الجمعة، 21 ديسمبر 2018

عاجل : تعليق الدراسة بجميع المدارس ورياض الأطفال بولاية الخرطوم

عاجل : تعليق الدراسة بجميع المدارس ورياض الأطفال بولاية الخرطوم

أصدرو وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم قراراً بتعليق الدراسة فى جميع مدارس الولاية، “الثانوية والأساس ورياض الأطفال” بالمنهجين الوطني والأجنبي اعتباراً من يوم الأحد 2018/12/23 إلى حين إشعار آخر.
وكانت تظاهرات قد عمت عدد من مدن السودان، إحتجاجاً على شح الخبز وزيادة أسعاره، صاحبتها أزمة في الوقود والسيولة، أدت إلى غضب وتذمر في أوساط الشارع السوداني.
وقد تسببت التظاهرات في مقتل نحو 10 أشخاص، بحسب إحصائيات أولية، حرق مقار المؤتمر الوطني بكل من عطبرة ودنقلا، وحرق بعض مباني حكومية، وبعض التلفيات والنهب في ممتلكات المواطنين خاصة بالقضارف.

رويترز : مقتل شخص على الأقل في احتجاجات لآلاف السودانيين ضد ارتفاع الأسعار


قال شهود ومسؤولون إن محتجا واحدا على الأقل قتل في شرق السودان مع خروج مئات المتظاهرين إلى الشوارع بالعاصمة الخرطوم وانتشار المظاهرات ضد ارتفاع الأسعار في أنحاء البلاد يوم الخميس.
وقال مبارك النور نائب البرلمان عن مدينة القضارف إن طالبا توفي خلال احتجاجات شابتها أعمال عنف في المدينة. وفي وقت لاحق، أطلقت الشرطة في الخرطوم الغاز المسيل للدموع على نحو 500 شخص كان بعضهم يهتفون للإطاحة بالحكومة.
محتوى دعائي
وفي مدينة دنقلا إلى الشمال، قال شهود إن محتجين أضرموا النار في مكاتب تابعة لحزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي يتزعمه الرئيس عمر البشير. وفي عطبرة إلى الشمال الشرقي، خرج محتجون ملثمون للاحتجاج لليوم الثاني وهم يرددون ”حرية“ وفقا لمقطع فيديو. وأضرمت النيران أيضا في إطارات السيارات.
وازداد الغضب الشعبي بسبب ارتفاع الأسعار والتضخم وغيرهما من المصاعب خاصة مضاعفة تكلفة الخبز هذا العام ووضع حدود للسحب من البنوك.
وتضرر اقتصاد السودان بشدة عند انفصال الجنوب في عام 2011 وهو ما أدى إلى فقدانه ثلاثة أرباع إنتاجه النفطي الذي يعد مصدرا أساسيا للنقد الأجنبي.
ورفعت الولايات المتحدة في العام الماضي عقوبات تجارية كانت مفروضة على السودان منذ 20 عاما. لكن المستثمرين يحجمون عن دخول السودان الذي لا يزال مدرجا لدى واشنطن كبلد راع للإرهاب ورئيسها مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية في تهم بتدبير إبادة جماعية في إقليم دارفور. وينفي البشير التهم.
ووقعت أعمال العنف الأخيرة في عطبرة يوم الأربعاء حيث أعلنت السلطات المحلية حالة الطوارئ بعدما أضرم محتجون النار في مقر الحزب الحاكم هناك.
إعداد معاذ عبدالعزيز للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن

توقف مفاجئ لموقع فيسبوك وتطبيق واتساب في السودان

توقَّف مساء الخميس، كل من تطبيق واتساب وموقع فيسبوك عن العمل لدى مستخدميه في السودان وذلك بحسب إفادات من محرري ومراسلو صحيفة كوش نيوز بالخرطوم وعدد من الولايات السودانية.
وقد أدى هذا العطل المفاجئ إلى توقف إجراء أي عملية بتطبيق واتساب،كما تعثر الدخول تماماً لموقع فيسبوك أو المسنجر، حتى لحظة تحرير الخبر (الدقائق الأولى من صباح الجمعة).
وتساءل الكثير من الناس عن أسباب التوقف، ويتوقع البعض أن السبب قد يكون وفق إجراء إحترازي من الحكومة السودانية، بعد الإحتجاجات التي شهدتها مدن سودانية مختلفة ضد الغلاء.
وقد إتسعت الاحتجاجات في السودان يوم الخميس، في اليوم الثاني على اندلاعها في مدينة عطبرة شمالي البلاد، لتشمل العاصمة الخرطوم ودنقلا وبربر وسِنار والقضارف، وكريمة، وعدد من المدن الصغيرة الأخرى، وشهدت العاصمة الخرطوم مساء الخرطوم تسلل بعض المخربين للتظاهرات السلمية وقاموا بتهشيم سيارات المواطنين وحصبها بالحجارة بحسب شهود عيان تحدثوا لكوش نيوز، بالإضافة لحرق وتدمير عدد من المباني الحكومية في مدن سودانية مختلفة.
وإعتباراً من مساء الأربعاء الماضي رفعت القوات الأمنية في السودان درجة الإستعداد والتأهب لمواجهة أثار الغضب الشعبي والتظاهرت التي إندلعت في العديد من المدن السودانية يوم الأربعاء وتواصلت يوم الخميس بسبب الأزمة الإقتصادية التي تشهدها البلاد من غلاء في الأسعار وشح في الخبز والمحروقات، وكانت أعنفها في مدينة عطبرة شمالي السودان فيما شملت مدن اخرى مثل مدني، وبورتسودان، دنقلا، والقضارف.
ويعاني السودان من أزمات في الخبز وشح في المحروقات التي تحظى بدعم حكومي كبير وكذلك صعوبة في الحصول على النقد من المصارف، مما شكل معاناة كبيرة للمواطنين، وخرج سكان العديد من المدن السودانية في تظاهرات وإحتجاجات ضد الغلاء يومي الأربعاء والخميس.

