الثلاثاء، 31 يناير 2023

سراج النعيم يكتب : (المطبلاتي) إنسان خطير جداً


مما لا شك فيه، فإن (المطبلاتي) إنسان خطير جداً على المجتمع، لأنه منافق من الدرجة الأولي، ويمارس (التطبيل) و(كسير الثلج) للساسة، مدراء المؤسسات، الشركات الرسمية والشعبية، رؤساء وأقطاب الأندية، واتحادات كرة القدم، والكيانات الثقافية، الفنية، ورجال المال والأعمال، ولا سيما فإنه يتعايش، يتكيف ويتأقلم مع هذه الأجواء لتحقيق مكاسبه الشخصية، لذلك تجده يقضي جل وقته في كنف ما هو ممكن أو غير ممكن، ولا تحكمه قيم أو أخلاق، المهم لديه الوصول إلى مبتغاه، لذلك أصبحت الظاهرة من الظواهر المنبوذة وسط الناس والمجتمع، لأنها غير مستحبه وغير مستحقة، ويلجأ في ظلها (المطبلاتي) لكسب ود ورضا من يستهدفهم ظناً منه بأنه ينتهج نهجاً صحيحاً، لذلك يستمر في التأطير لـ(لظاهرة) المستفزة للأوساط السودانية، والتى يؤثر بها في من حوله والمجتمع، وهذا التأثير يدفع ثمنه الأغلبية لصالح أقلية.

إن (المطبلاتي) يجيد كل فنون التلون بسرعة، وهذه السرعة يفوق بها (الحرباء)، هكذا يفعل للتقرب من أصحاب المال والسلطة، وليس مهماً لديه أن يكون ذلك الشخص من الد أعداء الأمس أم لا، بل المهم لديه أن يحظي بالهبات، الهدايا والعطايا.

مما ذهبت إليه، فإن (المطبلاتي) إنسان أناني جداً، ولا يفكر إلا في نفسه، ولو اضطره ذلك لإشانة السمعة أو تشويه الصورة أو إيذاء من يقف في وجه مصالحه بقصد أو بدون قصد، ويعتمد اعتماداً كلياً على (الانتهازية)، ويبذل قصارى جهده للنجاح بـ(النفاق)، (الكذب) و(تزييف الحقائق).

إن المطبلاتي يبذر بذور (التطبيل) في الأراضي الخصبة، ويجني الثمار وفقاً لمأربه، ويستغل في ذلك غياب العدالة الاقتصادية والاجتماعية، مما ينجم عن ذلك (الفساد) و(المحسوبية).

الشيء المؤسف جداً هو أن (المطبلاتي) تفرد له مساحات شاسعة عبر الأجهزة الإعلامية المسموعة، المرئية والمقروءة، وهذه المساحات تساعده على نشر ثقافة ظاهرة (التطبيل)، مما جعل البعض لا يميز بين الإنسان (الصادق) و(الكاذب)، ورغماً عن ذلك تتم مقابلة الظاهرة بصمت رهيب وغريب، لذلك يصبح مع مرور الأيام، الشهور والسنين من مشاهير ونجوم المجتمع، وتطلق عليه الألقاب السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية والفكرية، ولا يشق له غبار طالما أن القنوات الفضائية تستضيفه على أساس أنه (خبير).

على الجميع مكافحة ظاهرة (المطبلاتي) حتى لا يتجاوز بها كل حدود القيم، الأخلاق، العادات والتقاليد السودانية غير المنفصلة عن الديانة الإسلامية، وحتى لا يمضي في ظلها نحو هدفه دون اعتراض.

إن المطبلاتي إنسان في غاية الخطورة، ويتلاعب بالعقول، ويضلل الآخرين، لذلك يجب أن لا ندعه يستمر في هذا الاتجاه، وأن نبصر الناس بحقيقته حتى يتم رفضه، ورفض سياسة (القطيع) المنتشرة في شتي مناحي الحياة.

