الثلاثاء، 31 يناير 2023

الدكتور عادل عبدالغني : غبار الذهب يقود طبيبتين سودانيتين إلى محكمة بالامارات

 الدار تكشف أسرار وخفايا أشهر الجنائية في السودان


اطول قضية لدي عمرها أكثر من (36) عاماً ولم تنتهي بعد

وثق لها : سراج النعيم 

واصل الدكتور القانوني الشهير عادل عبدالغني كشف أسرار وخفايا تنشر لأول مرة حول إتهام أربعة سودانيين بقتل الدبلوماسي الأمريكي جون غرنفيل البالغ من العمر (38) عاماً، المسئول في الوكالة الدولية للمعونة الأمريكية، وسائقه السوداني، إلي جانب أنه وضع تفاصيل حول قضايا أخري ترافع فيها عن متهمين في جرائم ضد النفس البشرية والمال داخل وخارج السودان.

اواصل معك ما انقطع من حوار هل ترافعت في قضية خارج حدود الوطن؟

نعم ترافعت في قضية تندرج في (احتيال) باسم زعيم أفريقي شهير، وتتعلق هذه القضية ببيع (غبار الذهب) في دولة غرب إفريقيا، والمثير في هذا الاحتيال أنه تم بطريقة غريبة جداً، حيث تطلب العصابة ترحيل (غبار ذهب) على أساس أن فيه نسبة تركيز عالية، الأمر الذي قاد طبيبتين سودانيين، ورجل أعمال إماراتي إلي الوقوع في (الفخ)، ظناً منهم بأن العصابة الإفريقية صادقة، وعليه جرت أحداث هذه القصة ما بين بوركينا فاسو وتوغو ومالي والامارات، وتشير الوقائع إلى أن الطبيبتين، ورجل الأعمال الإماراتي كانوا على قناعة تامة بالفكرة، والتي دفعوا في إطارها مبالغ مالية كبيرة، وبما أنني كنت أتولي الدفاع عن إحدي الطبيبتين، اضطررت إلى أن أسافر إلى بوركينا فاسو، وفي مطارها أثبت الطبيبتين ورجل الأعمال الاماراتي أنه تمت خدعتهم بما يسمي بـ(غبار الذهب)، وأن ما تم بيعه لهم عبارة عن صفائح أتربة عادية جداً، وداخل المطار قمت شخصياً بالاعتداء على رئيس العصابة صفعاً بعدد من الكفوف، وللأسف من بين أفرادها هنالك سوداني، ثم شددت الرحال إلى دولة الامارات حيث كانت هناك المحاكمة، وذلك على خلفية فتح رجل الأعمال الاماراتي بلاغاً بدولته، وترافعت في ظله بإمارة (دبي) عن إحدى الطبيبتين السودانيتين، وبعد عدة جلسات، أصدرت المحكمة قرارها القاضي ببراءة الطبيبة السودانية، التي كانت ضحية عصابة (غبار الذهب).

ما هي أطول قضية مرت عليك في المحاكم؟

أطول قضية، هي التي بدأت بها حياتي المهنية، والتي لم تنتهي حتى الآن، وهي من وجهة نظري قضية بسيطة، تتمثل في إخلاء منزل ورثة قبل أكثر من (36) عاماً، وتتلخص القضية في أن الدعوى رفعت ضد موكلي، الذي كان يعمل بإحدى المؤسسات التابعة لدولة مجاورة، والذي طالبه ورثة صاحب العقار المتوفى بإخلاء المنزل، علماً بأنهم كانوا أطفالاً آنذاك، لذا كان يغلق ملفها ويفتح، وهكذا إلى أن تخرج هؤلاء الأطفال من الجامعات، فمنهم من أصبح طبيباً، ومنهم من أصبح ضابطاً، ومنهم من أصبح قانونياً، وعلى ما أعتقد أنهم أخلوا المنزل بإرادتهم، ولكن القضية لم تنتهي حتى الآن.

ما هي القضية العالقة في ذهنك؟

دون أدني شك أول جريمة قتل أترافع فيها بالمحكمة للدفاع عن المتهم الذي كان من جزيزة (توتي)، ودفاعي الوحيد في هذه القضية من شقين، يتعلقان بنتيجة واحدة، وهما الاستفزاز الشديد، والمعركة المفاجئة، وكان أن ذهبت إلى المحكمة مترافعاً في القضية، فالمتهم قتل المجني عليه في محل خاص ببيع (الفول)، لذا كان السؤال هل إنتهي الاستفزاز وفقد عنصر المفاجأة، بعدما أحضر المتهم (سكيناً) من على بعد (200) متر؟ وعليه تقدمت في هذه الدعوى الموضوعة على منضدة قاض صديق، وكنا نسكن سوياً في منزل واحد، وفي يوم الحكم صحي مولانا من النوم باكراً وصلى الصبح، ثم جلس على الكرسي، فسألته لماذا صحيت من النوم قبل شروق الشمس؟ قال : لدى قضية، فأردفت هل هذه القضية قضيتنا؟ فقال بامتعاض شديد : (ايوه)، فما كان مني إلا وسألته سؤالاً آخراً كيف هو موقفنا فيها؟، فاجاب بامتعاض أكثر : جيد، وعندما وقفنا أمامه في المحكمة أصدر حكمه على المتهم بالإعدام شنقاً حتى الموت، وبما أن هذه القضية الأولي التي أترافع فيها عن متهم، لذلك ارتكبت فيها خطائين، الخطأ الأول هو أنني ذهبت إلى المحكمة العليا بالنقض مباشرة، معتقداً أن القضية تحول لها من المحكمة الإبتدائية لتأييد الحكم، لذلك كنت وفي الشهور الأولى اسأل عنها، فيأتي اليّ الرد بأنه لم يتم النظر في النقض بعد، وهكذا إلى أن بدأت دوائر المحاكم العليا الإقليمية، دائرة في بورتسودان ودائرة في الدامر، وكنت كلما اسأل عن القضية يقال ليّ أن القاضي الذي ينظر في النقض نقل إلى إحدى دوائر المحكمة العليا، عندها أصبحت أسأل عن القضية كل أربعة أشهر، وصادف ذلك أن ذهبت إلى المحكمة في قضية أخرى، فوجدت أن القرار صدر في القضية سالفة الذكر، وعندما طالعت القرار وجدته قراراً غريباً جداً، وجاء الرأي الأول مؤيداً قرار المحكمة الإبتدائية القاضي بإعدام موكلي، والقاضي الذي أيد القرار هو صديق لقاضي محكمة الموضوع، وهما يتشابهان في طريقة التفكير، والإثنين يميلان إلى التجريم، بالرغم من أنهما شاطران في مهنتهما، أما القرارين الآخرين، فقال الرأي الثاني : (إن المدان يستفيد من الاستفزاز المفاجئ)، فيما قال الرأي الثالث : (إن المدان لا يستفيد من الاستفزاز المفاجئ، ويلغي قرار الإعدام شنقاً حتى الموت، على أن يستفيد من المعركة المفاجئة)، وعليه أصبحت الآراء ثلاثة آراء مختلفة، المهم أن إثنين منهم اختلفا في الأسباب، واتفقا في النتيجة، وكان أن رجحا الكفة لصالح المدان، وكان أن أخذت القرار، وتوجهت به مباشرة إلى السجن (الاتحادي) كوبر بالخرطوم بحري، وعندما دلفت إلى داخله توجهت ناحية موكلي، وعكست له القرار، إلا أنه قابل ذلك القرار ببرود شديد، أي أنه كان عادياً جداً، ولم ترتسم على وجهه علامة الفرحة، بل قال ليّ بالحرف الواحد : (شنو يعني أنت قائل، هو صاحبك القاضي دا ذاتو لما كان بقرأ في الحكم، ما كنت أنا ثابت أكثر منه)، وأن كان حديثه هذا غير صحيحاً، فذلك القاضي متمرس، وكان ثابتاً جداً، والشئ الثاني الذي قاله موكلي : (الحياة ذاتو أنا تاني طعمها عندي شنو)، فأنا منذ أن دخلت الزنزانة، تم تنفيذ حكم الإعدام قصاصاً في (73) مداناً من أصدقائي، وهم الذين أكلت، وشربت معهم داخل السجن، بحيث أنني كنت اسمع يومياً باب الزنزانة يفتح لإعدام واحداً منهم، (يعني بعد دا ما فارقه معاي)، وفي تلك اللحظة جاءت طائرة غريبة الشكل، وحلقت على مستوى منخفض جداً، ثم اتجهت ناحية الشمال الغربي، فاتضح أنها الطائرة التي أرسلها الرئيس الليبي معمر القذافي لتضرب القنابل في الإذاعة السودانية، ومنزل السيد الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي، ومن تلك اللحظة فارقت موكلي، ولم التق به مرة ثانية.

ما هي نصائحك للمحامين الجدد؟

أولاً القراءة بصورة مكثفة جداً، وأن تشمل كل ضروب المعرفة، وذلك لسببين الأول تقوية الأدوات اللغوية بالأدب، الشعر والفلسفة، لماذا؟ الإجابة تكمن في أنها تعين المحامي حينما يترافع في القضايا أمام القضاء، وانصح أن تكون هنالك لغة ثانية الإنجليزية أو الفرنسية أو الصينية أو أن يجمع بينهن جميعاً، وإلى حد ما اللغة الروسية، وإذا اجاد المحامي لغتين، فإنه يضمن التواصل مع قضايا غير مطروحة بلغات غير العربية، وتفتح له أبواب رزق في إتجاهات أخرى، خاصة وأن العمل مع الشركات الأجنبية أصبح متاحاً، إلى جانب أنه ربما يترافع في قضايا عالمية، فهنالك الكثير من القضايا المفتقرة إلى الكوادر القانونية المؤهلة لعدم إلمام المحامين باللغات التي قادت الكثير منهم إلى ارتكاب أخطاء جسيمة، مثلاً هنالك محامي عرض له عقداً باللغة الهندية، وفي الصفحة (60) على ما أذكر، يوجد شرط جزائي يشير إلى أن المحكم في هذا العقد شخصاً واحداً، وهو مدير إدارة العقود في الشركة صاحبة التعاقد مع الشركة السودانية المستفيدة من السلعة، وبالتالي الشركة الهندية أخلت بالعقد، مما جعل الشركة السودانية تخسر في هذه الصفقة (3) ملايين دولار أمريكي، لأن المحامي لم ينصح بتوقيع العقد في السودان، وأن تكون دراسة اللغات التي أشرت إليها في القانون تكون دراسة مستمرة، لأن هذه المهنة مهنة المعرفة، فأنا مازلت، وبرغم السنين الطويلة في المحاماة، أذهب إلى من أعتقد أنه أعلم مني في القانون، وأسأله في الكثير من المسائل القانونية، إلى جانب أنني أجري إتصالات ببعض الزملاء مشاوراً إياهم في بعض القضايا التي أترافع فيها، ودائماً المحامي يستصحب أنه فوق كل ذي علم عليم.

كيف تنظر إلى عدم المصداقية في مهنة المحاماة؟

من المهم جداً أن يكون المحامي صادقاً مع موكله، ومع أي جهة يتعامل معها، لأن نهاية المحامي (الكذب)، فأنت حينما تكون في المحكمة ترصدك الأعين، بما فيها أعين القاضي، والجمهور الذي ربما فيه من هو افهم منك في القانون، فمن يأتي إلى أروقة المحاكم يكون مهتماً، لذا على المحامي أن يبتعد ابتعاداً تاماً عن (الكذب)، وانصحه أن لا يتطلع إلى الكسب المادي السريع، لأنه إذا فكر على هذا النحو، فإنه يقع في الأخطاء.

وماذا عنك؟

في بداية عملي استطعت أن أشتري عربة واتزوج، ربما ذلك لأن الحياة آنذاك كانت سهلة، لذا كنت عائشاً في العشرة سنوات الأولى حياة كريمة، ولم أكن أفكر في جني المال، بقدر ما كنت أهتم بالقضايا، لأنني أؤمن إيماناً تاماً أن المحامي حينما يجعل جمع المال دافعاً له، سيرتكب أخطاء جسيمة، وبالذات في مسائل التوثيقات، ومثل هذا المحامي يكون مصيره السجن، وأن لا يتلاعب بحقوق الناس، نسبة إلى أن مهنة المحاماة تكفل له حياة كريمة، وربما تتقدم إلى ميسورة، حيث أنها يمكن أن تصبح مترفة، وذلك حسب الرزق الذي كتبه له الله سبحانه وتعالي، فهنالك كثير من المحامين الكادحين انتصروا للمهنة.

هل المحامي يضع أسعاراً للقضايا؟

نعم يمكنه أن يترافع في جريمة القتل بـ(300) ألف جنيه، أو بـ(100) الف جنيه أو (مجاناً)، فأنا كنت أعمل في قضية قتل (مجاناً)، المتهم فيها محامي، لم يمارس المحاماة كثيراً، وهذه القضية لها أكثر من ست سنوات، وبالرغم من ذلك لم اتغيب خلالها عن جلسة واحدة، وليست هنالك تسعيرة ثابته، إنما من حق المحامي الإتفاق على الاتعاب التى يراها مناسبة، و أن لا يرخص نفسه، وأن يراعي الاعتبارات الإنسانية، والظروف المادية للموكل، أما إذا كان موكله ميسور الحال فيعلي له الاتعاب، حتى يعوض قضايا أخرى عمل فيها (مجاناً).

هل في الإمكان استلام قضية ليس فيها أي فرصة دفاع عن المتهم؟

نعم، وربما تكون واضحة المعالم، ولكن هل نقول إلى أهل المتهم ولدكم دا مدان، وامشوا حضروا له الكفن من الآن، أنا شخصياً تعرضت إلى مثل هذه القضية مرتين، إحداهما قضية ما يسمى بالدبلوماسي الأمريكي جون مايكل غرنفيل، والتى كان فها المتهمين معترفين باركتابهم الجريمة، بل متفاخرين بها، لكن من بينهم متهم واحد هو الذي جاءني أولاً، ومهما كانت نواياه، فإنه كان لحظة ارتكاب الجريمة نائماً، حيث أنه خلد إلى النوم داخل عربة قبل نصف ساعة من تنفيذ جريمة القتل، وفي مكان آخر خلاف المكان الذي وقعت فيه الجريمة، وأنا رأيت أن في ذلك دفاعاً جيداً جداً، ولم أكن أرغب في التناقض مع دفاع الزملاء، وفي نفس الوقت جاء اليّ المتهمين الآخرين، عندها فكرت في القضية عسى أن يجد الله سبحانه وتعالى لهم مخرجاً، فاتجهت إلى التفكير مع أسرهم على أن أمضي في القضية بالرغم من أنه توجد فيها مسائل صعبة، هي أننا على علم بأنهم ارتكبوا الجريمة، وأنه لا يوجد أي مصوغ قانوني، وفي نفس الوقت نريد أن نقف معهم، باعتبار أنهم شباب، ولديهم أسر، لذلك تواصلت مع والدة القتيل الأمريكي جون مايكل غرنفيل، أما القتيل السوداني (عبدالرحمن عباس) اعرف والده، وكان أن اتصلت به، فابدأ ليّ أنه ليس لديه أي مانع في إعفاء الجناة، ومن هنا قمت بكتابة مذكرة إلى والدة القتيل الدبلوماسي الأمريكي (غرنفيل)، وبعثت بها عبر مكتب وكالة المعونة الأمريكية بالخرطوم، وكتبت في المذكرة لوالدة (غرنفيل) : (أحسب أنك مسيحية متدينة، وأعتقد أنك من هذا المنطلق لا تؤمني بالإعدام، وأن كان الأمر كذلك، فأنا إنابة عن أسر المتهمين بجريمة مقتل ابنك (غرنفيل)، أطالبك بالعفو، علماً أن القانون السوداني يمنحك حقك كاملاً، ويعدم لك الجناة شنقاً حتى الموت، ولكن يبقى السؤال ينفذ فيهم حكم الإعدام أم لا الإجابة عندك أنتي، أي أنه كلمة منك تقودهم إلى حبل المشنقة، وكلمة أخرى تنقذهم من ذلك الحبل، فإذا أنتي لا تؤمني بعقوبة الإعدام، فانتظر منك أن تعفين عنهم، وكان أن جاءني الرد حاسماً بأن لا أتحدث في عفو والدة الأمريكي (غرنفيل) للجناة السودانيين، وأنني لو لدي أي شئ يتعلق بهذه القضية يجب ان أتحدث مع محامي الإتهام، وكان أن قلت لهم جداً، المهم أنهم ردوا علىّ عبر محامي (غرنفيل)، وحوي الرد على أن القانون الجنائي السوداني ليس فيه عقوبة السجن المؤبد، فنحن كنا نريد أن تكون هذه العقوبة مشرعة في القانون السوداني حتى نطالب بها، وذلك من أجل أن يظل الجناة خلف القضبان مدى الحياة، حتى لا يرتكبوا جريمة قتل أخرى، لكن، وعلى ضوء ما ذكرته في مذكرتك، يمكننا أن ننظر في العفو عن الجناة، بالشروط الآتية :-

1- يقر المتهمين بأنهم قتلوا نتيجة فهم خاطئ للقرآن والإسلام.

2- ان يعتذروا للشعب الأمريكي على قتلهم إبن مسالم من أبنائه جاء للمساعدة في السودان.

3- ان يعتذروا للشعب السوداني على قتلهم إبن مسالم من أبنائه كان يخدم في الشعب السوداني.

4- ان يقروا ويعلنوا في المحكمة أنهم لن يقتلوا أي شخص مرة ثانية.

5- ان يقرأوا الآية الكريمة (من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل النّاس جميعاً، ومن أحياها فكأنّما أحيا النّاس جميعاً).