الأحد، 16 ديسمبر 2018

سراج النعيم يكتب : أين إصلاحات (معتز موسي) الاقتصادية بـ(الصدمة)

...................................
افرزت السياسات الاقتصادية الخاطئة المتبعة منذ سنوات الكثير من الظواهر السالبة المستوجبة الحسم سريعاً من قبل السلطات المختصة وإيقاع أقسي العقوبات في مواجهة بعض الشركات والتجار الذين تسببوا في موجة الغلاء الفاحش الذي تشهده البلاد، والذي اطلت في ظله ظاهرة المعاملات بـ(كسر) الشيكات المصرفية بـ(الكاش)، وهي ظاهرة في غاية الخطورة وبالرغم من خطورتها لم تجد مسئولاً واحداً يدينها، ومع هذا وذاك يمثل من ينتهجها دور الذي يلج إلي المعاملات (الربوية) المندرجة في ظاهرة شراء الصكوك المصرفية نظير (السيولة) وذلك من أجل تحقيق أرباح في دقائق معدودة، أي أنهم استفادوا من انعدام الثقة بين العملاء والبنوك بسبب عدم صرفهم لأموالهم المودعة في المصارف، الأمر الذي جعل البعض يجد ضالته في هذا الاتجاه المخيف، فلا وازع ديني يردع ولا رقابة تحسم الفوضي، وبالتالي أصبحوا يستغلون الظروف الاقتصادية الراهنة ويطوعونها لصالحهم بما يمتلكونه من مبالغ مالية (كاش) لا يتم توظيفها لمصلحة العامة إنما توظف لصالح أشخاص يلجأون لاستخدامها في (الربا) والذي هو حرم قطعاً لقوله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله : (يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إِن كنتم موْمنين فإِن لم تفعلوا فَأذَنوا بحَرب من اللهِ ورسوله وإِن تبتم فلكم رءوس أَموالكم لَا تظلمون ولا تظلمون).
ومما أشرت إليه فإن ظاهرة شراء الصكوك بـ(الكاش) بالزيادة عن المبلغ المدون فيها يعتبر (ربا)، لذا تقع مسئولية مكافحتها على عاتق الجميع، وأن عدم حسمها فيه سخط وغضب وعقاب من المولي عز وجل، لذلك يجب أن لا تأخذنا في الحق لومة لائم، وأن تتم المحاسبة بدلاً من التصريحات المحبطة للمواطن المغلوب على أمره، والذي ظل صابراً على الإبتلاء سنوات وسنوات دون أن تكافئة الحكومة على ذلك الصبر، بل رفعت الدعم عن سلع استراتيجية وحررت السوق الذي أصبح عبارة عن (فوضي)، فكل من (هب) و(دب) يقرر السعر الذي يتناسب معه، الشعب السوداني لا يملك إلا أن يتضرع بالدعاء لله أن يزيل عنه هذا البلاء، وإن المستفيد من ظاهرة (كسر) الشيكات بـ(الكاش) قلة.
إما ظاهرة بعض الشركات مثل شركة (دال) الغذائية فهي أيضاً ظاهرة خطيرة حيث أنها تفاجىء المستهلك لمنتجاتها بزيادات ما بين الفينة والاخري دون أن تضع لها مساحيق أو رتوش، وإذا سألت صاحب المحل التجاري لماذا هذه الزيادة الجديدة؟ يرد عليك من خلال منشور تدفع به هذه الشركة أو تلك، وذلك كلما رفعت أسعار منتجاتها الغذائية، وكأنها سلطة بعيداً عن الحكومة التي عجزت عن كبح جماح ارتفاع الأسعار في الأسواق، فالزيادات تقرها بعض الشركات المنتجة بصورة كبيرة تفوق دون أدني شك حدود إمكانيات (محمد أحمد الغلبان)، والذي أصبح (محبطاً) جراء هذا الواقع الاقتصادي المذري، فالزيادات تفوق حسابات التضخم لدي الفقراء، فهي زيادات مستمرة منذ أن كان سعر الدولار في السوق الموازي (45) جنيهاً، وذلك في بداية العام 2018م، إما اليوم فهو سعره متارجح ما بين الـ(70) جنيهاً وما فوق، أي أن سعره أقل من الـ(100%)، فيما نجد أن الزيادت في السلع تزيد بنسبة تفوق سعر الدولار في السوق الموازي، ما يؤكد أنه لا علاقة للزيادات الشبه يومية بـ(الدولار) أو أي عملة أجنبية اخري، إنما الزيادات ناتجة عن جشع وطمع بعض الشركات والتجار الذين يستغلون الظروف الاقتصادية القاهرة التي تمر بها البلاد منذ سنوات خلت، أي أن كل (شركة) أو (تاجر) يبحث عن الكسب السريع بأي صورة من الصور مشروعة أو غير مشروعة، وليس مهماً من أين يأتي المواطن البسيط بالمال، مع العلم أنه تنتظره (فواتير) كثيرة، فهو كلما مزق واحدة منها تفاجأ في صباح اليوم التالي بعدد اخر منها يصطحبه ضمن جدول اعماله اليومي، والغريب في الأمر أن كل (شركة) أو (تاجر) يمثل دور الضحية الذي ليس بيده الحل، يرمي بالائمة على الحكومة والحكومة عجزت من غيجاد حلول ناجزة، فلا توجد دولة في العالم تترك أمر الأسعار لـ(لشركات) و(التجار) الذين يرفعون الأسعار بصورة ليست منطقية، إذ يجد المستهلك نفسه مضطراً للشراء، لأنه لديه أطفالاً ينتظرونه ولا يعرفون كلمة (ظروف)، بالإضافة إلي أن النظام الحاكم في البلاد لا يريد أن يضع حداً لذلك (السرطان) الذي استشري في السوق دون رقابة من أجهزة الدولة المختصة، والتي تصرف مرتباتها مقابل خدمتها للمواطن، وبما أنها لا تفعل قطعاً سيستمر الوضع على ما هو عليه دون أمل في إصلاح اقتصادي بصدمة (معتز موسي) أو خلافها.

