ويواصل مترجم قضية
تفجير طائرة لوكربي كشف تفاصيل جديدة للدار
....................
جعفر: ترحيل المقرحي
وفحيمة للمثول أمام المحكمة الدولية بلاهاي
...................
استقالة محامي الدفاع
عن القضية فجر أزمة قادت لاعتقاله مرتين علي التوالي
...................
جلس إليه : سراج النعيم
.......................
وتتواصل الأسرار
التي كشفها المترجم السوداني جعفر التوم ٲستاذ الترجمة ومترجم قضية لوكربي أسراراً
جديدة في هذه القضية التي أخذت أبعاد دولية يوم الاربعاء 21 ديسمبر 1988م التاريخ الذي
انفجرت فيه الطائرة البوينغ (747) التابعة لشركة (بان ٲمريكان) أثناء تحليقها فوق قرية
لوكربي الواقعة في مدينة دمغريز وغالواي الاسكتلندية غربي المملكة البريطانية المتحدة
فجرت تحقيقات في غاية السرية.. وخلال هذه التحقيقات غير المعلنة كانت وسائل الٳعلام
المختلفة تتكهن وتحلل ٳلي ٲن تم تدويل القضية وقد نجم عن تفجير الطائرة مقتل (259)
راكباً و (11) شخصاً من سكان القرية حيث سقطت الطائرة وعلي خلفية ذلك شكلت عائلات الضحايا
مجموعة ضغط قوية جداً ووجه الاتهام ٲولاً لدول مختلفة تناصب الولايات المتحدة الأمريكية
العداء وحركات تحرير وضعت في خانة المنظمات الإرهابية.. وبعد عدة سنوات وجه فيها الٳتهام
شرقاً وغرباً ومع هذا وذاك كانت امريكا تنادي بإلقاء القبض علي من تتهمهم بهذا الجرم
وإيقاع العقوبات عليهم وفي غمرة تلك الملابسات دفعت الولايات المتحدة بالمسئولية اولاً
علي منظمة التحرير الفلسطينية ثم تحول الٳتهام ٳلي سوريا وبعدها مباشرة إيران وفي نهاية
هذه الجولة التي تلقي فيها الٳتهامات جزافا اتجهت ٲمريكا بالٳتهام نحو ليبيا في 13
نوفمبر 1991م وأمرت بالقبض علي مواطنين ليبيين اشتبه فيهم بتنفيذ هذه العملية الإرهابية
كونهم يعملون بمكتب شركة الخطوط الجوية الليبية بمطار لوقا بمالطا.
ومن هنا أوقف الموظفان
عبدالباسط المقرحي والٲمين خليفة فحيمة وطلب من ليبيا تقديم ما بحوزتها من ٲدلة تتعلق
بشحن حقيبة تحتوي في داخلها علي متفجرات وبدأت الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة
البريطانية المتحدة تأثيرهما في التحرك داخل مجلس الٲمن الدولي حتي تمكنا من ٳصدار
قرار في 13 مارس 1992م يحمل الرقم 748 بأغلبية 10 أصوات وامتناع 5 أعضاء عن التصويت
لصالح القرار وتحت ضغط قوي أمريكي و بريطاني اصدر مجلس الٲمن الدولي في 11 نوفمبر من
نفس العام قراراً بالرقم (883) وهو قرار يطور من نوع العقوبات وكأجل نهائي حدد 15 ٳبريل
1992م بالضغط علي ليبيا حتي تذعن لمطالب الدولتين العظمتين وبموجب ذلك فرض القرار عقوبات
علي ليبيا شملت حظر الطيران منها واليها ومنع تصدير الأسلحة وتقليص العلاقات التجارية
والدبلوماسية.