فيما كنت فرحاً بهذه الشروط، باعتبارها المخرج الوحيد للجناة من حبل المشنقة، لذلك توجهت بها مباشرة إلى السجن الاتحادي (كوبر)، وعندما عرضتها عليهم رفضوها وقالوا : (لو قام تاني سنقتله)، الأمر الذي حدا بي أن أذهب من هناك إلى أسر الجناة الذين رحبوا بالشروط، علماً أن أهلهم شيوخ من بينهم الشيخ الراحل أبوزيد، زعيم أنصار السنة في السودان، والذي قال ليً : (هذا كلام طيب)، وتبعه في ذات الإتجاه السيد عثمان يوسف، وهو من قيادات الحركة الإسلامية في السودان، بالإضافة إلى عمك والد مكاوي، عندها أدرنا حوارات مع أبناءهم للمرة الثانية، إلا أنهم رفضوا الشروط، ولكنهم استفادوا من طول مدة الزمن، التي مكنتهم من الهروب من السجن بغض النظر عن الكيفية التي هربوا بها، بعدها أصبح لدينا المتهم الذي كان نائماً داخل العربة في مكان غير مسرح الجريمة، ولم يصحوا إلا بعد تنفيذ الجريمة ، وهو الوحيد الذي ألقى عليه القبض بعد هروب المتهمين من السجن.

ما هي أشهر القضايا التي توليت فيها الترافع عن متهمين؟

هي تلك القضايا المدونة في مجلة السوابق القضائية، والتي تعتبر مراجعاً، ومن ضمنها قضية عن الملكية الفكرية، وتتعلق ببراعة الاختراع، وهي عبارة عن قضية لتسجيل جهاز قياس ذكاء الأطفال المتخلفين والطبيعيين، ومحورها يدور في الاعتراض على تسجيل البراءة، لا يرتبط بالمصلحة الشخصية، كما في القضايا المدنية، وإنما يجوز لأي شخص الاعتراض على تسجيل الاختراع، لأنها حق إنساني، وهذه القضية قضية باحثة سودانية قامت بعمل رسالة ماجستير، وعربت من خلالها استانفر بيني، وهو عالم نفس فرنسي، متخصص في الطب النفسي للأطفال، وعليه سجلت رسالة الماجستير والمخرجات الخاصة بالرسالة كبراءة اختراع، فيما كانت هنالك باحثة سودانية أخرى، استخدمت السودنة التى حدثت في جهاز استانفر بيني، في مركز قياس الأطفال الذي يخصها بالخرطوم، عندها قامت الباحثة برفع دعوي قضائية لمنع زميلتها من استخدام جهاز قياس ذكاء الأطفال، فما كان مني إلا واعترضت على أساس أنه لا يحق للمصنفات أن تسجله لها كبراءة اختراع، وكان الهدف الرئيسي من هذه القضية هو هل لأي شخص مصلحة في ذلك أم لا وهل له الحق في مقاضاة من يستفيد من براءة ذلك الاختراع، والحكم الذي صدر في هذه القضية هو أن موكلتي لها الحق في إبطال براءة الاختراع، ودار نقاش حول هل هذا يرقي إلى درجة اختراع جديد، وهو عبارة عن سودنة للاختراع الفرنسي، الذي تم تحويله قبلاً إلى مصري، ومن ثم هذا المصري إلى سوداني؟.

ماهي تفاصيل قضية هروب أبوبكر عبدالرازق من الحراسة؟

قضية هروب السياسي أبوبكر عبدالرازق من حراسة جهاز الأمن، بعد أن وجد بابها مفتوحاً، فخرج بهدوء دون أن يشعر به أحداً، وعندما ألقي القبض عليه لم يكن هنالك أمر قبض صادر في مواجهته من مدير جهاز الأمن، بل اعتقله ضابط آخر، وعندما ألقى القبض عليه بعد الهروب، وفتح بلاغ ضده، كان أن قدمت دفوعاتي في سياق أن إجراءات القبض غير قانونية، ولا توجد حراسة قانونية، وحسناً فعل أن أطلق ساقيه للريح، أما بالنسبة للرأي العام، على رأسها تأتي قضية الدكتور عبدالهادي التى كانت مفتوحة ضده قضية قتل، ومن ضمنها مواد تتعلق بالاجهاض.

أين أنت من قضايا جرائم المعلوماتية؟

هي نوعان إحداها جرائم المعلوماتية المتعلقة بالتقنية العالية، وهي تتعلق بجرائم الشبكات والإنترنت مثلاً أرسل لك فيروس يدمر موقعك، أو اخترق به الإيميل الخاص بك، واتمكن على ضوء ذلك أخذ كل المعلومات المتعلقة بك، وعليه أقوم بالتصنت إليك، وإذا تحسست تصبح الجريمة أكبر من ذلك بكثير، أما النوع الثانى من هذه الجرائم، فإنها جرائم تقليدية، لكن استخدمنا فيها التقنيات الحديثة لزيادة فعالية تلك الجريمة مثلاً أكتب أن فلان الفلاني حرامي، وأنشره عبر الإنترنت، فإن ما نشر اشانة سمعة عادية، إلا أنه تمت تقويته بالنشر عبر وسائط المعلوماتية، مثلاً الاحتيال الذي اخترق في ظله الباسوير الخاص بك، وأرسل من خلاله رسائل الى آخرين، أطالبهم بأن يرسلوا ليً مبالغ مالية في الفندق الذي يقيم فيه هنا أو هناك، وهي تعتبر جريمة احتيال عادية، إلا أن المتهم استخدم فيها انتحال شخصيتك، وأدوات التقنية الحديثة، هذا النوع من الجرائم ليس جرائم معلوماتية في حد ذاتها، إنما هي جرائم مقوية بالمعلوماتية، وقانون جرائم المعلوماتية يعتمد على الوثائق المستخرجة من وسائط التقنية الحديثة، وفي رأيي أن هذا نهج خاطئ، لأنه يفترض في القانون أن يتركها لوسائل الإثبات العامة، مثلاً سراج النعيم أساء اليّ في صفحته الشخصية بـ(الفيس بوك)، عليه أن يحضر أي خبير مختص في التقنية ويدعه يطالع الإساءة، ثم السؤال هل صفحة (سراج النعيم) يمكن لأي شخص أن يدخل إليها، إذا قال أنها مؤمنة، نراجع هل هو دخل على الصفحة بعد النشر، فإذا فعل فإنه شاهدها، السؤال هل هو لديه الإمكانية في إزالة النشر، ولم يزله، فإنه مسئول عنه مسئولية تامة، فأنا أعتقد أن قانوناً فيه خلل في التشريعات، ويحتاج إلى مراجعة في هذه الجزئية.

هل من حق السلطات المنفذة لقانون جرائم المعلوماتية احتجاز الهواتف السيارة؟

هناك بعض الإجراءات تنفذ بشكل خاطئ مثلاً شرطي المرور إذا وجدك غير رابط الحزام، فإنه لا يسألك عن الحزام، إنما يسألك عن الرخصة، وإذا شاهدك تتحدث بالهاتف، فإنه لا يسألك عن المخالفة، إنما يسألك من رخصة القيادة، ثم رخصة العربة، أي ذلك الفرد يبحث عن أخطائك لتكبير الجريمة، لأنه لو اكتفى بالمخالفة التى اوقفك في إطارها، فإنه يكون قد أدى واجبه على أكمل وجه، ومن الأمثلة فإن هنالك من يشاهد مثلاً فتاة ترتدي بنطال، فإنه لا يكتفي بتوجيهها، بل يسعى إلى تجريمها بأن يستلم منها هاتفها الشخصي، ويبدأ في البحث عن صور أو افلام مخلة بالآداب العامة، ومثل هذه المسائل أعتقد أن فيها مسعى للتجريم، وتحضرني واقعة في القانون المصري، أن أحدهم أتهم فلاحاً بسرقة بقرته، فكان أن أصدر أمر تفتيش، وتم بموجبه تفتيش منزل الفلاح، وكان أن دخلوا غرفة النوم ورفعوا (المخدة)، فوجدوا قطعة (حشيش)، فتح بموجبها بلاغ جنائي تحت مادة المخدرات والمؤثرات العقلية، فسمية قضية (البقرة) التي وجدت تحت (المخدة)، فأنت تبحث عن بقرة ما الذي جعلك تبحث تحت (المخدة)، فأنت يجب أن تركز على الجريمة التى أتيت من أجلها، ما لم ترد إليك معلومة عن جريمة أكبر من تلك الجريمة، مثلاً قتل أو ابتزاز وإلى آخره، لكن لا تبحث عن اخطاء الآخرين، ومثل هذا النهج يجب أن يتم فيها تدريب الفرد التنفيذي، وأن كان فيها تحسناً، وهذا التحسن يحمد لقياداتها التنفيذية.

كيف تختار المحامين الجدد؟

منذ أكثر من (36) عاماً، ظللت أشرف على تدريب المحامين الجدد، ودائماً ما أختار المحامي المتدرب وفق معايير، هذه المعايير نمت وتطورت بمرور الزمن، فاتضح أنني دربت أكثر من (200) قانوني وقانونية منهم من يعمل في السلطة القضائية، ومنهم من يعمل في النيابة، ومنهم من يعملون في الإستشارات القانونية، داخل وخارج السودان، وبنموء الوسائط الاجتماعية قامت مجموعة منهم بعمل مجموعة على تطبيق (الواتساب) أطلقوا عليها إسم (أبناء الدكتور عادل عبدالغني). 

