الجمعة، 10 سبتمبر 2021

سراج النعيم يكتب : هل (الأقارب عقارب)؟



...........................

من المؤكد أن بعض الناس يخدعون في أقاربهم الذين يتدخلون تدخلاً سافراً في تفاصيل دقيقة لا تحتمل خاصة وأنهم لا يفعلون للإصلاح، إنما لتوسيع شقة الخلاف بين الأطراف الزوج وزوجته أو الأخ وأخيه أو الأخت وأختها وغيرها من الخلافات الدائرة في إطار (الميراث)، لذا تجد المنكوين بنيرانها الصديقة يستخدمون مصطلح (الأقارب عقارب)، وهو لم يصدر عن فراغ، بل نابع من لدغات تعرضوا لها هنا وهناك، وبالتالي أمثال هؤلاء يبعدون عن الديانة الإسلامية وتعاليمها بالخطيئة التي تقودني إلي سؤال في غاية الأهمية أيعقل أن يكون أقرب الناس لك هم الأعداء الحقيقيون الذين يجب أن تتجنبهم حتى لا يبثون سموهم القاتلة في جسدك الصحيحة والمعافى، إما السؤال الثاني فكيف يكون ردنا علي أمثال هؤلاء الذين يرتكبون جرماً في حقهم وحقوق الآخرين، هل ننجرف وراء تيارهم أم نصمت ونبتعد عنهم، ونكون بذلك قطعنا الرحم وخالفنا الشرع مكرهين؟.

إن الظاهر شائعة ومنتشرة وسط الكثير من الأسر منذ سنوات خلت إلا أنها أصبحت في عصرنا هذا في تزايد مخيف ومرعب معاً وتشير بوضوح شديد إلي أن الظروف الاقتصادية لاعباً رئيسياً، ومع هذا وذاك تجد من يسعون للأذي يبعدون الأطراف المختلفة عن صلة الدم التي تعني عميقاً قوة الرابط بين الإنسان وأخيه والذي هو أمتداداً لجذوره، وحينما يكون بدونها فإنه يكون كالشجرة بلا جذور، وعليه من السهل اقتلاعه من علي الأرض التي يقف تحتها مهما كانت قوته، ومما أشرت له فإن أقارباً أضحوا مصدراً (للقطيعة)، (الغدر) و(الخيانة) بدوافع الإيقاع بين الزوج وزوجته أو الأشقاء فيما بعضهم البعض في أبسط الأشياء، وهكذا نجد أن معظم الناس يشكون من تحول (أقارب) لهم إلي (عقارب) يصيبونهم بالأذي، وكلما اقتربوا منهم للإصلاح يكتشفون حقائق مرة ومؤلمة، ربما كانت غائبة عنهم، ومن هذا الاكتشاف يتأكد لهم أن (الأقارب) نوعان الأول (إيجابي) ولا يميل إلي خلق هوة في هذا المحيط الحساس، إما الثاني فهو (سالب) ويسعي إلي تعميق الإشكاليات الأسرية، فإذا كان يقصد فتلك مصيبة، وإذا كان لا يقصد فالمصيبة أكبر.

من أوجب الواجبات أن يلتفت (الأقارب) إلي خطورة التدخلات السالبة في الحياة الزوجية أو الأسرية فإن تدخلاً من هذا القبيل يحدث (القطيعة) بعد أن كان  الرابط متصلاً والدم غير مهدراً، فلا يمكن لأي إنسان التخلي عن الأسرة، ولكن اليوم نشهد قطيعة بين الزوج وزوجته والأخ وأخاه والأخت وأختها بسبب دخول المال (الميراث) طرفاً ثالثاً و(الأقارب) طرفاً رابعاً، وفي الغالب يطالب أحد الطرفين بحقوقه في ميراث والده أو والدته فيرفض الآخر الفكرة جملة وتفصيلا نسبة إلي أن لديه رؤية قاصرة، ربما تكون سبباً لفقدان الأسرة وتشتتها وتفككها دون مراعاة صلة الرحم والمودة،.

من الملاحظ أن البعض من الأقارب يتناحرون في مكاسب دنيوية ولا يرضخون لصوت العقل والحكمة، ولا يعترفون بالخطأ إلا من رحم ربي، ولكن يبقي الظلم الأشد قسوة وإيلاماً علي الإنسان الذي يشعر به حد النخاع والعظم، ويحس بالأقارب كالعقارب تلدغ بلا رأفة أو رحمة، وفي أغلب الأحيان يؤدي ذلك إلي تعميق الألم والمرارة لدرجة قفل الأبواب أمام إيجاد حلول، فكل طرف يجتر موقفاً محدداً من النزاع، وأن كان في إمكان كل منها تجاوز الخطأ، وإذكاء روح التسامح حتى لا يكون ما حدث في الماضي سلاحاً فتاكاً نتيجة مواقف أقل ما يوصف به (تافهة)، ولا يستحق أن تفرد له مساحات.

حدثني صديقي أن شقيقه يقف عائقاً أمام توزيع (ميراث) والديه، وهذا الامر يتم بمباركة من زوج شقيقتهم المستفيدة الأوحد من بقاء الوضع علي ما هو عليه ، وأكد أن شقيقهم الأكبر يسمع كلام نسيبهم الأمر الذي جعل الخلاف بينهم وشقيقهم يتأصل ويتجذر يوماً تلو الآخر لدرجة أنه وصل مرحلة غاية في الخطورة إلا وهي مرحلة (القطيعة) رغماً عن أنهم يسكنون في منزل واحد، وهذا يشير بوضوح إلي أن هنالك ضعفاً في الإيمان، وعليه نشأ (الحسد) و(الحقد) في قلب زوج شقيقتهم الذي يسعي بكل ما يملك إلي تكسير مجاديف الوراث بتحريض شقيقهم الأكبر علي عدم الاتفاق معهم علي توزيع الورثة شرعاً، ومما ذهبت إليه فإن المحبة والمودة يتحولان إلي (حسد) و(حقد) يحرقان الأشقاء لتقاطع المصالح بينهم، فالنفوس غالباً يغلبها حب المال والمصلحة عموماً.

بعد اتهامها بارتداء الأزياء (الفاضحة) وتأجيل محاكمتها


 

..............

منى مجدي تستنفر الشعب السوداني في مواجهة قانون النظام العام

.............

اتحاد الفنانين ومجلس المهن الموسيقية والتمثيلية تضامنا معي

............

وقف عنده : سراج النعيم

...........

قوبلت أزياء المطربة مني مجدي بانتقادات علي نطاق واسع واثارت الكثير من الجدل الذي أدي بها أن تكون قضية رأي عام رفضها المجتمع جملة وتفصيلا اللهم إلا قلة وأغلبهم من الأصوات النسائية المتحررة ، أما المعارضين فعزوا ذلك إلي أن أزياء بعض الفتيات والسيدات تحتاج إلي ضبط خاصة في صالات وأندية الأفراح، بما فيهن المطربات، بالإضافة إلي ضبط الشارع العام والتجمعات والأسواق بعد أن أخذت الظاهرة منحنيات (سالبة) جداً، إذ بدأت تظهر في المجتمع أزياء مغايرة لـ(لعادات) و(التقاليد) السودانية، وتشير بوضوح شديد إلي أن بعض (فتياتنا) و(سيداتنا) تغيرن كثيراً ما بين اليوم والأمس، وأصبح جل اهتمامهن يرتكز علي فنون إختيار الأزياء ذات الطابع (المحذق) و(المتعري) و(الشفاف).

فيما قالت المطربة مني مجدي عبر قناة الـ(bbc) الفضائية بعد تأجيل محاكمتها إلي أجل غير مسمي، وذلك بتهمة ارتداء الأزياء (الفاضحة)، وقالت : المادة (152) من القانون الجنائي مادة (فضفاضة)، لذا تضامن معي إتحاد المهن الموسيقية ومجلس المهن الموسيقية والتمثيلية وكل الشعب السوداني والنقابات.

