الثلاثاء، 26 أكتوبر 2021

مجذوب أونسة يكشف تفاصيل مثيرة حول اعتقاله بسبب (الغلابة)


السلطات المصرية اتهمتني بالعمالة للرئيس السابق عمر البشير

هذه قصة أغنية (عزيز أنت يا وطني) مع الانقلاب العسكري للانقاذ 

التقاه : سراج النعيم 

وضع الفنان الكبير مجذوب أونسة قصته المثيرة مع مضايقات نظام الرئيس المخلوع عمر البشير له بسبب أغنية (الغلابة)، واستثمار نظامه من خلال الباشمهندس الراحل الطيب مصطفي لأغنية (عزيز أنت يا وطني) لصالح أجندات ايدلوجية، مؤكدا أنه لم يغن لأي نظام تقلد حكم البلاد، َبل ظل يغني للسواد الاعظمي من الغلابة معبرا بوضوح شديد عن معاناة الشعب السوداني على مدى سنوات خلت. 

لماذا اعتقلت بسبب أغنية (الغلابة)؟ 

أولا لا بد من التأكيد بأن اعتقالي تم بواسطة السلطات الأمنية للرئيس المعزول عمر البشير، وذلك في الأيام الأولى لانقلاب ثورة الإنقاذ على الحكم الديمقراطي، وذلك على أساس إنني غنيت متجاوزا الزمن المحدد لقانون الطواريء، ولم يسألن الضابط الذي حقق معي عن أغنية (الغلابة) التي غنيتها في المناسبة حتى لا يعطي اعتقالي طابعا سياسياً، رغماً عن علمي التام بأن الأغنية مصنفة سياسياً، ويقول مطلعها :-

الغلابة التوهت 

في الدنيا وصعابه

البلد في عز عذابه

 كل زول خلاها سابه

متى صدحت بأغنية (الغلابة)؟ 

بدأت أرددها في المسارح التي اعتليتها بما فيها مسارح الأفراح، هكذا إلى أن وصلت شهرتها إلى بقاع واسعة من أصقاع السودان، وأصبحت تطلب من الجماهير بصورة مستمرة. 

ما الذي خرجت به من وراء اعتقالك بسبب أغنية (الغلابة)؟ 

فهمت بأن السبب المباشر للاعتقال هو اصراري على ترديد الأغنية، ولكن مع استمرار الضغط والمضايقات اضطررت إلى إيقافها.

لماذا اوقفتك السلطات المصرية في مطار القاهرة؟ 

إبان حكم نظام الرئيس المخلوع عمر البشير تعرضت للاعتقال من قبل الأمن المصري لمدة ثلاثة أيام، وذلك على أساس إنني كتبت عنواني (السفارة السودانية) بالقاهرة في كرت الطائرة، وصادف ذلك سوء العلاقات (السودانية- المصرية)، إذ كانت آنذاك متوترة جداً، وعليه اعتبرتني سلطات مطار القاهرة عميلا للرئيس المعزول عمر البشير، فيما تشير وقائع اعتقالي إلى إنني كنت أركب في الطائرة في المقاعد الخلفية، وأثناء ذلك وضع على منضدتي (الكرت) المعنى، فما كان مني إلا وكتبت عليه عنواني (السفارة السودانية) بالقاهرة، مما دفع الأمن المصري إلى اعتقالي مع الفنان الراحل إبراهيم حسين وعثمان مصطفى، وبعد التحقيق أطلق  سراح زملائي، والابقاء على شخصي ثلاثة أيام رغماً عن كتابتي للعنوان لم يكن نابع من (سذاجة)، إنما نابع من اعتقادي بأن أي فنان يسافر للخارج يجب أن يكون عنوانه سفارة بلاده، عموماً قال الضابط المصري إنني قريب البشير. 

وماذا؟ 

إن تأخر الطائرة التي يجب أن تعيدني للسودان جعل السلطات المصرية تبقيني قيد الاعتقال إلى أن تدخل الرئيس الراحل جعفر محمد نميري وسيطا، وأكد للسلطات المصرية بانني لا علاقة لي بالسياسة. 

لماذا سافرت إلى مصر في ذلك التوقيت؟ 

شددت الرحال إلى قاهرة المعز لتسجيل ألبوم لشركة (حصاد) للإنتاج الفني.