ما هي رسالتك في ختام هذا الحوار؟هي أنني منذ أن كنت في الثانوي العالي، اخترت أن أكون محامياً، وعندما دخلت الجامعة كنت أكتب الرغبة كلية القانون، وعندما تخرجت عملت محامياً، رغم أنه عرضت علىّ وظائف عدلية كثيرة منها القضاء إلا أنني رفضت، رغم عظمة هذه المهنة، وطلب مني العمل في النيابة، إلا أنني رفضت تماماً، وطلب مني أن أعمل في وزارة الخارجية فرفضت، وجاءتني عروض كثيرة خارج السودان، إلا أنني رفضت تماماً، أولها المستشار القانوني للحرس الملكي السعودي في العام 1983م، وعرض عليّ أن أكون مستشاراً قانونياً لبعض الأجهزة داخل دولة السودان فرفضت، لماذا؟ لأنني وجدت نفسي في مهنة المحاماة، ولا أرغب في أي مهنة خلافها، وإذا علمت أن أحد المحامين الذين يعملون معي في المكتب قدموا للقضاء أو النيابة أو خلافهما من المهن القانونية نحتفل به ونخرجه، وإذا لم يقبل نطلب منه أن يعتزل العمل معنا، لماذا؟ لأنني أرغب في المحامي الذي يريد مهنة المحاماة، وأنا لا أدرب أي شخص عمل في حياته عملاً خلاف المحاماة، ودائماً أركز على خريجي الجامعات الجدد الذين لم يلوثوا بأي عمل غير مهنة المحاماة، فالمحامي اليافع تستطيع أن تشكل عقليته.

على خلفية بتر رجله ترباس يتكفل بطرف صناعي للعازف عاطف بشم

 

تكفل الفنان الكبير كمال ترباس بطرف صناعي لعازف الإيقاعات عاطف عبدالرحمن بشم الذي ظل يواصل العلاج بالمنزل إلى أن تماثل إلى الشفاء، ومما ذهبت إليه زرت (عاطف بشم) بمنزله الكائن بالمربعات أمدرمان، ومن خلال هذه الزيارة اطمئنت على حالته الصحية، والتى حدد في إطارها الطبيب أن يكون الطعام والشراب محدداً، وهو بلا شك مكلف جداً في ظل الأوضاع الاقتصادية المذرية جداً، والتى ترتفع في إطارها الأسعار مع إشراقة كل صباح، فإذا كان الإنسان في كامل صحته يعاني الأمرين، فما بالك بالإنسان الذي تضاف له فاتورة المرض، وشراء الأدوية المرتفة بصورة جنونية، لذا على أهل الوسط الفني الوقوف مع العازف عاطف بشم الذي لعب دوراً كبيراً في الحركة الفنية بالعزف مع عدد من الفنانين ابرزهم الراحل زيدان إبراهيم، العملاق ابوعركي البخيت وغيرهما من الفنانين والفنانات الذين يجب أن يقفوا إلى جانبه إلى أن يتماثل للشفاء تماماً.

من تجاربي في الحركة الفنية أجد أن الموسيقي الأكثر معاناة في الحركة الفنية خاصة عندما يصاب بالمرض بصورة مفاجئة، لذلك أتمني صادقاً أن تكون الوعكة المرضية التى يمر بها الصديق، المحبوب والخدوم عاطف بشم الأخيرة في الوسط الفني، وأن يفكر الموسيقين تفكيراً جدياً في تكوين كيان خاص بهم للوقوف مع زملائهم الذين لا تهتم بهم الدولة نهائياً، في حين أنها اهتمت ببعض الفنانين الذين تكفلت بعلاجهم داخل وخارج البلاد، فإلى متى يظل الموسيقي يعاني لوحده دون أن يجد من يقف إلى جانبه، رغماً عن أنه اللاعب الاساسي في الحركة الفنية في البلاد.

سراج النعيم يكتب الفضائيات تفقد الجاذبية بسبب (العولمة) ووسائطها المختلفة

 

الناظر بمنظار فاحص للإﻋﻼﻡ بصورة عامة سيجد أنه ﻟﻢ ﻳﻌﺪ جاذباً ﻟﻠﻤﺸﺎﻫﺪ بسبب العولمة ووسائطها المختلفة، بالإضافة إلى أنه وببساطة شديدة ﻻ ﻳﻠﺒﻲ ﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻪ، ﻭﻻ ﻳﺸﻜﻞ ﺍﻟﻮﻋﻲ والإدراك ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ربما ﻟﻺﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ، ﻭﻋﺪﻡ ﺗﺄﻫﻴﻞ ﺍﻟﻜﺎﺩﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﺪﻳﻪ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺗﻌﺒﻴﺮﻳﺔ ﺟﺎﺫﺑﺔ ﻟﻠﻤﺘﻠﻘﻲ ﺍﻟﺬﻱ لديه الكثير من الخيارات ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﺡ، ﺿﻒ ﺇلى ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮﻳﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ، ﻭﻫﻲ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺃﺛﺒﺘﺖ ﻓﺸﻠﻬﺎ ﺍﻟﺬﺭﻳﻊ ﻓﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺇﻋﻼﻡ ﻫﺎﺩﻑ ﻳﺼﻮﻍ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﻻ ﺗﺸﻮﺑﻬﺎ ﺃﻳﺔ ﺷﺎﺋﺒﺔ.

ﻭﺃﻋﺰﻭ ﻣﺎ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺇلى ﻋﺪﺓ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺃﺑﺮﺯﻫﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻟﻠﺪﻭﺭ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ ﻓﻲ ﻋﻜﺲ ﻫﻤﻮﻣﻪ ﻭﻗﻀﺎﻳﺎﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻥ ﻟﻢ ﻳﺠﺪﻫﺎ ﻋﻠﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﺎﺷﺎﺕ ﺍﻟﺒﻠﻮﺭﻳﺔ ﺳﻴﺒﺤﺚ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺁﺧﺮﻱ، ﻷﻧﻪ ﺑﺄﻱ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺑﺎﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﻤﻮﺟﻪ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﺃﻏﺮﺍﺽ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﻻ ﺗﻤﺖ ﺑﺼﻠﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻊ ﺟﺮﻋﺎﺕ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﻣﻘﺮﻭﻧﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻲ.

ﻭبالرغم عما ذهبت إليه إلا أن الإﻋﻼﻡ كان ذو ﺗﺄﺛﻴﺮ بالغ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ في وقت سابق، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﺪﻳﻪ ﺧﻴﺎﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺇﺳﺘﻐﺎﺀ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻭﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺠﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻳﺔ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﺸﻪ ﻳﻮﻣﻴﺎً، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﺟﻲ ﺃﻥ ﺗﺤﻘﻖ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻫﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺃﺟﺮﺍﺋﻬﺎ ﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺎً ﻋﻦ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻂ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻘﺪﻡ ﻟﻠﻤﺘﻠﻘﻲ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺗﻮﻋﻮﻳﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﺜﻘﻴﻒ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻄﻬﻢ، ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺒﻘﻲ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺇلى ﻣﺘﻰ ﺗﻈﻞ ﻗﻨﻮﺍﺗﻨﺎ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻛﻞ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ، ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻓﻀﺢ ﺯﻳﻒ ﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ﺛﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ، ﺳﻮﺭﻳﺎ، ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﺗﻮﻧﺲ، ﺇﺫ ﺃﻧﻬﺎ ﻓﺸﻠﺖ ﻓﻲ ﻋﻜﺲ ﺻﻮﺭﺓ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﻣﺎ ﺍﺿﻄﺮﻫﺎ ﺇﻟﻲ ﺑﺚ ﺭﻭﺡ ﻋﺪﺍﺋﻴﺔ ﻗﺎﺩﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺇلى ﻓﺸﻞ ﺛﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻭﻫﻲ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺪﺕ ﺑﺎﻟﻤﺘﻠﻘﻲ ﺃﻥ ﻳﻔﻘﺪ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺒﺜﻪ ﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ ﻋﻠﻲ كافة ﺍﻷﺻﻌﺪﺓ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ، ﺇلى ﺟﺎﻧﺐ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺣﺔ ﻣﺎﺩﺓ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﺟﺎﺫﺑﺔ، ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﻣﻨﻔﺮﺓ، ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ، ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻌﻮﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻥ ﻣﺤﺘﻮﻱ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺣﺔ ﺿﻌﻴﻒ ﻻ ﻳﻘﻮﺩ ﺇﻻ ﺇلى ﺗﺴﻄﻴﺢ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ ﻃﺮﻓﺎً منها، ﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻗﻨﻮﺍﺗﻨﺎ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻌﻴﺪ ﺛﻘﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻤﻀﻲ ﺑﻨﻤﻄﻴﺔ ﻭﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ.

ارتفاع الأسعار في الأسواق بنسبة (400%)

 

تشهد الأوضاع الاقتصادية الراهنة في البلاد ارتفاعاً خيالياً في أسعار السلع الاستهلاكية، الغذائية والتموينية بالأسواق، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف العلاج، وأسعار الأدوية بـ(الصيدليات)، والتي ارتفعت بنسبة (400٪؜)، مما جعل إنسان السودان أمام تحديات جسام، وهذه التحديات فرضها تحرير سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الجنيه السوداني، لذلك لم يعد قادراً على مجابهة الفواتير المتضاعفة يوماً تلو الآخر، ومع هذا وذاك تقف الحكومة الانتقالية مكتوفة الأيدي، ولا تحرك ساكناً لوضع حد للزيادات المستمرة من قبل مؤسسات، شركات، مصانع وتجار، ويصاحبها جشعاً، طمعاً واحتكاراً للسلع.