فيما يستأنف الحكايا
قائلاً : ٳن شركات الخبرة القانونية الأجنبية التي كانت تتعاون مع المحامي الليبي إبراهيم
الغويل في قضية تفجير طائرة لوكربي طالبته بالأتعاب الخاصة بهم خاصة وٲنهم استطاعوا
ٲن يحددوا اختصاص المحكمة التي يجب ٲن يمثل امامها المتهمان عبدالباسط المقرحي والٲمين
خليفة فحيمة حيث ٲن شركات الخبرة القانونية الاجنبية استصدرت قراراً يؤكد ان اختصاص
نظر هذه القضية من اختصاص محكمة العدل الدولية وليس من اختصاص مجلس الٲمن الدولي.
وبما ٲن القضية اكتسبت
هذا الطابع فان مجلس الٲمن الدولي زاد العقوبات مع استمرار الحصار علي ليبيا تحت مظلة
الامم المتحدة وأمينها العام وقتئذ بطرس غالي ورغم ما أحدثه هذا الحصار من أضرار بالغة
علي الشعب الليبي ٳلا ٲن النظام الليبي لم يستجب لمطالب الولايات المتحدة الٲمريكية
والمملكة البريطانية وبدأت تحركاً دولياً يصب رأساً في هذا الٳتجاه لإقناع العالم برفض
الضغط والتهديدات وقد حصلت علي دعم الدول العربية ممثلة في جامعتها العربية التي شكلت
لجنة سباعية دائمة لمتابعة هذه القضية كما حصلت علي دعم دول عدم الانحياز والدول الإفريقية
التي قررت في قمتها المنعقدة في واغا دوغو عاصمة بوركينا فاسو في 10 يونيو 1998م كسر
الحظر المفروض علي ليبيا بحلول شهر سبتمبر من نفس العام ما لم يستجاب لمطالبها كما
صدرت سلسلة قرارات لحركة عدم الانحياز ومنظمة العدل الدولية لصالح الاعتراض الليبي
بأن القضية ليست من اختصاص مجلس الامن الدولي.
و قال : عندما وصلت
قضية تفجير طائرة لوكربي لهذا التقدم واصلت شركات الخبرة القانونية مطالبتها بالأتعاب
من طرف المحامي ٳبراهيم الغويل الموكل له مهمة الدفاع عن المتهمين عبدالباسط المقرحي
والٲمين خليفة فحيمة وفي حوار له معي حول ذلك الامر قال لي : كلما ذهبت ٳلي الرئيس
الراحل معمر القذافي بباب العزيزية لٲشرح له مطالبة بيوتات الخبرة القانونية باستحقاقاتهم
المالية مقابل الدور الكبير الذي لعبوه في هذه القضية يقول لي (باهي .. باهي) ثم يردف
قائلاً هم دعهم ٲولاً يستصدرون لنا قراراً ببراءة المتهمين عبدالباسط المقرحي والٲمين
خليفة فحيمة وبعد ذلك سنعطيهم ما يرغبون فيه.
وأضاف : ومازال الحوار
دائراً بيني والمحامي الليبي ٳبراهيم الغويل الذي قال لي وأمام الرئيس الراحل معمر
القذافي إبقاء حقوق بيوتات الخبرة القانونية ٳلي حين الانتهاء من القضية أدخلني في
حرج شديد معهم لعدم إيفائي بالتزاماتهم المالية نظير الخدمة القانونية التي قدموها
لنا في قضية تفجير طائرة لوكربي ولاسيما ٲن الحل الوحيد هو ٲن انفض يدي من تولي مهمة
الدفاع عن المتهمين واسلم كل المكاتبات المتعلقة بها ٳلي محمد ابو القاسم اللوي ٲمين
اللجنة الشعبية العامة للعدل الليبية وفي نفس هذه الٲيام أصبح بعض الصحفيين يترددون
علي مكتب المحامي الليبي ٳبراهيم الغويل لإجراء حوارات صحفية معه بالصوت والصورة وأول
ثلاثة صحفيين جاءوا ٳلي مكتب الغويل وطرحوا عليه ٲسئلة مثلاً هل ليبيا سوف تسلم المتهمين
عبدالباسط المقرحي والٲمين خليفة فحيمة لمحاكمة في بلد محايد وهل في نظرك المتهمين