واسترسلت منى مجدي التي تواجه بلاغاً بتهمة ارتداء (الزي الفاضح) عقب ظهورها في حفل عام بزي وجد استنكاراً كبيراً : إن اللبس أمراً لا يجب أن يحدده القانون فهو خاضعاً للظروف الاجتماعية والثقافية والبيئية للفرد فالشعب السوداني غير راض عن قانون النظام العام ، فالقانون القصد منه تعطيل مشاركة المرأة في العمل العام والثقافي والفني، وأنه قانون أصبح يقمع المرأة حيث تمت محاكمة العشرات من النساء بموجبه.

وكانت المطربة (مني) قد كشفت عن ملابسات قضتها، وهي تضحك غير مبالية بالمصير الذي ستنتهى إليه الإجراءات القانونية المتخذة ضدها.

بينما وجدت تصريحات مني انتقادات لاذعة في الشارع العام ومجالس المدينة الذين يرون بأن الأزياء جعلت بعض (الفتيات) و(السيدات) في الأونة الأخيرة أشبه بمنصات عرض الأزياء غير اللائقة.

ووجه عدداً من المهتمين بشأن الأسرة نقداً للمطربة مني مجدي ومن تضامنوا معها خاصة الإعلامية رفيدة ياسين التي غردت عبر موقع (تويتر) مؤكدة أنه لن تفلح أمة رأسها قابع في بنطال امرأة، مشيرة إلي كامل التضامن مع الفنانة منى مجدي ضد قانون النظام العام الفضفاض والمجحف بحق نساء بلادي).

وطالت الانتقادات أيضاً المطربة (إيمان لندن) إثر ترافعها عن المطربة مني مجدي، وقالت : أنتم تمارسون النفاق بـ(الهجوم) و(الشتيمة) الموجهة لـ( مني) لأنها ارتدت بنطالاً، وما العيب في أن ترتديه، فنحن اعتدنا أن ننافق في كل شيء مثلاً الفتاة يمكن أن تغطي رأسها بطرحه وتعمل ما تريد، وهكذا تظهر في نظر الآخرين محترمة، ولكن الشخصية الواضحة أمام العامة لا تعجبكم، وبالتالي المطربة (مني مجدي) ارتدت بنطال أمام الجمهور والجمهور تقبله ، فأين الإشكالية حتي تمارسوا عليها كل هذا النقد، وأنا متأكدة أن كل من انتقد مني مجدي له رأي ويريد أن يلفت النظر، وهذا دليل إعجاب، وبدلاً من هذا النقد العنيف كان الأجدر تقديم النصح بدون تجريح خاصة وأن معظم الفتيات يرتدين البنطال أم لأن مني مجدي نجمة.

فيما وجه بعض بنات جنسها نقداً أكدن فيه عدم رضائهن لظهور المطربة مني مجدي بتلك الأزياء، وطالبن النجوم والمشاهير بأن يكونوا أكثر التزاماً باعتبار أن الجمهور يتأثر بهم، وربما يقلدهم في كل كبيرة وصغيرة .

بينما كانت (الدار) قد نشرت بياناً ممهوراً بتوقيع قصي مجدي سليم عن أسرة منى مجدي سليم، أكد فيه أنه تم إرجاء المحاكمة لأجل غير مسمى نسبة لطلب البلاغ من قبل وكيل النيابة الأعلى.

ومما ذهبت إليه فإن ما نشاهده في عصرنا هذا يدعو إلي الدهشة والاستغرب، فهنالك بعضاً من الأزياء القصيرة وبنطال (الجينز) والقمصان، بالإضافة إلي وضع (الطرح) دون الاهتمام بتغطية الشعر، وهذا يعود إلي التأثر بالثقافات الغربية، وبالتالي فإن الكثير من النساء يهتمن بشكل الأزياء كـ(الفستان) أو (البنطال) أو (الفاضحة) أو (المحذقة) أو (القصيرة) أو (الشفافة) وغيرها من الموضات التي انتجتها بيوتات الأزياء الأوروبية.

ويري عدد من المنتقدين بأن الكثير من الفتيات والسيدات يرتدين الأزياء (الخليعة) المؤكدة عدم نضوجهن، لأنها أزياء خادشة للحياة، وبعيدة كل البعد عن العادات والتقاليد، الأمر الذي جعل البعض من الفتيات والسيدات لايعرفن شيئاً عن أمور دينهن، واعتبروا الظاهرة تقليداً أعمى للثقافة الغربية المؤثرة في الفتيات والسيدات اللواتي لا تراقبهن أسرهن، لذا لابد أن يكون دور الأسرة حاسماً، فإذا كن يعتقدن أن ارتداهن للأزياء (الفاضحة) يلفت إليهن الأنظار فإنهن يوهمن أنفسهن بالتفكير.

ومن هنا نجد أن بعض الفتيات والسيدات طالبن السلطات المختصة عدم السماح بدخول مثل هذه الأزياء للبلاد مؤكدات أنها دخيلة علي المجتمع السوداني الذي لم يألفها قبلاً، فهي تدعو إلي إظهار المفاتن ولفت الانظار، ومع هذا وذاك ظهرت الكثير من الظواهر (السالبة) بالانفتاح علي ثقافات مغايرة للثقافة السودانية من خلال (العولمة) ووسائطها المختلفة، الأمر الذي أفرز ظواهراً جعلت بعض الفتيات والسيدات ينجرفن وراء تيارها بدواعي الحرية فأصبحن يرتدين (الفستانين) أو (البناطلين) غير الساترة لهن، وعليه يتعرين بلا حياء ولا خجل أمام الجميع، خاصة وأن (لبس) بعض الفتيات والسيدات اليوم لبساً (خليعاً) و (فاضحاً)، وهذا في رأيي يعود إلي عدم الرقابة وترك الأسر لهن لقمة سائغة للثقافات الوافدة، مع العلم أنهن يجهلن الثقافة السودانية المحافظة، لذلك يجب أن يفهمن حقيقة واحدة لا ثاني لها، هي أن الأزياء (المحزقة) أو (الشفافة) أو (القصيرة) لا تظهر جمالهن بقدر ما أنها تفقدهن احترام أنوثتهن، فالثقافات الدخيلة علي المجتمع السوداني قادت بعض الفتيات والسيدات إلي عدم معرفة أمور كثيرة ترتبط بحياتهن العامة والخاصة المتطلبة رقابة من الأسرة فالديانة الإسلامية بينت الأزياء التي يجب أن ترتديها الفتيات والسيدات المتجاوزات حدودها بدواعي (الحرية)، فالأزياء النسائية لا تتناسب مع المجتمع السوداني الذي لديه ثقافة مختلفة عن الثقافة الغربية، مما يؤكد أن الأزياء أصبحت مؤشراً خطيراً، وربما ينبئ عن تهتك في بنية الشخصية السودانية ويحدد حجم العلاقة بين التدهور الاقتصادي ومدى ارتباطه بالأخلاق والقيم.

ومن الأشياء ﺍﻟﻤﺴﻠَّﻢ بها أن بعض الفتيات والسيدات يتبرجن، ويرتدين الأزياء المحذنقة، ومن ثم يخرجن بها من منازلهن إلي أماكن عملهن أو دراستهن، أو مناسبات الأفراح، أي أنهن يفعلن ذلك ذهاباً وإياباً، مما يؤكد أنهن تأثرن تأثراً بالغاً بالثقافات الوافدة عبر البوابات المشروعة أو غيرها، خاصة في ظل إنتشارالثقافة الغربية، الأمر الذي يقودني إلي طرح سؤال في غاية الأهمية، ما الذي يفرض عليهن المضي نحو ثقافات غربية لا تشبهنا؟ وما الإحساس الذي يتخالجهن حينما يمارسن ذلك السلوك الذي يتبعن خلاله ما تنتجه بيوتات الأزياء الغربية من ملابس ربما لا تليق أو تتوافق مع عادات وتقاليد المجتمع السوداني؟ مع التأكيد أن اتجاههن علي هذا النحو يشير بوضوح إلي أنهن ضعيفات من الناحية الإيمانية، بالإضافة إلي غياب الرقابة الأسرية والتي ربما تحتاج من الآباء والأمهات تفعيلها بالشكل المتعارف عليه وفق التقاليد والأعراف السودانية، ويجب أن يقلعن عن ذلك النهج المنافي لنا تماماً، وإذا لم يفعلن وحدهن أو عبر أسرهن، فإنه من أوجب الواجبات أن تضبط السلطات المختصة الشارع العام، حتى لا ندع للنساء حرية تهدم أكثر من أن تحافظ علي القيم والأخلاق السودانية.

كل ما أرجوه من فتياتنا وسيداتنا أن يجبن علي الأسئلة التي وضعتها علي طاولتهن، وأن يتأملن النتائج من خلال الإجابات التي يتوصلن لها ومع هذا وذاك عليهن استصحاب ما ذهبت إليه المرأة الأمريكية التي أكدت أن المجتمعات الغربية مجتمعات منحلة، وبالتالي لا يمكن الصمت حيال تقليد فتياتنا وسيداتنا، طالما أن السيدات الغربيات أنفسهن اعترفن بأنهن منجرفات سلبياً من حيث ارتداء الأزياء، فلماذا اصرارهن علي الإنبهار بما تنتجه الثقافة الغربية، ومحاولة إتباع طريقها المحفوفة بالمخاطر، اعتقاداً منهن أنها حضارة وثقافة عصرية حديثة مبنية علي الحرية المطلقة.

وإذا نظرت إلي الشارع أو ذهبت إلي مناسبة ما فإنك سوف تشاهد بعض الفتيات والسيدات يرتدين الأزياء الضيقة جداً، ويتبرجن بصورة لافتة للنظر، إلي جانب اللواتي تجدهن يستقلن الدراجات البخارية وغيرها من الظواهر السالبة التي أصبحت كالموضة، فالأغلبية العظمي من الفتيات والسيدات تغيرن كثيراً عما كن عليه في وقت سابق، لذا من المحزن جداً أن تجدهن بالأزياء الضيقة أي أنك عندما تنظر إلي (البلوزة) يتبادر إلي ذهنك أنها قد تكون خاصة بشقيقتها الصغري سناً وحجماً، كما أن (الاسكيرتات) ضيقة جداً، لدرجة أنها تقيد حركتهن، إلي جانب أن (الطرحة) لا تغطي الرأس.

وهنالك جدل يدور من وقت لآخر حول قضايا المرأة بصورة عامة، وحينما أطالع حديثاً من هذا القبيل يتبادر إلي ذهني أن كل الإشكاليات المحيطة بالعالم أجمع قد تم حلها، ولم يتبق إلا أن نناقش العنف ضد المرأة أو مساواتها مع الرجل وغيرها من القضايا التي يتم تداولها في المنتديات والورش وإلي آخرها من المنابر الناشطة في هذا الجانب، السؤال الذي يفرض نفسه علي هؤلاء أو أولئك هو هل كل مشاكلنا انتهت حتى ندير حوارات فكرية عن النساء؟ الإجابة عندي ببساطة لا، فما زالت هنالك الكثير من القضايا الأهم وعلي رأسها التنمية، الصحة، السلام والأمن، وبالرغم عن ذلك إلا أن الظاهرة التي أشرت لها متفشية وتسابق في الزمن من أجل نسف أي فكرة مطروحة للنقاش خاصة وأن قضايا المرأة ليست الأهم في الوقت الراهن الذي نشهد فيه تحديات جسام، لذا علي النساء عموماً الابتعاد عن أفكار دعاة التغريب لقضايا المرأة وطرحها بعيداً عن المحيط المحلي فكل ما يتم تصديره من قضايا بين الفينة والأخرى يدول لصالح أجندة لا تخدم قضايا المرأة التي تصبح علي مائدة الحوار والنقاش الذي ربما تندهش منه هي شخصياً لأنه يطرح قضاياها بشكل يظهرها إنسانة ضعيفة وتركن لمعضلة حقيقية.

علي المرأة عموماً عدم الاستجابة للجدل الدائر حول حقوق المرأة ومساواتها مع الرجل وغيرها من الأطروحات الغربية بدواعي مواكبة التطور الذي يشهده العالم بصورة عامة، خاصة وأن المدخل يقود المرأة إلي نفق مظلم ويحرضهن علي أساس أن حقوقهن ﻣﻬﻀﻮﻣﺔ، ومثل هذه الأحاديث عارية من الصحة تماماً بدليل أن المرأة السودانية تمارس حياتها بحرية مطلقة، ولا تواجهها أية مشكلة علي كل الأصعدة والمستويات، فهي الآن قائدة ليس علي مستوي السيارات بل علي مستوي الوظائف القيادية التي وصلت لها بمجاهدتها ونضالها وكفاحها الذي وضعها في مواقع رياديه، وبالرغم من مجاهداتها الملموسة علي أرض الواقع إلا أن البعض منهن يحاولن عكس صورة مغايرة يصورن من خلالها النساء علي ذلك النحو الغربي، نعم يفعلن هكذا ظناً منهن أن التاريخ سيسجلهن بطلات في قضايا بسيطة لا تستحق كل هذا التضخيم الذي لعبت فيه بعض الجهات دوراً كبيراً بالتنظير الذي لا يمت لهن بصلة.

لم تقف المسألة عند هذا الحد، إنما امتدت إلي الترحال خارجياً، وهي واحدة من الإشكاليات التي يجب دراستها وتأملها حتى لا تصبح ظاهرة بمرور الزمن، فمثل هذه الظاهرة فيها مسالك رجعية ظلامية جداً ﻓﻲ ظل العصر الذي يطلقون عليه ﻋﺼﺮ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ والتطور التكنولوجي المبني علي (العولمة) ووسائطها المختلفة التي أضحت تبث الأفكار الهدامة للأخلاق والقيم، وبالرغم من ذلك كله لا ندعو لمقاطعتها، إنما نطالب الجميع بأخذ المفيد والإيجابي منها وإسقاط الضار السالب منها .

من هذا المنطلق ﻧﺤﺘﺎﺝ ما ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﻭ ﺍﻵﺧﺮ ﺇلي ﺃﻥ ﻧﻨﻈﺮ ﻧﻈﺮﺓ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﻣﻨﺼﻔﺔ ﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ وﺍﻟﺮﺟﻞ وﺍﻟﺸﺒﺎﺏ والنشء ﻟﻨﻘﻮﻡ السوالب، ونبقي علي الإيجابيات حتى لا يتم تغريبها وتذويبها بالإدعاء الباطل الذي إذا صمتنا عليه فإنه دون أدني شك سيفقدنا أخلاقنا وقيمنا وهويتنا.

بعد وفاة الدكتور (محمد عثمان) متأثراً بـ(الفشل الكلوي)




..................

ندى القلعة تكشف تفاصيل حزينة حوله و تحكي قصتها معه

..................

حاول هؤلاء خلق (فتنة) بيني ووالدي بعد عودته من أمريكا

..................

جلس إليها : سراج النعيم

..................

كشفت الفنانة ندى محمد عثمان الشهيرة بـ(ندى القلعة) قصتها الحزينة مع والدها العالم الدكتور (محمد عثمان حامد) الذي ودع الدنيا يوم السبت الماضي بعد معاناة مريرة مع مرض (الفشل الكلوي) بإحدى مستشفيات الخرطوم.

ماذا بعد وداع والدك الدكتور (محمد عثمان) الفانية؟

قالت : في البدء لابد من التأكيد أنني إنسانة مؤمنة بقضاء الله وقدره بالرغم من أن أبي الدكتور (محمد عثمان) كان يمثل بالنسبة صمام الأمان وهذا يؤكد لك أنه كل الحياة إذ أنه لم يكن أباً فقط بل كان صديقاً صدوقاً قريباً لقلبي، لذا ألجأ إليه كلما ضاقت بي الدنيا حيث أجد لديه كل الحلول المريحة لما أشعر به من ألم.

ماهو شكل العلاقة بينك ووالدك الراحل (محمد عثمان)؟

قالت : أحمدالله كثيراً أن علاقتي بوالدي كانت علاقة ممتازة جداً وقائمة علي تبادل الحب بحب أعمق، فلم يكن غاضباً مني في يوم من الأيام وظللنا في حالة صفاء معه حتى آخر لحظة من حياته.

ماذا كنتي تطلبين منه في حياته؟

قالت : كنت أطلب منه العفو وكلما فعلت يقول : (أنتي لم تغضبيني يوماً واحداً حتى أعفو عنك).

ما الشئ الذي كنتي تحرصين علي فعله لوالدك قبل الوفاة؟

قالت : كنت أحرص علي الذهاب إليه للاطمئنان علي حالته الصحية ومع هذا وذاك أغسل له أرجله بالماء، وأدعو الله العلي القدير أن يكون راضياً عني.

ما الأمنية التي كنتي تتمني تحقيقها بعد وفاته؟

قالت : كنت أتمني أن أقبل أرجله.

هل ما ذهبتي إليه يعني أنك كنتي باره بوالدك؟

قالت : نعم كنت باره به والحمدلله فكلما ذهبت إليه أقبله في رأسه ورقبته ويديه وظللت أمارس هذا الفعل إلي أن فارق هو الحياة تاركاً لي الحزن والألم والمرارة.

ما الذي كان يصلك منه في غيابك؟

قالت : كان والدي عليه الرحمة يقول إلي صديقتي : (تعرفي ابنتي ندي تشبهني، وأحس أنها أحياناً كأنها والدتي)، فما ذهب إليه والدي في حواره مع صديقتي يؤكد متانة العلاقة بيني وبينه وهي من العلاقات المميزة التي يحتاج لها كل إنسان لأنها تعبر صراحة عن الرضا التام من الوالد عليه الرحمة وبالتالي أدعو الله أن يتقبله قبولاً حسناً وأن أكون عند حسن ظنه.

بماذا كان يوصيك الدكتور محمد عثمان في حياته؟

قالت : كان يوصني بعدم الإلتفات إلي من يحاولون وضع المتارييس في طريقي الذي اختارتني إليه موهبتي.

ماذا عن أخر لقاء جمعك بوالدك؟

قالت : أخر مرة التقيته فيها جاء الي في مكتبي بالخرطوم وبعد أن القي علي بالتحية نظر إلي نظرة التمست من ورائها أنها نظرة وداع أي يبدو أنه كان يحس بدنو أجله، فقلت : لماذا تنظر الي هذه النظرة يا أبي، فلم يتفوه بكلمة واحدة بل قام من مكانه الذي كان يجلس فيه وجاء نحوي وضمني إليه ثم مسح بيده علي ظهري قائلاً : (ندي بنت أبيها)

أين كان يعمل في حياته؟

قالت : والدي من العلماء المؤهلين أكاديمياً في تخصصات نادرة، فهو أستشاري حراجة المخ والأعصاب الدقيقة والعمود الفقري وحاز في إطار هذا التخصص علي زمالة جامعة (جون هانكنز) الأمريكية، ثم عمل مديراً لقسم مستشفي (سليمان الحبيب) بالمملكة العربية السعودية، وهو عضو الجمعية الطبية الأوروبية وأيضأ العربية، ظل متمسكاً بشرف مهنته، أي أنه كان إنساناً عفيفاً ومعتزاً بنفسه جداً.

كيف كانت نظرته إلي فنك؟

قالت : كان (عليه الرحمة) يقول : (ندي بنتي بتذكرني بالحكامات اللواتي يؤدين أغاني الحماسة).

لمن كان يستمع من الفنانين؟

قالت : فنانه المفضل الدكتور عبدالكريم الكابلي ومن حبه إليه أصبحت أنا أحبه أكثر منه، بالإضافة إلي أنه يستمع إلي عثمان حسين، محمد وردي، وخوجلي عثمان، كما أنه يعشق الأغاني الإثيوبية ومن عشقه لها قلت في قرارة نفسي الآن عرفت لماذا أحب (الأحباش)؟.

ألم تكن الأخبار السالبة المكتوبة عنك تزعجه؟

قالت : لم يكن يطلع عليها حيث كان مقيماً في الولايات المتحدة الأمريكية، وعندما عاد إلي البلاد أوصل إليه بعض الناس معلومات خاطئة عني، فلم يكن أمامي حلاً سوي أن أجلس معه وأزيل ذلك الفهم الخاطئ فكان أن شرحت له بالتفصيل الممل كل ما دار في حياتي في غيابه، وبعد أن استمع الي بإذن صاغية قال بالحرف الواحد : (كان يفترض فيك أن تكوني طبيبة تداوي جراح المرضي، إلا أنك لم تذهبي بعيداً عن ذلك فقد أضحيتي طبيبة لوجدان الناس) ومن ساعتها أصبح يتابع مسيرتي الفنية ويزجي الي النصح.

هل ناقشك في تغييب أسمه والاستعاضة عنه بلقب (القلعة)؟

قالت : لا لم يناقشني فيه، ولم يعترض عليه نهائياً، كما أنه لم يطلب مني ترك الفن، بل كان يشجعني علي اختيار الاغاني الرصينة رغماً عن اعتراض البعض علي امتهاني مهنة الموسيقي والغناء، وتأكيداً لعدم اعتراضه سجل لي زيارة في مكتبي بالخرطوم، ونادي علي أثنين من المعجبين الذين كانوا موجودين وسألهم هل تعرفون من أنا؟ فردا عليه قائلين : والد الفنانة ندي القلعة، فقال لهم : ليس اسمها (ندي القلعة)، بل هي ندي محمد عثمان حامد)

وماذا عنه؟

قالت : والدي عليه الرحمة أجري العديد من العمليات الجراحية للمشاهير أبرزهم زوجة الملك فهد بن عبدالعزيز وعدد من الأمراء أهدوا له عدداً من السيارات إلا أنه كان يرفضها رفضاً باتاً باعتبار أنه قام بواجبه الذي يمليه عليه شرف مهنته وفي هذا السياق حضر الدورة المكثفة للدراسات الجراحية في جامعة (عين شمس) إما (الماجستير _ زمالة_ دكتوراة) فقد نالها من جامعة عين شمس المصرية وجامعة (جون هانكنز الأمريكية)، درس الطب بجامعة الازهر بجمهورية مصر العربية متخصصاً في علاج أورام المخ والنخاع الشوكي والأعصاب واستسقاء الدماغ وذلك باستعمال الصمام أو المنظار الدماغي والقسطرة البالونية وهي طريقة التصويب والتجسيم في أخذ العينات وسحب السوائل والصديد بالإضافة إلي الميكروسكوب الجراحي في استئصال (الغضروف) من فقرات العنق والظهر (عرق النساء) إلي جانب إصابات الدماغ والعمود الفقري والأعصاب وعلاج الصداع والصرع وشلل الأطراف فهو كان طبيباً وجراحاً، كما أنه يعالج العيوب الخلقية لاوعية الدماغ والنخاع الشوكي ونزيف المخ وأورام الغدة النخاعية وقاع الجمجمة والاضطرابات الحسية في الأطراف واليدين مثل (الألم) و(التنميل) و(الخدر) والعيوب الخلقية عند الأطفال مثل حجم كبر الرأس أو صغره ، وحويصلة النخاع الشوكي والناسور اسفل الظهر وأورام الاعصاب الطرفية والتي تظهر في صورة زوائد جلدية.

بماذا كان يوصيك؟

قالت : والدي كان رجلاً صالحاً وحافظاً للقرآن الكريم، ولم يحدث أن (نهرني) في حياته قط أو قال لي كلمة جارحة، وكان دائماً ما يوصيني قائلاً : (يا ندي خلي صاحبك ربنا سبحانه وتعالي).

ماذا عن الدعوة التي وصلتك للغناء في جنوب السودان؟

قالت : اعتذرت عن السفر إلي دولة الجنوب نسبة إلي وفاة والدي ولكن متي ما سنحت لي الفرصة ساشد الرحال إلي هناك للغناء لجمهوري الحبيب.

في الختام ماذا انتي قائلة؟

قالت : أشكر كل من تكبد المشاق وجاء الي في منزلي بضاحية (جبرة) لأداء واجب العزاء في وفاة والدي، وكل من اتصل علي هاتفياً أو بعث ببرقية أو أرسل رسالة نصية أو إلكترونية من داخل وخارج السودان، ولكل هؤلاء أدعو الله سبحانه وتعالي أن لا يريني فيهم مكروهاً في عزيز لديهم، وأخص بالشكر الدكتور عبدالقادر سالم رئيس إتحاد الفنانين، الفنانين ابوعركي البخيت، كمال ترباس، حسين شندي، نجم الدين الفاضل، عمر إحساس، حسين الصادق, شكر الله عزالدين، مهاب عثمان، القلع عبدالحفيظ، حنان بلوبلو، سميرة دنيا، مصطفي البربري، عبدالله المغربي، الدكاترة علي الكوباني، أحمد فرح شادول، كمال ابوسن، عمر حمورة وزير الصحة بولاية جنوب كردفان، أشرف سيداحمد الشهير بـ(الكاردينال) رئيس نادي الهلال، وأبوهريرة حسين رئيس إتحاد الناشئين السابق، والناشط عزيز الخير، وصديق الكوباني، واللواء عبدالعظيم، والعقيد عبدالواحد، وأعضاء إتحاد المهن الموسيقية والجيران والجمهور وكل الشعراء والملحنين منهم اسحق الحلنقي، أحمد البلال فضل المولي، هيثم عباس، سحر ميسرة، أحمد المك، عماد يوسف، حسون، حمدان أزرق، والصحفيين الأستاذ مبارك البلال الطيب المدير العام لصحيفة (الدار)، سراج النعيم، هيثم كابو، معاوية محمد علي، محمد إبراهيم ، عبدالباقي خالد عبيد، ومباحث ولاية الخرطوم، وشرطة أمن المجتمع .

يذكر أن العشرات من أهل الفن والثقافة والرياضة والمجتمع ذهبوا إلي الفنانة ندي القلعة لمواساتها في فقد والدها الجلل وقاموا بأداء واجب العزاء بمنزلها بـ(جبرة)، بالإضافة إلى أعداد من معجبيها، كما تبارى الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تقديم عبارات التعزية والمواساة لندى القلعة.

سراج النعيم يكتب : أنا مجرم في حق هؤلاء؟



...........................

يعد التدخين السلبي الأكثر خطورة علي الآخرين (غير المدخنين)، فالدخان المنبعث من متعاطي التبغ وأنا واحداً منهم يجعل المحيطين بنا يدخنون تدخيناً سلبياً أي أنه يتم بصورة غير مباشرة، وبالتالي يلعب التدخين السلبي دوراً كبيراً في التأثير صحياً علي المدخنين السلبيين بصورة عامة وعلي وجه التحديد الأطفال الذين يؤثر فيهم كثيراً وقد أثبتت الدراسات أنّ ستة آلاف شخص حول العام يموتون بعمر مبكّر بسبب تعرّضهم للتدخين المبكر بشكل مباشر أو عكسه، ومن هذا الواقع فإن معظم المدخنين يتعاطون (التبغ) في غرف مغلقة مما يؤدي إلي تشكيل غيمة دخانية منخفضة يسهل استنشاقها سلبياً، وهكذا يظل الدخان المنبعث من فم المدخن متراكماً في المحيط الذي يقبع فيه من لا يدخنون وعليه يفعلون دون إرادتهم، وبقاء الدخان علي ذلك الشكل ناتج من فقدانه لدرجة حرارته بشكل سريع، وعليه فإن علي المدخنين الذين ابتلاهم المولي عز وجل أن لا يجعلوا من غير المدخنين لقمة سائغة للضرر الصحي, وأن لا يكونوا هم أنفسهم ضحية لشركات (التبغ) التي تبيعهم الأذى، وبالتالي فإن الإنسان المدخن يعاني من هذا الفعل، ويظل علي هذا النحو إلي أن يجد الفرصة المواتية للتخلص منه، المهم أننا بهذه الصورة نكون مفسدين لذاتنا، وغالباً يتحول هذا الفساد إلي (جرم) في حال تضرر منه الآخرين.

ليس هناك شك في أن التدخين الذي ندخنه يومياً بمعدل كبير هو عادة من العادات الخطيرة علي صحتنا رغماً عن أنه من الصعب جداً تحديد مدى الإصابة بالمرض، إلا أنه وفي الإمكان قياس مستوى (النيكوتين) والمواد (الكيميائية) المستخدمة في صناعة السجائر وذلك من خلال فحص الدم أو لعاب المدخن السلبي، ويؤكد خبراء أن في دخان (التبغ) المنبعث من السيجارة العادية نحو (7.000) مادة كيميائية، منها (250) على الأقل خطرة، مثل (السيانيد)، أول أكسيد الكربون و(الأمونيا) ما لا يقل عن (69) من المواد الكيميائية المنبعثة من حرق السجائر والتي يتم استنشاقها في حالة التدخين السلبي إذ وجد أنها مسرطنة أو يشتبه بأنها مسرطنة، بما في ذلك (الزرنيخ)، (البنزين)، (البريليوم ـ معدن سام )، (الكادميوم)، (الكروم)، (الاثيلين – أكسيد)، (النيكل)، (الفينيل - كلوريد)، فالتدخين السلبي يمكن أن يؤدي لسرطان (الرئة) لدى البالغين الذين لا يدخنون وتشير التقديرات إلى أنه يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الرئة بنسبة (20-30 ٪) وهو أيضاً قد يشجع على تطوير أنواع أخرى من السرطانات، مثل سرطان (الفم) والبلعوم)، (الجهاز الهضمي)، (المثانة)، (الكلى)، (البنكرياس)، (عنق الرحم)، (الثدي لدى النساء)، (الغدد الليمفاوية)، (سرطان الدم)، و(أورام الدماغ) لدى الأطفال.

إن التدخين داخل المنزل أو السيارة المغلقة النوافذ يجعل المدخن (مجرماً) خطيراً في حق الآخرين، فالتدخين في الأماكن العامة ضرره أكبر بكثير علي هؤلاء حيث أنه يدخلهم في دائرة التدخين السلبي، ومع هذا وذاك لا يوجد مقياس دقيق لمدى الإصابة بـ(المرض)، لذا نحن مذنبين في حق الآخرين، لأننا نسهم في وقوعهم ضحايا لا ذنب لهم سوي أنهم كانوا يجلسون بالقرب منا، فهل سأل المدخن نفسه لماذا يحاول الدفاع عن (التبغ)؟ إذا كنت تفعل فأنت لست مدخنًا فقط بل (مروجاً) له، وداعماً في ذات الوقت للشركات المنتجة له، وهي قطعاً تسبب للإنسان الضرر الصحي، والسؤال الذي يفرض نفسه بقوة هو أين يذهب الدخان المتصاعد من فم المدخن والسجارة؟ الإجابة ببساطة يذهب إلي المدخنين السلبيين، ويظل لفترة من الزمن عالقاً في محيطه، ورغماً عما ذهبت إليه فإن الاعتقاد السائد لدي الكثير من الناس هو أن (التدخين السلبي) لا يضر بصحة من لا يدخنون، إلا أن الحقيقة الماثلة هي أن (التدخين السلبي) لا يقل خطورة من التدخين الفعلي، وبالتالي ترتفع الإصابة بأزمات (الربو) بسبب التدخين السلبي ويتساوي مع المدخن فعلياً في الأصابة بسرطان (الرئة) وأمراض الإلتهاب الرئوي وإلتهاب الشعب الهوائية.

ومما أشرت له فإن أفضل طريقة لحماية غير المدخنين من التدخين السلبي وأضراره هي تجنب البقاء في الأماكن المغلقة التي يحرص المدخنين علي التعاطي مع (التبغ) فيها، وهناك قانون سن في كثير من دول العالم يمنع التدخين في الأماكن العامة، وبالتالي عزيزي القارئ، هي رسالة لك من إنسان مدخن، أو قول إنه ضحية لـ(لتبغ) والشركات المصنعة له، فأنا الآن أسعي سعياً حثيثاً للتخلص من هذه العادة الضارة وأنقذ نفسي من ذلك الضرر، وإذا عجزت عن الإقلاع فلن أكون سبباً في أن يكون هنالك ضحايا نتيجة (التدخين السلبي).

سراج النعيم يكتب : علاقات منتهية الصلاحية



.......................

ارتباط الإنسان بالآخر قائم علي شكل العلاقة التي لا تقاس بطول امدها بقدر ما أنها تقاس بالإنسانية في حد ذاتها وأثرها علي القيم والأخلاق خاصة في هذا العصر الذي أصبحت فيه العلاقات قصيرة جداً للكثير من العوامل السالبة لذلك تترك أثرها البالغ في دواخل الطرفين لفترة طويلة من الزمن لما فيها من بعد إنساني ربما يكون عميق ونقى وربما يحدث العكس في حال كانت العلاقة مرتبطة بالمصلحة الشخصية وهي بلا شك لا تبقي خالدة في الذاكرة إلى الأبد لأن محاولة التفكير في إطارها يجلب الألم والمرارة لذا يسعي المتأثر منها بكتابة تاريخ انتهاء صلاحيتها سريعاً حتي لا تكون عبئاً ثقيلاً عليه لأنها علاقة تنتهي بانتهاء الغرض الذي جعلها تستمر لفترة زمنية ماضية.

إن هنالك الكثير من العلاقات الإنسانية الصادقة القائمة علي القيم والأخلاق وهي دائماً ما تتقافز وتتزاحم في الاخيلة وتعجز كل العبارات في أن ترسم لها واقعاً يتناسب مع عظمتها التي تتسابق لها الكلمات من أجل أن تسطر أجمل وأنبل العبارات وبالمقابل تنجرف ذات الكلمات إلي رسم صورة قاتمة عن العلاقة المرتبطة بمصلحة شخصية لا يجدي معها ندم الإنسان المتضرر منها والذي كلما مرت بذهنه جمعت ومزجت ذكريات الماضي الأليم والمرير بالحاضر الذي ادمي القلب من لوعة الغدر والخيانة والاستغلال للظروف المحيطة به لينفذ ذلك الطرف خططه الانتهازية علي حسابه.

هاهي الأيام والشهور والسنين تتسرب منه معلنة انتهاء العلاقة ذات الابعاد اللا إنسانية المفتقرة للقيم والأخلاق فمن فعل لم يحتكم لصوت العقل بل نظر إلي الطرف الآخر من باب المصلحة المندرجة في إطار (الغدر) و(الخيانة) و(السرقة) و(التآمر) و(التسول) و(الخدعة) فالامر برمته لا يخرج من هذه الزاوية الضيقة في التفكير.

إذا كان تلك المصلحة الشخصية انقضت مهما طال أمدها فإنها تنتهي بانتهاء صلاحية الإنسان مقدم الخدمات لذلك الشخص الذي اقل ما يوصف به هو أنه (منافق) لتحقيق مآربه الشخصية وبالتالي لم تكن علاقته بالطرف الآخر علاقة قائمة علي القيم والأخلاق ونابعة عن حب لا تشوبه أي شائبة لذا نجد أن مثل هذه العلاقات مؤذية قصداً وعلي كل من يسلك إتجاهها المحفوف بالمخاطر أن يعتذر لمن أخطأ في حقه لأن ما قام به يعد ظلماً و مؤامرة ربما يمارسها القريب للمتضرر قبل البعيد وعليه يتحمل هو ما لا تطيقه الجبال لذا كنت دوماً ومازلت أؤمن بمبادئي وأفكاري ومعتقداتي التي تعلمتها من أبي ومن الحياة التي لا تخلو من الإنسان الانتهازي الذي يجتهد من أجل تحقيق ما يصبو إليه دون الاكتراث للآخر الذي أضاع سنوات عمره في الإستفادة من أفكاره فتارة يصيب وتارة اخري يخطئ هكذا يكافح وينافح ويناضل لكي ينجح ومع هذا وذاك يتذوق الفشل أحياناً بكل أشكاله وألوانه ومعانيه المريرة وبما أنه كان صادقاً مع نفسه وصل في نهاية المطاف إلي مكانة رفيعة عرف من خلالها ماذا تعني الحياة في ظل المعاناة والراحة ورغماً عن ذلك لم يكن يكره قط في حياته أي شخص لجأ إليه إلا أنه يؤكد أنه أخطأ في إتخاذ الكثير من القرارات و لم يندم عليها لايمانه التام بأن الله سبحانه وتعالي قدرها وهكذا أصبح يسير بخطوات ثابتة الي قدره المحتوم وعليه فإنه يحب كل من مر بحياته بلا إستثناء إذا كان صادقاً في علاقته أو ينظر إليه نظرة مصلحة ورغماً عن ذلك سامح كل من ظلمه لوجه الله تعالي فهو لا يرجو إلا رحمة الله ويطلب من الاخرين أن يراجعوا حساباتهم في الحياة .

وفسلسفتي مما ذهبت إليه أن الإنسان مهما كانت حاجته ماسة للشمس فهي تغيب ولا تظهر إلا في اليوم التالي ورغم أنها تفارقنا إلا إننا لا نبكي عليها وهذا يعود إلي علمنا التام بأنها ستطل علينا مرة ثانية ولا تخلف مودعها ومن هذا العامل ربما ينطبق ما اشرت له على الكثير من الأشياء إلا أن البعض من الذين يفكرون في الحياة من باب المصلحة الذاتية لا تحس بفراقهم حينما يرحلون عن حياتنا لذا اتمني من كل إنسان يفكر في مصلحته الشخصية أن يتعرف عن قرب إلي ما يرنو إليه دون أن يسبب الأذى لمن وثق فيه وابقاه في حياته.

( لا تعاشر نفوساً شبعت من بعد جوع فإن الخير فيها دخيل، و لكن عاشر نفوساً جاعت من بعد شبع فإن الخير فيها أصيل).. الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.

سراج النعيم : متى تحس الحكومة بالمعذبون فى الأرض؟



..............

برغم تباين وجهات النظر حول أسباب (الأحباط)، (اليأس) و(العبوس) الذى يكسوا وجوه معظم السودانيين بشكل ملحوظ منذ سنوات مضت، إلا أن أسبابه وبما لا يدع مجالاً للشك (اقتصادية)، إذ يواجه الإنسان صعوبات بالغة التعقيد كلما فكر فى توفير مستلزمات المعيشة اليومية، فهو يتفاجأ مع إشراقة شمس كل صباح بـ(غلاء فاحش) فى الأسعار، وهذا الارتفاع الجنوني يقابله دخل محدود لا يوازي حجم الانفاق لذا تجدهم من كثرة التفكير فى إيجاد الحلول يدخلون فى حالة نفسية عميقه من واقع صعوبة المرحلة التي تمر بها البلاد اقتصادياً.

إن المراقب لمشهد الشعب السوداني سيجده من أكثر الشعوب صبراً على الإبتلاء، وذلك بدليل صبره على النظام الحاكم (30) عاماً، وبالرغم من صبره سالف الذكر إلا أن المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم) فى البلاد مازال يطمع فى استمرارية النظام بترشيح المشير (عمر البشير) رئيس السودان فى الإنتخابات القادمة دون أن يكافئوا المواطن الصبور بتوفير أدني مقومات الحياة الكريمة خاصة وأن البلاد تعيش أوضاعاً اقتصادية قاهرة ويشهد الشعب فى ظلها أزمة تلو الآخري، وبالتالي تنعكس على مزاجه العام، والأمر الذى ربما قاده للاستسلام (للعوز) و(الفقر) قسراً، وليس بإرادتهم فهو مسير وليس مخير لأن الحل بيد من أوصلنا لهذه المرحلة المتأخرة من التأزم الاقتصادي، لذا من الطبيعي أن يولد ذلك الواقع المذري حالة من (الاكتئاب) و(الإحباط) الذى جعل الكثير من الاناس يظهرون بوجوه ( عبوسة)، بالإضافة إلى أن نظرتهم للحياة، للحاضر، للمستقبل نظرة (تشاؤمية) نسبة إلى أن الحلول الموضوعة على منضدة أصحاب الشأن غير مبشرة بالخروج من هذه الأزمات.

ومما ذهبت إليه فإن وضع الحكومة ينتقل من فشل إلى أخر ومعظم المشاريع التي دخلت حيز التنفيذ لا تنبىء بالنجاح ﻭكيف يحالفها النجاح وليس هنالك ﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ فى الطرح والتناول ﻛﻤﺎ ﺍﻟﺤﺎﻝ فى ﻇﻞ هذا النظام الذى كشف عن فساده الذى أدي إلى تأثر (محمد أحمد الغلبان) بضغوط الحياة ومتطلباتها اليومية خاصة أن هنالك شريحة أختفت من المشهد ألا وهي الشريحة المتوسط في الدخل، أى أن هنالك شريحة ثرية ثراء فاحش وأخرى مغدعة فى (العوز) و(الفقر)، وهي فى الغالب الأعم تعاني من تكاليف المعيشة باهظة الثمن أى أنها لا تستطيع توفير الحد الأدنى من العيش الكريم، وكلما تأملت ذلك الواقع المذري الذى نركن له فى ظل ظروف إقتصادية (قاهرة) جعلت البلاد بلا موارد إنتاج مما قاد للإعتماد كلياً على (الجبايات) التي أضحت مصدر دخل لا يغطي الإنفاق الحكومى المسير لدولاب الحكم فى البلاد ناهيك عن مخصصات الوزراء والمسئولين والدستورين مضافاً إليها المؤتمرات ونسريات السفريات الخارجية، ومع هذا وذاك يتبادر إلى ذهني أسراً تعاني الأمرين بحثاً عن قوت يومها، ومع هذا وذاك تدعو الله العلي القدير أن لا تكون حدثت زيادات فى الأسعار، فتضاعف عليها (الفاتورة) مقابل مصدر دخل ضعيف جداً لا يوازي الصرف اليومي، وإذا كان ما أشرت له ينطبق على من يمتهنون الأعمال الحرة، فما بالك بالموظف والنظامي فى (الجيش) و(الشرطة)!.

السؤال الذى يطرح نفسه بقوة هل سأل المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم) نفسه يوماً واحداً عن أطفالاً كثر يبكون بحرقة كلما أخذوا جرعات (الكيماوي) والذي يشعرون فى ظله وبعده بالألم الذى لا يتحمله إنساناً كبيراً، وآخراً يبكي من (الجوع) لعدم وجود (خبز)، بالإضافة إلى طفله تبكي لأنها لا تمتلك المبلغ الذى يجعلها تواصل دراستها كباقي زميلاتها اللواتي أنعم على أسرهن المولي عز جول بالمال الوفير، وأخري اطلت على الدنيا يتيمة (أم) توفيت أثناء الولادة، إلى جانب أخرى تبكي لأن والدها العائل الوحيد مريض ولا يستطيع الذهاب للعمل لتلبية المستلزمات المعيشية اليومية، وهكذا المصائب تتوالى علي الشعب السوداني ولا حلول جذرية سوي التخدير والاعتماد كلياً على المواطن الذى إذا لم يخرج للعمل يوماً واحداً (يشل) ميزانية الحكومة.

إن الواقع الذى نعيشه اليوم واقعاً مؤلماً ومريراً رغم الصبر على الإبتلاء بـ(ساسة) لا يتجاوز تفكيرهم حدود البقاء على كرسي السلطة دون الالتفات إلى معاناة الشعب السوداني، وهذا الواقع جعل الكثير من الشباب والشابات يهاجرون بصورة شرعية أو غيرها، فكم من شاب أو شابة واجهوا الحياة دون سند يقودهم للطريق الصحيح، إذ أنهم يجدون جميع الأبواب مغلقه أمامهم، مما يضطر البعض منهم للانضمام إلى أطفال الشوارع الذين يقتاتون ما تبقي من فضالات الأطعمة ويفترشون الأرض ويلتحفون السماء حتى فى الشتاء القارص جداً، والأخطر فى هذه الحالة أن بعض الفتيات ينحرفن عن جادة الطريق، وما أكثرهن فى هذا الزمن الذى انجبن فى إطاره العديد من الأطفال (اللقطاء)، والمحظوظ من أولئك الأطفال أن يجد أسرة تتبناه إلا أنه رغماً عن ذلك يصطدم فى المستقبل بأنه نتاج ثمرة (الخطيئة).

ويستمر واقعنا المرير بكل ما تحمل الكلمة من معني حيث تجد أن هنالك تلميذاً أو طالباً يجمع مبلغ تناول وجبة الأفطار بصعوبة شديدة ليشارك به مع زملائه في المدرسة أو الجامعة فى ظل ظروف اقتصادية بالغة التعقيد، فيما نجد أن هنالك مريضاً يعاني الأمرين من أجل تلقي العلاج أو شراء الدواء الذى أصبح باهض الثمن للارتفاع الجنوني فى سعر الدولار، وتجد هنالك أيضاً (أباً) أو (أماً) مصابين بـ(السرطان) أو (الفشل الكلوي) أو غيرها من الأمراض المستعصية، هكذا عاش العديد من الأطفال حياتهم بلا (أب) أو (أم)، وربما بدون (مأوي) أو سند يقوم بدور (الأب)، لذا يكون الحاضر والمستقبل مظلمان جداً، إذ يعيش الكثير على باب الكريم، لذلك السؤال أين الحكومة وأين وزاراتها ومؤسستها من هؤلاء أو أولئك الذين يركنون لحياة أشد قسوة وايلاما، هل سأل المسئولين أنفسهم كيف هي حياتهم، وكيف هي حياة أولئك المعذبون فى الأرض؟؟؟؟؟.

الخميس، 9 سبتمبر 2021

*عريس يتفاجأ بعروسه ليست فتاة في أول أيام شهر العسل*



......... 

*جلس إليه : سراج النعيم*

.........

روي شاب يبلغ من العمر أكثر من (30) عاماً، السائق للآليات ثقيلة خارج ولاية الخرطوم قصة زواجه المثير، والذي تفاجأ في إطاره بأن عروسه اليمنية ليست فتاة، وذلك أول أيام قضائه شهر العسل إلا أنه أستمر في الحياة الزوجية أشهر من تاريخ إتمام مراسم الزفاف، ومن ساعتها بدأت تظهر له الإشكالية تلو الاخري إلى أن انفصل عن زوجته اليمنية، وبعد الطلاق رفعت في مواجهته دعوي قضائية لدي محكمة الأحوال الشخصية بالعاصمة السودانية (الخرطوم).

ما الكيفية التي بدأت بها حياتك الزوجية؟

بدأت قصتي أكثر غرابة من أي قصة طلاق حدثت في السنوات الأخيرة لما تحمله من أسرار، خفايا وغموض ظل يسيطر على جل تفكيري.

في البدء كيف تعرفت على طليقتك؟

تعرفت عليها من خلال ترحيل الطالبات الذي كنت أعمل فيه كلما أخذت إجازة من عملي المتعلق بقيادة الآليات الثقيلة، وفي هذه الفترة الوجيزة نشأت علاقة بيني والطالبة في المسافة من منزل أسرتها إلى المدرسة الثانوية، وبما انني كنت أبحث عن عروس تواصلت معها إلى أن صارحتها بانني أود الارتباط بها شرعاً، فما كان منها إلا وطلبت مني وبلا تردد أن أقابل أسرتها، وكنت سعيداً بهذه الخطوة التي حددت في إطارها موعداً لإحضار أسرتي ممثلة في والدي ووالدتي، واللذين حينما أزفت الساعة كانا في الزمان والمكان حضوراً طاقياً، والتقيا بأسرة طليقتي اليمنية، والتي وافقت مبدئياً على الخطوبة، وعلى أن يتم تحديد موعد آخر لعقد القران، وعندما حان الوقت كانت زوجتي السابقة على مشارف الجلوس لامتحانات الشهادة السودانية، وما أن وضعت في ظلها آخر ورقة إلا واستئذنتني بأن تشد الرحال لمسقط رأسها (اليمن)، ثم تعود لإتمام مراسم الزفاف، عموماً سافرت نحو وجهتها ثم عادت منها، وأول ما وطأت قدماها أرض مطار الخرطوم إلا واتصلت على هاتفياً مؤكدة وصولها للسودان، وطلبت مني في ذات الوقت إحضار أسرتي للترتيب للزواج، وكنت في غاية السعادة كون أن حلمي أقترب، لذا أخطرت أسرتي بالاتفاق الذي توصلت إليه مع طليقتي، فما كان من والدي واعمامي وخيلاني إلا وذهبوا إلى أسرة زوجتي السابقة بغرض الخطوبة، وتحديد زمان ومكان عقد القران إلا أن أسرتها أصرت لإصراراً مطلقاً على عقد النكاح رغماً عن انني كنت غائباً، المهم أن والدي أتصل على هاتفياً وأخبرني برغبة أسرة طيلقتي بإكمال نصف الدين، فقلت له على بركة الله وبالتالي أصبح والدي وكيلاً لي وزوج والد زوجتي السابقة وكيلاً لها، وعندما عدت من عملي توجهت مباشرة إلى أسرة طليقتي وتعرفت على أفرادها، ومن ثم حددنا موعداً لإكمال مراسم الزفاف، والذي تم بحسب ما كنت مخططاً له، وما أن عبرت عن فرحتي بليلة العمر إلا ذهبت لقضاء شهر العسل في الفندق، ولكن تفاجأت في أول يوم منه بأن زوجتي ليست فتاة، مما جعلني اتوتر توتراً شديداً، وأدخل في حالة نفسية سيئة جداً، وعندما هدأت منها نوعاً ما وجهت لزوجتي السابقة سؤالاً مفاده لماذا أنتي لست بالفتاة؟ قالت وهي تبكي ودون أن تأبه بتساقط دموعها مدراراً على خدها : اغتصبوني عنوة في دولة عربية من ارتكبوا الجرم في حقي من أسرة عريقة، لذلك لم يقتص لي منهم فهي ذات نفوذ كبير، قلت تعقيباً على روايتها : (يا بنت الناس كان تصارحيني البداية كي أقرر الاستمرارية معك من عدمها)، عموماً صمتت ولم تتفوه بأي كلمة رغماً عن ملاحقتي لها بالأسئلة الأمر الذي عقد الأمور بيني وبينها أكثر وأكثر، وأصبح أفكر ماذا أفعل في هذه المصيبة؟.

وماذا؟

في اليوم الثاني من شهر العسل ذهبت إلى والدة زوجتي في منزلها، وقلت : وجدت ابنتك ليست فتاة، فقالت بثقة : من قال ذلك؟ فقلت : (لا أظن أنك تعرفيها أكثر مما أعرفها أنا الذي تزوجتها)؟، فما كان منها إلا أن تطلب مني أن (الستر) خوفاً من الفضيحة ووصمة المجتمع وثم قالت : إذا عرف والدها بما ذهبت إليه فإنه سيقتلها، فقلت بيأس : (هو البقي بقي)، ثم قلت في قرارة نفسي: (الخير فيما اختاره الله)، المهم انني عدت للفندق وقطعت شهر العسل، واصطحبت زوجتي السابقة إلى عش الزوجية، والذي شيدته في جزء من منزل أسرتي، وهي بدورها سألتني لماذا لم تكمل الأيام المتبقية من شهر العسل؟ فقلت : ليس هنالك مشكلة، ثم قطعت إجازة زواجي وتوجهت مباشرة إلى مقر عملي خارج الخرطوم، وبعد شهر عدت لمقر إقامتي واستقريت مع زوجتي، وخلال ذلك اكتشفت أنها مريضة بعدد من الأمراض مثل الأزمة، الصرع، الروماتزيوم، والحساسية، مما اضطرني إلى أن اسأل والدها الذي أكتشفت أنه ليس والدها فيما بعد، بل هو زوج والدتها لماذا لم توضحوا بأن زوجتي مصابة ببعض الأمراض، فلم أجد منه إجابة شافية، فقلت المرض ابتلاء من الله، لذا لن أتوقف عنده كثيراً، وكان أن واصلت حياتي الزوجية إلى أن أنجبت منها نجلي (......).

ما الذي اكتشفته فيما بعد من أسرار وخفايا لم تكن تخطر على بالك؟

في الشهر الثالث من حمل زوجتي السابقة بابني (......) وجدتها تبكي بحرقة شديدة، فما كان مني إلا وسألتها ماذا هناك؟ قالت : أريد أن أكشف لك حقيقة تتعلق بمن تعتقد أنه والدي، فالشخص الذي كان وكيلاً لي في عقد القران ليس والدي، فقلت : إذناً من هو والدك؟ قالت : والدي في الأساس ليس سودانياً، إنما هو يمنياً ومتوفي منذ سنوات، وكيف جاءت والدتك إلى السودان؟ ردت قائلة : حضرت إلى الخرطوم برفقة جدي الذي كان يعمل في الخرطوم، ومن خلال عمله نشأت علاقة بين جدي، وذلك الرجل الذي أصبح فيما زوج والدتي.

كيف تم عقد القران؟

تم عقد القران بدون أن يكون لطيلقتي وثيقة سودانية، وأول ما عرفت هذه الحقيقة تحدثت مع زوج والدة زوجتي على أساس انني قررت تطليقها إلا أن حملها وقف عائقاً أمام اتخاذي هذه الخطوة، وكان أن صبرت إلى أن أنجبت ابني ثم جاء اخوتها من اليمن، وطلبوا مني تطليقها، فقلت لهم إذا كانت هذه رغبتها فأنا على اهبة الإستعداد أن اطلقها، وبالفعل عندما ندهت عليها ووجهت لها سؤالى حول ما ذهب إليه اخوتها قالت إنها ترغب في الانفصال عني، فما كان إلا وانفصلت عنها، وأصبحت اتكفل بنفقات ابني إلى أن اختفت هي عني، ولم يكن لدي عنوان للوصول إليها سوي قسيمة الزواج، والتي من خلالها بدأت رحلة البحث عن أصول طليقتي، فلجأت في باديء الأمر لسلطات الاختصاص، ومن خلال قسيمة الطلاق ظهر رقمها الوطني، ومن ثم جوازات أسرتها، ومن ثم فتحت ضدي أسرة طليقتي بلاغاً على أساس انني أسيء لها لدرجة انني هربت من الخرطوم إلى الولاية الشمالية، ومن ثم سافرت إلى مصر.

ومضي : رفعت زوجتي السابقة عريضة دعوي قضائية لدي محكمة الأحوال الشخصية تطلب من خلالها نفقة شهرية لابني، وكان أن مثلت أمام قاضي المحكمة، وأثبت انني كنت أدفع مبالغ مالية نظير تربية نجلي إلا أنهم احضروا شهود يؤكدون أن راتبي الشهري أكثر من (20) ألف جنيه فانكرت ذلك وسألت وقتئذ القاضي هل أنت تصرف هذا المبلغ ناهيك عني أنا؟، ومن هذه الجلسة أصبحت لا أتابع باقي الجلسات إلا من خلال محام، فهم طلبوا أكثر من (5) ألف جنيه نفقة لطفلي، ولكن المحكمة قضت بمبلغ أقل مما هم يرغبون فيه، فما كان منهم إلا أن يستائفوا القرار فجاءت القرار لصالحهم، وكان أن استئنفت القرار.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...