تلعب الأزمات الاقتصادية دوراً كبيراً في تعميق الأوضاع الإنسانية في البلاد، وقطعاً ستقود فيما بعد إلى (انهيار) الاقتصاد أن طال الزمن أو قصر، فالظواهر في تتنامي بما يفوق طاقة المستهلك الذي يواجه ظروفاً في غاية الصعوبة، وينجم عنها ظهور أمراض اجتماعية، وهذه الأمراض يصعب استئصالها مع مرور الأيام، الشهور والسنين، وأبرزها خطف الهواتف السيارة في الشارع العام، وفي كثير من الأحيان ترتكب هذه الجرائم تحت تهديد السلاح (الناري) أو (الأبيض)، كما أزداد إعداد (الشحادين) في الأسواق، الإشارات المرورية، المدن، الأحياء والأماكن العامة وغيرها من الظواهر السالبة، والتي تشير بوضوح شديد إلى عدم الإحساس بالأمن، وهو من أخطر الأحاسيس التي تتخالج الإنسان.

إن تنامي الأوضاع الاقتصادية المذرية افرز ظاهرة (تجار الأزمات) الذين يمارسون سلوكيات ناتجة عن السياسات الاقتصادية الخاطئة، أزمة الضمير، وعدم تشريع القوانين، فضلاً عن تنامي معدلات التضخم، والتي يقابلها مصدر دخل محدود جداً، بالإضافة إلى الهجرة الداخلية من الولايات السودانية المختلفة إلى الخرطوم، والوجود الأجنبي الذي لا تحكمه قوانين تنظمه، ويلجأ معظم هؤلاء للأعمال الهامشية التي لا يستفيد منها السودان اقتصادياً بقدر ما أنهم يكونون عبء عليه.

متى تلتفت الحكومة الانتقالية إلى ضرورة حسم الظواهر السالبة اللاعب الرئيسي في تخريب الاقتصاد السوداني، والذي يستند عليه إنسان السودان في معاشه، والذي يعاني في إطاره من ارتفاع أسعار اللحوم، الخضراوات، السكر، الشاي، الدقيق، الزيوت وغيرها من السلع الاستهلاكية، والتي يختلف سعرها من محل تجاري إلى آخر، لذلك ظلت الأزمات الاقتصادية الضاغطة قائمة، ويسيطر عليها (تجار الأزمات) حسب الأهواء الشخصية، وبالتالي يجد المستهلك نفسه ضحية سياسات اقتصادية (فاشلة).


.

سراج النعيم يكتل توجد تجارب واضحة وناضجة


توجد تجارب واضحة وناضجة إضافة لمسيرة (الحوت)، إضافة مشهودة قبل وبعد مشروع شركة (حصاد) للإنتاج الفني، فمنها الشاعر الراحل عوض جبريل الذي قدم بعض الأغنيات الناجحة مثلاً (تعاين ليها) و(رغم بعدي برسل سلامي) وغيرها من الأغاني التى سبقه عليها بالغناء بعض المطربين الشعبين، واجتراها الراحل محمود عبدالعزيز بعد أن تم توزيعها برؤية جديدة، ووجدت تلك الأغنيات قبولاً منقطع النظير من المتلقي في ألبوماته الأولي التى قامت من خلالها الفرقة الموسيقة (البعد الخامس) بتنفيذها موسيقياً، ومن النماذج المميزة في هذا الإطار ألبوم (سيب عنادك)، و(في بالي) الذي ضم فيه بعض الأغنيات للراحل عبدالرحمن الريح، ومن التجارب أيضاً تجربة الشاعر الشاب هيثم عباس الذي قدم أغنيات جيدة جداً، وهي كانت بصمة واضحة، وفيها ملامح نقلت الراحل محمود عبدالعزيز في الموتيفات الموسيقية الجديدة، فساعد ذلك فرقة (النورس) التى كانت تجلس في (ورش) لساعات طوال لتنفيذ عدد كبير جداً من الأغنيات، ضف إلى ذلك الملحن الشاب ناصر عبدالعزيز الذي أيضاً قدم للحوت أعمال مميزة جداً، والتجربة الاعمق هي تجربة الموسيقار الراحل يوسف القديل، والبرفيسور الفاتح حسين. 

فيما نجد بأن كل التجارب التى ظهرت في الحركة الفنية، ما هي إلا تجارب خرجت من مدرسة الفنان الراحل محمود عبدالعزيز، المدرسة المميزة لسنوات ولازالت، وهي كانت تجربة مليئة بالإبداع الخالد في وجدان المتلقي، لذلك فكل التجارب المقلدة لمدرسته لم تضف، بل خصمت، لأن ما قدمه الحوت من تجربة كانت قوياً جداً، وحظي بقبول منقطع النظير على كل المستويات المكونة للأغنية نصاً ولحناً واداءاً، لذلك لم تكن التجارب بمستوي تجربته من حيث إختيار الأعمال، فالحوت اعتاد أن يشرك من حوله في إختيار النصوص التى يود إنتاجها، ما جعل الرؤية ممتازة في الفترة الذهبية في مسيرة الحوت الغنائية، خاصة إذا عقدنا مقارنة بينها، وما أنتج في فترة الفنان الراحل محمود عبدالعزيز الخصبة التى أنتج فيها على سبيل المثال (برتاح ليك، نور العيون، عامل كيف، ما تشيلي هم، واكتبي لي) وغيرها.

سيف الجامعة يرشح نفسه نقيباً للفنانين ساحول إتحاد الفنانين إلى نقابة قوية بعيداً عن وزارة الثقافة والإعلام

  

النظام البائد خطف مشروع النقابة وكون به مجلس مهني حكومي

التقاه : سراج النعيم 

طرح الفنان سيف الجامعة برنامجه الانتخابي لرئاسة إتحاد الفنانين، والذي أجاب من خلاله على أسئلة وضعتها على منضدته، فإلى مضابط الحوار.

ماذا عن اعتزامك الترشح لرئاسة اتحاد الفنانين؟

أعتقد أنه آن الأوان للتصدي إلى رئاسة إتحاد الفنانين عبر الترشيح والإنتخاب الذي لابد من الشروع في إطاره تكوين نقابة المهن الموسيقية، فنحن لسنا أقل من أي مهنة من المهن في البلاد، مع التأكيد بأن نقابة الفنانين من أقدم النقابات في السودان، فقد كانت رابطة ثم تحولت إلى نقابة في العام 1965م.

هل يسافر الفنانين والفنانات للخارج بخطاب من إتحاد المهن الموسيقية؟

كان ذلك يتم في وقت سابق، لكن في الوقت الحاضر لا، لذلك يحتاج الأمر إلى إعادة نظر، ففي نهاية الأمر لا يصح إلا الصحيح. 

هل تعتزم الترشح للرئاسة أم المكتب التنفيذي؟ 

سبق وجربت الترشيح إلى مقاعد أخرى إلا إنني اكتشفت أنها لا تمكنني من تحويل (الإتحاد) إلى (نقابة)، فهذا التحول يحتاج إلى رئيس قوي، مؤهل، فاهم في الشأن العام، له وزنه، إحترامه وتقديره لدى كل الجهات، وهذا لا يعني أن الآخرين ليس لديهم ما ذهبت إليه، ولكن ليس لديهم الجرأة لإنجاز هذا التحول في ظل وسط فني مترامي الأطراف، ويتمثل في إتحاد الخرطوم جنوب، إتحاد فن الغناء الشعبي، إتحاد الجاز، مراكز الشباب، والاستديوهات، ورغماً عن ذلك يكفي إتحاد الفنانين تاريخه الطويل هو أنه استطاع أن يبني صراحاً، إلا أن الوسط الفني الآن أصبح جذر معزولة، ومبنى إتحاد الفنانين بلا معنى، لذا يحتاج إلى كفاح بدأته مع زملائي منذ العام 2010م، فيكفي أن الحكومة البائدة التى كانت تطرح نفسها إسلامياً اعترفت بالفن، الموسيقي والدراما، وهي كانت خطوة للأمام إلا أنه وفي العام 2010م تم اختطاف قانون نقابة الفنانين، وتحويله إلى مجلس حكومي (مجلس المهن الموسيقية والتمثيلية)، وهذا الذي جرى نوع من التجاهل، ويعود إلى التقصير، وعدم توحد الفنانين حول الفكرة، وبالتالي السؤال لماذا نحن غير موحدين حتى داخل إتحاد الفنانين؟، الإجابة تكمن في الإنشغال بالصراعات القائمة على المصالح، وهي لا تقدم بقدر ما أنها تؤخر، فاخطر شيء هو أن تكون غير مدرك إلى أين تكمن مصلحتك، وهذه واحدة من الأسباب الحقيقية التى تدعني اترشح لرئاسة إتحاد الفنانين، ويضمن ذلك مراجعتي للإستثمار الذي يتم داخل مباني إتحاد المهن الموسيقية لصالح الطرفين، فلا يفترض طرف يتقلب على الآخر، فلابد من أن يستفيد الإتحاد والمستثمر في آن واحد، وهذا الأمر له حلول كثيرة ليس من بينها القضاء في هذه التوقيت، فلم أكن أتصور بأن يتطور الأمر بين المستثمر إبراهيم يوسف شلضم، واتحاد الفنانين إلى هذه المرحلة، فأنا سعيت لإيجاد الحل الودي خاصةً وأن العلاقة بينه الإتحاد علاقة طويلة وممتدة، وفيها ارتباطات أسرية، إجتماعية، إنسانية ومسائل أخرى، وأنا متأكد تماماً بأن مجلس الإتحاد ليس لديه نية للإضرار بشلضم، ولا هو لديه نية للإضرار بمصالح الإتحاد، فالتجارب التى بيننا وبينه كثيرة، وتؤكد أن قلبه على هذا الكيان، لذا ما يجري الآن محتاج إلى حل يتمثل في التحكيم التجاري.

