............................
من الشائع في عصرنا هذا أن الكثير من الناس أصبحوا يفشون الأسرار دون أن يأبهوا بأنها أمانة يودعها أصحابها في من يثقون فيهم، لذا يجب علي الإنسان الذي يتم اصطفائه لحفظ الأسرار أن لا يكون خائناً لمن ائتمنه عليها، فهي في النهاية عهد وعلي الإنسان أن يكون مسئولاً، ولا سيما فإن الأسرار في حد ذاتها متفاوتة من حيث درجات أهميتها، فمنها ما هو ضار للعامة ويقودهم في كثير من الأحيان للخصومة في المحيط الأسري أو المجتمع عموماً.
وفي هذا الإطار قال الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله : (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولاً)، وقال : (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلي أهلها)، وفي هذا دلالة علي حرمة إفشاء السر.
فيما كان النبي صل الله عليه وسلم قد أسر إلي السيدتين (عائشة) و(حفصة) بحديث وائتمنهما عليه، إلا إنهما أظهرتا سره، فما كان إلا وعاتبهما الله سبحانه وتعالى بقوله : (وإذ أسر النبي إلي بعض أزوجه حديثاً، فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه، وأعرض عن بعض، فلما نبأها به قالت مَن أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير)، وعن عبد الله بن عمرو أن النبي صل الله عليه وسلم قال : (أربع مَن كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومَن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا ائتُمِن خان ، وإذا حدَّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر)، وليس من شرطاً أن يخطر بمن أسره بأنه (سراً) ولا تخبر به أحداً، وعن جابر بن عبدالله عن النبي صل الله عليه وسلم قال : (إذا حدث الرجل الحديث ثم التفت فهي أمانة).
بينما نجد أن شخصاً ما طرح عليه سؤالاً عن المقصود بـ(الاثنين)، فلم يتردد في الإجابة قائلاً : إنها (الشفتين)، مما يوضح بجلاء أن الناس كانوا في وقت مضي حذرين فيما يتعلق بإفشاء أسرارهم حتى ولو كان ذلك لأقرب الأقربين، وبما أن هذا هو نهجهم كانت النتيجة النهائية أن الحياة تمضي بشكل طبيعي، وخطورة الأمر تكمن في إفشاء أسرار البيوت، مما أسفر عن ذلك انهيار قيم وأخلاق، وتهدمت الكثير من المنازل، وعن أبي هريرة قال : (بلفظ من أطلع في بيت قوم بغير إذنهم فقد حل لهم أن يفقئوا عينه)، وورد من وجه أخر عن أبي هريرة قال : (بلفظ من أطلع في بيت قوم بغير إذنهم ففقئوا عينيه فلا دية ولا قصاص)، وفي رواية من هذا الوجه فهو هدر.
ومما أشرت له، فإن ظاهرة (إفشاء الأسرار) أخذت أبعاداً خطيرة جداً لا يمكن تصورها مهما حاول البعض تبسيطها، فإن هذا الفعل ينجم عنه تصدع في العادات والتقاليد السودانية التي لا تنفصل عن الديانة الإسلامية، لأن انتهاج هذا النهج أفضي إلي بذر بذور (الفتنة) و(البغضاء) بين الناس، مما يؤدي ذلك إلي انهيار أواصر المحبة، وتحل محلها الكراهية التي غالباً ما تأخذ حيزاً كبيراً في المحيط الدائرة فيه، وربما تتسبب في مقاطعة صلة الأرحام، بالإضافة إلي تزايد حالات الانفصال بين الأزواج (الطلاق).
ومن الملاحظ أن إفشاء الأسرار يلعب دوراً كبيراً في الانجراف بتماسك المجتمع ، وقد ساهم في تعميق ذلك (العولمة) ووسائطها المختلفة، إذ أصبحت بديلاً لتحريك الشفتين لإيصال هذا السر أو ذاك عبر الإعلام الحديث الذي يبث الأسرار للعامة، وعندما يستدرك الناشر أنه وقع في خطأ، فإنه لا يمكن له إلغاء النشر إن كان صالحاً أو طالحاً، لأن من ينسخون ويلصقون يكونون قد تناقلوه علي نطاق واسع، وعليه يكون السر الذي كان محصوراً في نطاق ضيق، سراً متداولاً عبر (الفيس بوك) و(الواتساب) وغيرهما من وسائل التقنية الحديثة، وذلك في ظل انتشار الهواتف الذكية وسهولة إقتنائها، فالكثير منهم يحملون جوالاً أو جوالين، وهكذا يفعلون بهما ما يشاءون، ويصورون ما يشاءون، ويكتبون ما يريدون، ولا يبقى شيء دون أن يأخذ نصيبه، بل إن هناك من همه فقط تصيّد الأخطاء ونشرها.
عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : (قال النبي صل الله عليه وسلم : إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى المرأة وتفضي إليه ثم ينشر سرَّها)، ومن وصايا العرب للعروس : (ولا تفشي له سرّاً، فإنك لو أفشيتِ سرَّه ، أوغرتِ صدرَه)، وعن ثابت عن أنس قال : (أتى عليَّ رسول الله صل الله عليه وسلم وأنا ألعب مع الغلمان، قال : فسلَّم علينا ، فبعثني إلى حاجة فأبطأتُ على أمي ، فلمَّا جئتُ قالت : ما حبسك ؟ قلت : بعثني رسول الله صل الله عليه وسلم لحاجة، قالت : ما حاجته ؟ قلت : إنها سر ، قالت : لا تحدثت بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً .
من الشائع في عصرنا هذا أن الكثير من الناس أصبحوا يفشون الأسرار دون أن يأبهوا بأنها أمانة يودعها أصحابها في من يثقون فيهم، لذا يجب علي الإنسان الذي يتم اصطفائه لحفظ الأسرار أن لا يكون خائناً لمن ائتمنه عليها، فهي في النهاية عهد وعلي الإنسان أن يكون مسئولاً، ولا سيما فإن الأسرار في حد ذاتها متفاوتة من حيث درجات أهميتها، فمنها ما هو ضار للعامة ويقودهم في كثير من الأحيان للخصومة في المحيط الأسري أو المجتمع عموماً.
وفي هذا الإطار قال الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله : (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولاً)، وقال : (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلي أهلها)، وفي هذا دلالة علي حرمة إفشاء السر.
فيما كان النبي صل الله عليه وسلم قد أسر إلي السيدتين (عائشة) و(حفصة) بحديث وائتمنهما عليه، إلا إنهما أظهرتا سره، فما كان إلا وعاتبهما الله سبحانه وتعالى بقوله : (وإذ أسر النبي إلي بعض أزوجه حديثاً، فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه، وأعرض عن بعض، فلما نبأها به قالت مَن أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير)، وعن عبد الله بن عمرو أن النبي صل الله عليه وسلم قال : (أربع مَن كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومَن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا ائتُمِن خان ، وإذا حدَّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر)، وليس من شرطاً أن يخطر بمن أسره بأنه (سراً) ولا تخبر به أحداً، وعن جابر بن عبدالله عن النبي صل الله عليه وسلم قال : (إذا حدث الرجل الحديث ثم التفت فهي أمانة).
بينما نجد أن شخصاً ما طرح عليه سؤالاً عن المقصود بـ(الاثنين)، فلم يتردد في الإجابة قائلاً : إنها (الشفتين)، مما يوضح بجلاء أن الناس كانوا في وقت مضي حذرين فيما يتعلق بإفشاء أسرارهم حتى ولو كان ذلك لأقرب الأقربين، وبما أن هذا هو نهجهم كانت النتيجة النهائية أن الحياة تمضي بشكل طبيعي، وخطورة الأمر تكمن في إفشاء أسرار البيوت، مما أسفر عن ذلك انهيار قيم وأخلاق، وتهدمت الكثير من المنازل، وعن أبي هريرة قال : (بلفظ من أطلع في بيت قوم بغير إذنهم فقد حل لهم أن يفقئوا عينه)، وورد من وجه أخر عن أبي هريرة قال : (بلفظ من أطلع في بيت قوم بغير إذنهم ففقئوا عينيه فلا دية ولا قصاص)، وفي رواية من هذا الوجه فهو هدر.
ومما أشرت له، فإن ظاهرة (إفشاء الأسرار) أخذت أبعاداً خطيرة جداً لا يمكن تصورها مهما حاول البعض تبسيطها، فإن هذا الفعل ينجم عنه تصدع في العادات والتقاليد السودانية التي لا تنفصل عن الديانة الإسلامية، لأن انتهاج هذا النهج أفضي إلي بذر بذور (الفتنة) و(البغضاء) بين الناس، مما يؤدي ذلك إلي انهيار أواصر المحبة، وتحل محلها الكراهية التي غالباً ما تأخذ حيزاً كبيراً في المحيط الدائرة فيه، وربما تتسبب في مقاطعة صلة الأرحام، بالإضافة إلي تزايد حالات الانفصال بين الأزواج (الطلاق).
ومن الملاحظ أن إفشاء الأسرار يلعب دوراً كبيراً في الانجراف بتماسك المجتمع ، وقد ساهم في تعميق ذلك (العولمة) ووسائطها المختلفة، إذ أصبحت بديلاً لتحريك الشفتين لإيصال هذا السر أو ذاك عبر الإعلام الحديث الذي يبث الأسرار للعامة، وعندما يستدرك الناشر أنه وقع في خطأ، فإنه لا يمكن له إلغاء النشر إن كان صالحاً أو طالحاً، لأن من ينسخون ويلصقون يكونون قد تناقلوه علي نطاق واسع، وعليه يكون السر الذي كان محصوراً في نطاق ضيق، سراً متداولاً عبر (الفيس بوك) و(الواتساب) وغيرهما من وسائل التقنية الحديثة، وذلك في ظل انتشار الهواتف الذكية وسهولة إقتنائها، فالكثير منهم يحملون جوالاً أو جوالين، وهكذا يفعلون بهما ما يشاءون، ويصورون ما يشاءون، ويكتبون ما يريدون، ولا يبقى شيء دون أن يأخذ نصيبه، بل إن هناك من همه فقط تصيّد الأخطاء ونشرها.
عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : (قال النبي صل الله عليه وسلم : إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى المرأة وتفضي إليه ثم ينشر سرَّها)، ومن وصايا العرب للعروس : (ولا تفشي له سرّاً، فإنك لو أفشيتِ سرَّه ، أوغرتِ صدرَه)، وعن ثابت عن أنس قال : (أتى عليَّ رسول الله صل الله عليه وسلم وأنا ألعب مع الغلمان، قال : فسلَّم علينا ، فبعثني إلى حاجة فأبطأتُ على أمي ، فلمَّا جئتُ قالت : ما حبسك ؟ قلت : بعثني رسول الله صل الله عليه وسلم لحاجة، قالت : ما حاجته ؟ قلت : إنها سر ، قالت : لا تحدثت بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً .