.....
التقاه : سراج النعيم
.....
كشف الرشيد الصادق محمد العازف المخضرم الذي عزف خلف عمالقة الأغنية السودانية، عضو إتحاد الفنانين ومدير أعمال الفنان الراحل حمد الريح، كشف تفاصيل حزينة حول إصابته بالفشل الكلوي الذي ادهش علماء الحقل الطبي في عدد من الدول بعد أن مر عليه (50) عام.
وقال : بدأت قصتي الأكثر غرابة ودهشة في العام 1972م، وذلك بعد أن شددت الرحال مع بعثة الاكروبات السودانية إلى الصين، والتى كونها آنذاك الرئيس الراحل جعفر محمد نميري، وكانت تضم (50) مبدع سوداني (15) عازف للآلات الموسيقية الصينية، و(12) في مجالات مختلفة، و(23) في مجال الاكروبات، المهم إنني شعرت في تلك الأثناء بإشكاليات في الكلي بمدينة (اوهان)، فتم اسعافي على جناح السرعة إلى المستشفي، فوجد الاطباء لدي حصاوي في الكلي، إلا أنهم عجزوا من إيجاد علاج لحالتي، والتى وصفوها فيما بعد بالحالة النادرة جدا، فلم يكن أمامي حلا سوي أن أذهب إلى مدينة (بكين) على أساس أن فيها مستشفي متخصص، ورغما عن ذلك لم يجر لي الأطباء فيه عملية جراحية نسبة إلى أن الكلية (الشمال) كانت متوقفة تماما، اما الكلية (اليمين) نزلت فيها الحصاوي، لذا عدت إلى السودان.
وأضاف : سبب توقف الكلية (الشمال) يعود إلى أن الصينيين حاولوا إيقاف نزول الحصاوي على الكلي بالأعشاب، وهو ما أدي إلى توقف الكلية تماما، وهذا التوقف فرض عليهم اسعافي إلى مستشفي بالعاصمة الصينية (بكين)، وظللت فيه طريح الفراش اربعة أشهر دون علاج.
وأردف : عندما عدت الى السودان أجريت عملية جراحية للحصاوي صعبة جدا نسبة إلى أن الكلية الشمال متوقفة تماما، وبعد إجراء العملية استمريت في حياتي بشكل طبيعي، ولكن بعد فترة أصبحت احبس (البول)، ولا سيما فإنه بدأ في النزول على الكلية اليمين، مما سبب لي إشكاليات صحية، وهذه الإشكاليات استدعتني إلى إجراء عملية توسيع (الحالب)، ورغما عن ذلك بدأت الحصاوي تترسب في الكلية مرة أخرى، فما كان مني إلا أن سافرت إلى الكويت على حساب السفارة الكويتية بالخرطوم، وأجريت عملية تفتيت للحصاوي.
وتابع : ما أن مضي على العملية الجراحية سالفة الذكر فترة من الزمن إلا وبدأت الحصاوي في الترسب مرة أخرى، فسافرت إلى الكويت لاجراء عملية للغدة الدرقية حتى تساهم في ترسيب الحصاوي في الكلية، إلا أن الطبيب المختص رفض الفكرة من واقع أنها ستحدث إشكاليات صحية.
ومضي : ما أن عدت من الكويت إلا وسافرت إلى مصر بواسطة صلاح إدريس الأرباب، واجريت عملية جراحية في الكلية التى أجريت فيها عملية سابقة في سبعينيات وتسعينات القرن الماضي، والتى زرع في إطارها الطبيب المصري الحصاوي، فجاءت النتيجة بأنها تتكون من أطعمة محددة، فما كان مني إلا أن توقفت من أكلها، وهكذا استمريت فترة من الزمن، ولكن قبل شهر تقريبا أصبح (البول) قليل جدا، مما قادني لعرض حالتي الصحية على الطبيب المختص بالسلاح الطبي، والذي أجري لي بدوره فحوصات، فجاءت نتيجتها بأن الكلية اليمين ضعيفة جدا، وأن هنالك حصاوي ترسبت مرة أخرى، وقال : (إذا أردت أن أعمل لك صورة ملونة لا أستطيع، فالكلية ضعيفة جدا، ولا تتحمل أي شيء، وإذا أردت أن أجري لك عملية لا يمكن أن أجري ثلاثة عمليات في كلية واحدة، لذلك لابد لي من أن اجري عملية منظار)، ما حدا بي التفكير جديا في السفر القاهرة للطبيب الذي أجري لي عملية قبلا، لأنه ملم تمام الالمام بتفاصيل الكلية، وذلك بحكم أنه أجري العملية الجراحية.
وحول هل تم استئصال الكلية الشمال المتوقفة؟، قال : لم يتم استئصالها باعتبار أنها لا تضر ولا تنفع، أما الكلية اليمين، فهي تعمل بصورة ضعيفة جدا، بالإضافة إلى أنها ترسبت فيها الحصاوي، والتى تخوفت منها خوفا شديدا، لأنها قد تنزل في (الحالب)، ومن ثم تدفع (البول) للنزول في الكلية، وهي لا تحتمل أي شيء، لذلك اسعي سعيا حثيثا إلى أن أسافر إلى القاهرة.
واستطرد : عندما تعبت في هذه الأيام ذهبت إلى السلاح الطبي، وقابلت الطبيب المختص الذي جلس معي حوالي ساعة كاملة، وقال من خلالها : (فعلا أنت حالتك الصحية من الحالات النادرة جدا).
وعن الكلية اليمين الضعيفة جدا؟ قال : أجريت في إطارها فحوصات في لندن، فسألني الطبيب البريطاني سؤالا مفاده من الذي أجري لك عملية توسيع (الحالب)؟ فقلت : الطبيب السوداني أحمد إبراهيم، فاكد بأنه افادني كثيرا على أساس أن الحصاوي أصبحت تنزل بسبب عملية التوسعة، وفي نفس الوقت قال : لا تعتمد عليها، لأن الحصاوي ربما تنزل تحت الحوض الخاص بالكلية، وبالتالي فإنها ستعمل لك حبس (بول)، والكلية أصلا لا تتحمل أي شيء.
واسترسل : والله العظيم في ظل رحلة علاجي بعت قطعة، وطرقت الكثير من الأبواب من أجل إسعاف نفسي، ومع هذا وذاك لا أمتلك شيء لكي ابيعه، فأنا افنيت زهرة شبابي في الاكربوبات السودانية والعزف مع عمالقة الأغنية السودانية الراحلة مني الخير، الراحلين حمد الريح، عبدالعزيز محمد داوؤد، عبدالعزيز المبارك، عثمان حسين، عثمان الشفيع وغيرهم.