وماذا؟ 

شخصياً غير راض عن بعض الأشياء التي حدثت، ولكن في النهاية صوتي واحداً، فالقرار قرار مجلس إدارة، وعندما طرح الأمر على المكتب التنفيذي سألت سؤالاً واحداً، ما الذي تودون الوصول إليه؟ الإجابة كانت أنهم يريدون من شلضم توفيق أوضاعه، فادرفت السؤال بآخر الا ترغبون في إخلاء؟ قالوا : لا، إلا إنني فوجئت بأن في عريضة الدعوى المرفوعة ضده مطلوب فيها (إخلاء)، وهو مبنى على أشياء لا أعلمها، فما أعرفه هو أن لا تصل العلاقة إلى هذه المرحلة طالما أن الطرفين لديهما المرونة الكافية للوصول إلى إتفاق، فالمحور الذي لديه علاقة بالاستثمار يجب مراجعته مراجعة شاملة، وإذا كان في العقود إشكاليات تتم مراجعتها، وتقديم مشاريع جديدة، فالاستثمار في الإتحاد يحتاج إلى بيت خبرة لعمل دراسات جدوي مبدئية حتى لا نرجع للمربع الأول في العقود التى تمت، فهي تمت بدون بيت خبرة، و إتحاد الفنانين صرح كبير، وهذا الصرح ملك للشعب السوداني، وليس ملك لعضويته فقط، لذا كان يفترض أن يتم الإستثمار من خلال دراسات عميقة تضع حسابات لكل شيء، فما حدث الآن ناتج عن التضخم والركود الاقتصادي، فطرف الإتحاد واقع عليه ضرر، ونفسه واقع على المستثمر شلضم، ففي العقودات لا توجد أي فقرة تقول إنه لو حدث متغيرات اقتصادية يجب أن حدث كذا وكذا، وهذا أمر ناقص في العقودات، وليس هنالك مانع من يضاف إلى العقود ما ينقصها لصالح الطرفين، وأن يتم ذات الأمر في العقود المستقبلية، والتى لابد من أن لا توقع على أساس عقود إيجار، والصحيح عقود استثمار، فعقود الإيجار فيها إخلاء، أي أنها تحدث أضرار، لذا كان من الأساس أن تكون العقود عقود استثمار أو شراكة، لكن يمكن أن المجلس الذي وقع العقود يتهيأ له بأن الأفضل له الإيجار، لذلك مضى في هذا الاتجاه، وأن كنت لا أري العكس، فالأفضل للطرفين أن يكون هنالك عقد استثمار حتى أننا في الجمعية العمومية الماضية اجزنا توصية تحويل المسرح إلى صالة بعقد شراكة لتعظيم الفائدة التى تدخل للاتحاد، وعدم شعوره بالحرمان من الفائدة المتوقعة، فأنا أأجر إليك، وأنت تؤجر للآخرين، فمن الأفضل أن اوجر أنا، لذا الإيجار مستبعد في هذا الإطار، فالأفضل الشراكة من أجل أن يستفيد الطرفين، أي يصبح المستثمر (مدير) للعمل، والإتحاد مستثمر (مستفيد) من الأصول، فالاستثمار في الإتحاد موضوع كبير جداً، فنحن لدينا استديو داخل هذا الكيان منذ العام 2010م إلا أنه لم يدخل، ولا جنيه للإتحاد، وقد اثرنا هذا الموضوع أكثر من مرة في الجمعية العمومية، والتى بدورها توصي، ويجلس المجلس سنوات دون أن يفعل شيء، ومنذ ذلك التاريخ مر على الإتحاد (5) دورات والاستديو لم يعمل، وداخل الإتحاد توجد فصول لتدريس الموسيقى، أي هنالك نواة لمعهد، فالمعاهد الخاصة التي يقوم عليها أفراد قادرة على أن تدخل لهم، فلماذا لا تتم الإستفادة من الفصول التى تعتبر مصدر دخل موجود في الإتحاد غير مستقل.

الإتحاد في حد ذاته غير آمن فقد شهد عدد من السرقات؟

هذا نوع من التقصير، فاصلاً فكرة إنك تجيب (غفير)، وتمنحه مبلغ غير مجزي ليحرس صرح بهذه القيمة، فإن هذا الأمر فشل فشلاً ذريعاً، لذا يجب التعاقد مع إحدى شركات الحراسة الأمنية لتأمين المبنى تأميناً شاملاً كاملاً، فلماذا نستكثر أن تأخذ تلك الشركات مبالغ مالية كبيرة نظير ذلك، فهي تحمي مبالغ كثيرة، فليس هنالك منطق في الاعتراض على هذه الخطوة.

كيف يمكن قيام نقابة الفنانين؟

استناداً على القانون الدولي، وذلك أسوة بالنقابات التى قامت في البلاد كنقابة الصحفيين، الدراميين وغيرها من الكيانات الأخرى، فنحن أمام عهد جديد، ويجب أن تكون النقلة فيه نقلة نوعية حتى تضع كل إنسان أمام مسئولياته، وهذا لن يحدث إلا في حال تحولنا إلى نقابة، فنحن الآن تتم محاسبتنا على الغناء (الهابط)، وعلى المغنين والمغنيات أرباع المواهب، أى العاطلين عن الموهبة، وما يعرف بالقونات، وهم جميعاً ليسوا أعضاء في إتحاد الفنانين، والإتحاد ليس لديه سيطرة عليهم، وبالقانون لا نستطيع أن نعمل لهم أي شيء، ولكن إذا أصبحنا نقابة سوف نسيطر عليهم.

هنالك إشكاليات في عضوية الإتحاد؟

ليس لدي معلومة حول هذا الأمر، ولكن إذا ثبت صحتها، ويمكن أن يصح غيرها، فالعمل البشري وأرد فيه الأخطاء، لذا لابد من مراجعة الأخطاء في العضوية بشجاعة، فلو وقعنا في الخطأ يجب أن نعترف به، فيا بخطى بمن أهداني عيوبي، فنحن يجب أن لا نتعامل مع هذه الموضوعات بحساسية، بل يجب أن نتعامل معها بواقعية، فمن يقبل العضوية يقبلها لاعتبارات قد تكون غائبة على ذهن الناس خارج إطار إتحاد الفنانين، فيقال لك فلانة الفلانية فنانة شباك، وتعمل عقودات حفلاتها في الإتحاد، وهذا ليس معيار صحيح، فالصحيح هو ترقية المهنة، وتنظيف صفوفها من المغنيين والمغنيات الذين لا يقدمون لها فناً أصيلاً، لذا يجب أن لا يكون هنالك خيار بين هذا وذاك، فالمعايير هي المعايير، فالعضوية يجب أن تمنح إلى فنان تتوفر فيه شروط أن يكون مشروعاً فنياً كبيراً، مثل إبراهيم الكاشف، عثمان حسين، محمد وردي وعبدالكريم الكابلي، أو لا تقبل، ففي الإمكان أن يكون الكثير من المغنيين والمغنيات خارج عضوية إتحاد الفنانين، فليس هنالك أزمة، ففي الجارة القريبة مصر يوجد الكثير من الفنانين والفنانات بلا عضوية في النقابة، ويعملون من خلال تصاريح مؤقته، وهذه التصاريح ترغم هؤلاء أو أولئك تحسين مستواهم من أجل نيل عضوية النقابة، ولكن الإتحاد عندما يكون سهل الولوج له، فإنه لن يرتقي بالمهنة، ولن يجتهد المغنيين والمغنيات لتصوير أنفسهم، فأنا مثلاً لم احوز على عضوية إتحاد الفنانين بسهولة، بل نلتها بصعوبة شديدة، فقد قبلني عميد الفن أحمد المصطفى، الذي كان يرأس لجنة منح العضوية، فإذا كان في شخصي أي عيب، فإنني لن أمنح العضوية.

هل ما ذهبت إليه يعني أن الإتحاد بدون لجنة عضوية؟

لدينا لجنة قيد، ولكن غير مفعلة، ولم تعقد اي إجتماع.

