الجمعة، 10 سبتمبر 2021

جواهر تكشف القصة المثيرة لنجوميتها عربياً في حوار استثنائي



....................

دفعت ثمناً غالياً لتحقيق الشهرة ولم أكن أملك مالاً لشراء المأكل والمشرب

...................

لم أتنكر لسودانيتي ومسقط رأسي بورتسودان أعتز وأفاخر بها حد الثمالة

..................

جلس إليها : سراج النعيم

.................

كشفت المطربة السودانية (جواهر)، المقيمة بالعاصمة المصرية (القاهرة)، أدق الأسرار في حياتها، وذلك من خلال حوار أستثنائي ردت فيه علي من شككوا حول سودانيتها مؤكدة أنها تعتز وتفتخر حد الثمالة بأنها سودانية من مدينة بورتسودان ، نافية نفياً قاطعاً ما يثيره البعض من اباطيل لا أساس لها من الصحة، قائلة كيف أفعل وأنا ولدت ونشأت وترعرعت فيها.

ماذا انتي قائلة في البدء؟

قالت : شددت الرحال إلي العاصمة المصرية (القاهرة) قبل سنوات واستقريت بها، ورغماً عن ذلك تظل صلتي عميقة بالسودان وقائمة إلي ما لانهاية، ويكفي أنه مسقط رأسي وموطن أهلي، وكلما سنحت لي فرصة أزوره، وأشارك في كل المحافل المرتبطة به داخلياً وخارجياً.

كيف استطعتي تحقيق النجومية علي مستوي الوطن العربي؟

قالت : بعد معاناة كبيرة وصلت إلي هذه المرحلة من النجومية رغماً عن أنني عانيت معاناة كبيرة في البداية، إذ لم أكن حينئذ أملك مالاً أتجاوز به مرحلة (الصفر)، هل تصدق أنني كنت غير قادرة علي شراء (المأكل)، (المشرب) و(الكراسات) للدراسة الأكاديمية في (القاهرة) أي أنني دفعت ثمناً غالياً، وعندما فكرت سفري إلي مصر نبعت من بنات أفكار الفنان الراحل زيدان إبراهيم، والذي نصحني بذلك بعد أن هددني أخي بالقتل في حال استمريت في ممارسة الموسيقي والغناء.

ماذا قال لك العندليب الاسمر؟

قالت : قال : (طالما أن لديك جذور مصرية، أري أنه من الأفضل لك أن تسافري إلي القاهرة حتي تتجنبي الاحتكاك بأخيك الذي في اعتقادي أنه لن يتركك وحالك، طالما أنه لا يريدك أن تزاولي مهنة الموسيقي والغناء، فيما بدأت التمثيل في العام 1997م، بينما بدأت مشواري الفني وسني صغيرة حيث كنت وقتئذ في المرحلة الابتدائية التي شاركت من خلالها في المحافل الدرسية، ثم انتقلت في العام 1995م للإقامة في القاهرة واستمريت في مشواري الفني، وفي هذا الإطار قدمت الكثير من الأغاني اشهرها (على الكورنيش).

عماذا تتحدث الدراما الاجتماعية التي تشاركين فيها؟

قالت : تعبر عن غدر الأصدقاء لبعضهم البعض، وغدر الزمن، وهي مذهب وكوبلهين، وكل كوبلي يحكي عن قصة مختلفة، وهي من كلمات علي عطية، والحان عبده مصطفي، وتوزيع طالب صقر.

أين وصل تعاونك فنياً مع شعراء وملحنين سودانيين؟

قالت : أنتجت أغنية وطنية بعنوان (ما اروعك يا وطن)، و(غمض عينيك) كلمات الشاعر ود حنتوب، وتأخر التعاون بيني وبينهم بسبب تركيزي علي استقطاب الدعم لمستشفي سرطان الأطفال، ولكن بعده سأتفرغ لإنتاج أعمال تجمعني بشعراء وملحنين سودانيين.

ألم تفكري في خوض تجربة التمثيل؟

قالت : لدي تجربة بعنوان (ديسكو خرسكو)، وهي من إخراج إيهاب عبداللطيف، الذي أخرج لي أخر فيديو كليب.

ما الدور الذي تؤديه في الدراما ؟

قالت : اتقمص دور المعلمة (جزارة)، أي والله العظيم جزارة، ثم ضحكت، واضافت : كل نجم حلقته منفصلة عن النجم الأخر، ويشير دوري إلي إنني ضبطت زوجي في (الديسكو) يخونني مع فتاتين، و بما إنني جزارة فلا أعرف سوي لغة (الذبح)، ومن هنا أدخل (الديسكو) وبرفقتي اثنين من عمالي وأقول لزوجي : (بقولك ايه يا معلم)، ثم اهجم عليه.

ما هي الأصوات النسائية التي لفتت نظرك في السودان؟

قالت : كورال كلية الدراما والموسيقي، الذي هو من الأصوات الدارسة التي أتمني لها حياة فنية أفضل من حياتنا، وفرص أكبر من فرصنا.

هل يمكننا الخروج بالأغنية السودانية من المحلية إلي فضاءات ارحب؟

قالت : في وقت سابق كانت الميديا السودانية محدودة، إلا أنها الآن أصبحت ذات بصمة واضحة في خارطة الإعلام الفضائي.

ما الأصوات التي لفتت نظرك في الفضائيات السودانية؟

قالت : هنالك أصوات كثيرة تتمتع بإمكانيات صوتية جميلة، وذات حضور مميز.

لماذا لا نشاهد لك فيديو كلبات؟

قالت : هي لا تبث علي القنوات الفضائيات السودانية، بل يتم بثها في القنوات الفضائية العربية الخاصة ببث الموسيقي والغناء، نسبة إلي أن الأجهزة الإعلامية في الوطن العربي أصبحت لا تمنح الموسيقي والغناء مساحات في خارطة برامجها، إنما يتجهون بها إلي برامج (التوك شو)، بعد أن سيطرت السياسة علي المتلقي.

هل انتي هلالابية؟

قالت : لا ليس هلالابية، ولا مريخابية، بل اشجع المنتخب القومي السوداني.

هل تشاهدين مباريات كرة قدم محلياً أو عالمياً؟

قالت : نعم اشاهدها، ودائماً أركز علي مباريات المنتخب السوداني القومي، أما علي الصعيد العالمي فإنني دائماً ما الحظ أن (ميسي عامل قلق)، بالإضافة إلي (نيمار) و(رونالدو)، وهذه المتابعة الدقيقة للرياضة تولدت بعد أن غنيت (كابتن ماما) التي جعلتني الم ببعض الدوريات والمنتخبات والاندية واللاعبين.

لماذا رفض اخوك فكرة أن تصبحي فنانة؟

قالت : أنت تعرف أخي سراج النعيم أن مسألة غناء المرأة مرفوض في السودان، فما بالك وأنا من شرق السودان ذو الثقافة المختلفة عن الثقافات السودانية عموماً، المهم إنني سافرت إلي (القاهرة) ودرست، ثم التحقت بالنادي النوبي، إلي أن جاءت إنطلاقتي الحقيقية بالبوم (اسمريكا) المنتج في مصر علي مستوي الوطن العربي.

وماذا عن إنتاج جواهر الفني عبر منتجين سودانيين؟

قالت : انتجت البومين غنائيين ليس خاصين بأعمالي، بل بأغاني الأخرين، حدث هذا لإنني آنذاك كنت طالبة، ولم يكن لدي إمكانية أن أطلب من الشعراء أغنيات خاصة، نسبة إلي إنني كنت فقيرة، لدرجة عدم مقدرتي شراء الكراسات والأقلام، وهكذا حال كل الطلاب الذين يدرسون خارج البلاد، فإنهم يعانون من هذه الإشكالية، فالأهل يوفرون لهم السكن، أما الدراسة والكراسات والأقلام والمأكل خاصة.

