..................
ندى القلعة تكشف تفاصيل حزينة حوله و تحكي قصتها معه
..................
حاول هؤلاء خلق (فتنة) بيني ووالدي بعد عودته من أمريكا
..................
جلس إليها : سراج النعيم
..................
كشفت الفنانة ندى محمد عثمان الشهيرة بـ(ندى القلعة) قصتها الحزينة مع والدها العالم الدكتور (محمد عثمان حامد) الذي ودع الدنيا يوم السبت الماضي بعد معاناة مريرة مع مرض (الفشل الكلوي) بإحدى مستشفيات الخرطوم.
ماذا بعد وداع والدك الدكتور (محمد عثمان) الفانية؟
قالت : في البدء لابد من التأكيد أنني إنسانة مؤمنة بقضاء الله وقدره بالرغم من أن أبي الدكتور (محمد عثمان) كان يمثل بالنسبة صمام الأمان وهذا يؤكد لك أنه كل الحياة إذ أنه لم يكن أباً فقط بل كان صديقاً صدوقاً قريباً لقلبي، لذا ألجأ إليه كلما ضاقت بي الدنيا حيث أجد لديه كل الحلول المريحة لما أشعر به من ألم.
ماهو شكل العلاقة بينك ووالدك الراحل (محمد عثمان)؟
قالت : أحمدالله كثيراً أن علاقتي بوالدي كانت علاقة ممتازة جداً وقائمة علي تبادل الحب بحب أعمق، فلم يكن غاضباً مني في يوم من الأيام وظللنا في حالة صفاء معه حتى آخر لحظة من حياته.
ماذا كنتي تطلبين منه في حياته؟
قالت : كنت أطلب منه العفو وكلما فعلت يقول : (أنتي لم تغضبيني يوماً واحداً حتى أعفو عنك).
ما الشئ الذي كنتي تحرصين علي فعله لوالدك قبل الوفاة؟
قالت : كنت أحرص علي الذهاب إليه للاطمئنان علي حالته الصحية ومع هذا وذاك أغسل له أرجله بالماء، وأدعو الله العلي القدير أن يكون راضياً عني.
ما الأمنية التي كنتي تتمني تحقيقها بعد وفاته؟
قالت : كنت أتمني أن أقبل أرجله.
هل ما ذهبتي إليه يعني أنك كنتي باره بوالدك؟
قالت : نعم كنت باره به والحمدلله فكلما ذهبت إليه أقبله في رأسه ورقبته ويديه وظللت أمارس هذا الفعل إلي أن فارق هو الحياة تاركاً لي الحزن والألم والمرارة.
ما الذي كان يصلك منه في غيابك؟
قالت : كان والدي عليه الرحمة يقول إلي صديقتي : (تعرفي ابنتي ندي تشبهني، وأحس أنها أحياناً كأنها والدتي)، فما ذهب إليه والدي في حواره مع صديقتي يؤكد متانة العلاقة بيني وبينه وهي من العلاقات المميزة التي يحتاج لها كل إنسان لأنها تعبر صراحة عن الرضا التام من الوالد عليه الرحمة وبالتالي أدعو الله أن يتقبله قبولاً حسناً وأن أكون عند حسن ظنه.
بماذا كان يوصيك الدكتور محمد عثمان في حياته؟
قالت : كان يوصني بعدم الإلتفات إلي من يحاولون وضع المتارييس في طريقي الذي اختارتني إليه موهبتي.
ماذا عن أخر لقاء جمعك بوالدك؟
قالت : أخر مرة التقيته فيها جاء الي في مكتبي بالخرطوم وبعد أن القي علي بالتحية نظر إلي نظرة التمست من ورائها أنها نظرة وداع أي يبدو أنه كان يحس بدنو أجله، فقلت : لماذا تنظر الي هذه النظرة يا أبي، فلم يتفوه بكلمة واحدة بل قام من مكانه الذي كان يجلس فيه وجاء نحوي وضمني إليه ثم مسح بيده علي ظهري قائلاً : (ندي بنت أبيها)
أين كان يعمل في حياته؟
قالت : والدي من العلماء المؤهلين أكاديمياً في تخصصات نادرة، فهو أستشاري حراجة المخ والأعصاب الدقيقة والعمود الفقري وحاز في إطار هذا التخصص علي زمالة جامعة (جون هانكنز) الأمريكية، ثم عمل مديراً لقسم مستشفي (سليمان الحبيب) بالمملكة العربية السعودية، وهو عضو الجمعية الطبية الأوروبية وأيضأ العربية، ظل متمسكاً بشرف مهنته، أي أنه كان إنساناً عفيفاً ومعتزاً بنفسه جداً.
كيف كانت نظرته إلي فنك؟
قالت : كان (عليه الرحمة) يقول : (ندي بنتي بتذكرني بالحكامات اللواتي يؤدين أغاني الحماسة).
لمن كان يستمع من الفنانين؟
قالت : فنانه المفضل الدكتور عبدالكريم الكابلي ومن حبه إليه أصبحت أنا أحبه أكثر منه، بالإضافة إلي أنه يستمع إلي عثمان حسين، محمد وردي، وخوجلي عثمان، كما أنه يعشق الأغاني الإثيوبية ومن عشقه لها قلت في قرارة نفسي الآن عرفت لماذا أحب (الأحباش)؟.
ألم تكن الأخبار السالبة المكتوبة عنك تزعجه؟
قالت : لم يكن يطلع عليها حيث كان مقيماً في الولايات المتحدة الأمريكية، وعندما عاد إلي البلاد أوصل إليه بعض الناس معلومات خاطئة عني، فلم يكن أمامي حلاً سوي أن أجلس معه وأزيل ذلك الفهم الخاطئ فكان أن شرحت له بالتفصيل الممل كل ما دار في حياتي في غيابه، وبعد أن استمع الي بإذن صاغية قال بالحرف الواحد : (كان يفترض فيك أن تكوني طبيبة تداوي جراح المرضي، إلا أنك لم تذهبي بعيداً عن ذلك فقد أضحيتي طبيبة لوجدان الناس) ومن ساعتها أصبح يتابع مسيرتي الفنية ويزجي الي النصح.
هل ناقشك في تغييب أسمه والاستعاضة عنه بلقب (القلعة)؟
قالت : لا لم يناقشني فيه، ولم يعترض عليه نهائياً، كما أنه لم يطلب مني ترك الفن، بل كان يشجعني علي اختيار الاغاني الرصينة رغماً عن اعتراض البعض علي امتهاني مهنة الموسيقي والغناء، وتأكيداً لعدم اعتراضه سجل لي زيارة في مكتبي بالخرطوم، ونادي علي أثنين من المعجبين الذين كانوا موجودين وسألهم هل تعرفون من أنا؟ فردا عليه قائلين : والد الفنانة ندي القلعة، فقال لهم : ليس اسمها (ندي القلعة)، بل هي ندي محمد عثمان حامد)
وماذا عنه؟
قالت : والدي عليه الرحمة أجري العديد من العمليات الجراحية للمشاهير أبرزهم زوجة الملك فهد بن عبدالعزيز وعدد من الأمراء أهدوا له عدداً من السيارات إلا أنه كان يرفضها رفضاً باتاً باعتبار أنه قام بواجبه الذي يمليه عليه شرف مهنته وفي هذا السياق حضر الدورة المكثفة للدراسات الجراحية في جامعة (عين شمس) إما (الماجستير _ زمالة_ دكتوراة) فقد نالها من جامعة عين شمس المصرية وجامعة (جون هانكنز الأمريكية)، درس الطب بجامعة الازهر بجمهورية مصر العربية متخصصاً في علاج أورام المخ والنخاع الشوكي والأعصاب واستسقاء الدماغ وذلك باستعمال الصمام أو المنظار الدماغي والقسطرة البالونية وهي طريقة التصويب والتجسيم في أخذ العينات وسحب السوائل والصديد بالإضافة إلي الميكروسكوب الجراحي في استئصال (الغضروف) من فقرات العنق والظهر (عرق النساء) إلي جانب إصابات الدماغ والعمود الفقري والأعصاب وعلاج الصداع والصرع وشلل الأطراف فهو كان طبيباً وجراحاً، كما أنه يعالج العيوب الخلقية لاوعية الدماغ والنخاع الشوكي ونزيف المخ وأورام الغدة النخاعية وقاع الجمجمة والاضطرابات الحسية في الأطراف واليدين مثل (الألم) و(التنميل) و(الخدر) والعيوب الخلقية عند الأطفال مثل حجم كبر الرأس أو صغره ، وحويصلة النخاع الشوكي والناسور اسفل الظهر وأورام الاعصاب الطرفية والتي تظهر في صورة زوائد جلدية.
بماذا كان يوصيك؟
قالت : والدي كان رجلاً صالحاً وحافظاً للقرآن الكريم، ولم يحدث أن (نهرني) في حياته قط أو قال لي كلمة جارحة، وكان دائماً ما يوصيني قائلاً : (يا ندي خلي صاحبك ربنا سبحانه وتعالي).
ماذا عن الدعوة التي وصلتك للغناء في جنوب السودان؟
قالت : اعتذرت عن السفر إلي دولة الجنوب نسبة إلي وفاة والدي ولكن متي ما سنحت لي الفرصة ساشد الرحال إلي هناك للغناء لجمهوري الحبيب.
في الختام ماذا انتي قائلة؟
قالت : أشكر كل من تكبد المشاق وجاء الي في منزلي بضاحية (جبرة) لأداء واجب العزاء في وفاة والدي، وكل من اتصل علي هاتفياً أو بعث ببرقية أو أرسل رسالة نصية أو إلكترونية من داخل وخارج السودان، ولكل هؤلاء أدعو الله سبحانه وتعالي أن لا يريني فيهم مكروهاً في عزيز لديهم، وأخص بالشكر الدكتور عبدالقادر سالم رئيس إتحاد الفنانين، الفنانين ابوعركي البخيت، كمال ترباس، حسين شندي، نجم الدين الفاضل، عمر إحساس، حسين الصادق, شكر الله عزالدين، مهاب عثمان، القلع عبدالحفيظ، حنان بلوبلو، سميرة دنيا، مصطفي البربري، عبدالله المغربي، الدكاترة علي الكوباني، أحمد فرح شادول، كمال ابوسن، عمر حمورة وزير الصحة بولاية جنوب كردفان، أشرف سيداحمد الشهير بـ(الكاردينال) رئيس نادي الهلال، وأبوهريرة حسين رئيس إتحاد الناشئين السابق، والناشط عزيز الخير، وصديق الكوباني، واللواء عبدالعظيم، والعقيد عبدالواحد، وأعضاء إتحاد المهن الموسيقية والجيران والجمهور وكل الشعراء والملحنين منهم اسحق الحلنقي، أحمد البلال فضل المولي، هيثم عباس، سحر ميسرة، أحمد المك، عماد يوسف، حسون، حمدان أزرق، والصحفيين الأستاذ مبارك البلال الطيب المدير العام لصحيفة (الدار)، سراج النعيم، هيثم كابو، معاوية محمد علي، محمد إبراهيم ، عبدالباقي خالد عبيد، ومباحث ولاية الخرطوم، وشرطة أمن المجتمع .
يذكر أن العشرات من أهل الفن والثقافة والرياضة والمجتمع ذهبوا إلي الفنانة ندي القلعة لمواساتها في فقد والدها الجلل وقاموا بأداء واجب العزاء بمنزلها بـ(جبرة)، بالإضافة إلى أعداد من معجبيها، كما تبارى الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تقديم عبارات التعزية والمواساة لندى القلعة.