.....
من المؤسف حقاً إطالت امد الحرب بالهدن التى يقبل بها (البرهان) ما بين الفينة والاخري، وهي بلا شك تصب في مصلحة الدعم السريع الذي يستثمرها للمزيد من الانتهاكات، وارتكاب الجرائم في مدن وأحياء العاصمة السودانية التى شهدت، وتشهد أبشع أنواع القتل، التشريد، النهب، التخريب والاغتصاب، وما أدل على ذلك إلا ما جري في منطقة (شمبات) أول أيام (الهدنة)، وهي جريمة قتل تدل على عجز (القائد العام)، ولا سيما فإنني ظللت أحذر من مغبة التهاون مع (مرتزقة) غرب أفريقيا، وذلك منذ الوهلة الأولي للحرب، كما طالبت (البرهان) بالإبتعاد عن التفاوض، والاتجاه إلى الحسم العسكري الذي سيعيد للبلاد هيبتها، كرامتها وسيادتها بعيداً عن (الهدن) الموقعة في مدينة (جدة)، فالمبادرة الأمريكية- السعودية قائمة على تقديرات سياسية، دبلوماسية وعسكرية خاطئة، وعليه لا يجوز أن يراعي (البرهان) للمجتمع الدولي على حساب سكان الخرطوم المقلوب على أمرهم.
إذا عجز (البرهان) عن حماية سكان الخرطوم، فما عليه إلا أن يفسح المجال للجنرالين شمس الدين كباشي وياسر العطا لدحر (الغزو الأجنبي) الذي كشف خفايا وأسرار تؤكد أن (البرهان) لا يصلح نهائياً للقيادة بعد الأخطاء التى ارتكبها في حق (البلاد) و(العباد)، وهي الاخطاء التى أدخلت السودان في نفق مظلم جدآ، وبالتالي لا يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال، لأنها افرزت مخطط (حميدتي) الذي نفذه باطمئنان شديد بالاستفادة من أخطاء (القائد العام) الذي يبدو أنه كان واثقاً في المليشيات، لذا لم يلتفت إلى تعدياتها التى استقطبت في اطارها (مرتزقة) غرب أفريقيا، ووزعتهم على مدن وأحياء الخرطوم، وهو ما أشار إليه أحد الشباب، مؤكداً أن (دعامياً) مالي الجنسية يسكن معهم في حي (العمارات) شارع (47)، وكان يعمل حارساً لأحد المنازل، وسمساراً للأراضي والعقارات حتى أصبح خبيراً، فضلاً عن أنه صادق شباب الحي، بالإضافة إلى رفعه الأذان بالمسجد، وما أن أشعل (دقلو) الحرب إلا وكشف عن الوجه الآخر بوضع خارطة طريق لمليشيات الدعم السريع لنهب المنازل والسيارات الفارهة.
على الجيش السوداني حماية البلاد، وأن يتجاوز (البرهان) طالما أنه مكتوف (الأسلحة)، وذلك منذ بداية الحرب، والتى ترك في ظلها المواطن يواجه القتل، التشريد، النهب، التخريب والاغتصاب، ورغماً عن ذلك صبر على إز