....................
دفعت ثمناً غالياً لتحقيق الشهرة ولم أكن أملك مالاً لشراء المأكل والمشرب
...................
لم أتنكر لسودانيتي ومسقط رأسي بورتسودان أعتز وأفاخر بها حد الثمالة
..................
جلس إليها : سراج النعيم
.................
كشفت المطربة السودانية (جواهر)، المقيمة بالعاصمة المصرية (القاهرة)، أدق الأسرار في حياتها، وذلك من خلال حوار أستثنائي ردت فيه علي من شككوا حول سودانيتها مؤكدة أنها تعتز وتفتخر حد الثمالة بأنها سودانية من مدينة بورتسودان ، نافية نفياً قاطعاً ما يثيره البعض من اباطيل لا أساس لها من الصحة، قائلة كيف أفعل وأنا ولدت ونشأت وترعرعت فيها.
ماذا انتي قائلة في البدء؟
قالت : شددت الرحال إلي العاصمة المصرية (القاهرة) قبل سنوات واستقريت بها، ورغماً عن ذلك تظل صلتي عميقة بالسودان وقائمة إلي ما لانهاية، ويكفي أنه مسقط رأسي وموطن أهلي، وكلما سنحت لي فرصة أزوره، وأشارك في كل المحافل المرتبطة به داخلياً وخارجياً.
كيف استطعتي تحقيق النجومية علي مستوي الوطن العربي؟
قالت : بعد معاناة كبيرة وصلت إلي هذه المرحلة من النجومية رغماً عن أنني عانيت معاناة كبيرة في البداية، إذ لم أكن حينئذ أملك مالاً أتجاوز به مرحلة (الصفر)، هل تصدق أنني كنت غير قادرة علي شراء (المأكل)، (المشرب) و(الكراسات) للدراسة الأكاديمية في (القاهرة) أي أنني دفعت ثمناً غالياً، وعندما فكرت سفري إلي مصر نبعت من بنات أفكار الفنان الراحل زيدان إبراهيم، والذي نصحني بذلك بعد أن هددني أخي بالقتل في حال استمريت في ممارسة الموسيقي والغناء.
ماذا قال لك العندليب الاسمر؟
قالت : قال : (طالما أن لديك جذور مصرية، أري أنه من الأفضل لك أن تسافري إلي القاهرة حتي تتجنبي الاحتكاك بأخيك الذي في اعتقادي أنه لن يتركك وحالك، طالما أنه لا يريدك أن تزاولي مهنة الموسيقي والغناء، فيما بدأت التمثيل في العام 1997م، بينما بدأت مشواري الفني وسني صغيرة حيث كنت وقتئذ في المرحلة الابتدائية التي شاركت من خلالها في المحافل الدرسية، ثم انتقلت في العام 1995م للإقامة في القاهرة واستمريت في مشواري الفني، وفي هذا الإطار قدمت الكثير من الأغاني اشهرها (على الكورنيش).
عماذا تتحدث الدراما الاجتماعية التي تشاركين فيها؟
قالت : تعبر عن غدر الأصدقاء لبعضهم البعض، وغدر الزمن، وهي مذهب وكوبلهين، وكل كوبلي يحكي عن قصة مختلفة، وهي من كلمات علي عطية، والحان عبده مصطفي، وتوزيع طالب صقر.
أين وصل تعاونك فنياً مع شعراء وملحنين سودانيين؟
قالت : أنتجت أغنية وطنية بعنوان (ما اروعك يا وطن)، و(غمض عينيك) كلمات الشاعر ود حنتوب، وتأخر التعاون بيني وبينهم بسبب تركيزي علي استقطاب الدعم لمستشفي سرطان الأطفال، ولكن بعده سأتفرغ لإنتاج أعمال تجمعني بشعراء وملحنين سودانيين.
ألم تفكري في خوض تجربة التمثيل؟
قالت : لدي تجربة بعنوان (ديسكو خرسكو)، وهي من إخراج إيهاب عبداللطيف، الذي أخرج لي أخر فيديو كليب.
ما الدور الذي تؤديه في الدراما ؟
قالت : اتقمص دور المعلمة (جزارة)، أي والله العظيم جزارة، ثم ضحكت، واضافت : كل نجم حلقته منفصلة عن النجم الأخر، ويشير دوري إلي إنني ضبطت زوجي في (الديسكو) يخونني مع فتاتين، و بما إنني جزارة فلا أعرف سوي لغة (الذبح)، ومن هنا أدخل (الديسكو) وبرفقتي اثنين من عمالي وأقول لزوجي : (بقولك ايه يا معلم)، ثم اهجم عليه.
ما هي الأصوات النسائية التي لفتت نظرك في السودان؟
قالت : كورال كلية الدراما والموسيقي، الذي هو من الأصوات الدارسة التي أتمني لها حياة فنية أفضل من حياتنا، وفرص أكبر من فرصنا.
هل يمكننا الخروج بالأغنية السودانية من المحلية إلي فضاءات ارحب؟
قالت : في وقت سابق كانت الميديا السودانية محدودة، إلا أنها الآن أصبحت ذات بصمة واضحة في خارطة الإعلام الفضائي.
ما الأصوات التي لفتت نظرك في الفضائيات السودانية؟
قالت : هنالك أصوات كثيرة تتمتع بإمكانيات صوتية جميلة، وذات حضور مميز.
لماذا لا نشاهد لك فيديو كلبات؟
قالت : هي لا تبث علي القنوات الفضائيات السودانية، بل يتم بثها في القنوات الفضائية العربية الخاصة ببث الموسيقي والغناء، نسبة إلي أن الأجهزة الإعلامية في الوطن العربي أصبحت لا تمنح الموسيقي والغناء مساحات في خارطة برامجها، إنما يتجهون بها إلي برامج (التوك شو)، بعد أن سيطرت السياسة علي المتلقي.
هل انتي هلالابية؟
قالت : لا ليس هلالابية، ولا مريخابية، بل اشجع المنتخب القومي السوداني.
هل تشاهدين مباريات كرة قدم محلياً أو عالمياً؟
قالت : نعم اشاهدها، ودائماً أركز علي مباريات المنتخب السوداني القومي، أما علي الصعيد العالمي فإنني دائماً ما الحظ أن (ميسي عامل قلق)، بالإضافة إلي (نيمار) و(رونالدو)، وهذه المتابعة الدقيقة للرياضة تولدت بعد أن غنيت (كابتن ماما) التي جعلتني الم ببعض الدوريات والمنتخبات والاندية واللاعبين.
لماذا رفض اخوك فكرة أن تصبحي فنانة؟
قالت : أنت تعرف أخي سراج النعيم أن مسألة غناء المرأة مرفوض في السودان، فما بالك وأنا من شرق السودان ذو الثقافة المختلفة عن الثقافات السودانية عموماً، المهم إنني سافرت إلي (القاهرة) ودرست، ثم التحقت بالنادي النوبي، إلي أن جاءت إنطلاقتي الحقيقية بالبوم (اسمريكا) المنتج في مصر علي مستوي الوطن العربي.
وماذا عن إنتاج جواهر الفني عبر منتجين سودانيين؟
قالت : انتجت البومين غنائيين ليس خاصين بأعمالي، بل بأغاني الأخرين، حدث هذا لإنني آنذاك كنت طالبة، ولم يكن لدي إمكانية أن أطلب من الشعراء أغنيات خاصة، نسبة إلي إنني كنت فقيرة، لدرجة عدم مقدرتي شراء الكراسات والأقلام، وهكذا حال كل الطلاب الذين يدرسون خارج البلاد، فإنهم يعانون من هذه الإشكالية، فالأهل يوفرون لهم السكن، أما الدراسة والكراسات والأقلام والمأكل خاصة.
وماذا عنك الآن؟
قالت : الحمدلله أقدر الفنان الذي يتعامل معي فنياً ومعنوياً ومادياً وأدبياً.
بصراحة كيف نخرج بالأغنية السودانية؟
قالت : نحن لدينا أصوات جميلة وشعراء يكتبون شعراً مميزاً، وملحنين يلحنون الحاناً رائعة، خاصة بنات كورال كلية الموسيقي والدراما الذين إذا غنوا مقامات شرقية صريحة، فإن في إمكانهم إيصال أصواتهم للإذن العربية بكل اريحية، بالإضافة إلي أن الميديا السودانية أصبحت تخدم الفن أكثر مما كانت عليه في الوقت السابق، ولها بصمة واضحة في خارطة الفضاء العربي، فمثلاً في (الفيس بوك) إذا (كح) سودانياً تجد أن الوطن العربي كله يتحدث بها.