ماذا عن أغنية (عزيز أنت يا وطني)؟

انتجت الأغنية في العام 1986م، ومن ثم سجلتها للإذاعة السودانية رسمياً وقتئذ، كما سجلتها أيضاً لتلفزيون السودان قبل انقلاب الضباط الذين تم اعدامهم فيما بعد، وكان تسجلي للأغنية بآلة العود بطلب من فادي أونسة الذي أكد حضوري للتلفاز، وعندما حضرت في الزمان والمكان وجدت الفنان الراحل علي ابراهيم اللحو يغني بفرقته الموسيقية، فزعلت لأنني أتيت بدون فرقة موسيقية، وقررت على إثر العودة دون أن أسجل، إلا أن فادي مجذوب أصر على أن أغني أي أغنية وطنية، وكان أن تذكرت (عزيز أنت يا وطني)، وهي لا علاقة لها بأي نظام من الأنظمة العسكرية أو المدنية، لذلك غنيتها في ذلك التوقيت، فما كان منها إلا أن ترفض نفسها بقوة، وعندما تم تحرير منطقة من مناطق جنوب السودان بحث الراحل الطيب مصطفى مدير التلفزيون آنذاك في المكتبة عن أغنية تعبر عن الايدلوجية الخاصة به، فوجد (عزيز أنت يا وطني) التي تم منتاجها بإدخال مشاهد لشهداء الحرب الأهلية بين النظام البائد وقوات الحركة الشعبية لتحرير السودان، ومن ساعتها أصبحت هذه الأغنية تبث بصورة مستمرة، وعليه فقدت السيطرة عليها، وبالتالي كلما حدث حدث في السودان يتم بثها، ولكن الشرف العظيم لي هو أنها تم بثها عندما تمت الإطاحة بالرئيس المخلوع عمر البشير وضعت شعارا، أي أنها فرضت نفسها حتى بعد سقوط النظام البائد، وانا ليس لدي أي انتماء سياسي، فأنا وطني واحب وطني، لذلك سجلت أغنية (عزيز أنت يا وطني) في العام 1986م، فأنا لست سياسياً أو راسماليا، وكل أملك هو صوتي. 

ما قصة أغنية (عزيز أنت يا وطني)؟

هذه الأغنية ألفها حسين أونسة إبان الحكم المايوي الذي كان يعمل في ظله اخي حسين أونسة في وزارة الأشغال مهندسا أيام العدالة الناجزة، وأثناء ذلك أحدهم حاملا مكنة قطع الأيادي، هذا الأمر استفز اخي حسين، الذي قال البلد تشهد فقرا مقدعا ومع هذا يتم قطع الأيادي، وكان ألف هذه الأغنية للسودان عزيز أنت يا وطني برغم قساوة المحني.. بك النيل الذي أرسى حضارات كانت تحطم للاحاد

وأضاف : إن الديانة الإسلامية جاءت للسودان بالتي أحسن، و السودانيين مسلمين بالفطرة، وهم ضد التطرف والتشدد رغماً تنوع سحناته، لهجاته، حضارته وثقافاته، وشعب كهذا لابد من يكون فنانه العملاق محمد وردي الذي عبر عنه من خلال الثنائية بينه والشاعر الراحل محجوب شريف في عدد من الأغنية الوطنية الخالدة في وجدان الشعب السوداني

الجمعة، 22 أكتوبر 2021

سراج النعيم يكتب : حياة مليئة بالتعري

 


كلما تأملت الحياة عميقا أجد أن البعض من سكانها يمارسون الخيانة بلا حياء أو خجل، فما أن تسأل أحدهم لا يرد عليك بحجة واهية جدا، لا يمكن الأخذ بها على محمل الجد، خاصة الزواج مع زوجته والعكس، فكل منهما يدعي أنه يفتقر للحب، الحنان، العاطفة والرومانسية، هكذا يفعل كل منهما لما هو منافي للشرع، العادات، التقاليد، القيم والأخلاق، ورغماً عن ذلك يرمي كل منهما باللائمة على الآخر. 

وفي إطار الظواهر (السالبة) الحظ أن فتيات في مقتبل العمر يتواصلن مع الغرباء عبر (العولمة) ووسائطها المختلفة، ولا يكتفين بذلك، بل يرسلن صورهن دون خوف من استخدامها في المستقبل كورقة ضغط ضدهن. 

رغماً عما أشرت له، فإن الآباء والأمهات بعيدين كل البعد عن ازكاء دور الرقابة، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يسهلان للأبناء المضي نحو الهاوية بالمساعدة على اقتناء الهواتف الذكية التي يدردشن بها مع الغرباء، أي أن الآباء والأمهات يركزون  على الاتفاق أكثر من التربية القائمة على غرس القيم والأخلاق النبيلة، لذلك أضحى التبرج والتعري (أناقة) والاعتراض على ذلك يعتبر تخلفاً. 

إن الحياة تعج بالظواهر (السالبة) التي من بينها بلا شك (الرشوة)، و(الاختلاس) الذي أصبح يطلق عليه البعض (تسهيلات)، والسبب فيه أسباب اقتصادية بحتة إلي جانب ضعف الأجور. 

إن بعض الشباب من الجنسين يقضى الساعات الطوال في وسائط التقنية بالبث، النشر، الإطلاع، التواصل، و الدردشة القائمة على التحدث في أعراض الناس دون التفكير في أن الديانة الإسلامية نهته عن ممارسة هذا الفعل القبيح : (مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)، والاغرب من ذلك كله يشتري الآباء والأمهات الملابس (المحذوفة) للنشء والفتيات دون محاذير، لذلك تجدهن يظهرن في الشوارع والاماكن العامة بملابس أقرب إلى ملابس النوم، ومع هذا وذاك ليس هنالك نخوة في هذا الإطار بدعوى التطور والمواكبة ناسين أو متناسين أن الشيطان واضحاً في أنه سيضل كل من يستجيب إليه، وإذا ازجيت النصح لأي شخص من الأشخاص، فإنك ترتكتب خطأ كبير، رغماً عن أن (أكثر الناس لا يعلمون، لا يشكرون، لايؤمنون، فاسقون، معرضون، لا يعقلون، ولا يسمعون)، وقال الله تعالى : (وقليل من عبادي الشكور ) (وماآمن معه إلا قليل ) (ثلة من الأولين وقليل من الآخرين ).


الأربعاء، 20 أكتوبر 2021

سراج النعيم يكتب :إدمان التواصل يهدِّد الأسرة بالتفكك

 


أدمن الكثير من السواد الأعظم التواصل عبر السوشال ميديا (الفيس بوك، تويتر، الواتساب والإنستغرام) وغيرها من الوسائط الإلكترونية، وظهر ذلك بجلاء في الانقطاع الذي حدث في الفترة الماضية، وهو الحدث الذي طغي على الأجهزة الإعلامية بلا استثناء، وهو ما ترتبت عليه أحداث ارتباك لم يشهد العالم مثيل، بالإضافة إلى تكبد مؤسسات، شركات ومصارف خسائر فادح جدا، فالشبكة العنكبوتية أضحت تسيطر سيطرة تامة على حياة معظم سكان العالم في كل أرجاء المعمورة، ولم يكن المجتمع السوداني بعيدا عما حدث من (ربكة) في كل أنحاء العالم، الذي جأر بالشكوى من هذا (العطب) المفاجيء الذي لم يستمر سوى ساعات، ورغما عن انني مدمنا للتقنية الحديثة إلا إنني لم أشعر بما شعر به كثيرون في إطار استخدام وسائط التواصل الاجتماعي، والتي بات البعض لا يستغنى عنها نهائياً، وربما يبدأ وينهي بها يومه، فلا يستطيع العيش بدونها بأي شكل من الأشكال.

إن البعض من النشطاء والرواد وصلوا مرحلة متأخرة من الإدمان لوسائل التقنية الحديثة لدرجة الإفراط بالاستخدام المنطوي على مخاطر متعددة، وذلك من واقع أن 

الكثير جدا يقضي جل وقته في تصفح الإنترنت وتطبيقاته المختلفة، أي أنهم يركنون إلى البقاء في العالم الافتراضي، مما يؤثر سلبيا في الحياة السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية والفكرية. 