ماذا عن من منحوا العضوية في هذه الفترة، هل يقبلهم شخص واحد؟

لا ليس شخصاً واحداً، فمن يقبل عضواً يقبله بشكل مؤقت إلى أن يتم عرضه على لجنة القيد.

من الذي يقدر ما ذهبت إليه؟

مجلس إدارة إتحاد المهن الموسيقية، ورغماً عن ذلك ليس هنالك ما يمنع من مراجعة العضوية في أي وقت حتى لمن تم قبولهم بالصدفة أو بأي طريقة أخرى. 

هل مراجعتها تعني سحب العضوية؟ 

نعم، ففي دستور الإتحاد توجد عضوية بالانتساب، وهي يكون العضو طوال الثلاث سنوات خاضع إلى المراجعة، ويمكن أن يتم إيقافه إلى أن يستجب إلى الشروط المطلوبة، وهي مهمة جداً، واساسية، بأن يكون لديه أعماله الخاصة، وأن يكون سلوكه منضبط في الوسط الفني وداخل الإتحاد، وأن يراعي تقاليد المهنة، فهذه الثلاثة شروط مهمة واساسية، وعلى أساسها تتم مراجعة العضوية، وتعقد لجنة لتقييم الأداء، وهذا لا يحدث للأسف في السنوات الماضية كلها، أي أنه ليس في هذه الدورة فقط.

من الذي يحق له منح العضوية بدون لجنة قيد؟

دستور الإتحاد لا يسمح بذلك، فحتى رئيس الإتحاد إذا ذكي مغني، فإنه لابد له من عرضه على المكتب التنفيذي.

إذناً ما الكيفية التي منحت بها مثلاً إيمان الشريف، إيلاف عبدالعزيز واخريات العضوية في هذه الفترة؟

شخصياً لم احضر اجتماعاً لمنح عضوية الإتحاد لهذه الفنانة أو تلك، فقد عرفت بهذا الأمر منك لأول مرة، فأنا لم اشاهدهما في الإتحاد أصلاً، وهي واحدة من الموضوعات المحتاجة إلى مراجعة، فيجب أن تكون هنالك سجلات حقيقية لكل عضوية إتحاد الفنانين، وأن يكون هنالك توثيق شامل متى ولد، وما هي أغنياته، وما هو نشاطه؟؟؟.

هنالك خلط يحدث للناس بين إتحاد الفنانين، ومجلس المهن الموسيقية والتمثيلية؟

هذا الخلط نبهت إليه في أكثر من لقاء، فالاتحاد لا علاقة له بالمجلس، والدليل هو أن الهجمة الأخيرة التى قام بها مجلس المهن الموسيقية والتمثيلية إتجاه بعض المغنيين والمغنيات غير المرخص لهم بممارسة المهنة، علماً بانني لا أصدرت قراراً، ولا منعت شخصاً من مزاولة المهنة، فهذه هي الازدواجية، فالمجلس بدون نقابة لم يكن خطوة جيدة، فنحن ليس ضد أن يكون هنالك مجلس حكومي، فمن الطبيعي أن تكون لأي مهنة مجلس حكومي، ولكن طريقة قبول الناس، ومنحهم التراخيص خاطيء، فالمجلس لا يفترض أن يجوب الولايات لمنح التراخيص، فيفترض في إتحادات الولايات أو إتحاد المهن الموسيقية يجب هو الذي يرشح، ويوصي، لأنه لديه جمعية عمومية ضخمة، فلا يمكن أن تذكي فنان أو فنانة بدون إمكانيات فنية، مع التأكيد بأن مجلس المهن الموسيقية والتمثيلية فيه عدد محدود من الموظفين، لذا يبقى الاصلح والأفضل للمجلس نفسه أن يكون هنالك تنسيق بينه واتحاد الفنانين، وبالتالي فمن بين ترشحي لرئاسة الاتحاد أو النقابة، هو وجود تنسيق مستمر، وأن يضبطه قانون حتى لا يكون التنسيق جذافياً، فمثلاً نقابة الأطباء هي من ترشح الأطباء لمجلس التخصصات الطبية، أي الأخير لا يبحث هو عن الأطباء، فالطبيب الذي يذهب لمجلس التخصصات بغرض التخصص يطلب منه خطاب من نقابة الأطباء، وهذا هو الذي يفترض أن يحدث بين مجلس المهن الموسيقية والتمثيلية واتحاد الفنانين، وهو غير موجود الآن، السؤال السبب فيه من؟ الإجابة مسئولة عنه كل مجالس الإدارات المتعاقبة على مجلس المهن الموسيقية، وذلك منذ أن تم إنشائه وإلى الآن، فمسألة الجذر المعزولة في المهنة الواحدة تعتبر أزمة كبيرة.

من يأخذ رخصة مجلس المهن الموسيقية والتمثيلية يكتفي بها، ولا يسعي إلى عضوية إتحاد الفنانين؟

سياسة وفلسفة قيام مجلس المهن الموسيقية والتمثيلية قائمة على إلحاق الهزيمة باتحاد المهن الموسيقية، لذا لا بد من تحول الإتحاد إلى نقابة. 

كيف يتم تحول الإتحاد إلى نقابة في ظل الوضع الراهن؟

بالقانون، فأنا في خطتي عمل ذلك في الدورة القادمة إلا إذا كان لشخص آخر رأى، فالمجلس الذي ينتخب تكون هنالك توصية من الجمعية العمومية ملزمة للتحول لنقابة، فيمكن الجمعية العمومية لا ترغب في أن تكون نقابة، فأنا أفتكر بأن المصلحة تتطلب أن يتحول الإتحاد إلى نقابة في ظرف ثلاثة أشهر من تاريخ الإنتخاب، وإذا شاءت الجمعية العمومية الإنتخاب، فإنه في الإمكان حدوث هذا الأمر، ولكن أنا أرى بأن الأفضل تنظيمياً أن يكون هنالك جسم قانوني، ولديه توصية من جمعية عمومية، وعلى ضوء ذلك يذهب إلى مسجل النقابات أو مسجل تنظيمات العمل، ويقول ان جمعيتي العمومية قررت أن يتحول الإتحاد إلى نقابة حتى لا يكون القرار قراراً احادياً.

ما الفرق بين أن يكون هذا الكيان إتحاداً منضوي تحت لواء وزارة الثقافة ونقابة؟

ان تكون تحت ظل وزارة الثقافة، فأنت ليس لديك سيطرة على الساحة الفنية، وسيطرتك على عضويتك فقط، إما إذا كنت تريد السيطرة على المهنة من أجل تطويرها وضبطها وتقوية تقاليد المهنة، فهذا لا تستطيع القيام به كاتحاد، لأن كل ما تذهب إليه في هذا الإطار سيكون (كلام شايله الهواء)، لأنه ليس هنالك من يشتغل به حتى أنت ككيان، فالسلطة التى لديك الآن سلطة معنوية، واعتبارات الاقدمية والتاريخ، فالجهات المسئولة تحترمك من هذا المنطق، ولا يوجد غيرك في الساحة، وإذا أصبحت نقابة ستعمل كنترول على المهنة، خاصة وأن الاتحاد لديه مخدم، ومخدمه هذا هو الشعب السوداني، وبالتالي فإن النقابة في إمكانها تنظيم العلاقة بين الفنان والجمهور، وهي قادرة على استرداد الحقوق إذا تم التعدي عليها، وتحفظ الكرامة أمام الأجهزة الرسمية، إما إذا أستمر هذا الكيان في إطار (إتحاد) فإن الأمر يبقى كما هو، فالفنان على عهود مختلفة يتم إنزاله من المسرح، وتتم معاقبته على قوانين هو غير مسئول عن تطبيقها، فهو ليس مسئولاً عن تنفيذ إنتهاء الحفل الساعة (11) مساء، فالمسئولة تقع على الجهة التى صدقت الحفل، والمخالف في ذلك ليس الفنان، إنما الجهة المعنية بالحفل، فالفنانين تمت اهانتهم في عهود مختلفة، ففي أيام ضوابط جائحة (كوفيد- 19) كان يتم القبض، الحبس، المحاكمة والتغريم، والإجراء الصحيح معاقبة الجهة المنظمة للحفل، فأنا كنت أتحدث مع مسئول كبير جداً فيما أشرت له، فسألني هل العريس يتم القبض عليه؟ فقلت : لا، فاردف قائلاً : يعني يترك الشخص الذي جمع الناس، ويلقي القبض على الفنان!!!، فلو كان هنالك نقابة لن يحدث هذا الأمر نهائياً، فعلى الأقل عندما تريد محاكمة الفنان لابد من أن تخطر النقابة، وهي بدورها توكل له محامي للترافع عنه.

