تنظيم الدولة الإسلامية يعتبر السودان أرض خصبة لنشاطه (الإرهابي)
.......
كشفت عملية جهاز المخابرات العامة السوداني المنفذة ضد خلية تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) جنوب الخرطوم، كشفت النقاب عن وجود خلايا نائمة للتنظيم في الخرطوم، وهي ظلت طوال السنوات الماضية تعمل في الخفاء، وتستقطب الشباب من الجنسين لفكرها (الإرهابي) الذي تمارسه في بعض الدول التي تصفها بـ(المرتدة)، هكذا تغلغلت الدولة الإسلامية في السودان الذي وضعته أمريكا في قائمة (الإرهاب) إبان نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، مما يؤكد تأكيداً جازماً بأنه تنظيم (داعش) موجود في البلاد، وينمو يوماً تلو الآخر، أي أن وجوده ليس جديداً داخل الأراضي السودانية، والتي ظلت في إطاره (نائمة)، وخلية (جبرة) ليست وليدة اللحظة، ولم تكتشف بـ(الصدفة).
إن الوجود (الداعشي) في السودان أشارت إليه الولايات المتحدة الأمريكية في تقرير أصدرته خارجيتها في العام 2019م، إذ أكدت من خلاله بأن وجود تنظيم الدولة الإسلامية في السودان يشكل خطراً كبيراً على الحياة، لذلك حذرت من تمدد نشاطه في الأراضي السودانية، وذلك على خلفية ظهور بعض المحاولات (الإرهابية)، ومن بينها طعن داعشي لضابط شرطة يحرس السفارة الأميركية بالخرطوم في يناير من العام 2018م، وإنقاذ امرأة شابة جندت من قبل تنظيم (داعش) في يونيو في العام 2018م.
ظل تنظيم (داعش) موجوداً في السودان، إلا أن سلطات النظام البائد لم تتعامل معه بحسم، وتركت له الحبل على القارب إلى أن أغرق بعض الشباب السودانيين من الجنسين في بحيرة عميقة من التيارات الفكرية الإرهابية المتشددة، والتي نفذت فكرها المتشدد، ولم يكشف أمن البشير عن المتورطين في تلك العمليات (الإرهابية)، ولا سيما فإن قيادات التنظيم تضع السودان ضمن ما يسمى بـ(ولاية السودان)، ويبدو أنه على أهبة الاستعداد لتنفيذ عمليات إرهابية داخل أراضية، مما يستوجب اليقظة، الحيطة والحذر، ويجب التفكير جدياً في القضاء على وجوده، كما فعلت العراق وسوريا.
فيما لفت (أبوبكر البغدادي) أمير تنظيم الدولة الإسلامية قبل مقتله في أكتوبر من العام 2019م في غارة أمريكية شمال سوريا، لفت الأنظار لتنظيم (داعش) بعد الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع عمر البشير في أبريل من العام 2019م باعتبار أنه يمكن أن يجعل من السودان أرض خصبة لـ(لإرهاب) في المستقبل، وهذا الاتجاه نابع من أنه يضع السودان ضمن خارطة طريق إرهابه تضم عدد من دول شرق أفريقيا، ولا استبعد نهائياً أن تكون هنالك خلايا نائمة في مناطق أخرى داخل الأراضي السودانية خاصة وأن تنظيم الدولة الإسلامية اقتحم البلاد في العام 2018م، وظل التنظيم (الإرهابي) ينمو فيه وفقاً لوجهات نظره المغايرة للسياسات المنتهجة في السودان.
إن تنظيم (داعش) يستغل الاضطرابات الأمنية في السودان هنا وهناك، بالإضافة إلى عدم ضبط الحدود المتاخمة لدول الجوار الشاسعة، وهو ما سهل تسلل العناصر المتطرفة للأراضي السودانية، وظهر ذلك جلياً في الهجرات غير الشرعية والوجود الأجنبي غير المقنن، والذي تم في ظله إحباط تسلل عناصر إرهابية عبر الحدود التشادية للأراضي السودانية في 6 ديسمبر 2019م، ورغماً عن خطورة ذلك الأمر إلا أن السلطات السودانية سلمت الإرهابيين إلى الحكومة التشادية.
مما ذهبت إليه، فإن الحدود السودانية مخترقة من واقع صعوبة ضبطها، لأنها محاطة بحدود (7) دول أفريقية، ومن بواباتها المشرعة تتسلل الخلايا والجماعات الإرهابية المتشددة في مجموعات صغيرة، وتكمن خطورتها في أنها تلقت تدريب تقني عالٍ جداً، بالإضافة إلى أنها ممولة مالياً وبالمعلومات الدقيقة حول الدول المستهدفة، والتي من بينها بلا شك السودان، مما يتطلب من الحكومة الانتقالية التفكير جدياً في تكوين قوات مشتركة من القوات الأمنية السودانية وقوات أمن دول الجوار الأفريقي الـ(7) لوقف الهجرات غير الشرعية والتسلل للأراضي السودانية خاصةً وأنه يمر بمرحلة (حرجة) جداً، وذلك منذ الإطاحة بنظام الرئيس المعزول (عمر البشير) في العام 2019.
إن خلايا تنظيم الدولة (داعش) ظهرت على السطح مجدداً من خلال مداهمة جهاز المخابرات العامة السوداني لخلية إرهابية تفرض تحديات جسام على الحكومة الانتقالية سياسياً، اقتصادياً، اجتماعياً، ثقافياً وفكرياً، كما أن البلاد شهدت بعض المحاولات الانقلابية على الديمقراطية التي اختارها إنسان السودان، وناضل من أجلها.