ارتفاع خيالي لايجار الشقق بالدولار الأمريكي في الخرطوم


ارتفع سعر إيجار المنازل والشقق بما يفوق كل التصورات، وذلك في ظل تفاقم الأوضاع الاقتصادية المذرية، والتى أصبحت في إطارها الزيادات تتم بصورة خيالية في ولاية الخرطوم، وبات الإيجار في بعض المدن والأحياء الراقية بالدولار الأمريكي، وأغلب الذين يستأجرونها من البعثات الدبلوماسية، وأسر المغتربين والمستثمرين.

ومن الآثار الاقتصادية على إنسان السودان أنه أصبح غير قادراً على الإيفاء بأبسط مستلزمات الحياة، لذلك بات يواجه ظروفاً اقتصادية طاحنة جداً، فكلما مزق فاتورة تطل عليه آخري اعنف، فما بالك بمن تنتظره فاتورة إيجار منزل أو شقة مع العلم أن أقل إيجار لأصغر شقة يتجاوز الـ(100) ألف جنيه شهرياً، وعلى خلفية ذلك تتراوح الأسعار من (200 - 300) ألف جنيه.

وبالمقابل فإن الأحياء الشعبية تتفاوت الإيجارات فيها ما بين (150- 200) ألف جنيه، وريما يرتفع هذا الإيجار في الأحياء الشعبية القريبة من الأسواق، فإيجار الشقق فيها ما بين (200-250) ألف جنيه.

وشكا بعض المستأجرين من (تجار الأزمات) و(السماسرة) مؤكدين أنهم يستقلون الأوضاع الاقتصادية الطاحنة جداً لتطويعها لصالح رفع قيمة إيجار المنازل والشقق رغماً عن علمهم بأن ميزانيات الأسر لا تسمح لهم بذلك، وفي الغالب الأعم يقسم مالك العقار المنزل إلى مساحات صغيرة، ومع هذا وذاك لا تفرض عليهم السلطات المختصة ضرائب أو عوائد، ولا تتعامل معهم إدارة الكهرباء، وهيئة المياه بالفواتير التجارية، لذلك من حق الحكومة أن تضع سقوف لإيجار المنازل والشقق في ولاية الخرطوم.

وقال الطيب يوسف المتخصص في العقارات : ارتفاع قيمة إيجار المنازل والشقق طبيعي جداً في ظل الأوضاع الاقتصادية، والتى يتأرجح في إطارها سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الجنيه السوداني، مما انعكس ذلك بصورة سلبية على حياة الناس اليومية، لذلك تلجأ مؤسسات، شركات وتجار إلى شراء المنازل، الشقق والسيارات أو استبدال الجنيه السوداني بالدولار الأمريكي والعملات الأجنبية الاخري، لأن العملات المحلية فقدت قيمتها بسبب التدهور المتسارع للجنيه السوداني.

قصص وحكاوي حول تصفية الحسابات بين الأزواج بـ(الطلاق)..!!

 

كلما استمعت إلى قصص وحكاوي الانفصال بين الأزواج أجد أنها قائمة على فك الارتباط بين طرفي المؤسسة الزوجية أن طال المقام بها أو قصر، وذلك يعود للاضطراب الناجم عن حوار يفتقر كلياً للمنطلق، وما أن يحدث (الطلاق) إلا وتبدأ عملية تصفية الحسابات دون مراعاة لـ(لعشرة) أو الأطفال الرابط بينهما، وغالباً ما تصل الخلافات بين الزوجين إلى قاعات المحاكم، وعليه يحمل كل منهما الآخر الخطأ، لتبدأ المطالبة بـ(النفقات)، ومن ثم حضانة الأطفال، ويستمر الشد والجذب بينهما دون أن يتنازل طرف للآخر، هكذا يستمر الصراع طويلاً، خاصة في حال وجود أطفال بينهما، ودائماً ما يروحون ضحايا لـ(لعناد) الذي لا يلتفت في ظله طرف من الأطراف للمصلحة العامة، بقدر ما أنه يسعي سعياً حثيثاً لـ(لانتقام)، وعدم الرضوخ إلى صوت العقل.