لماذا دائماً ما يكون الإتحاد تحت ظل الحكومة؟

هذا الأمر عيب تاريخي، وهو أمر ليس جديداً، فطول ما ان الإحساس بالضعف مسيطراً عليك، فأنت تحتاج إلى جهة تحميك، والإتحاد بطريقته الحالية دائماً وأبداً في حاجة إلى سلطة تحميه، لذا عندما تصبح نقابة، فإنك ستحمي نفسك بالقانون، ففي يوم من الأيام كان هذا الإتحاد نقابة أيام الفنان الراحل إبراهيم الكاشف، فأضرب الفنانين عن التسجيل للإذاعة السودانية، فأدى ذلك الإضراب إلى ظهور فنانين في الساحة الفنية أمثال أحمد الجابري، صالح الضي وآخرين، وهم من حاولت الدولة أن تكسر بهم إضراب الفنانين، فلم يجدوا فائدة في كسر الإضراب بهذه الطريقة، وهذا يعود إلى أن الفنانين المضربين لديهم معجبيهم، وهم بدورهم ضغطوا على الإذاعة السودانية، والإضراب كان سببه الأجور الخاصة بالفنانين والموسيقين، وأن تكون هنالك إدارة للموسيقى، وهو الإضراب الوحيد في تاريخ الفنانين، إلا أنه نجح في تكوين إدارة الموسيقى بالإذاعة السودانية، وأصبحت هذه الإدارة من الوظائف العليا بهذا الجهاز الإعلامي، بالإضافة إلى الأجور للفنانين، فأنا أتوجه إلى زملائي خارج وداخل الإتحاد بأن ما نمارسه كله خاطيء، ويجب أن تتم مراجعته، وليس هنالك حل غير أن نكون شجعان بدرجة كافية، ونسمي الأشياء بمسمياتها، فنحن لا يمكن أن نلوم الآخرين، ونحن في ذات الوقت مخطئين. 

وماذا؟ 

يوجد فنانين مناضلين كبار رحلوا، وعلى رأسهم محمد وردي، ومن ضمن نضاله رفع مستوى الفنانين، وأن يتحول الإتحاد الى نقابة، فنحن سافرنا إلى الكثير من دول العالم، فشاهدنا ماذا تفعل نقابات الفنانين، ففي مصر الجارة القريبة وضعت نقابتها أسس للمهنة، وتدافع عنها، وعن منسوبيها، وتحضرني في الإطار واقعة عازف (الطبلة) سعيد الارتيست فيما يتعلق بفناني المهرجانات، والتى أدت إلى إستقالة الفنان هاني شاكر نسبة إلى أنه حدثت ملاسنات، وفي النهاية استطاعت النقابة إيقاف فناني المهرجانات، لأنهم دمروا المهنة، وفي نفس الوقت بصدروا في مفاهيم خاطئة للمجتمع، وبالتالي هذا هو دور الإتحاد لو كان نقابة، فالآن هنالك أغنيات كثيرة في الساحة أقل ما توصف به أنها (تافهة) و(منحطة)، لأنها تدعو إلى قيم (حقيرة)، فليس في معانيها تهذيب أو ذوق، أي أنه (ما في زول شغال بالآخر، لأنه ليس هنالك عقاب) فالحرية المطلقة مفسدة، وعليه فإن كلمة السر في هذه القضية الفصلية، هي أن نتوحد لهدف واحد، فمنذ العام 2010م، وإلى الآن انتخبنا مجالس إدارات متنوعة، ووجوه مكررة، لذا لنرى من الذي يمكنه أن يعطي للمضي بالمسيرة للأمام، ومن لا يستطيع مواكبة ذلك، وعليه يجب أن نختار مجلس إدارة مصادم يضع نصب عينيه أهداف تحول الإتحاد إلى نقابة.

ماذا عن ابتعاد الفنان صلاح مصطفى، وابوعركي البخيت عن الإتحاد؟ 

أولاً أدعو الله أن يشفي الفنان صلاح مصطفى، فهو بعيد عن إتحاد المهن الموسيقية بسبب ظروفه الصحية، إلا أن قلبه عليه، ومتابع لكل صغيرة وكبيرة تدور فيه، وكذلك الفنان ابوعركي البخيت، ولكن لديه إعتراض على الكثير من المسائل التى يفتكر في ظلها بأن هذا الإتحاد ضعيف، وغير قادر على خدمة القضايا الأساسية، لذا من المهم جداً أن يكون على قلب رجل واحد، فأنا ليس لدي آراء سلبية في عضوية إتحاد المهن الموسيقية نسبة إلى أن الوضع الموجود فيه مفروض عليه فرضاً، ولكن إذا عبت شيئاً، فإنني اعيب الإستسلام، ورغماً عن ذلك لابد من كلمة حق في الدكتور عبدالقادر سالم الذي أفنى عمره وصحته وضحى بالغالي والنفيس في سبيل إستمرار هذا الإتحاد، وهذا في حد ذاته إنجاز، وافتكر أنه لم يجد حوله ما يريد، لذلك يجب أن ينصف، وهو كتب تاريخ يبعث للاحترام والفخر والاعتزاز، فهو لديه إنسانية متدفقة وفائضة، وعليه اعتقد أنه ان الأوان أن نمنحه قسط من الراحة، وأنا شخصياً إذا تمكنت من أصبح نقيباً  للفنانين، فإن أول شيء سافعله هو تكريم الفنان عبدالقادر سالم، لكل عطائه الماضي، واشدد على أن الجمعية العمومية القادمة الأخطر، لأنها تمر بمرحلة تحمل في طياتها أهمية التحول.

سراج النعيم يكتب : إقصاء الوطني من المشهد السياسي


إن الاتجاه إلى إقصاء أو عزل حزب نظام المخلوع عمر البشير من المشهد السياسي واجباً تمليه الضرورة الوطنية، لأنه إذا لم يتم الإقصاء أو العزل السياسي فإنه سيكون بلا شك خطراً على الحكومة المدنية الانتقالية، والانتقال من تلك المرحلة إلى المرحلة الديمقراطية بصورة سلسه، وفيما بعد قد يشكلون خطراً على العملية الانتخابية والاقتراع عبر الصناديق، لذا يجب أن يتم الإقصاء أو العزل من المشهد السياسي حتى لا يتسربوا إليه تحت مسميات حزبية آخري، وبالتالي يعيدون السودان إلى المربع الأول دون تحقيق آمال وأشواق الشعب السوداني، والذي ظل على مدي ثلاثين عام يحلم بالحرية، السلام والعدالة.

إن الإقصاء أو العزل من المشهد السياسي لحزب المؤتمر الوطني يعتبر في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ السودان إجراء احترازي فيه محافظة على مكتسبات الحراك الثوري الشبابي، والذي هو الحادب على مساءلة ومحاسبة رموز حزب المؤتمر الوطني الذين يثبت تورطهم في جرائم ضد الإنسانية، وبالتالي الإقصاء عن المشهد السياسي نهج متبع في كثير من الثورات التحررية التي في كثير من الأحيان تصدر أحكاماً بالإعدام لمن ارتكب جرائم قتل في حق الشعب والاعتقال لمن مارس السياسة مؤيداً لما كان يجري، وعليه فإن الإقصاء أو العزل ما هو إلا ﺇﺟﺮﺍﺀ أخف بالنسبة للإجراءات سالفة الذكر، خاصة وأن الإقصاء أو العزل السياسي تكتيك من التكتيكات المتعارف عليها في ظل الثورات الإنسانية الشعبية، وقد تم انتهاج هذا الأسلوب في ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ وﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺿﺪ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ وغيرها من الثورات التحررية التي لم تتسامح مع من انتهكوا حقوقها طوال فترة حكمهم. 

فيما اقترح أن يتم الإقصاء أو العزل لحزب نظام الرئيس المخلوع (عمر البشير) أو من شاركه أو دعمه خلال فترة حكمه الممتدة لثلاثة عقود ماضية من الراهن السياسي في السودان، وأن يكون الإقصاء أو العزل بموجب قرار تتخذه السلطات العدلية في البلاد، بعد أن يتم فتح الباب لشكاوي المتضررين في مواجهة حزب النظام البائد أو أي عضو من أعضاء الحزب، وعلى خلفيته يقرر القضاء الإقصاء أو العزل السياسي لكل من يثبت تورطه في قضايا تتعلق بالفساد الذي استشري في مفاصل مؤسسات الدولة أو جرائم ضد الإنسانية أو الإخلال بالشرف والأمانة، وﻫﺬﻩ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ الاقصائية أو العزل السياسي تعتبر إجراءات ﻭﻗﺎﺋﻴﺔ من أجل الحفاظ على ما حققته الثورة الشعبية من انتصارات ظافرة، والإقصاء أو العزل السياسي من ﺃﺧﻒ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ المتبعة في ظل الحراك الثوري الشبابي الذي شهدته البلاد والداعي إلى التغيير الجذري، وذلك من أجل حماية مستقبل السودان و استقرار أوضاعه حتى لا تتاح لهم الفرصة للعودة مجدداً، وإجهاض الثورة الشعبية الشبابية، لذا إقصاء أو عزل حزب المؤتمر الوطني في هذه المرحلة ومرحلة الانتخابات لن يدع له فرصة المشاركة النشطة في صنع القرار بعد أن ظلوا يقررون في مصير الشعب السوداني ثلاثين عام عاني من خلالها التهميش والتمييز ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ السياسي، هكذا يجب إتباع هذه الإستراتيجية، وأن تكون مشاركة الثوار فعالة في الحكومة المدنية ﺑﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ لاﻳﺔ ﻓﺌﺔ ﻣﻬﻤﺸﺔ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻨﻬﺎ.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...