سبق
وطالبت سلطات محليات ولاية الخرطوم إيقاف الحملات التي يقودونها ما بين الفينة
والأخرى ضد بائعات المشروبات الساخنة في
الأسواق والأماكن والشوارع العامة ومطالبتي هذه تنبع من أنهن يكن مضطرات لممارسة
عمل بيع (الشاي) وغيره من المشروبات الساخنة للكسب الحلال وتربية الأبناء، فمعظمهن
أمهات إما (مطلقات) أو (أرامل)، لذا يحب إيقاف (ﺍﻟﻜﺸﺎﺕ) اﻟﻤﺘﻜﺮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ بعض
المحليات لأنها بأي حال من الأحوال تدخلهن في حسابات والخسارة ويفقدن على إثرها المعينات
المساعدة في مزاولة عملهن فبالأمس فقدت ست الشاي المعروفة (سامية) أنبوبة (الغاز)،
الأمر يدﺧﻠﻬﻦ دائماً ﻓﻲ ﺩﻳﻮﻥ ﻻ ﻳﺪﺭﻳﻦ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻳﺴﺪﺩﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ الحملات، ﻭﻗﻠﻦ
ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﺭﺓ : (اﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻄﺮﻫﻦ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻦ
ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﻛﺮ ﻭﻻ يعدن ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻦ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺑﻜﺮﺍﻣﺔ).
ﻟﺬﺍ
ﻋﻠﻲ السادة معتمدي محليات ولاية الخرطوم ﺍلاﺻﻐﺎﺀ للشكوى المتجددة من بائعات
المشروبات الساخنة ، والاتجاه إلي تقنين هذه المهنة الرائجة بصورة ترضي الطرفين،
وحينما نطالب بإﻳﻘﺎﻑ (ﺍﻟﻜﺸﺎﺕ) ﻧﻬﺎﺋﻴﺎً نفعل ذلك من واقع نظرتنا ﻟﻠﻈﺮﻭﻑ الاقتصادية
القاهرة المحيطة بهن جميعاً وهي بلا شك ظروفاً إنسانية يمرن بها دون أن يمدن
أيديهن للناس أعطوهم أو منعوهم، ﻭﻫﻲ أيضاً ﻇﺮﻭف ﻓﺮﺿﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﺃﺻﻼً ﻣﻀﺎفاً
ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﻗﺎﺕ، وﺍﻟﺬﻱ ﺿﺎﻋﻒ ﻣﻦ أعبائهن إلي جانب زيادة (الرغيفة) بواقع
واحد جنيه ، ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﺸﻜﻮﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺪعى ﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﻦ ﻟﻠﻮﻗﻮﻑ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻭﻗﻔﺔ ﺗﺄﻣﻞ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﻭﺭﺃﻓﺔ
ﻭإﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ومن ثم ﻳﺴﺘﺼﺪﺭﻭﻥ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻗﺮﺍﺭﺍً ﻳﺘﻢ ﺑﻤﻮﺟﺒﻪ ﻭﻗﻒ الحملات ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻋﺎﺟﻠﺔ ﺣﺘﻰ يتسنى
ﻟﻠﺴﻴﺪﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﻼﺕ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ الشريفة ﺃﻥ ﻳﻔﺘﺤﻦ ﺑﻴﻮﺗﻬﻦ وﻳﺮﺑﻴﻦ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻦ ﺗﺮﺑﻴﺔ
سليمة ، ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻥ أﻏﻠﺒﻬﻦ ﻟﺪﻳﻬﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻣﻦ ﻳﺪﺭﺳﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ والجامعات ﻭﻳﺤﺘﺎﺟﻮﻥ
ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻤﺼﺎﺭﻳﻒ ﻳﻮﻣﻴﺎً، ﻓﻤﻦ ﺃﻳﻦ ﻳﺪﻓﻌﻦ ﻟﻬﻢ، ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻬﻦ ﺑﺒﻴﻊ ﺍﻟﺸﺎﻱ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﻭﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻟﺬﻟﻚ أﻧﻈﺮوا ﻟﻬﻦ ﻧﻈﺮﺓ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺳﺘﺼﺪﺭون ﻗﺮﺍﺭﺍً
ﻳﻘﻀﻲ ﺑﻮﻗﻒ (اﻟﻜﺸﺎﺕ) وعدم مطاردة (ستات الشاي)، ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﻟﻬﻦ ﻭﻟﻠﻤﺠﻬﻮﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺬﻟﻨﻪ ﺑﺤﺜﺎً
ﻋﻦ (ﺃﻛﻞ ﺍﻟﻌﻴﺶ) الشريف، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ أليس هنالك الأولى والأهم من (ﻛﺶ ﺳﺘﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﻱ)
الإجابة عندي نعم، فهنالك ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ الأخطر على المجتمع؟.