فيما أصبح الكثير من النشء والشباب الذين لم يعد بمقدورهم الابتعاد ولو لدقائق معدودة، فما أن يصحو من النوم يبدأ بالتفاعل (البوستات) المنشورة عبر الفيس بوك، ورسائل (الماسنجر)، وربما يكون في ذلك الوقت نصف نائم، هكذا يفعل أيضاً عندما يقبل على النوم، لذا لابد من التفكير عميقا في التغيير بشكل جاد (إيجابيا) من أجل التحصن من مخاطر (العولمة) ووسائطها المختلفة المستخدمة في هذا العصر (سلبيا). والذي لا تقوم في إطاره الأسرة بالدور المنوط بها الرقابة من خلال النصائح المؤثرة للأبناء، فمن الأهمية بمكان أن يستخدم الآباء أسلوب الحوار للإقناع، فلا سبيل للإكراه، لأن انتهاج نهجا من هذا القبيل سيضطر النشء والشباب إلى استخدامها بعيدا عن الرقابة على التطبيقات المحملة من (المتجر) إلى هواتفهم الذكية، 

سراج النعيم يكتب : فشل الحكومة الانتقالية إلى أين؟!



يستطيع أي متابع لأداء الحكومة الإنتقالية بشقيها العسكري والمدني أن يلمس بوضوح ملحوظ الفشل الذريع الذي تركن له سياسياً، اقتصادياً، اجتماعياً، ثقافياً وفكرياً، وذلك منذ أن تمت الإطاحة بنظام الرئيس المعزول عمر البشير، إذ أنها لم تنجح في ترتيب الملفات الداخلية والخارجية المهمة وفقاً للاستراتيجيات المغايرة للثلاثة عقود الماضية، ولم تثمر تلك السياسات المنتهجة ما يمكن الإشارة إليه.

إن الاستراتيجيات المتبعة من المكونين العسكري والمدني تنمو بشكل (سالب) نسبة إلى أن المجهود المبذول لا يرتكز على تجارب عميقة، لذلك كان (الفشل) حليفهما في أي موقع من مواقع السلطة.

لفت انتباهي لهذه السياسات الفشل في إدارة دفة البلاد إلى بر الأمان، وظل الشركاء يعملون ضد بعضهم البعض دون الالتفات إلى المصلحة العامة، ويتضح ذلك بجلاء في الخطاب الإعلامي الصادر من هنا وهناك، والذي يدل بوضوح شديد إلى النظرة القاصرة على المصلحة الشخصية، لذا فقد الجانبين عطف المواطن الذي ثار على النظام البائد بسبب السياسات القائمة على الظلم، التهميش وهضم الحقوق، فبالنظر إلى مؤشر أداء الحكومة فإنه لم يكن بقدر الرغبات والطموح الذي ينشده المواطن الباحث عن التغيير للأفضل، إذ أنها فشلت في توفير أبسط مقومات الحياة ناهيك المشاريع الحيوية في كل مناطق السودانية، وكل ما يتم في هذا الإطار عبارة عن مهدئات ومسكنات لضخ الأمل في دواخل إنسان السودان الذي هو ضحية الحكومات المتعاقبة على حكم البلاد منذ الاستقلال، وأتذكر جيدا عدم تحقيق متطلبات البنية التحتية المستهدفة للمرتكزات الأساسية للقطاعات التابعة لمنظومة تأسيس الدولة وتحقيق الأهداف المرجوة منها، ولكن ما زالت المعضلة بلا معالجة، عطفا على أن الأداء بعيد كل البعد عن الوطنية المفتقرة لتشخيص المشكلة في ظل تعدد قبلي تختلف في إطاره اللهجات، السحنات والثقافات، فضلاً عن غياب الدور التوعوي من خلال الأجهزة الإعلامية، أو شبكات التواصل الاجتماعي، فلا تزال النظرة قاصرة على المصلحة الشخصية أو القبلية أو الطائفية أو الحزبية، وهنا أتساءل : لماذا لا تستفيد الأنظمة من التجارب الفاشلة السابقة لتجاوز الأزمات بالتأسيس لدولة لا تعتريها إشكاليات والصراعات الدائرة في نطاق ضيف لا يراعي المصلحة العامة

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...