وماذا عنك الآن؟

قالت : الحمدلله أقدر الفنان الذي يتعامل معي فنياً ومعنوياً ومادياً وأدبياً.

بصراحة كيف نخرج بالأغنية السودانية؟

قالت : نحن لدينا أصوات جميلة وشعراء يكتبون شعراً مميزاً، وملحنين يلحنون الحاناً رائعة، خاصة بنات كورال كلية الموسيقي والدراما الذين إذا غنوا مقامات شرقية صريحة، فإن في إمكانهم إيصال أصواتهم للإذن العربية بكل اريحية، بالإضافة إلي أن الميديا السودانية أصبحت تخدم الفن أكثر مما كانت عليه في الوقت السابق، ولها بصمة واضحة في خارطة الفضاء العربي، فمثلاً في (الفيس بوك) إذا (كح) سودانياً تجد أن الوطن العربي كله يتحدث بها.

ترباس في حوار جرئي قبيل سفره خارج البلاد

 



....................

أنا ما داير أعمل بيت لأنني استثمر في أبنائي الدكاترة والمهندسين

...................

لو خالف عازف زملائه ولو في (الشرابات) لا أدعه يعزف معي

..................

جلس إليه : سراج النعيم

.................

أجلست الفنان الفخيم كمال ترباس في كرسي ساخن رد من خلاله علي أسئلة وضعتها علي منضدته قبيل مغادرته البلاد متوجهاً إلي المملكة العربية السعودية ومنها إلي دولة الإمارات العربية، والذي أشار فيه إلي أن الفن يكلف الفنانين مالياً، فهو يتطلب في الفنان الصرف على نفسه، فالشهرة والنجومية لهما ضريبة باهظة الثمن يجب أن يدفعها قبل أن يحسب على قبيلة الفنانين، فالأزياء مرتبطة بالمظهر ارتباطاً عميقاً، فمثلاً الفنان إذا ذهب لأداء واجب العزاء في أي مكان فإنه يجب أن يدفع في الكشف بحسب اسمه، ولنأخذ مثالاً ثانياً لو صادفك (شحاد) في الشارع العام وطلب منك المساعدة يجب أن لا تدفع له كسائر الناس لأن الذي تخرجه من جيبك لابد أن يوازي اسمك، وإذا كانت الحسنة عند الله سبحانه وتعالي بعشرة أمثالها، فلماذا لا أضاعفها، وهو الذي أعطاني هذا المال لذلك تجدني دائماً أحب أن يكون الناس مترابطين بعضهم البعض، فأنا بالي كله في الفقراء والمساكين، وهذه هي أسباب خلافي مع من لا يتجهون في هذا الإطار.

رأيك بصراحة في الألقاب التي تطلق على بعض الفنانين؟

قال : ما يحيرني الالقاب لأنني وقفت عندها كثيراً فوجدت أنها أشبه بمن لا يملك لمن لا يستحق يعني ما ممكن يقولوا هذا الفنان (ملك) فهم بهذا يضحكون على عقول الناس.

لمن تمنح لقب (ملك)؟

قال : حسين شندي فهو يستحق أن يطلق عليه هذا اللقب مع العلم أنني لا أقلل من قيمة ذلك الفنان، فأنا قبلاً سئلت من هو فنان الموسم القادم؟ فقلت حسين شندي فزعل مني ذلك الفنان، وقال لي كيف تقول حسين أنا موش صاحبك فقلت له : دي ما فيها صحبه دا خط أحمر وهو دايرني أجاملوا وأنا داير ابري ذمتي.

لماذا تهاجم البعض من زملائك؟

قال : أنا إنسان واضح ولا أعرف المجاملة، لذا أدخل دائماً في بعض المواجهات، إلا إنني لا أحمل مثقال ذرة من حقد أو حسد في قلبي لأي زميل من الزملاء في الوسط، بل أحبهم جميعاً وأتواصل معهم بشكل مستمر، بدليل إنني لا أخلد للنوم إذا كنت علي خلاف مع أي شخص ولا يهدأ لي بال حتى اتصالح معه.

ماذا أخذ منك الانتماء للوسط الفني؟

قال : خصم مني الكثير خاصة عندما أكون مسافراً خارج البلاد، ويصادف ذلك حدوث بعض المناسبات، لذا لا أستطيع التواصل مع أصحابها إلا عقب عودتي لأرض الوطن.

رأيك في برنامج (أغاني وأغاني) الذي يبث سنوياً بقناة النيل الأزرق؟

قال : البرنامج فقد بريقه، وأصبح يكرر نفسه بالإضافة إلي أنه أضحي حكراً علي فنانين بعينهم، وهذا يدل علي أنه استنفذ أغراضه، ولم يعد جاذباً للمتلقي، وعندما شاركت في هذا البرنامج كنت أهدف إلي أن أحدث بعضاً من التغيير.

كيف تنظر إلي القضايا المرفوعة من الشعراء ضد الفنانين؟

قال : القال حقي غلب، ولكن رفع الدعاوي الجنائية أو القضائية ضد الفنانين تضر بالشاعر لأن الناس ستخاف من التعامل معه حيث يقولون لك دا لو غنيت من كلماته سوف يأخذ منك الأغاني بعد أن تشتهر وترتبط بالجمهور، وهي تجعل الإنسان يتهيب التعاون معه فنياً، وهنالك البعض من الشعراء يتخذون الإجراءات القانونية من أجل الشهرة بحيث يكون غناه لم يأخذ حيزاً من الإنتشار يمشي يفتح بلاغ يطالب فيه بحق الأداء العلني، وأنا ضد فكرة شاعر يشكو فنان، وأتمنى دائماً أن يدخل أهل الوسط الفني طرفاً في خلافات من هذا القبيل حتى يجدوا لها حلولاً ناجزة لا تدعها تصل قاعات المحاكم، ولكن الشئ المؤسف أن البعض يكون سعيداً لمثل هذه القضايا.

ماذا عن مظهر الفرقة الموسيقية ؟

قال : إنني أهتم جداً بالمظهر العام للفرقة الموسيقية، فلو صادف أن خالف عازف من العازفين زملائه ولو في (الشرابات) لا ادعه يعزف معي في الحفلة وان كنت احترم افراد فرقتي الموسيقية، وأتعامل معهم كأصدقاء، ولكنني مجرد ما صعدت علي خشبة المسرح لا أجامل إطلاقاً في فني ، والموسيقي الذي يلتزم بالزمن وأداء واجبه لن تكون له معي مشكلة.

لماذا لا تريد تشييد منزل خاص بك وأسرتك، وتكتفي بالسكن بالإيجار؟!

قال : أنا ما داير أعمل بيت لأنني استثمر في أبنائي الدكاترة والمهندسين والمحامين اليس هذا أفضل من أن يكون منزلي خاوي علي عروشه ، انا بخلق في جيل صالح للمجتمع طبياً وقانونياً وهندسياً هسع انا غالبني اشتري قطعة ارض وابنيها علي افخم الطراز المعماري الحديث ابداً لا يغلبني ومن طرف شنطة عربتي يمكنني فعل ذلك، ولكنني لدي هدف محدد في رأسي هو ان اؤهل أبنائي اكاديمياً.

مقاطعاً بمقياس ما ظللت تدفعه في بيت الايجار كان الاجدي ان توفره لشراء منزلك الخاص؟!

قال : أنا ماعندي مشكلة لأني ما داير أعمل بيت (هايف) يقوم يقع فيني أنا داير أعمل بيت يليق باسم كمال ترباس.

ما الذي جنيته من الفن؟

قال : أحمد الله كثيراً أنه أضاف لي الكثير في حياتي الخاصة والعامة، ومن خلاله حققت أحلامي وأشواقي، كما إنني استطعت به أن أجعل أبنائي يدرسون الدراسات الأكاديمية التخصصية، إذ أنهم تخرجوا من الجامعات في المجال الطبي والهندسي والقانوني، وهذه في حد ذاتها نعمة من المولي عز وجل.

لماذا رفضت الحان صلاح ادريس ؟

قال : لم أفعل ذلك بدليل أنه أعطاني أغنية، إلا أنه لم يتنازل لي عنها، ولم يجلس معي لوضع الخطوط العريضة، ولو لم يتم ذلك لن استلم الأغنية التي تحمل عنوان (ممكن ولا ما ممكن) كلمات اسحق الحلنقي، ورأى في اللحن أنه جميل.

ما سر الإشكالية بينك والشاعر تاج السر ابو العائلة ؟

قال : نعم لي معه خلاف بعد أن لحنت له أغنية (فيك الرجي، فقد التقيت به في شارع الموردة لأول مرة وعرفني على نفسه على أساس أنه شقيق حسن ابو العائلة، وكان أن أدخلني إلي مكتبه، وقرأ لي النص الغنائي المعني، فقلت له هذه الأغنية سوف أضع لها الألحان، وكان أن فعلت، ونفس ما قلته لك الآن صرحت به في احدى الأجهزة الإعلامية، فما كان منه إلا وزعل مني معتقداً أنني قصدت الاساءة له كون أنني قلت التقيت به بـ(الصدفة) في الشارع العام، وأنا لم أكن أتوقع أن يفهمني خطأ لأنه هو إضافة لكمال ترباس بالأعمال الغنائية التي قدمها لي، وما أن انتهينا من تلك الحكاية إلا وذهبت إليه في منزله بالعرضة لإعطائه مبلغاً مالياً يتعلق بتسجيلي أغنية (فيك الرجي) بالتلفزيون، وبعد الاستلام كتب لي تنازلاً، ومن ثم دفع لي بنصين غنائيين قلت له تنازل لي عنهما بواسطة المحامي حتى أشرع في وضع الألحان لهما وأول ما كتب لي التنازل طلب مني المبلغ المالي الخاص بالنصين الجدد، فقلت له اعتبرني ما غنيت لك لأن هذا الأسلوب ليس بأسلوب شاعر، وعليه رفضت الأسلوب، وقلت له ما تنسى أنك مغترب عملتك من ما في تجي تقول لي داير قروش، ورغم أنه رسل لي اعتذارات إلا إنني ما قبلتها، لأنني أعتقد أنه إنسان غير وفي.

ما هو جديد ترباس في المرحلة المقبلة؟

قال : لدي عدداً من الأغاني الجديدة أبرزها (كنت فاكر) كلمات فتح الله إبراهيم الذي لحنت له قبلا أغنية (حب الناس مذاهب) و(بتخليك)، بالإضافة إلي أغنيتين (كيفن اخاصمك يا جميل) و(طريت شندي) كلمات الشاعر الكبير عبد الله البشير، وسوف أصدرهم في البوم غنائي، والبوم (طريت شندي) ساهم فيه عبد الله البشير مساهمة كبيرة يعني ما قصر فيه أبداً ولكن انا مقصر معه.

سراج النعيم يكتب : الطلاق يقود رجالاً للسجن

 


....................

من المؤكد أن معظم الرجال الذين هم خلف قضبان السجون بموجب (يبقي لحين السداد) ورائهم بعض النساء، والقليل منهن حدث معهن ذات الأمر من الرجال، إلا أن الكثير من النزلاء دخلوا السجون بسبب مديونيات دفعتهم إليها زوجاتهم أو نساء شاركنهم في عمل تجاري أو ظهروا لهن صكوكاً.

والشواهد علي ذلك كثيرة، فالبعض من الرجال والنساء ينظرون إلي الأخر من باب المصلحة الذاتية، فيدخلون علي ذلك النحو في معاملات تجارية غير محسوبة العواقب، ربما يخسرون في إطارها الحرية الشخصية، الأمر الذي يضطرهم إلي تغطية العجز بالاتجاه إلي الشراء والبيع بـ(الكسر)، وانتهاجهم ذلك النهج يضاعف من مديونياتهم التي تصل في كثير من الأحيان إلي مليارات، كالذي حدث مع ذلك الشاعر، والفنانة إنصاف مدني، هكذا يجدون أنفسهم ضحايا الانجراف وراء تيار التجار والسماسرة الذين يقودونهم نحو البلاغات، أوامر القبض، حراسات أقسام الشرطة والسجون.

ﻇﻠﺖ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺗﺸﻐﻞ ﺑﺎﻝ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﺪ ﺩﺧﻞ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻣﻼﺕ تجارية، منح في ظلها ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻲ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻧﺠﺪ أن ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺷﺮﻳﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﻗﻮﻓﻴﻦ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﺗﺼﻨﻴﻔﻬﻢ، ﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ هو ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺳﻴﻦ ﻭﻓﻘﺎً للشيكات ﺍﻟﻤﺮﺗﺪﺓ ﺃﻭ ﺗﻈﻬﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻒ، يبقون في السجون لحين السداد، ﻓﺎﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﺑﻴﻦ ﻃﻴﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﺍﺑﺔ، واﻟﻘﺼﺺ المثيرة، وأخرها القضية المعروفة للفنانة إنصاف مدني الشهيرة بملكة (الدلوكة)، وبعض رجال المال والأعمال والسيدات، اللواتي ﻭﺍﺟﻬن ﺍﺗﻬﺎﻣﺎً ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ (179) ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻲ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎﻡ الاتهام ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺩ، ﻭﻫﻮ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻧﻈﺎﻡ (ﻻﺗﻴﻨﻲ- إﻧﺠﻠﻴﺰﻱ)، ﺑﺤﻴﺚ ﺃﻥ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻭﺭﻩ ﻓﺘﺢ ﺑﻼﻍ ﺟﻨﺎﺋﻲ، ﺑﻌﺪ أن يضع ﺍﻟﺼﻚ ﺿﻤﻦ ﻋﺮﻳﻀﺘﻪ التي يقدمها إلي وكيل النيابة، ومن ثم يتم إلقاء القبض عليه، ﻭﻣﺘﻰ ﻣﺎ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﻳﺨﻠﻲ ﺳﺒﻴﻠﻪ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ أن ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ، ﻭﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﻣﺎﺩﺓ ﻓﻴﻪ ﻳﻘﻮﻝ : (ﺍﻷﺻﻞ ﺑﺮﺍﺀﺓ ﺫﻣﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ)، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﻤﺎﺩﺓ (179) ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻲ، ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﺗﻜﺘﻆ بمن هم كتبوا أو ظهروا الشيكات.

تنامت وتزايدت الظاهرة بشكل مطرد ومثير جداً للقلق، مما قاد إلي أن يكون أعداد المحكومين في قضايا الحق الخاص و(يبقي لحين السداد) كثر، خاصة وأنها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بنص المادة (179) من القانون الجنائي.

إن الواقع الملموس يشير إلي أن بعض النساء يلعبن دوراً كبيراً في التدهور المالي المريع الذي وصل إليه بعض الرجال بسبب الظروف الاقتصادية القاهرة، خاصة وأنهن يسيطرن سيطرة تامة عليهم، إذ أن معظمهن يهددن أزواجهن بـ(الطلاق)، وذلك باللجوء إلي المحاكم ورفع الدعاوي القضائية التي يطالبن من خلالها بـ(النفقة)، لعلمهن أنهم سوف يعجزون من تسديد المبلغ المحكوم به، مما يضطر القاضي إلي الحكم عليهم بموجب (يبقي لحين السداد)، علماً بأنه وفي السابق كانت هناك بعض الحالات (الشاذة) التي تسيطر في ظلها النساء علي الرجال، وهذا ربما يتم بشكل فردي، والشواهد علي ذلك كثيرة، مثلاً شجرة (الدر)، (فيكتوريا)، (كليوباترا)، (هيميكو)، وغيرهن، أما حينما ننظر بمنظار فاحص في الوقت الحاضر، فإننا نجد أن بعض النساء يسيطرن سيطرة غير منطقية، أشارت لها بعض الدراسات والأبحاث التي بينت أن الأغلبية العظمي من الرجال تسيطر عليهم زوجاتهم.

وأتذكر إنني أجريت تحقيقاً صحفياً من داخل سجن امدرمان، أكد من خلاله معظم المسجونين بأنهم حكم عليهم في (نفقات)، أي أن زوجاتهم السابقات هن السبب الذي أوصلهم إلي هذه المرحلة المتأزمة، فهن دائماً ما يدرن منازلهن بعقلية حب التفاخر والتباهي، مما يضطر الأزواج للاستدانة، وإذا لم يفعلوا فإنهم مهددين بـ(الطلاق)، خاصة وأن قانون الأحوال الشخصية يساعدهن في تحقيق أهدافهن الرامية إلي كيفية إنفاق الأموال التي يجنيها الأزواج من عملهم أو التي يقترضونها، وربما خوف الزوجات من (الضرات) يجعلهن يبددن الأموال حتي لا يدعن مجالاً ليفكر أزواجهن مجرد التفكير في الزواج للمرة الثانية، وبهذه الطريقة استطاع الكثير من الزوجات السيطرة علي الأزواج، وهذه السيطرة نسبها تتفاوت من حالة إلي أخري، أي أنه تحكمها الأسر من حيث التحضر والانفتاح علي المجتمع، خاصة وأن نسبة السيطرة النسائية في ارتفاع مخيف، فلربما يكون السبب الرئيسي فيها هو محدودية التفكير.

ومما ذهبت إليه لابد من التأكيد بأن هنالك سيدات عظيمات نجحن في مساعدة أزواجهن وإدارة شئون المنزل بصورة ممتازة، وعدم زعزعة أزواجهن ما بين العمل والمنزل، وأمثال من أشرت لهم يستحقون المقولة : (وراء كل رجل عظيم امرأة).

سراج النعيم يكتب : أما ٱن الأوان (عمر) أن يرتاح هذا الشعب فوالله (تعب) ثم (تعب)

 


............................

سبق وكتبت عن الظروف الاقتصادية القاهرة التي يركن إليها المواطن المغلوب علي أمره، والذي كلما أشرقت عليه شمس صباح جديد يجد الأسعار مرتفعة بما يفوق طاقته عشرات المرات، لذا ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺭﻓﻊ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﺗﺸﻜﻞ ﻫﺎﺟﺲ ﺃﻭ ﺗﺪﻫﺶ ﺃﻭ ﺗﻔﺎﺟﺊ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﻠﻚ، ﺭﺑﻤﺎ ﻷﻧﻪ ﺍﻋﺘﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﺤﻤﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﻨﻲ، ﻭﻫﻲ ﺑﻼ ﺷﻚ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻣﻨﺘﻬﺠﺔ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺳﻴﻄﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻭﻫﻲ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻟﻢ ﺗﻨﺠﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﺑﺎﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﺑﺮ ﺍﻷﻣﺎﻥ، ﺑﻞ ﻗﺎﺩﺕ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺇﻟﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻼﻋﻮﺩﺓ، ﺑﺪﻟﻴﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻇﻞ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺗﺨﺒﻂ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺗﻢ ﻓﺼﻞ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻢ ﺗﻀﻊ ﺧﻴﺎﺭﺍﺕ ﺑﺪﻳﻠﺔ ﻟﻠﻨﻔﻂ، سوي الإعتماد علي محمد أحمد الغلبان الذي انهك تماماً بكثرة (الجبايات).

ﺇﻥ ﺍﻟﻮﺿﻊ السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي، الثقافي والفني ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ﺃﺻﺎﺏ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﺈﺣﺒﺎﻁ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻪ ﻳﺜﻮﺭ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﺻﺪﺍﺭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭات المتعلقة بحياته اليومية، ﺛﻢ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﺘﺄﻗﻠﻢ معها، وكأنه استسلم لذلك الواقع المرير الذي هو ﻣﻔﺮﻭﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺮﺽ، ﻭﻳﺠﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻣﻌﻈﻢ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻳﻤﺪﻭﻥ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻐﻼﺀ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺒﺮﺭ ﻭﺍﻹﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﺠﻨﻮﻧﻲ ﻟﻸسعار دون سابق إنذار، ﻓﻬﻨﺎﻟﻚ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺗﻘﺮﻫﺎ ﻭﺗﻌﻠﻨﻬﺎ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﻭﻫﻨﺎﻟﻚ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺗﺘﻢ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻋﺸﻮﺍﺋﻴﺔ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﻘﺮﺭﻭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﺭﺗﻔﺎﻉ ﺳﻌﺮ ﺍﻟﺪﻭﻻﺭ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﺠﻨﻴﻪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ في السوق الموازي، وهو السوق الذي ﻋﺠﺰﺕ في إطاره ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺃﻥ ﺗﻜﺒﺢ ﺟﻤﺎﺣﻪ، ﻭﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﺨﻠﻖ ﺗﻮﺍﺯﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﺗﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﺟﺪﺍً، والأكثر تأثراً بهذا الواقع المذري أفراد القوات النظامية (الجيش) و(الشرطة) علي وجه التحديد، ضف إليهم شرائح الفقراء والمساكين، ﻣﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺗﻤﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﺻﻌﺐ ﺟﺪﺍً، ﻭﺗﻀﺎﻋﻒ ﺍﻷﻋﺒﺎﺀ عليهم.

فيما نجد أن الأسعار تزداد يوماً تلو الاخر، وهكذا تمر الزيادات ﻛﻐﻴﺮها ولا ﻳﺤﺮﻙ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺳﺎﻛﻨﺎً، ﺑﻞ يستسلم تماماً لها، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺼﺒﺢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺍﺕ (ﻓﺎﺗﻮﺭﺓ) ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﻓﻮﺍﺗﻴﺮﻩ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺃﺻﻼً، ﻭﺑﻼ ﺷﻚ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻮﺍﺗﻴﺮ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺟﺪﺍً ﺗﻤﺰﻳﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻭﺍﻗﻊ ﺇﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻣﺘﺪﻫﻮﺭ ﺟﺪﺍً، ﻭﻳﺰﺩﺍﺩ ﺗﺪﻫﻮﺭﺍً نتيجة السياسات الخاطئة.

ﺇﻥ أي ﺯﻳﺎﺩﺓ في الأسعار تأتي ﻓﻲ ﺗﻮﻗﻴﺖ ﻳﺸﻬﺪ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻇﺮﻭﻓﺎً ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻏﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﺯﻡ، ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺑﻨﻮﺩ ﺻﺮﻑ ﻛﺎﻟﻤﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ﻭﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﻮﺍﺭﺍﺕ والسفر ﻭﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺎﺕ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻛﻠﻤﺎ ﺃﺷﺮﻗﺖ ﻋﻠﻲ ‏(ﻣﺤﻤﺪ أﺣﻤﺪ) ﺍﻟﻐﻠﺒﺎﻥ ﺷﻤﺲ ﺻﺒﺎﺡ ﻳﻮﻡ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﺘﻔﺎﺟﺄ ﺑﺰﻳﺎﺩﺍﺕ ﻓﻲ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﻊ، ﻋﻠﻤﺎً ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﺆﺷﺮ ﻳﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺍﺕ ﺑﺪﺃﺕ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﻤﺘﺼﺎﻋﺪ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺗﻢ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻦ ﺯﻳﺎﺩﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﻤﺢ وﻤﻦ ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ ﻋﺮﻓﺖ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻇﻠﺖ ﺗﺒﺮﺭ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻳﻐﻂ ﻓﻲ ﻧﻮﻡ ﻋﻤﻴﻖ، ﺇﻻ ﻗﻠﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺴﺘﻨﻜﺮﻭﻥ ﺛﻢ ﻳﺴﺘﺴﻠﻤﻮﻥ ﺛﻢ ﻳﺘﺄﻗﻠﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ﺷﺠﻊ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ، ﻓﻼ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻭﻻ ﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﻳﺘﺨﻮﻓﻮﻥ ﻣﻦ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺃﻭ ﺃﻥ ﺗﺤﺪﺙ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺼﺪﺭﻭﻧﻬﺎ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﺠﻴﺎﻉ .

ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺍﺕ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺄﺧﺬ ﺍﺷﻜﺎﻻً ﻭﺍﻟﻮﺍﻧﺎً ﻭﺍﺑﻌﺎﺩﺍً ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻢ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺗﻌﺪﻳﻼﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﺷﺪﺩ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻭﺳﺠﻦ ﻛﻞ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﻳﺜﻴﺮ ﺍﻟﺸﻐﺐ، ﻓﻬﻞ ﺇﺫﺍ ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻋﻦ ﺑﻜﺮﺓ ﺃﺑﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻣﺴﺘﻨﻜﺮﺍً ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺍﺕ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺧﺎﻟﻒ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ، ﻭﺗﻀﻄﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻪ، ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺧﺮﻭﺟﻪ ﺫﻟﻚ ﺳﻠﻤﻴﺎً، ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺣﻖ ﻛﻔﻠﻪ ﻟﻪ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ، ﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺃﻥ ﺩﻝ ﻋﻠﻰ ﺷﺊ، ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺷﺮﻉ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ إحتجاجات.

ﺇﻥ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺍﺕ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻓﻮﻕ ﻃﺎﻗﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﺘﺰﻡ ﺍﻟﺼﻤﺖ، ﻛﻤﺎ ﺻﻤﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، ومع هذا وذاك فإن ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﻻ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ، ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺧﻴﺎﺭ ﺳﻮﻯ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻫﺾ الارتفاع الكبير في السلع الاستهلاكية ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﻠﺒﻴﺎً ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﺭﻕ ﻣﻀﺎﺟﻊ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ، ﺧﺎﺻﺔ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩ، فإﻟﻰ ﻣﺘﻰ ﻧﻈﻞ علي ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻭﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ، ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺭﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺘﺠﺔ ﺃﻭ ﻣﺤﻄﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻼﺕ، ﻓﻜﻞ ﺗﺎﺟﺮ ﺃﻭ ﺻﺎﺣﺐ ﺷﺮﻛﺔ ﺃﻭ ﺳﺎﺋﻖ ﻣﺮﻛﺒﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻳﺮﻓﻊ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﺑﻤﺰﺍﺟﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ، ﻓﻼ ﺭﺍﺩﻉ ﻭﻻ ﻭﺍﺯﻉ ﺩﻳﻨﻲ، ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻭﺫﺍﻙ ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ‏(ﺗﻌﺐ) ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻓﺎﻗﺪ ﻟﻠﺪﻟﻴﻞ، ﻭﻻﻳﺪﺭﻱ ﻣﺘﻰ ﺗﺼﺪﻕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﻭﻋﻮﺩﻫﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﺠﺮﺩ ﻭﻋﻮﺩ ﺗﺨﺪﺭ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻞ ﺻﺎﺑﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻱ ﺃﻛﺜﺮ (29) ﻋﺎﻣﺎً، ﺍﻓﻤﺎ ﺁﻥ ﺍﻷﻭﺍﻥ سيدي ‏(ﻋﻤﺮ ) ﺃﻥ ﻳﺮﺗﺎﺡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ.

سراج النعيم يكتب : فتيات الفيس بوك والواتساب!



.....................

وقفت متأملاً القصيدة الشهيرة ( بانت سعاد) التي صاغ كلماتها الشاعر ﺍﺑﻦ ﺯﻫﻴﺮ، لما فيها من مواعظ وعبر لكل فتاة لا تتعظ أو تعتبر مما يشهده العالم بصورة عامة من تحولات علي كافة الأصعدة والمستويات.. ربما أنني وقفت تلك الوقفة التأملية من واقع أن القصيدة تحمل في مضامينها أوصاف البنت الجميلة العفيفة الصادقة التي انجرفت في يومنا هذا ناحية التأثر بالثقافات الغربية ما أفقدها الصفات التي يبحث عنها شاعرنا في قصيدته (بانت سعاد) بمشاعرها وأحاسيسها الصادقة النبيلة فهي قبل الولوج إلي عالم التقنية الحديثة لم تكن تعرف الرياء ولا الكذب في حياتها العامة والخاصة أي أنها نقية الدواخل ولا تبحث سوي عن حياة مليئة بالدفء والحب بالصورة الشرعية ولكنها بكل أسف أصبحت في عصرنا هذا بعيدة كل البعد عن تلك الصفات التي صادفت قبولاً منقطع النظير من منذ ذلك التاريخ الذي ألفت فيه القصيدة وإلي الآن.. ما حدا بها أن تضع شاعرها في مرتبة عليا وتلبسه تاجاً من الإكليل الذي جعله يحتفي بقصيدته التي أضحت عنده محل فخر وإعزاز وأمتد ذلك الفخر والإعزاز حتى للشعراء المتعاقبين علي الحركة الثقافية.

لذلك تبقي قصيدة ( بانت سعاد ) من القصائد النادرة التي توضح بجلاء مواصفات الفتاة الموجودة داخل كل منزل وهي الفتاة التي أشار إليها الشاعر في أبيات قصيدته إلا أننا نفتقدها اليوم لبعض العوامل التي أفرزتها الظواهر السالبة التي تطل برأسها ما بين الفينة والأخرى.. مما أدي إلي أن تصبح سعاد تلك التي ينشدها الشاعر في قصيدته ( بانت سعاد ) وننشدها نحن في المجتمعات العربية.. نسبة إلي العولمة ووسائطها المختلفة والتي بدورها تنقل لنا الكثير المثير من القصص المندرجة في هذا الإطار فألمت بالقلوب بعضاً من الأحزان والآلام الأشد قسوة لغياب سعاد من الأسباب التي تطرقت لها بصورة عامة.. ومن هنا لابد من أن أطرح سؤالاً لماذا لا تكون هنالك سعاد بمثل سعاد شاعرنا العربي الذي ابكي بها العاشقين دون أن تراه عيونهم التي تاقت لرؤيته رغماً عن أنه ظهر في عصر لم يكن بأي حال الأحوال فيه ما نشهده من تقنية حديثة وأدوات تساعد علي أن نعود بالعادات والتقاليد إلي سابق عهدها فالكثير منا يمضي في الاتجاه الخاطئ بالانجراف وراء الظواهر السالبة التي لا تشبهنا باعتبار أنها دخيلة علي المجتمعات ما أفقد البعض من الفتيات صفات سعاد في القصيدة الخالدة في ذاكرة الأمم العربية وإذا تيسر لكل فتاة قراءتها فإنها دون أدني شك ستجد فيها ما تبحث عنه بعيداً عن البحث في الثقافات الغربية.

وبالرغم من أن البعض من المثقفات اطلعن عليها إلا أنهن بكل أسف تجدهن قد دخلن في النفق الضيق نفسه لذلك لابد من أن تلجأ الفتيات إلي ما يقودهن إلي الجمال والعفة حتى لا يكن ضحايا ما تفرزه الثقافات المغايرة فهي قطعاً ثقافات تتعارض مع الثقافات العربية.

ومن قصيدة ( بانت سعاد ) يجب أن تعمل كل الفتيات علي التأطير إلي مفهوم الأمن الفكري ضد الظواهر السالبة التي ينتجها العالم الغربي بصورة مستمرة خاصة وأنها تدعو إلي الانقياد بها بعيداً عما جاء في الدين الإسلامي.

سراج النعيم يكتب : هل (الأقارب عقارب)؟



...........................

من المؤكد أن بعض الناس يخدعون في أقاربهم الذين يتدخلون تدخلاً سافراً في تفاصيل دقيقة لا تحتمل خاصة وأنهم لا يفعلون للإصلاح، إنما لتوسيع شقة الخلاف بين الأطراف الزوج وزوجته أو الأخ وأخيه أو الأخت وأختها وغيرها من الخلافات الدائرة في إطار (الميراث)، لذا تجد المنكوين بنيرانها الصديقة يستخدمون مصطلح (الأقارب عقارب)، وهو لم يصدر عن فراغ، بل نابع من لدغات تعرضوا لها هنا وهناك، وبالتالي أمثال هؤلاء يبعدون عن الديانة الإسلامية وتعاليمها بالخطيئة التي تقودني إلي سؤال في غاية الأهمية أيعقل أن يكون أقرب الناس لك هم الأعداء الحقيقيون الذين يجب أن تتجنبهم حتى لا يبثون سموهم القاتلة في جسدك الصحيحة والمعافى، إما السؤال الثاني فكيف يكون ردنا علي أمثال هؤلاء الذين يرتكبون جرماً في حقهم وحقوق الآخرين، هل ننجرف وراء تيارهم أم نصمت ونبتعد عنهم، ونكون بذلك قطعنا الرحم وخالفنا الشرع مكرهين؟.

إن الظاهر شائعة ومنتشرة وسط الكثير من الأسر منذ سنوات خلت إلا أنها أصبحت في عصرنا هذا في تزايد مخيف ومرعب معاً وتشير بوضوح شديد إلي أن الظروف الاقتصادية لاعباً رئيسياً، ومع هذا وذاك تجد من يسعون للأذي يبعدون الأطراف المختلفة عن صلة الدم التي تعني عميقاً قوة الرابط بين الإنسان وأخيه والذي هو أمتداداً لجذوره، وحينما يكون بدونها فإنه يكون كالشجرة بلا جذور، وعليه من السهل اقتلاعه من علي الأرض التي يقف تحتها مهما كانت قوته، ومما أشرت له فإن أقارباً أضحوا مصدراً (للقطيعة)، (الغدر) و(الخيانة) بدوافع الإيقاع بين الزوج وزوجته أو الأشقاء فيما بعضهم البعض في أبسط الأشياء، وهكذا نجد أن معظم الناس يشكون من تحول (أقارب) لهم إلي (عقارب) يصيبونهم بالأذي، وكلما اقتربوا منهم للإصلاح يكتشفون حقائق مرة ومؤلمة، ربما كانت غائبة عنهم، ومن هذا الاكتشاف يتأكد لهم أن (الأقارب) نوعان الأول (إيجابي) ولا يميل إلي خلق هوة في هذا المحيط الحساس، إما الثاني فهو (سالب) ويسعي إلي تعميق الإشكاليات الأسرية، فإذا كان يقصد فتلك مصيبة، وإذا كان لا يقصد فالمصيبة أكبر.

من أوجب الواجبات أن يلتفت (الأقارب) إلي خطورة التدخلات السالبة في الحياة الزوجية أو الأسرية فإن تدخلاً من هذا القبيل يحدث (القطيعة) بعد أن كان  الرابط متصلاً والدم غير مهدراً، فلا يمكن لأي إنسان التخلي عن الأسرة، ولكن اليوم نشهد قطيعة بين الزوج وزوجته والأخ وأخاه والأخت وأختها بسبب دخول المال (الميراث) طرفاً ثالثاً و(الأقارب) طرفاً رابعاً، وفي الغالب يطالب أحد الطرفين بحقوقه في ميراث والده أو والدته فيرفض الآخر الفكرة جملة وتفصيلا نسبة إلي أن لديه رؤية قاصرة، ربما تكون سبباً لفقدان الأسرة وتشتتها وتفككها دون مراعاة صلة الرحم والمودة،.

من الملاحظ أن البعض من الأقارب يتناحرون في مكاسب دنيوية ولا يرضخون لصوت العقل والحكمة، ولا يعترفون بالخطأ إلا من رحم ربي، ولكن يبقي الظلم الأشد قسوة وإيلاماً علي الإنسان الذي يشعر به حد النخاع والعظم، ويحس بالأقارب كالعقارب تلدغ بلا رأفة أو رحمة، وفي أغلب الأحيان يؤدي ذلك إلي تعميق الألم والمرارة لدرجة قفل الأبواب أمام إيجاد حلول، فكل طرف يجتر موقفاً محدداً من النزاع، وأن كان في إمكان كل منها تجاوز الخطأ، وإذكاء روح التسامح حتى لا يكون ما حدث في الماضي سلاحاً فتاكاً نتيجة مواقف أقل ما يوصف به (تافهة)، ولا يستحق أن تفرد له مساحات.

حدثني صديقي أن شقيقه يقف عائقاً أمام توزيع (ميراث) والديه، وهذا الامر يتم بمباركة من زوج شقيقتهم المستفيدة الأوحد من بقاء الوضع علي ما هو عليه ، وأكد أن شقيقهم الأكبر يسمع كلام نسيبهم الأمر الذي جعل الخلاف بينهم وشقيقهم يتأصل ويتجذر يوماً تلو الآخر لدرجة أنه وصل مرحلة غاية في الخطورة إلا وهي مرحلة (القطيعة) رغماً عن أنهم يسكنون في منزل واحد، وهذا يشير بوضوح إلي أن هنالك ضعفاً في الإيمان، وعليه نشأ (الحسد) و(الحقد) في قلب زوج شقيقتهم الذي يسعي بكل ما يملك إلي تكسير مجاديف الوراث بتحريض شقيقهم الأكبر علي عدم الاتفاق معهم علي توزيع الورثة شرعاً، ومما ذهبت إليه فإن المحبة والمودة يتحولان إلي (حسد) و(حقد) يحرقان الأشقاء لتقاطع المصالح بينهم، فالنفوس غالباً يغلبها حب المال والمصلحة عموماً.

بعد اتهامها بارتداء الأزياء (الفاضحة) وتأجيل محاكمتها


 

..............

منى مجدي تستنفر الشعب السوداني في مواجهة قانون النظام العام

.............

اتحاد الفنانين ومجلس المهن الموسيقية والتمثيلية تضامنا معي

............

وقف عنده : سراج النعيم

...........

قوبلت أزياء المطربة مني مجدي بانتقادات علي نطاق واسع واثارت الكثير من الجدل الذي أدي بها أن تكون قضية رأي عام رفضها المجتمع جملة وتفصيلا اللهم إلا قلة وأغلبهم من الأصوات النسائية المتحررة ، أما المعارضين فعزوا ذلك إلي أن أزياء بعض الفتيات والسيدات تحتاج إلي ضبط خاصة في صالات وأندية الأفراح، بما فيهن المطربات، بالإضافة إلي ضبط الشارع العام والتجمعات والأسواق بعد أن أخذت الظاهرة منحنيات (سالبة) جداً، إذ بدأت تظهر في المجتمع أزياء مغايرة لـ(لعادات) و(التقاليد) السودانية، وتشير بوضوح شديد إلي أن بعض (فتياتنا) و(سيداتنا) تغيرن كثيراً ما بين اليوم والأمس، وأصبح جل اهتمامهن يرتكز علي فنون إختيار الأزياء ذات الطابع (المحذق) و(المتعري) و(الشفاف).

فيما قالت المطربة مني مجدي عبر قناة الـ(bbc) الفضائية بعد تأجيل محاكمتها إلي أجل غير مسمي، وذلك بتهمة ارتداء الأزياء (الفاضحة)، وقالت : المادة (152) من القانون الجنائي مادة (فضفاضة)، لذا تضامن معي إتحاد المهن الموسيقية ومجلس المهن الموسيقية والتمثيلية وكل الشعب السوداني والنقابات.

واسترسلت منى مجدي التي تواجه بلاغاً بتهمة ارتداء (الزي الفاضح) عقب ظهورها في حفل عام بزي وجد استنكاراً كبيراً : إن اللبس أمراً لا يجب أن يحدده القانون فهو خاضعاً للظروف الاجتماعية والثقافية والبيئية للفرد فالشعب السوداني غير راض عن قانون النظام العام ، فالقانون القصد منه تعطيل مشاركة المرأة في العمل العام والثقافي والفني، وأنه قانون أصبح يقمع المرأة حيث تمت محاكمة العشرات من النساء بموجبه.

وكانت المطربة (مني) قد كشفت عن ملابسات قضتها، وهي تضحك غير مبالية بالمصير الذي ستنتهى إليه الإجراءات القانونية المتخذة ضدها.

بينما وجدت تصريحات مني انتقادات لاذعة في الشارع العام ومجالس المدينة الذين يرون بأن الأزياء جعلت بعض (الفتيات) و(السيدات) في الأونة الأخيرة أشبه بمنصات عرض الأزياء غير اللائقة.

ووجه عدداً من المهتمين بشأن الأسرة نقداً للمطربة مني مجدي ومن تضامنوا معها خاصة الإعلامية رفيدة ياسين التي غردت عبر موقع (تويتر) مؤكدة أنه لن تفلح أمة رأسها قابع في بنطال امرأة، مشيرة إلي كامل التضامن مع الفنانة منى مجدي ضد قانون النظام العام الفضفاض والمجحف بحق نساء بلادي).

وطالت الانتقادات أيضاً المطربة (إيمان لندن) إثر ترافعها عن المطربة مني مجدي، وقالت : أنتم تمارسون النفاق بـ(الهجوم) و(الشتيمة) الموجهة لـ( مني) لأنها ارتدت بنطالاً، وما العيب في أن ترتديه، فنحن اعتدنا أن ننافق في كل شيء مثلاً الفتاة يمكن أن تغطي رأسها بطرحه وتعمل ما تريد، وهكذا تظهر في نظر الآخرين محترمة، ولكن الشخصية الواضحة أمام العامة لا تعجبكم، وبالتالي المطربة (مني مجدي) ارتدت بنطال أمام الجمهور والجمهور تقبله ، فأين الإشكالية حتي تمارسوا عليها كل هذا النقد، وأنا متأكدة أن كل من انتقد مني مجدي له رأي ويريد أن يلفت النظر، وهذا دليل إعجاب، وبدلاً من هذا النقد العنيف كان الأجدر تقديم النصح بدون تجريح خاصة وأن معظم الفتيات يرتدين البنطال أم لأن مني مجدي نجمة.

فيما وجه بعض بنات جنسها نقداً أكدن فيه عدم رضائهن لظهور المطربة مني مجدي بتلك الأزياء، وطالبن النجوم والمشاهير بأن يكونوا أكثر التزاماً باعتبار أن الجمهور يتأثر بهم، وربما يقلدهم في كل كبيرة وصغيرة .

بينما كانت (الدار) قد نشرت بياناً ممهوراً بتوقيع قصي مجدي سليم عن أسرة منى مجدي سليم، أكد فيه أنه تم إرجاء المحاكمة لأجل غير مسمى نسبة لطلب البلاغ من قبل وكيل النيابة الأعلى.

ومما ذهبت إليه فإن ما نشاهده في عصرنا هذا يدعو إلي الدهشة والاستغرب، فهنالك بعضاً من الأزياء القصيرة وبنطال (الجينز) والقمصان، بالإضافة إلي وضع (الطرح) دون الاهتمام بتغطية الشعر، وهذا يعود إلي التأثر بالثقافات الغربية، وبالتالي فإن الكثير من النساء يهتمن بشكل الأزياء كـ(الفستان) أو (البنطال) أو (الفاضحة) أو (المحذقة) أو (القصيرة) أو (الشفافة) وغيرها من الموضات التي انتجتها بيوتات الأزياء الأوروبية.

ويري عدد من المنتقدين بأن الكثير من الفتيات والسيدات يرتدين الأزياء (الخليعة) المؤكدة عدم نضوجهن، لأنها أزياء خادشة للحياة، وبعيدة كل البعد عن العادات والتقاليد، الأمر الذي جعل البعض من الفتيات والسيدات لايعرفن شيئاً عن أمور دينهن، واعتبروا الظاهرة تقليداً أعمى للثقافة الغربية المؤثرة في الفتيات والسيدات اللواتي لا تراقبهن أسرهن، لذا لابد أن يكون دور الأسرة حاسماً، فإذا كن يعتقدن أن ارتداهن للأزياء (الفاضحة) يلفت إليهن الأنظار فإنهن يوهمن أنفسهن بالتفكير.

ومن هنا نجد أن بعض الفتيات والسيدات طالبن السلطات المختصة عدم السماح بدخول مثل هذه الأزياء للبلاد مؤكدات أنها دخيلة علي المجتمع السوداني الذي لم يألفها قبلاً، فهي تدعو إلي إظهار المفاتن ولفت الانظار، ومع هذا وذاك ظهرت الكثير من الظواهر (السالبة) بالانفتاح علي ثقافات مغايرة للثقافة السودانية من خلال (العولمة) ووسائطها المختلفة، الأمر الذي أفرز ظواهراً جعلت بعض الفتيات والسيدات ينجرفن وراء تيارها بدواعي الحرية فأصبحن يرتدين (الفستانين) أو (البناطلين) غير الساترة لهن، وعليه يتعرين بلا حياء ولا خجل أمام الجميع، خاصة وأن (لبس) بعض الفتيات والسيدات اليوم لبساً (خليعاً) و (فاضحاً)، وهذا في رأيي يعود إلي عدم الرقابة وترك الأسر لهن لقمة سائغة للثقافات الوافدة، مع العلم أنهن يجهلن الثقافة السودانية المحافظة، لذلك يجب أن يفهمن حقيقة واحدة لا ثاني لها، هي أن الأزياء (المحزقة) أو (الشفافة) أو (القصيرة) لا تظهر جمالهن بقدر ما أنها تفقدهن احترام أنوثتهن، فالثقافات الدخيلة علي المجتمع السوداني قادت بعض الفتيات والسيدات إلي عدم معرفة أمور كثيرة ترتبط بحياتهن العامة والخاصة المتطلبة رقابة من الأسرة فالديانة الإسلامية بينت الأزياء التي يجب أن ترتديها الفتيات والسيدات المتجاوزات حدودها بدواعي (الحرية)، فالأزياء النسائية لا تتناسب مع المجتمع السوداني الذي لديه ثقافة مختلفة عن الثقافة الغربية، مما يؤكد أن الأزياء أصبحت مؤشراً خطيراً، وربما ينبئ عن تهتك في بنية الشخصية السودانية ويحدد حجم العلاقة بين التدهور الاقتصادي ومدى ارتباطه بالأخلاق والقيم.

ومن الأشياء ﺍﻟﻤﺴﻠَّﻢ بها أن بعض الفتيات والسيدات يتبرجن، ويرتدين الأزياء المحذنقة، ومن ثم يخرجن بها من منازلهن إلي أماكن عملهن أو دراستهن، أو مناسبات الأفراح، أي أنهن يفعلن ذلك ذهاباً وإياباً، مما يؤكد أنهن تأثرن تأثراً بالغاً بالثقافات الوافدة عبر البوابات المشروعة أو غيرها، خاصة في ظل إنتشارالثقافة الغربية، الأمر الذي يقودني إلي طرح سؤال في غاية الأهمية، ما الذي يفرض عليهن المضي نحو ثقافات غربية لا تشبهنا؟ وما الإحساس الذي يتخالجهن حينما يمارسن ذلك السلوك الذي يتبعن خلاله ما تنتجه بيوتات الأزياء الغربية من ملابس ربما لا تليق أو تتوافق مع عادات وتقاليد المجتمع السوداني؟ مع التأكيد أن اتجاههن علي هذا النحو يشير بوضوح إلي أنهن ضعيفات من الناحية الإيمانية، بالإضافة إلي غياب الرقابة الأسرية والتي ربما تحتاج من الآباء والأمهات تفعيلها بالشكل المتعارف عليه وفق التقاليد والأعراف السودانية، ويجب أن يقلعن عن ذلك النهج المنافي لنا تماماً، وإذا لم يفعلن وحدهن أو عبر أسرهن، فإنه من أوجب الواجبات أن تضبط السلطات المختصة الشارع العام، حتى لا ندع للنساء حرية تهدم أكثر من أن تحافظ علي القيم والأخلاق السودانية.

كل ما أرجوه من فتياتنا وسيداتنا أن يجبن علي الأسئلة التي وضعتها علي طاولتهن، وأن يتأملن النتائج من خلال الإجابات التي يتوصلن لها ومع هذا وذاك عليهن استصحاب ما ذهبت إليه المرأة الأمريكية التي أكدت أن المجتمعات الغربية مجتمعات منحلة، وبالتالي لا يمكن الصمت حيال تقليد فتياتنا وسيداتنا، طالما أن السيدات الغربيات أنفسهن اعترفن بأنهن منجرفات سلبياً من حيث ارتداء الأزياء، فلماذا اصرارهن علي الإنبهار بما تنتجه الثقافة الغربية، ومحاولة إتباع طريقها المحفوفة بالمخاطر، اعتقاداً منهن أنها حضارة وثقافة عصرية حديثة مبنية علي الحرية المطلقة.

وإذا نظرت إلي الشارع أو ذهبت إلي مناسبة ما فإنك سوف تشاهد بعض الفتيات والسيدات يرتدين الأزياء الضيقة جداً، ويتبرجن بصورة لافتة للنظر، إلي جانب اللواتي تجدهن يستقلن الدراجات البخارية وغيرها من الظواهر السالبة التي أصبحت كالموضة، فالأغلبية العظمي من الفتيات والسيدات تغيرن كثيراً عما كن عليه في وقت سابق، لذا من المحزن جداً أن تجدهن بالأزياء الضيقة أي أنك عندما تنظر إلي (البلوزة) يتبادر إلي ذهنك أنها قد تكون خاصة بشقيقتها الصغري سناً وحجماً، كما أن (الاسكيرتات) ضيقة جداً، لدرجة أنها تقيد حركتهن، إلي جانب أن (الطرحة) لا تغطي الرأس.

وهنالك جدل يدور من وقت لآخر حول قضايا المرأة بصورة عامة، وحينما أطالع حديثاً من هذا القبيل يتبادر إلي ذهني أن كل الإشكاليات المحيطة بالعالم أجمع قد تم حلها، ولم يتبق إلا أن نناقش العنف ضد المرأة أو مساواتها مع الرجل وغيرها من القضايا التي يتم تداولها في المنتديات والورش وإلي آخرها من المنابر الناشطة في هذا الجانب، السؤال الذي يفرض نفسه علي هؤلاء أو أولئك هو هل كل مشاكلنا انتهت حتى ندير حوارات فكرية عن النساء؟ الإجابة عندي ببساطة لا، فما زالت هنالك الكثير من القضايا الأهم وعلي رأسها التنمية، الصحة، السلام والأمن، وبالرغم عن ذلك إلا أن الظاهرة التي أشرت لها متفشية وتسابق في الزمن من أجل نسف أي فكرة مطروحة للنقاش خاصة وأن قضايا المرأة ليست الأهم في الوقت الراهن الذي نشهد فيه تحديات جسام، لذا علي النساء عموماً الابتعاد عن أفكار دعاة التغريب لقضايا المرأة وطرحها بعيداً عن المحيط المحلي فكل ما يتم تصديره من قضايا بين الفينة والأخرى يدول لصالح أجندة لا تخدم قضايا المرأة التي تصبح علي مائدة الحوار والنقاش الذي ربما تندهش منه هي شخصياً لأنه يطرح قضاياها بشكل يظهرها إنسانة ضعيفة وتركن لمعضلة حقيقية.

علي المرأة عموماً عدم الاستجابة للجدل الدائر حول حقوق المرأة ومساواتها مع الرجل وغيرها من الأطروحات الغربية بدواعي مواكبة التطور الذي يشهده العالم بصورة عامة، خاصة وأن المدخل يقود المرأة إلي نفق مظلم ويحرضهن علي أساس أن حقوقهن ﻣﻬﻀﻮﻣﺔ، ومثل هذه الأحاديث عارية من الصحة تماماً بدليل أن المرأة السودانية تمارس حياتها بحرية مطلقة، ولا تواجهها أية مشكلة علي كل الأصعدة والمستويات، فهي الآن قائدة ليس علي مستوي السيارات بل علي مستوي الوظائف القيادية التي وصلت لها بمجاهدتها ونضالها وكفاحها الذي وضعها في مواقع رياديه، وبالرغم من مجاهداتها الملموسة علي أرض الواقع إلا أن البعض منهن يحاولن عكس صورة مغايرة يصورن من خلالها النساء علي ذلك النحو الغربي، نعم يفعلن هكذا ظناً منهن أن التاريخ سيسجلهن بطلات في قضايا بسيطة لا تستحق كل هذا التضخيم الذي لعبت فيه بعض الجهات دوراً كبيراً بالتنظير الذي لا يمت لهن بصلة.

لم تقف المسألة عند هذا الحد، إنما امتدت إلي الترحال خارجياً، وهي واحدة من الإشكاليات التي يجب دراستها وتأملها حتى لا تصبح ظاهرة بمرور الزمن، فمثل هذه الظاهرة فيها مسالك رجعية ظلامية جداً ﻓﻲ ظل العصر الذي يطلقون عليه ﻋﺼﺮ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ والتطور التكنولوجي المبني علي (العولمة) ووسائطها المختلفة التي أضحت تبث الأفكار الهدامة للأخلاق والقيم، وبالرغم من ذلك كله لا ندعو لمقاطعتها، إنما نطالب الجميع بأخذ المفيد والإيجابي منها وإسقاط الضار السالب منها .

من هذا المنطلق ﻧﺤﺘﺎﺝ ما ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﻭ ﺍﻵﺧﺮ ﺇلي ﺃﻥ ﻧﻨﻈﺮ ﻧﻈﺮﺓ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﻣﻨﺼﻔﺔ ﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ وﺍﻟﺮﺟﻞ وﺍﻟﺸﺒﺎﺏ والنشء ﻟﻨﻘﻮﻡ السوالب، ونبقي علي الإيجابيات حتى لا يتم تغريبها وتذويبها بالإدعاء الباطل الذي إذا صمتنا عليه فإنه دون أدني شك سيفقدنا أخلاقنا وقيمنا وهويتنا.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...