الراحلة (أم بلينة السنوسي) تكشف أدق الخفايا والأسرار لـ(الدار)







.................
لهذا السبب رفض والدي امتهاني الغناء والباشكاتب زاد من شهرتي
...................
رعايتي لوالدي غيبتني عن الحركة الفنية في ثمانينات القرن الماضي
..................
جلس إليها سراج النعيم
.................
رحلت الفنانة الكبيرة (أم بلينة السنوسي حمدان) بعد صراع مرير مع المرض تاركة خلفها أغنيات خالدة في وجدان الشعب السوداني الذي ردد معها مقطع (كان القرشي شهيدنا الأول) في ملحمة اوبريت (قصة ثورة) التي صاغ كلماتها الشاعر هاشم صديق ووضع لها الألحان الموسيقار محمد الأمين، وبما أنها صوت نسائي مميز استطاعت أن تبرز بصور لافتة، بعد أن ثابرت وجاهدت وكافحت من أجل أن تجد مقعداً مع كبار الفنانين، إلي جانب أنها شكلت ثنائية مع المخرجة التلفزيونية (فاطمة عيسي) كأول ثنائية غنائية نسائية في العام 1962م باسم (ثنائي كردفان) إلا أن المخرجة الراحلة (فاطمة عيسي) اعتزلت الغناء وواصلت تحصيلها الأكاديمي إلي أن أصبحت مخرجة تلفزيونية شهيرة وقد صدحت مع الراحلة (أم بلينة) علي المسرح القومي ولكن للأسف لا يوجد تسجيل صوتي لها، إما الصوت الذي صاحب صوت (أم بلينة) في تسجيلات الإذاعة السودانية فهو صوت الفنانة الراحلة (مريم آدم).
وتعتبر من فنانات الزمن الجميل، الذين تحدين ظروف المجتمع السوداني المحافظ آنذاك من أجل إيصال إبداعهن حيث استطاعت تحقيق أمنيتها بالصبر الذي نقشت في إطاره اسمها ضمن قائمة كبار الفنانين والفنانات، واختارت في نهاية ثمانينات القرن الماضي أن تشد الرحال عائدة إلي مسقط رأسها رغماً عن تسليط الأضواء عليها، وظلت في مدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان إلي أن تزوجت، ثم انجبت ابنيها (حمدان) و(سليمان)، بالإضافة إلي أنها انتجت العديد من الأغنيات الخاصة أبرزها أغنية (وداد) التي يقول مطلعها
نحن حافظين لودادك لودداك
وما بنطيق ابداً بعادك
رحلت كروانة الغناء (أم بلينه السنوسي) بعد أن أسست لنفسها مدرسة غنائية عاطفية، حماسية ووطنية، نعم انتقلت إلى الرفيق الأعلى مساء الخميس 13ديسمبر 2018م تاركة إرثاً خالداً وسيرة طيبة عطرة، رحمها الله بقدر عطاءها الثر وتقبلها القبول الحسن.
أين كان الميلاد والنشأة؟
ولدت في مدينة (النهود) التي اشتهر سكانها بالحكمة والغناء الشعبي، ثم درست الأولية بها ثم التحقت بفرقة (فنون كردفان)، ومازلت صغيرة السن، وكان تعهد برعايتي الأستاذين (أحمد محمد هارون) و(جمعة جابر) وأعضاء الفرقة الكردفانية، ومن خلالها أبرزت موهبتي ونميتها بمدينة الأبيض بـ(أغاني البنات)، وذلك بمصاحبة (الدلوكة) في المناسبات، وكانت فرقة (فنون كردفان) كبيرة حيث جبت معهم كل ربوع البلاد تقريباً، وذلك في عهد الرئيس الراحل (عبود)، بعدها تركت الدراسة وواصلت مسيرتي الغنائية بالخرطوم وقد ساعدني في ذلك محمد طلعت فريد الذي كان وقتئذ وزير الاستعلامات والعمل وكان أن قدمني الإعلامي عمر عثمان علي خشبة المسرح القومي مؤكداً انني معجزة القرن العشرين.
أين ذهبت الفنانة فاطمة عيسي بعد الثنائية بينكما؟
جاءت إلي الخرطوم واستقرت فيها، وتركت الغناء نسبة إلي أن والدها شيخاً، وواصلت دراستها إلي أن أصبحت مخرجة في التلفزيون، إما أنا فقد واصلت الغناء.
ماذا عن نشاطك مع فرقة (فنون كردفان)؟
التحاقي بها أتاح لي فرصة الالتقاء بالراحل (إبراهيم موسى أبا) و(فاطمة عيسى)، وفيها تم تدريبي بشكل مكثف إلي أن أصبحت من الأصوات النسائية التي يشار لها بالبنان، وخلال مشواري الفني غنيت العديد من الأغنيات التي وجدت حظها من الانتشار في (ستينيات) و(سبعينيات) القرن الماضي منها على سبيل المثال (أرحموني يا ناس) كلمات أحمد محمد هارون و(سعيد) كلمات عوض جبريل، وألحان الموسيقار الراحل علاء الدين حمزة.
متي كان ظهورك في الحركة الفنية؟
اطليت على المشهد الفني في البلاد في مهرجان المديريات بالمسرح القومي في العام 1961م ضمن مجموعة من المبدعين وقد حزت على المرتبة الأول، إلا إنني لم أكن أعي خطورة الانتماء للحركة الفنية، فأنا بدأت الغناء صغيرة، ولكن عندما تجاوزت تلك السن أصبحت أُقيم ما يجري من حولي، بعد أن أضحيت بين خيارين إما أن أتحمل ما يوضع أمامي من متاريس أو أن أترك الغناء نهائياً، والذي وضعني في هذا الموضع هو رفض أسرتي الاستمرارية في الغناء، وثانياً نظرة المجتمع للفتاة التي تمتهن الغناء، وبالرغم مما ذهبت إليه إلا إن عشقي للغناء ومساندة الزملاء لي بتقديم النصح تحملت وصمدت.
من مِن الفنانين تأثرت بهم وشكلت أغانيهم مسيرتك الفنية؟
تأثرت بأغاني الرواد أمثال صلاح بن البادية، إبراهيم عوض، محمد وردي وغنيت عدداً من أغانيهم.
ماذا عن البيئة التي نشأتي وترعرتي فيها؟
لعب مسقط رأسي دوراً ريادياً في أن أمزج بين أغنيات الوسط وأغاني الغرب أسوة بمن ينحدرون من غرب السودان كردفان ودارفور.
ما الأغنية التي شاركتي بها في مهرجان (فنون كردفان) في العام 1970م؟
أغنية (خطابك الجاني) كلمات الشاعر خليفة الصادق وألحان الموسيقار الراحل علاء الدين حمزة، وقد استفدت
كثيراً من معاصرتي للفنانة العملاقة (عائشة الفلاتية) في مسيرتها الغنائية وتبرز حالة احترامها لفنها وغنائها، وهو السبب الذي جعلها واحدة من أصوات الغناء النسائية التي يحترمها الجميع.
ماذا عن ظهورك في الحركة الفنية مع المطربة (فاطمة عيسي)؟
شكلت في العام 1961م ثنائية مع الزميلة (فاطمة عيسى) بعد إقناع أسرتها بالغناء (كثنائي) حيث كنا ضمن فرقة (فنون كردفان) وكنا أول ثنائي نسائي في الساحة الفنية باسم (ثنائي الكردفاني)، بعدها نصحني بعض الإخوة بأن أغني لوحدي وأنسى مسألة الثنائي تماماً إذا كنت أبحث عن الشهرة.
ماذا فعلتي بعد اعتزال الفنانة فاطمة عيسى للغناء في العام 1969م؟
واصلت مسيرتي الغنائية وأجزت صوتي بالإذاعة السودانية في العام 1970م كفنانة منفردة بواسطة أساتذة لهم باع كبير في عالم الفن، وذلك بعد أن أمضيت ستة أشهر من المعاناة في الذهاب والإياب.
هل سجلتي للإذاعة أغنية من أغانيك الخاصة بصورة رسمية؟
نعم فقد سجلت أغنية تحمل عنوان (وداد) كلمات الشاعر السر محمد عوض وألحان الموسيقار الراحل علاء الدين حمزة، وكانت الامتحانات للأصوات الجديدة تتم عبر عدد من الأساتذة، و صوتي تمت إجازته مع الدكتور الفنان عثمان مصطفى.
من أشتهر من أعضاء فرقة (فنون كردفان )؟
كثيرون هم من أشتهروا وعلي رأسهم إبراهيم موسى أبا، وصديق عباس لهما الرحمة، وبعدي أشتهر كل من الدكتور الفنان عبد القادر سالم والفنان عبد الرحمن عبد الله الشهير بـ(بلوم الغرب).
من هم الشعراء الذين تعاملتي معهم في تلك الفترة؟
تعاملت مع عدد كبير من الشعراء في أغنيات (طيبتو محبباه) من تأليف الشاعر الكبير اسحق الحلنقي، و(مع الأشواق) كلمات الشاعر تاج السر عباس والحان محمد سليمان المزارع، هي الأغنية التي رددتها من بعدي بعض الأصوات النسائية.
ماذا عن مشاركتك في أوبريت ملحمة (قصة ثورة) الشهير في العام 1968م؟