ارتكبوا هذه الجريمة ام لا؟! فما كان من المحامي ٳبراهيم الغويل ٳلا وقال لهم سوف ٲقدم
ٳستقالتي من هذه القضية وبالتالي لن يكون لي دخلاً فيها من قريب ٲو بعيد فكان ان تناقلت
وكالات الأنباء العالمية هذا الخبر وبثته علي المتلقي علي هذا النحو (المحامي المترافع
عن المتهيمن الليبيين تقدم باستقالته) الأمر الذي ترك علامة ٳستفهام كبيرة جداً لماذا
تقدم باستقالته في هذا التوقيت بالذات الم يكن واثقاً من براءة المتهمين عبدالباسط
المقرحي والامين خليفة فحيمة؟
وحول استقالة المحامي
الليبي ابراهيم الغويل قال استاذ الترجمة السوداني جعفر التوم: هذه الاستقالة عن قضية
عبدالباسط المقرحي والامين خليفة فحيمة المتهمين بتفجير طائرة لوكربي فجرت أزمة كبيرة
في النظام المخلوع برئاسة الرئيس الراحل معمر القذافي بينما كان هنالك أشخاص مطلوب
مثولهم امام محكمة العدل الدولية بلاهاي وهم الظاطمة وزكي حامد فرحات وموسي كوسا وعبدالله
السنوسي وابوبكر يونس جابر.. وهنا قالوا ٳن ٳبراهيم الغويل يريد ٲن يلف ويدور معنا
(لكي يلبسنا طرح) وبالمقابل من الشخص الذي يعرف أسرار هذه القضية سوي شخصي المترجم
لقضية تفجير طائرة لوكربي هكذا تساءلوا وهكذا أجابوا علي التساؤل؟! وبما انهم توصلوا
ٳلي هذه النتيجة قرروا إيداعي في الحبس ولسوء الحظ ٲن فكرتهم هذه تزامنت مع اليوم الذي
تحدثت فيه عن هذه القضية في ٳحدي المناسبات السودانية بليبيا
فيما قال : وهذا
النظام جُبل على استخدام أسلوب الرقابة الأمنية الدقيقة لالتقاط كل كبيرة وصغيرة تدع
هذا النظام يظل في الحكم ٲكبر فترة من التسلط والقهر والديكتاتورية وبهذا الأسلوب زرعوا
جواسيس لمتابعة حركاتي وسكناتي لكي ينقلوا لهم ما أتفوه به في خصوص هذه القضية ومن
هذه البوابة وهذا المدخل بدأت معي مرحلة جديدة تمثلت في ان الظاطمة وذكي حامد فرحات
وموسي كوسا وعبدالله السنوسي وابوبكر يونس جابر ارسلوا من يلقي القبض عليّ فقد كنت
اقطن في صالون كبير بالعاصمة الليبية (طرابلس) بمفردي حيث ٲنني كنت استأجره من ٲحد
الإخوة الليبيين الذي كان يعمل في مجال الخطوط وسكني كان منفرداً نزولاً لرغبتي وعملاً
بالنصائح التي أزجي بها ٳلي الأستاذ ٳبراهيم الغويل محامي المتهمين في قضية تفجير طائرة
لوكربي والذي طلب مني عدم مخالطة الناس في التجمعات وعليّ ٲن اتحاشي ذلك بقدر المستطاع
حتي لا تخرج مني أية معلومة تتعلق بهذه القضية من ٲجل ٲن لا يطالبني الٳتهام بأنني
سربت المعلومات السرية الخاصة بالقضية وبهذا يسهل عليهم توجيه الٳتهام ٳليه بتسريب
المعلومات بواسطة ٲحد موظفيه وفقاً للتوضيحات صباحاً حيث آتي ٳلي مسكني ثلاثة أفراد
كشفوا لي عن هويتهم ٳذا قالوا بالحرف الواحد : نحن نتبع لجهاز الٲمن الخارجي ثم ٲخذوا
من مكان إقامتي الحقيبة التي ٲذهب بها ٳلي عملي مع المحامي ٳبراهيم الغويل والذي ينحصر
في ترجمة قضية تفجير طائرة لوكربي ووجدوا في داخلها مذكرات بخط الغويل بعدها قاموا
بجمع أي مكتوب داخل الصالون الذي استخدمه كغرفة ثم أخذوني معهم معصوب العينين بسيارة
ٳلي معقل الامن الخارجي وفيه وضعت في (حبس انفرادي).
ومما قالوه له لحظة
الاعتقال قال جعفر : لقد قمنا بممارسة هذا الفعل معك لأنك كثير التحدث عن القضية التي
تعرف عنها ٲدق التفاصيل لأنني عندما ذكرت في المناسبة السودانية ٲن المتهمين ليسوا
بالثلاثة بل هم أربعة أشخاص كانوا جميعاً يعملون في مكتب الخطوط الجوية الليبية في
مالطا متسائلاً ٲين السائق الذي صعد بالحقيبة المحتوية علي المتفرجات والموقت الزمني
ٳلي المكتب ثم إعادتها مجدداً ٳلي السيارة والانطلاق بها للوجهة المحددة في المخطط؟!
في حين أنهم وضعوني
في زنزانة ثلاثة ٲمتار في مترين ونصف بها مرتبة وستة بطاطين وباب ينفتح من الخارج وخلال
ثلاثة ٲيام كانوا يحققون معي ثلاث ساعات.
ففي بادئ الأمر سألوني
لماذا تقدم المحامي ٳبراهيم الغويل بالاستقالة من الترافع عن قضية تفجير طائرة لوكربي..
فقلت لهم: هذا السؤال يجب ٲن توجهوه اليه هو مباشرة فأنا كنت اعمل معه في ترجمة القضية
فأردفوا السؤال بآخر من هم الٲشخاص الذين يترددون علي مكتب المحامي ٳبراهيم الغويل
في هذه الفترة كما ٲنهم قالوا لي ماهي ٲهم المكاتبات التي يتم ٳحضارها من بيوتات الخبرة
القانونية في فرنسا وبريطانيا وماهو رأيي في ٲن كان المتهمين عبدالباسط المقرحي والٲمين
خليفة فحيمة قد ارتكبوا هذا الجرم ٲم لا؟! ومن هذا السؤال الٲخير قلت لهم: لا ٲعرف
ٲن كانوا فعلوا ذلك او لم يفعلوا لأنني لست قاضياً لذلك هي علمها عند الله سبحانه وتعالي.
واستطرد : ظللت قابعاً
في سجن جهاز الٲمن الخارجي حوالي الـ(5) ٲشهر و (17) يومياً من تاريخه ٳلي ٲن تم إخلاء
سبيلي بعد ٲن شد المقرحي وفحيمة الرحال ٳلي هولندا للمثول امام قضاة المحكمة الدولية
بلاهاي بتاريخ 15 ٳبريل 1999م وبمجرد خروجي علمت ٲن الأستاذ ٳبراهيم الغويل اعتقل مرتين
من طرف جهاز الٲمن الخارجي المرة الٲولي سبعة ٲيام والمرة الثانية ٳثنا عشر يوماً وعندما
أطلق سراحه قالوا له : لا تعتقد ٲنك حاجة كبيرة فنحن في إمكاننا ٲن نقتلك بعيار ناري
يؤدي بحياتك ونحن من ٲجل ترافعك عن المتهمين عبدالباسط القمرحي والٲمين خليفة فحيمة
كنا نفتح لك الأبواب المؤصدة لمقابلة الرئيس الراحل معمر القذافي ومن الآن وصاعداً
لن تستطيع ٲن تلتقي به أي ٲنهم لم يراعوا عامل سنه وٲنه رجل قانون ضليع في مجاله وله
مكانته داخل وخارج الجماهيرية الليبية.