الجمعة، 10 سبتمبر 2021

سراج النعيم يكتب : الطلاق يقود رجالاً للسجن

 


....................

من المؤكد أن معظم الرجال الذين هم خلف قضبان السجون بموجب (يبقي لحين السداد) ورائهم بعض النساء، والقليل منهن حدث معهن ذات الأمر من الرجال، إلا أن الكثير من النزلاء دخلوا السجون بسبب مديونيات دفعتهم إليها زوجاتهم أو نساء شاركنهم في عمل تجاري أو ظهروا لهن صكوكاً.

والشواهد علي ذلك كثيرة، فالبعض من الرجال والنساء ينظرون إلي الأخر من باب المصلحة الذاتية، فيدخلون علي ذلك النحو في معاملات تجارية غير محسوبة العواقب، ربما يخسرون في إطارها الحرية الشخصية، الأمر الذي يضطرهم إلي تغطية العجز بالاتجاه إلي الشراء والبيع بـ(الكسر)، وانتهاجهم ذلك النهج يضاعف من مديونياتهم التي تصل في كثير من الأحيان إلي مليارات، كالذي حدث مع ذلك الشاعر، والفنانة إنصاف مدني، هكذا يجدون أنفسهم ضحايا الانجراف وراء تيار التجار والسماسرة الذين يقودونهم نحو البلاغات، أوامر القبض، حراسات أقسام الشرطة والسجون.

ﻇﻠﺖ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺗﺸﻐﻞ ﺑﺎﻝ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﺪ ﺩﺧﻞ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻣﻼﺕ تجارية، منح في ظلها ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻲ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻧﺠﺪ أن ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺷﺮﻳﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﻗﻮﻓﻴﻦ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﺗﺼﻨﻴﻔﻬﻢ، ﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ هو ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺳﻴﻦ ﻭﻓﻘﺎً للشيكات ﺍﻟﻤﺮﺗﺪﺓ ﺃﻭ ﺗﻈﻬﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻒ، يبقون في السجون لحين السداد، ﻓﺎﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﺑﻴﻦ ﻃﻴﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﺍﺑﺔ، واﻟﻘﺼﺺ المثيرة، وأخرها القضية المعروفة للفنانة إنصاف مدني الشهيرة بملكة (الدلوكة)، وبعض رجال المال والأعمال والسيدات، اللواتي ﻭﺍﺟﻬن ﺍﺗﻬﺎﻣﺎً ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ (179) ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻲ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎﻡ الاتهام ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺩ، ﻭﻫﻮ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻧﻈﺎﻡ (ﻻﺗﻴﻨﻲ- إﻧﺠﻠﻴﺰﻱ)، ﺑﺤﻴﺚ ﺃﻥ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻭﺭﻩ ﻓﺘﺢ ﺑﻼﻍ ﺟﻨﺎﺋﻲ، ﺑﻌﺪ أن يضع ﺍﻟﺼﻚ ﺿﻤﻦ ﻋﺮﻳﻀﺘﻪ التي يقدمها إلي وكيل النيابة، ومن ثم يتم إلقاء القبض عليه، ﻭﻣﺘﻰ ﻣﺎ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﻳﺨﻠﻲ ﺳﺒﻴﻠﻪ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ أن ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ، ﻭﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﻣﺎﺩﺓ ﻓﻴﻪ ﻳﻘﻮﻝ : (ﺍﻷﺻﻞ ﺑﺮﺍﺀﺓ ﺫﻣﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ)، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﻤﺎﺩﺓ (179) ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻲ، ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﺗﻜﺘﻆ بمن هم كتبوا أو ظهروا الشيكات.

تنامت وتزايدت الظاهرة بشكل مطرد ومثير جداً للقلق، مما قاد إلي أن يكون أعداد المحكومين في قضايا الحق الخاص و(يبقي لحين السداد) كثر، خاصة وأنها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بنص المادة (179) من القانون الجنائي.

إن الواقع الملموس يشير إلي أن بعض النساء يلعبن دوراً كبيراً في التدهور المالي المريع الذي وصل إليه بعض الرجال بسبب الظروف الاقتصادية القاهرة، خاصة وأنهن يسيطرن سيطرة تامة عليهم، إذ أن معظمهن يهددن أزواجهن بـ(الطلاق)، وذلك باللجوء إلي المحاكم ورفع الدعاوي القضائية التي يطالبن من خلالها بـ(النفقة)، لعلمهن أنهم سوف يعجزون من تسديد المبلغ المحكوم به، مما يضطر القاضي إلي الحكم عليهم بموجب (يبقي لحين السداد)، علماً بأنه وفي السابق كانت هناك بعض الحالات (الشاذة) التي تسيطر في ظلها النساء علي الرجال، وهذا ربما يتم بشكل فردي، والشواهد علي ذلك كثيرة، مثلاً شجرة (الدر)، (فيكتوريا)، (كليوباترا)، (هيميكو)، وغيرهن، أما حينما ننظر بمنظار فاحص في الوقت الحاضر، فإننا نجد أن بعض النساء يسيطرن سيطرة غير منطقية، أشارت لها بعض الدراسات والأبحاث التي بينت أن الأغلبية العظمي من الرجال تسيطر عليهم زوجاتهم.

وأتذكر إنني أجريت تحقيقاً صحفياً من داخل سجن امدرمان، أكد من خلاله معظم المسجونين بأنهم حكم عليهم في (نفقات)، أي أن زوجاتهم السابقات هن السبب الذي أوصلهم إلي هذه المرحلة المتأزمة، فهن دائماً ما يدرن منازلهن بعقلية حب التفاخر والتباهي، مما يضطر الأزواج للاستدانة، وإذا لم يفعلوا فإنهم مهددين بـ(الطلاق)، خاصة وأن قانون الأحوال الشخصية يساعدهن في تحقيق أهدافهن الرامية إلي كيفية إنفاق الأموال التي يجنيها الأزواج من عملهم أو التي يقترضونها، وربما خوف الزوجات من (الضرات) يجعلهن يبددن الأموال حتي لا يدعن مجالاً ليفكر أزواجهن مجرد التفكير في الزواج للمرة الثانية، وبهذه الطريقة استطاع الكثير من الزوجات السيطرة علي الأزواج، وهذه السيطرة نسبها تتفاوت من حالة إلي أخري، أي أنه تحكمها الأسر من حيث التحضر والانفتاح علي المجتمع، خاصة وأن نسبة السيطرة النسائية في ارتفاع مخيف، فلربما يكون السبب الرئيسي فيها هو محدودية التفكير.

ومما ذهبت إليه لابد من التأكيد بأن هنالك سيدات عظيمات نجحن في مساعدة أزواجهن وإدارة شئون المنزل بصورة ممتازة، وعدم زعزعة أزواجهن ما بين العمل والمنزل، وأمثال من أشرت لهم يستحقون المقولة : (وراء كل رجل عظيم امرأة).

سراج النعيم يكتب : أما ٱن الأوان (عمر) أن يرتاح هذا الشعب فوالله (تعب) ثم (تعب)

 


............................

سبق وكتبت عن الظروف الاقتصادية القاهرة التي يركن إليها المواطن المغلوب علي أمره، والذي كلما أشرقت عليه شمس صباح جديد يجد الأسعار مرتفعة بما يفوق طاقته عشرات المرات، لذا ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺭﻓﻊ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﺗﺸﻜﻞ ﻫﺎﺟﺲ ﺃﻭ ﺗﺪﻫﺶ ﺃﻭ ﺗﻔﺎﺟﺊ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﻠﻚ، ﺭﺑﻤﺎ ﻷﻧﻪ ﺍﻋﺘﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﺤﻤﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﻨﻲ، ﻭﻫﻲ ﺑﻼ ﺷﻚ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻣﻨﺘﻬﺠﺔ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺳﻴﻄﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻭﻫﻲ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻟﻢ ﺗﻨﺠﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﺑﺎﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﺑﺮ ﺍﻷﻣﺎﻥ، ﺑﻞ ﻗﺎﺩﺕ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺇﻟﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻼﻋﻮﺩﺓ، ﺑﺪﻟﻴﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻇﻞ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺗﺨﺒﻂ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺗﻢ ﻓﺼﻞ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻢ ﺗﻀﻊ ﺧﻴﺎﺭﺍﺕ ﺑﺪﻳﻠﺔ ﻟﻠﻨﻔﻂ، سوي الإعتماد علي محمد أحمد الغلبان الذي انهك تماماً بكثرة (الجبايات).

ﺇﻥ ﺍﻟﻮﺿﻊ السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي، الثقافي والفني ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ﺃﺻﺎﺏ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﺈﺣﺒﺎﻁ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻪ ﻳﺜﻮﺭ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﺻﺪﺍﺭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭات المتعلقة بحياته اليومية، ﺛﻢ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﺘﺄﻗﻠﻢ معها، وكأنه استسلم لذلك الواقع المرير الذي هو ﻣﻔﺮﻭﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺮﺽ، ﻭﻳﺠﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻣﻌﻈﻢ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻳﻤﺪﻭﻥ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻐﻼﺀ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺒﺮﺭ ﻭﺍﻹﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﺠﻨﻮﻧﻲ ﻟﻸسعار دون سابق إنذار، ﻓﻬﻨﺎﻟﻚ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺗﻘﺮﻫﺎ ﻭﺗﻌﻠﻨﻬﺎ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﻭﻫﻨﺎﻟﻚ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺗﺘﻢ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻋﺸﻮﺍﺋﻴﺔ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﻘﺮﺭﻭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﺭﺗﻔﺎﻉ ﺳﻌﺮ ﺍﻟﺪﻭﻻﺭ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﺠﻨﻴﻪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ في السوق الموازي، وهو السوق الذي ﻋﺠﺰﺕ في إطاره ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺃﻥ ﺗﻜﺒﺢ ﺟﻤﺎﺣﻪ، ﻭﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﺨﻠﻖ ﺗﻮﺍﺯﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﺗﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﺟﺪﺍً، والأكثر تأثراً بهذا الواقع المذري أفراد القوات النظامية (الجيش) و(الشرطة) علي وجه التحديد، ضف إليهم شرائح الفقراء والمساكين، ﻣﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺗﻤﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﺻﻌﺐ ﺟﺪﺍً، ﻭﺗﻀﺎﻋﻒ ﺍﻷﻋﺒﺎﺀ عليهم.

فيما نجد أن الأسعار تزداد يوماً تلو الاخر، وهكذا تمر الزيادات ﻛﻐﻴﺮها ولا ﻳﺤﺮﻙ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺳﺎﻛﻨﺎً، ﺑﻞ يستسلم تماماً لها، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺼﺒﺢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺍﺕ (ﻓﺎﺗﻮﺭﺓ) ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﻓﻮﺍﺗﻴﺮﻩ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺃﺻﻼً، ﻭﺑﻼ ﺷﻚ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻮﺍﺗﻴﺮ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺟﺪﺍً ﺗﻤﺰﻳﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻭﺍﻗﻊ ﺇﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻣﺘﺪﻫﻮﺭ ﺟﺪﺍً، ﻭﻳﺰﺩﺍﺩ ﺗﺪﻫﻮﺭﺍً نتيجة السياسات الخاطئة.

ﺇﻥ أي ﺯﻳﺎﺩﺓ في الأسعار تأتي ﻓﻲ ﺗﻮﻗﻴﺖ ﻳﺸﻬﺪ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻇﺮﻭﻓﺎً ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻏﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﺯﻡ، ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺑﻨﻮﺩ ﺻﺮﻑ ﻛﺎﻟﻤﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ﻭﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﻮﺍﺭﺍﺕ والسفر ﻭﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺎﺕ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻛﻠﻤﺎ ﺃﺷﺮﻗﺖ ﻋﻠﻲ ‏(ﻣﺤﻤﺪ أﺣﻤﺪ) ﺍﻟﻐﻠﺒﺎﻥ ﺷﻤﺲ ﺻﺒﺎﺡ ﻳﻮﻡ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﺘﻔﺎﺟﺄ ﺑﺰﻳﺎﺩﺍﺕ ﻓﻲ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﻊ، ﻋﻠﻤﺎً ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﺆﺷﺮ ﻳﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺍﺕ ﺑﺪﺃﺕ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﻤﺘﺼﺎﻋﺪ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺗﻢ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻦ ﺯﻳﺎﺩﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﻤﺢ وﻤﻦ ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ ﻋﺮﻓﺖ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻇﻠﺖ ﺗﺒﺮﺭ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻳﻐﻂ ﻓﻲ ﻧﻮﻡ ﻋﻤﻴﻖ، ﺇﻻ ﻗﻠﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺴﺘﻨﻜﺮﻭﻥ ﺛﻢ ﻳﺴﺘﺴﻠﻤﻮﻥ ﺛﻢ ﻳﺘﺄﻗﻠﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ﺷﺠﻊ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ، ﻓﻼ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻭﻻ ﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﻳﺘﺨﻮﻓﻮﻥ ﻣﻦ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺃﻭ ﺃﻥ ﺗﺤﺪﺙ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺼﺪﺭﻭﻧﻬﺎ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﺠﻴﺎﻉ .

ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺍﺕ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺄﺧﺬ ﺍﺷﻜﺎﻻً ﻭﺍﻟﻮﺍﻧﺎً ﻭﺍﺑﻌﺎﺩﺍً ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻢ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺗﻌﺪﻳﻼﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﺷﺪﺩ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻭﺳﺠﻦ ﻛﻞ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﻳﺜﻴﺮ ﺍﻟﺸﻐﺐ، ﻓﻬﻞ ﺇﺫﺍ ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻋﻦ ﺑﻜﺮﺓ ﺃﺑﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻣﺴﺘﻨﻜﺮﺍً ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺍﺕ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺧﺎﻟﻒ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ، ﻭﺗﻀﻄﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻪ، ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺧﺮﻭﺟﻪ ﺫﻟﻚ ﺳﻠﻤﻴﺎً، ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺣﻖ ﻛﻔﻠﻪ ﻟﻪ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ، ﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺃﻥ ﺩﻝ ﻋﻠﻰ ﺷﺊ، ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺷﺮﻉ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ إحتجاجات.

ﺇﻥ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺍﺕ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻓﻮﻕ ﻃﺎﻗﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﺘﺰﻡ ﺍﻟﺼﻤﺖ، ﻛﻤﺎ ﺻﻤﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، ومع هذا وذاك فإن ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﻻ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ، ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺧﻴﺎﺭ ﺳﻮﻯ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻫﺾ الارتفاع الكبير في السلع الاستهلاكية ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﻠﺒﻴﺎً ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﺭﻕ ﻣﻀﺎﺟﻊ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ، ﺧﺎﺻﺔ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩ، فإﻟﻰ ﻣﺘﻰ ﻧﻈﻞ علي ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻭﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ، ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺭﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺘﺠﺔ ﺃﻭ ﻣﺤﻄﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻼﺕ، ﻓﻜﻞ ﺗﺎﺟﺮ ﺃﻭ ﺻﺎﺣﺐ ﺷﺮﻛﺔ ﺃﻭ ﺳﺎﺋﻖ ﻣﺮﻛﺒﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻳﺮﻓﻊ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﺑﻤﺰﺍﺟﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ، ﻓﻼ ﺭﺍﺩﻉ ﻭﻻ ﻭﺍﺯﻉ ﺩﻳﻨﻲ، ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻭﺫﺍﻙ ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ‏(ﺗﻌﺐ) ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻓﺎﻗﺪ ﻟﻠﺪﻟﻴﻞ، ﻭﻻﻳﺪﺭﻱ ﻣﺘﻰ ﺗﺼﺪﻕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﻭﻋﻮﺩﻫﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﺠﺮﺩ ﻭﻋﻮﺩ ﺗﺨﺪﺭ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻞ ﺻﺎﺑﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻱ ﺃﻛﺜﺮ (29) ﻋﺎﻣﺎً، ﺍﻓﻤﺎ ﺁﻥ ﺍﻷﻭﺍﻥ سيدي ‏(ﻋﻤﺮ ) ﺃﻥ ﻳﺮﺗﺎﺡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ.

سراج النعيم يكتب : فتيات الفيس بوك والواتساب!



.....................

وقفت متأملاً القصيدة الشهيرة ( بانت سعاد) التي صاغ كلماتها الشاعر ﺍﺑﻦ ﺯﻫﻴﺮ، لما فيها من مواعظ وعبر لكل فتاة لا تتعظ أو تعتبر مما يشهده العالم بصورة عامة من تحولات علي كافة الأصعدة والمستويات.. ربما أنني وقفت تلك الوقفة التأملية من واقع أن القصيدة تحمل في مضامينها أوصاف البنت الجميلة العفيفة الصادقة التي انجرفت في يومنا هذا ناحية التأثر بالثقافات الغربية ما أفقدها الصفات التي يبحث عنها شاعرنا في قصيدته (بانت سعاد) بمشاعرها وأحاسيسها الصادقة النبيلة فهي قبل الولوج إلي عالم التقنية الحديثة لم تكن تعرف الرياء ولا الكذب في حياتها العامة والخاصة أي أنها نقية الدواخل ولا تبحث سوي عن حياة مليئة بالدفء والحب بالصورة الشرعية ولكنها بكل أسف أصبحت في عصرنا هذا بعيدة كل البعد عن تلك الصفات التي صادفت قبولاً منقطع النظير من منذ ذلك التاريخ الذي ألفت فيه القصيدة وإلي الآن.. ما حدا بها أن تضع شاعرها في مرتبة عليا وتلبسه تاجاً من الإكليل الذي جعله يحتفي بقصيدته التي أضحت عنده محل فخر وإعزاز وأمتد ذلك الفخر والإعزاز حتى للشعراء المتعاقبين علي الحركة الثقافية.

لذلك تبقي قصيدة ( بانت سعاد ) من القصائد النادرة التي توضح بجلاء مواصفات الفتاة الموجودة داخل كل منزل وهي الفتاة التي أشار إليها الشاعر في أبيات قصيدته إلا أننا نفتقدها اليوم لبعض العوامل التي أفرزتها الظواهر السالبة التي تطل برأسها ما بين الفينة والأخرى.. مما أدي إلي أن تصبح سعاد تلك التي ينشدها الشاعر في قصيدته ( بانت سعاد ) وننشدها نحن في المجتمعات العربية.. نسبة إلي العولمة ووسائطها المختلفة والتي بدورها تنقل لنا الكثير المثير من القصص المندرجة في هذا الإطار فألمت بالقلوب بعضاً من الأحزان والآلام الأشد قسوة لغياب سعاد من الأسباب التي تطرقت لها بصورة عامة.. ومن هنا لابد من أن أطرح سؤالاً لماذا لا تكون هنالك سعاد بمثل سعاد شاعرنا العربي الذي ابكي بها العاشقين دون أن تراه عيونهم التي تاقت لرؤيته رغماً عن أنه ظهر في عصر لم يكن بأي حال الأحوال فيه ما نشهده من تقنية حديثة وأدوات تساعد علي أن نعود بالعادات والتقاليد إلي سابق عهدها فالكثير منا يمضي في الاتجاه الخاطئ بالانجراف وراء الظواهر السالبة التي لا تشبهنا باعتبار أنها دخيلة علي المجتمعات ما أفقد البعض من الفتيات صفات سعاد في القصيدة الخالدة في ذاكرة الأمم العربية وإذا تيسر لكل فتاة قراءتها فإنها دون أدني شك ستجد فيها ما تبحث عنه بعيداً عن البحث في الثقافات الغربية.

وبالرغم من أن البعض من المثقفات اطلعن عليها إلا أنهن بكل أسف تجدهن قد دخلن في النفق الضيق نفسه لذلك لابد من أن تلجأ الفتيات إلي ما يقودهن إلي الجمال والعفة حتى لا يكن ضحايا ما تفرزه الثقافات المغايرة فهي قطعاً ثقافات تتعارض مع الثقافات العربية.

ومن قصيدة ( بانت سعاد ) يجب أن تعمل كل الفتيات علي التأطير إلي مفهوم الأمن الفكري ضد الظواهر السالبة التي ينتجها العالم الغربي بصورة مستمرة خاصة وأنها تدعو إلي الانقياد بها بعيداً عما جاء في الدين الإسلامي.

سراج النعيم يكتب : هل (الأقارب عقارب)؟



...........................

من المؤكد أن بعض الناس يخدعون في أقاربهم الذين يتدخلون تدخلاً سافراً في تفاصيل دقيقة لا تحتمل خاصة وأنهم لا يفعلون للإصلاح، إنما لتوسيع شقة الخلاف بين الأطراف الزوج وزوجته أو الأخ وأخيه أو الأخت وأختها وغيرها من الخلافات الدائرة في إطار (الميراث)، لذا تجد المنكوين بنيرانها الصديقة يستخدمون مصطلح (الأقارب عقارب)، وهو لم يصدر عن فراغ، بل نابع من لدغات تعرضوا لها هنا وهناك، وبالتالي أمثال هؤلاء يبعدون عن الديانة الإسلامية وتعاليمها بالخطيئة التي تقودني إلي سؤال في غاية الأهمية أيعقل أن يكون أقرب الناس لك هم الأعداء الحقيقيون الذين يجب أن تتجنبهم حتى لا يبثون سموهم القاتلة في جسدك الصحيحة والمعافى، إما السؤال الثاني فكيف يكون ردنا علي أمثال هؤلاء الذين يرتكبون جرماً في حقهم وحقوق الآخرين، هل ننجرف وراء تيارهم أم نصمت ونبتعد عنهم، ونكون بذلك قطعنا الرحم وخالفنا الشرع مكرهين؟.

إن الظاهر شائعة ومنتشرة وسط الكثير من الأسر منذ سنوات خلت إلا أنها أصبحت في عصرنا هذا في تزايد مخيف ومرعب معاً وتشير بوضوح شديد إلي أن الظروف الاقتصادية لاعباً رئيسياً، ومع هذا وذاك تجد من يسعون للأذي يبعدون الأطراف المختلفة عن صلة الدم التي تعني عميقاً قوة الرابط بين الإنسان وأخيه والذي هو أمتداداً لجذوره، وحينما يكون بدونها فإنه يكون كالشجرة بلا جذور، وعليه من السهل اقتلاعه من علي الأرض التي يقف تحتها مهما كانت قوته، ومما أشرت له فإن أقارباً أضحوا مصدراً (للقطيعة)، (الغدر) و(الخيانة) بدوافع الإيقاع بين الزوج وزوجته أو الأشقاء فيما بعضهم البعض في أبسط الأشياء، وهكذا نجد أن معظم الناس يشكون من تحول (أقارب) لهم إلي (عقارب) يصيبونهم بالأذي، وكلما اقتربوا منهم للإصلاح يكتشفون حقائق مرة ومؤلمة، ربما كانت غائبة عنهم، ومن هذا الاكتشاف يتأكد لهم أن (الأقارب) نوعان الأول (إيجابي) ولا يميل إلي خلق هوة في هذا المحيط الحساس، إما الثاني فهو (سالب) ويسعي إلي تعميق الإشكاليات الأسرية، فإذا كان يقصد فتلك مصيبة، وإذا كان لا يقصد فالمصيبة أكبر.

من أوجب الواجبات أن يلتفت (الأقارب) إلي خطورة التدخلات السالبة في الحياة الزوجية أو الأسرية فإن تدخلاً من هذا القبيل يحدث (القطيعة) بعد أن كان  الرابط متصلاً والدم غير مهدراً، فلا يمكن لأي إنسان التخلي عن الأسرة، ولكن اليوم نشهد قطيعة بين الزوج وزوجته والأخ وأخاه والأخت وأختها بسبب دخول المال (الميراث) طرفاً ثالثاً و(الأقارب) طرفاً رابعاً، وفي الغالب يطالب أحد الطرفين بحقوقه في ميراث والده أو والدته فيرفض الآخر الفكرة جملة وتفصيلا نسبة إلي أن لديه رؤية قاصرة، ربما تكون سبباً لفقدان الأسرة وتشتتها وتفككها دون مراعاة صلة الرحم والمودة،.

من الملاحظ أن البعض من الأقارب يتناحرون في مكاسب دنيوية ولا يرضخون لصوت العقل والحكمة، ولا يعترفون بالخطأ إلا من رحم ربي، ولكن يبقي الظلم الأشد قسوة وإيلاماً علي الإنسان الذي يشعر به حد النخاع والعظم، ويحس بالأقارب كالعقارب تلدغ بلا رأفة أو رحمة، وفي أغلب الأحيان يؤدي ذلك إلي تعميق الألم والمرارة لدرجة قفل الأبواب أمام إيجاد حلول، فكل طرف يجتر موقفاً محدداً من النزاع، وأن كان في إمكان كل منها تجاوز الخطأ، وإذكاء روح التسامح حتى لا يكون ما حدث في الماضي سلاحاً فتاكاً نتيجة مواقف أقل ما يوصف به (تافهة)، ولا يستحق أن تفرد له مساحات.

حدثني صديقي أن شقيقه يقف عائقاً أمام توزيع (ميراث) والديه، وهذا الامر يتم بمباركة من زوج شقيقتهم المستفيدة الأوحد من بقاء الوضع علي ما هو عليه ، وأكد أن شقيقهم الأكبر يسمع كلام نسيبهم الأمر الذي جعل الخلاف بينهم وشقيقهم يتأصل ويتجذر يوماً تلو الآخر لدرجة أنه وصل مرحلة غاية في الخطورة إلا وهي مرحلة (القطيعة) رغماً عن أنهم يسكنون في منزل واحد، وهذا يشير بوضوح إلي أن هنالك ضعفاً في الإيمان، وعليه نشأ (الحسد) و(الحقد) في قلب زوج شقيقتهم الذي يسعي بكل ما يملك إلي تكسير مجاديف الوراث بتحريض شقيقهم الأكبر علي عدم الاتفاق معهم علي توزيع الورثة شرعاً، ومما ذهبت إليه فإن المحبة والمودة يتحولان إلي (حسد) و(حقد) يحرقان الأشقاء لتقاطع المصالح بينهم، فالنفوس غالباً يغلبها حب المال والمصلحة عموماً.

بعد اتهامها بارتداء الأزياء (الفاضحة) وتأجيل محاكمتها


 

..............

منى مجدي تستنفر الشعب السوداني في مواجهة قانون النظام العام

.............

اتحاد الفنانين ومجلس المهن الموسيقية والتمثيلية تضامنا معي

............

وقف عنده : سراج النعيم

...........

قوبلت أزياء المطربة مني مجدي بانتقادات علي نطاق واسع واثارت الكثير من الجدل الذي أدي بها أن تكون قضية رأي عام رفضها المجتمع جملة وتفصيلا اللهم إلا قلة وأغلبهم من الأصوات النسائية المتحررة ، أما المعارضين فعزوا ذلك إلي أن أزياء بعض الفتيات والسيدات تحتاج إلي ضبط خاصة في صالات وأندية الأفراح، بما فيهن المطربات، بالإضافة إلي ضبط الشارع العام والتجمعات والأسواق بعد أن أخذت الظاهرة منحنيات (سالبة) جداً، إذ بدأت تظهر في المجتمع أزياء مغايرة لـ(لعادات) و(التقاليد) السودانية، وتشير بوضوح شديد إلي أن بعض (فتياتنا) و(سيداتنا) تغيرن كثيراً ما بين اليوم والأمس، وأصبح جل اهتمامهن يرتكز علي فنون إختيار الأزياء ذات الطابع (المحذق) و(المتعري) و(الشفاف).

فيما قالت المطربة مني مجدي عبر قناة الـ(bbc) الفضائية بعد تأجيل محاكمتها إلي أجل غير مسمي، وذلك بتهمة ارتداء الأزياء (الفاضحة)، وقالت : المادة (152) من القانون الجنائي مادة (فضفاضة)، لذا تضامن معي إتحاد المهن الموسيقية ومجلس المهن الموسيقية والتمثيلية وكل الشعب السوداني والنقابات.

واسترسلت منى مجدي التي تواجه بلاغاً بتهمة ارتداء (الزي الفاضح) عقب ظهورها في حفل عام بزي وجد استنكاراً كبيراً : إن اللبس أمراً لا يجب أن يحدده القانون فهو خاضعاً للظروف الاجتماعية والثقافية والبيئية للفرد فالشعب السوداني غير راض عن قانون النظام العام ، فالقانون القصد منه تعطيل مشاركة المرأة في العمل العام والثقافي والفني، وأنه قانون أصبح يقمع المرأة حيث تمت محاكمة العشرات من النساء بموجبه.

وكانت المطربة (مني) قد كشفت عن ملابسات قضتها، وهي تضحك غير مبالية بالمصير الذي ستنتهى إليه الإجراءات القانونية المتخذة ضدها.

بينما وجدت تصريحات مني انتقادات لاذعة في الشارع العام ومجالس المدينة الذين يرون بأن الأزياء جعلت بعض (الفتيات) و(السيدات) في الأونة الأخيرة أشبه بمنصات عرض الأزياء غير اللائقة.

ووجه عدداً من المهتمين بشأن الأسرة نقداً للمطربة مني مجدي ومن تضامنوا معها خاصة الإعلامية رفيدة ياسين التي غردت عبر موقع (تويتر) مؤكدة أنه لن تفلح أمة رأسها قابع في بنطال امرأة، مشيرة إلي كامل التضامن مع الفنانة منى مجدي ضد قانون النظام العام الفضفاض والمجحف بحق نساء بلادي).

وطالت الانتقادات أيضاً المطربة (إيمان لندن) إثر ترافعها عن المطربة مني مجدي، وقالت : أنتم تمارسون النفاق بـ(الهجوم) و(الشتيمة) الموجهة لـ( مني) لأنها ارتدت بنطالاً، وما العيب في أن ترتديه، فنحن اعتدنا أن ننافق في كل شيء مثلاً الفتاة يمكن أن تغطي رأسها بطرحه وتعمل ما تريد، وهكذا تظهر في نظر الآخرين محترمة، ولكن الشخصية الواضحة أمام العامة لا تعجبكم، وبالتالي المطربة (مني مجدي) ارتدت بنطال أمام الجمهور والجمهور تقبله ، فأين الإشكالية حتي تمارسوا عليها كل هذا النقد، وأنا متأكدة أن كل من انتقد مني مجدي له رأي ويريد أن يلفت النظر، وهذا دليل إعجاب، وبدلاً من هذا النقد العنيف كان الأجدر تقديم النصح بدون تجريح خاصة وأن معظم الفتيات يرتدين البنطال أم لأن مني مجدي نجمة.

فيما وجه بعض بنات جنسها نقداً أكدن فيه عدم رضائهن لظهور المطربة مني مجدي بتلك الأزياء، وطالبن النجوم والمشاهير بأن يكونوا أكثر التزاماً باعتبار أن الجمهور يتأثر بهم، وربما يقلدهم في كل كبيرة وصغيرة .

بينما كانت (الدار) قد نشرت بياناً ممهوراً بتوقيع قصي مجدي سليم عن أسرة منى مجدي سليم، أكد فيه أنه تم إرجاء المحاكمة لأجل غير مسمى نسبة لطلب البلاغ من قبل وكيل النيابة الأعلى.

ومما ذهبت إليه فإن ما نشاهده في عصرنا هذا يدعو إلي الدهشة والاستغرب، فهنالك بعضاً من الأزياء القصيرة وبنطال (الجينز) والقمصان، بالإضافة إلي وضع (الطرح) دون الاهتمام بتغطية الشعر، وهذا يعود إلي التأثر بالثقافات الغربية، وبالتالي فإن الكثير من النساء يهتمن بشكل الأزياء كـ(الفستان) أو (البنطال) أو (الفاضحة) أو (المحذقة) أو (القصيرة) أو (الشفافة) وغيرها من الموضات التي انتجتها بيوتات الأزياء الأوروبية.

ويري عدد من المنتقدين بأن الكثير من الفتيات والسيدات يرتدين الأزياء (الخليعة) المؤكدة عدم نضوجهن، لأنها أزياء خادشة للحياة، وبعيدة كل البعد عن العادات والتقاليد، الأمر الذي جعل البعض من الفتيات والسيدات لايعرفن شيئاً عن أمور دينهن، واعتبروا الظاهرة تقليداً أعمى للثقافة الغربية المؤثرة في الفتيات والسيدات اللواتي لا تراقبهن أسرهن، لذا لابد أن يكون دور الأسرة حاسماً، فإذا كن يعتقدن أن ارتداهن للأزياء (الفاضحة) يلفت إليهن الأنظار فإنهن يوهمن أنفسهن بالتفكير.

ومن هنا نجد أن بعض الفتيات والسيدات طالبن السلطات المختصة عدم السماح بدخول مثل هذه الأزياء للبلاد مؤكدات أنها دخيلة علي المجتمع السوداني الذي لم يألفها قبلاً، فهي تدعو إلي إظهار المفاتن ولفت الانظار، ومع هذا وذاك ظهرت الكثير من الظواهر (السالبة) بالانفتاح علي ثقافات مغايرة للثقافة السودانية من خلال (العولمة) ووسائطها المختلفة، الأمر الذي أفرز ظواهراً جعلت بعض الفتيات والسيدات ينجرفن وراء تيارها بدواعي الحرية فأصبحن يرتدين (الفستانين) أو (البناطلين) غير الساترة لهن، وعليه يتعرين بلا حياء ولا خجل أمام الجميع، خاصة وأن (لبس) بعض الفتيات والسيدات اليوم لبساً (خليعاً) و (فاضحاً)، وهذا في رأيي يعود إلي عدم الرقابة وترك الأسر لهن لقمة سائغة للثقافات الوافدة، مع العلم أنهن يجهلن الثقافة السودانية المحافظة، لذلك يجب أن يفهمن حقيقة واحدة لا ثاني لها، هي أن الأزياء (المحزقة) أو (الشفافة) أو (القصيرة) لا تظهر جمالهن بقدر ما أنها تفقدهن احترام أنوثتهن، فالثقافات الدخيلة علي المجتمع السوداني قادت بعض الفتيات والسيدات إلي عدم معرفة أمور كثيرة ترتبط بحياتهن العامة والخاصة المتطلبة رقابة من الأسرة فالديانة الإسلامية بينت الأزياء التي يجب أن ترتديها الفتيات والسيدات المتجاوزات حدودها بدواعي (الحرية)، فالأزياء النسائية لا تتناسب مع المجتمع السوداني الذي لديه ثقافة مختلفة عن الثقافة الغربية، مما يؤكد أن الأزياء أصبحت مؤشراً خطيراً، وربما ينبئ عن تهتك في بنية الشخصية السودانية ويحدد حجم العلاقة بين التدهور الاقتصادي ومدى ارتباطه بالأخلاق والقيم.

ومن الأشياء ﺍﻟﻤﺴﻠَّﻢ بها أن بعض الفتيات والسيدات يتبرجن، ويرتدين الأزياء المحذنقة، ومن ثم يخرجن بها من منازلهن إلي أماكن عملهن أو دراستهن، أو مناسبات الأفراح، أي أنهن يفعلن ذلك ذهاباً وإياباً، مما يؤكد أنهن تأثرن تأثراً بالغاً بالثقافات الوافدة عبر البوابات المشروعة أو غيرها، خاصة في ظل إنتشارالثقافة الغربية، الأمر الذي يقودني إلي طرح سؤال في غاية الأهمية، ما الذي يفرض عليهن المضي نحو ثقافات غربية لا تشبهنا؟ وما الإحساس الذي يتخالجهن حينما يمارسن ذلك السلوك الذي يتبعن خلاله ما تنتجه بيوتات الأزياء الغربية من ملابس ربما لا تليق أو تتوافق مع عادات وتقاليد المجتمع السوداني؟ مع التأكيد أن اتجاههن علي هذا النحو يشير بوضوح إلي أنهن ضعيفات من الناحية الإيمانية، بالإضافة إلي غياب الرقابة الأسرية والتي ربما تحتاج من الآباء والأمهات تفعيلها بالشكل المتعارف عليه وفق التقاليد والأعراف السودانية، ويجب أن يقلعن عن ذلك النهج المنافي لنا تماماً، وإذا لم يفعلن وحدهن أو عبر أسرهن، فإنه من أوجب الواجبات أن تضبط السلطات المختصة الشارع العام، حتى لا ندع للنساء حرية تهدم أكثر من أن تحافظ علي القيم والأخلاق السودانية.

كل ما أرجوه من فتياتنا وسيداتنا أن يجبن علي الأسئلة التي وضعتها علي طاولتهن، وأن يتأملن النتائج من خلال الإجابات التي يتوصلن لها ومع هذا وذاك عليهن استصحاب ما ذهبت إليه المرأة الأمريكية التي أكدت أن المجتمعات الغربية مجتمعات منحلة، وبالتالي لا يمكن الصمت حيال تقليد فتياتنا وسيداتنا، طالما أن السيدات الغربيات أنفسهن اعترفن بأنهن منجرفات سلبياً من حيث ارتداء الأزياء، فلماذا اصرارهن علي الإنبهار بما تنتجه الثقافة الغربية، ومحاولة إتباع طريقها المحفوفة بالمخاطر، اعتقاداً منهن أنها حضارة وثقافة عصرية حديثة مبنية علي الحرية المطلقة.

وإذا نظرت إلي الشارع أو ذهبت إلي مناسبة ما فإنك سوف تشاهد بعض الفتيات والسيدات يرتدين الأزياء الضيقة جداً، ويتبرجن بصورة لافتة للنظر، إلي جانب اللواتي تجدهن يستقلن الدراجات البخارية وغيرها من الظواهر السالبة التي أصبحت كالموضة، فالأغلبية العظمي من الفتيات والسيدات تغيرن كثيراً عما كن عليه في وقت سابق، لذا من المحزن جداً أن تجدهن بالأزياء الضيقة أي أنك عندما تنظر إلي (البلوزة) يتبادر إلي ذهنك أنها قد تكون خاصة بشقيقتها الصغري سناً وحجماً، كما أن (الاسكيرتات) ضيقة جداً، لدرجة أنها تقيد حركتهن، إلي جانب أن (الطرحة) لا تغطي الرأس.

وهنالك جدل يدور من وقت لآخر حول قضايا المرأة بصورة عامة، وحينما أطالع حديثاً من هذا القبيل يتبادر إلي ذهني أن كل الإشكاليات المحيطة بالعالم أجمع قد تم حلها، ولم يتبق إلا أن نناقش العنف ضد المرأة أو مساواتها مع الرجل وغيرها من القضايا التي يتم تداولها في المنتديات والورش وإلي آخرها من المنابر الناشطة في هذا الجانب، السؤال الذي يفرض نفسه علي هؤلاء أو أولئك هو هل كل مشاكلنا انتهت حتى ندير حوارات فكرية عن النساء؟ الإجابة عندي ببساطة لا، فما زالت هنالك الكثير من القضايا الأهم وعلي رأسها التنمية، الصحة، السلام والأمن، وبالرغم عن ذلك إلا أن الظاهرة التي أشرت لها متفشية وتسابق في الزمن من أجل نسف أي فكرة مطروحة للنقاش خاصة وأن قضايا المرأة ليست الأهم في الوقت الراهن الذي نشهد فيه تحديات جسام، لذا علي النساء عموماً الابتعاد عن أفكار دعاة التغريب لقضايا المرأة وطرحها بعيداً عن المحيط المحلي فكل ما يتم تصديره من قضايا بين الفينة والأخرى يدول لصالح أجندة لا تخدم قضايا المرأة التي تصبح علي مائدة الحوار والنقاش الذي ربما تندهش منه هي شخصياً لأنه يطرح قضاياها بشكل يظهرها إنسانة ضعيفة وتركن لمعضلة حقيقية.

علي المرأة عموماً عدم الاستجابة للجدل الدائر حول حقوق المرأة ومساواتها مع الرجل وغيرها من الأطروحات الغربية بدواعي مواكبة التطور الذي يشهده العالم بصورة عامة، خاصة وأن المدخل يقود المرأة إلي نفق مظلم ويحرضهن علي أساس أن حقوقهن ﻣﻬﻀﻮﻣﺔ، ومثل هذه الأحاديث عارية من الصحة تماماً بدليل أن المرأة السودانية تمارس حياتها بحرية مطلقة، ولا تواجهها أية مشكلة علي كل الأصعدة والمستويات، فهي الآن قائدة ليس علي مستوي السيارات بل علي مستوي الوظائف القيادية التي وصلت لها بمجاهدتها ونضالها وكفاحها الذي وضعها في مواقع رياديه، وبالرغم من مجاهداتها الملموسة علي أرض الواقع إلا أن البعض منهن يحاولن عكس صورة مغايرة يصورن من خلالها النساء علي ذلك النحو الغربي، نعم يفعلن هكذا ظناً منهن أن التاريخ سيسجلهن بطلات في قضايا بسيطة لا تستحق كل هذا التضخيم الذي لعبت فيه بعض الجهات دوراً كبيراً بالتنظير الذي لا يمت لهن بصلة.

لم تقف المسألة عند هذا الحد، إنما امتدت إلي الترحال خارجياً، وهي واحدة من الإشكاليات التي يجب دراستها وتأملها حتى لا تصبح ظاهرة بمرور الزمن، فمثل هذه الظاهرة فيها مسالك رجعية ظلامية جداً ﻓﻲ ظل العصر الذي يطلقون عليه ﻋﺼﺮ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ والتطور التكنولوجي المبني علي (العولمة) ووسائطها المختلفة التي أضحت تبث الأفكار الهدامة للأخلاق والقيم، وبالرغم من ذلك كله لا ندعو لمقاطعتها، إنما نطالب الجميع بأخذ المفيد والإيجابي منها وإسقاط الضار السالب منها .

من هذا المنطلق ﻧﺤﺘﺎﺝ ما ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﻭ ﺍﻵﺧﺮ ﺇلي ﺃﻥ ﻧﻨﻈﺮ ﻧﻈﺮﺓ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﻣﻨﺼﻔﺔ ﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ وﺍﻟﺮﺟﻞ وﺍﻟﺸﺒﺎﺏ والنشء ﻟﻨﻘﻮﻡ السوالب، ونبقي علي الإيجابيات حتى لا يتم تغريبها وتذويبها بالإدعاء الباطل الذي إذا صمتنا عليه فإنه دون أدني شك سيفقدنا أخلاقنا وقيمنا وهويتنا.

بعد وفاة الدكتور (محمد عثمان) متأثراً بـ(الفشل الكلوي)




..................

ندى القلعة تكشف تفاصيل حزينة حوله و تحكي قصتها معه

..................

حاول هؤلاء خلق (فتنة) بيني ووالدي بعد عودته من أمريكا

..................

جلس إليها : سراج النعيم

..................

كشفت الفنانة ندى محمد عثمان الشهيرة بـ(ندى القلعة) قصتها الحزينة مع والدها العالم الدكتور (محمد عثمان حامد) الذي ودع الدنيا يوم السبت الماضي بعد معاناة مريرة مع مرض (الفشل الكلوي) بإحدى مستشفيات الخرطوم.

ماذا بعد وداع والدك الدكتور (محمد عثمان) الفانية؟

قالت : في البدء لابد من التأكيد أنني إنسانة مؤمنة بقضاء الله وقدره بالرغم من أن أبي الدكتور (محمد عثمان) كان يمثل بالنسبة صمام الأمان وهذا يؤكد لك أنه كل الحياة إذ أنه لم يكن أباً فقط بل كان صديقاً صدوقاً قريباً لقلبي، لذا ألجأ إليه كلما ضاقت بي الدنيا حيث أجد لديه كل الحلول المريحة لما أشعر به من ألم.

ماهو شكل العلاقة بينك ووالدك الراحل (محمد عثمان)؟

قالت : أحمدالله كثيراً أن علاقتي بوالدي كانت علاقة ممتازة جداً وقائمة علي تبادل الحب بحب أعمق، فلم يكن غاضباً مني في يوم من الأيام وظللنا في حالة صفاء معه حتى آخر لحظة من حياته.

ماذا كنتي تطلبين منه في حياته؟

قالت : كنت أطلب منه العفو وكلما فعلت يقول : (أنتي لم تغضبيني يوماً واحداً حتى أعفو عنك).

ما الشئ الذي كنتي تحرصين علي فعله لوالدك قبل الوفاة؟

قالت : كنت أحرص علي الذهاب إليه للاطمئنان علي حالته الصحية ومع هذا وذاك أغسل له أرجله بالماء، وأدعو الله العلي القدير أن يكون راضياً عني.

ما الأمنية التي كنتي تتمني تحقيقها بعد وفاته؟

قالت : كنت أتمني أن أقبل أرجله.

هل ما ذهبتي إليه يعني أنك كنتي باره بوالدك؟

قالت : نعم كنت باره به والحمدلله فكلما ذهبت إليه أقبله في رأسه ورقبته ويديه وظللت أمارس هذا الفعل إلي أن فارق هو الحياة تاركاً لي الحزن والألم والمرارة.

ما الذي كان يصلك منه في غيابك؟

قالت : كان والدي عليه الرحمة يقول إلي صديقتي : (تعرفي ابنتي ندي تشبهني، وأحس أنها أحياناً كأنها والدتي)، فما ذهب إليه والدي في حواره مع صديقتي يؤكد متانة العلاقة بيني وبينه وهي من العلاقات المميزة التي يحتاج لها كل إنسان لأنها تعبر صراحة عن الرضا التام من الوالد عليه الرحمة وبالتالي أدعو الله أن يتقبله قبولاً حسناً وأن أكون عند حسن ظنه.

بماذا كان يوصيك الدكتور محمد عثمان في حياته؟

قالت : كان يوصني بعدم الإلتفات إلي من يحاولون وضع المتارييس في طريقي الذي اختارتني إليه موهبتي.

ماذا عن أخر لقاء جمعك بوالدك؟

قالت : أخر مرة التقيته فيها جاء الي في مكتبي بالخرطوم وبعد أن القي علي بالتحية نظر إلي نظرة التمست من ورائها أنها نظرة وداع أي يبدو أنه كان يحس بدنو أجله، فقلت : لماذا تنظر الي هذه النظرة يا أبي، فلم يتفوه بكلمة واحدة بل قام من مكانه الذي كان يجلس فيه وجاء نحوي وضمني إليه ثم مسح بيده علي ظهري قائلاً : (ندي بنت أبيها)

أين كان يعمل في حياته؟

قالت : والدي من العلماء المؤهلين أكاديمياً في تخصصات نادرة، فهو أستشاري حراجة المخ والأعصاب الدقيقة والعمود الفقري وحاز في إطار هذا التخصص علي زمالة جامعة (جون هانكنز) الأمريكية، ثم عمل مديراً لقسم مستشفي (سليمان الحبيب) بالمملكة العربية السعودية، وهو عضو الجمعية الطبية الأوروبية وأيضأ العربية، ظل متمسكاً بشرف مهنته، أي أنه كان إنساناً عفيفاً ومعتزاً بنفسه جداً.

كيف كانت نظرته إلي فنك؟

قالت : كان (عليه الرحمة) يقول : (ندي بنتي بتذكرني بالحكامات اللواتي يؤدين أغاني الحماسة).

لمن كان يستمع من الفنانين؟

قالت : فنانه المفضل الدكتور عبدالكريم الكابلي ومن حبه إليه أصبحت أنا أحبه أكثر منه، بالإضافة إلي أنه يستمع إلي عثمان حسين، محمد وردي، وخوجلي عثمان، كما أنه يعشق الأغاني الإثيوبية ومن عشقه لها قلت في قرارة نفسي الآن عرفت لماذا أحب (الأحباش)؟.

ألم تكن الأخبار السالبة المكتوبة عنك تزعجه؟

قالت : لم يكن يطلع عليها حيث كان مقيماً في الولايات المتحدة الأمريكية، وعندما عاد إلي البلاد أوصل إليه بعض الناس معلومات خاطئة عني، فلم يكن أمامي حلاً سوي أن أجلس معه وأزيل ذلك الفهم الخاطئ فكان أن شرحت له بالتفصيل الممل كل ما دار في حياتي في غيابه، وبعد أن استمع الي بإذن صاغية قال بالحرف الواحد : (كان يفترض فيك أن تكوني طبيبة تداوي جراح المرضي، إلا أنك لم تذهبي بعيداً عن ذلك فقد أضحيتي طبيبة لوجدان الناس) ومن ساعتها أصبح يتابع مسيرتي الفنية ويزجي الي النصح.

هل ناقشك في تغييب أسمه والاستعاضة عنه بلقب (القلعة)؟

قالت : لا لم يناقشني فيه، ولم يعترض عليه نهائياً، كما أنه لم يطلب مني ترك الفن، بل كان يشجعني علي اختيار الاغاني الرصينة رغماً عن اعتراض البعض علي امتهاني مهنة الموسيقي والغناء، وتأكيداً لعدم اعتراضه سجل لي زيارة في مكتبي بالخرطوم، ونادي علي أثنين من المعجبين الذين كانوا موجودين وسألهم هل تعرفون من أنا؟ فردا عليه قائلين : والد الفنانة ندي القلعة، فقال لهم : ليس اسمها (ندي القلعة)، بل هي ندي محمد عثمان حامد)

وماذا عنه؟

قالت : والدي عليه الرحمة أجري العديد من العمليات الجراحية للمشاهير أبرزهم زوجة الملك فهد بن عبدالعزيز وعدد من الأمراء أهدوا له عدداً من السيارات إلا أنه كان يرفضها رفضاً باتاً باعتبار أنه قام بواجبه الذي يمليه عليه شرف مهنته وفي هذا السياق حضر الدورة المكثفة للدراسات الجراحية في جامعة (عين شمس) إما (الماجستير _ زمالة_ دكتوراة) فقد نالها من جامعة عين شمس المصرية وجامعة (جون هانكنز الأمريكية)، درس الطب بجامعة الازهر بجمهورية مصر العربية متخصصاً في علاج أورام المخ والنخاع الشوكي والأعصاب واستسقاء الدماغ وذلك باستعمال الصمام أو المنظار الدماغي والقسطرة البالونية وهي طريقة التصويب والتجسيم في أخذ العينات وسحب السوائل والصديد بالإضافة إلي الميكروسكوب الجراحي في استئصال (الغضروف) من فقرات العنق والظهر (عرق النساء) إلي جانب إصابات الدماغ والعمود الفقري والأعصاب وعلاج الصداع والصرع وشلل الأطراف فهو كان طبيباً وجراحاً، كما أنه يعالج العيوب الخلقية لاوعية الدماغ والنخاع الشوكي ونزيف المخ وأورام الغدة النخاعية وقاع الجمجمة والاضطرابات الحسية في الأطراف واليدين مثل (الألم) و(التنميل) و(الخدر) والعيوب الخلقية عند الأطفال مثل حجم كبر الرأس أو صغره ، وحويصلة النخاع الشوكي والناسور اسفل الظهر وأورام الاعصاب الطرفية والتي تظهر في صورة زوائد جلدية.

بماذا كان يوصيك؟

قالت : والدي كان رجلاً صالحاً وحافظاً للقرآن الكريم، ولم يحدث أن (نهرني) في حياته قط أو قال لي كلمة جارحة، وكان دائماً ما يوصيني قائلاً : (يا ندي خلي صاحبك ربنا سبحانه وتعالي).

ماذا عن الدعوة التي وصلتك للغناء في جنوب السودان؟

قالت : اعتذرت عن السفر إلي دولة الجنوب نسبة إلي وفاة والدي ولكن متي ما سنحت لي الفرصة ساشد الرحال إلي هناك للغناء لجمهوري الحبيب.

في الختام ماذا انتي قائلة؟

قالت : أشكر كل من تكبد المشاق وجاء الي في منزلي بضاحية (جبرة) لأداء واجب العزاء في وفاة والدي، وكل من اتصل علي هاتفياً أو بعث ببرقية أو أرسل رسالة نصية أو إلكترونية من داخل وخارج السودان، ولكل هؤلاء أدعو الله سبحانه وتعالي أن لا يريني فيهم مكروهاً في عزيز لديهم، وأخص بالشكر الدكتور عبدالقادر سالم رئيس إتحاد الفنانين، الفنانين ابوعركي البخيت، كمال ترباس، حسين شندي، نجم الدين الفاضل، عمر إحساس، حسين الصادق, شكر الله عزالدين، مهاب عثمان، القلع عبدالحفيظ، حنان بلوبلو، سميرة دنيا، مصطفي البربري، عبدالله المغربي، الدكاترة علي الكوباني، أحمد فرح شادول، كمال ابوسن، عمر حمورة وزير الصحة بولاية جنوب كردفان، أشرف سيداحمد الشهير بـ(الكاردينال) رئيس نادي الهلال، وأبوهريرة حسين رئيس إتحاد الناشئين السابق، والناشط عزيز الخير، وصديق الكوباني، واللواء عبدالعظيم، والعقيد عبدالواحد، وأعضاء إتحاد المهن الموسيقية والجيران والجمهور وكل الشعراء والملحنين منهم اسحق الحلنقي، أحمد البلال فضل المولي، هيثم عباس، سحر ميسرة، أحمد المك، عماد يوسف، حسون، حمدان أزرق، والصحفيين الأستاذ مبارك البلال الطيب المدير العام لصحيفة (الدار)، سراج النعيم، هيثم كابو، معاوية محمد علي، محمد إبراهيم ، عبدالباقي خالد عبيد، ومباحث ولاية الخرطوم، وشرطة أمن المجتمع .

يذكر أن العشرات من أهل الفن والثقافة والرياضة والمجتمع ذهبوا إلي الفنانة ندي القلعة لمواساتها في فقد والدها الجلل وقاموا بأداء واجب العزاء بمنزلها بـ(جبرة)، بالإضافة إلى أعداد من معجبيها، كما تبارى الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تقديم عبارات التعزية والمواساة لندى القلعة.

سراج النعيم يكتب : أنا مجرم في حق هؤلاء؟



...........................

يعد التدخين السلبي الأكثر خطورة علي الآخرين (غير المدخنين)، فالدخان المنبعث من متعاطي التبغ وأنا واحداً منهم يجعل المحيطين بنا يدخنون تدخيناً سلبياً أي أنه يتم بصورة غير مباشرة، وبالتالي يلعب التدخين السلبي دوراً كبيراً في التأثير صحياً علي المدخنين السلبيين بصورة عامة وعلي وجه التحديد الأطفال الذين يؤثر فيهم كثيراً وقد أثبتت الدراسات أنّ ستة آلاف شخص حول العام يموتون بعمر مبكّر بسبب تعرّضهم للتدخين المبكر بشكل مباشر أو عكسه، ومن هذا الواقع فإن معظم المدخنين يتعاطون (التبغ) في غرف مغلقة مما يؤدي إلي تشكيل غيمة دخانية منخفضة يسهل استنشاقها سلبياً، وهكذا يظل الدخان المنبعث من فم المدخن متراكماً في المحيط الذي يقبع فيه من لا يدخنون وعليه يفعلون دون إرادتهم، وبقاء الدخان علي ذلك الشكل ناتج من فقدانه لدرجة حرارته بشكل سريع، وعليه فإن علي المدخنين الذين ابتلاهم المولي عز وجل أن لا يجعلوا من غير المدخنين لقمة سائغة للضرر الصحي, وأن لا يكونوا هم أنفسهم ضحية لشركات (التبغ) التي تبيعهم الأذى، وبالتالي فإن الإنسان المدخن يعاني من هذا الفعل، ويظل علي هذا النحو إلي أن يجد الفرصة المواتية للتخلص منه، المهم أننا بهذه الصورة نكون مفسدين لذاتنا، وغالباً يتحول هذا الفساد إلي (جرم) في حال تضرر منه الآخرين.

ليس هناك شك في أن التدخين الذي ندخنه يومياً بمعدل كبير هو عادة من العادات الخطيرة علي صحتنا رغماً عن أنه من الصعب جداً تحديد مدى الإصابة بالمرض، إلا أنه وفي الإمكان قياس مستوى (النيكوتين) والمواد (الكيميائية) المستخدمة في صناعة السجائر وذلك من خلال فحص الدم أو لعاب المدخن السلبي، ويؤكد خبراء أن في دخان (التبغ) المنبعث من السيجارة العادية نحو (7.000) مادة كيميائية، منها (250) على الأقل خطرة، مثل (السيانيد)، أول أكسيد الكربون و(الأمونيا) ما لا يقل عن (69) من المواد الكيميائية المنبعثة من حرق السجائر والتي يتم استنشاقها في حالة التدخين السلبي إذ وجد أنها مسرطنة أو يشتبه بأنها مسرطنة، بما في ذلك (الزرنيخ)، (البنزين)، (البريليوم ـ معدن سام )، (الكادميوم)، (الكروم)، (الاثيلين – أكسيد)، (النيكل)، (الفينيل - كلوريد)، فالتدخين السلبي يمكن أن يؤدي لسرطان (الرئة) لدى البالغين الذين لا يدخنون وتشير التقديرات إلى أنه يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الرئة بنسبة (20-30 ٪) وهو أيضاً قد يشجع على تطوير أنواع أخرى من السرطانات، مثل سرطان (الفم) والبلعوم)، (الجهاز الهضمي)، (المثانة)، (الكلى)، (البنكرياس)، (عنق الرحم)، (الثدي لدى النساء)، (الغدد الليمفاوية)، (سرطان الدم)، و(أورام الدماغ) لدى الأطفال.

إن التدخين داخل المنزل أو السيارة المغلقة النوافذ يجعل المدخن (مجرماً) خطيراً في حق الآخرين، فالتدخين في الأماكن العامة ضرره أكبر بكثير علي هؤلاء حيث أنه يدخلهم في دائرة التدخين السلبي، ومع هذا وذاك لا يوجد مقياس دقيق لمدى الإصابة بـ(المرض)، لذا نحن مذنبين في حق الآخرين، لأننا نسهم في وقوعهم ضحايا لا ذنب لهم سوي أنهم كانوا يجلسون بالقرب منا، فهل سأل المدخن نفسه لماذا يحاول الدفاع عن (التبغ)؟ إذا كنت تفعل فأنت لست مدخنًا فقط بل (مروجاً) له، وداعماً في ذات الوقت للشركات المنتجة له، وهي قطعاً تسبب للإنسان الضرر الصحي، والسؤال الذي يفرض نفسه بقوة هو أين يذهب الدخان المتصاعد من فم المدخن والسجارة؟ الإجابة ببساطة يذهب إلي المدخنين السلبيين، ويظل لفترة من الزمن عالقاً في محيطه، ورغماً عما ذهبت إليه فإن الاعتقاد السائد لدي الكثير من الناس هو أن (التدخين السلبي) لا يضر بصحة من لا يدخنون، إلا أن الحقيقة الماثلة هي أن (التدخين السلبي) لا يقل خطورة من التدخين الفعلي، وبالتالي ترتفع الإصابة بأزمات (الربو) بسبب التدخين السلبي ويتساوي مع المدخن فعلياً في الأصابة بسرطان (الرئة) وأمراض الإلتهاب الرئوي وإلتهاب الشعب الهوائية.

ومما أشرت له فإن أفضل طريقة لحماية غير المدخنين من التدخين السلبي وأضراره هي تجنب البقاء في الأماكن المغلقة التي يحرص المدخنين علي التعاطي مع (التبغ) فيها، وهناك قانون سن في كثير من دول العالم يمنع التدخين في الأماكن العامة، وبالتالي عزيزي القارئ، هي رسالة لك من إنسان مدخن، أو قول إنه ضحية لـ(لتبغ) والشركات المصنعة له، فأنا الآن أسعي سعياً حثيثاً للتخلص من هذه العادة الضارة وأنقذ نفسي من ذلك الضرر، وإذا عجزت عن الإقلاع فلن أكون سبباً في أن يكون هنالك ضحايا نتيجة (التدخين السلبي).

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...