شاركت في ذلك الاوبريت الذي قدمناه أمام الرئيس الراحل إسماعيل الأزهري، وذلك في إحتفالات ذكرى ثورة أكتوبر المجيدة في العام 1964م، وهو من كلمات الشاعر هاشم صديق والحان الموسيقار محمد الأمين الذي اختارني للمشاركة فيه إلي جانب خليل إسماعيل، عثمان مصطفى وقمت بأداء مقطع (كان القرشي شهيدنا الأول)، المقطع الذي قمت بادائه عدة مرات إلي أن اقنعت الموسيقار الفنان محمد الأمين به، وبدأت القصة حينما تعرفت على الفنان محمد الأمين وأبو عركي البخيت من خلال برنامج (رسائل المديريات) في ستينات القرن الماضي، إذ كنا نعرف بعضنا البعض كأسماء فقط، وعندما استقر الموسيقار محمد الأمين في حي (بانت) بمدينة امدرمان كان منزله بمثابة نادي لكل الفنانين والموسيقيين والشعراء والملحنين، كان تتم فيه ورش لأعمال موسيقية جديدة، وأي فنان أو فنانة لديه عمل جديد وكنت استمع بدون تعليق نسبة إلي انني ليس لدي إلمام كبير بما يدور، ومن هذا المنطلق استفدت منهم كثيراً، وقد خرجت من تلك الورشة أعمال فنية خالدة أشهرها أغنية (الموعد) و(الملحمة)، وأتذكر أن الشاعر هاشم صديق جاء إلي الفنان محمد الأمين الذي كان مقيماً بالقرب منه، وكان أن دفع له بقصيدة (قصة ثورة) التي شرع الأخير في وضع الألحان لها، وقد تدرب الفنان بهاء الدين ابوشلة على مقطع (والشارع سال وغضب الأمة اتفجر نار)، فيما ردد الدكتور عثمان مصطفى (وسال الدم في أرض الوادي)، بينما غني الفنان الراحل خليل إسماعيل (وكان في الخطوة بنلقى شهيد بدمو بنكتب عهد جديد)، وكان ابواللمين يختار المقاطع لهذا الفنان أو ذاك، ولم يتبقي سوي مقطع (وكان القرشي شهيدنا الأول)، الذي حفظته تقريباً فما كان مني إلا واقتربت من الباشكاتب وقلت له : مقطع (وكان القرشي شهيدنا الأول) عجبني شديد وأرغب في ترديده، فسألني : (بتقدري)؟ قلت : أحاول، ثم بدأ في العزف على آلة (العود)، وكان أن غنيت المقطع، وما أن انتهيت منه إلا وقام بوضع آلة العود على الكرسي وخرج إلي الشارع، ثم عاد موجهاً خطابه لي : (كدي غنيهو تاني)، وكان أن فعلت، ثم أردف : تعالي المساء عندنا بروفة وحأوريك رأيي النهائي، وعندما حضرت للبروفة طلب مني أن أغني المقطع، وكان أن غنيته في حضرة الأستاذ موسى محمد إبراهيم الذي وزع الملحمة، وعند الانتهاء من المقطع سأله الباشكاتب عن رأيه في ادائي له ؟ فرد عليه قائلاً : (ما في أحسن من كده، وطوالي تثبت صوتي في السلم المفروض أدخل فيهو)، وهذا الاختيار جعلني في غاية السعادة، وكان أن قدمناه بالمسرح القومي لأول مرة، وفي مركز حكومة الزعيم الراحل إسماعيل الأزهري في العام 1968م، وكان أن حازت (الملحمة) علي رضا الجمهور، وبالذات مقطع (وكان القرشي شهيدنا الأول)، بعد تم تكريم الموسيقار محمد الأمين الذي كان يعاني من إشكالية النظر فتم تسفيره إلي (لندن) لتلقي العلاج، إما المرة الثانية التي قدمنا فيها (الملحمة) كان ذلك في عهد الرئيس الراحل المشير جعفر نميري.
ما الإضافة التي اضافتها لك المشاركة في الملحمة؟
كانت دافعاً كبيراً بالنسبة لي ووضعتني مع كبار الفنانين، وزادت من شهرتي في الحركتين الثقافية والفنية كصوت نسائي باعتبار أنها نادرة في المجال الغنائي في البلاد، والملحمة من الأعمال الفنية النادرة جداً، وبالتالي من الصعب تكرارها، لأنها تمثل مرجعاً للزمن الجميل.
ما الإشكاليات التي واجهتك في بداية انخراطك في الوسط الفني؟
واجهتني الكثير من العقبات والمتاريس، إذ رفضت أسرتي ممثلة في والدي امتهاني للغناء رفضاً باتاً خاصة وإنني انضممت للحركة الفنية في وقت لم يكن في الساحة الفنية أصوات نسائية بالمفهوم العميق أو تكاد تكون شبه منعدمة فقد جاءت إطلالتي في المشهد الفني بعد (عائشة الفلاتية)، (مني الخير) و(مهلة العبادية) وذلك في ستينيات القرن الماضي، والذي بعده بسنوات ظهرت في الساحة الغنائية أصوات نسائية جديدة مثل المطربات (زينب الحويرص)، (سمية حسن) و(البلابل) وغيرهن.
ما هي أسباب غيابك عن الساحة الفنية طوال السنوات الماضية؟
غيابي عن ممارسة الغناء في الخرطوم يعود إلي استقراري بمدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان من أجل رعاية والدي وذلك منذ ثمانينيات القرن الماضي.

الخميس، 13 ديسمبر 2018

(الدار) تفتح خطاً ساخناً مع أسر السودانيين المخطوفين بليبيا

















..............
عدي الناجي من الاختطاف يصل السودان ويروي القصة
................
النور والد (قصي) يكشف تفاصيل مثيرة حول اختطاف نجله
...............
التقاهم : سراج النعيم
................
فتحت (الدار) خطاً ساخناً مع أسر الشباب السودانيين المخطوفين من قبل مجموعة ليبية مسلحة من مناجم (كلمنجة) الواقعة جنوب الصحراء الليبية المتاخمة للنيجر وتشاد، ومن بينهم (قصي) النور البالغ من العمر (28) عاماً الذي تشير قصته المؤثرة إلي أنه شد الرحال من منطقة (أم حجار) التابعة لولاية الجزيرة الواقعة وسط السودان إلي ليبيا بالإضافة إلي جانب الشباب المأسورين معه الثمانية حيث أنهم هاجروا من مسقط رأسهم إلي هناك بغرض تحسين أوضاع أسرهم الاقتصادية خاصة وأنها في غاية الصعوبة رغم أن الخطوة تدفعهم للمخاطرة بأرواحهم بالسفر إلي دولة تفتقر إلي أبسط مقومات الأمن، وذلك منذ أن تمت الإطاحة بالرئيس الراحل (معمر القذافي).
فيما أظهر مقطعي فيديو قصيران بثتهما المجموعة الليبية المسلحة، يظهران الشباب السودانيين مكبلين بالسلاسل والأغلال الحديدية، مما جعل حركتهم محدودة من مكان إلي آخر، وهذا أن دل على شيء، فإنما يدل على أن المجموعة الليبية المسلحة منظمة تنظيماً دقيقاً ويتضح ذلك بجلاء من خلال إنتاجها فيديوهات بحرفية تقنية عالية جداً، ومن ثم يتم بثها عبر (الفيس بوك) لممارسة ضغوطات علي أسر الضحايا الذين أطلقوا صرخات استغاثة إلي الحكومة والشعب السوداني وخصوا بها أهلهم في ولاية الجزيرة التي ينحدرون منها.
وأوضح مقطعي الفيديو أن الشباب السودانيين تم اسرهم في ظروف غامضة بعد أن اضطرتهم الأوضاع المعيشية في بلادهم البحث عن عمل يكفلون من خلاله عوائلهم المغلوب على أمرها، وفي هذا السياق كشف (النور) والد المخطوف (قصي) تفاصيل جديدة و مؤثرة حول اختطاف نجله (قصي) من جنوب صحراء النيجر المتاخمة للحدود الليبية التشادية.
وقال لـ(الدار) : بدأت قصة نجلي (قصي) منذ أن داهمت المجموعة الليبية المسلحة مقر سكنهم بالقرب من منجم (كلجمنة) بعد إقامتهم حفل ودع لابني، والذي كان عائداً لأرض الوطن في صباح اليوم التالي، وبعد الانتهاء من الحفل خلدوا للنوم الذي تم بعده القبض عليهم في تمام الساعة الثانية صباحاً، والغريب في الأمر أن من هرب منهم لم تتم مطاردته، وعليه اقتادتهم المجموعة في ظروف يكتنفها الكثير من الغموض إلي جهة (مجهولة)، وما أن مر على تلك الواقعة أسبوعاً إلا وتواصل معنا شقيقه (عدي) الناجي من الاختطاف بعد أن سافر إلي هناك بغرض عودة شقيقه من الاغتراب الطويل الذي وقع علي إثره ضحية للاسر، وعليه بدأ نجلي (عدي) الناجي من الاعتقال استلام العمل في مطعم شقيقه المخطوف (قصي) الذي ظل يديره بالحدود النيجيرية عامين بعد أن جاء إليها من ليبيا بعد ست سنوات متصلة دون انقطاع.
وأضاف : ظل ابني الضحية مكافحاً ومناضلاً ومجاهداً في حياته العملية، وذلك من أجل توفير لقمة عيش كريم لنا خاصة بعد إصابتي بـ(القرحة) والتي طلب مني بعدها البقاء في المنزل، وعدم الخروج منه للعمل نهائياً متكفلاً هو بكل المصاريف، وبما أن حالتي الصحية لم تكن تسمح لي بالعمل استجبت لهذا النداء الإنساني، وبدأ هو حياته العملية قاطعاً دراسته حتي يتمكن أشقائه من الاستمرارية في مراحلهم الدراسية المختلفة، ويبلغ عدد أسرتنا (١٠) أشخاص، بالإضافة إلي أنه كان يتكفل بـ(بنت يتيمة) قمنا بتربيتها بعد أن توفي والدها وتركها وحيدة تقالب الظروف الإقتصادية والإنسانية المحيطة بها آنذاك، وتولي (قصي) الإنفاق عليها إلي أن تزوجت والحمدلله، المهم أنه في بداية انخراطه في الحياة العملية عمل في بيع الصحف السيارة في الأماكن العامة، وبعد أن قضي فترة فيها قرر الهجرة إلي (ليبيا) وأمضي فيها ثمانية سنوات ثم توجه منها إلي (النيجر) التي اختطف منها.
وأردف : اخبرني نجلي (عدي) العائد للتو من هناك بأن الخاطفين لم يطاردوا من هربوا من الشباب السودانيين لحظة القبض علي من وقعوا مأسورين في يد المجموعة الليبية المسلحة، ولم يكن يعتقدون أن فترة الاسر ستطول باعتبار أن الخاطفين سوف يرسلون مندوباً عنهم طلباً لـ(فدية)، ولكن المجموعة الليبية المسلحة لم تفعل ذلك نهائياً وخيبت ظنهم جميعاً خاصة وأن عملية الاختطاف سبقها السؤال عنهم، وتمثل في من هم السودانيين الأقرب للنظام الحاكم في الخرطوم من الشباب العاملين في مجال التعدين عن الذهب؟ وكان الرد بأن أبناء ولاية الجزيرة الواقعة وسط السودان أقرب للحكومة السودانية من حيث الموقع الجغرافي، وهذا السؤال يشير إلي أن الخاطفين الليبيين خططوا ودبروا لتنفيذ عملية الخطف بصورة دقيقة جداً للتأثير علي أهالي المخطوفين والمساومة بالمتهمين في جريمة القتل البشعة التي حدثت في شقة (شمبات) الشهيرة، والتي وردنا في إطارها أن والد المتهم الليبي الرئيسي في القضية (محمود) سوف يصل السودان.
