الجمعة، 10 سبتمبر 2021

سراج النعيم يكتب : أنا مجرم في حق هؤلاء؟



...........................

يعد التدخين السلبي الأكثر خطورة علي الآخرين (غير المدخنين)، فالدخان المنبعث من متعاطي التبغ وأنا واحداً منهم يجعل المحيطين بنا يدخنون تدخيناً سلبياً أي أنه يتم بصورة غير مباشرة، وبالتالي يلعب التدخين السلبي دوراً كبيراً في التأثير صحياً علي المدخنين السلبيين بصورة عامة وعلي وجه التحديد الأطفال الذين يؤثر فيهم كثيراً وقد أثبتت الدراسات أنّ ستة آلاف شخص حول العام يموتون بعمر مبكّر بسبب تعرّضهم للتدخين المبكر بشكل مباشر أو عكسه، ومن هذا الواقع فإن معظم المدخنين يتعاطون (التبغ) في غرف مغلقة مما يؤدي إلي تشكيل غيمة دخانية منخفضة يسهل استنشاقها سلبياً، وهكذا يظل الدخان المنبعث من فم المدخن متراكماً في المحيط الذي يقبع فيه من لا يدخنون وعليه يفعلون دون إرادتهم، وبقاء الدخان علي ذلك الشكل ناتج من فقدانه لدرجة حرارته بشكل سريع، وعليه فإن علي المدخنين الذين ابتلاهم المولي عز وجل أن لا يجعلوا من غير المدخنين لقمة سائغة للضرر الصحي, وأن لا يكونوا هم أنفسهم ضحية لشركات (التبغ) التي تبيعهم الأذى، وبالتالي فإن الإنسان المدخن يعاني من هذا الفعل، ويظل علي هذا النحو إلي أن يجد الفرصة المواتية للتخلص منه، المهم أننا بهذه الصورة نكون مفسدين لذاتنا، وغالباً يتحول هذا الفساد إلي (جرم) في حال تضرر منه الآخرين.

ليس هناك شك في أن التدخين الذي ندخنه يومياً بمعدل كبير هو عادة من العادات الخطيرة علي صحتنا رغماً عن أنه من الصعب جداً تحديد مدى الإصابة بالمرض، إلا أنه وفي الإمكان قياس مستوى (النيكوتين) والمواد (الكيميائية) المستخدمة في صناعة السجائر وذلك من خلال فحص الدم أو لعاب المدخن السلبي، ويؤكد خبراء أن في دخان (التبغ) المنبعث من السيجارة العادية نحو (7.000) مادة كيميائية، منها (250) على الأقل خطرة، مثل (السيانيد)، أول أكسيد الكربون و(الأمونيا) ما لا يقل عن (69) من المواد الكيميائية المنبعثة من حرق السجائر والتي يتم استنشاقها في حالة التدخين السلبي إذ وجد أنها مسرطنة أو يشتبه بأنها مسرطنة، بما في ذلك (الزرنيخ)، (البنزين)، (البريليوم ـ معدن سام )، (الكادميوم)، (الكروم)، (الاثيلين – أكسيد)، (النيكل)، (الفينيل - كلوريد)، فالتدخين السلبي يمكن أن يؤدي لسرطان (الرئة) لدى البالغين الذين لا يدخنون وتشير التقديرات إلى أنه يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الرئة بنسبة (20-30 ٪) وهو أيضاً قد يشجع على تطوير أنواع أخرى من السرطانات، مثل سرطان (الفم) والبلعوم)، (الجهاز الهضمي)، (المثانة)، (الكلى)، (البنكرياس)، (عنق الرحم)، (الثدي لدى النساء)، (الغدد الليمفاوية)، (سرطان الدم)، و(أورام الدماغ) لدى الأطفال.

إن التدخين داخل المنزل أو السيارة المغلقة النوافذ يجعل المدخن (مجرماً) خطيراً في حق الآخرين، فالتدخين في الأماكن العامة ضرره أكبر بكثير علي هؤلاء حيث أنه يدخلهم في دائرة التدخين السلبي، ومع هذا وذاك لا يوجد مقياس دقيق لمدى الإصابة بـ(المرض)، لذا نحن مذنبين في حق الآخرين، لأننا نسهم في وقوعهم ضحايا لا ذنب لهم سوي أنهم كانوا يجلسون بالقرب منا، فهل سأل المدخن نفسه لماذا يحاول الدفاع عن (التبغ)؟ إذا كنت تفعل فأنت لست مدخنًا فقط بل (مروجاً) له، وداعماً في ذات الوقت للشركات المنتجة له، وهي قطعاً تسبب للإنسان الضرر الصحي، والسؤال الذي يفرض نفسه بقوة هو أين يذهب الدخان المتصاعد من فم المدخن والسجارة؟ الإجابة ببساطة يذهب إلي المدخنين السلبيين، ويظل لفترة من الزمن عالقاً في محيطه، ورغماً عما ذهبت إليه فإن الاعتقاد السائد لدي الكثير من الناس هو أن (التدخين السلبي) لا يضر بصحة من لا يدخنون، إلا أن الحقيقة الماثلة هي أن (التدخين السلبي) لا يقل خطورة من التدخين الفعلي، وبالتالي ترتفع الإصابة بأزمات (الربو) بسبب التدخين السلبي ويتساوي مع المدخن فعلياً في الأصابة بسرطان (الرئة) وأمراض الإلتهاب الرئوي وإلتهاب الشعب الهوائية.

ومما أشرت له فإن أفضل طريقة لحماية غير المدخنين من التدخين السلبي وأضراره هي تجنب البقاء في الأماكن المغلقة التي يحرص المدخنين علي التعاطي مع (التبغ) فيها، وهناك قانون سن في كثير من دول العالم يمنع التدخين في الأماكن العامة، وبالتالي عزيزي القارئ، هي رسالة لك من إنسان مدخن، أو قول إنه ضحية لـ(لتبغ) والشركات المصنعة له، فأنا الآن أسعي سعياً حثيثاً للتخلص من هذه العادة الضارة وأنقذ نفسي من ذلك الضرر، وإذا عجزت عن الإقلاع فلن أكون سبباً في أن يكون هنالك ضحايا نتيجة (التدخين السلبي).

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...