قلما يلجأ الزوج أو زوجة إلى إيجاد الحلول بعيداً عن الانفصال، فكل منهما يجتهد لتعميق الخلاف من أجل تحقيق مأربه القائم على أن يعيش الأطفال في كنفه، إما إذا ترك الأب خيار التربية للأم، فإن في إمكانه مشاركتها التربية من على البعد، وليس مهماً إذا تعثر عودتهما للمؤسسة الزوجية أم لا، المهم الرغبة في عيش الأبناء في استقرار، فالمسألة مرتبط بجوانب إنسانية، ولا تحتمل المكابرة والعناد نهائياً، وإذا كانت الزوجة صادقة في نواياها، فإنها ستطلب من زوجها السابق الإتيان لأخذ الأبناء ما بين الفينة والآخري، وستتحلى بالصبر على بقاء الأطفال مع طليقها، فإذا انتهجا هذا النهج فإنه لربما يكون مدخلاً للتوسط من قبل الأهل، الجيران، الأصدقاء والزملاء لتقريب وجهات النظر، وطرح المصالحة كخيار على منضدة الزوجين للعودة للمؤسسة الزوجية وعيش الأطفال كنفهما.

في كثير من الأحيان أطالع قصصاً وحكايات قائمة على حرمان رؤية الزوج أو الزوجة للأطفال بعد الانفصال، لذلك يحاول كل طرف من الأطراف إلى تصفية الحسابات بالانتقام المتأصل في النفوس، والذي هو ردة فعل طبيعية لـ(لطلاق)، وقطعاً الضائع من المكابرة والعناد الأبناء، خاصة إذا تمسك كل من المنفصلين بحقه في الحضانة.

يجب التأني في مسألة حضانة الأطفال، وأن يبدئ كل طرف من الأطراف الموافقة على حضانة أياً منهما للأطفال، وأن يقدم الامتنان، الشكر والعرفان لهذا الصنيع، وإذا مضي الوضع على هذا النحو فإن الانفصال ربما لا يمر عليه وقتاً طويلاً إلا ويتلقي الزوج أو الزوجة اتصالاً من الشريك السابق للحضور لرؤية الأبناء..!!.

دائماً ما يحدث الطلاق بسبب الاستعجال في إشكاليات بسيطة جداً، خاصة الأزواج الذين لديهم أطفال، إذ يطلب البعض منهم الحضانة، وربما يتمسك بإصرار شديد بها للحد الذي نطالع في إطاره قصصاً وحكاوي مأساوية، ويروح الضحية الأطفال على أية حال من الأحوال..!!.

غضب عارم على زيادات رسوم استخراج الجواز

 

قوبل قرار وزارة المالية القاضي بزيادة كبيرة في رسوم استخراج الجواز، وتجديده عند الإنتهاء، بالإضافة إلى زيادة سعر الجواز التجاري.

فيما تحصلت صحيفة (العريشة) على نسخة من القرار التى بلغ فيها سعر الجواز العادي (51،250) جنيهاً، وجواز الطفل (26،250) جنيهاً، والتجاري بلغ (253،50) ألف جنيه. 

وعبر عدد من المواطنين عن غضبهم العارم جراء الزيادات الكبيرة جداً، والتى تأتي في ظل أوضاع اقتصادية طاحنة جداً. 

وقالوا : تفاجأنا بالزيادات التى اقرتها وزارة المالية، وهي بلا شك تضاف إلى (فواتير) كثيرة يصعب على الأسر تمزيقها. 

وتابعوا : إن الزيادة التى نفذتها وزارة المالية مقابل خدمة استخراج الجواز تفرض سؤالاً في غاية الأهمية، هل المبلغ الذي يدفعه المواطن يوازي التكلفة، أم أنه أقل بكثير من ذلك؟.

سراج النعيم يكتب : البنات في المناسبات.. منصة عرض أزياء

 

عادة ما ترتبط أيام الأسبوع بمناسبات الأفراح، وتحرص في إطارها بعض الفتيات إلى المشاركة فيها، فتشتري كل أنثى أزياء، بالإضافة إلى أنها تتزين بكل ماهو غالٍ ونفيس حتى تظهر بشكل جاذب، لذا تغيرت الفتيات ما بين اليوم والأمس وأصبحت تسعى إلى مواكبة التطور الذي يشهده العالم من حيث إقتناء الأزياء، وأدوات التجميل. 

إن ما نشاهده في  المناسبات من أزياء يجعل الإنسان مندهشاً رغماً عن اننا في زمن لم تعد فيه للدهشة مكاناً، لذا عندما تعقد مقارنة ما بين فتيات اليوم والأمس ستجد بأن الفرق شاسع جداً، فبالامس كانت ترتدي الأزياء المحتشمة، وتضع (الطرحة) على رأسها، فلايرى أي قريب أو غريب مفاتنها، أما الفتاة في هذا اليوم فحدث ولا حرج، إذ أنها ترتدي الملابس الضيقة، الشفافة والقصيرة، وعدم وضع (الطرحة).

مما ذهبت إليه، فإن ثقافة اليوم اختلفت عن ثقافة الأمس، إذ باتت الثقافة السائدة في المجتمع ثقافة الأزياء الغربية، مما أدي إلى تلاشى عادات وتقاليد سودانية بدواعي الحريات التى أخذت مجراها، فنجد أن اهتمام الأغلبية العظمى من الفتيات ينحصر في الأزياء المتمثلة في الفستان المحذق أو البنطال، وليس مهما أن كانت ساترة أو لا، فالتعري أمام الغرباء أصبح امرا أكثر من عادي. وفي السياق قال إبراهيم الصادق : إن ازياء الفتيات (خليعة) بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، فهي وغير محتشمة، وهذا يعود إلى الانجراف وراء مواكبة التطور، وعدم النضوج في عالم مفتوح في ظل العولمة ووسائطها المختلفة، والتى تنقل الثقافات المغايرة، والتى تظهر الأزياء الداعية إلى إظهار العورات والمفاتن. واسترسل : لا بد من التأكيد بأن الأزياء الضيقة لا تظهر جمال الفتاة، بقدر ما أنها تدفع الإنسان إلى عدم احترامها، فالثقافات الوافدة قادت بعض الفتيات إلى تقليد أعمى، ومع هذا وذاك ليس هنالك رقابة أسرية، فمن الافضل أن تحترم الفتاة نفسها وأهلها والمجتمع حولها بارتداء الأزياء الساترة لمفاتنها، لذا على الأسر تفعيل دور الرقابة قبل فوات الأوان.

فيما قالت وجدان أحمد : تعتقد بعض الفتيات بأن الأزياء الفاضحة تلفت إليها الأنظار، ومن خلالها يمكن أن تحظى بشريك الحياة المستقبلية (العريس)، ناسية أو متناسية أن الشاب لا يركز مع الفتاة المتعرية في حال أنه أراد أن يتزوج، فإنه يبحث عن الفتاة المحتشمة. 

واستطرد : من وجهة نظري الأزياء غير المحتشمة ترتبط ارتباطا وثيقاً بالتربية، فالاسرة هي المسؤول الأول والأخير.

تدهور الأوضاع الاقتصادية والتفلتات الأمنية في البلاد

 

يعيش سكان السودان أوضاعاً سياسية، اقتصادية، اجتماعية، أمنية، ثقافية وفكرية بالغة التعقيد، ولا أمل في إصلاح على المدي القريب، فالفشل يلازم شتي المجالات المرتبطة بجهات معنية بتوفير أدني مقومات الحياة في هذه البلاد الغنية بالثروات الظاهرة على السطح، والموجودة في باطن الأرض، إلا أن إستخراج تلك المكتسبات يتم بصورة عشوائية، لذلك لا يعود ريعها لإنسان السودان، والذي إذا أستمر الوضع على ما هو عليه، فإنه في الإمكان أن يموت (جوعاً) للفقر الذي يركن له.

إن الأسعار ترتفع مع إشراقة كل صباح دون سابق إنذار، ولا تحرك السلطات المنوط بها ضبط الأسواق ساكناً، لذلك يجد الإنسان الفقير نفسه محاصراً بظروف أشد قسوة وإيلاما، فالفقر في إرتفاع يفوق كل التصورات، وتتضاعف في ظله المعاناة، وتتراكم في إطاره الفواتير بما يفوق طاقة الإنسان المحدودة، والذي كلما مزق فاتورة تطل عليه اخري أشد عنفاً من سابقتها، لذلك يسعي الإنسان سعياً حثيثاً لتخفيف الضغط عليه، ورغماً عن ذلك لا يحظي بالخدمات كالتيار الكهربائي والإمداد المائي وغيرها، وليت الأمر يتوقف عند هذا الحد، بل يمتد إلى امتلأ الشوارع بالنفايات لعدم توفير محليات ولاية الخرطوم للعربات لنقل (الاوساخ) من المدن والأحياء، بالإضافة إلى أزمة في الدواء وغيرها من الأزمات المتورثة من نظام الرئيس المخلوع عمر البشير.

السؤال من الذي يعمل على تدهور الأوضاع في البلاد بهذه الصورة المذرية جداً، وغير المبشرة بمستقبل مشرق للسودان، فلا وجود للاستقرار الأمني، والشاهد على ذلك التفلتات التى تحدث هنا وهناك، والتى وصلت في كثير من الأحيان لدرجة القتل، لذا تجد الإنسان في بحث دائم عن حماية نفسه؟.

هؤلاء يبيعون (الجهل) عبر العالم الإفتراضي فاحذروهم


يظل (الفهم) و(الجهل) متلازمان في الحياة وأن هنالك من يقود البعض نحو هذا الإتجاه ليصب في صالح تغيب العقول، وأمثال هؤلاء لديهم مدارس في (الخبث)، (المكر) و(الدهاء) ويستخدمون آليات للاستهداف الذي يبثون من خلاله (الإحباط) و(اليأس) في النفوس، وذلك بالاستفادة من (العولمة) ووسائطها المختلفة، والتي أصبحت مؤثرة جداً في فكر وثقافة الإنسان الذي أضحي قابلاً للاستقطاب والانسياق وراء أجندات الآخرين دون (فهم)، مما يسفر عنه الانقياد الاعمي نحو أفكار وثقافات تنم عن (جهل)، وبالتالي (الفهم) و(الجهل) متلازمان في المعرفة خاصة في عصرنا الحالي رغماً عن أننا في القرن الحادي والعشرين.

إن هؤلاء أو أولئك يبيعون (الوهم) عبر العالم الافتراضي وذلك باستقلال (جهل) البعض لعدم علمهم بخطورة ذلك على المستقبل، لذا يجب أن نحذرهم من مغبة (الجهل)، وأن لا يفردوا لمن يروجون لـ(الجهل) عبر التقنية الحديثة مساحة لكي يبثوا سمومهم في الأجساد الصحيحة والمعافاة!

من المعروف أن الدول العظمى، وعلى مدي سنوات وسنوات ظلت تعمل من أجل امتلاك أدوات المعرفة بـ(فهم) ينظر إلي المستقبل البعيد، ومن أجل نبذ (الجهل)، وفي سبيل ذلك بحثت ونقبت عن مصادر، وانفقت مليارات الدولارات على تجارب ومشروعات مختلفة، وذلك من واقع إيمانها القاطع بأن المعرفة قوة وسلاح فتاك في هذا العصر، العصر الذي يندفع سريعاً نحو المواكبة والتطوروهذه السرعة تلعب دوراً كبيراً  في توصيل الرسائل (سالبة) و(موجبة)، وتوازي المعرفة بمفهومها العميق لدي بعض الدول الكثير من الثروات.

وبما أن المعرفة في عهدنا هذا أصبحت لاعباً أساسياً في تطور الحياة سياسياً، اقتصادياً، اجتماعياً، ثقافياً وفكرياً، لذا تجد دولاً كثيرة تجتهد اجتهاداً كبيراً، وتنفق المبالغ الطائلة من أجل المعرفة و العلم والأبحاث للاستئثار بها.

يُعرف الخبراء مفهوم إدارة (الفهم) بما (نشر) أو (حذف) من معلومات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية أو فكرية تهدف إلي التعبئة والاستقطاب، ومن ثم الجذب والتأثير في العقول، والاتجاه على هذا النحو يفيد الدول في طريقة إدارة الأزمات التي تمر بها، الأمر الذي جعل الولايات المتحدة الأمريكية تخصص يوماً كاملاً لتدريب الأطفال على قرصنة المواقع الإلكترونية الخاصة بالانتخابات لدواع (سلمية).

ومما أشرت له فإن (النشر) و(الحذف) المتعلق بالمعرفة يحتاج إلى أدوات فكرية وثقافية، وبالإضافة إلى المعرفة التامة بعلم (النفس)، (الاجتماع)، (الوعي)، (الإدراك)، (الأسلوب) و(السلوك)، ومستوي التفكير من حيث (الفهم) و(الجهل)، مما قاد الباحث (روبيرت بروكتور) من جامعة (ستانفورد) المتخصص في تاريخ العلوم بصياغة ما يعرف بـ(علم الجهل)، وهو (العلم الذي يدرس صناعة، ونشر الجهل بطرق علمية)، وهو يدرس من أجل غرس (ثقافة) محددة تعتمد اعتماداً كلياً على بث (الشك) و(الوهم) في النفوس المهيأة لهذا الفعل القائم على نشر معلومات خاطئة ممزوجة بجزئية بسيطة من المعلومات الصحيحة المضللة، وأول من تلبس في هذا العلم هو الأستاذ في جامعة Stanford، وتمتد جذور مصطلح Agnotology إلى الأغريق الكلاسيكيين المحدثين إنطلاقاً من كلمة Agnosis لا يعرف أو غير معروف، وقد وضع ذلك المصطلح ليعبر عن عدم التأكد بشكل أو بآخر، كما دُرس موضوع الجهل، وصناعته من قبل شخص أكاديمي آخر يدعى David Dunning.

وتؤكد المعلومات ذات الصلة إلى أن علم (الجهل) يبين بوضوح لخبراء وجود وثيقة داخلية في أرشيف إحدى شركات التبغ المعروفة، وذلك أثناء تصميم إعلانات ترويجية لها، واتضح من خلال تلك الإعلانات الإستراتيجية المنتهجة من شركات التبغ إنها نشرت (الجهل) وسط المدخنين، مما إثار ذلك الشكوك والظنون في الدراسات والأبحاث التى أجريت في إطار التدخين وما يسببه للمدخن من مرض كداء (السرطان)، وبالتالي يبقي (الجهل) مندرجاً في ظل انعدام المعرفة، والجهل بالشىء أصبح عاملاً أساسياً في صناعة وتوزيع (الوهم) للشرائح المستهدفة بتضليل الرأي العام وبث الخوف.

 ومن المعروف أن الخوف جزء أصيل من إنسانيتنا، بالإضافة إلى بث روح الكراهية في الآخر وإثارة الشكوك والظنون التى تضع الإنسان في حيرة من أمره، أي أنهم يصنعون أعداء من الوهم وإرهاب المجتمع بأن المستقبل مظلم، ونشر كل ما يمكن أن يعمق هذا المفهوم في دواخل من هم قابلين للاستقطاب والمهيأين أصلاً لتلقي الشائعات التى تجعلهم ينجرفون وراء ذلك التيار الجارف!.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...