يعيش سكان السودان أوضاعاً سياسية، اقتصادية، اجتماعية، أمنية، ثقافية وفكرية بالغة التعقيد، ولا أمل في إصلاح على المدي القريب، فالفشل يلازم شتي المجالات المرتبطة بجهات معنية بتوفير أدني مقومات الحياة في هذه البلاد الغنية بالثروات الظاهرة على السطح، والموجودة في باطن الأرض، إلا أن إستخراج تلك المكتسبات يتم بصورة عشوائية، لذلك لا يعود ريعها لإنسان السودان، والذي إذا أستمر الوضع على ما هو عليه، فإنه في الإمكان أن يموت (جوعاً) للفقر الذي يركن له.
إن الأسعار ترتفع مع إشراقة كل صباح دون سابق إنذار، ولا تحرك السلطات المنوط بها ضبط الأسواق ساكناً، لذلك يجد الإنسان الفقير نفسه محاصراً بظروف أشد قسوة وإيلاما، فالفقر في إرتفاع يفوق كل التصورات، وتتضاعف في ظله المعاناة، وتتراكم في إطاره الفواتير بما يفوق طاقة الإنسان المحدودة، والذي كلما مزق فاتورة تطل عليه اخري أشد عنفاً من سابقتها، لذلك يسعي الإنسان سعياً حثيثاً لتخفيف الضغط عليه، ورغماً عن ذلك لا يحظي بالخدمات كالتيار الكهربائي والإمداد المائي وغيرها، وليت الأمر يتوقف عند هذا الحد، بل يمتد إلى امتلأ الشوارع بالنفايات لعدم توفير محليات ولاية الخرطوم للعربات لنقل (الاوساخ) من المدن والأحياء، بالإضافة إلى أزمة في الدواء وغيرها من الأزمات المتورثة من نظام الرئيس المخلوع عمر البشير.
السؤال من الذي يعمل على تدهور الأوضاع في البلاد بهذه الصورة المذرية جداً، وغير المبشرة بمستقبل مشرق للسودان، فلا وجود للاستقرار الأمني، والشاهد على ذلك التفلتات التى تحدث هنا وهناك، والتى وصلت في كثير من الأحيان لدرجة القتل، لذا تجد الإنسان في بحث دائم عن حماية نفسه؟.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق