓﺖ : ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻤﺖُ ﺑﺎﻟﺠهة العاملة بمكافحة الايدز ﻭﻟﻤﺴﺖ ﺟﻬﻮﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﻧﻔﺴﻴﺎً ﻭﻣﺎﺩﻳﺎً، ﻭﻭﺟﺪﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺿﺎﻟﺘﻲ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺩﺓ، ﻓﺒﺪﺃﺕ ﺑﺎﻻﻧﺪﻣﺎﺝ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺃﻧﺸﻄﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﻟﻤﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮﺍﺕ . ﺛﻢ ﺗﻨﻬﺪﺕ ﺑﻌﻤﻖ ﻗﺎﺋﻠﺔ : ﺃﺭﻋﻰ ﺃﻣﻲ ﺍﻟﻤﺮﻳﻀﺔ ( ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ ﺍﻟﻜﻠﻮﻱ ) ﻭﺃﺑﻲ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﺑﺎﻟﺼﺮﻉ ﻭﺃﺧﻲ ﻻ ﻳﻌﻤﻞ، ﺃﻋﻴﺶ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﺵ ﺯﻭﺟﻲ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺷﻌﺒﻲ ﻗﺪﻳﻢ ﺁﻳﻞ ﻟﻠﺴﻘﻮﻁ، ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﺃﻳﻦ ﺳﺄﺫﻫﺐ . ﻭﻧﺎﺷﺪﺕ احدي المريضات ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻤﺴﺎﻋﺪﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺮﻣﻴﻢ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺃﻭ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺳﻜﻦ ﺑﺴﻴﻂ ﻳﺆﻭﻱ ﺃﺳﺮﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﺬﻝ ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﻧﺔ . ﻭﻟﻔﺘﺖ ﺍﻧﺘﺒﺎهي ﺑﺮﻭﺣﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻭﺣﻀﻮﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰ، ﻭﺍﻗﺘﺮﺑﺖ ﻣﻨﻲ ﻭﺑﻜﻞ ﺍﻟﺒﺸﺎﺷﺔ ﺣﻜﺖ ﻗﺼﺘﻬﺎ ﻗﺎﺋﻠﺔ : ﻻ ﺗﻨﺪهش ﻣﻦ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻲ ﻓﺄﻧﺎ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ، ﻭﺑﻤﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﺃﻗﻮﻝ : ﻟﻘﺪ ﺣﺬﻓﺖ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺘﻲ ﺑﺎﻟﻤﺮﺽ ﻣﻦ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺃﻳﺎﻣﻲ، ﻓﺒﻌﺪ ﻣﻮﺕ ﺯﻭﺟﻲ ﺃﻟﻬﻤﻨﻲ ﺭﺑﻲ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻭﺃﻣﺪﻧﻲ ﺑﻄﺎﻗﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺍﺟﻬﺘﻨﻲ، ﻓﺎﻟﻴﺄﺱ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﺤﺬﻭﻓﺔ ﻣﻦ ﻗﺎﻣﻮﺱ ﺣﻴﺎﺗﻲ . ﻭﺗﺎﺑﻌﺖ : ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺯﻭﺟﻲ ﻟﻢ ﺃﺧﺒﺮ ﺃﺣﺪﺍً ﺑﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﺮﺿﻲ ﺑﻞ ﻫﻴﺄﺕ ﻧﻔﺴﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻭﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻨﺎﺋﻲ، ﻓﺤﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻭﺍﻟﺤﺎﺳﺐ ﺍﻵﻟﻲ، ﻭﻋﻤﻠﺖ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺻﻔﺎﺕ، ﻭﻟﻸﺳﻒ ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺑﻤﺮﺿﻲ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻰ ﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻟﺔ، ﻓﻠﻢ ﺃﻳﺄﺱ ﻭﺫﻫﺒﺖ ﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺁﺧﺮ، ﻭﺑﻌﺪ ﻋﺎﻡ ﻭﻧﺼﻒ ﻭﺑﻤﻜﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻋﻠﻤﺖ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺑﺎﻟﻤﺮﺽ ﻓﻄﻠﺒﻮﺍ ﻣﻨﻲ ﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻟﺔ ﺃﻳﻀﺎً، ﺃﻟﻬﻤﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻭﺗﺮﻛﺖ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺣﺎﻟﻴﺎً ﺃﻋﻴﺶ ﻋﻠﻰ ﺭﺍﺗﺐ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻣﻌﺎﺵ ﺯﻭﺟﻲ ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻠﺒﻲ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺗﻨﺎ . ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ مريضة الإيدز ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ : ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺴﻌﺎﺩﺓ ﻏﺎﻣﺮﺓ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺣﺼﺪ ﺍﻵﻥ ﻋﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ، ﻓﺎﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺃﺑﻨﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﻘﺪ ﻗﺮﺍﻧﻪ، ﻭﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ . ﺩﻣﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﻭﻫﻰ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻲ : ﺃﺳﻌﺪ ﺑﻮﻟﺪﻱ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻖ ﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﺘﻘﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻮﻋﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺣﻀﺮﻫﺎ، ﻭﻳﺘﻢ ﺗﻜﺮﻳﻤﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻨﺸﺎﻃﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﺮﺽ، ﻓﺎﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﻓﺨﻮﺭ ﺑﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ، ﻣﺎ ﺃﺛﻠﺞ ﺻﺪﺭﻱ ﻓﺄﺿﺤﻰ ﻋﻨﺎﺀ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺑﺮﺩﺍً ﻭﺳﻼﻣﺎً ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻲ . ﻭﻃﺎﻟﺒﺖ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﻤﺴﺎﻧﺪﺓ مرضي الايدز ﻭﺩﻋمهم ﻧﻔﺴﻴﺎً ﻭﻣﺎﺩﻳﺎً ﻛﻤﺎ ﺃﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﻓﻖ ﺑﻨﺎ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﺍﺗﻪ ﺍﻟﺠﺎﺭﺣﺔ، ﻓﻨﺤﻦ ﻟﻢ ﻧﻘﺘﺮﻑ ﺫﻧﺒﺎً ﻧﺤﺎﺳﺐ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺃﻳﻀﺎً ﺃﺭﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻋﻦ ﻣﺮﺽ ﺍﻹﻳﺪﺯ ﻭﺩﻭﺭ الجهات العاملة في الإيدز مؤثر ﻓﻲ ﺩﻋﻢ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺃﺳﺮﻫﻢ . ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﻴﻦ ﺑﺎﻹﻳﺪﺯ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻮﺻﻢ ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻣﺘﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻠﻪ ﻭﻻ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺩﻭﻟﺔ، ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﺭﻓﺾ ﺃﻭ ﻋﺪﻡ ﺗﻘﺒﻞ ﺑﻌﺾ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﻬﻢ، ﻭﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺩﻭﺍﻣﺔ ﻣﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺗﻘﺒﻠﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﺘﺨﻮﻑ ﺃﻭ ﺩﻭﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﻭﺧﻼﻓﻪ . ﻭﺃﺿﺎﻓﺖ : ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﺪﻭﻧﻴﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﻣﺮﻳﺾ ﺍﻹﻳﺪﺯ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻄﺮﻕ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﻔﻴﺮﻭﺱ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﺣﻴﺚ ﺇﻥ ﻋﺪﺩﺍً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻔﻴﺮﻭﺱ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺃﻭ ﺧﺎﺭﺝ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ، ﻭﺳﻮﺍﺀ ﺑﺎﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺴﻮﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺎﺫﺓ، ﺑﻴﺪ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺎﻻﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﻴﺮﻭﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻵﺧﺮ ﺧﻼﻝ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ، ﻭﻻ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺔ، ﻛﻤﺎ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﺍﻟﻔﻴﺮﻭﺱ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺟﻨﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺧﻼﻓﻪ.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...