ﻧﺤﻦ
ﻟﺴﻨﺎ ﺿﺪ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﺘﺨﻴﺮ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﺩ ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻤﻼﺕ، ﻓﺄﻱ ﺗﻌﺎﻣﻞ ﺳﺎﻟﺐ
ﻣﻦ ﻓﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻳﻨﻌﻜﺲ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻟﺬﻟﻚ ﺃﺗﺄﻟﻢ ﺃﻟﻤﺎً ﺷﺪﻳﺪﺍً ﻛﻠﻤﺎ ﺷﺎﻫﺪﺕ (ﺳﺘﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﻱ)
ﻣﺮﻋﻮﺑﺎﺕ ﻭﻗﻠﻘﺎﺕ ﻟﻤﺠﺮﺩ ﺃﻧﻬﻦ ﻋﻠﻤﻦ ﺑﺄﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺣﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﺇﻟﻴﻬﻦ، ﻭﻣﺼﺪﺭ ﺍﻷﻟﻢ ﻧﺎﺑﻊ ﻣﻦ
ﺃﻧﻬﻦ ﻳﺮﻛﻦ ﺇﻟﻲ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻗﺎﻫﺮﺓ ﺗﻘﻮﺩﻫﻦ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﻛﺮ .
ﻭﻣﻦ
ﻫﻨﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻻ ﻧﻀﻴﻊ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﻓﻲ ﺣﻤﻼﺕ ﻟـ (ﻛﺶ) ﺳﺘﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﻱ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﺃﺟﺪﺭ
ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺒﺬﻟﻪ المحليات، كان الأجدر بها أن توجهه صوب ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ (ﺍﻟﺨﻤﻮﺭ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺔ)
و(المخدرات) و(حبوب الخرشة) والأدوية منتهية الصلاحية وغيرها من ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺩﺓ
ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻌﻠﻴﺎً، وﺍﻟﺘﻲ يجب أن ﺗﺸﺮﻉ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻟﺨﻄﻮﺭﺗﻬﺎ على الإنسان.
ﻭﻣﻤﺎ
ﺃﺷﺮﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺭﺟﻮ ﺷﺎﻛﺮﺍً ﻣﻦ ﺍلسادة ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪين، والفريق أول شرطة هاشم عثمان الحسين المدير
العام للشرطة ﺇﻳﻘﺎﻑ (ﻛﺸﺎﺕ) ﺳﺘﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﻱ ﻧﺴﺒﺔ ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺴﻴﺪﺍﺕ ﻳﻌﻤﻠﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ
ﻭﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻬﺪﻑ ﺇﻳﺠﺎﺩ (ﻟﻘﻤﺔ ﺍﻟﻌﻴﺶ) ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻘﻨﻨﻪ ﻟﻬﻦ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺗﺤﻔﻆ
ﻟﻬﻦ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﻦ، ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﻬﻦ الشريفة ﺳﺎﻫﻤﺖ ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺗﺨﺮﻳﺞ ﺃﺟﻴﺎﻝ ﻭﺃﺟﻴﺎﻝ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﺩﻭﻥ ﻓﻴﻪ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﻫﺎﻣﺔ، ﻓﻬﻞ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﻧﺤﻔﺰﻫﻢ ﻭﻧﺴﻬﻞ ﻣﻬﻤﺘﻬﻢ ﺃﻳﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﻡ ﻧﻄﺎﺭﺩﻫﻢ
ﺑﺎﻟﺤﻤﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻣﺨﺮﺝ ﻟﻬﻢ ﺳﻮﻱ ﺑﻴﻊ
ﺍﻟﺸﺎﻱ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﻭﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﺍﻟﺤﻼﻝ