الأحد، 24 يوليو 2022

شاهد عيان يكشف تفاصيل حزينة حول الأحداث الدموية بالدمازين.. شاركت في تشييع (48) جثماناً من ضحايا الصراع القبلي بالنيل الأزرق

 




التقاه سراج النعيم

كشف الفنان وشاهد العيان الجمري حامد التفاصيل المحزنة للأحداث الدامية بالدمازين بولاية النيل الأزرق.

وقال : عدت من مدينة الدمازين بعد أن شاهدت مجازراً بشرية مؤسفة جداً، وشاركت في تشييع (48) جثماناً من ضحايا الصراع القبلي بولاية النيل الأزرق، والتى شهدت أحداثاً كنت اتوقعها أن طال الزمن أو قصر، وذلك يعود إلى وجود قنبلة موقوته، وهذه القنبلة كانت قابلة للإنفجار في أي توقيت، وهذا يعود إلى أن الولاية تعرضت للإهمال طوال السنوات الماضية.

واضاف : بدأت شرارة الاحداث بسبب بعض أبناء قبيلة (الهوسا)، إذ أنهم قتلوا إثنين من أبناء قبيلة (البرتي)، ومن هذا المنطلق كبرت الإشكالية التى كنت اتوقعها، لأن كل قبائل ولاية النيل الأزرق أصبحت موجودة في مدينة (الدمازين) بدون رعاية نفسية وأمنية.

واردف : كنت حزيناً كون انني شاهدت تلك المجازر الدامية في منطقة (قنيص)، والتى كنت مقيماً فيها في تلك الأثناء التى حدث فيها ما حدث، وذلك من خلال اشتباك عدد من أبناء (البرتي) مع (الهوسا) اشتباكاً عنيفاً، وعلى خلفية ذلك الاشتباك اقتحم أبناء (البرتي) منطقة (الهوسا)، وقتلوا منهم اعداداً كبيرة جداً.

واسترسل: ما لم يشار إليه في الصراع القبلي، هو أن البعض هرب من العنف الذي تمت ممارسته في منطقة (قميص) بالوقوع في عرض البحر، وربما يصل عددهم إلى أكثر من الذين قتلوا أو فقدوا في ذلك الصراع القبلي.

واستطرد : في اعتقادي أن السبب الأساسي لاندلاع الأحداث الدموية بولاية النيل الأزرق، هو الخطاب الإعلامي الداعي للعنصرية والقبيلية، والذي انتشر عبر الإعلام البديل، وهو ما قاد مواطناً (هوساوياً) لمطالبة والي ولاية النيل الأزرق بأن يمنحه (إمارة)، ومن ثم قاد بعض أبناء قبيلة (الهوسا) مسيرة إلى حيث يوجد (مالك عقار)، وطالب نفس الشخص من خلالها بأن يمنح (إمارة)، كما تم منع بنات (الهوسا) من العمل في السوق، مما استدعي الفاتح يوسف المك عدلان ناظر عموم (الفونج) أن يوجه خطابه إلى (الهوساوي) المطالب بامارة، قائلاً له : (هذا الذي تقوم به  خطأ، ولا سيما فإنه سيألب عليك القبائل في ولاية النيل الأزرق)، وعلى خلفية ذلك تم التحفظ عليه، إلا أن بعض أبناء (الهوسا) نظموا مسيرة إحتجاجاً على إعتقال (الصول).

ومضي : في اليوم الذي شن فيه (البرتي) هجوماً على (الهوسا) في منطقة (قنيص) كنت شاهداً عليه، وشاهدت (هوساوياً) يصعد إلى إحدي الأشجار حاملاً سلاحاً نارياً ثقيلاً، فما كان من (البرتاوي) الذي رصده إلا أن يقتله مستخدماً (كلاشاً)، السؤال الذي يفرض نفسه أين وجد هؤلاء أو أولئك هذه الأسلحة التى لعبت دوراً كبيراً في الأحداث الدامية، والتى شاهدت في إطارها حوالي (10) ألف شخصاً يهربون من منطقة (قنيص) وقري (11) و(12) بولاية النيل الأزرق، وهم الآن في مدارس بمدينة (الدمازين)، عموماً الرؤية غير واضحة للأسباب الأساسية لهذه الأحداث.

وتابع : كنت اتوقع نشوب هذه الأحداث نسبة إلى أن سكان قري ولاية النيل الأزرق نزحوا منها للإقامة في أحياء مدينة (الدمازين)، وكانوا يتعايشيون فيها سلمياً، ورغماً عن ذلك لم تتجه السلطات إلى عمل احتياطيات نفسية وأمنية، وما جري من وجهة نظري هو نتاج للحروبات السابقة إبان حكم نظام الرئيس المخلوع عمر البشير .

وأردف: من خلال وجودي في مدينة الدمازين لاحظت أن هنالك هجرة لبوكو حرام  على أساس أنهم يدرسون القرآن في منطقة (قنيص)، وهو أمر يتطلب الدراسة والتحليل.

ومضي : إن الناس نزحت من قيسان، الكرمك، يابوس، ام كيلك، ام درفه، ود الماحي، بكوري والياس إلى مدينة الدمازين، وجميع القري سالفة الذكر أنشأت احياء في المدينة.

واسترسل : الحل للإشكاليات لن يتم إلا من خلال الفنون، فهي اللاعب الرئيسي في رتق النسيج الاجتماعي، بدليل انني كنت أغني لقبيلة (الهوسا) قبل إندلاع الأحداث بيوم، وقد تم بثها عبر التلفاز، وهذا ما يؤكد بأن الفنون لوحدها التى ستحل مثل هذه الإشكاليات، والسياسة لا تحل، بل تعقد وتعمق الإشكاليات.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...