ومضي : ابني عندما تم اختطافه كان في طريقه إلي الخرطوم وكان أن تواصل معي عبر تطبيق (الواتساب) مؤكداً عودته للسودان في شهر نوفمبر من العام ٢٠١٨م، مما جعل الفرحة تغمرني ومن ثم بشرت والدته وأشقائه على أساس أنه ظل غائباً عنا ما يربو عن الثمانية سنوات وعندما تأخر عن الموعد الذي حدده تخالجني إحساس لم يجول بخاطري من قبل و لم أكن مطمئناً لما يجري معه، مما قادني للاتصال بشقيقه الأصغر (عدي) الذي لحق به قريباً، والذي بدوره اخبرني بإختطاف (قصي) وآخرين في الساعات الأولي من الصباح، فلم أتمالك نفسي مما طرق اذني فقلت في قرارة نفسي : (لا حولة ولا قوة إلا بالله)، ثم وجهت له سؤالاً مفاده لماذا لم تخطرني في لحظة حدوث الاختطاف؟ قال : كنا نتوقع أن تطلب المجموعة الليبية المسلحة (فدية) مقابل إطلاق سراحهم بحسب ما درجوا في مثل حالات مشابهة ، إذ يقوم على إثرها السودانيون المقيمين بليبيا بجمع المبلغ المحدد وتسليمه للخاطفين لإخلاء سبيل من هم في قبضتهم، إلا أن ذلك لم يحدث إلى أن ظهر مقطع الفيديو المؤثر الأول ثم بث آخراً بعد أسبوع.
واستطرد : عندما تلقيت الخبر المفاجئ كنت محتاراً في كيفية تبليغ والدته بما احل بأبنها إلا أنه لم يكن أمامي بداً سوي أن اخبرها، لذا هيأتها في بادىء الأمر قبل أن يطرق اذنها الخبر الصادم جداً، عموماً نحن الآن نركن للحزن لا نذوق طعماً للأكل ونسهر الليالي في انتظار خبر مفرح يزيل قلقنا وخوفنا على أبنائنا الذين يواجهون مصير مجهول خاصة وأننا لا علم لنا بأسباب اعتقالهم.
واسترسل : إما شقيقه الأصغر (عدي) الناجي من الاختطاف فقد (جمد) دراسته في الصف الثالث، وسافر إلي شقيقه (قصي) لإحضاره من النيجر إلي السودان، وذلك بعد أن مر علي سفره (8) سنوات ، ومنذ أن تلقينا خبر حجزه (كرهينة) ها نحن نقف مكتوفي الأيدي دون أن نجد حلاً يمنح أبنائنا الحرية، ويجعلهم يعودون إلي أحضاننا، فنحن لا نملك إلا أن ندعو المولي عز وجل أن يفرج كربتهم، ولكن رغماً عما أشرت له فإن الأمل مازال معقوداً حيث تم تكوين لجنة لمتابعة أمر الرهائن السودانيين مع السلطات الرسمية، وهذه اللجنة التقت بنائب الدائرة بالبرلمان، الذي بدوره وجه باللجوء إلي لجنة حقوق الإنسان، كما إننا التقينا بالسيد معتمد محلية (المناقل)، والذي بدوره وعدنا بأن يبذل قصاري جهده من أجل إيصال صوتنا للسلطات في رئاسة الولاية والمركز، وأنه سيعمل كل ما بوسعه للوقوف مع أبناء محليته المأسورين في ليبيا.
وقال ناجي من الاختطاف : إن مواطناً من مدينة (الكفرة) الليبية حضر إلي مناجم الذهب (كلمنجة) ووجه سؤالاً هل هنالك سوداني تربطه صلة بأي مسؤولين في الحكومة السودانية لمساعدته في فك أسر ابنه الذي يدعي (محمود) الذي يواجه تهمة القتل العمد في الخرطوم علي خلفية جريمة قتل بشعة شهدتها شقة تقع في منطقة شمبات شمال مدينة الخرطوم بحري وتصل التهمة الموجهة إلي ابنه حد الاعدام شنقاً حتي الموت وهو الان مودع في احد السجون السودانية إلا أنه وجد شباباً سودانيين بسطاء يتخذون التجارة والتنقيب عن الذهب عشوائياً عملاً لهم.
وأضاف : ونفس ذلك الليبي الذي يبدو عليه أنه ينتمي إلي قبائل (التبو) توجه في اليوم التالي مباشرة إلى مكان إقامة السودانيين واصطحب معه شاباً سودانياً إلي جهة مجهولة ومر علي اقتياد ذلك الشاب السوداني أسبوعاً من تاريخه ثم جاء ذات الرجل الليبي بعد ذلك ترافقة مجموعة ليبية مدججة بالأسلحة الخفيفة والثقيلة فقاموا باختطاف شباباً سودانيين آخرين.
وبالانتقال إلي قصة الشاب المخطوف محمد عبدالباقي نجد أنه شد الرحال إلي مناطق التعدين عن الذهب بالحدود الليبية قبل أن يبلغ من العمر العشرين عاماً، وهو يعتبر أكبر أشقائه والعائل الأوحد لأسرته المكونة من (١٠) أشخاص، هاجر بحثاً عن سبل حياة معيشية كريمة في ظل ظروف اقتصادية قاهرة يدرس على خلفيتها بعضاً من أشقائه في مراحل تعليمية مختلفة.
وقالت أسرته : منذ صغره كان مهموماً بالأوضاع الاقتصادية لأسرته حيث عمل في مجال بيع (الصحف) السودانية بالخرطوم ثم عمل سائقاً لـ(ركشة) إلا أن هذه المهن لم تكن تسد العجز المالي لأسرته مما حدا به أن يهاجر إلي ليبيا بعد أن تدهورت أحوالنا الاقتصادية، الأمر الذي حدا به الاقدام علي هذه الخطوة بالرغم مما تشهده ليبيا من أوضاعاً أمنية غير مستقرة، وذلك منذ أن تمت الإطاحة بالرئيس الراحل (معمر القذافي) إلا أن بحثه عن الحل لم يترك له فرصة للتفكير في خطورة المكان، وما يمكن أن يوول إليه مصيره في المستقبل، فليس أمامه حلاً غير أن يبحث عن طوق للنجاة من (الفقر).
التحق (محمد) بأبناء منطقته الذين ينقبون عن الذهب في منجم (كلمنجة) الواقع علي الحدود المثلثة ليبيا وتشاد والنيجر إذ بدأ مشوار الأغتراب بالعمل في أحد المحلات التجارية، وما بين الفينة والآخري يتسلل إلي منطقة (الكفرة) الليبية لإحضار بعض البضائع، وكان (محمد) قد أطل على مشهد الرأي العام برفقة (٧) من الشباب الذين تعود جذورهم لولاية الجزيرة وسط السودان، وهم مقيدين بالسلاسل والأغلال الحديدية، ويظهر خلفهم أفراد من المجموعة الليبية المسلحة بالبزات العسكرية، ويحملون في ذات الوقت أسلحة (خفيفة) و(ثقيلة).
ويعتبر الشاب سيف الدين محمد بدوي الابن الوحيد في أسرته، حيث أنه سافر إلي ليبيا باحثاً عن أوضاع اقتصادية أفضل تسهل لشقيقاته الأناث مواصلة دراستهن، ومع هذا وذاك لم يكن يدري أن مصيره سيكون مبنياً على المجهول، ويقع ضحية للمجموعة الليبية المسلحة.
وناشد أهالي الضحايا الخاطفين مؤكدين بأن أبنائهم ليس لهم ذنباً فيما جري، فهم جميعاً أجبرتهم الظروف الاقتصادية على السفر إلي ليبيا بعد أن كانوا يعملون في بعض المهن البسيطة في السودان، وقد شدوا الرحال إلي ليبيا من أجل مساعدة أسرهم والتكفل بنفقات تعليم أشقائهم.
فيما تشير المعلومات إلي أن الرهائن الثمانية المحتجزون هم : محمد عبد الباقي مرجي قرية (أم حجار) المكاشفي محلية الجاموسي، قصي النور علي آدم (أم حجار المكاشفي)، عابدين عباس محمد موسى قرية (الياس) محلية المناقل، بلال الطريفي سراج (حلة بشير) محلية 24 القرشي، سيف الدين محمد بدوي قرية (أم دغينة الركابية)، حمزة الفضل قرية (الشويرف)، بابكر عبد المطلب كوكو قرشي قرية (غنيوة) محلية القرشي، يوسف المسلمي قرية (الشويرف).
من جانبها حرصت المجموعة الليبية المسلحة على تصوير الرهائن السودانيين في مقاطع فيديوهات أثناء تعذيبها لهم في منطقة صحراوية قاحلة مع حراسة مشددة من قبل بعض المسلحين، ثم منحوا كل شاباً من أولئك الشباب فرصة لمناشدة الحكومة السودانية من أجل الاسراع بفك اسرهم، ووضحوا في ذلك الفيديو أسمائهم والمناطق التي ينحدرون منها ويلقون باللائمة على قنصل السودان بالعاصمة الليبية (طرابلس) لعدم الاستجابة لاتصالاتهم به في بادئ الأمر، علماً بأن المجموعة الليبية المسلحة لم تطلب (فدية) نظير إطلاق سراح المعتقلين السودانيين، وبعد مرور أسبوع علي بث الجناة مقطعهم الأول نشروا آخراً يرتفع من خلاله عدد الضحايا من (7) إلي (8) أشخاص يتعرضون للتعذيب والضرب، فضلاً عن إجبارهم على الركض في الكثبان الرملية، مع إطلاق أعيرة نارية في الهواء.
وتشير المصادر إلي أن الـ(8) سودانيين المعتقلين تم أسرهم كرهائن من قبل قبائل (التبو) جنوب ليبيا وهم لا يطلبون مقابل إخلاء سبيلهم (فدية) مالية، إنما يرغبون في التفاوض مع مسؤول سوداني رفيع في أمر لم يفصحوا عنه، ولكن رجح المصدر أن الأمر يتعلق بقضية مجزرة شقة شمبات الشهيرة المتهم فيها متهمين ليبيين ينتمون إلي العشيرة المشار إليها وأن القبض واتهام ليبيين في قضية شقة (شمبات) هو السبب الرئيسي وراء اختطاف الشباب السودانيين الثمانية.
في سياق البحث عن الاسباب التي أدت إلي اختطاف الشباب السودانيين كتب الليبي عبدالحكم بلقاسم منشوراً عبر موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) يبعث من خلاله برسالة إلي قاض محكمة سودانية فيما يخص محاكمة الليبي (محمود أوشي) الذي يواجه الاتهام بالإعدام شنقاً حتي الموت في قضية شقة (شمبات) الشهيرة التي راح ضحيتها ثلاثة سودانيين بصورة بشعة جداً هزت الرأي العام السوداني على أساس أن الجريمة دخيلة على المجتمع السوداني الذي لم يألفها قبلاً وبالتالي أشار الشخص الذي نشر البوست بموقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) أنه من عائلة المتهم (محمود) المنتمي لقبائل (التبو) عشيرة (أوشي) وأضاف إلي أن المجموعة الليبية المسلحة المعتقلة للسودانيين الثمانية ترغب في إبرام إتفاق بتبادل السودانيين المحتجزين نظير المتهمين الليبيين الذين تعود جذورهم إلي جنوب ليبيا.

مأساة أسرة سودانية بعد محاكمة عائلها الأوحد بالسجن














...................
رسمت صوراً مأساوية لأسرة سودانية تصرخ من شدة المعاناة ولا حياة لمن تنادي في ظل ظروف اقتصادية قاهرة بدأت تواجهها بعد أن قضت محكمة جنائية بالسجن على عائلها الأوحد الذي تجاوز عمره الخامسة والستين عاماً، وذلك على ذمة قضايا، مما وضع الأسرة أمام ظروف صعبة جداً أدت إلي أن تتقطع كل السبل أمامها، إذ أنها لا تمتلك منزلاً يأويها من الشتاء القارص، الشىء الذي قادها إلي أن تعاني الأمرين نتيجة غياب رب الاسرة مما ادي الي تشرد أبنائها الذين يعيشون واقعاً مريراً وتوضح الصور المؤلمة قصة مؤثرة بكل ما تحمل الكلمة، لذا نأمل أن تجد معاناة هذه الأسرة الحل لعلها تجد اذناً صاغية من أصحاب القلوب الرحيمة الذين درجوا على تقديم يد العون والمساعدة.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...